logo
د.محمد خميس: أتمنى إنتاج عمل درامي عن الحضارة المصرية القديمة

د.محمد خميس: أتمنى إنتاج عمل درامي عن الحضارة المصرية القديمة

بوابة ماسبيرو١٩-٠٤-٢٠٢٥

قال الدكتور محمد خميس الباحث الأثرى طبيب الأسنان صاحب مبادرة "مصر جميلة" إنه تأثر بشكل كبير بالحضارة المصرية القديمة وقد منحته الكثير من المعلومات وأطلقت لخياله العنان
وأضاف قائلًا :" البداية كانت عشقى للغة العربية لأن أبى كان يعمل موجها للغة العربية وقد أحببت الشعر منذ الطفولة وكانت مكتبة والدى تجمع ما بين كتب التاريخ العربى وكتب الحضارة المصرية القديمة التى انبهرت بها ، ولذلك بعد دراستى للطب اتجهت لدراسة الإرشاد السياحى وكان حبى للسرد والحكايات والتمثيل جعلنى أقوم بتسجيل فيديوهات أحكى فيها عن الآثار المصرية وأسرار الفراعنة ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعى وكانت ردود الأفعال مشجعة جدا على الاستمرار".
وأضاف خميس خلال لقائه لبرنامج ( شباب أون لاين) أنه يتمنى أن يرى أعمالا فنية ودرامية تتناول الحضارة المصرية القديمة وكذلك توضح بطولاتهم وتفاصيل حياتهم ، قائلا : " لم يتم إنتاج مسلسل من قبل تناول هذه الحضارة سوى مسلسل يوسف الصديق والذى قدمته إيران ".
وأوضح أن الحضارة المصرية لديها قصص بطولات عظيمة مثل تاريخ تحتمس الثالث و قصة حياة حتشبسوت وقصة درامية تستحق التوثيق وغيرها من القصص المميزة ، مشيرا إلى أن هذه النوعية من الدراما تحتاج إلى إنتاج ضخم حيث يمكن أن يعادل المسلسل منه إنتاج ثلاث مسلسلات اجتماعية ، ولكن المبدع الحقيقى هو من يوجه الجمهور ويقدم له الثقافة .
وذكر الباحث الأثرى أنه يقوم من خلال مبادرة "مصر جميلة" بتعريف المشاهدين بالحضارة المصرية عن طريق زيارة الأماكن السياحية والآثار ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعى ، وهذه الفيديوهات تعمل على ترويج السياحة ويمكن دمج هذه الزيارات مع أنشطة رياضية مثل فعاليات المارثون الرياضى الذى أقيم مؤخرا فى الأقصر وحقق نجاحا كبيرا .
برنامج "شباب أون لاين" يذاع أسبوعيا على شاشة الفضائية المصرية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سامح عبد الوهاب الأسوانى يروى حكاية والده الذى أبدع فعاش
سامح عبد الوهاب الأسوانى يروى حكاية والده الذى أبدع فعاش

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 4 أيام

  • بوابة ماسبيرو

سامح عبد الوهاب الأسوانى يروى حكاية والده الذى أبدع فعاش

هكذا تشكلت شخصية أبى بين الإسكنـدرية وجزيرة المنصورية «أبو غالى والشعراء الشعبيون» أدخلوه عالم السرد من بابه الواسع «سلمى الأسوانية» و«هبت العاصفة» و«اللسان المر» و«أخبار الدراويش».. أعمال تناولت المجتمع الأسوانى بشكل رائع الأسوانى كان حريصا على حضور ندوة نجيب محفوظ بمقهى ريش دموعه كانت قريبة.. وأفتقد حضوره الصادق وحكمته الهادئة طفولة الأسوانى فى جزيرة المنصورية كانت الخزان الذى نزح منه رواياته وقصصه من دواعى فخرنا نحن أبناء مجلة الإذاعة والتليفزيون أن الروائى والقاص الكبير عبد الوهاب الأسوانى واحد من أبناء المجلة.. فالرجل فوق أنه أديب بارع وواحد من كبار أدباء مصر والوطن العربى شهد له كبار الأدباء والنقاد بالتفرد والإبداع المختلف هو إنسان عظيم بمعنى الكلمة.. مشهود له من الجميع ومن كل من عرفه بالنبل والمروءة والإنسانية.. هو ابن الجنوب الذى ترسخت فيه قيمه وتجذرت أصوله فصار مبدعا استثنائيا وإنسانا استثنائيا.. مع زميلنا سامح الأسوانى نائب رئيس تحرير المجلة والابن البار لعبد الوهاب الأسوانى وخلفه الطيب النبيل سعدت بهذا الحوار عن ابن أسوان الكبير عبد الوهاب الأسوانى.. عبد الوهاب الأسوانى.. الأب والإنسان.. كيف كان؟.. ماذا عن علاقته بأبنائه.. وبأهله فى جزيرة المنصورية؟.. من هم أصدقاؤه المقربون؟.. هذا سؤال دائم الإرباك لى، ولم أسلم، فى كل مرة يوجه لى، من الشعور بالحزن، حزن منبعه الفقد الكبير والخواء الذى أشعر به منذ أن قرر أبى الذهاب بعيدا، وهو أمر لم أتصوره، أو ربما كنت أنكره فى وجدانى العميق، على الرغم من إيمانى بأن أقدار الله آتية بلا ريب، كنت أعيش فى قلب النهر فلم أشعر بالظمأ أبدا، ثم توقف النهر فجأة عن التدفق، وظهرت الأرض جافة قاسية ملأى بالأشواك، وحين أتذكر تنهمر عليّ المشاعر المتضاربة ويغمرنى حزن واكتئاب. هذا النهر كان فيضا من المحبة على كل الكائنات، وهذا ليس تشبيها مجازيا؛ إذ حمل أبى فى قلبه قدرًا غير محدود من الحنية، خاصة مع الضعفاء، محبة لا يجهد نفسه فى إظهارها، إذ تنسال دموع من عينيه أمام أى مشهد إنسانى مهما كان خافتا، دموعه قريبة كما يقال، فالعين التى لا تدمع لا ترى. وفى تعامله مع أهله كان حريصًا على أن يشعر كل فرد بأنه مسموع، وبأن له مكانًا لا يُنتزع فى قلبه، يفعل هذا بإيمان حقيقى وإنسانية بالغة، ولم يكن الحديث عن القيم أو المبادئ مجرد تنظير، بل سلوك يومى بسيط: طريقة فى النظر، فى الإصغاء، فى التصرّف، فى شهامته السريعة مع الآخرين، التى لا تنظر إلى حسابات الربح والخسارة، بل إلى الحق والحق فقط، حتى لو كانت النتائج فى غير صالحه، فلا غرو إذن أن يناديه الأهل والأصدقاء والمحبون بالخال والعم والعمدة وشيخ العرب. الآن، وأنا أفتقده، لا أفتقد الصوت فقط أو الصورة، بل تلك المسافة التى كان يملؤها بالحضور الصادق، بالحكمة الهادئة، بالحس الإنسانى النادر، أفتقد أبى.. كريم القلب. أيام الغربة فى حياة الأسوانى.. ماذا عن إبداعاته فى سنوات تغريبته.. وهل كان للغربة تأثير فى إبداعات الأسوانى؟ فُرضت الغربة على أبى، مثلما فرضت على غالبية المصريين منذ السبعينيات، حيث شهدت مصر موجات متتالية من هجرة العمالة إلى الخارج، خاصة إلى دول الخليج، وهى ظاهرة حملت فى طياتها أبعادًا اقتصادية واجتماعية عميقــة، وزادت سياســة «الانفتــاح الاقتصادي» من وطأة التفاوت الطبقى، ما دفع كثيرين من الطبقة الوسطى والعمالية إلى البحث عن فرص أفضل خارج الحدود. اجتماعيا، أدت الهجرة إلى تغيّر النسق القيمى والاجتماعى؛ إذ أدخلت أنماطًا جديدة من الاستهلاك، وأصبح الإنفاق على الكماليات علامة على النجاح، وتحوّل تقييم الأفراد بالتعليم والمكانة المهنية إلى ربطه بالقدرة المادية. هل لكل هذا علاقة بإبداع عبد الوهاب الأسوانى؟ أقول نعم، فإذا كانت الغربة سببا فى عرقلة الوالد عن الكتابة الإبداعية، فقد كانت سببا أيضا فى رؤيته، وبوضوح، لهذه التغيرات الاجتماعية وعلى رأسها اعتلاء ثقافة الاستهلاك، بأمراضها الاجتماعية، سلم القيم، إذ إن البعد عن مصر والعودة إليها بعد وقت جعله ينتبه إلى هذه التبدلات، التى قد لا تستوقف بعض من يعيشون فى مصر بحكم الألفة، وهذا بالضبط ما حصل مع رواية النمل الأبيض. لقد كانت روايات أبى الأولى، سلمى الأسوانية وهبت العاصفة واللسان المر وأخبار الدراويش، تتناول مجتمع صعيد أسوان بتقاليده المتماسكة وقيمه الصارمة، واكتفائه الذاتى، يقول أبى عن قريته المنصورية: «... كل حقل مقسم إلى أجزاء، الجزء الأكبر قمح وبرسيم، والثلث تقريبًا عبارة عن أحواض، حوض طماطم، وذلك باذنجان، وآخر كوسة، ورابع بامية، وخامس ملوخية، وسادس ثوم، وهكذا، هذه الأحواض للاستهلاك الخاص، وما يزيد منها يشتريه صغار التجار ليبيعوه فى المنادر القريبة، بحيث لم يكن البيت يشترى من خارجه إلا السكر والشاى والبن وبعض الأشياء الأخرى مثل الملح والفلفل الأسود..البنات فى البيوت، بعد أن يفرغن من الواجبات المنزلية، وإطعام الدجاج والحمام والبط، يتفرغن لغزل صوف النعاج. فى القرية المجاورة نجع اسمه نجع النصارى، يأتى منه رجل اسمه عم سيفين، مرة كل أسبوع، ليشترى خيوط الصوف التى غزلتها البنات، يحولها فى أنواله إلى نسيج، تُصنع منها عباءات الرجال وجلاليبهم فضلا عن عباءات النساء، أكثر من ستين فى المائة من ملابس أهالى المنطقة، كانت من صنع أيديهم». فى زيارة أبى للإسكندرية وقريته، بعد فترة غياب عنهما هاله ما رآه: «... بعد غيابى عن الإسكندرية وعودتى إليها، وجدت الجو قد تغير تمامًا، الكثير من الفيلات تحولت إلى أبراج شاهقة ولا وجود للحدائق أو للأشجار، أغلب سكان هذه الأبراج من غريبى الأطوار.. يأكلون البطيخ فى الشرفات العالية ويلقون بالقشر الذى تصدر عنه فرقعات فى الشارع تشبه بمب الأطفال!.. فى بلدنا وجدت المناخ قد اختلف أيضًا، أصبحت لا هى بالقرية ولا بالمدينة، تشترى خبزها من أفران البندر، أغلب الدواوين تحولت إلى ما يشبه البوتيكات، غاصة بالمعلبات والملابس الفاخرة، كلها مستوردة.. التليفزيونات تسهر حتى الصباح.. بعض الشباب يتحدثون عن البانجو وأسعار الدولار! على ضوء هذه المعطيات كتبت روايتى النمل الأبيض، وأكثر قصص مجموعتى شال من القطيفة الصفراء». بين بيئتين عبد الوهاب محمد حسن عوض الله.. بداية التشكل بين جزيرة المنصورية والإسكندرية..حدثنا عن هذه الثنائية الغريبة ما بين أقصى الجنوب وأقصى الشمال المصرى فى حياة الأسوانى.. هل كانت المكون الأول والأساسى لشخصيته الإبداعية؟.. ولد أبى فى جزيرة المنصورية بأسوان، مخزون الحكايات والذكريات، وتعلم فى الإسكندرية. تقع المنصورية قبالة معبد كوم أمبو، لكنها أقرب إلى الضفة الغربية، جغرافيا وثقافيا، ويقطنها صعايدة أسوان من أبناء القبائل العربية، ومن ثم تختلف عن المناطق النوبية التى تمتاز بثقافة ولغة خاصة. وكان لجدى تجارة فى الإسكندرية، لذا كان يمكث بها فترة الصيف، وهو موسم عمله وأرباحه، إذ كان يتاجر فى المياه الغازية وألواح الثلج، والأخيرة كانت أمرا حيويا لا يستغنى عنه تجار الأسماك واللحوم والبقالون، وباقى العام يقضيه فى قريته، وفى هذه الرحلة، ذهابا وإيابا، يصطحب عائلته. فى المنصورية كان نجع جدى، النجع الشرقى، يغص بالشعراء الشعبيين، يجتمعون مرة كل أسبوع فى إحدى الساحات الواسعة، يقيمون فيها عرسًا مجانيًا يمتد حتى الفجر، يحييه أهل النجع بالغناء والإنشاد، وكثيرًا ما كان يتبارى شاعران أو أكثر، يرتجلان الشعر فى لحظته، فيما ينقسم الحضور بين مشجعٍ لهذا أو لذاك، فى جوٍ من الحماسة والانبهار. كما تأثر أبى بالسيرة الهلالية التى كان يرويها الفنان الراحل «أبو غالى»، ابن النجع الشرقى، بصوت رخيم وحضورٍ آسِر، وكانت شخصياتها تتجسد أمام عينيه، كأنها تتحرك بين الناس، يتلمسها بعينيه وذاكرته، ربما كان ذلك ما أورثه الشغف بالحكاية، بالقص، بالسرد الطويل. ثمة جانب آخر كان وراء فهم أبى لمجتمعه الجنوبى، قوانينه وعلاقته المتشابكة، تقاليده الصارمة وتعقيده المستتر. يقول أبى عن أبيه فى شهادة عن نشأته وتكوينه كتبها للناقد الكبير يوسف الشارونى: «فى بلدنا، لا يفعل شيئًا غير أن يستقبل الضيوف، ويصلح بين المتخاصمين، فكان العمدة والمشايخ يحولون إليه أى بلاغ يصلهم، فيقوم هو بدور قاضى العرب ـ كما يطلقون عليه ـ وطبعًا التكاليف تكون على حسابه؛ ذبيحة، أو غداء أو عشاء مكلف. فكانت لديه مقدرة عجيبة على مصالحة الأطراف المتخاصمة؛ حيث يحفظ تقاليد المنطقة عن ظهر قلب، ويعرف أنساب العائلات ـ فى بلدنا والقرى المجاورة بما فيها كثير من قرى محافظة قنا ـ كأى مؤرخ متخصص، ويحفظ الكثير من الأشعار الشعبية التى تدعم ما يقول. سواء فى الأنساب أو فى القضية المطروحة فى حين لا يعرف غير كتابة اسمه، لكنه فى الحساب كأنه كمبيوتر مجالس الصلح هذه.. وتعقد مثلها عند جدى لأمى، وهو من نجع آخر وقبيلة أخرى ـ أفادتنى كثيرًا فى معرفة أسرار المجتمع وتقاليده ومشكلاته وطريقة تفكيره، تشربتها بلا وعى فى البداية، ثم بدأت فى تأملها فيما بعد» انتهت شهادة أبى. والتأمل الواعى يعنى الفهم العميق لمجتمعه الجنـــوبى، عبــر الخبرات المتوارثة، وفك شفرات المكان من طقوس معقدة وتحالفات خفية، وصراعات مقنّعة، والوصول لجذور المشكلات التى تتشابك مع الميراث والعرف، ومعرفة العقل الجمعى شديد الحذر والفطنة، باختصار معرفة أهله وناسه. هذه المعرفة والفهم العميق فتحتها أبواب الإسكندرية، فقد كان أبى يسافر مع جدى منذ صغره إلى الإسكندرية، وهناك وجد نفسه وحيدا أو لنقل غريبا، فثمة فجوة حضارية وثقافية بين المجتمعين، مجتمع القرية الجنوبية التى تفتح له كل أبوابها، فيدخل البيوت بلا وجل، ومجتمع كوزموبوليتانى استعلائى بقيمه الاستعمارية فى الإسكندرية، ويقول أبى عن ذلك: «كنا نقيم فى منطقة سيدى جابر، فى الغرب منها الإبراهيمية وكامب شيزار والأزاريطة وحتى محطة الرمل، وفى الشرق كليوباترا الحمامات وسيدى جابر وستانلى وحتى محطة فيكتوريا، جميع السكان أجانب، يونانيون وإيطاليون ومالطيون وأرمن ويوغسلاف وقليل من المصريين، فضلا عن أغنياء اليهود الذين يحملون جنسيات إنجليزية أو فرنسية، الغالبية العظمى من المحلات التجارية فى المنطقة يملكها الأجانب، محلات البقالة والحلوى يونانيون، المطاعم للإيطاليين، محلات الساعات والأحذية للأرمن، مطاعم الفول لليوغسلافيين، الجزارون يهود، المقاهى للقبارصة، وهكذا،.. ثمة ساحة كبيرة بين ثلاث عمارات، أرضيتها من البلاط الملون، يتجمع فيها أطفال الأجانب يلعبون الكرة، ذهبت لكى ألعب معهم فحملوا الكرة وعادوا إلى بيوتهم وتركونى فى الساحة وحدى، انعزلت تمامًا». من هنا بدأ رحلته مع القراءة التى كانت منجاته من العزلة التى فرضت عليه فى وطن استولى عليه الغرباء، وتشكلت أولى تجليات المعرفة والوعى. بدأ الأمر مع الشيخ إبراهيم، وهو أزهرى لم يكمل تعليمه كان قريبا لجدى ويدير حسابات تجارته، كان يقرأ مجلات الهلال الشهرية و«الاثنين والدنيا» و«الرسالة»، ويقرأ الصحف، وبعض الكتب الدينية والتاريخية فضلا عن دواوين الشعر القديم، ثم ازداد الشغف بالكتاب فقرأ فى جميع المجالات تقريبا، حتى صارت ثقافته موسوعية. أغلب إبداعات عبد الوهاب الأسوانى تتناول الجنوب.. رغم أنه عاش منذ طفولته بعيدا عنه.. هل كان الحنين للجذور هو السبب أم أن الأسوانى لم ينقطع عن جذوره واستمر متواصلا مع أهله وقريته وناسه؟ ثمة مقولة شهيرة ترى أن الطفولة مخزن الروائى، ولعلها تنطبق تمامًا على أبى، الذى لم تكن طفولته مجرد مرحلة زمنية، بل كانت خزانًا حيًا يتدفق بالحكايات والصور والأصوات، والمعانى، لقد عرف أبى البيئة الصعيدية، وتحديدًا الأسوانية، يعرفها أكثر من أى بيئة أخرى، لا من موقع المشاهدة فحسب، بل من موضع الاندماج التام مع الناس والأرض واللغة والعادات. ومثلما أشرت، لم يكن يستطيع، فى طفولته، دخول بيوت "الخواجات" فى الإسكندرية، بينما فى قرية المنصورية، كان الأمر مختلفًا: يدخل كل البيوت، يعرف كل كبيرة وصغيرة عن ناسها، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، يسمع الحكايات الطيبة وآلام الناس، ويستقر كل ذلك فى وجدانه. وإذا كانت معظم شخصيات أعماله تنتمى إلى أسوان المكان، فإن المعنى العام لما كتبه يخص مصر كلها، كأنما جعل من القرية الصغيرة مرآة للوطن الكبير، ومن الحكاية المحلية تعبيرًا عن المصير الجمعى. وهو لم ينقطع يومًا عن التواصل مع أهله، كان يزورهم كلما سنحت له الفرصة، يجلس معهم فى ديوان جدى الكبير، يستقبل المرحبين به، يستعيد ذكرياته، ويحيى ذكريات أقرانه التى طواها الزمن والنسيان، فيعجبون من هذه القدرة المذهلة على استدعاء التفاصيل الصغيرة المدهشة، التى ينفخ فيها من روحه الروائية فيحيلها إلى لوحة من الفسيفساء متكاملة ومتأنقة. سلمى الأسوانية سلمى الأسوانية كانت محل تقدير لجنة التحكيم فى المسابقة التى أجريت فى بدايات سبعينيات القرن العشرين.. ما قصة هذه المسابقة ولماذا حققت هذه الرواية كل هذا النجاح؟ فى الإسكندرية اختلط أبى بعالم الأدباء والنقاد والمثقفين، وبدأت تستهويه الكتابة الإبداعية، وكان «أدب اللا معقول» قد بدأ يتسيد المشهد السكندرى فى الستينيات، وهى تقنية سردية رأى أبى أنها لن تعينه على التعبير عن موضوعاته، عن أهله وناسه، عن مجتمع جنوبى لا يعرفه أبناء المدن البعيدة، هو بالفعل حاول الكتابة وفق هذا التكنيك أو الشكل، لكنه لم يسترح معه، وبعد صراع تصالح مع نفسه، وقرر أن يكتب القصة والرواية الواقعية، مع الاستفادة من الإنجازات التكنيكية الحديثة بشرط ألا تعطل التوصيل. وقد قرأ فى الصحف عن ثلاث مسابقات، منها مسابقتان للقصة القصيرة فى نادى القصة بالقاهرة ونادى القصة بالإسكندرية، ومسابقة للرواية، اشترك فيها المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب مع نادى القصة، وجعلها مفتوحة لكل أدباء العالم العربى، واشترك فيها جميعًا وحصل على الجائزة الأولى فى المسابقات الثلاث. لقد فوجئ بفوز «سلمى الأسوانية»؛ إذ كان أقصى ما كان يأمله هو قراءة تقارير محكمى المسابقة عن الرواية، ليرى «عيوبه وأخطاءه» فيتجنبها مستقبلا، وقد كانت المنافسة صعبة، فتلك هى المرة الأولى التى يشترك بها روائيون من كل المنطقة العربية فى هذه المسابقة. وحين تسلم أبى الجائزة من يوسف السباعى، رئيس نادى القصة، قال له: «ما فائدة أن تفوز روايتى دون أن أعرف إن كانت ستنشر أم لا؟» والتفت السباعى إلى الدكتورة سهير القلماوى، التى كانت حاضرة فى الحفل، وقال ضاحكاً: «لا يفتى ومالك في المدينة» وكانت الدكتورة سهير مسئولة عن «هيئة الكتاب»، فقالت لأبى: «سنكافئك على تفوقك ونصدرها لك فى طبعة خاصة»، وصدرت «سلمى الأسوانية» فى طبعة جيدة خلال شهور. ولاقت الرواية احتفاء كبيرا من النقاد، لأسلوب الكتابة الجذابة والرشيقة، والقدرة على رسم الشخصيات، كما أنها صورت مجتمعا مصريا لا يعرفه أدباء كثيرون، هو قرية المنصورية، بأهلها وطقوسها، لقد أضاءت الرواية جزءًا من الهوية المصرية البعيدة فى الجنوب. لكن أهم عناصر هذا النجاح، فى تصورى، صدقه الفنى النابع من عيش حقيقى بين الناس الذين كتب عنهم، ومن ارتباط وجدانى بالأرض، هذا الصدق الذى استبعد التقنيات الغريبة، التى تشبه اللا معقول. مجتمع القبائل العربية فى أسوان كيف عبر عنه عبد الوهاب الأسوانى فى قصصه ورواياته؟ وما هو الفارق بين قبائل العرب ومجتمع النوبة من الناحية الثقافية؟ هذا المجتمع هو الذى أدهش كثيرا من كبار الأدباء، وغالبية سكان أسوان من القبائل العربية، الجعافرة والعبابدة والأنصار وعرب العليقات، وغيرها من القبائل، وتقاليدهم تختلف عن تقاليد النوبة، وهذا التوضيح مهم جدا لأن أكثر النقاد يعتقدون أن الوالد يصور مجتمعا نوبيا. ووصول القبائل العربية إلى أسوان كان جزءًا من حركة تاريخية أكبر من الهجرة العربية إلى مصر وبلاد النوبة والسودان، وهى عملية تمت على مراحل، عبر قرون. ومجتمع جزيرة المنصورية من هذا النسيج العربى، الذى تأثر بالصعيد مثلما تأثر أيضا بالنوبة، لكنه يخالط الصعيد، أكثر مما يخالط النوبة، ويزوج بناته للصعايدة، ومن النادر أن يحدث هذا مع النوبة. وكثير من أسماء الأدوات والمفردات الزراعية فى أسوان لا تزال تحمل جذورًا فرعونية، رغم انتشار اللغة العربية، وهذا ما يدل على تراكم حضارى طويل. رواية كرم العنب من الروايات المهمة فى الأدب المصرى من حيث الرؤية والبناء..فى اعتقادك لماذا احتلت هذه الرواية هذه المكانة فى مشروع عبدالوهاب الأسوانى الروائى؟ أهمية رواية كرم العنب تتجلى فى قدرتها على التقاط التحولات التى حدثت بعد 50 عاما من هزيمة الثورة العرابية، وتُبنى الرواية على هذا الحدث التاريخى الفاصل، إذ شكل سقوط الثورة واحتلال بريطانيا لمصر نقطة ارتكاز أساسية فى تشكيل البنية السردية. ويسلط السرد الضوء على مرحلة ما بعد الاحتلال، وكيف انتقم هذا الاحتلال، وأذرعه، من عمد وأعيان الصعيد الذين ساندوا أحمد عرابى وأمدوا جيشه بالمال والمؤونة، وأحل محلهم من يدينون بالولاء للمستعمر والخديو. وتتعدد الأصوات فى الرواية؛ إذ يسرد أحداثها 9 شخصيات من وجهة نظرها، لكن من دون تكرار لهذه الأحداث، وقد استخدم الروائى تكنيكا لم يطرق من قبل، وفق ما قال عدد من النقاد والأدباء. محطة مختلفة رواية إمبراطورية حمدان آخر ما نشر للكاتب الكبير الراحل عبدالوهاب الأسوانى.. كيف ترى خصوصيتها وهل المجتمع الذى تعرضه له علاقة بالسيرة الذاتية للكاتب عبدالوهاب الأسوانى؟ يمكن القول إن «إمبراطورية حمدان» محطة مختلفة فى مشواره الروائى، إذ إن معظم أرضها يقع فى الإسكندرية، وليس فى صعيد أسوان، مثلما اعتدنا فى أعماله الروائية والقصصية، وإذا كانت الشخصية المحورية من أسوان فإن الأحداث تدور فى المدينة الساحلية، التى كانت سببا فى أن يتفتح وعى أبى بالأدب. وتدور الأحداث فى الفترة من 1914 إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية التى انتهت 1945، مثلما لاحظ الناقد الكبير جمال الطيب، فى قراءته النقدية للرواية والتى جاءت بعنوان «الوحدة أو الطوفان»، وهى العبارة التى تقع فى نهاية الرواية، والتى كانت بمثابة تحذير من أن استمرارنا فى هذا التناحر لا يعنى سوى استمرار السيطرة الاستعمارية على مقدراتنا، أيا كان شكل هذه السيطرة، عسكرية أم اقتصادية، وعن هذه الجزئية يقول الشاعر محمد هشام فى قراءة أخرى للرواية: «الوحدة أو الطوفان.. ربما انتهى كاتبنا الكبير عبد الوهاب الأسوانى، من حيث أراد أن يبدأ، فى عمله الروائى الأخير إمبراطورية حمدان، مُسدلا الستار بهذه الجملة على القصة الملحمية التى نسجتها الرواية، أو بالأحرى فاتحا ستائر أخرى، لنرى من خلفها أى الخيارين اللذين طرحهما الكاتب قد سلكنا، وأى مصيرٍ حتمى انتهينا إليه!» ويقول جمال الطيب إن أخبار الحالة السياسية التى كانت عليها مصر والمنطقة العربية جاءت على لسان موظفين ثلاثة فى شقة كانوا يجتمعون فيها مع كبار التجار، يتحدثون عن الجلاء الخادع الذى وعدت به إنجلترا فى حال انتصارها على ألمانيا فى الحرب الكونية الأولى، ونكوصها عن وعدها بعد انتصارها وعدم استطاعة الشعب القيام بثورة، خاصة بعد وفاة مصطفى كامل، بل ويتم اعتقال سعد زغلول ونفيه إلى مالطة لمطالبته بالجلاء، ثم الإفراج عنه بعد المظاهرات الاحتجاجية التى عمّت البلاد، كما تناول الموظفون ما حدث فى بلاد الشام من هجوم فرنسا على الملك فيصل بن الشريف حسين ملك الحجاز واستيلائها على سوريا وطرده منها، لتقوم بريطانيا باسترضائه وإجلاسه على عرش العراق، وكأن العراق عزبتها! وفى لفتة وكأنها ترصد واقعنا العربى على الرغم من مرور تلك السنوات الطويلة، وكأننا لا نتعلم أو نأخذ العظة من التاريخ! يقول المؤلف/ الراوى على لسان الموظف الأول: «واضح أن هناك اتفاقات سريّة بين بريطانيا وفرنسا. قال الثالث: وستظل هذه الاتفاقات السريّة بين الدول الكبرى سارية لعشرات السنين القادمة لتتحكم فينا ما لم نستيقظ نحن- معشر العرب- وننسّق سياستنا فيما بيننا». وبعد الحرب العالمية يتم تقسيم المنطقة عبر «سايكس بيكو» بعد خروج بريطانيا وحليفتها فرنسا منتصرين فى حربهما مع ألمانيا، لتضع يدها على مصر والسودان والعراق وفلسطين وشرق الأردن، وتترك لفرنسا سوريا ولبنان ومراكش والجزائر وتونس، وكأن المنطقة تحوّلت إلى «تورتة» يقومون بتقسيمها فيما بينهما والتهامها. رسائل الأسوانى كيف كانت العلاقة بين عبدالوهاب الأسوانى ونجيب محفوظ ورجاء النقاش وكيف تناولوا أعماله وكيف قرأوها؟ كان أبى شغوفا بأعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ، وحين أقام فى القاهرة كلن حريصا على حضور ندوة نجيب محفوظ بمقهى ريش كل يوم جمعة، ثم انتقل معه إلى كازينو قصر النيل، وحين يتحدث الحاضرون عن قصة ما لكاتب ما نشرت فى مجلة أدبية، كان كثيرا ما يطلب محفوظ من أبى أن يقرأها عليه وعلى الحاضرين. لكن بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل، امتنع أبى عن الذهاب إلى ندوته بسبب الزحام الشديد. أما عن الناقد الكبير رجاء النقاش، فالعلاقة بدأت بينهما بالرسائل، واللقاء الأول كان فى الإسكندرية. ذاع صيت أبى فى عالم الأدب بعد الجوائز التى حصل عليها بالتزامن وأهمها جائزة «سلمى الأسوانية»، وكان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، فى هذه الفترة مديرا لقصر ثقافة الأنفوشى، وكان إذا استضاف ضيفا كبيرا من القاهرة لإلقاء محاضرة، يدعو أربعة أو خمسة من أدباء الإسكندرية، الذين بدأت الساحة الأدبية فى القاهرة تعرفهم، ليكونوا معه فى استقباله، وكان أبى مدعوا دائما فى هذه اللقاءات. وذات يوم دعى رجاء النقاش، فقال لأبى: «طوال قراءتى لروايتك سلمى الأسوانية وأنا أضحك.. هل تحب العمل معى فى الصحافة؟»، ووافق أبى على الفور، وكان رجاء رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مجلة الإذاعة واالتليفزيون. وفى فترة لاحقة قضى أبى ثلاث سنوات فى قطر مع رجاء النقاش، حيث أسسا مع عدد من الزملاء، جريدة الراية القطرية، وكان أبى مسؤولا عن الملحق الثقافى الأسبوعى الذى تصدره فضلا عن صفحتين يوميتين فى الجريدة. على أن الرسائل كانت هى المفتاح الحقيقى للصداقة، وعنها يقول «النقاش» فى واحد من 3 مقالات نشرها عنى أبى بالتتابع فى مجلة المصور: «كانت رسائل الأسوانى طويلة، ومكتوبة بخط هو غاية فى الأناقة والجمال، وكانت على طولها خالية من أى أخطاء فى اللغة العربية، وهذه الأخطاء كانت تزعجنى كثيرا بعد أن لاحظت شيوعها على أقلام الأدباء الشباب، مما جعلنى أشعر أن اللغة العربية تنهار تحت أقلام وأقدام الجيل الجديد.. على أن سلامة اللغة وجمال الخط وأناقته لم تكن هى وحدها المظاهر التى لفتت نظرى إلى عبد الوهاب الأسوانى فى رسائله، فتلك كلها علامات الصحة الجسدية، ولابد من البحث عن صحة النفس والروح، بعد الاطمئنان على أن الجسد سليم وغير عليل، والحقيقة أننى وجدت فى رسائل الأسوانى درجة عالية، بل وفائقة من الصحة النفسية والروحية. كان أسلوب الأسوانى فى رسائله الطويلة المتقنة أسلوبا جميلا مريحا شديد العذوبة، فالجملة قصيرة وبسيطة وليس فيها أى تعقيد، وفى هذه الرسائل كان هناك بريق هو بريق الموهبة الحقيقية التى تعب صاحبها فى تنميتها وتغذيتها بصورة دائمة، وأحسست أن صاحب هذه الموهبة الجميلة ليس من المصابين بداء الغرور القاتل.. والذين يصابون بهذا الداء من أصحاب المواهب يتركون ما وهبهم الله للمصادفة، ويعاملونه بإهمال شديد، ويظنون أن الموهبة وحدها تكفى فى معركة الحياة. كل جمال وكل موهبة هى فى حاجة إلى جهد وعناية ورعاية وخطة شاقة للمحافظة على ما قدمته الطبيعة للإنسان من إمكانات. وهذا هو ما لاحظته بوضوح فى رسائل عبد الوهاب الأسوانى الكثيرة والغزيرة، فقد كان وراء كل رسالة قراءة ومتابعة دقيقة لحركة الثقافة. وكان الأسوانى فى هذه الرسائل يعلق على ما يقرأ، وكان يفهم ما يقرأه بدقة وعمق ووضوح، ووصل فى آخر الأمر إلى تلك «النعمة» العالية وهى «نعمة» القدرة على اختيار ما يقرأ، فلم يكن يقرأ «أى كلام» بل كان يهتدى إلى ما يفيده وينفعه ويضيف إليه. وقد لاحظت فى رسائل الأسوانى أنه مندفع اندفاعا غير معهود فى شباب جيله إلى قراءة التراث العربى، مع الاهتمام العجيب بتاريخ الأمة العربية، ومحاولة فهم الأزمات التى تعرضت لها هذه الأمة، ودراسة الشخصيات الكبرى التى ظهرت فى هذا التاريخ. وكان هذا النبع الذى اهتدى إليه الأسوانى وظهر فى التعليقات المختلفة التى تمتلئ بها رسائله يرضينى ويسعدنى، فعبد الوهاب الأسوانى من جيل كان - ولايزال - على خصومة مع التراث العربى، لا يرى فى هذا التراث العظيم نفعا ولا فائدة.. ولعل هذا الموقف من التراث العربى كان مصدره عند الأجيال الجديدة هو الهزائم المتواصلة التى تعرضت لها الشخصية العربية فى العصر الحديث، وبخاصة فى معارك العرب مع الحضارة الأوربية. فقد هزمتنا أوربا عقليا وبحثيا وفنيا واقتصاديا قبل أن تهزمنا فى معارك الحرب والسياسة. ولكن الأصلاء أصحاب الوعى الفطرى من أمثال عبد الوهاب الأسوانى أدركوا أن الانتصار لا يأتى بالتقليد، ولكن بالبحث عن عناصر القوة الخفية الكامنة فينا وإعادتها إلى النشاط والحياة، وبذلك يمكننا أن نواجه غيرنا دون أن نخاف من الهزيمة بالضربة القاضية، وهى الضربة التى تلقى بنا أرضا فلا نستطيع بعدها القيام والوقوف على الأقدام.

"أخبار مصر" يحاور الفائزة بجائزة المبدع الصغير في القصة القصيرة
"أخبار مصر" يحاور الفائزة بجائزة المبدع الصغير في القصة القصيرة

بوابة ماسبيرو

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • بوابة ماسبيرو

"أخبار مصر" يحاور الفائزة بجائزة المبدع الصغير في القصة القصيرة

إيمانا بأن رعاية المواهب الصغيرة أفضل استثمار في المستقبل، وتجسيدا لإرادة الجمهورية الجديدة في تمكين النشء ورعاية الموهوبين، اكتشفت مبادرة "جائزة الدولة للمبدع الصغير" في دورتها الخامسة والتي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة، برعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي قرينة الرئيس ، كثيرا من الموهوبين في مختلف ربوع مصر بميادين إبداعية متنوعة . وتعد أول جائزة من نوعها تُمنح للأطفال من سن 5 حتى 18 عاما، في مجالات الآداب والفنون والابتكارات العلمية. وقد أجرى موقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو حوارا خاصا مع الطفلة ليزا شريف رضوان عبد الحميد 11 سنة، التلميذة في مدرسة يوسف الصديق الرسمية للغات، إدارة الهرم التعليمية عقب فوزها بالجائزة بفرع القصة القصيرة ضمن الفئة العمرية الأولى هي وعابد الرحمن يوسف صبحي يوسف (من الغربية)..فإلى تفاصيل الحوار: "ليزا الفائزة بالجائزة": -الفوز بهذه الجائزة لم يكن مجرد لحظة سعادة، بل إحساس بالاعتراف بحلمي.. شعرت أن صوتي الصغير سُمع، وأن كتابتي قادرة على أن تصل للناس وتترك أثرا. -الجائزة جعلتني أصدق أن التعب في كل فكرة وكل سطر كتبته كان يستحق، وجعلتني أرى الكتابة ليس كهواية فقط، بل كرسالة. -كنت أحاول أن أكتب من داخلي، من مواقف عشتها وتأثرت بها.. في "الفتاة الحالمة وحبة العنب" تكلمت عن التنمر، لكن بطريقة تعطي الأمل، وتقول لكل طفل إنه يقدر يواجه الألم بالعقل والقوة، و"الجرو الطائر" كانت عن الرحمة، عن مشهد رأيته ولم أستطع نسيانه. - أما "الرجل البعبع" فهي أقرب للبيت، قصة خوف أخي الصغير التي جعلتني أفكر في كيف نصنع المخاوف أحيانًا بأيدينا. -القراءة كانت عالمي الخاص ..أنا أعشق القراءة والكتابة.. بدأت أقرأ من عمر سبع سنوات، وكانت الكتب هي مكاني المفضل للهروب والتعلم والاكتشاف.. كنت أشعر أن كل كتاب يحمل فكرة، وكل فكرة تصنع شخصا جديدا بداخلي. -ومع الوقت، شعرت أن الكلمة ليست فقط للمتعة، لكنها تغير نظرتنا للحياة. -أسرتي كانت المحرّك الأول. أمي وأبي قرأوا لي في البداية، ثم بدأوا يشترون لي الكتب، ثم وفروا لي مكتبة صغيرة. -وأختي شجعتني على التقديم في المسابقة لأنها فازت بها من قبل، ووقفت معي خطوة بخطوة.. شعرت أن حبهم للقراءة والكتابة انتقل إليّ، وأصبح جزءًا مني. -نعم، سأستمر في الكتابة.. أحلم أن أكون طبيبة شرعية يوما ما، لأن هذا المجال يجعلني قريبة من النفس البشرية في لحظات حقيقية جدًا، والكتابة عن الإنسان في أضعف حالاته قد تكون أقوى أنواع الأدب. - أريد أن أكتب قصصا تُقرأ، وتترك أثرًا، تمامًا كما تركت بعض القصص فيّ أثرًا لا يُنسى. قال الإعلامي شريف رضوان: كأي أب كنت سعيدا جدا وعلى الرغم من ثقتي في مستوى ابنتي لكن المنافسة كانت صعبة للغاية لوجود أطفال من عمر ابنتي ويتميزون بالتفوق والثقافة. -وقد لمست في ليزا حبها للكتابة منذ صغرها حيث كانت تحرص على تدوين كل ما يحدث لها في يومها بكلمات غريبة ومضحكة ولكن تعكس شخصيتها وحبها للمعرفة.. وشجعتها والدتها على القراءة حيث كانت تحكي لها قصصا قبل النوم كل يوم وتناقشها فيها. - وبعد اشتراكها في المشروع الوطني للقراءة وهو مشروع مصري إماراتي وتحقيقها مركز متقدم بدأت والدتها في تشجعيها على اختيار الكتب بنفسها وتعليمها كيف تنقد الروايات وتبدي رأيها ومن هنا دخلت بالفعل في مجال كتابة القصة القصيرة ودخلت مسابقة المبدع الصغير أكثر من مرة حتى حالفها الحظ وفازت هذه المرة. يهدف القانون رقم 204 لسنة 2020 بخصوص جائزة الدولة للمبدع الصغير، لاكتشاف المواهب الصغيرة مبكرا وتحفيز الطاقات الإبداعية فى مجالات الثقافة والآداب والفنون والابتكار، وذلك ضمن الأهداف الاستراتيجية العامة للدولة، والتى تعمل على بناء الإنسان المصرى وترسيخ هويته من خلال خلق آليات مؤسسية تعمل على تشجيع الأطفال على القراءة والكتابة والإبداع والابتكار، لتحقيق الريادة الثقافية لمصر. وتمنح الجائزة سنويا لمن يقدم منتجا فكريا أو ماديا مبتكراً ولم يتجاوز سنه ثماني عشرة سنة فى مجالات الثقافة والفنون، وتشمل هذه الجائزة الآتى: - منح مبلغ مالي للفائز، يخصص له إجمالاً مبلغ مائتي ألف جنيه بحد أدني فى مجالات الثقافة، ومثله فى مجالات الفنون، وما يستحدث بمجالات الإبداع والابتكار فى الثقافة والفنون. - نشر أعمال الفائز على نفقة المجلس الأعلى للثقافة. - منح كل فائز لقب حائز على جائزة الدولة للمبدع الصغير بقرار من وزير الثقافة. وفي السياق ، أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة ، عن فخره واعتزازه بالفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير في دورتها الجديدة، مؤكدًا أن هذه الجائزة، التي تُمنح تحت رعاية كريمة من السيدة انتصار السيسي، تعد إحدى أبرز المبادرات الثقافية التي تجسد رؤية الجمهورية الجديدة في تمكين الأطفال والنشء وتكريس مفهوم العدالة الثقافية. وأكد وزير الثقافة أن الجائزة تعكس التزام الدولة العميق ببناء أجيال جديدة تنتمي لوطنها، وتحمل بذور الإبداع والتجديد، مشيرا إلى أن الإقبال الكبير من الأطفال على الترشح يعكس وعيًا متزايدا لدى الأسر المصرية بأهمية دعم الإبداع في مراحل عمرية مبكرة. وأعلن الوزير أن إجمالي عدد المتقدمين للجائزة هذا العام بلغ 6570 مشاركا، من بينهم 4262 من الإناث و2308 من الذكور، يمثلون مختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركات من 9 دول عربية وأجنبية، أبرزها السعودية، الكويت، كندا، والولايات المتحدة الأمريكية. وأشار إلى أن محافظة أسيوط تصدرت عدد المتقدمين بإجمالي 1116 مشاركًا، تلتها القاهرة بـ779، ثم الإسكندرية بـ487، ما يعكس امتداد أثر الجائزة ونجاحها في الوصول إلى الفئات المستهدفة في الحضر والريف على حد سواء. وأكد مواصلة العمل على احتضان الطاقات الواعدة من كل ربوع الوطن، إيمانًا بأن كل طفل موهوب هو مشروع مبدع كبير في المستقبل. وشهدت الدورة الخامسة مشاركة واسعة في فروع الجائزة المختلفة، حيث جاء فرع الرسم في مقدمة التخصصات بـ3438 مشاركة، تلاه فرع القصة بـ751 مشاركة، ثم الشعر بـ428، والغناء بـ604، والابتكارات العلمية بـ500، والتطبيقات والمواقع الإلكترونية بـ566، ما يعكس تنوع اهتمامات الأطفال وتفوقهم في مجالات الإبداع المختلفة.

لحظة لن أنساها.. المبدعة الصغيرة ليزا رضوان تكشف لـ"الدستور" عن أحلامها
لحظة لن أنساها.. المبدعة الصغيرة ليزا رضوان تكشف لـ"الدستور" عن أحلامها

الدستور

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

لحظة لن أنساها.. المبدعة الصغيرة ليزا رضوان تكشف لـ"الدستور" عن أحلامها

الفائزة بجائزة الدولة للمبدع الصغير بثلاثة قصص قصيرة، فازت الطالبة، ليزا شريف رضوان، بـجائزة الدولة للمبدع الصغير، في دروتها الخامسة، الفئة العمرية الأولي، فرع الفنون والآداب، والتي تُمنح تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، وتُعد أول جائزة من نوعها تُمنح للأطفال من سن 5 حتى 18 عامًا، في مجالات الآداب والفنون والابتكارات العلمية. قصة مستوحاة من التجربة الشخصية مع التنمر قالت ليزا رضوان، والبالغة من العمر 11 سنة، تدرس في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة يوسف الصديق الرسمية للغات، التابعة لإدارة الهرم التعليمية، لـ"الدستور": "شعرت بسعادة كبيرة وفخر لا يوصف عندما علمت بفوزي بـ جائزة الدولة للمبدع الصغير. كان التتويج بمثابة حلم تحقق، وشعرت أن مجهودي وتعب الأيام الماضية في كتابة القصص لم يذهب سدى. كانت لحظة لن أنساها، خاصة أنها جاءت من بلدي، ووسط تقدير رسمي منحني حافزًا كبيرًا للاستمرار. وحول ما إن كانت تلك هي المرة الأولى التي تفوز فيها بجائزة، قالت:"ليست المرة الأولى، فزت سابقًا بالمركز الأول على مستوى محافظة الجيزة في المشروع الوطني للقراءة، وتم تصعيدي للتصفية على مستوى الجمهورية، وكانت تجربة مهمة دفعتني لمواصلة تنمية موهبتي. وعن العمل الذي فازت عنه بالجائزة، قالت ليزا رضوان:"قدمت ثلاث قصص قصيرة هي: الفتاة الحالمة وحبة العنب، وهي قصة مستوحاة من تجربتي الشخصية مع التنمر، وتهدف لتشجيع الأطفال على مواجهة المتنمرين بأسلوب ذكي وغير عنيف، والجرو الطائر، وتحكي عن جرو صغير تعرض للتعذيب، وكيف أنقذته بمساعدة والدي. القصة تدعو لرحمة الحيوانات والدفاع عن حقوقها، والرجل البعبع (بوجي مان)، وهي مستوحاة من خوف أخي الصغير من الظلام، وتتناول كيف قد يزرع الأهل مشاعر الخوف في نفوس أبنائهم دون قصد". وعن بدياتها في كتابة القصص قالت ليزا رضوان:"بدأت كتابة القصص في سن السادسة. كنت أكتب مذكرات يومية بلغة بسيطة، ومع الوقت اكتشفت أن القصة ليست سوى تجارب الحياة مكتوبة بأسلوب جميل، متابعة:"أفضل كاتبات خولة حمدي". تنوي 'ليزا' الاستمرار في الكتابة والأدب، موضحة:"نعم. أطمح أن أصبح طبيبة شرعية، لأن هذا المجال يمنحني فهمًا أعمق للنفس البشرية، وسيساعدني على الكتابة عن التجارب الإنسانية من زوايا جديدة، مثلما فعل عدد من الأطباء الذين كتبوا الرواية وهم في الأصل أطباء. وعن بداية هواية القراءة قالت ليزا: بدأتِ القراءة، عندما كنت في السابعة من عمري، وبدأت بقراءة كتب الأطفال، ومنها مؤلفات الكاتب عبد التواب يوسف والكاتبة هديل غنيم. وإذا ما كان لديها مكتبة خاصة في المنزل، قالت:"نعم، لدي مكتبة صغيرة. آخر رواية اقتنيتها كانت "في قلبي أنثى عبرية" للكاتبة خولة حمدي. كما قرأت "أرض زيكولا"، و"الجنوب الهادئ"، إلى جانب كتب تنمية بشرية وتاريخية متنوعة. وعن الطريقة التي عرفت من خلالها عن المسابقة وشاركت فيها، اختتمت لفائزة بـ جائزة الدولة للمبدع الصغير، ليزا رضوان: "وجدت في والديّ دعمًا كبيرًا لحبي للكتابة والقراءة، وقد شجعاني على المشاركة في مسابقة "المبدع الصغير" بعدما فازت بها أختي سابقًا، كما أنني قرأت أكثر من 100 كتاب وقصة ورواية، ما زوّدني بثقة وخبرة ساعدتني في كتابة القصص التي قدمتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store