
البنتاغون يزج الذكاء الاصطناعي في الميدان
تدعو الاستراتيجية المحدثة إلى لا مركزية اقتناء منتجات الذكاء الاصطناعي واستخدامها من قبل وكالات الدفاع والخدمات العسكرية، وبدلاً من أن تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بشراء برامج الذكاء الاصطناعي من قبل مكتب مركزي في "البنتاغون"، يمكن اتخاذها من مسؤولين معينين على مستوى القيادة أو الوكالة، طالما التزم هؤلاء المسؤولون بإرشادات السلامة والأخلاق التي تطورها حالياً مجموعة جديدة في "البنتاغون" تسمى "فرقة عمل ليما".
تعمل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لتسخير الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي في السباق العالمي، وبدأت بالفعل تستثمر وتضع استراتيجيات مبهرة في الذكاء الاصطناعي باعتمادها على أدوات فائقة التطور تأمل في أن تبقيها في القمة، متجاوزة كل المحاولات الصينية الحثيثة لكسب التفوق في هذا المجال.
ونظراً لإدراكها أن نماذج اللغة الضخمة المستخدمة لتشغيل برنامج "تشات جي بي تي" وغيره من برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية ربما تُنتج نتائج خاطئة أو مضللة، يطلق عليها خبراء الكمبيوتر مصطلح "هلوسات"، ويجعلها غير مناسبة للاستخدام في ساحة المعركة، فقد أصبح التغلب على هذا التحدي التقني والسماح بالاستخدام السريع للتقنيات الجديدة، من أهم أولوياتها.
استراتيجية محدثة
اتخذت وزارة الدفاع الأميركية الخطوة الأهم نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي الدقيقة في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حين أصدرت استراتيجية محدثة لاعتماد البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي، وغرضها تنظيم استخدام الجيش للذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة في الأعوام المقبلة.
وصرح مسؤولو "البنتاغون" حينها أن الاستراتيجية، التي تحدّث الإصدارات السابقة من عامي 2018 و2020، ضرورية للاستفادة من التقدم الهائل الذي حققته الشركات الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي على مدى الأعوام القليلة الماضية، مع الالتزام بمبادئ الوزارة المعلنة بشأن الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
وعلى رغم أن الاستراتيجية تزعم تحقيق التوازن بين الهدفين الرئيسيين المتمثلين في السرعة والسلامة في استخدام التقنيات الجديدة، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على السرعة، إذ نصت الاستراتيجية على أن "أحدث التطورات في تقنيات البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي تمكّن القادة من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، من قاعة التخطيط إلى ساحة المعركة".
وتؤكد الاستراتيجية أن الصين ومنافسين استراتيجيين آخرين قد أعلنوا على نطاق واسع نواياهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة عسكرية، من هنا فإن تسريع اعتماد تقنيات البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي سيمكّن من تحقيق ميزة اتخاذ قرارات مستدامة، مما يسمح لقادة وزارة الدفاع بنشر التطورات المستمرة في القدرات التكنولوجية لمعالجة تحديات الأمن القومي المعقدة بصورة إبداعية.
ولضمان استمرار الجيش الأميركي في المقدمة متجاوزاً الصين ومنافسيه الآخرين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالحروب، تدعو الاستراتيجية المحدثة إلى لا مركزية اقتناء منتجات الذكاء الاصطناعي واستخدامها من قبل وكالات الدفاع والخدمات العسكرية، وبدلاً من أن تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بشراء برامج الذكاء الاصطناعي من قبل مكتب مركزي في "البنتاغون"، يمكن اتخاذها من مسؤولين معينين على مستوى القيادة أو الوكالة، طالما التزم هؤلاء المسؤولون بإرشادات السلامة والأخلاق التي تطورها حالياً مجموعة جديدة في "البنتاغون" تسمى "فرقة عمل ليما".
شبكة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي
بعد وضع هذه الاستراتيجية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن خططها لتطوير شبكة واسعة من التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والطائرات من دون طيار وأهمها "فالكيري"، والأنظمة ذاتية التشغيل على مدار العامين المقبلين، لمواكبة القدرات العسكرية المتنامية للصين.
وتشمل الخطة الموضوعة استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة ذاتية التشغيل للكشف عن الأهداف المعادية ومواجهتها، بما في ذلك المركبات ذاتية التشغيل الجوية والبرية والبحرية، وتطاول أيضاً معالجة المشكلات البيروقراطية الملحوظة لتجنب عرقلة تطوير الأنظمة المتقدمة.
خلية القدرات السريعة
وفي السياق ذاته وضمن جهودها للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في المعارك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية العام الماضي عن إنشاء مكتب جديد مخصص لدمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية يطلق عليه اسم "خلية القدرات السريعة للذكاء الاصطناعي"، ومن المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، لا سيما استعداداً للصراعات المحتملة في المحيط الهادئ.
سيركز المكتب بصورة أساس على استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين الأسلحة ذاتية التشغيل وتحسين أنظمة القيادة والتحكم، وسيعمل تحت إشراف "المكتب الرئيس للذكاء الرقمي والاصطناعي" (CDAO) بالتعاون مع "وحدة الابتكار الدفاعي".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مشروع "ثاندرفورج"
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في مارس (آذار) الماضي أنها ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتخطيط وتنفيذ تحركات السفن والطائرات وغيرها من الأصول، بموجب عقد يُسمى "ثاندرفورج" بقيادة شركة "سكيل إي أي" التي ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت" و "غوغل".
يهدف مشروع "ثاندرفورج" إلى إيجاد طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية صنع القرار العسكري في أوقات السلم والحرب، خصوصاً أن أدوار القادة العسكريين أصبحت أكثر صعوبة مع ازدياد تعقيد العمليات والمعدات العسكرية وتركيزها على التكنولوجيا، حيث تشمل المهام طائرات من دون طيار وقوات تقليدية تمتد عبر البر والبحر والجو، إضافة إلى الهجمات الإلكترونية.
ووصف الخبراء العسكريون الأميركيون هذا المشروع بأنه يوفر تطبيقات تستطيع جمع بيانات جديدة وبيانات آنية وبيانات تاريخية، وتساعد على اتخاذ القرارات واتخاذ الإجراءات وإصدار قرارات وإجراءات سطحية للبشر، وإذا قامت الصين بتحرك في منطقة رمادية في بحر الصين الجنوبي، يمكن لمشروع الذكاء الاصطناعي هذا جمع أي جزء من البيانات الجديدة التي قد تكون مثيرة للاهتمام أو ذات صلة، ثم ربطها بكل وقت حدث فيه ذلك.
التزييف العميق
وتبحث قيادة العمليات الخاصة السرية الأميركية حالياً عن شركات للمساعدة في إنشاء حسابات مستخدمين على الإنترنت بتقنية التزييف العميق، بحيث لا يستطيع البشر ولا أجهزة الكمبيوتر اكتشاف زيفها.
وتحدد الخطة المذكورة المكونة من قائمة من 76 صفحة أعدتها قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، التقنيات المتقدمة المطلوبة للجهود العسكرية السرية الأكثر نخبة في البلاد. وجاء في الوثيقة "تهتم قوات العمليات الخاصة بالتقنيات التي يمكنها إنشاء شخصيات إلكترونية مقنعة لاستخدامها على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع التواصل وغيرها من المحتويات الإلكترونية".
إضافة إلى الصور الثابتة للأشخاص المزيفين، تشير الوثيقة إلى أن الحل يجب أن يشمل صوراً للوجوه والخلفيات وفيديوهات للوجوه والخلفيات وطبقات صوتية، وتأمل قيادة العمليات الخاصة المشتركة في أن تتمكن من إنتاج "فيديوهات سيلفي" من هؤلاء الأشخاص المزيفين لخلق بيئة افتراضية لا يمكن لخوارزميات التواصل الاجتماعي اكتشافها.
وقد ضُبط "البنتاغون" بالفعل وهو يستخدم مستخدمين مزيفين على وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة مصالحه في الأعوام الأخيرة. وفي عام 2022، أزالت "ميتا" و"تويتر" شبكة دعائية تستخدم حسابات مزيفة تديرها القيادة المركزية الأميركية، وفيها بعض الحسابات التي تحوي على صور شخصية مولدة بأساليب مشابهة لتلك التي حددتها قيادة العمليات الخاصة المشتركة. فيما كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" العام الماضي عن حملة لقيادة العمليات الخاصة باستخدام مستخدمين مزيفين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تقويض ثقة الأجانب في لقاح كورونا الصيني.
وأعربت قيادة العمليات الخاصة سابقاً عن اهتمامها باستخدام مقاطع الفيديو "المزيفة بعمق"، وهو مصطلح عام للبيانات السمعية والبصرية المصنعة التي يُقصد بها أن تكون غير قابلة للتمييز عن التسجيل الحقيقي، من أجل "عمليات التأثير والخداع الرقمي وتعطيل الاتصالات وحملات التضليل". ويجري إنشاء هذه الصور باستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات التعلم الآلي، وعادةً ما تستخدم برامج تُدرب للتعرف إلى السمات البشرية وإعادة إنشائها من خلال تحليل قاعدة بيانات ضخمة من الوجوه والأجسام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 3 أيام
- الوئام
قلق أمريكي من اتفاق ذكاء اصطناعي مُزمع بين أبل وعلي بابا
ذكرت نيويورك تايمز، أن البيت الأبيض ومسؤولين بالكونغرس يجرون تدقيقا في خطة شركة أبل لإبرام اتفاق مع علي بابا الصينية لجعل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية العملاقة متاحا على هواتف آيفون في الصين. وقالت الصحيفة نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر إن السلطات الأميركية قلقة من أن تساعد الصفقة الشركة الصينية على تحسين قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق برامج الدردشة الصينية الخاضعة لقيود الرقابة وزيادة إخضاع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات. وكانت علي بابا أكدت في فبراير شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في الصين. والشراكة بالنسبة لعلي بابا مكسب كبير في سوق الذكاء الاصطناعي الشديد التنافسية في الصين حيث يجري تطوير برنامج 'ديب سيك' الذي اشتهر هذا العام بنماذج أرخص بكثير من البرامج المنافسة في الغرب. جدير بالذكر أن 'ديب سيك' أطلقت في يناير الماضي نموذج لغة جديدا للذكاء الاصطناعي بإمكانيات تفوق النماذج التي تقدمها الشركات الأميركية الكبرى مثل 'أوبن إيه آي' وبتكلفة زهيدة للغاية. ويعتمد نموذج 'ديب سيك' على 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الشركات الأميركية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار. وتجري شركة 'مايكروسوفت 'وشركة 'أوبن إيه آي' مالكة تطبيق 'تشات جي بي تي' تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت مجموعة قرصنة مرتبطة بشركة 'ديب سيك' قد حصلت على بيانات خاصة بتقنيات 'أوبن إيه آي' بطرق غير قانونية، بحسب مصادر تحدثت لوكالة 'بلومبرغ'.


Independent عربية
منذ 6 أيام
- Independent عربية
البنتاغون يزج الذكاء الاصطناعي في الميدان
تدعو الاستراتيجية المحدثة إلى لا مركزية اقتناء منتجات الذكاء الاصطناعي واستخدامها من قبل وكالات الدفاع والخدمات العسكرية، وبدلاً من أن تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بشراء برامج الذكاء الاصطناعي من قبل مكتب مركزي في "البنتاغون"، يمكن اتخاذها من مسؤولين معينين على مستوى القيادة أو الوكالة، طالما التزم هؤلاء المسؤولون بإرشادات السلامة والأخلاق التي تطورها حالياً مجموعة جديدة في "البنتاغون" تسمى "فرقة عمل ليما". تعمل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لتسخير الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي في السباق العالمي، وبدأت بالفعل تستثمر وتضع استراتيجيات مبهرة في الذكاء الاصطناعي باعتمادها على أدوات فائقة التطور تأمل في أن تبقيها في القمة، متجاوزة كل المحاولات الصينية الحثيثة لكسب التفوق في هذا المجال. ونظراً لإدراكها أن نماذج اللغة الضخمة المستخدمة لتشغيل برنامج "تشات جي بي تي" وغيره من برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية ربما تُنتج نتائج خاطئة أو مضللة، يطلق عليها خبراء الكمبيوتر مصطلح "هلوسات"، ويجعلها غير مناسبة للاستخدام في ساحة المعركة، فقد أصبح التغلب على هذا التحدي التقني والسماح بالاستخدام السريع للتقنيات الجديدة، من أهم أولوياتها. استراتيجية محدثة اتخذت وزارة الدفاع الأميركية الخطوة الأهم نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي الدقيقة في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حين أصدرت استراتيجية محدثة لاعتماد البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي، وغرضها تنظيم استخدام الجيش للذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة في الأعوام المقبلة. وصرح مسؤولو "البنتاغون" حينها أن الاستراتيجية، التي تحدّث الإصدارات السابقة من عامي 2018 و2020، ضرورية للاستفادة من التقدم الهائل الذي حققته الشركات الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي على مدى الأعوام القليلة الماضية، مع الالتزام بمبادئ الوزارة المعلنة بشأن الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي. وعلى رغم أن الاستراتيجية تزعم تحقيق التوازن بين الهدفين الرئيسيين المتمثلين في السرعة والسلامة في استخدام التقنيات الجديدة، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على السرعة، إذ نصت الاستراتيجية على أن "أحدث التطورات في تقنيات البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي تمكّن القادة من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، من قاعة التخطيط إلى ساحة المعركة". وتؤكد الاستراتيجية أن الصين ومنافسين استراتيجيين آخرين قد أعلنوا على نطاق واسع نواياهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة عسكرية، من هنا فإن تسريع اعتماد تقنيات البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي سيمكّن من تحقيق ميزة اتخاذ قرارات مستدامة، مما يسمح لقادة وزارة الدفاع بنشر التطورات المستمرة في القدرات التكنولوجية لمعالجة تحديات الأمن القومي المعقدة بصورة إبداعية. ولضمان استمرار الجيش الأميركي في المقدمة متجاوزاً الصين ومنافسيه الآخرين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالحروب، تدعو الاستراتيجية المحدثة إلى لا مركزية اقتناء منتجات الذكاء الاصطناعي واستخدامها من قبل وكالات الدفاع والخدمات العسكرية، وبدلاً من أن تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بشراء برامج الذكاء الاصطناعي من قبل مكتب مركزي في "البنتاغون"، يمكن اتخاذها من مسؤولين معينين على مستوى القيادة أو الوكالة، طالما التزم هؤلاء المسؤولون بإرشادات السلامة والأخلاق التي تطورها حالياً مجموعة جديدة في "البنتاغون" تسمى "فرقة عمل ليما". شبكة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بعد وضع هذه الاستراتيجية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن خططها لتطوير شبكة واسعة من التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والطائرات من دون طيار وأهمها "فالكيري"، والأنظمة ذاتية التشغيل على مدار العامين المقبلين، لمواكبة القدرات العسكرية المتنامية للصين. وتشمل الخطة الموضوعة استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة ذاتية التشغيل للكشف عن الأهداف المعادية ومواجهتها، بما في ذلك المركبات ذاتية التشغيل الجوية والبرية والبحرية، وتطاول أيضاً معالجة المشكلات البيروقراطية الملحوظة لتجنب عرقلة تطوير الأنظمة المتقدمة. خلية القدرات السريعة وفي السياق ذاته وضمن جهودها للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في المعارك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية العام الماضي عن إنشاء مكتب جديد مخصص لدمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية يطلق عليه اسم "خلية القدرات السريعة للذكاء الاصطناعي"، ومن المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، لا سيما استعداداً للصراعات المحتملة في المحيط الهادئ. سيركز المكتب بصورة أساس على استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين الأسلحة ذاتية التشغيل وتحسين أنظمة القيادة والتحكم، وسيعمل تحت إشراف "المكتب الرئيس للذكاء الرقمي والاصطناعي" (CDAO) بالتعاون مع "وحدة الابتكار الدفاعي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مشروع "ثاندرفورج" من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في مارس (آذار) الماضي أنها ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتخطيط وتنفيذ تحركات السفن والطائرات وغيرها من الأصول، بموجب عقد يُسمى "ثاندرفورج" بقيادة شركة "سكيل إي أي" التي ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت" و "غوغل". يهدف مشروع "ثاندرفورج" إلى إيجاد طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية صنع القرار العسكري في أوقات السلم والحرب، خصوصاً أن أدوار القادة العسكريين أصبحت أكثر صعوبة مع ازدياد تعقيد العمليات والمعدات العسكرية وتركيزها على التكنولوجيا، حيث تشمل المهام طائرات من دون طيار وقوات تقليدية تمتد عبر البر والبحر والجو، إضافة إلى الهجمات الإلكترونية. ووصف الخبراء العسكريون الأميركيون هذا المشروع بأنه يوفر تطبيقات تستطيع جمع بيانات جديدة وبيانات آنية وبيانات تاريخية، وتساعد على اتخاذ القرارات واتخاذ الإجراءات وإصدار قرارات وإجراءات سطحية للبشر، وإذا قامت الصين بتحرك في منطقة رمادية في بحر الصين الجنوبي، يمكن لمشروع الذكاء الاصطناعي هذا جمع أي جزء من البيانات الجديدة التي قد تكون مثيرة للاهتمام أو ذات صلة، ثم ربطها بكل وقت حدث فيه ذلك. التزييف العميق وتبحث قيادة العمليات الخاصة السرية الأميركية حالياً عن شركات للمساعدة في إنشاء حسابات مستخدمين على الإنترنت بتقنية التزييف العميق، بحيث لا يستطيع البشر ولا أجهزة الكمبيوتر اكتشاف زيفها. وتحدد الخطة المذكورة المكونة من قائمة من 76 صفحة أعدتها قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، التقنيات المتقدمة المطلوبة للجهود العسكرية السرية الأكثر نخبة في البلاد. وجاء في الوثيقة "تهتم قوات العمليات الخاصة بالتقنيات التي يمكنها إنشاء شخصيات إلكترونية مقنعة لاستخدامها على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع التواصل وغيرها من المحتويات الإلكترونية". إضافة إلى الصور الثابتة للأشخاص المزيفين، تشير الوثيقة إلى أن الحل يجب أن يشمل صوراً للوجوه والخلفيات وفيديوهات للوجوه والخلفيات وطبقات صوتية، وتأمل قيادة العمليات الخاصة المشتركة في أن تتمكن من إنتاج "فيديوهات سيلفي" من هؤلاء الأشخاص المزيفين لخلق بيئة افتراضية لا يمكن لخوارزميات التواصل الاجتماعي اكتشافها. وقد ضُبط "البنتاغون" بالفعل وهو يستخدم مستخدمين مزيفين على وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة مصالحه في الأعوام الأخيرة. وفي عام 2022، أزالت "ميتا" و"تويتر" شبكة دعائية تستخدم حسابات مزيفة تديرها القيادة المركزية الأميركية، وفيها بعض الحسابات التي تحوي على صور شخصية مولدة بأساليب مشابهة لتلك التي حددتها قيادة العمليات الخاصة المشتركة. فيما كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" العام الماضي عن حملة لقيادة العمليات الخاصة باستخدام مستخدمين مزيفين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تقويض ثقة الأجانب في لقاح كورونا الصيني. وأعربت قيادة العمليات الخاصة سابقاً عن اهتمامها باستخدام مقاطع الفيديو "المزيفة بعمق"، وهو مصطلح عام للبيانات السمعية والبصرية المصنعة التي يُقصد بها أن تكون غير قابلة للتمييز عن التسجيل الحقيقي، من أجل "عمليات التأثير والخداع الرقمي وتعطيل الاتصالات وحملات التضليل". ويجري إنشاء هذه الصور باستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات التعلم الآلي، وعادةً ما تستخدم برامج تُدرب للتعرف إلى السمات البشرية وإعادة إنشائها من خلال تحليل قاعدة بيانات ضخمة من الوجوه والأجسام.


المدينة
١١-٠٥-٢٠٢٥
- المدينة
بلومبرج: تراجع القدرات الذهنية لمدمني «الذكاء الاصطناعي»
كشف تقرير لوكالة بلومبرغ، عن تراجع قدرات مستخدمي الذكاء الاصطناعيِّ على حل المشكلات والتفكير النقديِّ.وبحسب الاختصاصية النفسيَّة سينميس غياث ناجي، وهي مدرِّبة معتمدة من البورد الأمريكيِّ الكنديِّ بالصحَّة النفسيَّة، فإنَّ دراسات عديدة أظهرت تراجع قدرات حل المشكلات، والتفكير النقديِّ، وضمور الدماغ؛ بسبب إدمان الذكاء الاصطناعيِّ.ويظهر ذلك في تجربة الشاب إديسون إيرل، في تقرير بلومبرغ وهو المتدرِّب الموهوب، الذي اعتمد بشكل كبير على «تشات جي بي تي» في عمله وحياته اليوميَّة؛ ممَّا أدَّى إلى شعوره بفقدان الثقة بالنفس، وتراجع مهاراته الذهنيَّة.ويسلِّط التقرير الضوء على تزايد اعتماد الشباب العاملين على أدوات الذكاء الاصطناعيِّ، مثل «تشات جي بي تي»، «جيميناي»، و»كلود»، والتي تسوَّق على أنَّهم مساعدون رقميون فعَّالون.ويشير إلى أنَّ هذا الاعتماد المفرط بدأ يؤثِّر سلبًا على التقدُّم المهني للشباب، ويقوِّض ثقتهم بأنفسهم، ويزيد من شعورهم بـ»متلازمة المحتال».كما كشفت دراسة، أنَّ الموظفين الشباب يستخدمون هذه الأدوات بوتيرة أعلى من المديرين الأكثر خبرة، الذين غالبًا ما يثقون بخبراتهم.ويصف إيرل كيف فقد شعوره بالفخر بعمله، وأصبح أكثر كسلًا، معتمدًا على الذكاء الاصطناعيِّ للحصول على «إجابة أفضل» بشكل تلقائيٍّ.ويتعدَّى تأثير هذا التعلُّق المكتبي ليشمل تراجع مهارات التفكير النقديِّ، وهو ما لاحظه باحثون، وحذَّر منه إيرل نفسه.ومع ذلك، يعترف إيرل بوجود جوانب إيجابيَّة لـ»تشات جي بي تي»، مثل مساعدته في تتبع النفقات، وضبط الميزانيَّة، واختيار الملابس.لكنَّه يفتقد متعة الاكتشاف، وارتكاب الأخطاء في الحياة الواقعيَّة، حيث أصبح يشتري الأشياء لمجرَّد توصية الذكاء الاصطناعيِّ.وأظهرت أبحاث، وجود مؤشِّرات على «تعلُّق عاطفي» لدى بعض المستخدمين الذين يفرطون في استخدام هذه المنصَّات.وبعد إدراكه لإمكانيَّة إدمانه على الذكاء الاصطناعيِّ، قرر إيرل إلغاء اشتراكه، ولاحظ تحسنًا في إنتاجيته، وشعوره بالعمل الحقيقيِّ مجددًا. ويؤكِّد التقرير أنَّ الحل لا يكمن في العزوف التام عن استخدام الذكاء الاصطناعيِّ، بل في تعلم استخدامه بتوازن دون إضعاف القدرات الذهنيَّة.وتنصح الخبيرة شيريل آينهورن باتِّباع خطوتين لتجنُّب تفويض كل المهام للروبوتات الأولى التفكير أوَّلًا، ثم اختبار القرار بالذكاء الاصطناعيِّ، والتحقق من إجابات الروبوتات ومساءلتها.ويختتم بالتأكيد على أنَّ تحقيق توازن صحي في استخدام الذكاء الاصطناعيِّ هو تحدٍّ كبيرٌ يواجه جيل الشباب، وأنَّ المسؤولية تقع أيضًا على شركات التقنية لإنتاج أدوات تعزِّز القدرات الذهنيَّة، وضرورة فتح نقاش حول وضع حدود صحيَّة للتعامل مع الذكاء الاصطناعيِّ.