
معرضان فنيان للمصرية النرويجية بريت بطرس غالي في برلين وسيول
القاهرة - الوكالات
أعلن جاليري سون عن إقامة معرضين فرديين للفنانة المصرية النرويجية المرموقة بريت بطرس غالي، في برلين وفي سيول، بكوريا الجنوبية هذا العام ٢٠٢٥. وسيُفتتح المعرض الأول في ١ مايو، بالتزامن مع ويك إند معارض برلين، وسيستمر حتى ٢٨ يونيو ٢٠٢٥. أما المعرض الثاني، فسيُقام في جاليري تابع في سيول، كوريا الجنوبية، وسيتم الإعلان عن التواريخ المحددة قريبًا.
عرضت الفنانة، المنتمية للحركة التعبيرية التجريدية في أوروبا، أعمالها، والتي تقتنى على نطاق واسع، دوليًا في مؤسسات خاصة وعامة، وتمزج في عملها بين التجريد الإيمائي واللون، مع حسٍّ فريد للملمس والمادة، متوغلتًا عالمها الداخلي والتأثيرات الثقافية المحيطة بها، إذ تأثرت بتجاربها المبكرة خلال الحرب العالمية الثانية، ومناظر الطبيعية الخلابة في الدول الإسكندنافية حيث عاشت في بدايات حياتها، والنسيج الثقافي الغني لمصر وحبها لها، والتي تعتبرها موطنها منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي. تتميز لوحاتها القماشية الكبيرة بطابع آسر وشاعري في آن واحد، فهي مشبعة بالحركة والكثافة، وبصدى روحي واضح.
تُواصل أحدث أعمالها، التي تعُرض لأول مرة منذ سبعينيات القرن الماضي في معرض فردي في ألمانيا، استكشافاتها المتواصلة للألوان والإيماءات. تُشعّ لوحاتها بالطاقة والحركة، وتُجسّد رسوماتها روح الفعل، مع الحفاظ على جذورها العميقة في التاريخ الشخصي والرمزية الثقافية.
قال ماكس كوفلر، مدير جاليري سون: "يشرفنا أن نعيد بريت إلى ألمانيا، فالطلب على أعمالها لم يكن يومًا بهذا الحجم. تلقى لوحاتها صدى لدى هواة الجمع من مختلف الأجيال والقارات، ويسعدنا أن نشارك أحدث أعمالها مع الجمهور في برلين وسيول".
أكدت الفنانة على مدى سعادتها بالعمل مع جاليري سون وبعودتها إلى برلين وألمانيا بعد كل هذه السنوات، وأضافت: "لطالما أظهرت ألمانيا كرمها تجاهي، وأنا متحمسة جدًا لهذه المجموعة الأخيرة من الأعمال، وأتطلع إلى عرضها في جاليري سون ولجمهور برلين".
تمتد مسيرة بريت الفنية على ستة عقود، وهي حافلة بأعمال تجريدية وتصويرية. تتميز لوحاتها بجاذبية وجرأة، فهي تجسّد الحياة والروح والرؤى الحالمة. في عام ١٩٩٦، مُنحت وسام ملكي فارس القديس أولاف، تقديرًا لإسهاماتها في الفن النرويجي، وهو وسامٌ مُشاركٌ لها مع إدوارد مونش. في عام ٢٠٢٣، حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة من المجلس القومي للمرأة المصري، تكريمًا لأثرها الدائم على المشهد الثقافي في مصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
معرضان فنيان للمصرية النرويجية بريت بطرس غالي في برلين وسيول
القاهرة - الوكالات أعلن جاليري سون عن إقامة معرضين فرديين للفنانة المصرية النرويجية المرموقة بريت بطرس غالي، في برلين وفي سيول، بكوريا الجنوبية هذا العام ٢٠٢٥. وسيُفتتح المعرض الأول في ١ مايو، بالتزامن مع ويك إند معارض برلين، وسيستمر حتى ٢٨ يونيو ٢٠٢٥. أما المعرض الثاني، فسيُقام في جاليري تابع في سيول، كوريا الجنوبية، وسيتم الإعلان عن التواريخ المحددة قريبًا. عرضت الفنانة، المنتمية للحركة التعبيرية التجريدية في أوروبا، أعمالها، والتي تقتنى على نطاق واسع، دوليًا في مؤسسات خاصة وعامة، وتمزج في عملها بين التجريد الإيمائي واللون، مع حسٍّ فريد للملمس والمادة، متوغلتًا عالمها الداخلي والتأثيرات الثقافية المحيطة بها، إذ تأثرت بتجاربها المبكرة خلال الحرب العالمية الثانية، ومناظر الطبيعية الخلابة في الدول الإسكندنافية حيث عاشت في بدايات حياتها، والنسيج الثقافي الغني لمصر وحبها لها، والتي تعتبرها موطنها منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي. تتميز لوحاتها القماشية الكبيرة بطابع آسر وشاعري في آن واحد، فهي مشبعة بالحركة والكثافة، وبصدى روحي واضح. تُواصل أحدث أعمالها، التي تعُرض لأول مرة منذ سبعينيات القرن الماضي في معرض فردي في ألمانيا، استكشافاتها المتواصلة للألوان والإيماءات. تُشعّ لوحاتها بالطاقة والحركة، وتُجسّد رسوماتها روح الفعل، مع الحفاظ على جذورها العميقة في التاريخ الشخصي والرمزية الثقافية. قال ماكس كوفلر، مدير جاليري سون: "يشرفنا أن نعيد بريت إلى ألمانيا، فالطلب على أعمالها لم يكن يومًا بهذا الحجم. تلقى لوحاتها صدى لدى هواة الجمع من مختلف الأجيال والقارات، ويسعدنا أن نشارك أحدث أعمالها مع الجمهور في برلين وسيول". أكدت الفنانة على مدى سعادتها بالعمل مع جاليري سون وبعودتها إلى برلين وألمانيا بعد كل هذه السنوات، وأضافت: "لطالما أظهرت ألمانيا كرمها تجاهي، وأنا متحمسة جدًا لهذه المجموعة الأخيرة من الأعمال، وأتطلع إلى عرضها في جاليري سون ولجمهور برلين". تمتد مسيرة بريت الفنية على ستة عقود، وهي حافلة بأعمال تجريدية وتصويرية. تتميز لوحاتها بجاذبية وجرأة، فهي تجسّد الحياة والروح والرؤى الحالمة. في عام ١٩٩٦، مُنحت وسام ملكي فارس القديس أولاف، تقديرًا لإسهاماتها في الفن النرويجي، وهو وسامٌ مُشاركٌ لها مع إدوارد مونش. في عام ٢٠٢٣، حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة من المجلس القومي للمرأة المصري، تكريمًا لأثرها الدائم على المشهد الثقافي في مصر.


جريدة الرؤية
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
كيف يتعامل الشعب الياباني مع العالم؟
حيدر بن عبدالرضا اللواتي haiderdawood@ استعد اليابانيون للمشاركة والمساهمة لحضور فعاليات معرض "إكسبو 2025 أوساكا" المقام حاليا بمحافظة أوساكا الصناعية اليابانية، والذي سوف يستمر لمدة 6 أشهر كاملة؛ الأمر الذي يعطي الفرصة لجميع شعوب العالم أن يأتوا من مختلف أنحاء المعمورة للمشاركة في هذا الحدث الثقافي والإنساني والاقتصادي. كما يتيح هذا الحدث أجمل فرصة لليابانيين لمعرفة الكثير عن دول وشعوب العالم الأخرى. المعروف عن اليابانيين حبهم للثقافات العالمية؛ حيث هناك الملايين من السياح منهم يقومون سنويا بزيارات سياحية وثقافية إلى مختلف دول العالم للتعرف على عادات وثقافات شعوب العالم ومعرفة المزيد من المعلومات عن الدول والأماكن التي يزورنها. ولا شك أن الحدث المُقام في دولتهم سوف يعمل على تقليل عدد السياح المتوجهين إلى العالم هذا العام، باعتبار أنهم سيعطون الأولوية للسياحة الداخلية وزيارة معرض إكسبو الدولي لمشاهدة ثقافات وعادات الدول المشاركة في هذا الحدث والتي يبلغ عددها 160 دولة، ومن بينها سلطنة عُمان، والتي تنقل كلٌ منها بعض ما لديها من عادات وتراث وثقافة وطبيعة وموارد إلى هذا المعرض العالمي. وبذلك فإن هذا الحدث سيعمل على تعزيز الحركة السياحية الداخلية باليابان، وسيعزز من الوضع الاقتصادي بالبلاد بجانب زيادة الناتج الإجمالي لها من خلال تعزيز إيرادات المؤسسات السياحية والفندقية وحركة الطيران الداخلي والمواصلات البرية والجوية بصفة عامة بجانب توفير آلاف فرص العمل لليابانيين خلال هذه الفترة القصيرة. لقد زُرتُ هذه الدولة أربع مرات خلال السنوات الأربعين الماضية؛ بل عشتُ مع عائلة يابانية لمدة 4 أيام للتعرف على عاداتهم وثقافتهم، وكذلك هم كانوا توَّاقين لمعرفة المزيد من عاداتنا الإسلامية، وكان ذلك عام 1988؛ حيث لأول مرة أقمت مع اليابانيين في عائلة واحدة، لأتذوق الأطعمة الخاصة بهم، وأشرب الشاي الياباني الذي يتم إعداده بمراسم معينة، وأخرج معهم إلى معابدهم ومنتزهاتهم وأتعرف على عاداتهم في صلواتهم، بينما هم كان يراقبونني أيضًا وأنا أؤدي صلاة الفجر وأجلس على ركبتي وأرفع يدي للقنوت وأدعو ربي. هم كانوا خلسة يراقبوني وأنا أؤدي تلك الصلوات في الفترات المختلفة من اليوم، ومن ثم نجلس سويًا لتناول الوجبات. إنهم شعب محترم في كل شيء، خاصة في تناول الطعام واحترام النعم التي مَنَّ عليهم الخالق سبحانه وتعالى؛ حيث يتناولون ما يسد به جوعهم دون أن يقوموا برمي الطعام الزائد في سلة المهملات، وذلك بسبب حرصهم على عدم إبقاء أي شيء في صحونهم؛ حيث آخر حبة من الرز يتم تناولها عند اليابانيين ليس من قلة الطعام، ولكن حرصهم على النعمة، وهذا ما يفتخرون به، في الوقت الذي نرى أنها عادة إسلامية أصيلة؛ حيث يأمرنا الله سبحانه في القرآن الكريم بضرورة عدم التبذير والإسراف في الأكل والشرب. وبذلك يتفق اليابانيون مع المسلمين بضرورة الحرص على عدم التبذير. وهناك عادات كثيرة يشترك هؤلاء القوم معنا فيها تتعلق باحترام الكبير والعطف على الصغير وإنجاز العمل في الوقت المطلوب والصدق في أداء الأمانة، وعدم إضاعة الوقت في أمور جانبية، والاتجاه نحو الادخار حتى لا يحتاج المرء للطلب من الآخرين، والحرص على أداء الصلوات والعبادة كل على طريقته. زيارة اليابان هي رسالة جامعية يتعرف الشخص خلالها على الكثير من الأمور الجميلة لدى هذا الشعب الراقي في عمله وتصرفاته وقرارته، الأمر الذي يدفعه دائما إلى معرفة المزيد عن اليابان وتاريخها وثقافتها واقتصادها، حيث تعرضت هذه الدولة إلى أكبر محنة في الحرب العالمية الثانية عندما تعرضت بعض مدنها مثل هيروشيما وناجازاكي إلى إلقاء قنابل نووية عليها من قبل أمريكا التي تتغاضى اليوم عما تفعله دولة الاحتلال الصهيونية في الشعب الفلسطيني بمدينة غزة الصامدة منذ أكثر من 76 عاما. ومن ثم قامت اليابان من ركامها لتصبح اليوم واحدة من الدول الصناعية الكبيرة في العالم ولتصبح منتجاتها الصناعية متوافرة في كل بيت ومؤسسة. سأعمل جاهدًا خلال حضور فعاليات إكسبو الدولي باليابان في أي وقت تُتاح لي الفرصة خلال هذه الأشهر الستة المقبلة، لأزيد من معلوماتي وعلمي وخبرتي بهذا الشعب وثقافته. فقد سبق أن حضرت بعض المعارض التجارية في هذه الدولة، إلّا أن حضور الإكسبو العالمي سيكون له طعم آخر، خاصة وأن الوصول إلى هذه الدول أصبح من السهل نتيجة لترحيب المسؤولين بالزوار والراغبين لحضور هذه المناسبة دون أن نلقى أي تهديد من قبلهم كما تقوم به أمريكا لكل من يقوم بانتقاد حكومة ترامب على أفعالها وقيامها بتوفير أسلحة الدمار الشامل للقضاء على الشعب الفلسطيني بغزة الصامدة. نقول أخيرًا إنَّ الشعب الياباني محب للسلام ويدعو له في جميع المحافل الدولية، ومن هذا المنطلق فإنَّ الزوار والسياح القادمين لحضور فعاليات الإكسبو الدولي سينالون كل الترحيب والتقدير من اليابانيين.


جريدة الرؤية
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
مافيا الـ"pay pal"
الطليعة الشحرية مشهد الولايات المتحدة الآن بقيادة الرئيس دونالد ترامب يُمثل مسرحية هزلية ساخرة لانحدار القوة المطلقة التي سيطرت عقودًا على العالم، نحن أمام أمريكا جديدة وعالم ترامبي ملكي جديد ومهزوز يحكمه مافيا الباي بال. تلك السياسية الفوضوية وجملة التصريحات الرعناء التي يتشدق بها الملك ترامب بضم كندا وجيرنلاند وقناة بنما والمريخ، وتحولت تلك التصريحات من رأي شخصي يتصدر الترند على منصات التواصل الاجتماعي إلى أجندة سياسية مدعومة من أباطرة وادي السيليكون. ولا تزال صور اصطفاف أباطرة وادي السيليكون في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاضرة في الأذهان وتعطي مؤشرات ودلالات على حجم ما يحظون به من تقدير فائق، إنهم أصحاب شركات التكنولوجيا الأغنى والأكبر في العالم، جمعتهم صورة مُعبّرة، ظهر فيها كل من جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون، وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا وسبايس إكس"، ومارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (المالكة لواتساب وفيسبوك وإنستجرام)، إضافة لحضور كل من سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة Open Ai (المالكة لتطبيق تشات جي تي بي)، وشوو زي تشو الرئيس التنفيذي "لتيك توك"، ومستثمرين عدة في المجال التكنولوجي. إنها صورة للجنود الملتزمين بقضيه ترامب الأزلية: "إعادة أمريكا عظيمة مجددًا"، الذين اتخذوا طريقهم نحو هذه الغاية بمساندتهم ترامب، وتعبيد الطريق له ماليًا وتقنيًا للفوز بولايته الثانية. غير أن ترامب يظهرهم في المقدمة ليس لشكرهم فحسب، وإنما ليخبر الجميع أن هؤلاء جزء من الطاقم الموسّع الذي سيحكم معه في ولايته هذه، وهم أيضًا سلاحه الذي سيتحكم من خلاله في الأخبار والمعلومات وصناعة المستقبل. تلك الصورة الجماعية لعُصبة مافيا الباي بال والرئيس السمسار لأكبر قوة مهيمنة يعلنون رسميًا صناعة عالم جديد الغلبة فيه للفاشية التكنولوجيّة وأفول العصر الذهبي للولايات المتحدة التي وضع أُسسها فرانكلين روزفلت في مؤتمر يالطا في 1945م؛ حيث انعقد اجتماع في منتجع روسي في شبه جزيرة القرم أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي يالطا، اتخذ الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ورئيس الوزراء السوفييتي جوزيف ستالين قرارات مهمة بشأن التقدم المستقبلي للحرب والعالم بعد الحرب، وعلى إثرها بزغ عالم "البترودولار" وربط النفط بعُملة الدولار الأمريكية وإنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة، وهنا تم الإعلان الضمني لصعود وهيمنة قوة استعمارية جديدة ونظام اقتصادي أحادي القطب. لم تستخدم أمريكا نظرية الاستعمار المعهودة بالاستيلاء على الأرض واستغلال الثروات على غرار الإمبراطورية الإمبريالية البريطانية، بل استحدثت نظرية جديدة للاستيلاء على العالم وذلك بالاستيلاء على الممرات المائية العالمية البحرية، لذا نجد اليوم انتشار أكثر من ألف قاعدة بحرية أمريكية في أهم الشواطئ العالمية. لقد حكمت الولايات المتحدة على العالم بالبترودولار وصندوق النقد الدولي والسيطرة على الممرات المائية. وسيطرت المنظومة الأمريكية أحادية القطب على الاقتصاد العالمي إلى أن طرق جورج بوش الابن مسمار الانحدار الحقيقي لهذه المنظومة بحروب عبثية وهمية على الإرهاب المدعوم من لوبي مجمع تصنيع السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية. وتؤدي جماعات الضغط المعروفة بـ"اللوبيات" دورًا حاسمًا في رسم ملامح السياسات العامة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. كما تمثل أنها مؤسسات من قطاعات مختلفة مثل الشركات الكبرى والجمعيات المهنية والمنظمات غير الربحية، التي تسعى لفرض سيطرتها على صناعة القرار باستعمال قوة المال بدرجة أولى، وعبر وسائل التأثير على الرأي العام. ولهذا السبب، منذ فترة طويلة، وصف الرئيس دوايت أيزنهاور، الذي كان جنرالًا بخمس نجوم قبل توليه الرئاسة، الإنفاقَ العسكرية بأنه سرقة، وهم القوة التدميرية الأكثر تجاهلًا في العالم، أنها القوة التي سببت العديد من المشاكل الكبرى في الولايات المتحدة والعالم اليوم. وقد حذّر أيزنهاور الأمريكيين منها في خطبة وداعه في العام 1961، حين أطلق عليها للمرة الأولى اسم "المجمع الصناعي العسكري". ومُواكبة للمجمع الصناعي العسكري الثورة الاصطناعية والذكاء الاصطناعي، وَقَع تحالف وتعاون بين شركات صناعة الأسلحة وشركات التكنولوجيا في وادي السيلكون لإنتاج أنظمة وأسلحة أكثر تقدمًا، تشمل روبوتات وحوسبة سحابية وتحليل البيانات الضخمة وأسلحة ذاتية التشغيل وذلك نتيجة لزيادة المنافسة مع الصين وروسيا على امتلاك تقنيات متطورة وثورية؛ مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وتقاطعت المصالح مع حاجة وداي السيليكون لتمويلات ضخمة. لذا يمكن لنا أن نفهم دلالات إعلان الرئيس ترامب عن استثمار القطاع الخاص ما يصل إلى 500 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في ثاني يوم من استلامه منصبه. كما قام الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة %25 على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة دون استثناءات أو إعفاءات. ورغم أن الولايات المتحدة تحصل على معظم وارداتها من الصلب من كندا والبرازيل والمكسيك، إلّا أن الرسوم الجمركية تستهدف الصين إلى حد كبير، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر. وفرض جمركية جديدة بنسبة10% على الصادرات الصينية؛ مما دفع الصين إلى اتخاذ تدابير انتقامية شملت تحقيقات لمكافحة الاحتكار، وفرض رسوم على واردات أمريكية، وتشديد قيود التصدير على معادن حيوية والتي تُسيطر الصين على 90% منها. منع الولايات المتحدة الصين من الحصول على النانو تكنولوجي والذكاء الاصطناعي، دفع الصين الى الرد بالمثل ومنعت المعادن النادرة التي تمثل عصب التصنيع في التكنولوجيا المتطورة. وسنجد هذه المعادن النادرة في جرينلاند، وجنوب أفريقيا، والكونجو، وزيمبابوي، وأوكرانيا. وهذا ما يفسر تصريحات غير منطقية بضم جرينلاند والاستيلاء على مخزون أوكرانيا من المعادن النادرة مقابل فاتورة الحرب مع روسيا، والتلويح باتهام جنوب أفريقيا بالعنصرية ضد البيض. كل من يطوق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واللوبي الرئيسي الداعم في الانتخابات الأمريكية وصاحب اليد العليا في وضع الأجندة السياسية الجديدة، هم أعضاء مافيا الـpay pal (باي بال) والتحالف الخفي بين عمالقة وادي السيليكون و"المجمع الصناعي العسكري". وشراكة المؤسسة العسكرية القديمة مع أباطرة وادي السيلكون الشريان الأكثر نبضًا وحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية وتحالف أباطرة التكنولوجيا مع ترامب الملك العائد بروح المنتصر المنتقم، تمخض كل ذلك في مشهد هزلي ساخر لملك سمسار نرجسي استعراضي يثير الجدل ويُحقق أطماع وجشع أباطرة التكنولوجيا الفاشيين وتجار المصنع الدموي العسكري. لم تكن رؤية إيلون ماسك في غرفة الرئيس الأمريكي البيضاوي بقبعته المُميزة وملابسه غير الرسمية، وابنه المشاغب متدلٍ من عنقه، تجعل منه الرمز الأكثر إثارة في هذا المشهد، عندما تم إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وقف ماسك أمام الصحافة بنبرة متعجرفة ساخرة ليؤكد أن إغلاقها كان قرارًا صائبًا، وبينما كان ابنه "إكس" يمازح الرئيس ترامب قائلًا: "أنت لست الرئيس، عليك المُغادرة"، لم يجد ترامب إلا أن يبتسم ابتسامة متكلفة أثناء توقيعه على مرسوم إغلاق الوكالة. هذا المشهد يُعلن بزوغ عُصبة ونظام عالمي جديدة جشع احتكاري مُتخبِّط وفوضويّ ويعلن بكل جدارة انهيار العصر الذهبي الذي بناه روزفلت وظهور فرصة ذهبية يجب اقتناصها وكسر الحصار والاحتكار الاقتصادي والتحرر من المنظومة المُنحدرة المُنشغلة بحروب داخلية مع مُؤسساتها وأذرعها وخلق تحالفات وتكتلات اقتصادية ومؤسسات نقدية وعسكرية تكاملية تخترق الطوق والحصار.