
30 يونيو.... وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
تُقرع طبول الحرب فلا يشغل المصريين سوى تنظيم الوقت لعدم التداخل في المواعيد بين متابعة الحرب وبين ماتشات كأس العالم للأندية، ومشاكل أخرى من نوعية صعوبة السهر لمتابعة الحرب ليلًا مما قد يؤثر على الإستيقاظ مبكرًا للذهاب للعمل صباحًا، أو أي نوع من المسليات سيتناسب مع متابعة الحرب.
وبدون خوف من أن تتهم هذه المقالة بالنفاق فالحقائق صارت راسخة جلية فأنا كمؤرخ أضع 30 يونيو في مصاف الأحداث العظيمة التي شكلت تاريخ هذا الوطن، أضع 30 يونيو بجوار النقوش المصرية القديمة التي صورت ملوك مصر يسحقون الأعداء والمعتدين، أضع 30 يونيو بجوار حطين وبجوار عين جالوت وبجوار نصر أكتوبر، فسيفساء المجد لا تكتمل بدون 30 يونيو، فحدود المعادلة واحدة ومتكررة، ومع كل متغيرات الزمان والمكان تبقى هذه الرقعة الجغرافية الصلبة الراسخة المتماسكة الفتية كصخرة تتحطم عليها كل مخططات الدناءة في العالم.
يعلمنا التاريخ أن "مفاتيح بيت المقدس موجودة في مصر"... فقد شكلت الجملة السابقة عقيدة الغزاة والطامعين عبر عصور التاريخ، وبالأحرى في تاريخ العصور الوسطى كانت مسلمة ومنهج عمل ودافعًا لمعظم التحركات العسكرية والمخططات الصليبية، لقد آمن القائمين على حركة الحروب الصليبية في الغرب الأوربي أن أي حلم يهدف للإستيلاء على بيت المقدس أو المقام به لن يُكتب له النجاح بدون السيطرة على مصر وبسقوط مصر يسهل سقوط كل ما يُراد سقوطه في العالم الإسلامي !!
وتحركت القوى الصليبية الضاربة لتحقيق هذا الغرض... الحملة الرابعة التي كان المخطط لها المجيء على مصر حتى أصابها إنحراف في المقصد والوجهة والممارسات، ثم الحملة الصليبية الخامسة، ثم الحملة الصليبية السابعة، كانت جميع تلك التحركات تحت عنوان مصر ومصر فقط... المقصد والوجهة والحجر الصلب الذي كان بمثابة عثرة وجودية، ولكن جميع هذه التحركات باءت بالفشل الذريع، وصولًا لنهاية الكيان الصليبي رسميًا أيضًا من مصر وذلك بسقوط عكا على يد السلطان المملوكي الأشرف خليل بن قلاوون.
وما قبل عكا يختلف تمامًا عن بعد عكا، حيث كان سقوط عكا وجع لا دواء له وهنا تجلت القريحة الصليبية عن تغير في الرؤية والإستراتيجية، وتسابق مفكري الصليبيين لتقديم طروحات مفعمة بالتآمر والخراب والتخريب كان عنوانها مشاريع الحروب الصليبية، تمحورت هذه المشاريع حول كيفية التخريب، وآلية الحصار الاقتصادي والإنهاك العسكري، والإختراق السياسي، تمحورت المشاريح حول أي فكرة وكل فكرة من شأنها تدمير مصر حتى تتهيأ لهم الأرض من جديد لإستعادة حلمهم الضائع في بيت المقدس.
واستمرت فلسفة التآمر على مصر، واستمرت مصر في دورها التاريخي الذي خولها القدر لتقوم به.... ولازالت العقبة الكؤود لصد هذه الأفكار التآمرية التي لم تنتهي بإنتهاء الحروب الصليبية بل إستمرت عبر أِشكال وأفكار وإختراقات وتنظيرات وصولًا لحروب الجيل الخامس وما بعد الجيل الخامس، ومن صلاح الدين وحطين استمر الدور نفسه برداء جديد إسمه 30 يونيو وبقائد جديد إسمه عبد الفتاح السيسي...ولا ندعي...فالسؤال وحده يجعلك تدرك الحقيقة... ما هو شكل العالم العربي بدون حطين... ما هو شكل العالم العربي بدون عين جالوت... ما هو شكل العالم العربي بدون 30 يونيو... الإجابة واحدة...الدور واحد... النتيجة واحدة.
ومن المحزن أننا رغم كل هذه السنوات ورغم كل القناعات التي ترسخت في وجدان المصريين لم يُكتب تاريخ 30 يونيو كما يليق، لم يكتب دور 30 يونيو في صيانة الأمن العالمي، لم ترصد 30 يونيو كمقياس لوعي الشعوب وحب الأوطان، فلنحتفي ب30 يونيو في سياق التاريخ والجغرافيا والسياسة وعلم النفس وعلم الاجتماع وقبل ذلك في العقيدة والإيمان بقيمة وفلسفة ومعنى كلمة الوطن كما يجب أن يكون، وأخيرًا ؛ فقد بقت 30 يونيو متفردة وزال كل إنبهار كاذب بكل تحركات الخريف العربي التي خربت الأوطان... ومكثت 30 يونيو كزرع طيب آوتي أكله مصداقًا للدستور الإلهي بأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 2 أيام
- بوابة الأهرام
هل يبارك الرب حروب إسرائيل؟
سنتوقف اليوم فقط عن سرد تاريخ الحروب الصليبية والتى استخدم فيها الصليب كغطاء لتبرير همجية الحروب وقتها لأناقش فكرة مرتبطة بنفس المنهج. لقد استخدم الرئيس الأمريكى «جورج بوش» نفس الكلمة بكل سذاجة بعد أحداث سبتمبر 2001م فى حديثه مع الصحفيين فى البيت الأبيض وقال لهم: «إنه سيخوض حربا صليبية جديدة على الإرهاب». وفى حوار له مع قادة فلسطين «محمود عباس» و«نبيل شعث» نشرته صحيفة الجارديان نقلا عن بى بى سى فى أكتوبر 2005م قال: «أنا مدفوع بمهمة من اللـه، اللـه قال لى يا جورج اذهب وقاتل هؤلاء الإرهابيين فى أفغانستان، وقاتل صدام حسين فى العراق». لعل هذه الكلمات نقرأها الآن ونحن نبتسم من سذاجة الطرح ومحاولة تغطية سفك الدماء والقتل باسم الرب، ولكن الغريب أن هذا الأمر أصبح مستمرا وله قناعات فى المجتمع الأمريكى والغربي، ففى لقاء على قناة فوكس نيوز استضاف الإعلامى «تاكر كارلسون» السيناتور الأمريكى «تيد كروز» يوم 18يونيو الماضى الذى برر حرب إسرائيل على إيران ودعم أمريكا لها قائلا: «فى مدرسة الأحد تعلمت من الكتاب المقدس أن مَنْ يبارك إسرائيل يباركه الرب، ومَنْ يلعن إسرائيل يلعنه. وأنا أريد أن أكون فى جانب البركة». فقال له «كارلسون»: «فى الكتاب المقدس أين تحديدا؟»، فرد عليه السيناتور وقال: «أنا لا أحفظ النص بدقة، ولكنه موجود». وأثار هذا النقاش الجدل الدينى والسياسى فأعلن التيار الصهيونى المسيحى الأمريكى أن هذه الآية والتى يقصدها السيناتور مذكورة فى تكوين (12: 3) وكانت موجهة إلى إبراهيم الذى منه اسحق ويعقوب والأسباط الإسرائيلية: «أبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض». والغريب أن السيناتور الأمريكى يقول إنه تعلم هذا فى مدارس الأحد المسيحية رغم أن السيد المسيح قال فى إنجيل متى 23 لليهود: «أيها الحيات أولاد الأفاعى كيف تهربون من دينونة جهنم؟.. يأتى عليكم كل دم زكى سفك على الأرض. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك؟ ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا». ونعود إلى قول الرب إلى إبراهيم أب الآباء فى سفر التكوين فإن هذه البركة كانت خاصة به شخصيا، وقد يظن أحد أن الرب فعلا أعطى لهم البركة طيلة الأزمنة، وهذا لم يحدث. فأين كانت هذه البركة حين تسلم موسى النبى لوحى الشريعة ونزل فوجد الشعب قد عبد العجل فقال الرب لموسي: «هذا الشعب صلب الرقبة فالآن اتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم... فأصيرك شعبا عظيما»، فالرب الذى قال لإبراهيم هذا قال أيضا لموسى النبى هذا. وليس هذا فقط، ولكن قال للشعب فى سفر التثنية: «إن لم تسمع لصوت الرب إلهك... تجيء عليك جميع اللعنات تكون ملعونا فى المدينة... فى الحقل، ملعونة ثمرة بطنك وثمرة أرضك». أى أن البركة مرهونة بإتمام وصايا الرب. ويقول أيضا إن لم يسمعوا للرب: «يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك، تكون جثثك طعاماَ لجميع طيور السماء ووحوش الأرض». وقد تركوا الرب فعلا لذلك يقول الرب فى سفر إشعياء ويصفهم بأوصاف بشعة لأنهم تركوا الرب ويقول: «الثور يعرف قانيه، والحمار يعرف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف وشعبى لا يفهم... كل الرأس مريض وكل القلب سقيم». وأين هذه البركة حين أتى إليهم نبوخذ نصر وسباهم فى القرن السادس قبل الميلاد؟ وحتى حينما رجعوا فى عصر كورش الفارسى صاروا تابعين وليس مملكة. وتوالت الممالك بعد فارس اليونان والرومان. وأين بركة الرب حين حدث هدم هيكلهم الذى كان رمز وجود الرب وسطهم ثم صاروا مشتتين ولم يعد لهم مملكة أو وطن حتى بداية القرن العشرين؟ ولكن هذا التيار المساند لهذه الأفكار قد بدأ منذ القرن السادس عشر حين انتشر البروتستانت وفسروا الكتاب المقدس حرفيا لصالح اليهود الذين أصبح لهم مركز كبير وسيطروا على الاقتصاد فى أوروبا. وكتب «مارتن لوثر» كتاب عام 1523م اسمه «يسوع ولد يهوديا» وقال فيه: «إن اليهود هم أبناء اللـه». وجاء بعده «جون كلفن» أحد رواد الفكر البروتستانتى فى القرن السادس عشر وأعلن أن اليهود شعب اللـه المختار. وفى القرن الثامن عشر جاء «ريتشارد باكستر» كاتب ومفكر بروتستانتى إنجليزى لم يقل فقط إن اليهود شعب اللـه المختار، بل قال إن البريطانيين هم القبائل التى هاجرت مع القبائل الجرمانية وأصبحت فيما بعد شعب بريطانيا وأصولهم من الأسباط اليهودية. وانتشرت هذه الأفكار فى أمريكا عن طريق جماعات مسيحية بروتستانتية صهيونية مثل الأرمسترونجيين أتباع «هربرت أرمسترونج» الذى اعتبر بريطانيا وأمريكا هم شعب اللـه المختار. وجماعة أخرى اسمها «رابطة العهد البريطاني» فى إسرائيل تأسست عام 1919م. وبدأت هذه الجماعات تؤسس كنائس لها هذه الأفكار مثل كنيسة اللـه العالمية، وكنيسة اللـه الحية، وكنيسة فيلادلفيا للـه. وعلى المستوى السياسى كانت هذه الأفكار تطرح بقوة كمشروع لابد أن يتحقق، فبعد الثورة الفرنسية التى كانت مدعومة من الماسونية عام 1789م دعا نابليون يهود آسيا وأفريقيا للانضمام إليه لإعادة أورشليم. وفى القرن التاسع عشر ازدادت هذه الفكرة ففى إنجلترا كان اللورد «أنتونى كوبر» السياسى ورئيس جمعية لندن لليهود يدعم الحركة الصهيونية وسعى لإقناع الحكومة البريطانية. وبالطبع وراء هذه الأفكار والضغط السياسى الماسونية التى تحاول تشكيل عالم جديد حسب خطة معدة منذ قرون وتعمل على تحقيقها لصالح اليهود والدين العالمى الموحد وتفتيت القوى المختلفة للعالم لتكون السيطرة الوحيدة فى العالم لها، ولكن للرب تدابير أخرى يفسد بها تدابير الشر والأشرار.


بوابة الأهرام
منذ 2 أيام
- بوابة الأهرام
فى تجليات العار الغربى
تساءلت: ما رد فعل القوى الغربية على اعترافات جنود إسرائيليين بتلقيهم تعليمات مباشرة من قياداتهم لإطلاق النار على الفلسطينيين طالبى المساعدات قرب مركز ما يسمى «منظمة غزة الإنسان» حتى لو لم يشكلوا أى تهديد، والتى نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم 26 يونيو الماضي، بعد أن قتل الاحتلال الإسرائيلى 500 فلسطينى أعزل خلال محاولتهم الحصول على المساعدات فى غزة؟.. وكيف يصمت الغرب على جرائم الحرب التى يرتكبها جيش الاحتلال على مدى 20 شهرا؟ ولماذا يمتنع عن إدانة هذه الجرائم التى تنتهك كل القيم التى يدعو إليها والقوانين والمواثيق الدولية التى برع فى صياغتها؟! رجعت بذاكرتى إلى الوراء، وتذكرت أن الغرب يرتكب على مدى التاريخ جرائم توصف بالعار ضد الشعوب الأخرى ولكن فى هذه الحقبة جديد يستحق الرصد والتأمل. ففى كل مرة يرفع الغرب شعارات كاذبة لتبرير عدوانه، تارة شعارات دينية: ( خلال الحروب الصليبية) والكل يعلم ان السيد المسيح عليه السلام بريء تماما منها بل إنها تناقض تعاليمه (ومنها: الله محبة..وأحبوا أعداءكم) وتارة أخرى يستخدم شعارات مدنية كتعمير البلاد (الاستعمار) وهو فى الحقيقة يقصد تخريب البلدان التى احتلها لنهب مواردها وتحويلها إلى أسواق لمنتجاته، وتارة ثالثة بدعوى حماية حقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية، ورابعة بحجة التخلص من أسلحة الدمار.. تنوعت المبررات والهدف واحد هو السيطرة على مقدرات الشعوب ومنعها من حقها فى التقدم والتنمية وحماية استقلالها الوطني. كنا نتصور ان التطور الحضارى الذى حققه الغرب والقيم التى يدعو إليها أنهت هذا الجنوح، ولكن الإحداث تؤكد أن كل ذلك كان وهما وأنه يواصل جرائمه إما مباشرة أو بالوكالة بعد ان زرع بمنطقتنا كيانا يكمل مسيرته الاستعمارية او بالأحرى «الاستحمارية» وأن قيم الحرية وحماية حقوق الإنسان التى يتشدق بها مقصورة على الإنسان الغربى فقط!! أى قراءة سريعة للتاريخ تبين بوضوح ذلك، فجميع أشكال العنصرية هى إنتاج غربى بامتياز، وكل ما ارتكب من جرائم ضد اليهود على مدى التاريخ والتى توجت بالمحرقة هى جرائم غربية حاول الغرب غسل يده منه فيما سمى «المسألة اليهودية» من خلال تصديرها إلى المنطقة العربية منذ وعد بلفور وحتى اليوم، ثم حولها الى قاعدة متقدمة لمشروعه الاستعماري.. وأن محاكم التفتيش، والإبادة الجماعية لسكان البلاد الأصليون (الهنود الحمر) واحتلال بلدان العالم بالقوة. واستخدام القنابل النووية (هيروشيما وناجازاكي) واحتكار أدوات القوة وتحريمها على الآخرين وتدمير كل محاولة لامتلاكها (كما حدث فى لبيبا وسوريا والعراق وايران) وزرع الفتن وتقسم البلاد (سايكس بيكو فى الماضى والشرق الأوسط الجديد المزعوم) وإشعال الحروب العالمية.. كل ذلك تخطيط وإنتاج وتنفيذ غربي.. وفى هذا السياق يمكن فهم اصطفاف الدول الغربية مع العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وصمتها وتبريرها للإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين بغزة، والتى اعتبرتها القوى الغربية بلسان واحد انه «دفاع عن النفس» وكأن التاريخ بدأ يوم 7 اكتوبر 2023، وهو الأمر الذى تكرر أيضا فى موقف الغرب من العدوان الإسرائيلى على إيران وإن كان تبريره للموقف الأخير قد أخذ منعطفا أكثر صراحة وبجاحة عندما لخص المستشار الألمانى فريدريتش ميرتس، مواقف الغرب المخزية فى عبارة واحدة، قائلا:»هذه مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعاً» مبديا، تأييد بلاده للعدوان الإسرائيلى على إيران وهو النهج الذى اتخذته سائر القوى الغربية الأخري. وهكذا ظلت كل سلوكيات العار تتم على مدى التاريخ مغلفة بشعارات ولافتات مزيفة ولكن الجديد أن التقدم فى تكنولوجيا الاتصالات جعل ازدواج المعايير لدى القوى الغربية أمرا مفضوحا أمام الجميع اليوم، بخاصة وأن الأقدار شاءت أن تضع الغرب أمام اختبار قوى لسرديته عن قيمه الحضارية، حيث تدعى الدول الغربية أنها المدافع الوحيد عن الحرية والعدالة والمساواة واحترام القانون على الساحة الدولية. ومن هنا كان تزامن العدوان الروسى على أوكرانيا مع العدوان الإسرائيلى على فلسطين وإيران، كاشفا عن مدى كذب هذه السردية، كما مكن أصحاب الضمائر الحية فى الشرق والغرب من أن يقارنوا بين مواقف الغرب من هاتين الحالتين المتشابهتين. أما نتيجة هذه المقارنة فربما تحتاج إلى تفصيل فى مقال آخر!

مصرس
منذ 2 أيام
- مصرس
خبراء يحددون أوجه تشابه بين السيسى وصلاح الدين الأيوبى.. وأستاذ تاريخ: الناصر أعاد بناء الجبهة الداخلية قبل مواجهة العدو
عندما قلب صلاح الدين موازين القوى في الشرق الأوسط ، في ظهيرة يوم مشمس من أيام يوليو 1187، وقف جنود صلاح الدين الأيوبي على ربوة مرتفعة يتأملون السهول الممتدة حول بحيرة طبريا، وقد تصاعدت أعمدة الغبار من تحركات الجيوش الصليبية العطشى، لم يكن الصليبيون يعلمون أن هذا اليوم سيشهد أكبر كارثة عسكرية لهم منذ بداية الحروب الصليبية، وأنهم يسيرون بخطى ثابتة نحو الفخ الذي أعده لهم القائد المسلم المحنك، ومع غروب الشمس، كانت أرض حطين قد تحولت إلى مقبرة ضخمة للجيش الصليبي، بينما دوّت صيحات النصر في معسكر صلاح الدين إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من تاريخ الشرق الأوسط. انتصار الايوبى كيف مهّد صلاح الدين الطريق لحطين؟أكد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة الدكتور أحمد عبد الغني ل"البوابة نيوز" بقوله : أن معركة حطين لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة تخطيط محكم، وعمل صلاح الدين على توحيد الصفوف الإسلامية الممزقة بين دويلات وإمارات صغيرة، وأعاد بناء الجبهة الداخلية قبل أن يواجه العدو الخارجي. اختياره لمنطقة حطين كان عبقريًا لأنه حرم الصليبيين من المياه، وأوقعهم في فخ استراتيجي أدى إلى انهيار قواهم بسرعةهل كانت حطين مجرد انتصار عسكري؟وفى ذات السياق يرى أستاذ العصور الوسطى بجامعة عين شمس الدكتور محمود السعيد ل"البوابة نيوز" : أن معركة حطين تجاوزت كونها انتصارًا عسكريًا لتصبح حدثًا سياسيًا فارقًا. ويشرح قائلاً: حطين أعادت القدس إلى قلب العالم الإسلامي بعد أن كانت تحت السيطرة الصليبية، وأعادت الثقة إلى الأمة الإسلامية في مواجهة حملات الغرب. كما رسخت صورة صلاح الدين كرمز للقائد العادل والمحنك في آن واحد .دروس عسكرية من معركة حطينومن جانبه قال الخبير الاستراتيجي المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء أركان حرب متقاعد حسن فكري ل"البوابة نيوز": يقود السيسى مصر سياسيا كما كان يفعل صلاح الدين الايوبى حين انتصر فى حطين ، فان التكتيكات العسكرية التي استخدمها صلاح الدين حيث استخدم مبدأ الاستنزاف بذكاء، فأضعف العدو قبل الاشتباك الكبير كما نجح في السيطرة على طرق الإمداد ومنع الصليبيين من الوصول إلى مواردهم، وهو درس عسكري مهم يُدرّس في الأكاديميات حتى اليومكيف ساهمت القيادة في تحقيق النصر؟وفى ذات السياق قال خبير التخطيط العسكري والمحاضر بأكاديمية ناصر اللواء دكتور إيهاب منصور ل"البوابة نيوز" : أن حطين كانت نموذجًا في القيادة الفعّالة، قائلا : لقد رفع صلاح الدين الروح المعنوية لجنوده، وأدار المعركة بانضباط وتنسيق عالي المستوى بين الفرسان والمشاة، وهذا التكامل بين القيادة والجنود مكّنه من تنفيذ خطة الالتفاف على الصليبيين وتطويقهم بشكل محكم .إرث حطين ودروسها للواقع المعاصريتفق الخبراء على أن معركة حطين لم تكن مجرد حدث في الماضي، بل تحمل رسائل مهمة للواقع المعاصر، فقد أثبتت أهمية الوحدة والتخطيط طويل المدى لتحقيق النصر، وضرورة الجمع بين البعد العسكري والسياسي لتحقيق أهداف استراتيجية كبرى