logo
كيف كشف التصعيد الإيراني الإسرائيلي عن «هشاشة» أوروبا؟

كيف كشف التصعيد الإيراني الإسرائيلي عن «هشاشة» أوروبا؟

النهار المصريةمنذ 10 ساعات

13 يونيو 2025، تاريخ فارق في الشرق الأوسط، إذ شهد هجمات إسرائيلية على المنشآت الإيرانية، وتلى ذلك رد إيراني مباشر على الأراضي الإسرائيلية، في تصعيد مفاجئ بدأته إسرائيل أولا، ذلك الأمر الذي كشف عن دلالات مهمة في الموقف الأوروبي، الذي اكتفى بإصدار بيانات تدعو إلى «ضبط النفس» و«تفادي التصعيد» وحثت إيران على العودة لطاولة المفاوضات، لتمر «حرب الإثنتي عشر يوما» كما أسماها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها
قدّمت مي صلاح، باحثة بالمرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحليلاً للموقف الأوروبي وتعاطيه مع الأزمة، موضحة أنه كما حدث في السابع من أكتوبر في الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد كان هناك شبه إجماع أوروبي على دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتمت الإشارة إلى ذلك في أكثر من مناسبة جمعت القادة الأوروبيين، كاجتماع G7 وجلسات البرلمان الأوروبي، بالرغم من معارضة الهجمات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي لا يجيز الضربات الوقائية، في ظل تمسّك أوروبا- الظاهري- بالقانون الدولي.
وفق «مي»، تم التلميح إلى أن هذا الدعم قد يمتد خارج حدود التصريحات، ليصل إلى التدخل العسكري المباشر، وبالطبع كانت ألمانيا هي المصرح الأول بذلك، لدرجة تبرير الهجمات بقول إن إسرائيل تقوم «بالعمل القذر» ضد إيران بالنيابة عن حلفائها الغربيين، ما يعني تشريع فكرة «الحرب الاستباقية» ضمنيا دون شروط قانونية واضحة، ودون اعتبار أن ذلك من شأنه السماح لقوى كبرى أخرى بتبني المنطق ذاته مستقبلاً، ما يؤدي إلى تآكل مفهوم القانون الدولي لصالح موازين القوى.
العودة إلى الدبلوماسية
وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، أوضحت مي صلاح، أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مثل المجلس الأوروبي أو المفوضية، لم تفلح في بلورة موقف موحد، بسبب الانقسام بين دول شرقية داعمة لإسرائيل، ودول أخرى أكثر ميلًا للتوازن مثل إسبانيا أو إيرلندا، وكذلك من خلال رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين التي دائما ما تغرد خارج السرب الأوروبي وتعتبر موقفها الشخصي من دعم إسرائيل بمثابة موقف موحد للمؤسسة التي تمثلها. وبشكل عام، كان هناك إجماع تقريبا على العودة إلى الدبلوماسية، والتأكيد عبر التصريحات الرسمية أن الأمن الدائم يُبنى من خلال الدبلوماسية وليس من خلال العمل العسكري.
تفاصيل مهمة وضحتها مي صلاح، عن اجتماع G7، والذي عقد في كندا في الفترة من 15 حتى 17 يونيو 2025، اتسم بيانه الختامي بالتأكيد على فكرة دعم أمن إسرائيل، والتأكيد عل أن إيران هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، والتشديد على أن إيران ليس بإمكانها امتلاك سلاحا نووي أبدا، كما حث البيان على خفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات، من منطلق الإدراك الكامل أن التصعيد يعني التهديد المباشر لمصالح أوروبا السياسة والاقتصادية في الشرق الأوسط، ولكن من دون القدرة على ضمانات مقابلة، أو التأثير على تصرفات إسرائيل والولايات المتحدة.
حاولت أوروبا تقديم خطة موحدة، حسب ما أوضحته مي صلاح، أو على الأقل مشتركة، لاحتواء التصعيد وتجنيب المنطقة حربا شاملة، حيث دعت دول الترويكا «فرنسا وبريطانيا وألمانيا» والاتحاد الأوروبي إيران للتفاوض في جنيف العاصمة السويسرية الجمعة 20 يونيو، في أول مشاركة أوروبية حقيقية منذ بدء الحرب، وذلك في اليوم الثامن من الصراع. وقدمت الدول الثلاث مقترحا للتفاوض بشروط تشمل خفض إيران تخصيب اليورانيوم إلى الصفر، وتقييد برنامجها للصواريخ الباليستية، ووقف تمويلها للجماعات التابعة لها، مثل حماس وحزب الله.
الرفض الإيراني
وبعد مفاوضات استمرت لأكثر من ثلاث ساعات جمعت وزراء الخارجية الأوروبيين ونظيرهم الإيراني، لم يسفر الاجتماع عن أي تقدم ملموس، وجاء بيان القادة الأوروبيين بالتأكيد على دعمهم استمرار المناقشات، وأهمية إيجاد حل لمعضلة البرنامج النووي، والترحيب بالجهود الأمريكية للتوصل إلى حل تفاضي، والإعراب عن استعدادهم للقاء مستقبلا.
وكما المتوقع، فشلت أوروبا في أن تكون فاعلًا دبلوماسيًا في جنيف، واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء الحرب، خاصة وأن المفاوضات في جنيف أثبتت الرفض الإيراني التواصل المباشر مع واشنطن وإشراكها في المحادثات، وهو ما جعل أوروبا تفقد مصداقيتها كوسيط نزيه من إيران.
أكدت مي صلاح، أن الاتحاد الأوروبي عارض الجهود الإسرائيلية الرامية إلى التحريض على تغيير النظام في إيران، والتأكيد على أن هذه الفكرة ليست جزءا من الموقف الموحد للاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، عندما دعا «ترامب» إيران إلى «استسلام غير مشروط» ولمّح باغتيال الولايات المتحدة للمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، ظل الموقف الأوروبي محصورا في دعوات ضبط النفس وخفض التصعيد، فيما يبدو أن هناك رغبة كامنة مغرية ترغب في تغيير النظام في طهران، وذلك بعكس التصريحات المعلنة والمحصورة في النطاق الأخلاقي والرمزي، خاصة مع دعم النظام الإيراني للجانب الروسي ضد أوكرانيا. ولكن أوروبا تعلم أن حتى مسار تغيير النظام يعتمد على قرار «ترامب» في وقتٍ تُحدد فيه الولايات المتحدة وإسرائيل قواعد الاشتباك والقرارات المصيرية.
كان هناك انقسام كبير بين دول اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي قبل تدخل الولايات المتحدة في الصراع، ففرنسا وبريطانيا رفضوا كافة التكهنات المتزايدة حول سعي الرئيس ترامب إشراك القوات الأمريكية في هجوم مباشر على إيران دعما لإسرائيل، بينما دعمت ألمانيا هذا القرار وساندته بشدة بهدف القضاء على خطط إيران النووية التي تهدد استقرار المنطقة، بحسب «مي».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات
أخبار العالم : نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات

نافذة على العالم

timeمنذ 26 دقائق

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات

الاثنين 30 يونيو 2025 02:40 صباحاً نافذة على العالم - Article Information Author, ليز دوسيه Role, كبيرة المراسلين الدوليين Author, أليكس بويد Role, بي بي سي قبل 28 دقيقة أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي لبي بي سي، على ضرورة أن تستبعد الولايات المتحدة فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران، إذا ما كانت تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية. وقال تخت روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها "لم توضح موقفها" بشأن "المسألة المهمة للغاية" المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. وأخفت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد ان وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان من يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. وقال تخت روانجي إن إيران "ستُصر" على موقفها حول تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية كما تقول، رافضاً الاتهامات بتحرك إيران سراً لصناعة قنبلة نووية. وأضاف نائب وزير الخارجية الإيرانية أن طهران "حُرمت من الوصول إلى المواد النووية" اللازمة لبرنامجها البحثي، وبالتالي فهي بحاجة إلى "الاعتماد على نفسها"، موضحاً أنه "يمكن مناقشة مستوى ذلك، ويمكن مناقشة قدرات طهران، ولكن قول إنه لا ينبغي أن هناك تخصيب، ويجب أن يكون معدّل التخصيب صفراً وإذا لم توافقوا فسوف نهاجمكم - يعتبر هذا قانون الغاب". وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، في 13 يونيو/حزيران، مدعية أن طهران تقترب من انتاج سلاح نووي. وردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت الأعمال العدائية بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ولم يتضح بعد مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بسبب الضربات الأمريكية، وقال تخت روانجي إنه لا يستطيع إعطاء تقييم دقيق لتلك الضربات. من جانبه، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن الضربات تسببت في أضرار جسيمة لكنها "ليست كاملة"، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت بالكامل". في غضون ذلك، ازداد التوتر في العلاقة ما بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ قرر البرلمان الإيراني يوم الأربعاء، تعليق التعاون مع الوكالة، متهماً إياها بالانحياز إلى إسرائيل والولايات المتحدة. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "سيفكر بالتأكيد" في قصف إيران مرة أخرى إذا ما تبيّن أنها قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مثيرة للقلق. صدر الصورة، Getty Images وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية، إنه لم يتم الاتفاق على موعد محتمل للعودة إلى المحادثات، وإنه لا يعرف ما سيكون على جدول الأعمال، تعليقاً على إشارة ترامب إلى أن المناقشات قد تجري هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن طهران "تبحث الآن عن إجابة عماّ إذا سنرى تكراراً لعمل عدواني بينما ننخرط في الحوار؟". وقال تخت روانجي إن الولايات المتحدة يجب أن تكون "واضحة تماماً بشأن هذه المسألة المهمة للغاية"، بالإضافة إلى "ما الذي ستقدمه لنا من أجل توفير الثقة اللازمة لمثل هذا الحوار". وعندما سُئل عما إذا كانت إيران قد تفكر في إعادة النظر في برنامجها النووي كجزء من أي اتفاق، ربما في مقابل تخفيف العقوبات والاستثمار في البلاد، قال تخت روانجي: "لماذا يجب أن نوافق على مثل هذا الاقتراح؟"، مؤكداً أن برنامج إيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، هو "لأغراض سلمية". وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015، لا يُسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم لحد يتجاوز نسبة نقاء 3.67 في المئة - وهو المستوى المطلوب للوقود لمحطات الطاقة النووية التجارية - بالإضافة إلى منعها من إجراء أي تخصيب في محطة فوردو لمدة 15 عاماً. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، قائلاً إنه لم يفعل الكثير لمنع الطريق إلى القنبلة، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران. ورداً على ذلك، انتهكت إيران القيود المفروضة عليها، لا سيما المتعلقة بالتخصيب، واستأنفت التخصيب في منشأة فوردو عام 2021، وخزّنت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة لصنع تسع قنابل نووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واتهم تخت روانجي بعض الزعماء الأوروبيين والغربيين بـ"التأييد السخيف" للضربات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك في سياق ردّه على سؤال حول عدم ثقة الزعماء الأوروبيين والغربيين في إيران. وقال تخت روانجي، إن أولئك الذين ينتقدون إيران بسبب برنامجها النووي "يجب أن ينتقدوا الطريقة التي تم التعامل بها معنا"، ويجب أن ينتقدوا الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفاً أنه "إذا لم تكن لديهم الشجاعة لانتقاد أمريكا، فعليهم الصمت، وعدم محاولة تبرير العدوان". وأوضح تخت روانجي أن إيران تلقت رسائل عبر وسطاء مفادها أن الولايات المتحدة "لا تريد الانخراط في تغيير النظام في إيران" من خلال استهداف المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي. وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين إلى "الثورة من أجل حريتهم" لإسقاط الحكم في إيران، ولكن بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يريد الإطاحة بالنظام الإيراني. وفي ذات السياق، أصرّ تخت روانجي على أن إسقاط النظام في إيران لن يحدث أبداً، مشيراً إلى أن هذه الفكرة "تعادل سلوكاً عقيماً". وأوضح المسؤول الإيراني أنه على الرغم من أن بعض الإيرانيين "قد يكون لديهم انتقادات لبعض تصرفات الحكومة، فإنهم عندما يتعلق الأمر بالعدوان الأجنبي سوف يتحدون لمواجهته". وحول اتفاق وقف إطلاق النار، قال تخت روانجي، إنه "ليس من الواضح تماماً" ما إذا كان وقف إطلاق النار مع إسرائيل سيستمر، لكن إيران ستواصل الالتزام به "طالما لم يكن هناك هجوم عسكري ضدنا". وأوضح المسؤول الإيراني أن حلفاء إيران العرب في الخليج "يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة الأجواء اللازمة للحوار"، إذ أن قطر لعبت دوراً رئيسياً في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي. وأضاف تخت روانجي: "لا نريد حرباً، بل نريد الحوار والدبلوماسية. لكن علينا أن نكون مستعدين، وعلينا أن نكون حذرين، حتى لا نُفاجأ مرة أخرى".

نافذة - هل يعود شبح الرسوم الجمركية؟ "ترامب": لا نخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم لما بعد 9 يوليو
نافذة - هل يعود شبح الرسوم الجمركية؟ "ترامب": لا نخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم لما بعد 9 يوليو

نافذة على العالم

timeمنذ 26 دقائق

  • نافذة على العالم

نافذة - هل يعود شبح الرسوم الجمركية؟ "ترامب": لا نخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم لما بعد 9 يوليو

الاثنين 30 يونيو 2025 02:50 صباحاً يبدو أن شبح الرسوم الجمركية سيعود ليهزّ الأسواق العالمية من جديد، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يخطط لتمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم الدول لما بعد 9 يوليو. ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن 9 يوليو هو الموعد الذي تنتهي فيه فترة التفاوض التي حددها ترامب، وستُخطر إدارته الدول بأن العقوبات التجارية ستدخل حيز التنفيذ ما لم تُبرم اتفاقيات مع الولايات المتحدة. وأضاف أن الرسائل ستبدأ بالوصول "قريبًا جدًا" قبل الموعد النهائي القريب. وقال ترامب لبرنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة "فوكس نيوز" خلال مقابلة واسعة النطاق سُجلت يوم الجمعة وبُثت يوم الأحد: "سننظر في كيفية معاملة الدولة لنا - هل هي جيدة أم لا - بعض الدول لا نهتم بها، وسنكتفي بإرسال عدد كبير منها". وقال إن تلك الرسائل ستتضمن: "تهانينا، سنسمح لكم بالتسوق في الولايات المتحدة الأمريكية، وستدفعون رسومًا جمركية بنسبة 25%، أو 35%، أو 50%، أو 10%". ورغم ذلك، قلّل ترامب من أهمية الموعد النهائي في مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض يوم الجمعة، مشيرًا إلى صعوبة إبرام اتفاقيات تجارية منفصلة مع كل دولة. وكانت الإدارة قد حددت هدفًا يتمثل في إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال 90 يومًا.

السودان :الدعم السريع ترفض هدنة جزئية في الفاشر… وشراقي يحذر من فيضان وشيك للنيل الأزرق
السودان :الدعم السريع ترفض هدنة جزئية في الفاشر… وشراقي يحذر من فيضان وشيك للنيل الأزرق

وضوح

timeمنذ 33 دقائق

  • وضوح

السودان :الدعم السريع ترفض هدنة جزئية في الفاشر… وشراقي يحذر من فيضان وشيك للنيل الأزرق

كتبت: د. هيام الإبس في خضم التصعيد المتواصل بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت قوات الدعم السريع رفضها لأي هدنة جزئية أو محلية، مؤكدة تمسكها بوقف إطلاق نار شامل يفضي إلى حل سياسي جذري للصراع السوداني، في وقت تتزايد فيه المخاوف من كارثة إنسانية واسعة، وسط تحذيرات مصرية من فيضان النيل الأزرق نتيجة فشل تشغيل سد النهضة. لا تهدئة دون حل شامل قال محمد المختار النور، المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، في تصريحات لصحيفة 'الشرق الأوسط'، إن قواته لم تتلقَ أي إخطار رسمي من الأمم المتحدة أو واشنطن بشأن خطة هدنة في مدينة الفاشر. وأضاف: 'لن نقبل بأي هدنة جزئية في الفاشر أو غيرها من المناطق. نحن نتمسك بوقف إطلاق نار شامل مرتبط بحل سياسي يعالج جذور الأزمة في السودان'. وأكد النور أن مدينة الفاشر أصبحت شبه خالية من المدنيين عقب موجة نزوح ضخمة، غادر خلالها الآلاف نحو مناطق طويلة وكرمة وجبل مرة، بينما تبقى داخل المدينة مقاتلون يتبعون الجيش السوداني. جهود دولية تواجه التعنت تأتي هذه التصريحات في ظل تحركات دولية حثيثة لتأمين ممرات إنسانية إلى المدنيين المحاصرين في المدينة، التي تواجه خطر مجاعة وشيكة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن عن اتصالات مع الأطراف المتحاربة، قائلاً إنه تلقى ردًا إيجابيًا من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، بشأن هدنة إنسانية في الفاشر. وأوضح غوتيريش أن الأمل ما زال قائمًا في تجنب كارثة إنسانية كبرى، داعيًا كافة الأطراف إلى تغليب صوت العقل. نصف مليون إنسان في مهب الخطر تُؤوي مدينة الفاشر قرابة نصف مليون مواطن، وقد نزح إليها عشرات الآلاف منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. إلا أن أوضاع المدينة ومعسكرات النازحين حولها تزداد سوءًا، مع تفاقم نقص الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية. فيضان وشيك للنيل الأزرق بسبب فشل تشغيل سد النهضة من جانب آخر، حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من احتمال كبير بحدوث فيضانات على ضفاف النيل الأزرق، تمتد حتى العاصمة الخرطوم، نتيجة عدم تشغيل توربينات سد النهضة خلال الأشهر الماضية. وقال شراقي، في منشور على صفحته الشخصية بـ'فيسبوك'، إن بحيرة السد ممتلئة تقريبًا (نحو 55 مليار متر مكعب)، وهو ما يعني أن الفيضان الطبيعي للنيل الأزرق قد يمر بالكامل خلال شهري يوليو وأغسطس. أمطار غزيرة تزيد من المخاطر وأوضح شراقي أن هذه الظروف تتزامن مع توقعات بهطول أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية، بحسب نماذج مركز إيغاد (IGAD) للتنبؤات المناخية، مما يزيد من احتمالية حدوث فيضانات واسعة النطاق في السودان. ضرورة الفيضان رغم مخاطره ورغم الأضرار المحتملة، أكد شراقي أن الفيضان يُعد المصدر الرئيسي للري بالنسبة لمزارعي النيل الأزرق، الذين حُرموا منه عامي 2023 و2024 بسبب التخزين المكثف في سد النهضة. كما أشار إلى أن غياب شبكات ري بديلة فاقم من معاناة المزارعين، موضحًا أن الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة منذ اندلاع الحرب قد عطّلت تنفيذ هذه المشاريع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store