
كيف ينجو النظام الدولي من تراجع الغرب؟
يركز الكتاب على التاريخ، لكنه يحلل الحاضر ويقترح ملامح مستقبل ممكن. من وجهة نظر أتشاريا، فإن تراجع الهيمنة الغربية قد يفتح الباب أمام نظام عالمي أكثر توازناً وشمولاً، يسمح لبقية الدول، خاصة من العالم غير الغربي، بأن تؤدي دوراً أكبر في صياغة القواعد والمؤسسات الدولية. يقول المؤلف: «تتزايد الأصوات في الغرب، من عناوين الصحف إلى المراثي، حول نهاية النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من أي وقت مضى. وتصدر هذه الأصوات عن أكاديميين، ومعاهد سياسات، وصحفيين، ومعلقين، وجميعها تنبع من قناعتين: الأولى أن النظام العالمي الحالي، الذي تقوده الولايات المتحدة والغرب، كان في المجمل أمراً جيداً، إذ حال دون اندلاع حروب كبرى، وسمح بالتجارة الدولية، والنمو الاقتصادي، وأوجد نظاماً دولياً مستقراً ومزدهراً بشكل ملحوظ. أما القناعة الثانية فهي أن صعود الأمم غير الغربية وظهور بديل عن النظام المألوف الذي تقوده أمريكا سيكون أمراً مخيفاً، لا يمكن التنبؤ به، وغالباً ما يُعدّ تحولاً نحو الأسوأ».
في هذا الكتاب، يطرح المؤلف رأياً مغايراً للرأي السائد بين النخب، مفاده بأن ذلك لا يجب أن يكون أمراً سيئاً، خاصة على المدى الطويل. وليس ذلك لأن مخاوف الغرب من صعود قوى غير غربية، مثل الصين وروسيا، مبالغ فيها دائماً، على الرغم من أنها كذلك أحياناً، بسبب فقدان النفوذ والمكانة، بل لأن الهيمنة الغربية نفسها أسهمت في الكثير من مظاهر عدم الاستقرار، والظلم، والاضطراب، التي قد تُخفف بانحسار تلك الهيمنة. والأهم من ذلك، أن قروناً من السيطرة أدت إلى نوع من الغطرسة والجهل لدى الغرب تجاه بقية العالم، ما جعله يتغاضى عن أفكار ومساهمات حضارات أخرى في ترسيخ الاستقرار وتحقيق التقدم عبر التاريخ.
يوضح المؤلف: «لقد نسينا أن النظام العالمي، أي الهيكل السياسي الذي يُمكّن من التعاون والسلام بين الأمم، كان موجوداً قبل صعود الغرب، وأن العديد من الأفكار التي نراها اليوم غربية هي في الواقع ذات أصول في حضارات أخرى. الآليات والقيم التي تشكل جوهر النظام العالمي مثل الدبلوماسية، والترابط الاقتصادي، وحرية الملاحة، ومبادئ حماية المدنيين في الحرب والسلام، والحفاظ على البيئة، والتعاون بين الشعوب ظهرت عبر آلاف السنين في مناطق متعددة حول العالم. بينما قد تكون أوروبا والغرب قد تصدّرا المشهد في مجالات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، فإن الحضارات غير الغربية قدمت أيضاً آليات للسلام والتعاون والأخلاقيات، بل إن كثيراً من هذه الأفكار ظهرت قبل صعود الغرب.
وحتى في ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يمكن للغرب أن يدّعي امتلاك الحق الحصري فيها. فهذه المبادئ لها سوابق في مجتمعات أخرى على سبيل المثال، في الجمهوريات القديمة والمجالس السياسية التي سمحت بمشاركة واسعة في الحكم، وفي الأنظمة التي حظرت العقاب القاسي وغير العادل. علاوة على ذلك، أدى العديد من الدول غير الغربية، بعد تحررها من الحكم الاستعماري الغربي، دوراً مهماً في تطوير مبادئ حقوق الإنسان من خلال مؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، في حين دافعت دول أخرى كالهند وبعض دول أمريكا اللاتينية عن الحكم الديمقراطي على الرغم من التحديات والانتكاسات.
وبالمثل، فإن النظام القائم على القواعد ليس أمريكياً أو غربياً كما يروّج بعض المعلّقين، فقد وُجدت أنظمة قائمة على القواعد في الماضي، والنظام الحالي هو في كثير من جوانبه تطوير لمؤسسات مماثلة ظهرت في مختلف أنحاء العالم. وربما قام الغرب بتطويرها بدرجة أكبر، لكنه لم يخترعها». نظام عالمي جديد
تكمن القيمة المضافة لهذا الكتاب الصادر حديثاً عن دار «بيسيك بوكس» ضمن 464 صفحة باللغة الإنجليزية، في رفضه للقراءات التشاؤمية التي ترى أن العالم لا يمكنه الاستمرار من دون قيادة غربية. كما يدعو المؤلف الغرب إلى مراجعة موقعه ودوره، والعمل بالتعاون مع القوى الصاعدة بدلاً من مواجهتها.
يتناول الفصل الأول، بعنوان «الأسس الأولى»، البدايات المبكرة للنظام العالمي من خلال استعراض نظم الحكم والتعاون التي نشأت في حضارات قديمة مثل سومر والهند ومصر والصين. أما الفصل الثاني، «الأساطير اليونانية والقوة الفارسية»، فينتقل إلى تحليل العلاقة المتوترة والرمزية بين اليونان القديمة والإمبراطورية الفارسية، مسلطاً الضوء على دور الأساطير في تشكيل وعي الغرب بذاته مقابل «الآخر».
في الفصل الثالث، «الفتح والرحمة»، يناقش المؤلف كيف أدت الديانات الكبرى، مثل البوذية والإسلام، دوراً في توسيع النظام العالمي عبر نشر قيم التعاون والعدالة. ثم يأتي الفصل الرابع، «طريق السماء»، ليسلط الضوء على الفكر الكونفوشيوسي والداوي في الصين، وكيف أسهم في صياغة نظام إقليمي قائم على الانسجام والتراتبية الأخلاقية. ينتقل الفصل الخامس، «غضب روما»، إلى دراسة إرث الإمبراطورية الرومانية في تشكيل القانون والعلاقات الدولية، مع التركيز على عنفها المنهجي. وفي الفصل السادس، «تجديد العالم»، يستعرض الكاتب مساهمات الممالك الإسلامية والبيزنطية والمغولية في تجديد المعرفة ونقلها، لا سيما في العصور الوسطى.
أما الفصل السابع، «موصِلو العالم»، فيبرز الدور المحوري لشبكات التجارة القديمة، مثل طريق الحرير والمحيط الهندي، في ربط الحضارات من دون الحاجة إلى هيمنة مركزية. ثم ينتقل إلى الفصل الثامن، «صعود الغرب»، حيث يوضح كيف تحوّل النظام العالمي مع بدايات الهيمنة الأوروبية في العصر الحديث، عبر الاستعمار والثورة الصناعية. في الفصل التاسع، «العالم المفقود»، يناقش الكاتب النماذج الحضارية التي أُقصيت أو دُمرت بفعل صعود الغرب. أما الفصل العاشر، «إفريقيا المقطوعة»، فيتناول آثار الاستعمار على القارة الإفريقية ومسارات تطورها السياسي. ويتناول الفصل الحادي عشر، «ازدواجية المعايير الأوروبية»، مفارقة التنوير الذي روّج للمساواة بينما دعم سياسات استعمارية وتمييزية. في الفصل الثاني عشر، «المدينة على التل»، يناقش دور الولايات المتحدة بصفتها قوة عالمية تحمل خطاباً أخلاقياً وتدخلياً في آن واحد. أما الفصل الثالث عشر، «عودة الآخر»، فيتتبع صعود قوى غير غربية مثل الصين والهند والبرازيل، وكيف تعيد هذه الدول رسم ملامح النظام العالمي. ويختتم الكتاب بالفصل الرابع عشر، «النظام العالمي الماضي والمقبل»، مؤكداً أن تراجع الغرب لا يعني نهاية النظام العالمي، بل يمثل فرصة لبناء نظام أكثر شمولاً وتعددية، تشارك فيه الحضارات والمجتمعات المختلفة على نحو متوازن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
أوكرانيا.. الغموض سيد الموقف
قبل ما يقل عن 24 ساعة فقط من الاتصال الهاتفي الذي أُجري يوم الاثنين الماضي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، كشفت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر» (الأحد 18-5-2025) أن ستارمر بحث تطورات الوضع في أوكرانيا مع زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وأبرز ما ورد في هذه المكاشفة يتعلق بالموقف الأوروبي الراهن من تطورات الأزمة الأوكرانية، خصوصاً بعد النتائج المحدودة التي أسفر عنها الاجتماع الروسي- الأوكراني الذي استضافته تركيا في إسطنبول (الجمعة 16-5-2025) وغاب عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عكس ما كان مأمولاً أو متوقعاً. أهم ما أفصحت عنه مكاشفة المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن الطرف الأوروبي أضعف من أن يؤثر في مجرى تطورات الأزمة ومستقبل التسوية السياسية المأمولة، وأن هذا الطرف الأوروبي يعوِّل بالكامل على الولايات المتحدة، وبالتحديد على المكالمة الهاتفية التي كان من المقرر أن يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اليوم التالي (الاثنين 19-5-2025)، وأن الأوروبيين غير واثقين في استجابة الرئيس بوتين لمطلبهم ومطلب كييف الذي يطالب بضرورة قبول روسيا ل«وقف غير مشروط لإطلاق النار»، أو أن يأخذ الرئيس بوتين محادثات السلام «على محمل الجدّ»، وأنهم لذلك «بحثوا مسألة فرض عقوبات على روسيا: إذا لم تشارك في محادثات السلام ووقف إطلاق النار»، ومن هنا جاء هجوم وزير الخارجية البريطاني «ديفيد لامي» على موسكو (الأحد 18-5-2025) واتهامها بالغموض بعد انتهاء المحادثات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول. هذه التحفظات الأوروبية، أو التشكك الأوروبي وعدم الثقة في جدّية قبول روسيا لخيار السلام والاستجابة للوساطة الأمريكية تفرض ضرورة التعامل بتدبر مع مخرجات المحادثة الهاتفية التي جرت بين ترامب وبوتين، والتي خرج بعدها الرئيسان يبشران بآفاق واعدة للسلام وحل الأزمة الأوكرانية. فقد حملت نتائج تلك المحادثة تقدماً ملموساً في الموقف الروسي، حيث أعلن الرئيس بوتين «موافقة مشروطة» على إعلان وقف مؤقت للقتال في أوكرانيا، مستجيباً بذلك لطلب أمريكي وأوروبي ملح ظلت موسكو ترفضه طويلاً، لكن الرئيس الروسي اشترط لذلك التوصل إلى «تفاهمات حول الهدنة»، وسار خطوة إضافية للاقتراب من الموقف الأمريكي حيال ضرورة تسريع وتيرة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع، مؤكداً ضرورة التوصل إلى«حلول وسط»، وهذا الموضوع بالتحديد يتعارض مع «خطوط حمراء» كانت روسيا قد أعلنتها وأكدت التزامها بها، لتسوية الأزمة وكلها تؤكد التزام موسكو بتحقيق أهدافها العليا التي سبق أن أعلنتها كشروط لإنهاء الأزمة. أما الرئيس الأمريكي فكان أكثر تفاؤلاً في تصريحاته بخصوص ما توصل إليه مع بوتين في هذه المحادثة، التي أشاد بها، وقال إن روسيا وأوكرانيا «ستبدآن فوراً» مفاوضات للوصول إلى وقف إطلاق النار، وموضحاً أن«الفاتيكان ممثلاً في البابا أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات»، ولم ينسَ أن يقول إن موسكو«ترغب في إقامة تجارة واسعة النطاق مع أمريكا بعد انتهاء الحرب مع أوكرانيا». مؤكداً وجود«فرصة هائلة – لروسيا في خلق فرص عمل وثروات كبيرة». وحذر ترامب من دعوة «فرض عقوبات على روسيا»، لافتاً إلى«أن ذلك قد يزيد الوضع سوءاً»، لكنه أشار إلى أن «ذلك قد يحدث في وقت ما». واضح أن ترامب استخدم «الجزرة والعصا» معاً في محادثته مع بوتين، وأنه نجح بدرجة كبيرة، في توظيف الإغراءات والتلويح بالضغوط، بدليل أن بوتين خرج من القاعة التي أجرى فيها محادثته مع ترامب وأخبر الصحفيين أن تلك المحادثة «كانت مفيدة للغاية وصريحة للغاية»، وأن ترامب شدد على موقفه المتعلق بضرورة إعلان وقف إطلاق النار في أسرع وقت، وأن الجواب الروسي كان واضحاً ومباشراً:«نحن مستعدون للعمل على مذكرة تفاهم في هذا الشأن»، وزاد أن بلاده «تؤيد وقفاً لإطلاق النار لكن لابد من العمل بشكل سريع لبلورة طرق أكثر فاعلية لدفع عملية سلام»، وزاد على ذلك أنه أبلغ ترامب أنه «لابد من إيجاد حلول وسط تلبي مصالح الطرفين الروسي والأوكراني». السؤال المهم هنا هو: ما هي تلك الحلول الوسط التي يمكن أن تلبي مصالح الطرفين؟ هل هذا يعني أن روسيا تراجعت عن«خطوطها الحُمر» وشروطها التي سبق أن أعلنتها لوقف الحرب؟ أم أن بوتين يناور، وأن رؤية أوروبا المتشككة في نواياه لوقف الحرب هي الحقيقة التي ستفرض نفسها على مستقبل ما هو متوقع من مفاوضات روسية – أوكرانية بوساطة أمريكية يستضيفها الفاتيكان، ما يعني نجاح روسيا في فرضها أحد شروطها المتعلق برفض أي مشاركة أو وجود أوروبي في هذه المفاوضات على الأقل في مراحلها الأولى. أسئلة كثيرة تؤكد أن الغموض مازال هو سيد الموقف بالنسبة لآفاق المستقبل في أوكرانيا.


البيان
منذ 4 ساعات
- البيان
ترامب يقترب من توقيع أوامر لتعزيز إنتاج الطاقة النووية
قالت أربعة مصادر مطلعة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما يوقع يوم الجمعة على أوامر تنفيذية تهدف إلى تعزيز قطاع الطاقة النووية من خلال تسهيل الإجراءات التنظيمية التي تتعلق بالموافقات على المفاعلات الجديدة ودعم سلاسل إمدادات الوقود. وفي ظل أول ارتفاع في الطلب على الكهرباء منذ عقدين بسبب توسع أنشطة الذكاء الاصطناعي، أعلن ترامب حالة طوارئ في مجال الطاقة في أول يوم له في منصبه. ويقول وزير الطاقة كريس رايت إن السباق لتطوير مصادر للكهرباء ومراكز البيانات اللازمة للذكاء الاصطناعي هو "مشروع مانهاتن 2"، في إشارة إلى البرنامج الضخم الذي عملت عليه الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية لتطوير قنابل ذرية. وجاء في مسودة ملخص للأوامر أن ترامب سوف يفعّل قانون الإنتاج الدفاعي الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة لإعلان حالة طوارئ وطنية على خلفية اعتماد الولايات المتحدة على روسيا والصين في الحصول على اليورانيوم المخصب ومعالجة الوقود النووي ومدخلات المفاعلات المتقدمة. ويوجه الملخص أيضا الوكالات إلى التصريح لمنشآت نووية جديدة وتحديد مواقع لها وتبسيط الإجراءت اللازمة لبنائها. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق. وقد يخضع نص وصياغة مسودات الأوامر التنفيذية لتغييرات متكررة. وكانت الولايات المتحدة أول مطور للطاقة النووية ولديها أكبر قدرة نووية في العالم، إلا أن الصين تشهد حاليا أسرع نمو لهذا المصدر من الطاقة.


البيان
منذ 5 ساعات
- البيان
الكرملين: لا اتفاق على لقاء روسي أوكراني جديد
أكد الكرملين، أمس، أنه لا يوجد «اتفاق» بعد على لقاء روسي أوكراني ثانٍ يمكن أن يعقد في الفاتيكان، وفقاً لتقارير صحافية أمريكية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ الزعماء الأوروبيين في 19 مايو أن محادثات السلام المقبلة بين روسيا وأوكرانيا ستجرى في الفاتيكان. وخلال اجتماعه مع ممثّلي الكنائس الكاثوليكية الشرقية الأسبوع الماضي، عرض البابا لاون الرابع عشر وساطة الفاتيكان بين موسكو وكييف. وفي سياق منفصل، أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب للتلفزيون العام في بلاده، أن اجتماعاً فنياً قد يعقد الأسبوع المقبل بين الروس والأوكرانيين، وكذلك مع الأمريكيين والأوروبيين، في الفاتيكان. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» خلال إيجازه الصحافي اليومي: «لا يوجد اتفاق بعد، ولا اتفاق ملموساً بشأن اجتماعات مستقبلية». وأضاف أن «العمل مستمر لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها». وأكدت روسيا وأوكرانيا أنهما تريدان تنفيذ اتفاق تبادل ألف أسير من كل جانب، الذي أُعلن عنه الجمعة الماضي في تركيا قبل النظر في مواصلة المناقشات.وأضاف بيسكوف: «الجميع يريد أن يحدث هذا بسرعة»، من دون أن يحدد موعداً. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد عقب اتصال هاتفي مع ترامب، أن كييف «تدرس كل الاحتمالات» بشأن مكان لقاء ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما «تركيا والفاتيكان وسويسرا». وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك عقب محادثة هاتفية مع رئيس قسم الأمن الدولي في وزارة الخارجية السويسرية غابرييل لوتشينغر، إن سويسرا أكدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام الأوكرانية الروسية المستقبلية. وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى أن البابا أكد لها استعداد الفاتيكان لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا. وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا، لكن الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى.