
ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو وظلت الجماعة تحكم مصر في ظلّ التغيرات الإقليمية الحالية؟
تخيلوا لو مرّ هذا اليوم، يوم
30 يونيو
، كما يمرّ أي يوم عادي، دون أن يتحرك فيه أحد… تخيلوا لو خيّم الصمت، ورضخ الشعب، واستمرت جماعة الإخوان في حكم مصر، لكانت مؤسسات الدولة قد تآكلت من الداخل، وسقطت مفاتيح القرار في يد التنظيم، لا في يد الوطن، ولكانت أجهزة الأمن قد تفككت، وسقطت سيناء بالكامل في أيدي الجماعات المتطرفة، وأصبح المواطن المصري في وطنه مطاردًا، وتحوّل الاقتصاد إلى هيكلٍ منهار، والتعليم إلى أداة تلقين، والهوية المصرية إلى غلافٍ ديني متشدد لا يعرف التنوع ولا يعترف بالاختلاف، ولربما أصبحنا، لا قدّر الله، ساحة لحربٍ أهلية يتقاتل فيها الإخوة على فتات وطنٍ ممزق، لكنّ ذلك السيناريو لم يحدث، لأنّ المصريين، في لحظة وعيٍ نادرة، قرّروا المواجهة.
بورسعيد × 24 ساعة | مشروعات تنموية وتهنئة بـ30 يونيو.. واستعدادات لافتتاح الممشى السياحي
24 ساعة أشغال شاقة لـ أبو علي في بورسعيد.. جهاز فني أجنبي واستقرار مالي و5 صفقات قوية في الطريق| صور
أنا واحد من
آلاف الشباب
الذين أدركوا أن "الصمت وقتها جريمة، وأن السكوت معناه ضياع وطن"، كنت شابًا بسيطًا، لا أملك سلطةً ولا مالًا، أعمل في مجال الصحافة، وأجتهد لتأمين قوتي اليومي، لكنني كنت على يقين بأنّ الوطن في حاجة إلى كل صوت، وكل خطوة، وكل يد تمتدّ من أجل التغيير.
حملة تمرد
وفي أحد الأيام، ظهرت على مواقع التواصل صفحة بسيطة باسم "تمرد"، لم تكن الحملة معروفة آنذاك، لكن فكرتها كانت واضحة: جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان، تواصلت مع الرقم المعلن، وبدأت أتحرّك مع مجموعة من الشباب داخل محافظة بورسعيد. عملنا بإمكانيات محدودة، لكن بحماسٍ كبير.
لم يكن لدينا تمويل، فقط سياراتنا الخاصة، ونسخ ورقية مطبوعة، وعزيمة شباب آمنوا بأن التغيير ممكن، نظمنا فعاليات، وجمعنا آلاف التوقيعات، وانتقلنا من بيت إلى بيت، ومن شارع إلى شارع. لكن الثمن كان باهظًا، بدأت التهديدات، ووصل الأمر إلى نشر صورنا على صفحات الجماعة الإرهابية تحت عنوان: "مطلوبون أحياء أو أموات".
اضطررنا إلى إخفاء سياراتنا، وبعضنا غيّر محل إقامته، والبعض الآخر نام في بيوت أصدقاء، هربًا من بطش التنظيم، ثم جاء يوم 27 يونيو، خرجت مسيرات ضخمة في بورسعيد، انتهت بميدان المسلة – ميدان الشهداء.
شهيد ثورة 30 يونيو
وسط الزحام، كان زميلنا صلاح، صحفي يعمل في إحدى الصحف المحلية، يجلس بجهاز الحاسوب المحمول، ويوثق الأحداث، فجأة، أصابه شمروخ في رأسه، فقطعها بالكامل، وترك جسده ينزف أمام أعيننا، كان صلاح أول شهيد في بورسعيد قبيل انطلاق ثورة 30 يونيو.
في اللحظة ذاتها، أُصيب كذلك أبو حمص، أحد كبار مشجعي النادي المصري، والدكتور شريف صالح، أحد القيادات الرياضية، وغيرهما، وسقطا غارقين في دمائهما،
كان المشهد مروعًا، لكنه كان كافيًا لتحويل الغضب الشعبي إلى ثورة حقيقية.
انطلقت الشرارة من بورسعيد، ومنها اشتعلت الميادين في كل أنحاء الجمهورية، وخرج أكثر من 30 مليون مصري إلى الشوارع، يطالبون برحيل الجماعة، ويرفعون راية الوطن من جديد.
وفي أحلك اللحظات، قرّر رجل أن ينحاز إلى الشعب: الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وضع حياته على كفّ الوطن، وانحاز إلى إرادة الجماهير، متحديًا التهديدات، واتخذ القرار الأصعب: إنقاذ مصر، ومنذ ذلك اليوم، كتبت مصر فصلًا جديدًا من تاريخها.
اليوم، وبعد مرور سنوات قليلة، "نستطيع أن نقول بثقة: البلد تغيّرت"، في بورسعيد، التي كنت شاهدًا فيها على تلك اللحظة، رأينا أنفاق قناة السويس، وميناء شرق التفريعة، والمصانع، وشبكات الطرق، والمناطق الآمنة النظيفة، والخدمات الحكومية الرقمية، ومستوى الأمن الذي لم نشهده من قبل.
ثورة 30 يونيو لم تكن لحظة غضب… بل كانت فعل وعي وصحوة وطن، وفي هذه الذكرى، لا بد أن نتذكّر الشهيد صلاح، وندعو له بالرحمة، ونتأمل في المصير المظلم الذي كنا سنصل إليه لو لم نتحرك.
"تحيا مصر… وتحيا دماء أبنائها التي صنعت لنا الحاضر الذي نحياه اليوم"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن "أبناء منطقة الرئيس"
الجمعة 27 يونيو 2025 07:10 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، بأعقاب تصريح أدلى به وتناول فيه أسلوب التعامل سابقا في عهد الرئيس المخلوع، بشار الأسد، مع أبناء منطقته، لافتا إلى أن الجميع كانوا يعاملوهم معاملة الرئيس. This is a Twitter Status وقال الشرع في الفيديو المتداول: "عشنا في الزمن الذي يكون فيه أبناء منطقة الرئيس كلهم رئيس، فنحن نريد ألا نكرر هذا المشهد في سوريا من جديد، فأبناء منطقة الرئيس، فالرئيس هو حصة لكل السوريين ومنطقة الرئيس هي مثلها مثل كامل سوريا نهتم بها على قدر اهتمامنا بباقي مناطق سوريا، وعلى العكس تماما، فأبناء منطقة الرئيس يحملون حملا أثقل من غيرهم بأن يحملوا صورة مشرفة وأنتم أهل لذلك وتكون المراقبة عليهم أكثر في خطواتهم وحركاتهم وانفعالاتهم وما إلا ذلك.." This is a Twitter Status وتابع الرئيس السوري المؤقت قائلا: "نحن قمنا بثورة على كل ما كان في السابق من هذا النظام ومما تلاه من جرائم وأفعال وسلوكيات آذت هذا الشعب خلال الستين سنة الماضية ونسأل الله عز وجل أن يكون هذا تاريخ جديد لسوريا وللمنطقة بأكملها بكل تفاصيلها من ازدهارها من أخلاقها وسلوكياتها فهي ثورة وانقلاب على كل المشهد الماضي.." This is a Twitter Status وأتت تصريحات الشرع خلال لقاء مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان حيث ناقش معهم الأوضاع الخدمية والمعيشية والأمنية في المحافظة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية، الأربعاء. This is a Twitter Status وذكرت الوكالة أن الشرع "استمع إلى مداخلات الحضور التي تناولت احتياجاتهم ومعاناتهم من التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مؤكداً العمل على وقف الاعتداءات من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين"، مشددا على "أهمية دور الوجهاء في تعزيز الروابط الوطنية ونقل هموم المواطنين".


رصين
منذ ساعة واحدة
- رصين
التهديد قائم.. لكن من الحكومة الإسرائيلية
الغد الآن نحن الدولة العظمى النووية الوحيدة في المنطقة (حسب منشورات أجنبية). اصبع بن غفير قريبة أكثر من أي وقت مضى من الزر الأحمر، لذلك فانه يمكن الافتراض بأن كل المنطقة توجد في خطر وجودي. الدولة التي تسعى للحرب وترفض السلام وتمتلك قدرة نووية، هي خطر على جيرانها. ما هذا، هل نحن نعرض السلام العالمي للخطر؟. نعم، وهاكم التفاصيل. يمكن سماع صوت البحر في "موكب الجنون" لرفيف دروكر. لديه الأمور هي استراحة كوميدية، يمكن أن تتلخص بثلاث كلمات وهي الاحتلال، الطرد والاستيطان. التهديد الوجودي يحافظ على اليقظة والانتباه. هو يزيد اعتمادنا على الحكومة، ويرسلنا إلى الجلوس صبح مساء أمام التلفزيون في انتظار التعليمات. التهديد الخارجي يلغي التهديد الداخلي. التهديد الوجودي يعرض للخطر نمط حياتنا. ما هو نمط الحياة المرغوب لدينا؟ هذا يعتمد على من تسأل. يوجد لسموتريتش رأي يختلف عن نمط الحياة المرغوب فيه عن رأي بهراف ميارا، لكن التهديد الوجودي أكثر أهمية. التهديد الوجودي مفروض علينا من الأعلى. لا توجد لدينا أدوات لفحص إذا هو حقيقي أم مجرد دعاية كاذبة. إيران كـ "تهديد وجودي" تم قبوله كحقيقة. لم نسأل ولم نشكك. لم نفحص من أين جاءت هذه الثقة بأن إيران تريد القضاء علينا. وإذا سألنا فانهم يوجهوننا إلى خطابات آيات الله. خطابات آيات الله؟ لو أخذنا بجدية كل ما قاله يسرائيل كاتس (أمرت، وأصدرت التعليمات) في الشهر الماضي لكان يمكن القول بثقة بأننا نهدد العالم. ولكن نحن صمتنا. أملنا ان لا يسألوا الى أي درجة نحن نهدد العالم بسلاح يوم القيامة. لكن التهديد الوجودي يوجد داخلنا، مع وقف إطلاق النار وبدونه. هو تهديد مجتهد ودائم. لا يتوقف ويتمسك بالهدف. التهديد هو بنيامين نتنياهو. هو الذي فعل مزرعة أجنحة الفراشات التي انتهت بقتل عشرات الآلاف. طالما انهم يوجدون هنا فان التهديد الوجودي قائم. كيف يمكن تشخيص التهديد الوجودي؟. بالنسبة للمقطوعين عن الواقع يصعب تشخيصه. ونحن مقطوعون عن الواقع. الاستوديوهات مقطوعة عن الواقع. جنرالات كبار السن يتحدثون هناك بعيون لامعة عن قنابل ذكية. لكن ما يهمنا نحن هو الملاجئ، كسب الرزق والتعليم. الدمار في فوردو لم يعوض عن الدمار والموت في بات يم. الحرب هي إجمال للجبهة الداخلية، الاقتصاد والسياسة، لكن في الاستوديوهات استقبل موت الثلاثين مواطنا وتدمير الممتلكات والمباني كثمن مقبول على الرأي الذي يقول بتأجيل تخصيب اليورانيوم لسنتين. في الاستوديوهات يحاولون أن نتعود على حرب استنزاف طويلة على نار هادئة. وتحويل الدمار الى ظاهرة طبيعية، مثل رياح الخماسين في الصيف والأمطار في الشتاء. من المفاجئ أن القناة 12 تستمر في عرض صور الدمار في بئر السبع ورمات افيف. هذه ليست الرواية التي نريد قصها على انفسنا. هذا يملي "الحدث التاريخي". لقد نشرنا بأن إيران مقطوعة وان النظام يسيطر على الرواية – أيضا لدينا الأمر ذلك. النظام لدينا يسيطر على الرواية. أيضا نحن نتعلق برواية عميت سيغل، المرتبط بمن يعرفون. الحكومة تريد تطبيع واقع غير طبيعي. لكن من غير الطبيعي الخروج من الملاجئ وكأنه لم يكن هناك 7 أكتوبر، أو انه لا يوجد جنود يقتلون عبثا، أو مخطوفين يتم التخلي عنهم وتركهم ليموتوا. من المريح أكثر الوعد بحرب خالدة من التعهد بإنهاء حرب. في دولة سليمة الحكومة تعمل على تقصيرها. المواطنون العاديون يطالبون بوقفها، الأمر لدينا ليس كذلك. نحن نخاف من أن نظهر وكأننا لا نشارك في الفرحة الكبيرة بـ "الحدث التاريخي" (نوافق على استمرار الحرب في غزة بيأس واستسلام). عندما قالوا لنا: يا لكم من شعب عظيم، صامد!، نحن صمتنا. فقط قمنا بهز الذيل وصلينا كي لا يسقط الصاروخ علينا، بل على غيرنا. نحن ما زلنا بانتظار النصر المطلق، النصر المطلق سيأتي عندما نقتل (نصفي) الجميع. نقتل في غزة، في طهران، في نابلس وفي دمشق. اكتشفنا الجمال الذي يوجد في القتل وسهولة ذلك. عرفنا الى أي درجة هي غنية مهمة الجلاد. كم هي عميقة نقاشات الموجودين على المنصة عندما يناقشون قتل (تصفية) خامنئي. عندنا لا يقتلون بشكل عشوائي. يقتلون بحكمة، باعتبارات أخلاقية وليس قبل التشاور مع بن غفير. إذا كنا نقتل فلماذا لا نواصل بهذا الزخم؟ وماذا بشان ميكرون المثير للغضب؟.


بوابة ماسبيرو
منذ 2 ساعات
- بوابة ماسبيرو
2013 ثورة 30 يونيو في مصر
في مثل هذا اليوم الثلاثين من يونيو 2013 تجمع عدد كبير من معارضي نظام الرئيس محمد مرسي في الذكرى الأولى لتوليه منصب رئيس الجمهورية مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقد تركزت التجمعات في ميدان التحرير وفي الميادين الرئيسية في عدد كبير من المحافظات. طالب المتظاهرون برحيل الرئيس محمد مرسي متهمين إياه بالفشل في إدارة البلاد، ورددوا هتافات "يسقط حكم المرشد" و"يسقط تجار الدين" و"ارحل يا مرسي" و"ضحكوا علينا باسم الدين لا إخوان ولا مسلمين". نظمت المظاهرات أحزاب وحركات معارضة للرئيس محمد مرسي كحركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني. تأسست حركة تمرد في 26 أبريل 2013، وهي حركة تجمع توقيعات المصريين لسحب الثقة من محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أعلنت الحركة عن جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي، ودعت هؤلاء الموقعين للتظاهر يوم 30 يونيو، وقد تجاهل مرسي هذه التوقيعات ورفض إجراء الانتخابات المبكرة واصفا اياها بالمطالب العبثية، ورفضت المعارضة دعوة محمد مرسي للحوار وتشكيل لجنة لتعديل الدستور والمصالحة الوطنية، وذلك في خطاب امتد لساعتين ونصف، وتلا محمد البرادعي بيان جبهة الإنقاذ المعارضة، وقال إن خطاب محمد مرسي "عكس عجزا واضحا عن الإقرار بالواقع الصعب الذي تعيشه مصر بسبب فشله في إدارة شؤون البلاد منذ أن تولى منصبه قبل عام"، وتمسكت الجبهة بالدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان كل مصري إلى تحمل مسؤوليته "أمام الله والتاريخ والعالم" وحذر من الانجراف إلى الحرب الأهلية "التي بدت ملامحها في الأفق والتي تنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد"، ودعا البابا تواضروس الثاني المصريين إلى التفكير معا والتحاور معا، وطلب منهم الصلاة من أجل مصر. وفي 1 يوليو، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا يمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي، وذكر البيان أنه في حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها. وفي 3 يوليو، وبعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، في التاسعة مساء، وبعد لقاء مع قوى سياسية ودينية وشبابية، أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتها، إنهاء حكم الرئيس محمد مرسي على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مع جملة إجراءات أخرى أعلن عنها.