logo
فلسفة الفراق !

فلسفة الفراق !

عكاظمنذ 5 ساعات

ابتُلي قلبي بفقد أعزاء مضوا إلى رحمة ربهم، وتركوا لي الوجع يحز على نياط قلبي فيدميه ألماً، فالموتُ لا يوجعُ الموتى، الموتُ يوجع الأحياء كما قال محمود درويش.
خاتمة الحياة الدنيا موت حتمي لا شك فيه، تحقيقاً للوعد الإلهي «كل نفس ذائقة الموت».
حزن عميق مؤثر ومُمض لفراق شخص عزيز كريم من بقايا الزمن الجميل العم زاهد أحمد ساب الذي مضى لرحمة ربه السبت ١٨ من ذي الحجة ١٤٤٦هـ. فما أقسى حقيقة الموت وما أصعبها من لحظة فراق، فمنجل الموت لا يكف عن حصد الأرواح في كل مكان.
ودعنا خلال الأسبوع الفارط عدداً من الأحبة وقفنا على حافة قبورهم، لنودعهم باطن الأرض، ونهيل عليهم الثرى، ليعود التراب إلى التراب،
(فما هي إلا أرحام تدفع وقبور تبلع).
ونحن نحث الخطى إلى خارج المقبرة تصحو معنا ذكريات، ولحظات عاشوها بيننا بكل ما فيها من أفراح وأتراح. فيكبر في دواخلنا الإحساس بالفقد، وتنوب الدموع في التعبير عما يجيش في دواخلنا،
عرفت المرحوم زاهداً بطيبة قلبه وسمو أخلاقة وكرم طباعه، البسمة هي عنوانه وخارطة حب إلى قلوب الآخرين حتى وهو على سرير مرضه يعاني.
كنت أقصده لقضاء حوائج الناس وتحقيق رغباتهم فكان يحثّ الخطى عوناً لمحتاج، باذلاً جاهه ما استطاع، وملتمساً العون عند من ترجو عنده الشفاعة لصاحب الحاجة، ويهاتفني بصوت الفرح، خلاص بشر صاحب الحاجة بقضاء حاجته.
توطدت صداقتنا وتوثقت عراها، في ثلوثية المرحوم الشيخ عبدالله موسى فزدت قرباً منه وتعلقت به محبة.
كان متابعاً لما يكتب في الصحف وما يدور فيها خاصة المعارك الفكرية والدينية التي كانت قائمة في الملاحق الصحفية آنذاك، يتصل بي يناقشني الرأي مصوباً لبعض الأخطاء أو مصححاً لواقعة كان حاضراً وشاهداً على أحداثها.
كان يقتطع بعض الأوراق من الصحف لقضية خلافية ويدسها في يدي قائلاً لعلك تكتب عنها يوماً ما.
كان موسوعة متحركة بأحاديثه الشيقة وقصصه التاريخية، يحدثك عن مكة المكرمة مسقط رأسه وكأنه لم يغادرها يوماً، ويسرد تاريخ المدينة المنورة وكأنه عايش ومقيم فيها.
معاصر لأحداث مرت عليه يسردها بتسلسل بارع وأسلوب سلس يربط الأحداث ويصحح ما خفي من تاريخ لرجال عاصرهم مضوا وتركوا بصماتهم على دفاتر الأيام.
الفقد قانون إلهي لم تنج منه البشرية منذ الأزل، تسيلُ المشاعرُ على السطور، وترتسمُ الوجوه على الكلمات، وتسير الأفكارُ على أرصفة الصفحات، وتتعانقُ الأحزان على موانئ المآقي، نابعةٌ من القلب، غرستها سنون الوفاء، وروتها أيامُ الحبّ واللقاء، فكل ما في اﻷرض من كلمات لا تعزّي فاقداً عمّن فقد، سنوقد سرادقات العزاء في قلوبنا وفاء لصادق ودك بيننا وعرفاناً لمحبتنا لك.
ستكون روحك حاضرة في ثلوثية المرحوم عبدالله موسى، فقد كنت تسبقنا حضوراً، تسأل عن كل غائب وتشارك في كل نقاش وتصحح كل خطأ.
رحم الله زاهد أحمد ساب، والعزاء موصول لابنته الفاضلة نهلة وزوجها المستشار نزيه موسى وأبنائه أحمد وأكرم ونادية ونجلاء، وزينهم بالصبر الجميل على هذا المصاب الجلل، والفقد الكبير.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحج نجاحات متتالية
الحج نجاحات متتالية

سعورس

timeمنذ 2 ساعات

  • سعورس

الحج نجاحات متتالية

وفي عام 1418 هجرية تقريباً ذهبت لأداء فريضة الحج، ولكن عن طريق حملة للحجاج داخل مخيمات خاصة تتوفر بها أجهزة التكييف والبرادات والوجبات المتنوعة تحت إشراف وزارة الحج، ووجدنا الخدمات تزداد تحسنًا وتطورًا أكثر وأكثر رغم وجود من يفترشون الأرصفة والشوارع. وفي هذا العام ذهلت ذهولاً شديدًا عندما وصلت إلى الطائف للانتقال مع الحملة إلى مكة المكرمة ثم إلى منى، حيث كان التركيز من الجهات الأمنية على التحقق من نظامية دخول الحج والتأكد من تصاريحهم، وهذا هو المنطلق الأول والأساس لنجاح خطة الحج حيث (لا حج بلا تصريح)، وبعد فراغنا من طواف القدوم توجهنا بالحافلات المخصصة إلى مشعر منى من خلال تنظيم محدد بالساعة والدقيقة من قبل الشركة المتعهدة حسب خطة وزارة الحج لضمان انسيابية الحركة بين المشاعر، ثم وجدنا ما يثلج الصدر في المكان المخصص للمبيت بجميع الخدمات التي يحتاجها الحاج وكأنه في منزله بل وأكثر من ذلك، والتوجيه الإعلامي من قبل الحملة بتعليمات وزارة الحج ووزارة الصحة للمحافظة على الحجاج لأداء نسكهم بيسر وسهولة الأمر الذي أكسب جميع الحجاج الثقة في هذا العمل المنظم. ويشمل المخيم: الإرشاد الديني لتعليم الحجاج بالنسك الصحيح سواء المفرد أو القارن أو المتمتع والخدمات الصحية داخل المخيم. والوجبات الصحية التي تقدم للحجاج والتأكد من سلامتها من قبل الجهات ذات العلاقة وإرسال الرسائل عبر الجوال لكل حاج باللغة العربية والإنجليزية خطوة بخطوة، وهذا هو التطور التقني المتميز. عن ماذا أتحدث، هل أتحدث عن قطار المشاعر أو عن الطواقم الطبية والإسعافية والأجهزة الأمنية التي تسهر ليل نهار، حتى أن المياه توزع على كل من يسير في المشاعر والممرات وبنفس طيبة. ورجال النظافة يسيرون مع الحجاج جنبًا إلى جنب، بل كثير منهم يقابل الحاج وهو يحمل كيس النفايات مفتوحًا ويجعله يتخلص من العلب الفارغة دون الذهاب إلى سلة النفايات. ليس بعد هذا العمل شيء، والله ثم والله ما شاهدته لا يمكن أن يكفيه صفحة كاملة في صحيفة " الرياض" أو في برنامج إعلامي، وما شاهدناه من النقل عبر القنوات هو جزء يسير من عمل كبير. تخيل أن رجل المرور ورجال الأمن بكل رتبهم يقفون تحت أشعة الشمس ويرشون الماء على الحجاج وهو همهم الأكبر لتلطيف الجو لهم وهم يبتسمون ولا يزجرون أحدًا، رغم ما يجدونه من صعوبة في التوجيه بسبب اختلاف اللغة والثقافة والسلوكيات التي يجدونها من البعض، ومع ذلك فهم يتحملون هذا الأمر لأنهم يعتبرون ضيوف الرحمن ضيوفًا عندهم. هذه الأعداد الهائلة التي توجد في منطقة جغرافية محددة وفي وقت محدد لا بد أن نعلم أن تفويجها بهذا الشكل والانسيابية المتقنة لهو أمر يدعو للفخر بكل المقاييس، ولم تأتِ هذه النجاحات المتوالية إلا بتوفيق الله عز وجل ثم بجهود هذه القيادة الرشيدة والعاملين في جميع القطاعات. حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين ذخرًا للإسلام والمسلمين، والحمد لله رب العالمين.

وادي محرم.. تاريخ زراعي يفوح بالعطريات
وادي محرم.. تاريخ زراعي يفوح بالعطريات

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

وادي محرم.. تاريخ زراعي يفوح بالعطريات

بين محافظة الطائف ومركز الهدا الوجهات السياحية الشهيرة، القريبة لمكة المكرمة، يبرز "محرم" الوادي الذي أخذ شهرته، بارتباطه بالميقات المكاني الذي حدد للحجاج القادمين من اليمن وعمان ونجد وبقية دول الخليج. وادي محرم الذي سمي بذلك نسبة لإحرام الحجاج والمعتمرين، ويقع غرب الطائف، وهو الميقات الموازي لميقات قرن المنازل بالسيل الكبير. جولة "الرياض" كشفت عن تنام عمراني واسع على سفوح الوادي، مع وجود مزارع تقليدية، محاطة بعقوم طينية، وأخرى حجرية، وتسقى بمياه الآبار القديمة، تزينها عرائش أشجار العنب. ويجمع الوادي بين التضاريس الطبيعية المتنوعة، وبين البيئة الريفية، التي لا زالت صامدة أمام المتغيرات البيئية الوادي اليوم أصبح وجهة للباحثين عن الهدوء والراحة والاستجمام، نظرا لمكوناته الطبيعية، وبأرضه الخصبة ومياهه الوفيرة. ثمة ملمح جديد، بدت تتضح معالمه، هو تحويل المزارع إلى منتجعات، تضم محلات لبيع وصناعة الورد الطائفي، مع جذب السياح والمعتمرين والمتنزهين، بالشلالات وأركان لألعاب الأطفال وحديقة الطيور، فيما تقدم تلك المنتجعات خيارات متعددة، في الجلسات والمأكولات والمشروبات.

أعظم عرض تشهده الأرض
أعظم عرض تشهده الأرض

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

أعظم عرض تشهده الأرض

الحج بجمعيته وعمق أثره وتنظيمه المتقن، ليس مجرد فريضة، بل هو نموذج عالمي لا مثيل له لإدارة التجمعات البشرية الهائلة، وصفحة مشرقة في سجل الإنجاز الإنساني تتجاوز مجرد التنظيم المادي لتصبح شهادة على قوة الإرادة الإنسانية والقدرة على تحقيق المستحيل، مقرونة بإخلاص فريد، ومتعة ولذة تتجلى في خدمة هذه الشعيرة المقدسة.. في قلب صحراء الجزيرة العربية، وعلى بقعة مباركة من الأرض، تتجلى كل عام ظاهرة فريدة تفوق كل تصور، عرض إنساني وتنظيمي يندر أن يشهد له مثيل في تاريخ البشرية: إنه موسم الحج الذي هو ليس مجرد تجمع ديني فحسب، بل هو لوحة أسطورية وحدث خارق وملحمة بطولية سلمية مقدسة تخط فصولها بانسجام بشري نادر، وإيقاع روحي أخّاذ، في مشهد يقطع الأنفاس ويأسر الألباب. ما يسترعي الانتباه في هذا العرض الفذ ليس فقط الأعداد الهائلة التي تتوافد من كل فج عميق، والتي تقارب المليونين في حيز جغرافي ضيق ووقت محدود، بل هو التناغم العجيب والانضباط المحكم الذي يحكم حركتهم وسكناتهم. تخيل جموعا تلتف حول الكعبة المشرفة في طواف لا ينقطع، كأنها تيارات كونية تدور في فلكها الأبدي، أو تتدفق في المسعى بخطوات متسارعة، لتجسد انسيابية نهر بشري متدفق بلا توقف. ثم تتجه هذه الجموع إلى مشعر منى متهيئة لليوم التالي والأعظم في الحج والأبرز في النصوص الشرعية وهو يوم عرفة، حيث تلتقي الجموع على صعيد عرفات في وقفة خشوع عارمة تصهر فيها الفوارق بين غني وفقير، حاكم ومحكوم، لتصنع من البشر كيانا واحدا يتوجه بقلب واحد ولسان واحد إلى خالقه. هذه اللقطات التلقائية والمنظمة في آن واحد، من البيت العتيق إلى منى ثم عرفة ومزدلفة فالجمرات ثم منى مجددا، هي تجليات لمعرض بشري لا يمكن محاكاته أو تكراره، يعكس جوهر المساواة والتآخي الإنساني في أبهى صورة. إن التحدي الإداري هنا جسيم؛ فقيادة هذا المحتشد البشري في مساحات محدودة وأزمنة مضغوطة للغاية، مع ضمان سلامتهم وراحتهم، يعد إنجازا مذهلا. خلف هذا المشهد البشري الشامخ، يعمل جهاز تنظيمي عملاق يضم ما يزيد على أربعين جهة حكومية وأهلية وكشفية وتطوعية وطنية بأعداد تجاوزت 450 ألف مواطن ومواطنة يتحدثون مختلف اللغات، تتضافر جهودهم في منظومة فائقة التعقيد والدقة، أشبه بآلة زمنية مضبوطة بإحكام. هذه الجهود الخفية، لكنها الجبارة، هي التي تحول الحشود الكثيفة إلى تدفق سلس وميسر ينبض بالحياة والفعالية. تتوزع المهام بدقة لا تشوبها شائبة: من تنظيم الحشود وتوجيههم عبر ممرات مصممة بعناية لضمان الانسيابية وتجنب الازدحام، إلى توفير الرعاية الصحية المتطورة عبر مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة وفرق طبية متأهبة على مدار الساعة، مرورا بتأمين الاحتياجات الأساسية كالإيواء في خيام غاية في أصول السلامة ومكيفة، وتوفير ملايين الوجبات يوميا، وشبكة مواصلات تربط المشاعر المقدسة بكفاءة عالية ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد إلى أدق تفاصيل الصحة البيئية وإدارة النفايات، والأمن والسلامة، حيث يعمل رجال الأمن والعاملين في الميدان على مدار الساعة بعناية فائقة وتفان منقطع النظير، لضمان تجربة روحية آمنة ومريحة وميسرة لكل حاج، بغض النظر عن جنسيته أو لغته أو خلفيته الاجتماعية. هذا العرض لا يضاهيه أي حدث آخر على وجه الأرض بهذا الحجم، وبهذه الكفاءة، وبتلك الروحانية الطاغية. إنه استعراض بشري حي للتآزر الإنساني السماوي والإخلاص في الخدمة، وتجل فريد لقدرة البشر على التنظيم والعطاء عندما تكون الغاية سامية والهدف مشترك ومتجذر في أعماق الإيمان، بإشراف مباشر من ملك جعل من نفسه "خادم الحرمين الشريفين"، مصطفيا هذا الاسم الشريف ليصحب مسيرته ويتقدم اسمه طوال عمره. الحج، بجمعيته وعمق أثره وتنظيمه المتقن، ليس مجرد فريضة، بل هو نموذج عالمي لا مثيل له لإدارة التجمعات البشرية الهائلة، وصفحة مشرقة في سجل الإنجاز الإنساني تتجاوز مجرد التنظيم المادي لتصبح شهادة على قوة الإرادة الإنسانية والقدرة على تحقيق المستحيل، مقرونة بإخلاص فريد، ومتعة ولذة تتجلى في خدمة هذه الشعيرة المقدسة. ما يعزز من فرادة هذا العرض شهادات الحجاج أنفسهم من كل دول العالم، الذين أجمعوا على الدقة المتناهية، والاهتمام البالغ، والتسهيلات اللامحدودة التي لمسوها خلال رحلتهم الروحية. لقد تناقلت وسائل الإعلام في القارات أجمع صورا وقصصا تعكس كفاءة التنظيم والجهود الجبارة المبذولة، مؤكدة أن ما يحدث في المشاعر المقدسة كل عام هو معجزة إنسانية وإدارية بامتياز. وما يجعل إنجاز الحج أكثر تميزا هو أن خلف هذه الملحمة المقدسة يقف كل بيت سعودي، حيث يسهم أبناء وبنات المملكة من مختلف القطاعات العامة والخاصة والتطوعية في إنجاح هذا الحدث العظيم. من الأب الذي يعمل في الأمن أو الصحة أو النقل أو الاتصالات وغيرها، إلى الابن أو البنت الذين يشاركون في التنظيم أو الإرشاد، كل فرد يسهم بشرف خدمة ضيوف الرحمن، مما يجعل هذا النجاح إنجازا وطنيا مشتركا يغبطهم عليه العالم بأسره. إنه -بالفعل- أعظم عرض تشهده الأرض، يدعو العالم للتأمل في حكمته الكامنة، وفي إيقاعه الأبدي الذي لا ينسى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store