logo
#

أحدث الأخبار مع #الحروبالصليبية

آثار الإسكندرية: أعمال ترميم عمود السواري وكوم الشقافة أوشكت على الانتهاء.. والافتتاح قريبا
آثار الإسكندرية: أعمال ترميم عمود السواري وكوم الشقافة أوشكت على الانتهاء.. والافتتاح قريبا

24 القاهرة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • 24 القاهرة

آثار الإسكندرية: أعمال ترميم عمود السواري وكوم الشقافة أوشكت على الانتهاء.. والافتتاح قريبا

استقبلت الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية، برئاسة الدكتور حسام غنيم مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بالإسكندرية، كل من الدكتور أحمد رحيمة معاون الوزير للموارد البشرية، وعدد من قيادات وزارة السياحة والآثار. وتأتي هذه الزيارة في ضوء تقديم الدعم وتكوين الشراكة الاستراتيجية في تحقيق اهداف العاملين للإدارة العامة لآثار الإسكندرية. ومن جهته أكد الدكتور أحمد رحيمة معاون وزير السياحة للموارد البشرية، التركيز على الدورات التدريبية لرفع مستوى الإدارة وتطوير الكوادر وضمان بيئة عمل جيدة لتساعد على الاستقرار والحفاظ على رؤية ثابتة والمساهمة في الابتكار لمواجهة التحديات. مدير آثار الإسكندرية: أعمال ترميم عمود السواري وكوم الشقافة أوشكت على الانتهاء.. والافتتاح قريبا وقال الدكتور حسام غنيم مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بالإسكندرية، في بيان له خلال تفقد المواقع الأثرية أن أعمال التطوير التي تجري في المواقع الأثرية لكل من عمود السواري، وكوم الشقافة الأثرية تعتبر من أهم المشاريع لعام 2025م. السياحة: وضع القطع الأثرية المستردة من أمريكا بالمتحف المصري بالتحرير للترميم تمهيدًا لعرضها | صور المنشآت السياحية: الاستثمار في الإنسان هو الأذكى.. وتأهيل الطلاب للضيافة ضرورة لتطوير السياحة وأوضح مدير عام آثار الإسكندرية، إن أعمال التطوير أوشكت على الانتهاء والتجهيز للافتتاح قريبا، وتم التأكيد على تحقيق الهدف المنشود للكوادر البشرية للمناطق الأثرية وذلك في نهاية الجولة لموقعي التطوير عمود السواري وكوم الشقافة الأثرية. ويذكر أن عمود السواري عرف منذ الحروب الصليبية باسم بومبي، وهو خطأ يعود إلى أن الأوربيين ظنوا أن رأس الملك الروماني بومبي، والذي هرب إلى مصر فرارًا من يوليوس قيصر وقتل على يد المصريين، قد وضع في جرة جنائزية فوق تاج العمود، والذي عرف أيضًا باسم ثيودوسيان في العصر البيزنطي. أما عن تسميته بـ عمود السواري، فتعود إلى العصر العربي؛ إذ يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاعه الشاهق، والذي يشبه صواري السفن، لذلك أطلق عليه العرب عمود السواري

سامح المحاريق : الأردن وفلسطين.. ما يُرى من مادبا ولا تراه لندن!
سامح المحاريق : الأردن وفلسطين.. ما يُرى من مادبا ولا تراه لندن!

أخبارنا

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبارنا

سامح المحاريق : الأردن وفلسطين.. ما يُرى من مادبا ولا تراه لندن!

أخبارنا : تجري فلسطين على ألسنة الأردنيين وتجول في أفكارهم وتفرض نفسها على حواراتهم بالصورة التي لا يمكن لدولة أخرى في العالم أن تدانيها أو تقاربها، وفي الفترات التي تعتبر اعتيادية، بمعنى أنها لا تشهد اشتباكات واسعة أو اضطرابات داخل الأرض المحتلة، ففلسطين تحضر في الحياة الأردنية بأكثر مما تحضر في بقية أنحاء العالم مجتمعة. الأردنيون مسكونون بفلسطين، كانت قدرًا جغرافيًا وخيارًا قوميًا، وكثيرًا ما يصطحب الأردنيون ضيوفهم ويقفون على جبال عجلون والسلط ومادبا والكرك، وتمتد أذرعهم بالإشارة إلى الأفق ليقولوا بكل فخر وامتلاء نفسي: "هاي فلسطين، ولو الجو صافي رح تشوف ضواو القدس!"، هذه مسألة نفسية، ففي كثير من الأحوال، أعرف استحالة رؤية أضواء القدس من هذا المكان أو ذاك، ولكن ليس ثمة فائدة من إقناع الأردني أنه ليس قريبًا من القدس، ليس في حوضها النفسي والمعنوي، ولا طائل من محاورته حول فلسطين وحتمية التحرير، بل ودورًا مرتقبًا يريده له أو لأبنائه وأحفاده في ذلك. الأردني شريك في الخسارة والفقد في فلسطين، على الأقل منذ الحروب الصليبية التي جعلته بعيدًا عن المتوسط وعالمه، وبين ضفتي نهر الأردن كانت حالات الاندماج الاجتماعي تجعل من المتعذر الفصل الوجودي بين سكان شرق النهر وغربه، ومنذ مطلع القرن التاسع عشر شهدت ضفتا النهر إزاحات سكانية في الاتجاهين مع اضطرابات النزاعات الأهلية والقروية التي حدثت بعد محاولات هندسة وإعادة هندسة المجتمع بعد حملة محمد علي في الشام. تبدو هذه الأمور غائبة عن كثيرين مع محاولة استحضار الأردن كحالة طبيعية أو محايدة تجاه فلسطين، فهذه مسألة غير ممكنة، ومن يحاولون قياس المواقف الأردنية على مواقفهم يتناسون العمق التاريخي والواقع الجغرافي الذي يحكم العلاقة ويجعلها متداخلة بصورة لا يمكن إحالتها لتصورات السياسة ومصالحها، كما أن البلدين، في منظور أكثر جمعية، مثل القومي أو الإسلامي، يبقيان على حالة من الخصوصية من الصعب محاورتها تقليديًا أو حتى منطقيًا. لذلك، تصبح محاولة التصيد في الماء العكر تجاه علاقة الأردنيين بالقضية الفلسطينية مغرضةً في جوهرها، لأنها تستهدف تعرية الفلسطينيين من عمقهم الاستراتيجي المتبقي، وتركهم وحيدين معنويًا وماديًا (على الرغم من الإمكانيات المادية المحدودة في الأردن) وذلك ما يخدم إسرائيل بصورة مثالية ويمكنها من تحقيق تفرد غير مسبوق، فما أجدى بالنسبة لدولة الاحتلال من معابر مغلقة بين البلدين، أو حالة من الارتياب والتهيب تأتي محل التلازم الوجداني والواقعي بين الشعبين؟ ألا يمثل ذلك قطعًا للحبل السُري الذي يتمسك به الفلسطينيون في الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد. لم يكتشف الأردنيون فلسطين بعد السابع من أكتوبر، ولم يعرفوا الأوضاع السيئة والحرجة في فلسطين عندما بدأت الفضائيات تنقل المقتلة في غزة، فالسؤال الفلسطيني يحضر في كل بيت أردني، وإذا كان البعض يرون العالم من منطلق الأرقام والمال، ولا يتصورون عالمًا آخر خارج هذه الاعتبارات، فهذه مسألة متعذرة الاحتساب بين الأردنيين والفلسطينيين، مستحيلة تقريبًا، لأن الأمر لم يقتصر يومًا على ما يقبل العد أو الوزن، فما هو عدد الدماء والدموع، وكم صرخة صامتة انطلقت للفضاء والأردنيون يتطلعون إلى الشمس التي ترتحل كل يوم من سمائهم تجاه فلسطين. الأكذوبة التي تناقلتها بعض الأقلام والألسنة ليست مؤثرة على الحالة الأردنية الراهنة، ولا تقدم ولا تؤخر في مصفوفة الخيارات الأردنية المنحازة بطبيعتها لفلسطين وحقوق شعبها، ولكنها تبين غايات بعض الأطراف وإدراكهم أن محاولة توهين هذه الجبهة المشتركة من شأنها أن تحقق مصالحهم وتخدم حساباتهم. هذه لغة عاطفية، ربما تخلو من التحليل السياسي وما يقتضيه من حصافة، ولكن ما لا يفهمه اللاعبون السياسيون الذين يترجمون كل شيء إلى أصوات وتصويت، أن الأمر بالفعل عاطفي، وأن الأردنيين من الملك عبدالله الثاني إلى أصغر طفل بدأ يعي العالم من حوله، لا يستطيعون توصيف حدود هذه العلاقة ومحاصرتها في الكلمات والأرقام. ليس لشخص يقيم في لندن، أن يمتلك زاوية الرؤية الحساسة التي يحملها الأردني على جبال مادبا وهو يتطلع إلى الأفق ويحلف أنه يرى أضواء القدس، فهو وإن لم يكن يراها ببصره، فالأكيد أنها تحضر في قلبه ووجوده، وهذا الفرق بين من يرون فلسطين أرضًا وناسًا، ومن يرونها رقعة أرض أو وقفًا أو مصلحة استراتيجية.

ماما امريكا .. وبابا
ماما امريكا .. وبابا

عمون

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عمون

ماما امريكا .. وبابا

لا شك أن امريكا هي ماما العالم حسب توصيف الشارع البسيط، فهي رأس الهرم المهيمن على مفاصل الدول سياسيا و اقتصاديا ، و حتى ثقافيا إلى حدّ بعيد ...أمّا اليوم دينيّا...فما تداعيات وصول أوّل امريكي لرأس حاضرة الفاتيكان؟ على المستوى الديني ، لا نرجو منه كبابا للكنيسة الكاثوليكية أكثر من اصلاحات داخلية و خارجية و توافقات تشدّ اللُحمة بين اتباع الديانات و تقاربات الشرق و الغرب ، لكن في خضم الامنيات ، هل سيصبغ البابا اطباع امريكا على الفاتيكان؟ لا شك أن للقضايا الامريكية حساسية كبيرة ، إن حاول البابا أن يقحمها في مشواره عبر الكرسي الرسوليّ سيصطدم بواجهة من علمانية امريكا التي لا تُقبل بشكلها الصريح الواضح في العالم الكاثوليكي الذي برغم من انفتاحه لا يزال صلبا أمام تابوهات عديدة ، و إن حاول البابا اغفالها ، و السير كأيّ ملك للفاتيكان بلسطة دينية مطلقة سيقع في مأزق عدم أمركة الفاتيكان أو بالحد الادني صبغ ثقافته عليه ، فما الحلّ؟ وكيف سيوافق البابا الجديد بين واشنطن و الفاتيكان ، خصوصا في تلك القضايا التي تقوم على تنافر شديد؟ مما لا شك فيه أنّ البابا و ترامب على حد سواء سيحاولان التقريب بين امريكا و الفاتيكان ، خصيصا بعد طموحات الاخير الفكاهية في أن يكون بابا الفاتيكان الجديد، فترامب ليس بعيدا عن جمود الفاتيكان بشكل عام تجاه العديد من القضايا كالمثلية ، إذ يشترك مع الكنيسة بذات الدفء البارد تجاه حساسية القضايا الجنسية حتى و إن صُدرت لعقود صورة التقبّل. واشنطن بدورها عليها أن تجنح قليلا نحو الفاتيكان ، نحو السير في أفق القضايا الانسانية من زاوية واسعة و منظور شامل ، كقضية غزة و التي لم تغب يوما عن لسان البابا الراحل ، لكن الفاتيكان يحاول دائما الاعتدال في الحروب و نبذها على كافة الاصعدة ، على عكس الماما امريكا و التي تنحاز دائما نحو مصالحها...و اسرائيل. على الضفة المقابلة ، سيرتكب البابا خطأ فادحا إن قاد الفاتيكان كما و لو أنّه رئيس للبيت الابيض لكن بسلطة دينية واسعة ، فالفاتيكان الذي أسس لمصالحات عديدة بدءا من الاعتذار عن الحروب الصليبية إلى تكريم غاليلو غاليلي العالم الايطالي (1564_1642) الذي نكّلت به سلطة الكنيسة ، إلى الكشف عن و محاسبة قضايا جنسية شائكة لا يحتاج لانفتاحا امريكيا بقدر ما يحتاج إلى عصر من التقارب الأكثر و الاعمق على كافة الاصعدة.

العداء الغربي للإسلام والمسلمين أصله وفروعه
العداء الغربي للإسلام والمسلمين أصله وفروعه

الدستور

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

العداء الغربي للإسلام والمسلمين أصله وفروعه

د. محمد حتاملةالحلقة الأولىتمهيدكانت الكنيسة خلال القرون الأولى من العصور الوسطى هي وحدها جواز العبور إلى ملكوت السماء والأرض، وذلك بهدي من تقاليد الحضارة الرومانية المسيحية. وكان التفكير الأوروبي في الجامعات والمدارس يقوم على يد الرهبان في نطاق النصوص المقدسة.وظلت النزعة العدوانية الغربية - كما يقول المؤرخ الأمريكي البروفيسور كافين رايلي - «مقبولة ثقافياً لمدة بلغت من الطول حداً لا يسمح لها بالاختفاء، ولكن نمو الحضارة الغربية خفف من... بعض الصور المتطرفة للعدوان. غير أن حضارتنا كانت أشد حرصاً على إعادة توجيه عدنانيتنا في أنواع مفيدة من النشاط الاجتماعي، فكنا - كلما سمحت لنا الظروف – نستعيض عن الحرب بالتجارة والاستكشاف والتنافس، وقد حقق التنافس الاقتصادي وتسخير الطبيعة وغزوها حاجتنا الثقافية القديمة إلى إثبات الرجولة والتفوق. ولما أصبح الغزاة تجاراً أصبحت ثقافتنا أقل نزوعاً نحو العسكرية، غير أن حياتنا الاقتصادية والاجتماعية أصبحت عدوانية وتنافسية بصورة غير عادية، كما جعلنا الحرب أمراً يستحق الاحترام بأن أضفينا عليها هدفاً أخلاقياً سامياً، وقد تصدينا للحرب بدرجة من التحضر تجعلنا في حاجة إلى تبرير عملياتنا العسكرية... إننا يجب أن نلجأ إلى مزيد من المبررات المثالية لحروبنا وأن نجد طريقة تجعلنا نطلق عليها اسم (الحرب الدفاعية).وكان الغرب - كما يؤكد رايلي - يبرر أفعاله البربرية باسم الله أو باسم الحضارة المسيحية التي أصبحت تعرف اليوم باسم (العالم الحر). وكانت الفظائع التي ترتكب ضد غير المسيحيين إنما ترتكب باسم (الرب)، وقد ظلت كذلك وتطورت في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، حيث تمكنت الكنيسة من تشكيل أخلاق الناس وتوجيههم في حملات صليبية ضد الشرق الإسلامي.هيمنة البابوات والقساوسة على المجتمع الأوروبيكانت الحروب الصليبية أكبر وصمة عار في تاريخ الكنيسة الأوروبية؛ فقد تحالفت الكنيسة مع الملوك والأمراء والإقطاعيين وجيشت الجيوش، ومنحتها صكوك الغفران معلنة أن كل من يذهب لتحرير الأرض المقدسة من سيطرة المسلمين سوف يدخل الجنة من غير حساب. وهكذا حول الغرب دعوة المسيح - عليه السلام - من المحبة والسلام إلى الحرب والقتل.وكانت للكنيسة في القرون التي سبقت الحروب الصليبية سيطرة كبيرة على مجريات الأمور في أوروبا، ولم تكن هذه السيطرة فكرية ودينية فقط، بل كانت سياسية واقتصادية وعسكرية أيضاً. فقد كان بإمكان الكنيسة أن تسحب الثقة من الملوك والأمراء، فتنقلب عليهم الأوضاع، ويرفضهم الخاصة والعامة، ولذلك فإن الجميع كانوا ينظرون إلى رأي الكنيسة بقدر كبير من الرهبة والتبجيل، ويكفي للدلالة على قوة البابا في ذلك الوقت أن نذكر موقفاً للبابا غريغوري السابع Gregoire VII (1073 - 1085م) مع الإمبراطور الألماني هنري الرابع الذي كان أقوى ملوك أوروبا في زمانه، ومع ذلك فقد غضب عليه البابا في أحد المواقف، ورفض الإمبراطور الاعتذار له، فقام البابا بسحب الثقة منه، وأعلن حرمانه من الرضا الكنسي، ومن ثم حرمانه من الجنة كما زعم البابا وبدأ الناس يخرجون عن طوعه، بل كاد أن يفقد ملكه، فنصحه مقربوه بالاعتذار الفوري للبابا، وعندئذ سار من ألمانيا إلى روما حافي القدمين ليظهـر نـدمـه الشديد على إغضابه البابا.

التقابل بين الصهيونية والعروبة
التقابل بين الصهيونية والعروبة

جريدة الرؤية

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جريدة الرؤية

التقابل بين الصهيونية والعروبة

د. عبدالله الأشعل ** الصهيونية أقدم من القومية العربية؛ حيث بدأت منذ العصور الوسطى وكانت إرهاصاتها ثقافية تسللت إلى المُقررات الدراسية في أوروبا وأحيانا كانت تتلون باللون الديني، لكنها كانت حركة انتهازية انحازت إلى الكنيسة أحياناً وإلى الملوك والأمراء أحياناً أخرى، شجعت الحروب الصليبية على العالم الإسلامي خاصة وأنَّ هذه الحروب امتدت من القرن التاسع الميلادي حتى القرن الخامس عشر، وركزت على فلسطين والأماكن المقدسة. ارتبطت الحركة الصهيونية منذ نشأتها بالتدثُّر بالعاطفة الدينية، وبدأت تتحدث منذ العصور الوسطى عن مملكة داود وسليمان والرموز المقدسة في هذه المملكة وتتباكى على الأمجاد اليهودية في الأرض الموعودة المقدسة ومنها هيكل سليمان وجبل صهيون الذي نُسبت إليه هذه الحركة. وقد لعبت الحركة الصهيونية بالعواطف الدينية عند اليهود خاصة وهم يزعمون أن صراعهم مع الأمم الأخرى أدى إلى هدم الهيكل والرموز الدينية في مملكة داود وسليمان. ومن الواضح أنَّه لا علاقة للفلسطينيين، وهم اليبوس العرب الذين سكنوا فلسطين منذ القدم وكانوا مع بنى إسرائيل في فلسطين، ولذلك عندما نجح موسى- عليه السلام- في إنقاذ بنى إسرائيل من فرعون مصر وعبر بهم إلى فلسطين، تحدث القرآن الكريم عن القوم الجبارين، وهم الفلسطينيين الذين هم أصل سكان فلسطين، وعندما أمرهم موسى بالدخول إلى فلسطين لاستعادة مكانتهم فيها بعد هجرتهم إلى مصر- في عهد نبي الله يوسف عليه السلام- عادوا إليها في عهد النبي موسى، وكالعادة جبنوا عن مُواجهة الفلسطينيين وقالوا قولتهم الشهيرة إن فيها قومًا جبارين ولن ندخلها حتى يخرجوا منها " قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ " (المائدة: 22)، وقالوا أيضًا لموسى " إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " (المائدة: 24)، فكان طالوت رمز الكفر والوثنية، وكان جالوت رمز الإيمان، فكأن الإيمان انتصر على الكفر، وليس كما قال بعض السفهاء أن بني إسرائيل انتصروا على الفلسطينيين! الحركة الصهيونية لعبت على العواطف الدينية المفتعلة وعلى نسيج من التاريخ المزيف، إضافة إلى أنَّ هذه الحركة حركة علمانية لا علاقة لها بالدين، ثم إنَّ هذه الحركة عنصرية لأنها تفترض سُّمو اليهود على غيرهم من الأمم الأخرى كما إن هذه الحركة تخلط بين الدين وبين السياسة عندما تقول إن اليهودية ديانة وهوية قومية معًا. ولعبت الحركة الصهيونية على الفكرة القومية التي ظهرت في القرن التاسع عشر في أوروبا التي تعتبر اليهود شعباً وأن هذا الشعب ينخرط في قومية، وهي القومية اليهودية فخلطت الحركة بين مختلف العناصر المتضادة والمتعاكسة. الشريعة اليهودية تأبى كل الشعارات التي رفعتها الحركة الصهيونية ثم إنَّ الحركة الصهيونية نشطت في إيطاليا في القرن التاسع عشر عندما كان جوزيبي مازيني يرفع شعار القومية الإيطالية، لكي يوحد الجمهوريات الستة في إيطاليا. ومن الواضح أن الحركة القومية اليهودية تركيب عنصري شاذ؛ فالحركة القومية الإيطالية تعمل على وحدة الأمة الإيطالية والحركة القومية الألمانية تهدف إلى توحيد الإمارات الألمانية في الأمة الألمانية على يد "أوتو فون بسمارك". وفي نهاية القرن التاسع عشر تلقف المهاجرون العرب والمنفيون والمضطهدون العرب في أوروبا الخيط فبشروا بالقومية العربية على افتراض أن الأمة العربية أمة واحدة مزقها الاستعمار الغربي، مثلما تمزقت إيطاليا وألمانيا في عصور الإقطاع، وكانت الحركة القومية في أوروبا قد بدأت في القرن السادس عشر لإنشاء الدولة القومية الموحدة تحت سلطة الملك بعد أن تخلصت جيوش الملك من جيوش البابا والكنيسة. وتأثرت الحركة الصهيونية بالعلمانية التي نشأت في أوروبا في ذلك الوقت فكأن الحركة الصهيونية حركة مشبوهة تفترض أن اليهود أمه وأنها تستحق أن يكون لها دولة ويبدو أن جذور فكرة القومية العربية كما فصلها ساطع الحصري في محاضراته في الستينيات من القرن الماضي في معهد الدراسات العربية في القاهرة قد تأثرت بالحركة الصهيونية مع فارق أساسي وهو أن اليهود ليسوا أمة ولا يجوز أن يكون لهم قومية أما العرب فهم أمة يجب أن يكون لهم قومية. الحركة القومية اليهودية تسترت بالدين بينما هي حركة علمانية سياسية ارتبطت بالاستعمار الغربي واستعانت به لاغتصاب فلسطين.. والحركة القومية اليهودية تختلف تمامًا عن الحركة العربية في خمسة مواضع على الأقل: الموضع الأول أن الصهيونية حركة عنصرية استعلائية مرتبطة بالاستعمار بينما الحركة القومية العربية حركة ثقافية تحررية تهدف إلى تحرير الأمة العربية من الاستعمار والتفتيت. ا لموضع الثاني أن الحركة الصهيونية تحالفت مع الاستعمار الغربي، بينما الحركة القومية العربية ترى أن الاستعمار الغربي هو سبب مأساة الأمة العربية وأن هذا الاستعمار يتحالف مع الصهيونية لاغتصاب فلسطين والهيمنة على الأمة العربية. الموضع الثالث أن الحركة الصهيونية تهدف إلى اقامة دولة لليهود في فلسطين وأنها اخترعت الأساطير التوراتية والتاريخية حتى تتلاعب بعواطف اليهود. بينما الحركة القومية العربية تهدف إلى اقامة الدولة الأمة على أرضهم العربية. الموضع الرابع أن الحركة الصهيونية والحركة القومية العربية حركة سياسية، ولكن الفارق بينما كبير، فأهداف الحركة القومية العربية مشروعة وأما أهداف الحركة الصهيونية هي أهداف إجرامية غير مشروعة وتهدف إلى اقتلاع العروبة من موطنها. الموضع الخامس أن الحركة الصهيونية استعانت بالاستعمار الذي رتب لها اقامة إسرائيل، لكي تكون رأس الحربة في الاقليم للمشروع الصهيوني، بينما الحركة القومية العربية تحالفت مع حركات التحرر الوطني في كل مكان ضد الاستعمار. ولذلك فإن الحركة الصهيونية حركة عنصرية كما قررت الأمم المتحدة ووضعتها في مصاف الجرائم ضد الإنسانية ويجب محاربتها ولذلك فإن هذا الوصف يتعلق بطبيعة الحركة وتاريخها وهيكلها ولا يجوز رفع هذا الوصف كما حدث عام 1991، لكي تطلق الحركة الصهيونية جميع أنشطة الابادة ضد الشعب الفلسطيني. وطبيعيٌ أن الحركة الصهيونية تجد دعما وأنصارا في أوروبا وأن تجد الحركة القومية العربية عداءً في هذه الأوساط ونختم هذا المقال بالخلاصة، وهي أن هذه المنطقة لا تتسع للحق العربي والباطل الصهيوني معًا، وأن العروبة لا يمكن أن تُقتَلَع من موطنها، ولا يمكن للعرب أن يفرغوا من هويتهم العربية؛ لذلك يعادى الصهاينة كل الشرائع بما فيها الشريعة اليهودية ويحرفون كل الكتب المقدسة ويلجؤون بلا حياء لكل الأكاذيب. ومهمة هذه المقالات أن تمهد الأرض لاقتلاع الصهيونية على الأقل في المنطقة العربية، وكما كانت الحركة الصهيونية فكرة انتقدها المعاصرون، فإن اقتلاع الصهيونية فكرة منطقية وسيُقدَّر لها الانتشار. ** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store