
نقيب المعلمين : تعرضت وأسرتي لإهانات غير مسبوقة وآثرت الصمت احتراما للقانون
الثلاثاء، 27 مايو 2025 02:19 مـ بتوقيت القاهرة
أكد خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، فى أول تصريح بعد حكم محكمة جنايات القاهرة ببراءته من كل الاتهامات الباطلة بالتربح من المنصب .
وقال نقيب المعلمين : الحمد لله الذي يُحق الحق ويُزهق الباطل ، أود أن أعرب عن بالغ امتناني للقضاء المصري العادل الذي أثبت براءتي الكاملة من تهمة الكسب غير المشروع، وهو الاتهام التي لم يستند إلى دليل أو واقع، وإنما كانت محاولة من البعض للنيل من سمعتي ومسيرتي المهنية الطويلة في خدمة المعلمين والتعليم ، وعلى مدى عقود من عملى النقابي فى مواقع كثيرة، حافظت خلالها على سجلي المهني ناصع البياض من أى شبهات أو خروج على القانون بكل نزاهة وشرف وأمانة ، فى حين دأب البعض على محاولة هدم وتشويه ماأنجزناه خلال تولى مسئولية قيادة نقابة المعلمين منذ عام 2014 ، وحتى الآن ، عن طريق تقديم بلاغات لا تستند إلى أى دليل ضدي وضد من يعمل ليل نهار لخدمة المعلمين .
وأضاف قائلا : لقد كانت الفترة الماضية من أصعب ما مررت به أنا وأسرتي، حيث تعرضنا لحملات من السب والتشهير والإهانات والضغوط النفسية غير المسبوقة، وتم استخدام السوشيال ميديا لكيل الاتهامات لى دون وجه حق، واستغلال الفضاء الإلكتروني فى الهجوم على شخصي بمنتهي القسوة دون الاستناد لأدلة، وانشاء صفحات مزيفة على الفيس بوك يقف ورائها أنصار جماعة الإخوان الإرهابية للنيل من سمعتي، دون مراعاة لأبسط قواعد الاحترام ، ورغم ذلك، آثرت الصمت احترامًا للقانون، وثقة في نزاهة القضاء المصري العادل، واليوم، وبعد أن ظهرت الحقيقة جلية، فإنني أؤكد أن هذه المحنة لن تزيدني إلا إصرارًا على مواصلة عملي وخدمة زملائي المعلمين والدفاع عن حقوقهم.
ووجه "الزناتي" رسالة للجميع وخاصة لأبنائه المعلمين ، وكل قيادات النقابة العامة، و 53 نقابة فرعية، و320 لجنة نقابية على مستوي الجمهورية ، قائلا : أشكر كل من وقف بجانبى ، وكل من دعم أسرتي معنويًا في هذه المحنة، وأدعو الجميع إلى طيّ صفحة الافتراءات والتركيز على ما يخدم مصلحة الوطن ، وحفظ الله مصر قيادة وشعبا .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
لجان موسعة لمناقشة "الإيجار القديم" والرأي الفقهي في العقود "مجهولة المدة"
تناولت برامج التوك شو، اليوم الخميس، عددًا من الملفات والقضايا المهمة محليًا وعالميًا، ويرصد مصراوي أهم الأخبار التي حظيت باهتمام غالبية البرامج التليفزيونية على مدار الساعات الماضية من خلال التقرير الذي يستعرض لكم أبرزها: رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن قال إبراهيم السجيني، رئيس الجهاز، إن الجهاز يضم حالياً ما بين 500 إلى 550 موظفاً على مستوى الجمهورية، لخدمة نحو 110 ملايين مواطن، مشيرًا إلى أن هذا العدد يشمل الإدارات المساعدة كـ"تكنولوجيا المعلومات، والشؤون القانونية، والإدارية". وأشار السجيني، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" المذاع على قناة dmc، إلى وجود "خطط لزيادة عدد العاملين، بالتوازي مع توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة لتسهيل العمل". أحمد كريمة: عقود الإيجار "مجهولة المدة" باطلة شرعًا قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن "عقود الإيجار التي تُبرم بدون تحديد مدة زمنية واضحة تُعد باطلة شرعًا". خلال تصريحاته لبرنامج "خط أحمر" المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أرجع كريمة هذا البطلان إلى أنها "تخالف المبادئ الفقهية التي تنص على أن عقد الإيجار يتعلق بمنفعة مؤقتة وليست تملكًا لذات الشيء". قال النائب محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إنه "لم يتم البدء حتى الآن في مناقشة قانون الإيجار القديم، مشيرًا إلى تشكيل لجان موسعة للاستماع إلى كل الآراء. وأضاف الفيومي، خلال مداخلة ببرنامج "اليوم" المُذاع على قناة "دي إم سي"، أن "توجيهات الرئيس السيسي سوف تكون محل تنفيذ على الفور". قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن "زيارة قبر سيدنا النبي أمر مشروع ومستحب بإجماع علماء الأمة" خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أضاف كمال، أن "شد الرحال بقصد زيارة مقامه الشريف ليس فيه حرج ولا بدعة، بل هو من أجلّ القربات وأفضل الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله تعالى". قال إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، إن افتتاح المقر الرئيسي الجديد لجهاز حماية المستهلك بحضور رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء يمثل "حدثاً استثنائياً". خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أوضح السجيني أن أهمية المقر الجديد تكمن في كونه يمثل "حوكمة ورقمنة واستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية"، مؤكدًا أن هذا التطور "كله يصب في مصلحة المستهلك". قال الدكتور شريف الخولي، أستاذ التمويل إن زيادة الاستثمار الخاص ستؤدي إلى تحسين واضح في دخل المواطنين. وأضاف، خلال حلقة استثنائية من برنامج "المواجهة – حق المعرفة"، مع الدكتور زياد بهاء الدين، على قناة "أون"، أن الاستثمار الخاص يُعد المحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد، حيث يربط بين إنشاء المصانع، استقطاب مستثمرين جدد، وزيادة الإنتاج الموجه للسوق المحلي والتصدير.


بلدنا اليوم
منذ 2 ساعات
- بلدنا اليوم
إبراهيم الأبيض الجديد.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة
وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلًا: على ضفاف عروس البحر الأبيض المتوسط مدينة الإسكندرية يقع مشهد مماثل لما حدث فى فيلم إبراهيم الأبيض بقيام عاطل بقتل آخر وتصوير نفسه بالموبايل بعد الوقوف على الجثة وعلى غرار المشهد السينمائى بفيلم إبراهيم الأبيض ، وهو فيلم الأكشن المصري الذى ، صدر سنة 2009، من إخراج مروان حامد، وتأليف عباس أبو الحسن، وإنتاج جود نيوز فور فيلمز ، وبطولة أحمد السقا، ومحمود عبد العزيز، وهند صبري، وعمرو واكد ، ينقل الفيلم قصة إبراهيم الذي ينشأ في بيئة من الجريمة والعنف داخل العشوائيات الأمر الذي يحوله إلى بلطجي، فتصبح حياته مهددة من كل اتجاه ، خاصة بعد توغله داخل عصابة عبد الملك زرزور وهو زعيم عصابة لا يرحم. ☐ شهدت منطقة العجمى غرب محافظة الإسكندرية حادثه قتل مروعه على طريقة فيلم إبراهيم الأبيض، بعد قيام عاطل بقتل آخر بسلاح أبيض وتصوير نفسه والمجنى عليه بهاتفه المحمول، بسبب خلافات بينهما، وتم إلقاء القبض على المتهم والسلاح المستخدم فى الواقعة. ☐ البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارا من ضباط قسم شرطة الدخيلة يفيد بقيام شخص بقتل آخر بسلاح أبيض بأحد شوارع دائرة القسم. ☐ تبين إلى قيام عاطل وبحوزته سلاح أبيض بشارع المرور التابع لمنطقة العجمى دائرة قسم شرطة الدخيلة بقتل شخص آخر فى منتصف الشارع، وقام المتهم بالوقوف على جثة المجنى عليه والتصوير بهاتفه المحمول بعد ارتكابه الواقعة، وعلى الفور انتقل ضباط قسم شرطة الدخيلة إلى محل الواقعة، وتم إلقاء القبض على المتهم والسلاح المستخدم وتحرر محضر بالواقعة والعرض على جهات التحقيق. ☐ انتهى عصر البلطجة والتلويح بها واستعراض القوة وتهديد المواطنين وفرض السيطرة ، وتوقيع عقوبات رادعة لهذا السلوك المشين للردع العام والخاص ، ليعلم القاصى والدانى أن مصر هى دولة القانون . ☐ دب شعور لدى بعض الناس بعد أحداث يناير ٢٠١١ أن الدولة تحللت من اواصراها ويستطيع أى شخص فعل أى شئ ولن يعاقبه آحد فى ظل الانفلات الذى ساد فى البلاد بسبب كارثة الربيع العربى والشرق الأوسط الجديد التى هبت على المنطقة العربية ، والتى لم يسلم منها الأ مصر ببركة المولى عز وجل وتكاتف الجيش والشرطة والشعب ووزير الدفاع أنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسي ، بثورة ٢٠١٣ التى أبهرت العالم وإعادت الأمور إلى نصابها ، ولكن قلة تجاهل ما حدث وشعر بأن منطق القوة فى التعامل مع المواطنين هو السائد وليس هناك ردع ، إلا أن الدولة كشرت عن أنيابها ليعلم الجميع بأن الدولة المصرية هى بلد المبادئ والخلق القويم واعلاء القانون . ☐ وزارة الداخلية تعلنها صراحة ، أنتهى عصر البلطجة ، ولن نسمح بأى تجاوز للقانون ، الدولة المصرية دولة قوية وأجهزة الأمن المصرية لن تسمح لأى مواطن بتجاوز الحدود ، فنحن نحفظ لك حقوقك ، فلأبد أن تلتزم بالواجبات المفروضة عليك ، حفاظآ على حقوق الآخرين ، وحق وطنك . ☐ الداخلية فى حالة تأهب فى كل مكان وعلى مدار الساعة ، وهذا ليس بجديد فهى شرطة مصر المشهود لها بالكفاءة على مر العصور ، وها هى تقضى على بؤرة بالقليوبية وعدد ٢ بؤرة بأسيوط وبؤرة باسوان ، واعلنت من خلال الاستعراض الذى تم للقوات فى عيدالشرطة بساحة عرض أكاديمية الشرطة ، بأن جهاز الشرطة المصرية جاهز لاداء كافة المهام ليل ونهار شرق وغرب ، شمال وجنوب . ☐ أفعال لا يعقلها بشر ويعف عن ذكرها اللسان يرتكبها المخلوق الذى كرمه الله الآن ، دون رادع أو وازع من الضمير ، أو رحمة أو شفقة ، مما يجعلنا نتسأل ، هل رفعت الرحمة ، هل ضاعت الإنسانية ، هل الكون أصبح غابة يفترس فيه القوى الضعيف دون هوادة - حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من يضيع الرحمة والشفقة وينزع الخير من الأرض ، ويجعل الحياة تفقد معناها . ☐ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها .صدق الله العظيم اغوار النفس البشرية بها اسرار دفينة لا يعلمها الا خالقها ، فقد تكون نفس سوية وقد تكون نفس ضلت طريق الصواب وانحرفت الى طريق ليس له رجعة فهناك اخطاء تكون الاولى والاخيرة ، وهناك نفس عندما تخطئ سريعآ ما تعود مرة اخرى الى الصواب وتتوب الى الله وتستغفر وتندم على ما قصرت فيه وهناك نفوس بشرية طمس الله على قلوبهم فلا يردعهم رادع ولا يعودوا الى طريق الصواب بل ويجودوا فى كل مرة ابشع من المرات السابقة ، ونسأل الله لهم السلامة من هذا الطريق قبل فوات الأوان . ☐ فرق قانون العقوبات فى العقوبة بجرائم القتل بين القتل المقترن بسبق الإصرار والترصد، وبين القتل دون سبق إصرار وترصد، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد، ويمكن لصاحب الجريمة فى هذه الحالة أن يحصل على إعدام إذا اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، ونصت المادة 230 من القانون على: كل من قتل نفساً عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام. ☐ وعرف القانون الإصرار السابق بأنه القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المصر منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط، أما الترصد هو تربص الإنسان لشخص في جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى قتل ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه ، ونصت المادة 233 على: "من قتل أحدا عمدا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلا أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر ويعاقب بالإعدام"، كما نصت المادة 234 على: "من قتل نفسا عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد"، ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وأما إذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالسجن المؤبد، وتكون العقوبة الإعدام إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي ، وتحدثت المادة 235 عن المشاركين في القتل، وذكرت ان المشاركين فى القتل الذي يستوجب الحكم على فاعله بالإعدام يعاقبون بالإعدام أو بالسجن المؤبد. ☐ نداء لكل من تسول له نفسه فى إرتكاب أى نوع من الجرائم الجنائية أو السياسية - لدى أرض الكنانة - التى قال فيها المولى " ادخلوا مصر أن شاء الله أمنين " جهاز شرطة من أفضل أجهزة الشرطة بالمنطقة بل لا نبالغ أذا قلنا فى العالم ، استعانوا بالخالق اولا ، وبجهدهم ثانيآ ، وبالتقنيات الحديثة ثالثآ، وبخبراتهم المشهودة للقاصى والدانى رابعآ ، ووصلوا إلى معدلات فى ضبط الجريمة تتجاوز معدلات النسب العالمية ، لذلك فكر جيدا ، أو لا تفكر ابدآ فأنك ستضبط لا محالة أينما ذهبت أو اختفيت . ☐ شكرا رجال الشرطة المصرية ، فنحن فى أمن وأمان برعاية الله اولآ ، ثم بمجهوداتكم وتضحياتكم ثانيآ ، حفظكم الرحمن وكلل وسدد خطاكم . ☐ حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .


مستقبل وطن
منذ 2 ساعات
- مستقبل وطن
«فضائل عشر ذي الحجة» الأوقاف تحدد موضوع خطبة اليوم الجمعة 30 مايو
أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة اليوم الجمعة 30 مايو 2025، الموافق 3 من ذي الحجة 1446 هـ، وهي تحت عنوان: «فضائل عشر ذي الحجة». وقالت الوزارة إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بفضائل ومنزلة العشر الأول من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات، علمًا بأن الخطبة الثانية ستشهد اختصاص إحدى المحافظات بخطبة تتناول التحذير البالغ من المخدرات، ورسالة أمل إلى مدمن؛ إلى جانب تعميم خطبة ثانية على المحافظات الأخرى والتي تؤكد أن الانتحار يأس من رحمة الله. نص خطبة اليوم الجمعة الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَمَرَنَا بالاسْتِجَابَة، وَحثَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ والإِنَابَةِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعْمَةِ التَّوْفِيقِ لِطَرِيقِ السَّعَادَة، وأَشْهُدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي النُّسُكِ والصَّلَاةِ والعِبَادَة، وَأشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا وتَاجَ رُؤُوسِنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عَلَّمَنَا مَنْهَجَ الرَّشَادِ والقِيَادَة، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الفَضْلِ والسِّيَادَة: أَمَّا بَعْدُ: فَهَا نَحْنُ نعِيشُ نَفَحَاتِ أَيَّامٍ مُبَارَكَاتٍ، أَهَلَّتْ عَلَيْنَا كَغَيْثٍ يَرْوِي الْقُلُوبَ الظَّامِئَةَ، وأَشْرَقَتْ عَلَى نُفُوسِنَا كَشَمْسٍ تُبَدِّدُ ظُلُمَاِت الغَفْلَةِ، إِنَّهَا كُنُوزٌ ثَمِينَةٌ، وَمَغَانِمُ عَظِيمَةٌ، وَمِنَحٌ رَبَّانِيَّةٌ تَتَجَلَّى فِيهَا الرَّحْمَةُ والْمَغْفِرَةُ بِأَبْهَى صُوَرِهَا، إِنَّهَا أَيَّامُ الطَّاعَةِ وَالنُّور وَالعَوْدَةِ إِلَى الرَّبِّ الغَفُور! إِنَّ هَذَا الزَّمَانَ زَمَانُ تَنَزُّلِ الْبَرَكَاتِ، وَرِفْعَةِ الدَّرَجَاتِ، وَإِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ، إِنَّ العَشْرَ الأَوَائِلَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ هِيَ الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِهَا فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر}، وَقَسَمُ اللهِ أَيُّهَا الكِرَامُ عَظِيمٌ! أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدَبَّرْتُمْ فَضْلَ هَذِهِ الْعَشْرِ؟ هَلِ اسْتَشْعَرْتُمْ عَظِيمَ مَنْزِلَتِهَا عِنْدَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ؟ إِنَّ عَشْرَ ذِي الحِجَّةِ لَيْسَتَ مُجَرَّدَ أَرْقَامٍ فِي تَقْوِيمِ الزَّمَانِ، بَلْ هِيَ خَيْرُ أَيَّامِ اللهِ الحَنَّانِ المَنَّانِ عَظِيمِ الإِحْسَانِ، أَفَلَا يَحْرِصُ اللَّبِيبُ عَلَى التَّزَوُّدِ مِنْ خَيْرِهَا وَبَرَكَتِهَا؟ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ القُلُوبَ تَتَعَلَّقُ فِيهَا بِالبَيْتِ الحَرَامِ وَتَشْتَاقُ إِلَى سَجْدَةٍ على بَلَاطِهِ تَغْسِلُ الهُمُومَ وَتُسْقِطُ الذُّنُوبَ! إِنَّ فِيهَا يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَا أَدْرَاكُمْ مَا يَوْمُ عَرَفَةَ؟! يَوْمَ تَجْتَمِعُ القُلُوبُ عَلَى صَعِيدٍ وَاحِدٍ، تَلْهَجُ بِالدُّعَاء والتَّضَرُّعِ، وتَنْتَظِرُ العَفْوَ والْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبٍّ وَدُودٍ، يَوْمٌ يُبَاهِي اللهُ فِيهِ بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَمَا أَعْظَمَ هَذَا المَشْهَدَ! وَمَا أَجَلَّ هَذَا الْمَقَامَ! ثُمَّ يَتْبَعُ ذَلِكَ يَوْمُ النَّحْرِ، يَوْمٌ تُرَاقُ فيه الدِّمَاءُ تَقَرُّبًا إلَى اللهِ تَعَالَى. وَتَتَجَسَّدُ فِيهِ مَعَانِي التَّضْحِيَةِ والْفِدَاءِ، فَهَلْ لَنا فِي هَذَا المَقَامِ مِنْ عِبْرَةٍ؟! وَهَلْ لَنَا مِنْ هَذِهِ القِصَّةِ أَجَلُّ عِظَة؟ إِنَّ هَذِهِ العَشَرَ تَجْمَعُ أُمَّهَاتِ العِبَادَاتِ، فَفِيِهَا الصَّلَاةُ الوَاجِبَةُ، وَفِيهَا الصِّيَامُ المُسْتَحَبُّ، وَفِيهَا الصَّدَقَةُ المُتَقَبَّلَةُ، وَفِيهَا ذِكْرُ اللهِ بالتَّكْبِيرِ والتَّهْلِيلِ والتَّحْمِيدِ، وفِيهَا الحَجُّ لِمَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا، فَأيُّ فَضْلٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا؟ وَأيُّ خَيْرٍ أَسْمَى مِنْهُ؟! فَيَا أُولِي الْألْبَابِ، إِنَّ هَذِهِ الفَضَائِلُ تَسْتَنْهِضُ القُلُوبَ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَتَسْتَنْفِرُ الهِمَمَ لِلاجْتِهَادِ فِي الطَّاعَاتِ وَصُنُوفِ القُرُبَاتِ، فَلْنَجْعَلْ هَذِهِ العَشْرَ مَحَطَّةً للتَّزَوُّدِ مِنَ الإيمَانِ، ومَيْدَانًا للتَّنَافُسِ فِي الْخَيْرَاتِ، ومَوْسِمًا للتَّوْبَةِ والاسْتِغْفَارِ، وَحَادِيكَ هَذَا البَيَانُ المُحَمَّدِيُّ الشَّرِيفُ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». عِبَادَ اللهِ، فَلْنَغْتَنِمْ كُلَّ دَقِيقَةٍ فِي هَذِهِ العَشْرِ؛ فَإِنَّهَا حَدَائِقُ غَنَّاءُ، تَفْتَحُ أَبْوَابَهَا لِعِبَادِ اللهِ، وَتَفُوحُ مِنْهَا أَزْكَى الرَّوَائِحِ؛ رَوَائِحِ الذِّكْرِ والتَّسْبِيحِ والتَّهْلِيلِ، كُلُّ يَوْمٍ فِيهَا زَهْرَةٌ يَانِعَةٌ، وَكُلُّ لَيْلَةٍ فِيهَا نَجْمٌ مُتَلَألِئٌ يُضِيءُ سَمَاءَ الرُّوحِ، وَفِيهَا تَتَرَدَّدُ أَصْدَاءُ التَّلْبِيَةِ فِي الأَرْجَاءِ، «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»، إِنَّهَا أُنْشُودَةُ الرُّوحِ المُشْتَاقَةِ إِلَى بَيْتِ اللهِ العَتِيقِ، تُعَبُّرُ عَنْ وِحْدَةِ الأُمَّةِ وَتَجَرُّدِها للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ. وَاعْلَمُوا أَيُّهَا النُّبَلَاءُ أنَّ هَذِهِ الْعَشْرَ لَيْسَتْ حِكْرًا عَلَى الحَاجِّ وَحْدَهُ، بَلْ هِيَ مِنْحَةٌ رَبَّانِيَّةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، فُرْصَةٌ سَانِحَةٌ لِنَرْتَقِيَ بِأَنْفُسِنَا، وَنَقْتَرِبَ مِنْ خَالِقِنَا، فَلْنَجْعَلْ مِنْ كُلِّ لَحَظَةٍ فِيهَا غَنِيمَةً، وَمِنْ كُلِّ تَسْبِيحَةٍ كَنْزًا، وَمِنْ كُلِّ صَدَقَةٍ نُورًا يُضِيءُ لَنَا الدُّرُوبَ وَالقُلُوبَ. أَيُّهَا الكِرَامُ اسْتَثْمِرُوا هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ بِهِمَمٍ عَالِيَةٍ، وعَزَائِمَ صَادِقَةٍ، صِلُوا الأَرْحَامَ، سَامِحُوا، اجْبُرُوا خَوَاطِرَ خَلْقِ اللهِ، زَكُّوا أَلْسِنَتَكُمْ بِالطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ، أَكْثِرُوا مِنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَتَدَبُّرِ آيَاتِهِ، الْهَجُوا بِالدُّعَاءِ فِي الأَسْحَارِ وَعِنْدَ الإِفْطَارِ، أَحْسِنُوا إِلَى الْفُقَرَاءِ والْمَسَاكِين، اجْعَلُوا هَذِهِ الْعَشْرَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي حَيَاتِكُمْ، جَدِّدُوا الْعَهْدَ مَعَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ، {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. الخطبة الثانية الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ: فَإنَّ النَّفْسَ وَدِيعَةُ اللهِ الْغَالِيَةُ، وَهَبَهَا لَنَا لِنُعَمِّرَ بِهَا الْأَرْضَ، وَنَرْتَقِيَ بِهَا فِي مَدَارِجِ الْكَمَالِ، وَنَسَتَظِلَّ بِفَيءِ رَحْمَتِهِ، فَهِيَ سِرٌّ إِلَهِيٌّ، يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ أَمَانَةً عَظِيمَةً، وَمَسْؤولِيَّةً جَسِيمَةً، هِبَةٌ مُقَدَّسَةٌ لَا يَجُوزُ التَّعَدِّي عَلَيْهَا أَوْ إِزْهَاقُهَا بِغَيْرِ حَقٍّ، أَلَمْ تَسْمَعْ أَيُّهَا النَّبِيلُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}؟! تَذَكَّرْ أَيُّهَا النَّبِيلُ أنَّ جَسَدَكَ أَمَانَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ! وَأَنَّ رُوحُكَ وَدِيعَةٌ وَكَلَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ حِفْظَهَا لَكَ، فَكَيْفَ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَخُونَ هَذِهِ الْأَمَانَةَ الإِلَهِيَّةَ؟! كَيْفَ لِعَاقِلٍ أَنْ يَعْبَثَ بِهَذِه الْوَدِيعَةِ الرَّبَّانِيَّةِ؟! إِنَّ إِيذَاءَ النَّفْسِ بِأيِّ شَكْلٍ مِنَ الْأَشْكَالِ هُوَ اعْتِدَاءٌ عَلَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ، وَهُوَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ لِنَفْسِكَ الَّتِي تَحْمِلُ بَيْنَ طَيَّاتِهَا أَسْرَارَ الْوُجُودِ {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}، فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَن يُنْهِيَ إِنسَانٌ حَيَاتَهُ بِيَدِهِ مُنْتَحِرًا؟! أَلمْ يَقْرَعْ سَمْعَهُ هَذَا البَيَانُ الإِلَهِيَّ {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}؟! وَهَذِهِ رِسَالةٌ إلى إِنْسَانٍ مَهْمُومٍ: يَا مَنْ تُرَاوِدُكَ أَفْكَارٌ مُؤْذِيَةٌ، وَتَسْتَبِدُّ بِكَ نَزَعَاتٌ مُدَمِّرَةٌ، قِفْ لَحْظَةً، وَاسْتَمِعْ إِلَى صَوْتِ عَقْلِكَ، إِلَى نِدَاءِ فِطْرَتِكَ السَّلِيمَةِ، هَذِهِ الْأَفْكَارُ لَيْسَتْ أَنْتَ، بَلْ هِيَ دَخِيلَةٌ عَلَيْكَ، هِيَ وَسْوَسَةُ شَيْطَانٍ يُرِيدُ أنْ يُطْفِئَ نُورَكَ وَيُحِيلَ حَيَاتَكَ إلَى رَمَادٍ، اسْتَعِذْ باللهِ مِنْ شَرِّهَا، وَالْجَأْ إلَى حِصْنِهِ الْحَصِينِ، وَاعْلَمْ أَنْ {لَا مَلْجَأ مِنَ اللهِ إلَّا إليهِ}.