logo
ما هو "مشروع إستير" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟

ما هو "مشروع إستير" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟

جهينة نيوزمنذ 4 ساعات

تاريخ النشر : 2025-05-20 - 12:25 pm
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53 ألف فلسطيني، أصدرت مؤسسة "هيريتيج فاونديشن" (Heritage Foundation) ومقرها واشنطن، ورقة سياسية بعنوان "مشروع إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية".
هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف "مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.
أما "الإستراتيجية الوطنية" التي يقترحها "مشروع إستير" المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.
أوّل "خلاصة رئيسية" وردت في التقرير تنصّ على أن "الحركة المؤيدة لفلسطين في أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)".
ولا يهم أن هذه "الشبكة العالمية لدعم حماس" لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ"المنظمات الداعمة لحماس" (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها.
ومن بين تلك "المنظّمات" المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل "صوت اليهود من أجل السلام" (Jewish Voice for Peace).
أما "الخلاصة الرئيسية" الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة "تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية"- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.
عبارة "الرأسمالية والديمقراطية"، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت للتدمير العسكري الممول من أميركا لما يزيد عن 19 شهرًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.
وبحسب منطق "مشروع إستير" القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى "اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا".
نُشر تقرير مؤسسة "هيريتيج" في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها "معادية لإسرائيل بشكل واضح"، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ"مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض".
وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات "مشروع إستير". من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل "شبكة دعم حماس"، وبترويج "خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة"، يدّعي مؤلفو "مشروع إستير" أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها "أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد".
ليس هذا كل شيء: "فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية"، وفقاً لما ورد في التقرير.
وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر "المحتوى المعادي للسامية" على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة "هيريتيج" ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.
ومع كل هذه الضجة التي أثارها "مشروع إستير" حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ "أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره".
وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة "هيريتيج" "كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية"، وأن "مشروع إستير" يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.
وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن "عددًا من الجهات" في الولايات المتحدة "يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة".
وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى "مشروع إستير" وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.
تابعو جهينة نيوز على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الابيض ينفي صلة ترامب بطائرة قطرية ويؤكد انها مشروع للقوات الجوية
البيت الابيض ينفي صلة ترامب بطائرة قطرية ويؤكد انها مشروع للقوات الجوية

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

البيت الابيض ينفي صلة ترامب بطائرة قطرية ويؤكد انها مشروع للقوات الجوية

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض ، كارولين ليفيت، الاثنين، أن الطائرة القطرية التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي "مشروع القوات الجوية" وأن ترامب "لا علاقة له بها". ونفت ليفيت التقارير التي تفيد بأن قطر ستهدي إدارة ترامب الطائرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولايته الثانية، وفق شبكة "سي إن إن". كما انتقدت وسائل الإعلام ووصفت ما نشرته بـ"التضليل الإعلامي" حول الطائرة. وقالت: "لنكن واضحين تماماً، حكومة قطر، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأميركية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقاً لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية". كذلك أضافت أنه "سيتم تحديث الطائرة وفقاً لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأميركية"، مؤكدة أن "هذه الطائرة ليست تبرعاً شخصياً أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأميركية". ‎

حماس مجرد قشه
حماس مجرد قشه

وطنا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • وطنا نيوز

حماس مجرد قشه

د. عادل يعقوب الشمايله اعتاد نتنياهو على النظر الى حماس والتعامل معها على أنها القشة التي تُنقذه من الغرق وتجيء به الى الحكم وتبقيه في الحكم، وتنقذه من انياب المحكمة. دور حماس ووظيفتها كقشةٍ وكرافعةٍ لنتنياهو ولليمين الاسرائيلي مارسته حماس بإخلاص منذ نشأتها. ولذلك، كانت اسرائيل هي التي تمرر الاموال لحماس من المصادر المتعددة وبعضها مشبوه ومرتبط بأجندات خبيثة تآمرية. وللتغطية على ممارسة حماس لهذه الوظيفة ظلت حكومات نتنياهو المتعاقبة تغض الطرف على تهريب السلاح لحماس، واحيانا تسهل لها الحصول عليه حتى من مصادر اسرائيلية حتى تظهر حماس للعرب بأنها حركة مقاومة وليس شركة مقاولة. المقاومةُ الوحيدةُ الموجودةُ في غزة والصامدةُ في غزة هي مقاومةُ الشعب الغزاوي الاعزل المبتلى بالثنائي الصهيوني النتنياهوي والحمساوي، واوهام اليمين الفلسطيني واليمين الصهيوني. التمسك بالسلاح وبالمقاومة المسلحة التي تروج لها حماس ويتغنى ويتشدقُ بها مؤيدوها المطموس على اعينهم وقلوبهم وعقولهم مبنيةٌ على بندقية الغول ومتفجرات شواذ ومفرقعات الكاتيوشا مع أنها لم تعرقل تقدم الجيش الاسرائيلي ساعةً من الزمن ولم تحرم اجواء غزة على طيران اسرائيل ولم تخدش طائرة. الجيش الاسرائيلي يسرح ويمرح من اقصى الشمال وحتى رفح في اقصى الجنوب وكأنه يرقص على انغام 'وين عارامالله' التي كان تغنيها المطربة سلوى. السلاح الفلسطيني لم يختلف في عنترياته وقصوره وقلة حيلته عن صواريخ عبدالناصر الظاهر والقاهر والعاثر، ومدفع صدام عابر القارات والكيماوي المزدوج وصواريخ سكود واوهام رابع جيش في العالم التي ابتدعها رئيس امريكا بوش. انهزم الجيش المصري الى ما بعد قناة السويس بعد أن دُمرت طائرات العرط والاستعراض في ساعات. وتبخر جيش صدام ولم يطلق على الامريكان طلقة واحدة، ولم يتساقط الجنود الامريكان على اسوار بغداد كما وعد صدام، بل أُسقطت تماثيل صدام، وسقط صدام من على مقصلة الاعدام. في غزة دُمرت الانفاق التي كان يجب ان يلجأ اليها المدنيون لا المحاربون، لأن المكان الطبيعي للمحاربين هو في الخنادق على خطوط المواجهة والتصدي والاحتدام والارتطام لإعاقة ومنع تقدم المهاجمين. اسرائيل تكذب عندما تقول ان حماس استعادت قوتها. اسرائيل تختلق الذرائع للاستمرار في تدمير غزة حتى آخر طوبة وحجر. اصلا حماس لم يكن لديها قوة، لأن ليس من سياسة اسرائيل أن تسمح لاعدائها بامتلاك القوة. سياسة طبقتها اسرائيل على العرب وعلى المسلمين. وايران مثال على ذلك. حماس من ناحيتها ابتهجت بالمزاعم الاسرائيلية، وهاهي تستمر في تصوير افلام المقاومة والتفجير فيما تبقى من انفاق تحت المستشفيات ووسط خيام المدنيين المقهورين. ويمضي نتنياهو في سياسة التجويع والتهجير. حماس تتفرج وتفش غلها هي والمخدوعين بها بالدعاء على اسرائيل ويلحون في الدعاء

ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب .. وما علاقته بحماس؟
ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب .. وما علاقته بحماس؟

وطنا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • وطنا نيوز

ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب .. وما علاقته بحماس؟

وطنا اليوم:في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة 'هيريتيج فاونديشن' (Heritage Foundation) ومقرها واشنطن، ورقة سياسية بعنوان 'مشروع إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية'. هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف 'مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق. أما 'الإستراتيجية الوطنية' التي يقترحها 'مشروع إستير' المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى. أوّل 'خلاصة رئيسية' وردت في التقرير تنصّ على أن 'الحركة المؤيدة لفلسطين في أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)'. ولا يهم أن هذه 'الشبكة العالمية لدعم حماس' لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ'المنظمات الداعمة لحماس' (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك 'المنظّمات' المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل 'صوت اليهود من أجل السلام' (Jewish Voice for Peace). أما 'الخلاصة الرئيسية' الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة 'تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية'- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة. عبارة 'الرأسمالية والديمقراطية'، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة. وبحسب منطق 'مشروع إستير' القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى 'اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا'. نُشر تقرير مؤسسة 'هيريتيج' في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها 'معادية لإسرائيل بشكل واضح'، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ'مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض'. وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة 'نيويورك تايمز' أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات 'مشروع إستير'. من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين. علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل 'شبكة دعم حماس'، وبترويج 'خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة'، يدّعي مؤلفو 'مشروع إستير' أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها 'أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد'. ليس هذا كل شيء: 'فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية'، وفقاً لما ورد في التقرير. وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر 'المحتوى المعادي للسامية' على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة 'هيريتيج' ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية. ومع كل هذه الضجة التي أثارها 'مشروع إستير' حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ 'أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره'. وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة 'هيريتيج' 'كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية'، وأن 'مشروع إستير' يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة. وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن 'عددًا من الجهات' في الولايات المتحدة 'يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة'. وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى 'مشروع إستير' وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store