logo
يختار المندلاوي الجميل صورة شعرية متحركة الاجزاء وافكار ثائرة في عالم الحب

يختار المندلاوي الجميل صورة شعرية متحركة الاجزاء وافكار ثائرة في عالم الحب

موقع كتابات١٥-٠٧-٢٠٢٥
من ديوان (اشتري نعاسا) , تقول الشاعرة : (( لا حاجةلاستنطاق احلامي فهي عادة تثرثر بك كثيرا عزائي أن ليس للزمان والمكان سلطة على عاشقة خرقت قوانين الحب)) ,
تذكرت قول الجاحظ : (( ينبغي للكاتب أن يكون رقيقَ حواشي اللسان , عذْبَ ينابيع البيان , إذا حاور سدّدَ سهمَ الصواب إلى غرض المعنى , لا يكلّم العامّةَ بكلام الخاصّة , ولا الخاصّة بكلام العامّة )) , و(( شاعرتنا التي تكتب بمعنى فلسفي عميق لشعور يتجاوز المدى المنظور والمحسوس والملموس للحب , كأرتقاء ثمرة في أعلى شجرة , وطنين نحلة ما استدلت على خليتها , غربة حقيبة متروكة في صالة المطار لا تعود لأحد , سقف يسيل منه ماء المطر اعيى البناة في الاستدلال على حوافه , نبتة خضراء في حقل أغبر تم حصاده , لا كيمياء فسرت معادلات الفوق الحب , لان العلوم كلها لا ترقى لما فطر الله عليه القلوب , يبقى وهباً ربانياً خالصاً ذلك الربط بين الارواح ولا يعرفه الا من خبره )) .
(( يقولون ان للعيون مداد أمنية , مؤججة بالشوق ومثقلة بالوجد , حين يوزع القلب الغياب في غفلة الأيام , ويشتد ألخوف من وجع الحنين )) .
دعها تخرق ماتخرق , وأنتبه لما تقوله في أورادها , أنها تردد دعاء ذلك الأعرابي المتعلق بأستار الكعبة : (( يا من لايشغله سمع عن سمع , يا من لايغلطه السائلون , يا من لايتبرم بألحاح الملحين , أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك )) .
ولم لا تثرثر به , يقول اهل النصيحة : لا تفعل ما يخالف شغف قلبك تحت أي ظرف , قل كلمة أحبك لمن يستحقها بلا تأجيل , او (( إغمض عينيك حتى تراني )) , الوهم عندما يتغلب على وعي البشر يمتلكه ويسخره لغاياته الرائعة , ولكل وهم أدواته , وصاحب الوهم قد يكون عاشقا أو مفتونا بأوهامه الملونة والمتلألئة في فضاءات ما يرى ويحس , كما انها اي الأوهام بأنواعها لذيذة وتستلب الألباب وتسخر المبتلين بها للعمل بموجبها , ها هي تفعلها وتقول له كل عام وانت شاغل ألألباب .
سمعتها مرة ترقص مع الدرويش وتقول : (( في نوايا الطبيعة , قد تجذر الكثير من عدم الجدوى , للحب قوة هائلة , وللخيال قوة عظمى , فهو يسمح لنا بخلق عوالم تجعلنا نتأرجح بين فيروس الشعوربالسعادة , والوصول الى كون من المستحيل بلوغ نهايته , عاطفة تتمتع بقوة تسونامي , تجبرني أن أواجه أزمات غير مسبوقة , ترى ما هي الكلمات الأنعم من الجفون ؟ أريد ان اختار كلاما لك , فمسراك في الخيال يجعلني أحب الكسل الناجم عن الشغف , ودوما يحافظ القلب على ميزة خطيرة , لا يحب المعارضين الذين يضللوا العاطفة , فمنْ يخْبرِ الْهواءَ أنّهُ يتنفّسُ منْ رئتيَّ فيسْمعُ نشيجِي لَا أنْفاسَهُ )) ؟
يقول جبران : (( من باح بالاسرار يشابه الاحمق , فالصمت والكتمان احرى بمن يعشق , بالله يا قلبي إذا اتاك مستعلم يسأل عما دهاك فاكتم )) , فلا تدع شدة العطش تصور لك السراب ماءاً وفي الحقيقة السراب سراب والماء ماء , ومن اين للزمان سلطته عليها وهي التي تسيل كساعات سلفادور دالي ؟ وتختار المعنى الخفي لتروغ و تبقى فاردة جناحيها على مرّ الازمان , (( وتبدع كما المتصوفة في وصف الغور في الرحمات , وما هي الا جذبة واحدة فيكون المرء في الملكوت , ومن ذاق قطرة من شهد الحضور لن يكون حاضراً في مجلس أخر , ويبقى النجم القطبي قمر ليالينا حين يختفي قمر الناس ونبقى نبدع في جمع الحروف التي تعبر عن الفكرة كأحجية لا يحلها الا ذو حظ عظيم )) .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعود الناصري… قلمه لم ينكسر، وصوته لم يُخرس حتى وهو يودع الحياة
سعود الناصري… قلمه لم ينكسر، وصوته لم يُخرس حتى وهو يودع الحياة

موقع كتابات

timeمنذ 21 ساعات

  • موقع كتابات

سعود الناصري… قلمه لم ينكسر، وصوته لم يُخرس حتى وهو يودع الحياة

في هذا الوطن الذي لا يُنصت إلّا لنبض الغياب، ويرى المبدعين أوضح ما يكون بعد رحيلهم، تتكرّر الحكاية ذاتها، وتُكتب بخط اليد المرتجفة ذاتها: لا تذكروا الأحياء إلا حين يغدو صمتهم قبرًا. وكأنما أرواحهم لا تستحق أن تُحتفى بها إلا إذا صارت خبرًا في شريط عاجل أو صفحة رثاء. رحل سعود الناصري، فاستيقظت الأقلام، وتدافعت المراثي، واشتعلت ذاكرة الصحف والمواقع بخيوط من السيرة والنضال. ولكنه، كما قال الشاعر العربي القديم: 'لأن أموتَ فبعد الموت تندبني… وفي حياتي ما زوّدتني زادي.' نعم، عاش سعود الناصري غريبًا في وطنه، مهمشًا في ذاكرة الإعلام، ومنسيًا في دهاليز المؤسسات الثقافية. لكنه لم يشكُ، لم ينكفئ، لم يهادن، بل راح يمضي بثبات على طريق الموقف، موقنًا أن القلم أشرف من الخضوع، وأن الكلمة أشد فتكًا من الرصاص حين تكون على حق. ولد سعود في خمسينات العراق المتخم بالتناقضات، وراوده الفن صغيرًا، فانتسب إلى معهد الفنون الجميلة، وراح يصوغ ذائقته الجمالية على أنغام الريشة والصورة والمشهد المسرحي، لكنه وجد في الصحافة منبرًا أكثر قدرة على البوح، فاتجه مبكرًا إلى بلاطها، فكتب في صحيفة الرأي العام التي أصدرها الجواهري الكبير، وصحيفة البلاد التي أسسها الرائد روفائيل بطي، وتعلّم من أعمدتها أن الصحافة ليست مهنة، بل مسؤولية وطنية. كتب، واشتغل، وتقدّم الصفوف، فكان من أبرز من صاغوا الكلمة الوطنية في إذاعة بغداد، قبل أن يغادر إلى موسكو مطلع الستينيات، ليغترف من ينابيع الفكر والفلسفة. هناك، حاز على دبلوم العلوم الفلسفية سنة 1965، ثم ماجستير في الصحافة، ليعود إلى العراق مشبعًا بروح التنوير، ويعمل في صحيفة الجمهورية حتى سنة 1978، حين بدأت آلة القمع تطحن الوطنيين، ويُضيّق الخناق على الأحرار. اختار المنفى، ولم يختر السقوط. غادر إلى موسكو، ثم إلى لندن سنة 1992، حيث أعاد تنظيم صفوفه، وعاد إلى النضال من منفاه، لا كلاجئ منكسر، بل كمقاتل بالكلمة، سلاحه القلم، ودرعه الضمير، ينخر بصوته جدران الطغيان، ويزرع الرعب في قلوب المستبدين. مارس العمل السياسي مبكرًا، فانتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي، وانخرط في اتحاد الطلبة العام، ثم تولّى مسؤولية الإعلام والنشر، وأشرف على إصدار صوت الطلبة عام 1960، وانتُخب رئيسًا لرابطة الطلبة العراقيين في موسكو، ثم رئيسًا لاتحاد منظمات طلبة البلدان العربية. وكان عضوًا مؤسسًا في رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين، وشارك في مؤتمرها التأسيسي عام 1980، وأطلق صحيفة 'الأبيض' الإلكترونية التي كانت شاهدة على حيوية قلمه ووضوح موقفه، وعمل في هيئة تحرير مجلة 'رسالة العراق.' التي كانت تصدر عن الحزب الشيوعي العراقي. لم تكن المنافي تضعف صوته، بل كانت تغذّيه. ولم تكن الأمراض ترهق روحه، بل تجعله أكثر إصرارًا. حتى حين تكالبت عليه الآلام، وجثا المرض على جسده، أجرى عملية جراحية في سوريا، وهناك أسلم الروح، لكنه أسلمها وشفاهه تهمس: 'بعين الله يا عراق… لا بد أن ينبلج الصبح.' دفن في مقبرة الغرباء في دمشق، تلك التي لا تليق باسمها، فهي، كما قال محبوه، مقبرة الشهداء، لأنها تضم رموزًا من وزن الجواهري، ومصطفى جمال الدين، وهادي العلوي… وكأنما كل من أحبّ العراق بصدق، لا يحق له أن يُدفن في ترابه. وقد أجمع محبوه على أنّ سعود لم يكن مجرد صحفي، بل ضميرًا وطنيًا حيًا، وصوتًا لا يعرف المساومة، ولا يلبس الأقنعة. قال أحدهم:'كان يكتب وكأنه ينزف، وكل سطر في مقالاته كان رصاصة في قلب الظلم.' وقال آخر:'في زمن تكدّست فيه الأقلام المرتزقة، كان سعود يكتب بدم قلبه.' وقال ثالث:'رحل سعود كما عاش، نقيًا، شجاعًا، لا يتلوّن، ولا ينكسر.' و بعد أن طوى جسده الثرى، لا زالت روحه ترفرف في سماء العراق، وتهيم في أزقة بغداد، وساحات النضال، تهمس في آذان الجيل الجديد: 'اكتبوا… قاوموا… لا تصمتوا.'

تفسير حلم رؤية الميت مبتسم.. رسالة من السماء أم انعكاس لسلام داخلي؟
تفسير حلم رؤية الميت مبتسم.. رسالة من السماء أم انعكاس لسلام داخلي؟

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 2 أيام

  • وكالة الصحافة المستقلة

تفسير حلم رؤية الميت مبتسم.. رسالة من السماء أم انعكاس لسلام داخلي؟

المستقلة/- الأحلام التي يظهر فيها الميت دومًا ما تحمل مشاعر مختلطة بين الحزن والطمأنينة. ورؤية الميت مبتسمًا هي واحدة من الأحلام التي تبعث شعورًا بالراحة والسكينة. لكن ماذا يعني هذا الابتسام؟ هل هو بشرى؟ رسالة؟ أم مجرد انعكاس لحالة نفسية داخلية؟ ماذا يقول كبار المفسرين؟ ابن سيرين والنابلسي يربطان رؤية الميت مبتسمًا بدلالات إيجابية، فهي غالبًا تشير إلى أن الميت في حال طيب في الآخرة، خاصة إذا كان معروفًا ومحسنًا في حياته. الابتسامة تعكس رضا الله عنه ومكانته الطيبة في الجنة، مما يمنح الرائي شعورًا بالسكينة والطمأنينة. علاقة الابتسامة بالصدقة والدعاء على الميت إذا كان الرائي قد أدّى صدقة أو دعاءً عن روح الميت ثم رأى الميت مبتسمًا، فذلك دليل على وصول الدعاء والصدقة إليه واستبشاره بذلك. قد تحمل الرؤية رسالة للرائي بأنه يجب الاستمرار في الدعاء والصدقة لراحة روح الميت. ماذا تعني ابتسامة الميت للرائي؟ رسالة طمأنينة: تشير إلى تحسن أحوال الرائي، خاصة إذا كان يعاني من توتر أو قلق. سلام داخلي ورضا: تذكير بأن الحياة قصيرة وأنه من الأفضل أن نعيشها بتفاؤل. تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا تفسير حسب حالة الرائي العزباء: زوال هموم، اقتراب فرحة، وربما قرب الزواج أو بداية جديدة سعيدة. المتزوجة: استقرار أسري وبشرى بأحداث سعيدة قادمة. الحامل: رؤية تشير إلى ولادة يسيرة ومولود سليم. الرجل: إذا كان الميت أحد والديه، فالحلم قد يعكس رضا الميت عن سلوك الرائي، وتذكير بضرورة الدعاء أو تنفيذ وصية. هل الابتسامة دائماً جيدة؟ رغم الطابع الإيجابي، إذا رافقت الابتسامة تصرفات غريبة أو نظرات مقلقة، فقد تكون رسالة تحذيرية. قد تشير إلى تقصير الرائي في واجباته الدينية أو الاجتماعية، وتحتاج لمراجعة الذات. خلاصة رؤية الميت مبتسمًا في الحلم هي غالبًا رسالة إيجابية تحمل الطمأنينة، السلام، وربما تحفيزًا للاستمرار في الدعاء والصدقة. لكنها قد تكون انعكاسًا داخليًا لحالة نفسية مستقرة، أو أحيانًا تحذيرًا في حالات معينة. الأهم أن يستمع الرائي إلى قلبه ويأخذ الرؤية كفرصة للتفكير والتغيير.

الباعة المتجولون ، إختزال لمآسي البلد
الباعة المتجولون ، إختزال لمآسي البلد

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

الباعة المتجولون ، إختزال لمآسي البلد

أتحدّث عن بداية سبعينيات القرن الماضي ، وكنت وقتها طالبا في الإبتدائية ، كانت مدرستنا تبعد حوالي 2كم عن المنزل ، وكنت أخرج وبجيبي عملة معدنية ذات (5 فلوس) ، أي ما تعادل 2 سنت ، لم نكن نحلم بالعملة الورقية إلا في أيام الأعياد ، وكان عليّ أن أنفقها على التنقل بسيارة (الفورد تاونس) وكنا نسميها (الفورتات) إما جيئة أو إيابا ، أو أن أحتفظ بها لأجل الباعة المتجولين المحيطين بسياج المدرسة ، على الأقل لأبتعد عن رتابة طعام المنزل . إمرأة عجوز عمياء ، أتذكر إنها تردتي (الچرغد) تحت العباءة التي فقدت لونها الأسود بسبب مكابدتها الشمس ، فصارت تميل إلى اللون القرمزي ، كانت تبيع البسكت ، وأي بسكت ، إنها مخلفات معمل (بسكولاتة) الشهير ، من القطع المكسورة التي لا تفيد للتسويق ، مجرد حفنة ملفوفة بورق الجرائد ، بخمسة فلوس . إحداهن كانت تبيع (النومي حامض) ، وكنا نقوم بوخزها بالعيدان ، ونعصرها ليتدفق الحامض فنلعقه ، وهنالك (الداطلي) ، والسمسمية ، والشلغم ، والعمبة ، وهنالك (الدوندرمة) بعربة ذات سقف مرتفع ، يعبئها البائع في كأس زجاجي مستخدما أداة تشبه (الكَرَتة) !، و(اللّكِستِك Lick Stick) ، وتعني (العصا القابلة للّعق) وهي عبارة عن قطعة من الثلج تخترقها قطعة خشب لغرض حملها ومحلاة بالسكر وبألوان زاهية ، يعلم الله ماهيتها أو منشأها ، بحيث تتلوّن أفواهنا منها لساعات ، لطالما فضحتنا أمام معلمينا أو ذوينا ، إنها نسخة من (الموطا) حاليا مع الفارق الكبير بين المكونات والطعم والنظافة ، وغيرها . جاسم ، ذلك الشاب الذي يبيع (الشامية) ، وكان يجلس على الأرض مسندا ظهره إلى حائط المدرسة ، كان طيب القلب ووحيد والدته ، كثيرا ما كانت والدته تزوره لتأخذ من رزقه ما يسد رمقهم ، أخبرنا يوما أنه يستعد للإلتحاق بالجيش لتلبية الخدمة الإلزامية بسبب وصوله للسن القانونية ، إلتحق جاسم ، أعادوه جثة هامدة إلى والدته في أول إلتحاق له ، لقد إستشهد في حركات الشمال ! ، علمنا بعدها أن والدته أصيبت بالجنون وهي تتسول في الشوارع !. (اللبلبي) ، من أكثر الأكلات شعبية ، كان باعته يدفعون (العربانة) التي تحتوي على قدر كبير من اللبلبي ، وتحته مشعل (بريمز) نفطي للحفاظ على حرارته ، سعر (الكاسة) الواحدة 5 فلوس ، وغالبا ما كنا نطالب بماء اللبلبي (كعوازة) بعد الإنتهاء من تناول الكاسة ، ويبدو أن الرجل قد إستعد لذلك جيدا ، فترى ثلاثة أرباع القدر ماء ، ليستقر اللبلبي في قاع القدر ، في أحد الأيام ، وبينما كان يطبخ اللبلبي في منزله ، إستعدادا لبيعه أمام المدرسة ، إندلق القدر على إبنه الرضيع لتسلخ جسمه وحتى فروة رأسه ! ، ليموت بعدها بايام لا يمكن تصور آلامها في المستشفى !. أعترف أن النظافة آخر إهتماماتهم ، بعد ان سلبهم الفقر كل شيء ، لهذا كان المعلمون يمنعوننا من شراء أي شيء من الباعة المتجولين ، وخصصوا بضعة تلاميذ كجواسيس للوشاية بكل من تسول له نفسه للوقوف أمام إحدى هذه (العرباين) ! ، وكانت العقوبات قاسية ، بضعة (خيزرانات) مؤلمة على الكف ، أو صفعات بقوة تفوق عمرنا بكثير . في المقابل ، كان معلمونا يأتون المدرسة بأناقة واضحة ، الجميع كان يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق ، جميعهم كانوا يمتلكون السيارات ، في الوقت الذي كانت شوارعنا لاتشهد إلا سيارة واحدة كل بضعة دقائق ، لم نكن نعرف ما هو التدريس الخصوصي ، جميع المدارس كانت رسمية وبإدارة الدولة ، وكان المعلم إذا أحس بضعف استيعاب الطلاب في مادة ما ، كان يفتح منزله لنا أيام الجُمَع لغرض تقوية إستيعابنا دون مقابل . كنا نتوارى عن الأنظار كلما رأينا أحد معلمينا في الحي ، فقد كانوا يحاسبون الطالب في اليوم التالي على اللعب في الشارع أو أي إساءة تصرف ، كانوا حقا مُربّين يستمعون لأي مشكلة ويسعون لحلها حتى لو كانت خاصة ومنها مشكلة التنمّر المتفشي في مدارسنا . رغم صغر سني وقلة وعيي آنذاك ، إلا إني كنت أتألّم لقصصهم التي لا تُنسى ، هؤلاء قد عاشوا في مجتمع مليء بالظلم والظلام ولا زالت الغالبية تعيشه ، فعن أي زمن جميل يتحدثون رحمكم الله ، لكنه فعلا كان جيلٌ للطيبين . (لو كان الفقر رجلا ، لقتلتُه) ، أول عبارة مجلجلة تتوعّد الفقر ومسببيه ، قالها الإمام علي (ع) ، المصلح العظيم ، أعدل الناس أقام الحدّ (غيابيا) عليه ، لأنه رأس كل آفة ، وكل مأساة وكل منقصة ، وكل رذيلة ، وفعلا (ما جاع فقير ، إلا وبما مُتّعَ به غني) ، صاحبه ومن مدرسته (أبو ذر الغفاري) الثائر العظيم يقول (لو دخل الفقر مدينة ، قال له الكُفر خُذني معك) .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store