logo
العنف المدرسي.. أشكاله ومظاهره وطريقة التعامل معه

العنف المدرسي.. أشكاله ومظاهره وطريقة التعامل معه

هوى الشام٢٣-٠٤-٢٠٢٥

هوى الشام من وسام شغري| العنف المدرسي أحد التحديات الخطيرة التي تواجه البيئة التعليمية والتربوية، ولا سيما في الوقت الراهن، فهو يؤثر تأثيراً سلبياً واضحاً في الطلاب باختلاف مراحلهم التعليمية، وبذلك يواجهون عواقبَ نفسيةً واجتماعيةً خطيرةً قد تسبب لهم خللاً أو اضطراباً نفسياً، وهذا يؤدي حتماً إلى فشلهم في مختلف مناحي الحياة.
وللحديث عن أسباب العنف المدرسي وأشكاله وآثاره كان لهوى الشام لقاءٌ مع الدكتورة دعاء شلهوب 'دكتورة نفسية'، التي
بدأت حديثها: 'العنف المدرسي موجودٌ في أي مجتمع، ولكن بنسبٍ مُختلفةٍ، وهنا أودّ أن أتحدّثَ عن العنف المدرسي الطارئ المترافق مع الانهيار السياسي والاقتصادي والقانوني والأخلاقي الذي عانت منه سوريا خلال 14 عاماً، وبالعموم يمكن القول إنَّ المدرسة مجتمعٌ مصغّر عن المجتمع الكلي، وما يؤثر في المجتمع ينعكس بالضرورة على المدرسة، وهذا أدى إلى زيادة العنف في المدارس؛ لأنَّ الأطفال ينقلون العنف الذي يتعرضون له، سواء من المنزل أو الشارع إلى المدرسة، وما يمارس في حقهم يمارسونه على أصدقائهم'.
وتتابع الدكتورة شلهوب: ' إن العنف ازداد بوتيرة كبيرة، ويمكننا أن نميّز من أشكال العنف، العنف الجسدي الذي أصبح مُؤذياً بصورة واضحة، فقد سادت في مجتمعنا لغة القوي الذي يمارس العنف والسلطة، وأضحت لغة الحوار، حتى نرى أن ما نتابعه على الشاشات من دراما يمجّد القوي، وبطبيعة الحال يتأثَّر الطفل بما يراه، إضافةً إلى غياب القوانين في الفترة الماضية ما جعل اللجوء إلى العنف نتيجةً حتميةً، لدرجة نرى فيها أنَّ الطالب بات يعتدي على المعلم، ويعود ذلك لاهتزاز القدوة المدرسيّة وانتشار العنف في المجتمع وإدخاله إلى المدرسة'.
وتضيف الدكتورة شلهوب: 'هناك شكل آخر من أشكال العنف وهو العنف النفسي، كان سابقاً لا يتجاوز التهديد بأمور بسيطة، لكن في الآونة الأخيرة بات الابتزاز واضحاً بصورة أكبر، وقد يكون مرتبطاً بآراء سياسية، وهذا النوع من العنف له تأثير سلبي على الضحية وعلى من يمارس هذا السلوك أي المعتدي؛ لأنه ينمي في المجتمع شخصية تقدّس العنف، وأخيراً العنف الجنسي؛ إذ زادت التحرّشات في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب غياب الرقابة الأسرية بسبب الضغوط النفسية والاقتصادية التي يعاني منها المجتمع، ولا ننسى ضعف الرقابة على الطفل بما يشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي أو مع أصدقائه، والموضوع الأهم الذي لا يجب إغفاله أنَّ التحرش ينقل بين الأطفال، فما يمارس على أي طفل يمكن أن يجربه على غيره'.
وتتحدّث الدكتورة شلهوب عن ضرورة نشر ثقافة التعاون والمشاركة والتسامح: 'لتشجيع ثقافة التسامح والمشاركة ينبغي أن يكون ذلك بين جميع الأطراف، المعلم والطالب، فالمعلم قدوة؛ لذا يجب أن يتصرف بأسلوب يعكس الاحترام والتسامح، كأن يحاول مثلاً امتصاص غضبه، ولا يخرجه بصورة عنف أمام الطلاب، ومن الممكن أيضاً أن يتمّ التعاون بين المدرس والمرشد النفسي أو الاجتماعي، الذي يستطيع أن يقود المعلم إلى أساليب جديدة بعيدة عن العقاب، من خلال التقدير الإيجابي القائم على الحوار وعلى تعزيز قدرات الطفل، فبدلاً من إهانته أو طرده، يمكن أن أُشغلَه بأن يقدم شيئاً مفيداً يشعره بأهميته'، مضيفة: 'يمكننا أن نتوجّه للطلاب لنشر ثقافة التسامح والمشاركة عبر اللعب أو من خلال القصص والحكايات، فمن خلال السرد يمكن للطفل أن يبني فكرة عن إيجابيات الطريق الذي سيسلكه، ويمكن أن يشارك هو في تأليف قصة عن ضرورة التسامح'.
وعن دور البرامج التثقيفية والتوعوية للحد من العنف، تقول الدكتورة شلهوب: 'العنف المدرسي يستحق أن نجابهه بكل الوسائل؛ لأنه ليس محصوراً فقط في أسوار المدرسة هو خطر مستقبلي على المجتمع، فقد يعاني الأطفال الذين يمارسون العنف مستقبلاً من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؛ لذلك فالبرامج التوعوية من أهم الخطوات للمساهمة في الحدِّ من العنف، كأن نقوم بتمثيل مسرحيات تتحدث عن آثار العنف السلبية وكيف يمكننا امتصاص الغضب وتحويله إلى شيء إيجابي؛ لينقلها الطلاب إلى خارج جدران المدرسة فيشعروا بأنهم قادرون على المساهمة في التوعية إلى حد ما'.
وعن تأثيرات العنف المدرسي النفسية والعاطفية تقول الدكتورة مي العربيد /دكتوراه في الصحة النفسية/: 'عندما يتعرض الطفل أو الطالب للعنف، سيؤدي ذلك إلى آثار جمة، مثل عدم التعبير عن المشاعر والإحساس بالظلم والضعف، وربما يتراجع عن الأداء الدراسي، وبالنسبة للأطفال الصغار سيؤدي ذلك إلى محاولة للتهرب من المدرسة، أما بالنسبة للمراهقين سواء المعتدي أم المُعتدى عليه، فكلاهما يتأثران، فالمعتدي يشعر بأنه قادر على أن يحصل على أي شيء بالقوة، أما المُعتدى عليه فيشعر بالضعف والاستكانة وعدم القدرة على مجابهة أي اعتداء والدفاع عن النفس'.
وتضيف الدكتورة العربيد: 'علينا أن ننشر الوعي بخصوص ضرورة التبليغ عن أي حالة اعتداء أو عنف قد يتعرض لها أي طفل أو طالب، وذلك من خلال نشر ثقافة الأمان والثقة بين المعلم والمرشد والطالب، كأن ننشئ نادياً في المدرسة بين الطلاب لنشر الوعي، أو من خلال مجلات حائط تتناول جوانب العنف، وكيف يمكنني أن أدافع عن نفسي، وإلى من أستطيع أن ألجأ، وكيف أتصرف'.
وتتابع الدكتورة العربيد: 'يمكن أن نفرغ طاقة الطالب لنحرفها عن العنف عن طريق اللعب بكل أشكاله، عن طريق المسرح التفاعلي أو الرياضة أو الرسم، أو المساهمة بأنشطة عديدة، وبذلك يفرغ الطالب شحنة عالية من الطاقة بطريقة إيجابية'.
العنف ظاهرة منتشرة في مدارسنا، ومن خلال هذا التقرير حاولنا الإضاءة على أشكال العنف وكيف نتعامل معه، فالطفل ركيزة أساسية في المجتمعات، وسلامته النفسية ستؤدي حتماً إلى سلامة المجتمع بأسره.
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطوات التغلب على توتر وقلق الامتحانات
خطوات التغلب على توتر وقلق الامتحانات

مصراوي

timeمنذ 22 دقائق

  • مصراوي

خطوات التغلب على توتر وقلق الامتحانات

قدمت الدكتورة نسمة محمد، باحث قسم الفارماكولوجي، معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكي، المركز القومى للبحوث دليل لموسم الامتحانات: كيف تتغلب على موسم الامتحانات صحياً ونفسياً؟. وأوضحت الباحثة، خلال الدليل المنشور بالمركز القومي للبحوث، أنه ومع اقتراب موسم الامتحانات، يعيش الطلاب وأسرهم في حالة من القلق والتوتر، إلا أن التفوق لا يُقاس بعدد ساعات المذاكرة فقط، بل يعتمد على التوازن بين العناية بالجسم والعقل فتغذي الذهن كما تغذي الجسد. وأضافت أنه تعد التغذية أحد الجوانب الأساسية في هذه الفترة، فالإفطار المتوازن الغني بالبروتينات كالبَيض، أو الألياف كالشوفان والفواكه، يُنشط المخ ويُعزز التركيز، بينما، الإفراط من المنبهات، السكريات، أو الوجبات السريعة يؤدي إلى تذبذب الطاقة الذهنية، وضعف التركيز والخمول الذهني، أما الوجبات الخفيفة الصحية كالمكسرات، الزبادي، والتمر، فتُساهم في توازن السكر في الدم، مما يُعزز التركيز ويحسّن المزاج. الأعراض الشائعة الناتجة عن التوتر وأشارت إلى أن الصداع من أبرز الأعراض الشائعة الناتجة عن التوتر، قلة النوم، الجلوس الخاطئ أو الجفاف، وهنا ينصح بشرب كميات كافية من الماء، وأخذ فترات من الراحة مع الجلوس بشكل صحيح أثناء المذاكرة. ولفتت أن النوم الكافي يوميًا ضروريا لتقوية الذاكرة وترسيخ المعلومات، أما على الجانب النفسي، فقد يصاحب رهبة الامتحان خفقان القلب، صعوبة التنفس، تشتت الذهن أو نوبات بكاء، حيث أنه ينصح بالتخطيط الجيد للمذاكرة إلى جانب أهمية الدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء لزيادة الثقة وتهدئة النفس ورفع المعنويات. وتابعت: أيضا، يوجد ارتباط وثيق بين التوتر ومشاكل الجهاز الهضمي كالقولون العصبي، لذلك ينصح بتجنب الأطعمة الثقيلة، وتناول مشروبات مهدئة كالشمر أو النعناع مع ممارسة نشاط بدني كالمشي لتفريغ التوتر. أدوية لتحسين التركيز أو تقليل القلق واستطردت: وفيما يخص تناول أدوية لتحسين التركيز أو تقليل القلق، فيجب عدم تناولها دون استشارة طبية، خاصة الأدوية المنشطة أو المهدئة، لأنها قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة أو التعود عليها. أما المكملات الغذائية، فيمكن استخدامها تحت إشراف طبى ومن الأفضل تحسين النمط اليومي للحصول على نتائج فعالة وآمنة. وذكرت أنه وفي النهاية، لا يجب أن تكون الامتحانات مرادفًا للضغط والقلق بل فرصة لتنظيم نمط الحياة، وتحقيق التوازن بين العقل والجسم من خلال التغذية الجيدة، والنوم الكافي، وإدارة التوتر بوعي، فالامتحان مرحلة، أما صحتك فهي كل الحياة.

كيف تجنب ابنك تعاطي المخدرات؟.. وكيل إدارة مكافحة المخدرات سابقًا يوضح (فيديو)
كيف تجنب ابنك تعاطي المخدرات؟.. وكيل إدارة مكافحة المخدرات سابقًا يوضح (فيديو)

المصري اليوم

timeمنذ 25 دقائق

  • المصري اليوم

كيف تجنب ابنك تعاطي المخدرات؟.. وكيل إدارة مكافحة المخدرات سابقًا يوضح (فيديو)

حذر اللواء وليد السيسي ، وكيل إدارة مكافحة المخدرات سابقًا، الأسرة من التعامل الخطأ مع الأولاد حتى لا يتجهون إلى التعاطي والإدمان. وقال اللواء وليد السيسي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج «يحدث في مصر»، على قناة «إم بي سي مصر»، إن تربية الأطفال بشكل غير معتدل سواء كان مدلل أو مشدود عليه جدًا، سوف يخرج بؤرة خصبة للإدمان، لافتًا إلى أن المتعاطي ضحية. وروى واقعة لسيدة أعمال ، قائلًا: «كانت تعطي حفيدها 400 جنيه في اليوم بالمقارنة بمرتبي الذي كان 370 جنيهًا في الشهر بذلك الوقت، بهذه المبلغ الكبير لابد لهذا الشاب أن يتجه إلى المخدرات، ونصح الأسر بالاعتدال في تربية الأبناء حتى لا يكونوا عرضه للأدمان والتعاطي».

صحة وطب : لا تتجاهل هذه العلامات.. بحث بريطاني يربط بين الإمساك ومشكلات القلب
صحة وطب : لا تتجاهل هذه العلامات.. بحث بريطاني يربط بين الإمساك ومشكلات القلب

نافذة على العالم

timeمنذ 27 دقائق

  • نافذة على العالم

صحة وطب : لا تتجاهل هذه العلامات.. بحث بريطاني يربط بين الإمساك ومشكلات القلب

الخميس 22 مايو 2025 04:30 صباحاً نافذة على العالم - الإمساك الذي يُنظر إليه غالبًا على أنه مشكلة صحية ثانوية، قد يُشكل مخاطر جسيمة على صحة القلب، وتوضح الأبحاث الحديثة العلاقة بين صحة الأمعاء ووظائف القلب وذلك من أجل تعزيز الصحة العامة والوقاية من أي مخاطر، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا". والإمساك هو حالة قد لا تتجاوز فيها عدد مرات التبرز ثلاث مرات أسبوعيًا، وقد يعاني المصابون بالإمساك من ألم في منطقة البطن نتيجة لذلك، وفي حين أن الإمساك العرضي قد يكون ناتجًا عن تغيير في النظام الغذائي، أو قلة التمارين الرياضية، أو تناول الأدوية، أو أي أمراض كامنة، فإن الشعور بانسداد الأمعاء غالبًا لا يُعد علامة جيدة. ويُعد الإمساك المزمن من أكثر الحالات شيوعًا، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، ربما من خلال تأثير بكتيريا الأمعاء، بجانب عوامل أخرى شائعة لأمراض القلب بما في ذلك، ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، والسمنة، والتدخين، والتقدم في السن، ولكن دراسة حديثة كشفت عن العلاقة بين القلب والأمعاء، والإمساك هو حالة تزداد مع التقدم في السن، ويرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، بغض النظر عن هذه المخاطر التقليدية أو الأدوية المرتبطة بها. وتوصلت دراسة حديثة قامت بتحليل أكثر من 400 ألف شخص في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإمساك لديهم خطر أعلى للإصابة بمشاكل كبيرة في القلب مقارنة بأولئك الذين لديهم حركات أمعاء منتظمة، وكان الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم والإمساك أكثر عرضة للخطر، بنسبة 34%، مقارنةً بمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم وحده، كما وجد الباحثون صلة وراثية بين الإمساك وأمراض القلب. وأظهر تحليل لبيانات السجلات الطبية لأكثر من 17.5 مليون مريض عام 2018 أن المصابين بداء الأمعاء الالتهابي (IBD) معرضون لخطر أكبر للإصابة بنوبة قلبية، بغض النظر عن وجود عوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب لديهم، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم والتدخين. وخلص البحث الذي عُرض في الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا هم الأكثر عرضة للخطر، ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي في الدراسة "كان خطر الإصابة بنوبة قلبية لدى المرضى الأصغر سنًا أعلى بتسعة أضعاف تقريبًا مقارنةً بأقرانهم في نفس الفئة العمرية الذين لم يُصابوا بمرض التهاب الأمعاء، واستمر هذا الخطر في الانخفاض مع التقدم في السن، حيث تشير نتائجنا إلى أنه ينبغي اعتبار مرض التهاب الأمعاء عامل خطر مستقل لأمراض القلب". وأظهرت دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى وجود علاقة بين الإمساك وأمراض الكلى، ووجدت الدراسة أن الأشخاص المصابين بالإمساك لديهم احتمالية أعلى بنسبة 13٪ للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، واحتمالية أعلى بنسبة 9٪ للإصابة بالفشل الكلوي، مقارنة بغيرهم ممن لا يعانون منه، وارتبط الإمساك الشديد بزيادة تدريجية في خطر الإصابة بكلًا من أمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store