زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي
وكممارسة شغوفة بمفاهيم الجودة، لم أرَ هذه الزيارة حدثاً دبلوماسياً عابراً، بل شكّلت نموذجاً حياً لحدث غير اعتيادي، بُني على استراتيجية دقيقة، تجسدت فيها مفاهيم القيادة الفذّة، والجاهزية العالية، والتميّز المؤسسي، حيث اتسمت مراسم الاستقبال بالدقة والانضباط، مما يعكس فهماً عميقاً لأهمية التخطيط الاستراتيجي في إنجاح الملتقيات الرسمية. ومن خلال استعراض مجريات الزيارة، يمكن الوقوف على عدد من المحاور التي تبرهن على أن الجودة لم تكن غائبة، بل كانت حاضرة في كل المراحل؛ حيث تعزيز الهوية الوطنية وبناء الصورة الذهنية، فمن أبرز معالم هذه الزيارة الفريدة، ما رافقها من تجسيد للهوية الثقافية السعودية، حيث كان الموكب المهيب للخيول العربية والفرسان مشهداً بصرياً يعكس القوة والانضباط، كما رمز سجاد الخُزامى إلى التفرّد والخصوصية الثقافية.
وقد أُدرج ضمن برنامج الزيارة التوجّه إلى المواقع التراثية في الدرعية، مما يعكس الالتزام بالهوية والرموز الوطنية، وهو ما يُعد من أبرز ممارسات الجودة في الاتصال المؤسسي. كذلك التواصل الذكي والوعي بالجمهور؛ فمن أبرز ما لفت الانتباه هو استخدام أشهر الأغاني المرتبطة بالحملات الانتخابية لترمب، وهي أغنية «YMCA». هذا الاستخدام لم يكن اعتباطياً، بل يعكس فهماً دقيقاً لمبدأ «معرفة الجمهور»، وهو من مبادئ الجودة الأساسية في الاتصال. فالأغنية تحمل إيقاعاً واسع الانتشار، يسهم في تحفيز التفاعل الجماهيري، مما يعزز من تجربة الحضور، بنفس الطريقة التي تحققها الجودة في رضا العميل.
وعلى وتيرة هذا الحس التفاعلي، ضمّت قائمة الضيافة التي قُدّمت للرئيس الأميركي عربة طعام من سلسلة ماكدونالدز، في خطوة رمزية تُدرك أبعاد الذوق الشخصي للضيف، مما يعكس قدرة عالية على تجاوز التوقعات، وهي عناصر حيوية في إدارة الجودة.
أما مخرجات الزيارة وقياس الأثر؛ فلم تكن مخرجات الزيارة محصورة في الجانب البروتوكولي، بل امتدت إلى تحقيق أثر فعلي واضح على المستويين الوطني والدولي، ومن أبرز هذه المخرجات، تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال المنتدى الاستثماري الذي أُقيم على هامش الزيارة، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى التي تدعم رؤية المملكة 2030. وكذلك استثمار الحدث كفرصة سياسية وإنسانية، من خلال المساهمة في جهود فك الحصار عن سوريا الشقيقة، ما يعكس أبعاداً إنسانية متقدمة للدبلوماسية السعودية.
كذلك تعزيز العلاقات الدولية عبر تنسيق نوعي وفعّال يُبرز جاهزية المملكة كمركز محوري للقرار والتأثير. ثم التحسين المستمر وبناء المقارنات المرجعية؛ إذ لا تنتهي قيمة هذه الزيارة بختام مراسيمها، بل تُعد مرجعاً للممارسات المثلى، وتفتح المجال أمام تحليل الأداء وتطبيق مبدأ التحسين المستمر.
لقد كانت زيارة ترمب للمملكة أكثر من مجرد مناسبة سياسية؛ لقد كانت منظومة متكاملة لممارسات الجودة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي، جسّدت فيها المملكة رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية وقدرتها على التنظيم الفعّال وصناعة التأثير. ونحمد المولى على نعمة هذا الوطن العظيم، ونفخر بقيادته الرشيدة التي جعلت من الجودة منهجاً راسخاً، ومن التميّز سمةً مؤسسية.
*وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الملك سعود

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 9 ساعات
- الرجل
قبل انطلاقة جائزة موناكو الكبرى: لماذا يُعد السباق الأغلى في عالم الفورمولا 1؟
تنطلق جائزة موناكو الكبرى في 23 مايو الجاري، وتستمر حتى 25 من الشهر نفسه، لتقدّم واحدة من أرقى وأغلى تجارب الفورمولا 1 في العالم، ولا يُعد هذا الحدث مجرد سباق سيارات، بل مناسبة اجتماعية فاخرة تجذب كبار النجوم والأثرياء حول العالم. يتميّز مضمار السباق بموقعه الفريد وسط شوارع الإمارة الضيقة، ما يمنح السباق طابعًا خاصًا لا يشبه أي سباق آخر، وتُعرف موناكو بلقب "ملعب المليارديرات"، حيث تتحوّل الجائزة الكبرى إلى مهرجان من الفخامة والأناقة، يجمع بين رياضة السرعة وأسلوب الحياة الراقي. اقرأ أيضًا:تحالف عالمي بين ديزني والفورمولا 1 يبدأ في 2026 لتقديم تجارب ترفيهية فريدة سوق محدودةوأسعار بلا سقف! بعكس حلبات السباق الأخرى التي تحتوي على مدرجات متعددة تتسع لعشرات الآلاف، يقتصر عدد المقاعد في شوارع موناكو الضيقة على حوالي 37,000 فقط، مقارنة بأكثر من 100,000 في أماكن مثل سيلفرستون أو سبا-فرانكورشان، وهذا التفاوت في العرض يؤدي إلى تضخم كبير في الأسعار. على سبيل المثال، يبلغ سعر تذكرة Grandstand B نحو 1,100 يورو (أي ما يعادل 1,250 دولارًا)، بينما قد يصل سعر باقة "التيراس البلاتيني" VIP إلى 4,000 دولار، فيما تُقدّر تكلفة تجربة "الحلبة من الداخل" بحوالي 2,700 دولار. اقرأ أيضًا:تشارلز لوكلير يتألق مع ريتشارد ميل في إصدار مستوحى من فورمولا 1 موناكو.. أكثر من مجرد سباق تمثل جائزة موناكو الكبرى أكثر من مجرد سباق سيارات، إذ تمثل انعكاسًا لأسلوب حياة مترف، يُجسّد مظاهر الرفاهية بكل تفاصيلها، من السيارات الخارقة التي تجوب الشوارع، إلى المتاجر الراقية، واليخوت الفاخرة، والمطاعم ذات الطابع النخبوي. وفي مشهد يعبّر عن التناقض الجذّاب، تحتضن الإمارة أيضًا فرعًا لماكدونالدز، رغم كونها أغلى مدينة في العالم من حيث تكاليف المعيشة، بمتوسط سعر عقار يبلغ نحو 27,500 دولار للمتر المربع، متجاوزة بذلك نيويورك. وتُعد هذه الجائزة نقطة التقاء سنوية لنجوم الصف الأول من حول العالم، ما يعزّز صورتها كفعالية تجمع بين الرياضة والفن، ومن بين أبرز الأسماء التي ظهرت في الحدث على مرّ السنوات: توم كروز، نيكول شيرزينجر، مايكل فاسبندر، وتوم برادي، وهو ما يُضفي على سباق موناكو طابعًا استثنائيًا يتجاوز الحلبة ليبلغ أفق الثقافة والنجومية.

سعورس
منذ 2 أيام
- سعورس
زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي
وكممارسة شغوفة بمفاهيم الجودة، لم أرَ هذه الزيارة حدثاً دبلوماسياً عابراً، بل شكّلت نموذجاً حياً لحدث غير اعتيادي، بُني على استراتيجية دقيقة، تجسدت فيها مفاهيم القيادة الفذّة، والجاهزية العالية، والتميّز المؤسسي، حيث اتسمت مراسم الاستقبال بالدقة والانضباط، مما يعكس فهماً عميقاً لأهمية التخطيط الاستراتيجي في إنجاح الملتقيات الرسمية. ومن خلال استعراض مجريات الزيارة، يمكن الوقوف على عدد من المحاور التي تبرهن على أن الجودة لم تكن غائبة، بل كانت حاضرة في كل المراحل؛ حيث تعزيز الهوية الوطنية وبناء الصورة الذهنية، فمن أبرز معالم هذه الزيارة الفريدة، ما رافقها من تجسيد للهوية الثقافية السعودية، حيث كان الموكب المهيب للخيول العربية والفرسان مشهداً بصرياً يعكس القوة والانضباط، كما رمز سجاد الخُزامى إلى التفرّد والخصوصية الثقافية. وقد أُدرج ضمن برنامج الزيارة التوجّه إلى المواقع التراثية في الدرعية، مما يعكس الالتزام بالهوية والرموز الوطنية، وهو ما يُعد من أبرز ممارسات الجودة في الاتصال المؤسسي. كذلك التواصل الذكي والوعي بالجمهور؛ فمن أبرز ما لفت الانتباه هو استخدام أشهر الأغاني المرتبطة بالحملات الانتخابية لترمب، وهي أغنية «YMCA». هذا الاستخدام لم يكن اعتباطياً، بل يعكس فهماً دقيقاً لمبدأ «معرفة الجمهور»، وهو من مبادئ الجودة الأساسية في الاتصال. فالأغنية تحمل إيقاعاً واسع الانتشار، يسهم في تحفيز التفاعل الجماهيري، مما يعزز من تجربة الحضور، بنفس الطريقة التي تحققها الجودة في رضا العميل. وعلى وتيرة هذا الحس التفاعلي، ضمّت قائمة الضيافة التي قُدّمت للرئيس الأميركي عربة طعام من سلسلة ماكدونالدز، في خطوة رمزية تُدرك أبعاد الذوق الشخصي للضيف، مما يعكس قدرة عالية على تجاوز التوقعات، وهي عناصر حيوية في إدارة الجودة. أما مخرجات الزيارة وقياس الأثر؛ فلم تكن مخرجات الزيارة محصورة في الجانب البروتوكولي، بل امتدت إلى تحقيق أثر فعلي واضح على المستويين الوطني والدولي، ومن أبرز هذه المخرجات، تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال المنتدى الاستثماري الذي أُقيم على هامش الزيارة، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى التي تدعم رؤية المملكة 2030. وكذلك استثمار الحدث كفرصة سياسية وإنسانية، من خلال المساهمة في جهود فك الحصار عن سوريا الشقيقة، ما يعكس أبعاداً إنسانية متقدمة للدبلوماسية السعودية. كذلك تعزيز العلاقات الدولية عبر تنسيق نوعي وفعّال يُبرز جاهزية المملكة كمركز محوري للقرار والتأثير. ثم التحسين المستمر وبناء المقارنات المرجعية؛ إذ لا تنتهي قيمة هذه الزيارة بختام مراسيمها، بل تُعد مرجعاً للممارسات المثلى، وتفتح المجال أمام تحليل الأداء وتطبيق مبدأ التحسين المستمر. لقد كانت زيارة ترمب للمملكة أكثر من مجرد مناسبة سياسية؛ لقد كانت منظومة متكاملة لممارسات الجودة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي، جسّدت فيها المملكة رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية وقدرتها على التنظيم الفعّال وصناعة التأثير. ونحمد المولى على نعمة هذا الوطن العظيم، ونفخر بقيادته الرشيدة التي جعلت من الجودة منهجاً راسخاً، ومن التميّز سمةً مؤسسية. *وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الملك سعود


صدى الالكترونية
منذ 6 أيام
- صدى الالكترونية
رقصة ترامب في قاعدة العديد بقطر.. فيديو
اختتم الرئيس الأمريكي، دونالد ترام، خطابه أمام القوات الأمريكية فى قاعدة العديد الجوية العسكرية بقطر، بالرقص علي أنغام أغنية 'YMCA' لفرقة 'فيليج بيبول'. وظهر ترامب في مقطع فيديو، نشر على حساب البيت الأبيض بمنصة إكس وهو يلوح لعدد من الحضور بيده، ثم رفع قبضته في الهواء قبل أن يغادر المنصة، وهو يرقص بطريقته الشهيرة، بينما كان أفراد الخدمة يصورون خروجه بهواتفهم، وعلق البيت الأبيض قائلا: 'رقصة ترامب تظهر'. وقال ترامب، في حديثه خلال زيارة القاعدة: 'قاعدة العديد واحدة من أفضل القواعد العسكرية في العالم'. اقرا ايضا