الشيخ سلامة حجازي.. الرجل الذي جعل المسرح الغنائي جزءًا من تاريخ الفن العربي
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
علامات فارقة في مسيرة المسرحوفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.يعتبر الشيخ سلامة حجازي أحد أبرز الأسماء التى أثرت فى المشهد الفنى والمسرحى المصرى خلال أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث تميز بموهبة فذة جمعت بين الغناء والتمثيل، مما جعله أحد الركائز الأساسية فى المسرح الغنائى، الذي مثّل نقلة نوعية فى تاريخ الفنون العربية، وأسهم فى تشكيل ملامحها الحديثة.ولد «حجازى» فى الإسكندرية عام 1852، وبدأ رحلته الفنية فى سن مبكرة، ليصبح خلال سنوات أحد الأسماء البارزة فى المسرح المصرى، حيث قدم مسرحيات غنائية جمعت بين الأداء الدرامى والغناء، ما جعله رائدا في هذا المجال، لم تقتصر أعماله على الترفيه فقط، بل تناولت قضايا اجتماعية وثقافية، الأمر الذى عزز من مكانته كأحد المبدعين المؤثرين فى المشهد الفنى آنذاك.انضم «حجازى» إلى فرقة يوسف الخياط عام 1885 كممثل ومنشد، ثم انضم لاحقا إلى فرقة القرداحي، حيث شارك في عروض بارزة مثل «زنوبيا ملكة تدمر»، «عائدة»، «عفة النفوس»، إلا أنه سرعان ما قرر الاستقلال، فأسس فرقته المسرحية الأولى عام 1888 بمدينة الإسكندرية، قبل أن ينضم إلى فرقة إسكندر فرح عام 1889، حيث تألق فى أعمال مثل «أنس الجليس»، «شهداء الغرام»، «تليماك»، «عظة الملوك» وغيرها.فى عام 1905، انفصل «حجازى» عن فرقة إسكندر فرح ليؤسس فرقته الخاصة، التى قدم من خلالها عروضا مسرحية هامة، من بينها: «مطامع النساء»، «الجرم الخفي»، «تسبا»، «السلطان صلاح الدين الأيوبي» وغيرها، فاستمرت فرقته فى تحقيق النجاحات حتى أصيب عام 1909 بشلل جزئى أثر على مسيرته، لكنه لم يمنعه من مواصلة العطاء.كان «حجازى» صاحب بصمة واضحة فى تطور المسرح الغنائي، حيث مزج بين الألحان الشرقية والتأثيرات الغربية، ليخلق نمطا فنيا فريدا حافظ على الهوية العربية، وفى الوقت ذاته أدخل أساليب موسيقية حديثة، كما كان أول من لحن المارشات والسلامات الخديوية، التى كان يؤديها فى افتتاحيات المسرحيات، محققا بذلك نقلة نوعية في شكل المسرح الموسيقى.حظى أداء «حجازى» بإشادة واسعة، حيث أثارت موهبته إعجاب الممثلة العالمية سارة برنار بعد مشاهدتها له فى مسرحية «غادة الكاميليا»، كما كان له الفضل فى نقل الأغنية من جلسات التخت الشرقى إلى خشبة المسرح، ممهدا الطريق أمام تطور المسرح الغنائى المصرى، الذي ازدهر لاحقا على يد سيد درويش.ومع استمرار نجاحه، دخل «حجازى» فى شراكة فنية مع الرائد المسرحى جورج أبيض، حيث تم دمج فرقتهما تحت اسم «جوق أبيض وحجازى»، وقدموا عروضا مسرحية متنوعة، منها: «لويس الحادى عشر»، «عايدة»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» وغيرها، إلا أنه لاحقا انفصل ليشكل فرقته الخاصة مجددا، قبل أن يتوقف نشاطه الفنى نهائيا بسبب المرض.وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على وفاته، إلا أن تأثير الشيخ سلامة حجازى لا يزال حاضرا فى تاريخ الفن العربى، حيث لعب دورا محوريا فى إرساء قواعد المسرح الغنائى، وأسهم فى تطوير الموسيقى المسرحية، ليظل اسمه واحدا من أعمدة النهضة الفنية، التى وضعت مصر على خريطة الفنون المسرحية فى العالم العربى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 2 أيام
- مصرس
أسماء بنات غريبة وعجيبة ونادرة 2025.. اعرف معانيها
ما إن بدأ العام الجديد إلا وزاد بحث الأمهات عن أسماء بنات غريبة ونادرة لاختيار أسماء ذات طابع مميز لبناتهن، فهنيئًا لمن كانت الأنثى أول رزقه، ف "خيركم من بُشِّر بالأنثى". لا شك أن للاسم دورًا مهمًا في التعبير عن هُوية صاحبه؛ ما دفع كثيرات من الأمهات إلى البحث عن أسماء خاصة لها معنى مميز وفريد.والأذواق -كما تعلمون- متفاوتة بين الأمهات؛ فبعضهن يميل إلى اختيار أسماء لها معنى تراثي أو يعكس تمسكًا بالتعاليم الدينية والبعض يبحث عن أسماء عصرية أجنبية حديثة، لكن هؤلاء وأولئك يتحدون في البحث عن اسم متفرّد.ونستعرض لكم عبر موقع البوابة نيوز مجموعة مميزة من الأسماء اخترناها بعناية تحمل معاني عديدة منها الحب والجمال.أسماء بنات غريبة وجميلة ومعانيهاليان معناه: الحياة السهلة والمريحة.لينا معناه: السهولة والمرونة.تال معناه: النخلة المرتفعة.ديمة معناه: الأمطار الخفيفة التي تضفي إحساسًا بالسكينة.لورا معناه: الهضبة أو المكان المرتفع.مرح معناه: الفرح والسرور.سما معناه: السمو وعلو المكانة.ريحانة معناه: الزهرة التي تحمل رائحة عطرة مميزة.سديم معناه: الظل الخفيف الذي يوحي بالغموض والجمال.جود معناه: العطاء والكرم، صفة تعبر عن النبل.حور معناه: الفتاة الجميلة، وهو من الأسماء التي وردت في القرآن الكريم.سلسبيل معناه: اسم عين في الجنة يعبر عن الصفاء والنقاء.مُهرة معناه: ولد الفرس، ويرمز إلى المرأة ذات المهر الغالي والقيمة العالية.كارمن معناه: نوع من الزهور الإسبانية التي تتميز بجمالها.جومانة معناه: اللؤلؤة الفضية ذات البريق المميز.روان معناه: الفتاة الرشيقة ذات الروح الخفيفة.حنين معناه: الصوت المختلط بالحزن والشوق.ألين معناه: السيدة الجميلة ذات الملامح الرقيقة.ريتال معناه: الفتاة التي ترتل القرآن بإحكام وجمال.ريتاج معناه: الباب المغلق، يعبر عن الغموض والتميز.رهف معناه: الفتاة الرقيقة والحساسة في التعامل.روضة المعنى: هو من أسماء الجنة، يرمز إلى الجمال والبهاء.لوجين معناه: ماء الفضة الذي يعبر عن النقاء والصفاء.لورين هي الفتاة التي تتوجه نحو الغار، ويرمز إلى الشجاعة والطموح أيضًا.هنا: السعادة والسرور الذي يملأ الحياة.أسماء بنات غريبة.. أسماء بنات نادرة وفريدة 2025ديل: يُطلق على قلب الإنسان، ويرمز إلى الحب والمشاعر.تارة معناه: الزهرة ذات الجمال الباهر.كايرا معناه: اسم تركي يعني الكرم والأخلاق الرفيعة.آيتن معناه: أحد الأسماء التي تُطلق على القمر في ليلة اكتماله.ناردين معناه: زهرة ذات رائحة جميلة تجذب القلوب.مزن ذكر في القرآن الكريم ومعناه السحابة الممتلئة بالمطر.تولين: مستوحى من القمر المضيء.أسماء بنات كيوتليلاف ومعناه الثلج الذائب.هيف ومعناه صاحبة القامة الطويلة.نوسين ومعناه معناه المستقبليبرق ومعناه مشتق من البريق واللمعان.أسماء بنات غريبة.. أسماء بنات تركية جميلة ومعانيهاغونيش ومعناه معناه ضوء الشمسهازال ومعناه أوراق الأشجار الجافة.يارا ومعناه اسم فارسي معناه القدرة والتمكين.كلستان ومعناه معناه الروضة.روكان ومعناه الشمس الضاحكة.غمزة ومعناه غمز العين.نازلي وهو اسم تركي فارسي ومعناه الدلوعة.هيفين وهو اسم كردي معناه الجنة.نارفين ومعناه من أسماء بنات تركية ومعناه القدر.كلجين ومعناه زهرة الحياة.نالين: اسم كردي يعني الآنين.دارلا: وهي الحبيبة أو المحبوبة.يامور: اسم تركي يعني القمر.أسماء بنات حلوة وخفيفةسيملة: من أسماء بنات تركية ومعناه الوردة اللامعة.نيروز: اسم تركي معناه عيد السلام.رندة: معناه: شجرة صغيرة برائحة طيبة.سلاف: معناه: ما سال وتحلب قبل العصر.ريما: معناه: الظبي الصغير.أسماء بنات من القرآنطوبى: وهو من أسماء بنات مسلمة ومعناه شجرة في الجنة.أسماء بنات غريبة جدًاأوريل: وهو اسم لاتيني يُطلق على الفتيات، ويعني الذهبي، أو اللامع، أو الأشقر.


نافذة على العالم
منذ 4 أيام
- نافذة على العالم
ثقافة : ذكرى ميلاد أمير الصحافة.. حكايات محمد التابعي مع قرة ميدان والأسماء المستعارة
الأحد 18 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - تحل اليوم ذكرى ميلاد محمد التابعى الذى ولد في الثامن عشر من مايو لعام 1896 في بورسعيد وكان واحدًا من أساطير الصحافة وكبرائها حيث اشتهر بمقالاته الجريئة وتأسيس المجلات والجرائد فحمل لقب أمير الصحافة. أسس محمد التابعى مجلة آخر ساعة عام 1934 بالإضافة إلى جريدة المصرى بمشاركة محمود أبو الفتح وكريم ثابت، وألف محمد التابعى عدة روايات ومؤلفات تم تحويلها لمسرحيات ومسلسلات وأفلام مثل فيلم نورا عام 1967 ومسرحية ثورة قرية وفيلم ومسرحية عندما نحب. وبحسب كتاب "مسائل شخصية" لمصطفى أمين، بدأ محمد التابعى الكتابة عام 1924، بكتابة مقالاته الفنية فى النقد المسرحى على صفحات جريدة الأهرام، تحت اسم "حندس"، وكانت أفكاره تتميز بالوضوح وكلماته البسيطة المتخففة من زخارف اللغة والحس الخطابى الذى كان يسود صحافة ذلك الزمان حتى قيل عما يكتب أنه مدرسة جديدة فى الصحافة، وكانت أولى مقالاته النقدية عن مسرحية "غادة الكاميليا"، التى قدمها مسرح رمسيس فى العشرينيات، حيث انتقد فيها الفنان يوسف وهبي الذي أعجب بهذه المقالات، وكان ينتظرها بالرغم من أنها كانت تهاجمه، ووصف "التابعي" بأنه يسقيه السم في برشامة. وحسب مقال له فى مجلة "آخر ساعة بتاريخ 19 يونيو 1968"، فإنه دخل سجن "قرة ميدان" بسبب قضية نشر فى 22 مايو عام 1933، والتقى فيه بالكاتب والمفكر عباس محمود العقاد الذى كان ينفذ عقوبة السجن 9 أشهر بتهمة العيب فى الذات الملكية والتقى بالكاتب الصحفى محمد توفيق دياب الذى كان ينفذ السجن تسعة أشهر بسبب مقال وصف فيه أحد النواب بأنه أكحل العينين وهو وصف ذو معنى خبيث. وقد كشفت فاطمة اليوسف معاناة التابعى فى السجن بقولها في مذكراتها: "رجل مرفه المزاج له أسلوبه الذى لا يتخلى عنه فى الطعام والشراب والراحة، فليس غريبًا أن يزعجه السجن ويضايقه ضيقًا شديدًا، وكنا نشعر بضيقه الشديد وراء القضبان من الرسائل، والطلبات التى كان يبعث بها كل يوم، كانت له فى كل يوم طلبات، حتى عينت موظفًا خاصًا له لكى يحمل إلى خطاباته، ويعود إليه بما يطلب".


الدستور
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
أحمد عبدالمعطى حجازى.. بطل أولى وثائقيات «سيا» للإنتاج الفنى
الفيلم من كتابة وإنتاج د. صفاء النجار ويوثّق وقوف الشاعر الكبير فى وجه التطرف كان عشاق قناة «الوثائقية» على موعد مع فيلم وثائقى جديد، يدور حول حياة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، وما قدمه من إسهامات أدبية وفكرية، بعنوان «عُمر من الشعر.. سيرة أحمد عبدالمعطى حجازى وشهادته». الفيلم الوثائقى من كتابة وإنتاج الدكتورة صفاء النجار، الروائية والسيناريست المصرية المعروفة، وإخراج المخرج الحائز على جوائز فى مهرجانات سينمائية متعددة، محسن عبدالغنى، ويعتبر باكورة إنتاج شركة «سيا» للإنتاج الفنى. ويعد الفيلم نقلة نوعية فى الأفلام الوثائقية، إذ لم يعتمد فقط على آراء وشهادات من عاصروه من نقاد وأدباء وشعراء وصحفيين، بل للمرة الأولى يحتوى على تسجيلات حية للشاعر نفسه. وتحدث «حجازى» فى الفيلم عن نشأته، وكيف بدأت علاقته الوثيقة بالشعر فى المدرسة، والتى لم تكن علاقة تلميذ، وإنما علاقة المفتون بهذا الفن، قبل أن يتطرق إلى مشاركته فى المظاهرات ضد الإنجليز وسياساتهم الاحتلالية، ما تسبب فى سجنه شهرًا كاملًا، ليكتب حينها: «السجن ليس دائمًا سورًا وبابًا من حديد.. فقد يكون واسعًا بلا حدود.. كالليل، كالتيه نظل نعدو فى فيافيه حتى يصيبنا الهمود». بعد خروج «حجازى» من السجن بدأ طريقه إلى الشعر، وكانت القصيدة الأولى «بكاء الأبد»، ونشرت فى عام ١٩٥٥، فى مجلة «الرسالة الجديدة». وكان يتردد على الندوات والمجالس التى يوجد بها الشعراء، وسعى الناقد الأدبى أنور المعداوى لأن يجد له عملًا فى «دار الهلال»، وبالفعل بدأ العمل مصححًا براتب ٨ جنيهات. وقال «حجازى» إن جميع النقاد كتبوا وتحدثوا عن ديوانه الأول «مدينة بلا قلب»، وأشادوا به واعتبروه فتحًا فى حركة التجديد. وعن هذا الديوان، قال ماجد منير، رئيس تحرير جريدة «الأهرام»، إن «مدينة بلا قلب» لمس قلب كل من قرأه، وجعل المبدعين يشعرون بأن «حجازى» عبّر عن غربتهم فى هذه المدينة القاسية. وأضاف الكاتب الصحفى محسن عبدالعزيز: «أصبح حجازى نجمًا شعريًا منذ ديوانه الأول، وأحسّ كل المبدعين الذين جاءوا من خارج العاصمة بأن هذا الديوان يتحدث عنهم، كل المبدعين والروائيين والقصاصين والشعراء، الجميع أحس بأن حجازى عبّر عن غربتهم فى هذه المدينة القاسية». ووصف الدكتور سعيد توفيق، أستاذ الفلسفة المعاصرة فى جامعة القاهرة، أشعار «حجازى» بأن بها قدرًا من الحميمية والقرب، لأن لغته مستخدمة فى الحياة اليومية، مضيفًا: «هذا الرجل كان له تأثير كبير فى الحركة الثقافية من خلال أعماله وقصائده». وقال الدكتور رضا عطية، ناقد أدبى، إن من المواقف التى لا ينساها لـ«حجازى» يوم استقالته من رئاسة تحرير مجلة «إبداع»، بعد أن وصل الإخوانى علاء عبدالعزيز إلى منصب وزير الثقافة، إعلانًا عن رفضه هذا الاستيلاء الإخوانى على الثقافة المصرية. ورأى الدكتور محمد عبدالمطلب، أستاذ البلاغة والنقد الأدبى فى جامعة عين شمس: «ليس هناك من هو أشعر من حجازى، الذى برع أمام بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتى، واستطاع من بينهما أن يكون له صوت متفرد».