logo
هجمات بروكسل 2016: ضربة إرهابية غيرت قواعد اللعبة الأمنية في أوروبا

هجمات بروكسل 2016: ضربة إرهابية غيرت قواعد اللعبة الأمنية في أوروبا

في 22 مارس 2016، شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل سلسلة تفجيرات دامية استهدفت مطار زافنتيم ومحطة مترو مالبيك، مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة المئات. وبعد ساعات من الهجوم، أعلنت وكالة أعماق، الذراع الإعلامية لتنظيم داعش، مسؤولية التنظيم عن الهجمات، مؤكدةً أنها نُفذت بتخطيط دقيق وسرعة تنفيذ عالية. البيان، الذي نُشر عبر قنوات أعماق على تطبيق تليجرام، لم يتضمن تفاصيل دقيقة عن العملية، لكنه توعد بالمزيد من الهجمات داخل أوروبا.
المنفذون كما قدمتهم مجلة دابق
في عددها الرابع عشر الصادر في رجب 1437هـ، نشرت مجلة دابق التابعة لتنظيم داعش صورًا ومعلومات عن منفذي هجمات بروكسل، مقدمةً إياهم كـ"أبطال للجهاد".
إبراهيم البكراوي (أبو سليمان البلجيكي)
كان أحد منفذي تفجير مطار بروكسل. وفقًا لـ"دابق"، بدأ إبراهيم مسيرته نحو التطرف أثناء قضائه عقوبة في السجن، حيث تأثر بالأحداث الجارية في سوريا، خصوصًا ما وصفته المجلة بـ"فظائع نظام بشار الأسد". بعد خروجه من السجن، انخرط في التحضير للعمليات المسلحة بالتنسيق مع شقيقه خالد البكراوي، حيث قاما بشراء الأسلحة وتأمين مساكن آمنة.
خالد البكراوي (أبو الوليد البلجيكي)
فجر نفسه داخل مترو مالبيك في بروكسل. وصفته "دابق" بأنه "قائد بالفطرة"، وادعت أنه رأى رؤىً دينية دفعته لتغيير حياته. وفقًا للمجلة، بدأ خالد بعد خروجه من السجن بإلقاء محاضرات دينية وتحريض الشباب على الانضمام إلى داعش في سوريا. كما كتب مقالات عن "الحروب الصليبية ضد المسلمين"، وتلقى تدريبات على تنفيذ العمليات الانتحارية بعد مشاركته في تجنيد المقاتلين.
نجم العشراوي (أبو إدريس البلجيكي)
كان أحد مفجري مطار بروكسل، وأحد صانعي المتفجرات التي استُخدمت في الهجوم. تشير "دابق" إلى أنه التحق بـ"مجلس شورى المجاهدين" في سوريا عام 2013، ثم انضم لاحقًا إلى داعش، حيث شارك في معارك ضد قوات النظام السوري والفصائل المعارضة، قبل أن يعود إلى أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية، بما في ذلك تفجيرات باريس 2015، حيث كان مسؤولًا عن تحضير المتفجرات المستخدمة في تلك الهجمات.
محمد بلقايد (أبو عبد العزيز الجزائري)
المقاتل الجزائري الذي وصفته "دابق" بأنه "قائد الانغماسيين"، خاض معارك في سوريا والعراق، حيث شارك في قتال النظام السوري والفصائل المسلحة، وأصيب أكثر من مرة. كما كان من المشاركين في معركة الرمادي بالعراق. بعد عودته إلى أوروبا، كان جزءًا من الخلية التي نفذت تفجيرات بروكسل.
دلالات الرواية الإعلامية لداعش
يعكس تناول "دابق" لسير منفذي الهجمات استراتيجية داعش الإعلامية في تبرير العنف عبر السرديات الدينية والتاريخية، وتقديم المهاجمين كـ"أبطال مقدسين". كما يسلط الضوء على دور الدعاية الجهادية في استقطاب الأفراد عبر الإنترنت، خاصة من خلال استغلال الأحداث الإقليمية مثل الحرب في سوريا لتبرير عمليات إرهابية في الغرب.
تكشف هجمات بروكسل والطريقة التي تم تسويقها إعلاميًا عن مدى تغلغل داعش في الشبكات الأوروبية، ومدى خطورة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم. كما توضح طبيعة العمليات العابرة للحدود، حيث تم التخطيط والتنسيق للهجمات بين خلايا نائمة في أوروبا وعناصر ناشطة في مناطق النزاع.
تأثير هجمات بروكسل 2016 على بلجيكا وأوروبا
1. التأثير الأمني: تعزيز الإجراءات ومكافحة الإرهاب
أدت هجمات بروكسل إلى إعادة هيكلة السياسات الأمنية في بلجيكا وأوروبا. من أبرز التدابير التي تم اتخاذها:
رفع مستوى التأهب الأمني: أعلنت السلطات البلجيكية حالة الطوارئ القصوى، وعززت وجود القوات العسكرية في الأماكن العامة، مثل المطارات ومحطات القطارات.
توسيع صلاحيات الأجهزة الأمنية: تم منح الأجهزة الاستخباراتية سلطات أوسع لمراقبة المشتبه فيهم، واعتماد أساليب تحقيق أكثر صرامة مع العائدين من مناطق النزاع.
تعزيز التعاون الأوروبي في مكافحة الإرهاب: كثفت الدول الأوروبية تبادل المعلومات الأمنية، خاصة عبر وكالة يوروبول، وتم تعزيز التنسيق في مراقبة الحدود والرحلات الجوية.
2. التأثير السياسي: صعود اليمين المتطرف وتعديل السياسات الداخلية
استغلت الأحزاب اليمينية المتطرفة الهجوم لتبرير سياسات أكثر تشددًا تجاه اللاجئين والمهاجرين، معتبرةً أن التهديدات الأمنية مرتبطة بضعف الرقابة على الهجرة.
تعرضت الحكومة البلجيكية لانتقادات بسبب الإخفاقات الأمنية، خاصة بعد الكشف عن تحذيرات استخباراتية سابقة حول بعض منفذي الهجوم، مما أدى إلى استقالات مسؤولين حكوميين.
تعزيز قوانين مكافحة التطرف: تم إقرار تشريعات تتيح مراقبة أوثق للمشتبه بهم، وتشديد العقوبات على الدعاية الجهادية والتجنيد.
3. التأثير المجتمعي: توترات داخلية وصعود الإسلاموفوبيا
أدت الهجمات إلى تصاعد المشاعر المعادية للمسلمين في بلجيكا وأوروبا، حيث شهدت بعض المناطق اعتداءات على الجاليات المسلمة والمساجد.
زادت المخاوف المجتمعية من التطرف المحلي، خاصة أن بعض منفذي الهجمات كانوا مواطنين بلجيكيين، ما أعاد النقاش حول فشل سياسات الاندماج الاجتماعي.
دفع ذلك الحكومة إلى إطلاق برامج لمكافحة التطرف داخل الأحياء المهمشة، خاصة في ضواحي بروكسل التي كانت مصدرًا لبعض المقاتلين الأجانب.
4. التأثير الاقتصادي: ضربة لقطاع الطيران والسياحة
تعرض مطار زافنتيم لأضرار جسيمة، مما أدى إلى إغلاقه مؤقتًا، وخسائر تقدر بملايين اليوروهات.
شهد قطاع السياحة تراجعًا كبيرًا بسبب المخاوف الأمنية، حيث انخفضت معدلات الحجز الفندقي في بروكسل والمدن الكبرى.
اضطرت العديد من الشركات البلجيكية إلى تعزيز إجراءات الأمن، مما زاد من التكاليف التشغيلية.
5. التأثير على الاتحاد الأوروبي: مراجعة سياسات الهجرة والأمن
عزز الاتحاد الأوروبي إجراءات مراقبة الحدود الخارجية، وتم الاتفاق على مراجعة قوانين شنغن لضبط تحركات الأفراد بين الدول الأعضاء.
تم اعتماد برامج أوروبية لمكافحة التطرف، تستهدف تقويض التجنيد الإلكتروني عبر الإنترنت ومراقبة المحتوى الإرهابي على وسائل التواصل الاجتماعي.
شكلت الهجمات حافزًا لتوسيع صلاحيات أجهزة الأمن الأوروبية، مع زيادة ميزانية يوروبول لتعزيز مكافحة الإرهاب.
خلاصة
كشفت تفجيرات بروكسل عن ثغرات أمنية واستخباراتية كبيرة، وأثرت بعمق على السياسات الداخلية في بلجيكا وأوروبا. كما عززت النقاش حول العلاقة بين الإرهاب والهجرة، وأدت إلى تصاعد التيارات القومية المعادية للمسلمين. في الوقت ذاته، شكلت دافعًا للاتحاد الأوروبي لتبني إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الإرهاب والتطرف، مما أثر بشكل مباشر على الحريات المدنية وسياسات المراقبة في القارة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صلاح الدين.. مشاجرة بـ"التواثي" تخلف مصاباً ومعتقلين و"جسم غريب" يطلق عملية أمنية
صلاح الدين.. مشاجرة بـ"التواثي" تخلف مصاباً ومعتقلين و"جسم غريب" يطلق عملية أمنية

شفق نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • شفق نيوز

صلاح الدين.. مشاجرة بـ"التواثي" تخلف مصاباً ومعتقلين و"جسم غريب" يطلق عملية أمنية

شفق نيوز/ أفاد مصدر أمني في صلاح الدين، يوم الجمعة، باعتقال أطراف مشاجرة استخدمت فيها "التواثي" بأطراف مدينة تكريت، فيما انطلقت عملية تفتيش أمنية في قضاء بيجي عقب ورود بلاغ من أحد المواطنين عن وجود "جسم غريب" في إحدى القرى. وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "خلافاً نشب بين عائلتين في أطراف مدينة تكريت تطور إلى مشاجرة مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة العصيّ (التواثي)، ما أدى إلى إصابة أحد المدنيين بجروح نتيجة إطلاق نار". وأضاف أن "الشرطة تدخلت سريعاً واعتقلت جميع أطراف المشاجرة، بما فيهم مطلق النار، وفتحت تحقيقاً بالحادث لاتخاذ الإجراءاتالقانونية". من جانب آخر، ذكر المصدر أن قوة مشتركة من فوج طوارئ صلاح الدين الأول، واستخبارات ومكافحة الإرهاب في بيجي، وقسم شرطة بيجي، وبمشاركة خبير متفجرات، نفذت واجب تفتيش في قرية النور التابعة لقضاء بيجي، بعد تلقي بلاغ من أحد المواطنين بعثوره على "جسم غريب". وبين أن العملية أسفرت عن العثور على جليكان سعة 20 لتراً يحتوي على مادة نترات الأمونيا، ومسطرة ضاغطة، وقذيفتي مدفع عيار 40ملم، (مكونات عبوة ناسفة) من مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي.

ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند
ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند

الحركات الإسلامية

time٢١-٠٥-٢٠٢٥

  • الحركات الإسلامية

ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند

أعلنت قوات دفاع بونتلاند (PDF) مقتل أحد أبرز قادة فرع تنظيم داعش في الصومال، في عملية أمنية دقيقة نفذتها قواتها البرية والجوية في جبال كال-مسكاد، الثلاثاء الماضي، في إطار العملية العسكرية المستمرة "البرق". وأفادت السلطات المحلية أن القيادي المقتول هو أحمد موسى سعيد، والذي وصفته بأنه "هدف ذو قيمة عالية" و"أحد العقول المدبرة للتنظيم"، وكان يتمتع بنفوذ واسع داخل شبكة داعش في شمال شرق الصومال. تحركات دولية وصلات خارجية وفقا لمصادر أمنية مطلعة، كان سعيد يسافر باستمرار إلى الخارج، خاصة إلى إثيوبيا، وسلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، وهي دول تربطها علاقات أمنية وثيقة مع ولاية بونتلاند. وقد ساهمت الإمارات، بشكل خاص، في توفير خدمات المراقبة الجوية خلال العمليات العسكرية الأخيرة ضد التنظيم. وأوضحت قوات بونتلاند أن سعيد كان على صلة بعدد من المقاتلين الأجانب، الذين دخلوا الصومال في السنوات الأخيرة، حيث عثر على جوازات سفر أجنبية في الكهوف والمخابئ التي استولى عليها الجيش في المناطق الجبلية خلال حملة "البرق". تفاصيل العملية العسكرية أشاد قائد العملية، العميد أحمد عبد الله شيخ، بنجاح القوات المحلية في تصفية هذا العنصر القيادي، قائلا: "يمثل القضاء على أحمد موسى سعيد ضربة موجعة لقدرات داعش، ويعكس التزامنا الراسخ بمكافحة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي". وأشار الشيخ إلى أن العملية تمت بدقة واحترافية عالية، لكن لم تكشف تفاصيل إضافية بشأن توقيت أو ظروف الهجوم لدواع أمنية. حملة "البرق" وتقدم قوات بونتلاند شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا ميدانيا كبيرا ضمن عملية "البرق"، حيث نجحت قوات بونتلاند في استعادة عدد من القرى الاستراتيجية في منطقة باري، وطرد عناصر التنظيم من مواقعهم، ما قلص من مساحة نفوذ داعش. ورغم أن تنظيم داعش يحتفظ بوجود محدود في المناطق الجبلية لبونتلاند، إلا أن المحللين الأمنيين يحذرون من تزايد نشاطه، خاصة في ظل فراغات أمنية وانسحابات تكتيكية لبعض القوات الفيدرالية في مناطق أخرى. خلفية أمنية يذكر أن داعش في الصومال، رغم كونه أصغر حجما وأقل تنظيما من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، إلا أنه يشكل تهديدا متناميا في الشمال الشرقي، ويخوض صراعات متكررة مع كل من الحكومة الفيدرالية ومسلحي حركة الشباب. يشكل مقتل أحمد موسى سعيد تطورا بارزا في الحرب على الإرهاب في القرن الأفريقي، كما يسلط الضوء على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الجماعات المتطرفة العابرة للحدود. وقد دعت السلطات في بونتلاند إلى مواصلة الدعم الدولي لتعزيز أمن المنطقة ومنع عودة هذه التنظيمات الإرهابية إلى قواعدها السابقة.

الاعلام الامني: مقتل عدد من الارهابيين بضربة جوية عراقية شرق صلاح الدين
الاعلام الامني: مقتل عدد من الارهابيين بضربة جوية عراقية شرق صلاح الدين

وكالة أنباء براثا

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة أنباء براثا

الاعلام الامني: مقتل عدد من الارهابيين بضربة جوية عراقية شرق صلاح الدين

اعلنت خلية الاعلام الامني عن مقتل عدد من الإرهابيين بضربة جوية عراقية شرق صلاح الدين . وذكرت الخلية في بيان انه:" بعمل استخباري نوعي لقواتنا الامنية ، تم تنفيذ ضربة جوية ناجحة، وفقاً لمعلومات دقيقة من مديرية الاستخبارات العسكرية وباشراف ومتابعة وتخطيط من خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، اذ دك صقور القوة الجوية بواسطة طائرات F_16 مضافة للاإرهابيين في سلسلة جبال بلكانه ضمن قاطع عمليات شرق صلاح الدين". واوضحت :" ان هذه الضربة اسفرت ، بحسب المعلومات الاولية ، عن قتل مجموعة من افراد عصابات داعش الارهابية كانوا داخل هذه المضافة ، وتدمير اسلحة واعتدة ومعدات ومواد لوجستية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store