
استراتيجية الهيمنة في كتابة التاريخ
إن استراتيجية كتابة التاريخ، القائمة على الوصف المجرد، دون إشباعه بفلسفة التحليل، ومنهجية الربط العلمي، تعد تشويها وتحريفا وانتهاكا، لكل مقومات الوجود الإنساني، كما أن حرفية الشكليات المنهجية، المرتبطة بمركزية الإنسان أو الزمان أو المكان، لا يمكن أن تقدم معرفة تاريخية حقيقية، يمكنها تصوير فعل السيرورة التاريخية الشاملة، في صورة اكتمال المسار التاريخي، المتكامل بحضور ثلاثي قواه الفاعلة 'الزمان والمكان والإنسان'، وترابط محوري حركتيه المتوازيان، بين تطور حركة الأحداث، وتطور حركة الأفكار، تزامنيا وتعاقبيا، بما من شأنه تحقيق وظيفة التاريخ المعرفية والفكرية، وصناعة وعي جمعي شامل، محصن بعلاقة الارتباط الوثيق، والاتصال الإيجابي الفاعل، المتفرد بخصوصية الهوية والانتماء والوجود، المتحقق بتكامله التراكمي، في المسار الجمعي الحضاري.
يمكن القول إن طبيعة الاتصال الحضاري، بين الأمم والشعوب المختلفة، قد فرضت على اللاحق، معظم أيديولوجيا ومنظور السابق، بحكم انتقال الإرث المعرفي والحضاري، وطبيعة التأثر الحتمي، ورغم محاولة الحامل الجديد للمشروع الحضاري، إنكار وتجنب مظاهر التأثر بسلفه، والسعي نحو اجتراح نموذج مغاير، إلا أنه لا يلبث أن يستسلم لهيمنة مركزية المعرفة، وسلطة مرتكزات المشروع الفكري، التي لا تنفصل عن صانعها ومبدعها، بل تمنحه حياة أبدية في كل تفاصيلها، ليبقى فيها ومعها، بمقدار قدرتها على البقاء والاستمرار، في حياة الأجيال، التي تتوارثها بكل سلبياتها وإيجابياتها، لتضيف إليها بصمتها وإسهامها الحضاري، الذي يعكس منظور وفكر اللاحق، دون أن ينال من إسهام أسلافه، حتى وإن كان مخالفا لمعطيات العقل والمنطق، إلا فيما ندر.
اتسم المعطى التاريخي الإنساني، بانحيازه المطلق لمركزية السلطة، واستسلامه لمنظور وفكر كاتبه المنتصر، الذي يجعل المنجز التاريخي بشقيه الفكري والنهضوي، يتمحور حول المركز السلطوي، في مختلف صور هيمنته وحضوره، وهو ما نراه ماثلا في مضامين التاريخ اليهودي، منذ عهد الملك سليمان عليه السلام، وما تلا عصر التفوق اليهودي، حيث استمر حضور منظور وفكر اليهود، كثيمة مهيمنة على مسار التاريخ، رغم تحول الدور الحضاري عنه، وهو ما يفسر هيمنة الحضور اليهودي، على مساحات واسعة من تاريخ الأمم المتعاقبة، التي كتب تاريخها ووثق منجزها الحضاري، انطلاقا من منظوره الخاص، وتصوره المهيمن المتعالي، وموقفه العدائي المتطرف تجاه الآخر، ولم يكن المعطى التاريخي الإسلامي، أحسن حالا من سابقه، ورغم أن القرآن الكريم، قد قدم المنهجية الصحيحة، لاستراتيجيتي كتابة وقراءة التاريخ القومي والإنساني، في أرقى نماذجه الحضارية المشرقة، إلا أن التاريخ الإسلامي، قد التزم هيمنة المركز السلطوي، ومنهجية تكريس حضور وقداسة الذات، على حساب تهميش ومحو الآخر، متبنيا معظم مقولات الفكر اليهودي، في صياغة نظرية التاريخ، بشقيها النظري والتطبيقي، خاصة فيما يتعلق بمبدأ الحق الإلهي في الحكم، وما ترتب عليه من ادعاء الأفضلية المطلقة، بدعوى الاختيار والاصطفاء والتفضيل الإلهي، الذي استعاره بنو أمية ومن بعدهم من اليهود، لإثبات استحقاقهم التفرد بالمركز السلطوي، واختصاصهم بمطلق الهيمنة السياسية، لأن الله تعالى قد ارتضاهم حكاما، ولذلك يعد الخروج عليهم، خروجا على مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى، ورفضا لمن ارتضاه بتمكينه، وهو ما لا يجوز بأي حال من الأحوال، مهما كانت الدوافع والأسباب، حتى وإن أتى الحاكم كفرا بواحا، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أموال الغد
منذ 18 دقائق
- أموال الغد
وزير الأوقاف يطلق منصة الوزارة الرقمية الجديدة
أطلق الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، منصة وزارة الأوقاف الرقمية الجديدة، وذلك بحضور عدد من المسئولين. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن المنصة الرقمية الجديدة تعد مشروعا وطنيا خالصا يستهدف المساهمة في تجديد أسس وركائز الخطاب الديني، بأسلوب تفاعليّ حديث يواكب التقنيات الرقمية المعاصرة، وذلك في إطار استراتيجية التحول الرقمي التي تنتهجها الدولة المصرية. وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالمنصة الدينية الرقمية الجديدة، التي تعد نقلة نوعية في تطوير أداء وزارة الأوقاف، وتعزيز خدماتها المقدمة للمجتمع، ولكل زوارها، كما أثنى على حجمها وتنوع موضوعاتها وثراء خدماتها، والذي سيسهم في النهوض بالجانب الفكري والروحي في جهود بناء الإنسان، في الجمهورية الجديدة، وترسيخ دور مصر في بث نور العلم والفكر المستنير إلى العالم أجمع. من جانبه، استهل وزير الأوقاف عرض المنصة بالإشارة إلى أن إطلاق المنصة الرقمية لوزارة الأوقاف اليوم يتزامن مع اليوم الدوليّ لمكافحة خطاب الكراهية، وهو ما نؤكده من إطلاق هذه المنصة التي ندعو من خلالها للفكر المستنير ونبذ الكراهية. وفي هذا الإطار، أوضح وزير الأوقاف أن المنصة قائمة على منهج علمي منبثق من الرؤية الاستراتيجية للوزارة بمحاورها المتمثلة في مكافحة كل أشكال التطرف الديني واللاديني، إلى جانب بناء الإنسان، وصناعة الحضارة؛ مشيرًا إلى أن المنصة ــ بما تحويه من فكر مستنير وقضايا دينية برؤى تجديدية وزوايا علمية متنوعة ــ تعد دليلا على استمرار الدور المصري الرائد في بث الفكر الديني الأزهري القويم، وهو أقوى الروافد في مجموع قوى مصر الناعمة التي قدّرها الله لها واختصها بها. وخلال عرضه، وجه الدكتور أسامة الأزهري الشكر إلى كل من شارك في إخراجها بهذا الثوب المبهر، مؤكدًا أنها نتاج جهود مضنية على مدار الأشهر الماضية منذ توليه الوزارة، ثم استعرض الدكتور أسامة الأزهري محتويات المنصة وأبوابها وأقسامها المتعددة، مؤكدًا في ضوء ذلك أنها أكبر منصة دينية في العالم؛ إذ تبلغ صفحاتها ٦٠ ألف صفحة في المرحلة الأولى، وستتجاوز عدة ملايين من الصفحات بعد اكتمال مراحلها الثلاث بحلول عام 2027. وأشار الوزير إلى أن المنصة ـ في مرحلتيها الثانية والثالثة ـ ستضم أبوابًا متخصصة تعمل بالذكاء الاصطناعي، وآلية للدردشة الإلكترونية؛ لإشباع نهم الأجيال الناشئة من التكنولوجيا بعد تغذية تلك الأبواب بمادة آمنة فكريًا، ومؤتمنة على مقاصد الشريعة وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فضلاً عن ترجمة محتوى المنصة إلى عدد من اللغات الأجنبية؛ تعزيزًا للانتشار وخدمة لرسالة مصر العالمية. وخلال استعراضه، أشار الدكتور أسامة الأزهري إلى أن هناك قسما لمبادرة 'صحّح مفاهيمك'، وهو مشروع علميّ استراتيجي لإعادة تشكيل الوعي من الجذور، وإحياء المفاهيم الصحيحة، وتفكيك المغلوطة، في سبيل بناء إنسان حر، مؤمن، عاقل، صانع للحضارة، لافتا إلى أن هذه المبادرة سيتم إطلاقها الأسبوع المقبل برعاية رئيس مجلس الوزراء؛ بهدف تصحيح المفاهيم لدى المواطنين، ومعالجة التراجع القيمي والسلوكي، وتتناول موضوعات مختلفة مثل الاحتيال المالي، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي. تجدر الإشارة إلى أن المنصة تضم أبوابًا وأقسامًا عن المواسم والمناسبات، والفلسفة الإسلامية، والتاريخ والحضارة، والأخلاق والقيم، والأديان والمذاهب، والفقه، والحضارة والعمران، والدولة والعالم، بالإضافة إلى أبواب أخرى عن الإرهاب والتطرف، وشبهات وردود، والتصوف وطرقه، والعقيدة والفرق، والأسرة والمجتمع، واللغة العربية وبلاغتها، فضلا عن أبواب مخصصة للقرآن الكريم وتفسيره، والحديث الشريف وعلومه، والسيرة النبوية، وسير الأعلام، والموضوعات الشائعة، وغيرها، إلى جانب خدمات الوزارة وتعريف بتاريخها وكل الهيئات التابعة لها.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
أوقاف الفيوم تواصل تنظيم فعاليات الدروس العلمية المنهجية في الفقه والحديث والعقيدة والتفسير والسيرة
نظمت مديرية أوقاف الفيوم، سلسلة من المجالس العلمية والدعوية المنهجية بعدد من المساجد الكبرى على مستوى مراكز المحافظة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية من الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية، وبإشراف من الشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة. نادي الفيوم الرياضي يتعاقد مع أول سيدة تشغل مدير تعاقدات في مصر أوقاف الفيوم تواصل تنظيم فعاليات الدروس العلمية المنهجية في الفقه وتأتي هذه الدروس في إطار خطة وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز الوعي الديني الرشيد، وتُعقد وفق مناهج علمية دقيقة ومعتمدة في علوم: الفقه، والحديث، والعقيدة، والأخلاق، والتفسير، والسيرة النبوية، ويقدمها نخبة من العلماء وأئمة المساجد المتميزين. وتهدف هذه المجالس إلى تحصين أبناء المجتمع ضد الأفكار الهدامة، وبناء الشخصية الوطنية الواعية، وتعميق مفاهيم الانتماء والولاء لوطننا العزيز، من خلال طرح علمي رصين ومنهج وسطي معتدل. وأكد الشيخ سلامة عبد الرازق، أن هذه الدروس تأتي تنفيذًا لتوجيهات وزير الأوقاف بتكثيف الحضور العلمي والدعوي، وتقديم خطاب ديني متزن يلبي احتياجات الناس ويخاطب الواقع. وتدعو المديرية جمهور المصلين وطلاب العلم إلى الحرص على حضور هذه المجالس المباركة، سائلة الله تعالى أن يجعل فيها الخير والنفع والبركة للجميع.


المصري اليوم
منذ 2 ساعات
- المصري اليوم
«النكبة تعود بوجه جديد».. خيام الفلسطينيين VS ملاجئ الإسرائيليين
عندما اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، لم تترك إسرائيل بابًا للدمار إلا وطرقته، ولا سبيلًا للعنف إلا وسلكته، النار التهمت البيوت، والقنابل مزقت الأجساد، والتهجير لم يكن خيارًا بل فرضًا على شعب لا يعرف إلا التمسك بالأرض والعرض والكرامة. فمن القتل المتعمد إلى الحرق حيًا، سادت عربدة إسرائيلية في غزة، لكن ما بين أكتوبر 2023 ويونيو2025، دار الزمن دورته، وكأن مشهد النكبة عاد، لكن هذه المرة في الاتجاه الصحيح، فقد أطلقت إيران عمليتها العسكرية «الوعد الصادق 3»، لتهطل الصواريخ على تل أبيب، كما أطلقها الاحتلال الإسرائيلي من قبل على غزة. The situation at the Haifa oil refinery — IRNA News Agency (@IrnaEnglish) June 16، 2025 ووسط صفارات الإنذار والأنقاض المدمرة، ركض الإسرائيليون باحثين عن مهرب، عن أي وجهة تنقذهم من صواريخ إيران، لحظة واحدة كشفت كل شيء؛ لا انتماء ولا جذور، مجرد خائفين يركضون كـ«لاجئين بلا هوية». نتيجة اخطاء السياسين وتهورهم اصبح معظم احياء البلد ركام وانقاض، وضحايا بالعشرات فندق مكتض بالنزلاء البعض تفحم — مايسه الرومي יהודי תימן (@Misa_Roumi) June 15، 2025 الإسرائيليين المستوطنين بأراضي دولة فلسطين العربية المحتلة ووضعهم بالملاجئ مع كلابهم والبزى والحفاظات بدون شي بدون كراسي واسره متلاصقين ، الحمدلله ما معنى ملاجئ ولا نحبها ، فقط نحب أن كون بمقدمة الم،.،ج،.ا،،دين وندعوا الله سبحانه وتعالى بفحتح مبين ☝🏻 — الــعـزّيــ مَـحٌـمَدِسَــبَـنَـهـ (@QQCQO) June 16، 2025 ولعت بينهم البين 🔥🔥 معارك وفوضى وزحام وسباق على الملاجىء وهناك إصابات واستدعاء تدخل الامن 😂😂 المستوطنين الإسرائيليين يبيتون في الملاجئ وداخل محطات المترو والقطارات خشية الهجمات الإيرانية — أنيس منصور (@anesmansory) June 18، 2025 صور الدمار في إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية صور الدمار في إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية وفي مشهد رصدته صحيفة «المصري اليوم»، بدا الانهيار النفسي والمعنوي في وجوه الإسرائيليين واضحًا، وهم يحملون ما تبقى من متاع فوق أنقاض بيوتهم المدمرة، كما فعل الفلسطيني قبلهم، لكن بفارق عظيم، فإن الفلسطيني لم يغادر أرضه رغم الدمار، أما الإسرائيلي فهرب منها رغم وجود الملاجئ. وتوثيقًا لذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن رحلات هروب جماعي سرًا، يقوم بها آلاف الإسرائيليين عبر يخوت وسفن من العديد من الموانئ، الموجودة في هرتسليا، وأسدود، وحيفا، ونتانيا، وغيرها إلى قبرص، حيث أن هذه العمليات كلفتهم آلاف الدولارات. « #إسرائيليون «يقفون على أنقـاض منازلهم في تل أبيب، بينما يحاول بعضهم انتشال ما تبقى من أمتعتهم، بعد الدمــار الذي خلفته الصــواريخ الإيــرانية. #طوفان_الأقصى #قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طهران — وكالة قدس برس (@qudspressagency) June 18، 2025 إنه مشهد يعكس الفارق الجوهري بين شعب متمسك بتراب وطنه، رغم ما يواجهه من موت ودمار (الفلسطينيين)، وبين مستوطن جاء من خلف البحار واهتز كيانه أمام أول موجة صواريخ. في غزة، تشبث الفلسطينيون بمنازلهم حتى بعد أن تحولت إلى ركام، قسموا أن يسقوا ترابها بدمائهم، وأن تبقى الجذور في الأرض، أما في تل أبيب، فقد شاهدنا العكس، هرولة جماعية إلى المطارات والملاجئ، نظرات مذعورة، وحقائب لا تكفي لحمل كل ما تركوه خلفهم، وكأنهم لم يكونوا يومًا أهلًا لهذا المكان. الإسرائيليون يركضون إلى الملاجئ الإسرائيليون يركضون إلى الملاجئ وفي واقع تقشعر له الأبدان، يؤدي الفلسطينيون صلاتهم وسط أنقاض منازلهم المدمرة، غير مبالين بالصواريخ الإسرائيلية، ولا متنازلين عن أرضهم، ثابتون رغم الجراح، ورافضون التهجير كما رفضوا من قبل الخضوع. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، ما دمرته إسرائيل في غزة من منازل، دمرته صواريخ إيران في عمق تل أبيب، قد يكون تبادل غير متكافئ في الخسائر، لكن العدالة التاريخية لا تقاس بالعدد بل بالمعنى. الدمار الذي الحقته الصواريخ الإيرانية بأحد أبراج إسرائيل الدمار الذي الحقه الاحتلال بغزة الدمار الذي الحقته الصواريخ الإيرانية بإسرائيل وكانت الفجيعة الكبرى هو المشهد الحقيقي بين فلسطينيين ينامون في الخيام وعلى ركام بيوتهم المدمرة، وإسرائيليين يصرخون في ملجأ تحت الأرض، يكمن الفارق بين الشجاعة والذعر، بين صاحب الأرض والمحتل العابر. الفلسطينيون على أرضهم رغم الحصار الإسرائيلي هروب الصهاينة إلى الملاجئ خوفا من القصف الإيراني القوي عليهم هذه حالهم عساهم لا يصبحون — FatimaAlmazidi (@almazidi_fatima) June 15، 2025 وفي لقطة أخرى، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، صورة لحفرة يعمق 4 أمتار في موقع الهجوم الصاروخي الإيراني على موقف حافلات بإسرائيل. حفرة بعمق 4 أمتار بموقف حافلات بإسرائيل نتيجة صاروخ إيراني وتشبه هذه اللقطة تمامًا ما فعلته إسرائيل في غزة، وفقًا لما وثقته وسائل إعلام فلسطينية. حفرة بقطاع غزة نتيجة صاروخ إسرائيلي إلى ذلك، يبدو أن إسرائيل تواجه أزمة في حماية مواطنيها خلال تلك الحرب، حيث كشف تقرير لصحيفة «معاريف»، الإسرائيلية، أن تل أبيب تركت كبار السن درعًا بشريًا وهدفًا للصواريخ الإيرانية، دون حماية. وفي مشهد آخر، وبعد 25 عامًا تقريبًا من اختباء الطفل الفلسطيني، محمد الدرة، بين ذراعي والده وسط نيران الاحتلال الإسرائيلي، يصرخ من الخوف بينما يحاول الأب أن يحميه بجسده الضعيف، عاد التاريخ ليعرض مشهدٍ يبدو استخرج من رحم الذاكرة، لرجلٍ إسرائيلي يحتضن طفله محاولًا حمايته من وابل الهجمات الإيرانية الأخيرة. الدرة وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالصورة، لكن لم تثير تعاطفًا بقدر ما استدعت ذكرى محمد الدرة، وأيقظت لدى كثيرين شعورًا بالعدل، فبين الصورتين القديمة والجديدة، تشابهت الملامح والوجع، لكن اختلفت الرؤية.