logo
"خطاب استفزازي ومتناقض"... ترامب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

"خطاب استفزازي ومتناقض"... ترامب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

النهار٣١-٠٣-٢٠٢٥

يرى خبراء أن هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حلف شمال الأطلسي والنظام العالمي القائم، تقوض ثقة حلفائه تحت المظلة الأمنية الأميركية ما يثير مخاوف من انتشار الأسلحة النووية في نهاية المطاف.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في كانون الثاني/يناير، انتقد الرئيس الأميركي حلف الناتو وأعاد فتح حوار مباشر مع روسيا وتحدث عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بلهجة ودية.
وقال بيونغ تشول لي، من معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة كيونغنام في سيول، إن "خطاب ترامب الاستفزازي والمتناقض" قد "زعزع ثقة الحلفاء بالردع الأميركي بشدة".
برز في الآونة الأخيرة خطر انتشار نووي من دول مثل كوريا الشمالية وإيران، لكن يبدو أن حلفاء واشنطن ممن لا يمتلكون أسلحة نووية يرغبون الآن في إعادة فتح النقاش.
وقالت إيلويز فاييه، المتخصصة في انتشار الأسلحة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "نشهد تزايدا في خطابات مؤيدي الانتشار (النووي) في أوروبا وآسيا، حتى وإن بدا أنها تهدف في المقام الأول إلى الضغط على واشنطن".
ويوافقها الرأي المحلل لدى المعهد البولندي للشؤون الدولية أرتور كاتسبريشك.
وقال إن "سياسات الإدارة الأميركية الجديدة تزيد من مخاطر انتشار الأسلحة النووية من جانب حلفاء وإن لم يكن ذلك حتميا بعد".
من ناحيته، قال سيد علي ضياء جعفري من مركز أبحاث الأمن والاستراتيجية والسياسات بجامعة لاهور في باكستان، إن انعدام الثقة جاء في توقيت هو الأسوأ.
وأضاف أن "البيئة الأمنية الدولية بشكل عام تتدهور. نشهد نزاعات محتدمة في أوروبا والشرق الأوسط. كما نشهد بيئة عُرضة لأزمات في جنوب آسيا".
"وليس ثمة آليات موثوقة لحل هذه النزاعات"، كما قال.
موضع سخرية
إلى جانب خشيتهم من التخلي عنهم في حال وقوع هجوم، يشعر حلفاء لواشنطن بالقلق من رغبة ترامب في إحياء المحادثات المتعلقة بضبط الأسلحة مع موسكو وبكين.
وقالت فاييه: "من المرجح جدا أن يكون الأوروبيون وحلفاء الولايات المتحدة في آسيا هم موضع سخرية في أي اتفاق نهائي".
وأضاف جعفري أن عدم وجود ضمانات من الولايات المتحدة يزيد من احتمال بدء حلفائها في البحث عن خيارات أخرى، بما فيها الخيارات النووية.
واعتبر أن "الدول التي يُحتمل أن تواجه عدوانا إقليميا من دول مسلحة نووية ستفكر في امتلاك ردع نووي خاص بها".
وحاليا، فقط الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية.
وقال بيونغ تشول لي إن كوريا الجنوبية تُعتبر أكثر حلفاء الولايات المتحدة "الذين من المرجح" أن يفكروا في امتلاك أسلحة نووية نظرا لقربها من كوريا الشمالية.
وأشار إلى أن "الدعم الشعبي للأسلحة النووية ظل قويا باستمرار".
ومع ذلك لا تزال النخب الكورية الجنوبية تخشى عدم الاستقرار الاستراتيجي وردود الفعل الدبلوماسية والعقوبات الدولية المحتملة التي قد تترتب على أي اختراق نووي.
في أوروبا أوصى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناقشة توسيع نطاق الردع الفرنسي ليشمل دولا أوروبية أخرى.
وتبدو بولندا في مقدم تلك الدول رغم أن رئيس وزرائها دونالد توسك لم يعلن بعد عن برنامج عسكري نووي وطني.
لكن كاتسبريشك قال: "مع ذلك، لم يستبعد (توسك) السعي لامتلاك أسلحة نووية في المستقبل، مشيرا إلى أنها ستكون عملية طويلة وشاقة".
عقبات عدة
ومن غير المرجح أن يأتي الانتشار النووي بين عشية وضحاها وفق محللين.
ويرتبط حلفاء الولايات المتحدة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لعام 1968، حجر الزاوية في البنية النووية العالمية.
ومن الممكن الانسحاب منها علما بأن كوريا الشمالية هي الوحيدة التي قامت بذلك.
لكن فابييه أشارت إلى وجود "قيود تنظيمية ومالية وتقنية"، مضيفة أن الدول الأوروبية غير النووية أقل تقدما من كوريا الجنوبية أو اليابان.
وقد تشهد أي برامج نووية عسكرية محاولات من دول منافسة لعرقلة تطويرها.
وفي أوروبا قال كاتسبريشك إن "هناك أيضا خطر أن تحاول روسيا عرقلة مثل هذه البرامج، حتى من خلال ضرب منشآت نووية"، كما ضربت إسرائيل مفاعل تموز في العراق في ثمانينات القرن الماضي.
ورغم هذه العقبات قال جعفري إن "غالبية هذه الدول متأخرة في المجال النووي وعندما تكون هناك قدرة وحاجة استراتيجية لتطوير برنامج نووي، فستنجح على الأرجح".
وأضاف أن "باكستان أثبتت أنه من الصعب عرقلة دولة مصممة على بناء أسلحة نووية".
وهناك عنصر غامض آخر يتمثل في كيفية رد فعل إدارة ترامب على أي تراجع في موقف حلفائها.
وقال بيونغ تشول لي "عمليا، لن تتمكن كوريا الجنوبية من امتلاك أسلحة نووية بدون موافقة ضمنية على الأقل من واشنطن".
بدوره قال كاتسبريشك: "في الماضي، تعاملت الولايات المتحدة مع خطر الانتشار النووي بين حلفائها من خلال ممارسة ضغط وتقديم تطمينات إضافية".
وأضاف: "أوقفت مثلا خططا لخفض قواتها التقليدية في كوريا الجنوبية في سبعينات القرن الماضي".
وأفاد موقع "وور اون ذا روكس" الدفاعي بأن منع الانتشار النووي لدول صديقة ومعادية على حد سواء كان "ركيزة أساسية" للسياسة الخارجية الأميركية لعقود.
ولكن إذا تغير ذلك فإن "الانتشار النووي سيُطارد شعار +أميركا أولا+"، على ما حذّر الباحثون أنكيت باندا وفيبين نارانغ وبراناي فادي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يبحث مع ترامب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن
نتنياهو يبحث مع ترامب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن

النهار

timeمنذ 40 دقائق

  • النهار

نتنياهو يبحث مع ترامب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن

ذكر بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس، وناقشا مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وأضاف البيان أن الزعيمين بحثا أيضا الحرب في غزة، وأن ترامب عبر عن دعمه لأهداف نتنياهو، ومنها إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال البيت الأبيض إن ترامب حزين وغاضب من إطلاق النار على موظفين بالسفارة الإسرائيلية. وبحسب البيت الأبيض فقد ناقش ترامب ونتنياهو اتفاقا محتملا مع إيران، وأضاف أن ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وكان قد قُتل موظفان بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء الأربعاء في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية، في هجوم اعتبرته الدولة العبرية "عملاً إرهابياً معادياً للسامية" وأوقف منفذه الذي نادى بـ"فلسطين حرّة". للمزيد اضغط هنا

إسرائيل قد تفقد فرصتها لشن ضربة على إيران قريبًا... تقرير يتحدث
إسرائيل قد تفقد فرصتها لشن ضربة على إيران قريبًا... تقرير يتحدث

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

إسرائيل قد تفقد فرصتها لشن ضربة على إيران قريبًا... تقرير يتحدث

كشف موقع "أكسيوس"، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، اليوم الخميس، أن تل أبيب تعتقد أن فرصتها لضرب قدرات إيران النووية "قد تضيع قريبا بسبب تهديد طهران بنقل المواد النووية إلى مواقع غير معلنة". في الوقت نفسه، أشار "أكسيوس"، نقلا عن مسؤول أميركي، إلى أن إدارة دونالد ترامب تشعر بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"قد يقدم على ضرب إيران من دون موافقة الرئيس الأميركي". في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني ، عباس عراقجي، الخميس، إنه "إذا أرادت الولايات المتحدة إنهاء تخصيب اليورانيوم الإيراني فلن يكون هناك اتفاق نووي". وتابع: "لا تزال هناك خلافات جوهرية مع واشنطن"، مبرزا: "لدينا القدرة على صنع سلاح نووي، ولكن ليست لدينا رغبة في القيام بذلك". وأوضح عراقجي: " الاتفاق النووي لعام 2015 لم يمت بعد ولكن لا يمكن إحياؤه". وأكد أنه "على الأميركيين البحث عن خطة بديلة إذا فشلت المحادثات، وإيران ستواصل مسارها". كما كشف أن "فكرة كونسورتيوم لتخصيب اليورانيوم ليست سيئة لكنها لن تحل محل التخصيب على الأراضي الإيرانية". وكان وزير الخارجية الإيراني وجه، في وقت سابق الخميس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش، مفادها أن إيران ستعتبر "أميركا متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية". وكانت مصادر إسرائيلية قد قالت، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي غير موقفه خلال الأيام القليلة الماضية، من الاعتقاد بأن الاتفاق النووي وشيك إلى الاعتقاد بأن المحادثات قد تنهار قريبا. وبناء على احتمال فشل المحادثات النووية، تستعد إسرائيل لتوجيه ضربة سريعة، إذا أعطى ترامب الضوء الأخضر لها، حسب مصادر عديدة. ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع، أن إسرائيل تعتقد أن الوقت المتاح لشن ضربة ناجحة ضد إيران ينفد. وسيعقد عراقجي والمبعوث الأميركي إلى البيت الأبيض ، ستيف ويتكوف، جولة خامسة من المحادثات النووية في روما، الجمعة، بوساطة وزير خارجية سلطنة عمان. وكانت المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار إيران على توقيع اتفاق يسمح لها بامتلاك قدرة على التخصيب المحلي، في حين أن الولايات المتحدة أعلنت أن التخصيب هو خط أحمر. وقال مسؤولان إسرائيليان إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيا، سيلتقيان ويتكوف في روما، الجمعة، على هامش المحادثات النووية. وقالت إسرائيل، الخميس، إن ترامب ونتنياهو قد اتفقا على ضرورة ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية. على صعيد متصل ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ترامب ونتنياهو ناقشا "الاتفاق المحتمل مع إيران الذي يعتقد الرئيس (ترامب) أنه يسير في الاتجاه الصحيح". وأضافت: "قد ينتهي هذا بحل دبلوماسي

عراقجي: "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة
عراقجي: "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

عراقجي: "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة

أعلن وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي اليوم الخميس، أن "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، عشية جولة جديدة من المحادثات النووية في روما بوساطة سلطنة عمان.وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لا تزال هناك خلافات جوهرية بيننا"، محذراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق".كما حمل عراقجي الإدارة الأميركية مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية قائلاً: "إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية".وكتب عراقجي على منصة "إكس" بعد أن وجّه رسائل إلى مسؤولي الأمم المتحدة: "لقد دعوت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات وقائية فعالة ضد استمرار التهديدات الإسرائيلية، والتي إن لم تُكبح فستجبر إيران على اتخاذ تدابير خاصة للدفاع عن منشآتها وموادها النووية".وأضاف "ستتوافق طبيعة ومحتوى ومدى إجراءاتنا مع الإجراءات الوقائية التي تتخذها هذه الهيئات الدولية وتتناسب معها وفقاً لواجباتها والتزاماتها القانونية".من جهته، قال الحرس الثوري الإيراني اليوم إن إسرائيل ستتعرض لـ"رد مدمر وحاسم" إذا هاجمت إيران.يأتي ذلك إثر تقرير لشبكة "سي إن إن" أول أمس الثلاثاء، أفاد بأن الولايات المتحدة "لديها معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تجري استعدادات لضرب المنشآت النووية الإيرانية".واليوم الخميس، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا اتفاقاً محتملاً مع إيران في اتصال هاتفي، وأضاف أن ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية إن ترامب ونتنياهو ناقشا أيضاً مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.في غضون ذلك، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنياع سيلتقيان مع المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف غداً الجمعة في روما على هامش الجولة الجديدة من المحادثات مع إيران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store