logo
التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث

التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث

مصرس٠٩-٠٥-٢٠٢٥

استوقفتني بالأسابيع القليلة الماضية عدة أحداث، أقل ما يمكن أن تتصف بها أنها غير إنسانية وغير آدمية، بل وشديدة الغرابة عن سلوكيات وأخلاقيات المصريين التي عهدناها، قبل أن تنقلب رأساً على عقب، تحديداً فى زمن السوشيال ميديا وما جلبه لنا من آفات لم نكن نتصور أن لها أية وجود بالواقع، ولكن بكل أسف قد تبين أنها اللغة الغالبة والسلوكيات الشائعة بزمن عجيب يدفع بنا يوماً بعد الآخر في مستنقعات من الكراهية والأحقاد وسوء النوايا والأنفس.
فمنذ عدة سنوات قليلة بات تربص جماهير العالم الافتراضي بفئة المشاهير والشخصيات العامة أمراً معهوداً وظاهرة خارجة عن السيطرة.ولكن:مع آخر المستجدات التي ضربت بكافة معاني الرحمة والإنسانية عرض الحائط، أصبح هناك نوع جديد من التنمر الجارح الذي فاق كل الحدود.- عندما خرجت فنانة راقية وابنة لفنان محترم تتوسل لجماهير السوشيال ميديا أن يكفوا عن السخرية منها لظهور بعض علامات تقدم العمر عليها، وطلبت منهم بأدب شديد أن يكتفوا بنشر تلك التعليقات على صفحاتهم الشخصية وليس على صفحتها حتى لا يتأذي أبناؤها من مثل تلك الكلمات الجارحة.- وكذلك حملة السخرية والتهكم والتنمر التي تعرض لها مؤخراً البلوجر الشاب شريف نصار، والتي أصابته بحزن شديد لم يحتمله قلبه ليفارق هذه الحياة حزيناً مهزوماً مصدوماً مما آلت إليه أخلاقيات البشر من توحش وقسوة و كراهة غير مسبوقة ولا مبررة برغم كل الضغوطات النفسية التي يعاني منها المجتمع بأسره.فكما نعلم أن الكلمة الطيبة نوع من أنواع الصدقات التي وجب علي الإنسان الحرص على إخراجها في كل يوم يكتب له الله فيه أن يحيا من جديد، ليمتن لله على نعمه التي لاتعد ولا تحصي.وتلك الصدقات التي نتحدث عنها لا تقتصر عل فئة القادرين من الناس لصالح غير القادرين، وإنما الصدقات للجميع من استطاع مادياً ومن لم يستطع، إذ أن هذه الصدقة قد تكفيها وتفيض كلمة طيبة من شخص لآخر.فهذه الكلمة التي تطيب بها نفس قد يكون بها من الحزن والألم والانكسار ما يشفيها.إذ أن هذه الكلمة التي قد تجبر بها خاطر شخص و ترفع من حالته المعنوية، وتهدئ بها من جراح نفسه لن تكلفك الكثير ولن يضيرك منحها والإغداق بها على من حولك ولن تنتقص منك شيئاً إن أكثرت منها لوجه الله ودون مقابل.فما يحدث بالآونة الأخيرة تحديداً بمجتمعات العالم الإفتراضي المسمي بالسوشيال ميديا، ما هو الا حالة عامة من التربص والتطاول على الآخر، دون منطق ودون تمييز أو احترام لشيخ كبير أو رمز مجتمعي قد اعتاد احترامه الناس سواء كان فنانا أو رياضيا أو شيخا من الدعاة، أو حتي عالم من العلماء، في حالة غير مسبوقة من إساءة الأدب والتبجح والرغبة في الهجوم من أجل الهجوم وكأن نفوس الناس قد اكتظت بأدرانها لدرجة الرغبة الملحة في التخلص من بعضها و رمي الآخرين بها.و كأن الناس قد نصبت نفسها أوصياء على الناس، و تحول أكثرهم إلى نقاد ومنتقدين لهذا وذاك، بكلمات لاذعه مؤذية قد تتسبب للبعض فى إحباط أو حزن أو انكسار للقلب أو انعدام للثقة بالنفس، وغيرها من مسببات الأذي والألم النفسي، ما يخالف شريعة كل الأديان السماوية وغير السماوية وأبسط قواعد الإنسانية التي اتفقت جميعها على أن الدين المعاملة، أياً كان هذا الدين، وأن الكلمة الطيبة صدقة وجبر الخواطر من أولى أسباب الفوز بالجنة.نهاية:عزيزي الإنسان..أنت لا تعلم ما يخبئ كل منا بنفسه من ظروف وهموم ومتاعب، وما قد تخفيه ابتسامة على الوجه وصورة هنا ولقاء هناك قد يكون بغرض الترويح عن نفس مثقلة بالأعباء، تتلهف بشدة لكلمة قد تخفف عنها بعض أحمالها أو يتبدل بها حالها أو حتي تتقي بها شرورها.فليتصدق بعضنا على بعض بهذه الكلمة التي لن تكلفه الكثير، وليكثر منها هنا وهناك، لينشر لغة أخرى للمحبة والسلام في مقابل تلك التي ترددت أصداؤها الشريرة لتصيبنا بغصة قد امتلأت بها أنفسنا.لعل الله يجعل لنا ولبلادنا وإخوتنا من المستضعفين في الأرض من بعد عسر يسرا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الباشا» يُبهر جدة.. هنا الزاهد وكريم عبد العزيز يحتفلان بالنجاح ورسائل دعم من نجوم الفن
«الباشا» يُبهر جدة.. هنا الزاهد وكريم عبد العزيز يحتفلان بالنجاح ورسائل دعم من نجوم الفن

بوابة الفجر

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة الفجر

«الباشا» يُبهر جدة.. هنا الزاهد وكريم عبد العزيز يحتفلان بالنجاح ورسائل دعم من نجوم الفن

أسدلت مسرحية "الباشا" ستارها على خشبة مسرح سيتي ووك بمدينة جدة، وسط أجواء احتفالية بعد نجاح كبير حظي بإشادة واسعة من الجمهور والنقاد. وقد حرصت الفنانة هنا الزاهد على مشاركة متابعيها لحظات خاصة من كواليس العمل، بنشر مجموعة صور جمعتها بالنجم كريم عبد العزيز، بطل العرض المسرحي. وعلّقت الزاهد عبر حسابها الرسمي على إنستجرام: "من القراءة الأولى وحتى الختام، كانت تجربة لا تُنسى. شكرًا لكل من جعل هذه المسرحية ممكنة، من على الخشبة إلى خلف الكواليس، كنتم رائعين". من جانبه، عبّر الفنان كريم عبد العزيز عن امتنانه لحفاوة الجمهور السعودي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية"، قائلًا: "ردود الأفعال تفرح وتشرف، وسعيد بتجربة المسرح في السعودية للسنة الثانية على التوالي". كما وجّه كريم عبد العزيز شكره للمستشار تركي آل الشيخ، قائلًا: "الدعم الكبير اللي حصلنا عليه ساهم في نجاح المسرحية.. الإمكانيات كانت مبهرة فعلًا". ولم تمر لحظة النجاح مرور الكرام على الوسط الفني، إذ انهالت التهاني من زملائه الفنانين، أبرزهم ريهام عبد الغفور التي كتبت: "مبروك يا كيكو حبيبي"، والفنانة نيللي كريم بقولها: "مبروك يا حبيبي ألف مبروك"، إلى جانب النجم عمرو عبد العزيز الذي علّق: "بالنجاح إن شاء الله".

«الباشا» يُبهر جدة.. هنا الزاهد وكريم عبد العزيز يحتفلان بالنجاح ورسائل دعم من نجوم الفن
«الباشا» يُبهر جدة.. هنا الزاهد وكريم عبد العزيز يحتفلان بالنجاح ورسائل دعم من نجوم الفن

بوابة الفجر

timeمنذ 3 ساعات

  • بوابة الفجر

«الباشا» يُبهر جدة.. هنا الزاهد وكريم عبد العزيز يحتفلان بالنجاح ورسائل دعم من نجوم الفن

أسدلت مسرحية "الباشا" ستارها على خشبة مسرح سيتي ووك بمدينة جدة، وسط أجواء احتفالية بعد نجاح كبير حظي بإشادة واسعة من الجمهور والنقاد. وقد حرصت الفنانة هنا الزاهد على مشاركة متابعيها لحظات خاصة من كواليس العمل، بنشر مجموعة صور جمعتها بالنجم كريم عبد العزيز، بطل العرض المسرحي. وعلّقت الزاهد عبر حسابها الرسمي على إنستجرام: "من القراءة الأولى وحتى الختام، كانت تجربة لا تُنسى. شكرًا لكل من جعل هذه المسرحية ممكنة، من على الخشبة إلى خلف الكواليس، كنتم رائعين". من جانبه، عبّر الفنان كريم عبد العزيز عن امتنانه لحفاوة الجمهور السعودي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية"، قائلًا: "ردود الأفعال تفرح وتشرف، وسعيد بتجربة المسرح في السعودية للسنة الثانية على التوالي". كما وجّه كريم عبد العزيز شكره للمستشار تركي آل الشيخ، قائلًا: "الدعم الكبير اللي حصلنا عليه ساهم في نجاح المسرحية.. الإمكانيات كانت مبهرة فعلًا". ولم تمر لحظة النجاح مرور الكرام على الوسط الفني، إذ انهالت التهاني من زملائه الفنانين، أبرزهم ريهام عبد الغفور التي كتبت: "مبروك يا كيكو حبيبي"، والفنانة نيللي كريم بقولها: "مبروك يا حبيبي ألف مبروك"، إلى جانب النجم عمرو عبد العزيز الذي علّق: "بالنجاح إن شاء الله".

منى زكي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها بنيولوك جريء ومفاجئ يشعل السوشيال ميديا
منى زكي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها بنيولوك جريء ومفاجئ يشعل السوشيال ميديا

بوابة الفجر

timeمنذ 4 ساعات

  • بوابة الفجر

منى زكي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها بنيولوك جريء ومفاجئ يشعل السوشيال ميديا

فاجأت النجمة الكبيرة منى زكي جمهورها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهورها بنيولوك جديد كليًا، حيث نشرت مقطع فيديو قصير عبر خاصية "الستوري" على حسابها الرسمي بموقع الصور الشهير إنستجرام، ظهرت فيه أثناء تواجدها داخل صالون تجميل، بينما كانت تقوم بقص شعرها وتغيير إطلالتها. وأطلت منى زكي على جمهورها بتسريحة شعر قصيرة جريئة، في تغيير لافت عن الإطلالة التي اعتاد الجمهور رؤيتها بها مؤخرًا، مما جعل رواد مواقع التواصل يتداولون الفيديو بشكل واسع، مؤكدين إعجابهم بجرأتها وحفاظها الدائم على التجديد في مظهرها. وسرعان ما تصدر اسمها قائمة التريند على محرك البحث جوجل، بالإضافة إلى تصدرها قائمة المواضيع الأكثر تداولًا على منصات السوشيال ميديا المختلفة. ولم تكتفِ منى زكي بمفاجأة جمهورها بالشكل الجديد، بل أظهرت من خلال الفيديو طاقتها الإيجابية وتفاعلها المرح مع لحظة التغيير، وهو ما عكس روحها الشابة والمتجددة التي لطالما أحبها الجمهور. ويأتي هذا الظهور اللافت في وقت تعمل فيه النجمة منى زكي على الانتهاء من تصوير فيلمها الجديد "الست"، الذي يتناول قصة حياة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وهو عمل سينمائي ضخم يشارك فيه نخبة من نجوم الفن من بينهم سيد رجب، عمرو سعد، أحمد داود، أحمد خالد صالح، وآخرون. الفيلم من تأليف الكاتب أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، ويُتوقع أن يحدث ضجة فنية كبيرة فور طرحه في دور العرض نظرًا لقيمة الشخصية التي يتناولها. الجدير بالذكر أن منى زكي تُعد من أبرز نجمات جيلها وأكثرهن تأثيرًا في الوسط الفني، حيث تتميز بأعمالها المميزة والمتنوعة، إلى جانب حرصها الدائم على التجديد سواء في اختياراتها الفنية أو إطلالاتها الشخصية، ما يجعلها دائمًا في قلب اهتمامات الجمهور ومواقع التواصل. بهذا الظهور المختلف، تثبت منى زكي مرة أخرى أنها ليست مجرد نجمة شباك، بل أيقونة في عالم الفن والجمال والتأثير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store