logo
هل يبارك الرب حروب إسرائيل؟

هل يبارك الرب حروب إسرائيل؟

بوابة الأهراممنذ 19 ساعات
سنتوقف اليوم فقط عن سرد تاريخ الحروب الصليبية والتى استخدم فيها الصليب كغطاء لتبرير همجية الحروب وقتها لأناقش فكرة مرتبطة بنفس المنهج.
لقد استخدم الرئيس الأمريكى «جورج بوش» نفس الكلمة بكل سذاجة بعد أحداث سبتمبر 2001م فى حديثه مع الصحفيين فى البيت الأبيض وقال لهم: «إنه سيخوض حربا صليبية جديدة على الإرهاب». وفى حوار له مع قادة فلسطين «محمود عباس» و«نبيل شعث» نشرته صحيفة الجارديان نقلا عن بى بى سى فى أكتوبر 2005م قال: «أنا مدفوع بمهمة من اللـه، اللـه قال لى يا جورج اذهب وقاتل هؤلاء الإرهابيين فى أفغانستان، وقاتل صدام حسين فى العراق».
لعل هذه الكلمات نقرأها الآن ونحن نبتسم من سذاجة الطرح ومحاولة تغطية سفك الدماء والقتل باسم الرب، ولكن الغريب أن هذا الأمر أصبح مستمرا وله قناعات فى المجتمع الأمريكى والغربي، ففى لقاء على قناة فوكس نيوز استضاف الإعلامى «تاكر كارلسون» السيناتور الأمريكى «تيد كروز» يوم 18يونيو الماضى الذى برر حرب إسرائيل على إيران ودعم أمريكا لها قائلا: «فى مدرسة الأحد تعلمت من الكتاب المقدس أن مَنْ يبارك إسرائيل يباركه الرب، ومَنْ يلعن إسرائيل يلعنه. وأنا أريد أن أكون فى جانب البركة».
فقال له «كارلسون»: «فى الكتاب المقدس أين تحديدا؟»، فرد عليه السيناتور وقال: «أنا لا أحفظ النص بدقة، ولكنه موجود».
وأثار هذا النقاش الجدل الدينى والسياسى فأعلن التيار الصهيونى المسيحى الأمريكى أن هذه الآية والتى يقصدها السيناتور مذكورة فى تكوين (12: 3) وكانت موجهة إلى إبراهيم الذى منه اسحق ويعقوب والأسباط الإسرائيلية: «أبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض».
والغريب أن السيناتور الأمريكى يقول إنه تعلم هذا فى مدارس الأحد المسيحية رغم أن السيد المسيح قال فى إنجيل متى 23 لليهود: «أيها الحيات أولاد الأفاعى كيف تهربون من دينونة جهنم؟.. يأتى عليكم كل دم زكى سفك على الأرض. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك؟ ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا».
ونعود إلى قول الرب إلى إبراهيم أب الآباء فى سفر التكوين فإن هذه البركة كانت خاصة به شخصيا، وقد يظن أحد أن الرب فعلا أعطى لهم البركة طيلة الأزمنة، وهذا لم يحدث. فأين كانت هذه البركة حين تسلم موسى النبى لوحى الشريعة ونزل فوجد الشعب قد عبد العجل فقال الرب لموسي: «هذا الشعب صلب الرقبة فالآن اتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم... فأصيرك شعبا عظيما»، فالرب الذى قال لإبراهيم هذا قال أيضا لموسى النبى هذا.
وليس هذا فقط، ولكن قال للشعب فى سفر التثنية: «إن لم تسمع لصوت الرب إلهك... تجيء عليك جميع اللعنات تكون ملعونا فى المدينة... فى الحقل، ملعونة ثمرة بطنك وثمرة أرضك». أى أن البركة مرهونة بإتمام وصايا الرب. ويقول أيضا إن لم يسمعوا للرب: «يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك، تكون جثثك طعاماَ لجميع طيور السماء ووحوش الأرض».
وقد تركوا الرب فعلا لذلك يقول الرب فى سفر إشعياء ويصفهم بأوصاف بشعة لأنهم تركوا الرب ويقول: «الثور يعرف قانيه، والحمار يعرف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف وشعبى لا يفهم... كل الرأس مريض وكل القلب سقيم».
وأين هذه البركة حين أتى إليهم نبوخذ نصر وسباهم فى القرن السادس قبل الميلاد؟ وحتى حينما رجعوا فى عصر كورش الفارسى صاروا تابعين وليس مملكة. وتوالت الممالك بعد فارس اليونان والرومان. وأين بركة الرب حين حدث هدم هيكلهم الذى كان رمز وجود الرب وسطهم ثم صاروا مشتتين ولم يعد لهم مملكة أو وطن حتى بداية القرن العشرين؟
ولكن هذا التيار المساند لهذه الأفكار قد بدأ منذ القرن السادس عشر حين انتشر البروتستانت وفسروا الكتاب المقدس حرفيا لصالح اليهود الذين أصبح لهم مركز كبير وسيطروا على الاقتصاد فى أوروبا. وكتب «مارتن لوثر» كتاب عام 1523م اسمه «يسوع ولد يهوديا» وقال فيه: «إن اليهود هم أبناء اللـه». وجاء بعده «جون كلفن» أحد رواد الفكر البروتستانتى فى القرن السادس عشر وأعلن أن اليهود شعب اللـه المختار.
وفى القرن الثامن عشر جاء «ريتشارد باكستر» كاتب ومفكر بروتستانتى إنجليزى لم يقل فقط إن اليهود شعب اللـه المختار، بل قال إن البريطانيين هم القبائل التى هاجرت مع القبائل الجرمانية وأصبحت فيما بعد شعب بريطانيا وأصولهم من الأسباط اليهودية.
وانتشرت هذه الأفكار فى أمريكا عن طريق جماعات مسيحية بروتستانتية صهيونية مثل الأرمسترونجيين أتباع «هربرت أرمسترونج» الذى اعتبر بريطانيا وأمريكا هم شعب اللـه المختار. وجماعة أخرى اسمها «رابطة العهد البريطاني» فى إسرائيل تأسست عام 1919م.
وبدأت هذه الجماعات تؤسس كنائس لها هذه الأفكار مثل كنيسة اللـه العالمية، وكنيسة اللـه الحية، وكنيسة فيلادلفيا للـه. وعلى المستوى السياسى كانت هذه الأفكار تطرح بقوة كمشروع لابد أن يتحقق، فبعد الثورة الفرنسية التى كانت مدعومة من الماسونية عام 1789م دعا نابليون يهود آسيا وأفريقيا للانضمام إليه لإعادة أورشليم. وفى القرن التاسع عشر ازدادت هذه الفكرة ففى إنجلترا كان اللورد «أنتونى كوبر» السياسى ورئيس جمعية لندن لليهود يدعم الحركة الصهيونية وسعى لإقناع الحكومة البريطانية.
وبالطبع وراء هذه الأفكار والضغط السياسى الماسونية التى تحاول تشكيل عالم جديد حسب خطة معدة منذ قرون وتعمل على تحقيقها لصالح اليهود والدين العالمى الموحد وتفتيت القوى المختلفة للعالم لتكون السيطرة الوحيدة فى العالم لها، ولكن للرب تدابير أخرى يفسد بها تدابير الشر والأشرار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محلل بريطاني: انتقادات زيلينسكي قد تدفع ترامب للانسحاب من تسوية الحرب الروسية الأوكرانية
محلل بريطاني: انتقادات زيلينسكي قد تدفع ترامب للانسحاب من تسوية الحرب الروسية الأوكرانية

مصرس

timeمنذ 40 دقائق

  • مصرس

محلل بريطاني: انتقادات زيلينسكي قد تدفع ترامب للانسحاب من تسوية الحرب الروسية الأوكرانية

حذر الخبير البريطاني ألكسندر ميركوريس من أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد ينسحب من تسوية الحرب الروسية الأوكرانية، إذا استمر نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي في انتقاد مساعي واشنطن للحوار مع روسيا. وأكد ميركوريس في حديث عبر قناة The Duran على يوتيوب، على أن زيلينسكي يشتكي بشكل متكرر أمام الأوروبيين من توجهات ترامب، ما قد يدفع الأخير إلى إنهاء أي التزام أمريكي تجاه أوكرانيا.اقرأ أيضًا| ترامب يعرب عن «استيائه» بعد المكالمة الهاتفية مع بوتين بشأن أوكرانياوأشار الخبير البريطاني إلى أنه: "من المؤكد أن زيلينسكي سيشتكي من أن ترامب يتخلى عن أوكرانيا، لكن إذا بقي ترامب صلبا وترك الأمور تسير كما هي، فستنتهي هذه الشكاوى خلال أسبوع، أو أنه ببساطة سينسحب من الصفقة بشأن أوكرانيا"، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخباري.وأكد المحلل البريطاني أن محاولات زيلينسكي لحشد دعم أوروبي في مواجهة ترامب تثير استياء الأخير، مشيرا إلى أن زيلينسكي "يجب أن يعي أن تصريحاته قد تؤثر سلبا على علاقته بالرئيس الأمريكي".ونصح ميركوريس زيلينسكي بتوخي الحذر في تصريحاته، محذرا من أن استمرار النهج التصادمي قد يؤدي إلى فقدان دعم واشنطن بالكامل.وكانت صحيقة "الإيكونوميست" البريطانية، قد نشرت تقريرا أشارت فيه إلى أن أوكرانيا تواجه خطر تراجع الدعم الأمريكي، في ظل ما وصفته ب"الفتور الشخصي" بين ترامب وزيلينسكي.وتصاعد التوتر بين الجانبين عقب لقاء جمعهما في واشنطن في فبراير الماضي، وانتهى بمشادة كلامية، حيث ذكرت قناة "فوكس نيوز" أن ترامب طرد زيلينسكي من الاجتماع بعد أن شعر بالإهانة، وألغيت صفقة نادرة كانت تخص المعادن الأرضية النادرة.كما صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حينها بأنه لا يرى لدى زيلينسكي نية حقيقية لحل النزاع مع روسيا.اقرأ أيضًا| روسيا ترفض العقوبات الأمريكية الجديدة على كوبا

باحث فلسطينى: رد حماس على مقترح الهدنة إيجابى.. والتعديلات لن تعرقل الاتفاق
باحث فلسطينى: رد حماس على مقترح الهدنة إيجابى.. والتعديلات لن تعرقل الاتفاق

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

باحث فلسطينى: رد حماس على مقترح الهدنة إيجابى.. والتعديلات لن تعرقل الاتفاق

قال د. مراد حرفوش، الباحث السياسي الفلسطيني، إننا أمام خطوتين من إعلان وقف إطلاق النار في غزة، الخطوة الأولى تتمثل بعد انعقاد الكابينت الإسرائيلي الذي سيعقد بعد الانتهاء من يوم السبت، وإذا قرر هذا الكابينت إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة أو القاهرة للبدء في المفاوضات الفنية وغيرها تتعلق بهذا الاتفاق، والخطوة الأخرى هي تمثل بما سيعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين المقبل بلقائه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض حول العديد من النقاط، خاصة التي تتمثل بوقف إطلاق نار دائم في غزة. وأضاف حرفوش، اليوم، خلال مداخلة ببرنامج "عن قرب"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الخطوات التي ينتظرها الجميع ما إذا كانت هذه الجهود التي ستبدأ خلال الأيام القريبة المقبلة تدلّل المعضلات الرئيسية التي ما زالت نافذة قياسا بالمفاوضات السابقة التي تكررت خلال المقترح الجديدة، مشيرًا إلى أن حركة الحماس كان لديها رد يوم أمس إيجابي مع بعض الملاحظات أو التعديلات الطفيفة. وأوضح، أن كل الإعلام الإسرائيلي بما فيه الوسطاء يعتبرون هذه تعديلات يمكن التغلب عليها ويمكن تجاوزها، لكن كل المؤشرات تشير بأن الكل ذاهب نحو هذه الصفقة لمدة 60 يوما ولكن لا أحد يعلم إذ سيكون هناك تمديد لهذه المفاوضات وضمانة بعدم استئناف الحرب بعد ذلك ولدينا تجارب سابقة.

إردوغان واثق بعودة تركيا إلى البرنامج الأمريكي لمقاتلات "إف-35"
إردوغان واثق بعودة تركيا إلى البرنامج الأمريكي لمقاتلات "إف-35"

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

إردوغان واثق بعودة تركيا إلى البرنامج الأمريكي لمقاتلات "إف-35"

أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن ثقته بالعودة التدريجية لتركيا إلى البرنامج الأمريكي لمقاتلات "إف-35" وحصولها على هذه الطائرات بموجب "اتفاق" مع الرئيس دونالد ترامب. وكانت واشنطن قد استبعدت تركيا من برنامج تطوير الطائرات القتالية من طراز "إف-35" في 2019، قبل أن تفرض عقوبات بعد عام على أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إثر شراء الأخيرة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400". لكن منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يسعى الطرفان إلى تسوية هذا الخلاف على ما يبدو. وقال إردوغان- في تصريحات نقلتها اليوم السبت وكالة أنباء الأناضول الرسمية- "أظن أن السيد ترامب سيبقى وفيا للاتفاق الذي أبرمناه. وأظن أن طائرات إف-35 ستسلم تدريجا لتركيا خلال ولايته". ولم يقدم مزيدا من التفاصيل عن الاتفاق لكنه أشار إلى أن هذه المبادرة تندرج "في سياق ثورة جيو-اقتصادية". وصرح "ليست مسألة إف-35 مجرد مسألة تكنولوجيا عسكرية بالنسبة الينا، بل هي أيضا شراكة قوية في مؤسسات دولية مثل الناتو". وأدت العقوبات المفروضة على قطاع الدفاع التركي إلى تدهور العلاقات بين الحليفين، لكن المبعوث الأمريكي توم براك قال في نهاية الأسبوع الماضي إنه من المحتمل رفع التدابير العقابية "بحلول نهاية العام". وبحسب براك، سيعمل الرئيسان الأمريكي والتركي على "إيجاد سبيل لإنهائها" (العقوبات). وقال "أنا على اقتناع بأنه سيكون من الممكن إيجاد حل بحلول نهاية العام". وفي مارس، تطرق إردوغان مع ترامب إلى ضرورة إتمام صفقة تسمح لتركيا بشراء مقاتلات "إف-16" الأمريكية وتعيد دمجها في برنامج مقاتلات "إف-35". وكشف الرئيس التركي الشهر الماضي أن رفع العقوبات الأمريكية بات وشيكا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store