logo
أسعار تذاكر سهرات موازين تصل لـ1400 درهم

أسعار تذاكر سهرات موازين تصل لـ1400 درهم

الجريدة 24منذ 2 أيام

أثار مهرجان موازين، جدلا واسعا، بعد الإعلان عن أسعار التذاكر الخاصة بحفلات نسخته الـ20 المقرر تنظيمها خلال الفترة مابين 20 و28 يونيو المقبل، خاصة تلك التي ستنظم بمنصة السويسي، والتي وصلت قيمتها إلى 1400 درهم.
وحسب الموقع الرسمي لمهرجان موازين، فإن أسعار تذاكر الحفلات التي ستنظم في "أولم السويسي" تتراوح بين 1200 و1400 درهم، وهو ما اعتبره البعض مبالغا فيه مقارنة مع أثمنة تذاكر سهرات العديد من المهرجانات الموسيقية التي ستنظم في البلاد خلال الفترة المقبلة.
وحددت الجهة المنظمة للتظاهرة، أسعار تذاكر منصة النهضة التي ستيتضيف نجوم الأغنية العربية، مابين 500 و700، حيث عرفت التذاكر إقبالا من طرف الجماهير المغربية مباشرة بعد طرحها للبيع.
وكان منظمو المهرجان كشفوا في وقت سابق عن مشاركة مجموعة من النجوم العالميين والعرب، ومن ضمنهم الممثل والمغني الأمريكي، كيد كودي والممثل ومغني الراب، ويل سميث، والمنتج الموسيقي أفروجاك، والفنانة الأمريكية بيكي جي، والفرقة الكورية AESPA، إلى جانب النجمين النيجيريين Lojay وWizkid.
كما أعلن المنظمون عن مشاركة الفنان جوليان مارلي، نجل أسطورة الريغي بوب مارلي، والفنان الغيني Ans-T Crazy، والعملاق المالي ساليف كيتا، إلى جانب أسماء عربية لامعة أبرزها الفنان وائل جسار وراغب علامة.
وكانت جمعية "مغرب الثقافات"، منظمة المهرجان، أكدت أن "موازين - إيقاعات العالم"، وعلى غرار الدورات السابقة، سيشكل خلال هذه الدورة، حدثا ثقافيا لا يمكن تفويته بالنسبة للجمهور، الذي سيحظى مرة أخرى بدخول مجاني لـ 90 في المئة من العروض والفعاليات التي ستدعم قيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الدوارة".. من لهطة الشواء إلى أفق الفوضى
"الدوارة".. من لهطة الشواء إلى أفق الفوضى

هبة بريس

timeمنذ 7 ساعات

  • هبة بريس

"الدوارة".. من لهطة الشواء إلى أفق الفوضى

هبة بريس – عيد اللطيف بركة في مشهد يبدو كما لو أنه اقتُطف من قصة غريبة سريالية، يعاين المغاربة هذا العام، خصوصًا في المدن الكبرى، تزايدًا غير مسبوق على 'الدوارة'، ذلك المصطلح الجديد الذي بات يلوح في أفق الفضاء الإلكتروني، ليُغرق الفضاءات الرقمية بالحديث عنها. ففي بلد يمر بظروف اقتصادية صعبة، حيث يزداد تراجع القطيع الوطني من الأغنام بسبب ضعف التساقطات المطرية لسبع سنوات عجاف ، تجد بعض الفئات تتسابق على شراء 'الدوارة' أو ما يُعرف شعبياً بشواء ' الفاد' بأسعار تُعتبر خرافية، تصل أحياناً إلى 700 درهم، وهو رقم قد يتجاوز أحياناً ثمن 'حولي' في مفارقة مذهلة أثارت سخط وغضب الكثيرين. 'عيد' أم 'دوارة'؟ كان عيد الأضحى في المغرب وما زال مناسبة دينية واجتماعية تتسم بطقوسها الخاصة من التضحية والاحتفال، لكن هل تحول هذا الطقس إلى لعبة مرهونة فقط بالإبهار الاجتماعي؟ هل أصبح الشواء غاية في حد ذاته، بعد أن أصبح أضحية العيد في بعض الأحيان شيئًا ثانويًا؟ هنا تكمن المفارقة الحقيقية، إذ من جهة، تتحدث مواقع التواصل الاجتماعي عن 'لهطة' الشواء كأحد طقوس الاحتفال، في الوقت الذي كانت فيه المأساة على الأرض أن 'الحولي' نفسه لم يعد في متناول شريحة واسعة من المغاربة، وهو ما دفع الحكومة إلى إصدار تعليمات مشددة بخصوص ضبط الأسواق. مفاجأة أخرى تتمثل في حملة السلطات المحلية التي شنتها ضد أسواق الأضاحي في محاولة لإيقاف هذه الظاهرة، بعد أن باتت الأسواق تعج بالفوضى، فلا شيء يُعبّر عن هذه الفوضى أفضل من انقضاض البعض على 'الدوارة' بأثمانٍ تُفوق العقل، في الوقت الذي يعاني فيه مواطنون من غلاء المعيشة، ومع ضعف الدعم للأسر التي بالكاد تجد قوت يومها، لا أحد يسأل نفسه، لماذا يندفع البعض بهذه الطريقة غير المنطقية لشراء 'الدوارة' بينما هم يعانون من أزمات اقتصادية كبيرة؟. هل أصبح الشواء 'عبادة'؟ ما يثير الدهشة أكثر هو ربط هذا السلوك، الذي كان جزءًا من عيد الأضحى، بحالة من التقديس الاجتماعي، ففي زمن يشتكي فيه الجميع من ارتفاع الأسعار، أصبح 'الشواء' سلوكًا احتفاليًا، وإنْ كان ثمنه باهظًا للغاية، وتحوّل الشراء المتهور لـ'الدوارة' إلى نوع من الإثبات الاجتماعي: 'ها أنا ذا، عيدتُ على طريقتي'. التهاتف على هذا النوع من الشواء أصبح أشبه بطقس ديني جديد، لا يعير اهتمامًا لوضع المواطن أو للأوضاع الاقتصادية التي لا ترحم، وهذا ما جعل العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون، هل أصبح 'الشواء' في المغرب أهم من مصالح الناس وحاجاتهم الأساسية؟. من جهة أخرى، يتفاقم الجدل عندما يتسلل إلى المعادلة الجديدة فكرة 'الجهل المقدس'، التي تجعلك تتساءل عن قيم هذا المجتمع وأولوياته، هل الفقر في البلد قد وصل إلى مرحلة القبول بهذا العبث؟ كيف يمكن تفسير أن العديد من المغاربة يُستنزفون في شراء 'الدوارة'، في حين أن ثمنها يمكن أن يُحسن وضعًا اقتصاديًا كاملاً لعائلة فقيرة؟ بل إن بعض المعلقين ذهبوا إلى وصف هؤلاء بـ 'لهاط الدوارة'، في إشارة لمدى تقديسهم لهذا الطقس، الذي يبدو أنه أصبح أكثر أهمية من المعاني الاجتماعية والدينية التقليدية. أزمة القيم أم أزمة أسعار؟ الأزمة التي يعيشها المغرب اليوم ليست فقط أزمة اقتصادية، بل هي أزمة قيم، أزمة وعي، وأزمة تحوّل في أولويات الشعب، ففي الوقت الذي تدعو فيه السلطة إلى ترشيد الاستهلاك، نجد البعض يصرّ على أن العيد لا يكتمل إلا بشراء 'دوارة'، حتى ولو كان ذلك على حساب قوت يومهم، الفئة الأكبر من المواطنين لم تستوعب بعد أن الرفاهية التي يبحث عنها البعض في هذا 'الشواء' قد تكون على حساب الطبقات الفقيرة، ففي مشهد غرائبي، تجد البعض يتسابق لشراء هذا المنتج الرخيص الثمن، وهو يظن أنه يحقق 'المجد' الاجتماعي عبر منصات مثل 'فيسبوك'، دون أن يدرك أن هذا التصرف ليس إلا حلقة في سلسلة من التدهور الاجتماعي. إن الأزمة التي يعاني منها المواطن المغربي اليوم هي أزمة ذات طابع متعدد الأبعاد، بداية من غلاء الأسعار، مروراً بانتشار الفوضى في الأسواق، وصولاً إلى تلك العادة الجديدة التي تجعل من 'الدوارة' نوعًا من العبادة الاحتفالية، وإذا كان هناك من مخرج لهذه الأزمة، فهو في البداية يبدأ بالتفكير العقلاني وإعادة النظر في أولويات المجتمع المغربي في هذا العصر المزدحم بتناقضات غير مفهومة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X

'الدوارة'.. من لهطة الشواء إلى أفق الفوضى
'الدوارة'.. من لهطة الشواء إلى أفق الفوضى

هبة بريس

timeمنذ 7 ساعات

  • هبة بريس

'الدوارة'.. من لهطة الشواء إلى أفق الفوضى

هبة بريس – عيد اللطيف بركة في مشهد يبدو كما لو أنه اقتُطف من قصة غريبة سريالية، يعاين المغاربة هذا العام، خصوصًا في المدن الكبرى، تزايدًا غير مسبوق على 'الدوارة'، ذلك المصطلح الجديد الذي بات يلوح في أفق الفضاء الإلكتروني، ليُغرق الفضاءات الرقمية بالحديث عنها. ففي بلد يمر بظروف اقتصادية صعبة، حيث يزداد تراجع القطيع الوطني من الأغنام بسبب ضعف التساقطات المطرية لسبع سنوات عجاف ، تجد بعض الفئات تتسابق على شراء 'الدوارة' أو ما يُعرف شعبياً بشواء ' الفاد' بأسعار تُعتبر خرافية، تصل أحياناً إلى 700 درهم، وهو رقم قد يتجاوز أحياناً ثمن 'حولي' في مفارقة مذهلة أثارت سخط وغضب الكثيرين. 'عيد' أم 'دوارة'؟ كان عيد الأضحى في المغرب وما زال مناسبة دينية واجتماعية تتسم بطقوسها الخاصة من التضحية والاحتفال، لكن هل تحول هذا الطقس إلى لعبة مرهونة فقط بالإبهار الاجتماعي؟ هل أصبح الشواء غاية في حد ذاته، بعد أن أصبح أضحية العيد في بعض الأحيان شيئًا ثانويًا؟ هنا تكمن المفارقة الحقيقية، إذ من جهة، تتحدث مواقع التواصل الاجتماعي عن 'لهطة' الشواء كأحد طقوس الاحتفال، في الوقت الذي كانت فيه المأساة على الأرض أن 'الحولي' نفسه لم يعد في متناول شريحة واسعة من المغاربة، وهو ما دفع الحكومة إلى إصدار تعليمات مشددة بخصوص ضبط الأسواق. مفاجأة أخرى تتمثل في حملة السلطات المحلية التي شنتها ضد أسواق الأضاحي في محاولة لإيقاف هذه الظاهرة، بعد أن باتت الأسواق تعج بالفوضى، فلا شيء يُعبّر عن هذه الفوضى أفضل من انقضاض البعض على 'الدوارة' بأثمانٍ تُفوق العقل، في الوقت الذي يعاني فيه مواطنون من غلاء المعيشة، ومع ضعف الدعم للأسر التي بالكاد تجد قوت يومها، لا أحد يسأل نفسه، لماذا يندفع البعض بهذه الطريقة غير المنطقية لشراء 'الدوارة' بينما هم يعانون من أزمات اقتصادية كبيرة؟. هل أصبح الشواء 'عبادة'؟ ما يثير الدهشة أكثر هو ربط هذا السلوك، الذي كان جزءًا من عيد الأضحى، بحالة من التقديس الاجتماعي، ففي زمن يشتكي فيه الجميع من ارتفاع الأسعار، أصبح 'الشواء' سلوكًا احتفاليًا، وإنْ كان ثمنه باهظًا للغاية، وتحوّل الشراء المتهور لـ'الدوارة' إلى نوع من الإثبات الاجتماعي: 'ها أنا ذا، عيدتُ على طريقتي'. التهاتف على هذا النوع من الشواء أصبح أشبه بطقس ديني جديد، لا يعير اهتمامًا لوضع المواطن أو للأوضاع الاقتصادية التي لا ترحم، وهذا ما جعل العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون، هل أصبح 'الشواء' في المغرب أهم من مصالح الناس وحاجاتهم الأساسية؟. من جهة أخرى، يتفاقم الجدل عندما يتسلل إلى المعادلة الجديدة فكرة 'الجهل المقدس'، التي تجعلك تتساءل عن قيم هذا المجتمع وأولوياته، هل الفقر في البلد قد وصل إلى مرحلة القبول بهذا العبث؟ كيف يمكن تفسير أن العديد من المغاربة يُستنزفون في شراء 'الدوارة'، في حين أن ثمنها يمكن أن يُحسن وضعًا اقتصاديًا كاملاً لعائلة فقيرة؟ بل إن بعض المعلقين ذهبوا إلى وصف هؤلاء بـ 'لهاط الدوارة'، في إشارة لمدى تقديسهم لهذا الطقس، الذي يبدو أنه أصبح أكثر أهمية من المعاني الاجتماعية والدينية التقليدية. أزمة القيم أم أزمة أسعار؟ الأزمة التي يعيشها المغرب اليوم ليست فقط أزمة اقتصادية، بل هي أزمة قيم، أزمة وعي، وأزمة تحوّل في أولويات الشعب، ففي الوقت الذي تدعو فيه السلطة إلى ترشيد الاستهلاك، نجد البعض يصرّ على أن العيد لا يكتمل إلا بشراء 'دوارة'، حتى ولو كان ذلك على حساب قوت يومهم، الفئة الأكبر من المواطنين لم تستوعب بعد أن الرفاهية التي يبحث عنها البعض في هذا 'الشواء' قد تكون على حساب الطبقات الفقيرة، ففي مشهد غرائبي، تجد البعض يتسابق لشراء هذا المنتج الرخيص الثمن، وهو يظن أنه يحقق 'المجد' الاجتماعي عبر منصات مثل 'فيسبوك'، دون أن يدرك أن هذا التصرف ليس إلا حلقة في سلسلة من التدهور الاجتماعي. إن الأزمة التي يعاني منها المواطن المغربي اليوم هي أزمة ذات طابع متعدد الأبعاد، بداية من غلاء الأسعار، مروراً بانتشار الفوضى في الأسواق، وصولاً إلى تلك العادة الجديدة التي تجعل من 'الدوارة' نوعًا من العبادة الاحتفالية، وإذا كان هناك من مخرج لهذه الأزمة، فهو في البداية يبدأ بالتفكير العقلاني وإعادة النظر في أولويات المجتمع المغربي في هذا العصر المزدحم بتناقضات غير مفهومة.

الدار البيضاء تسترجع مجدها الحرفي في أزقة التاريخ
الدار البيضاء تسترجع مجدها الحرفي في أزقة التاريخ

بالواضح

timeمنذ 9 ساعات

  • بالواضح

الدار البيضاء تسترجع مجدها الحرفي في أزقة التاريخ

بين دروب المدينة العتيقة للدار البيضاء، يبث مشروع طموح، مدعم من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حياة جديدة في الحرف اليدوية والشباب والتقاليد. ومن خلال إحداث فضاءات 'المكان' المخصص للترويج لمنتجات الصناعة التقليدية، و'الموهوب' المتخصص في تكوين الحرفيين الشباب، تعمل جمعية (ماروك إمباكت) وشركاؤها على إحياء معرفة الأجداد، مع التشجيع على إدماج الحرفيين الشباب. داخل رياضٍ ساحر يفيض بعبق التاريخ، وقت الظهيرة، يتجمع مغاربة وزملاؤهم الأجانب حول طبق من الطين (قصعة) لتناول كسكس يوم الجمعة، الذي أشرفوا على تحضيره بأنفسهم، وتقاسم لحظة حميمة وفريدة من نوعها، وكأنهم يعيشون فصلا من حكايات 'ألف ليلة وليلة'، حيث كل ركن يروي سيرة من تاريخ وحضارة المملكة. وتتناغم في هذا المكان وحوله أصالة الصناعة التقليدية، وعراقة التقاليد الضاربة جذورها في التاريخ، ونبض الابتكار المتجدد، في تجل راق لروح مغرب يراهن على شبابه. هنا، في 'المكان'، يتحقق حلم 'بيضاوي'، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لوصل الحاضر بالماضي في فضاء يعج إبداعا. ينتصب هذا الفضاء شامخا خلف ساحة أحمد البيضاوي، المعروفة بـ 'ساحة بيضاوة'، وتتزين شرفته بسعف 'الرافية'، لتكشف، من النظرة الأولى، عن مكان استثنائي. وبمجرد تجاوز عتبة بابه، ينكشف عالم من الأصالة والتجدد، حيث يحتضن 'الفندق'، المُرمم حديثا، روح المدينة العتيقة للدار البيضاء، ويعيد إحياء ذاكرتها بلمسات شبابية تجمع بين أصالة التراث وإبداع يتجاوز الحدود. يستقبلك هذا الفضاء بالمنتجات المجالية، والخزف، والفخار، والحدادة، والنحاس، والمنتجات الجلدية وقفطان 'زماني'..، تستضيف زبائن 'المكان' المتطلعين لعيش تجربة استثنائية في قلب فضاء يتجاوز حدود الزمن. يقول أمين، وهو أحد أعضاء فريق مهني يحتفي ببداية مهمة جديدة داخل هذا الفضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، 'لا يمكننا العثور على مكان أفضل من هذا الفضاء الساحر لقضاء وقت ما بعد العمل'. وأضاف، والفخر يشع من عينيه، 'هي فرصة سانحة لنُعرّف زملاءنا الأجانب على عظمة وغنى تراثنا المادي واللامادي، مؤكدا أن 'هذا الفضاء يقدم خدمة مبتكرة في إطار أصيل يجسد روح الضيافة المغربية'. في هذا الفضاء، لا تقتصر التجربة على المشاهدة، بل تتعداها إلى المشاركة الفعلية في صناعة المنتوج. بالنسبة لأمين ورفاقه، كانت التجربة في مجال الطهي، فقد كان للورشة، التي أشرفت عليها تعاونية متخصصة في هذا المجال، والتي اختتمت بحفل لموسيقى 'كناوة'، تأثير عميق في نفوس المشاركين. تعد 'كيتشن جنيوس' جزء من منظومة متكاملة تضم عشر تعاونيات ملتزمة، تعمل على تثمين التراث المحلي وتطوير مسارات سياحية جديدة داخل المدينة العتيقة. وتعرض كل تعاونية ضمن هذا الفضاء قطعا فنية فريدة تمثل مختلف أصناف الصناعة التقليدية، داخل قاعات تحيط بفناء مطعم يبرز براعة الحرفيين المغاربة، من الزليج الملون والنقوش الجبسية، إلى 'تدلاكت'، والخشب المنحوت والسجاد التقليدي. وتتكفل 'جينيوس مانجمنت' بإدارة هذا المشروع، مع الحرص على تطوير الخدمات وتقديم تجربة متجددة تجمع بين التراث والابتكار. بازار وورشات عمل مصممة بعناية وفق فن 'المعلم'، في توازن دقيق بين التقاليد والابتكار… هو مشروع طموح يعد ثمرة شراكة منتجة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. ويتعلق الأمر بمبادرة 'جينيوس مدينة'، التي تشرف عليها جمعية 'ماروك إمباكت'، والتي حظيت بدعم قدره 4 ملايين درهم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد تم تنزيل المشروع على أرض الواقع سنة 2023، ليتحول إلى قصة نجاح مبهرة في مجال الاقتصاد الاجتماعي. قبل خوضهم هذه المغامرة، تلقى هؤلاء الحرفيون الشباب تكوينا شاملا، كما تم تزويدهم بورشات خاصة ليتحملوا المسؤولية، ويبدعوا، وينقلوا خبراتهم. غير بعيد عن المكان، وفي حي الملاح تحديدا، بدأت أولى خطوات هذه التجربة، إذ أُطلق مشروع 'الموهوب' (Muhub) ضمن نفس المبادرة. ومنذ ذلك الوقت، تخرج منه أكثر من 300 شاب، تمكن معظمهم من عرض منتجاتهم حيث يتعاونون بشكل وثيق مع فضاء 'المكان'. من صناعة الخزف إلى مختبر تصنيع متقدم (Fab Lab)، مرورا بصناعة المجوهرات والخياطة، يقدم مركز التكوين آفاقا رحبة لشباب المدينة العتيقة. في هذا الصدد، يقول الشاب أيوب نبيه، المسؤول عن (Fab Lab)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، 'حينما كنت في مفترق طرق، كان (الموهوب) بمثابة بوصلة لي. من خلاله، تمكنت من تطوير مهارات جديدة سمحت لي بأن أصبح منتجا'. وتابع قائلا 'تلقيت تكوينا متكاملا، جمع بين التقنية والتطوير الشخصي وتعلم اللغات. كما قدم لي المركز ورشة العمل هاته المجهزة بعدة آلات أتاحت لي الفرصة لتطوير عملي والتعاون مع زملائي عند الضرورة'. وليس الشباب وحدهم من نالوا حظهم في هذا الفضاء، فهناك كبار 'المعلمين' أيضا، منهم 'المعلم' عبد المجيد شتوك، رائد صناعة 'الرافية'، الذي عبّر عن سعادته بالعمل في هذا الإطار النموذجي. وأوضح، في هذا السياق، أنه 'لم يسبق لي أن اشتغلت في ظروف بهذا القدر من التحفيز والدعم'، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يُعتبر أيضا حلقة وصل بين 'المعلمين' الحرفيين والشباب، مما يسهل نقل مهارات الحرفية التقليدية بسلاسة. ويستقطب هذا الفضاء أيضا طلبة أكاديمية الفنون التقليدية، التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، سواء من أجل التداريب، أو لصقل المهارات الشخصية. كما أنه مفتوح في وجه كل راغب في التعرف عن قرب على عبقرية 'المعلم' المغربي، ما جعله قبلة للحرفيين والمهتمين بالتراث. وفي هذا الإطار، قال عبد الرزاق رشدي، المسؤول عن (الموهوب)، 'لقد تحقق حلم ظنناه يوما مستحيلا. فمن خلال هذا المشروع، تعلمنا كيف نبدع، وكيف نبادر، وكيف نبني'. وأضاف أن 'المكان' و'الموهوب' يواصلان السير، جنبا إلى جنب، ويمنحان الشباب والنساء والحرفيين فرصة الانبعاث من جديد، وإعادة تشكيل ملامح تراث المدينة العتيقة المادي واللامادي، مشددا على أن الحلم متواصل بروح من الإصرار والأمل. واختتم رشدي حديثه بالتأكيد على أنه 'بفضل الدعم، والمواكبة، والتحفيز، أصبحنا نموذجاً للابتكار الاجتماعي، ومصدر إلهام للأجيال المقبلة'. بدعم من وزارات السياحة والصناعة التقليدية والداخلية، والوكالة الحضرية، ترتبط التعاونيات أيضا بشبكة دولية مرموقة، تشمل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وعددًا من دور الأزياء الفاخرة. وبفضل نجاحها الكبير، تعتزم 'جينيوس مدينة'، توسيع نموذجها ليشمل مدن أخرى بالمملكة. أما في الدار البيضاء، فقد تم إنجاز المهمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store