
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أدلّة جديدة على تعرض الجزء السفلي من منشأة نطنز لأضرار مباشرة
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أن الجزء السفلي من مفاعل نطنز تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران.
وكانت الوكالة قد قالت الإثنين إن "لا مؤشرات" لديها على ذلك، وقدّرت أن يكون القسم الموجود فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم هو الذي تضرر فقط، إلى جانب بنى تحتية كهربائية.
لكن "استنادا إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز"، على ما قالت الوكالة الأممية في منشور على إكس.
ولم تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تفاصيل أخرى في هذه المرحلة.
يضم مفاعل نطنز نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي التخصيب، وإحداهما تحت الأرض.
وتخصّب إيران حاليا اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي حدده اتفاق 2015 والبالغ 3,67 في المئة، علما بأن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة التي يتطلبها تطوير رأس حربي نووي.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية استعداده للتوجه فورا إلى إيران حيث يتواجد مفتشو الوكالة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
'الطاقة الذرية': هناك تأثيرات مباشرة على 'نطنز'
أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الثلثاء، أنها رصدت عوامل إضافية تشير إلى تأثيرات مباشرة على غرف التخصيب تحت الأرض في نطنز'. كما قالت الوكالة، إن 'لا تغيير يمكننا إعلانه بشأن منشأتي فوردو وأصفهان'.


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
الشرق الأوسط على شفير كارثة عابرة للحدود تهدّد البشر والبيئة لعقود مقبلة التسرّب الإشعاعي: سرطان... تلف الخلايا العصبيّة... وتشوّهات خلقيّة للأجنة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إيران والاحتلال "الإسرائيلي"، تتصاعد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو كارثة بيئية غير مسبوقة، عنوانها الأبرز: التسرب الإشعاعي النووي، كواحد من أكثر السيناريوهات رعبا. فالهجمات المتبادلة ، لا سيما تلك التي تستهدف منشآت نووية حساسة، والتصريحات المتوترة بين الطرفين، تضع الشرق الأوسط بأسره على شفير كارثة عابرة للحدود، تهدد البشر والبيئة لعقود قادمة. يذكر أن الإشعاع النووي هو ظاهرة فيزيائية ناتجة عن انبعاثات غير مستقرة، تصدر من نوى الذرات، وينتج عنها طاقة هائلة يمكن استغلالها بطرق سلمية أو عسكرية، وتنقسم هذه الإشعاعات إلى ثلاثة أنواع رئيسية: أشعة ألفا، وأشعة بيتا، وأشعة غاما. حوادث التسرب الإشعاعي لطالما كانت مصدر قلق عالمي، بسبب المخاطر التي يمكن أن تتسبب بها وتهدد الكائنات الحية على سطح الأرض. ونتيجة التوتر العسكري المتصاعد بين الاحتلال "الإسرائيلي" وإيران، تتزايد المخاوف من أن تتحول الحرب المستمرة بين الطرفين، من مواجهة سياسية وعسكرية إلى كارثة بيئية تهدد ليس فقط أطراف النزاع، بل دول الجوار والمنطقة بأكملها. رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي أعرب عن مخاوف استهداف المنشآت النووية، وخطر تسرب الإشعاع النووي قائلاً: إن "التوتر العسكري الحالي بين "إسرائيل" وإيران، يزيد من خطر تسرب إشعاع نووي، ويؤخر جهود منع حيازة أسلحة نووية"، داعيا إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد"، وطالب "بعدم تحويل هذه المواقع إلى أهداف عسكرية تحت أي ذريعة، فاي تسرب إشعاعي لن يكون محصورا جغرافيا، بل سيمتد عبر الحدود، ويتطلب تعاونا إقليميا ودوليا واسعا لمواجهته". التسرّب الإشعاعي لا يعترف بالحدود وفي آخر التطورات، شن العدو هجوما جويا استهدف منشأة "نطنز" النووية الإيرانية، وهي إحدى أبرز مواقع تخصيب اليورانيوم في البلاد، وأعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسجيل "تلوث إشعاعي داخل الموقع، دون مؤشرات على تسرب خارجي"، مؤكدة أن "عمليات تقييم الأضرار وإزالة التلوث جارية، وأن الوضع لا يدعو للقلق". لكن رغم هذه التطمينات، أثار الهجوم قلقا دوليا من احتمال تسرب كارثي في المستقبل، قد يعجز أي نظام عن منعه أو احتوائه لاحقا. يشار إلى أن إيران تمتلك عددا من المنشآت النووية، أبرزها: - نطنز: منشأة تخصيب. - فوردو: منشأة تخصيب. - أصفهان: تصنيع وقود نووي. - تسا: إنتاج وتركيب أجهزة الطرد المركزي. - أراك: توليد الطاقة وإنتاج البلوتونيوم. - مفاعل طهران: يصنف ضمن المفاعلات الصغيرة، وينتج النظائر الطبية المشعة لمعالجة السرطان، ويعمل بوقود من اليورانيوم المخصب. - مفاعل بوشهر: مفاعل كهروذري قادر على إنتاج 1000ميغاوات من الكهرباء، وموصول عمليا بشبكة الكهرباء الوطنية. - أجهزة الطرد المركزي "آي آر 1" IR-1: أجهزة طرد من الجيل الأول، تمتلك إيران آلاف الأجهزة، وهي غير كافية سوى للتخصيب بنسب تتراوح بين 3.6 – 4%. - أجهزة الطرد المركزي "آي آر 6" IR-6:نسخة مطورة محليا، وتقول إيران إنها أكثر تقدما بنحو 6 أضعاف النموذج السابق. التسرب الإشعاعي لا يعترف بالحدود. فالتلوث الناتج عن حادث كبير، قد ينتقل عبر الرياح أو المياه ليطال العراق ودول الخليج ولبنان. وهذا ما دفع جهات سياسية وبيئية إلى التحرك. وفي هذا الإطار دعت النائبة نجاة صليبا عون الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات سريعة وجدية لحماية المواطنين، سواء في حال وقوع تسرب عرضي أو في حال استخدام الإشعاع كسلاح"، وطالبت عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، "بتفعيل خطة وطنية للطوارئ الإشعاعية، بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة ومركز البحوث العلمية للطاقة الذرية، ومراقبة يومية للهواء والمياه، لرصد أي تغيرات إشعاعية، إضافة إلى إطلاق حملات توعية حول السلامة الإشعاعية، وكيفية التصرف الصحيح في حالات الطوارئ". سرطان... تلف الخلايا العصبية... وتشوّهات خلقيّة للأجنة من جهته، أكد الأمين العام للهيئة الوطنية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، أن الهيئة "تتابع المستجدات لحظة بلحظة بشفافية، وتنسق مع كل الجهات الرسمية"، ودعا المواطنين إلى "الاطمئنان، فكل كل الإجراءات جاهزة، وأي طارئ سيُواجه وفق خطط واضحة ومدروسة"، موضحا أنه "في حال رصد أي تغير، تحلل البيانات فورا، وتنفذ الإجراءات تدريجيا وفق مستوى التلوث، بدءا من التوصية بالبقاء في المنازل، وصولا إلى الإخلاء إذا لزم الأمر، مع تحديد مدة التعرض الآمن". مصدر طبي أكد لـ"الديار" أن "التسرب الإشعاعي يعد خطرا على الإنسان، فالتعرض للإشعاع لفترات طويلة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والدم والجلد والرئة، كما يؤدي الإشعاع إلى تلف الخلايا العصبية ويضعف المناعة، وقد يتسبب في تشوهات خلقية للأجنة عند تعرض الحوامل له. وفي حالات التعرض الشديد، قد تؤدي الجرعات العالية من الإشعاع إلى الوفاة خلال أيام أو أسابيع". تعد المواد المشعة مثل اليود 131، السيزيوم 137، والسترونتيوم 90، من أخطر المواد التي قد تتسرب إلى البيئة. فاليود 131 يهاجم الغدة الدرقية، والسيزيوم 137 قد يبقى في البيئة لعقود مسببا سرطانات وأمراض مزمنة، فيما يهاجم السترونتيوم 90 العظام والجهاز العصبي. ويرجع تاريخ التلوث النووي إلى أواخر الحرب العالمية الثانية، إذ أدت القنبلتان النوويتان الأميركيتان على مدينتي هيروشيما وناغازاكي عام 1945، إلى مصرع نحو 220 ألف مواطن ياباني على الفور، ولقي ما يزيد على 200 ألف شخص مصرعه لاحقاً من الجرعات الإشعاعية الفتاكة الزائدة، حسب الأمم المتحدة. وتمتلك "إسرائيل" 6 منشآت نووية، أبرزها: - يودفات: منشأة مشتبه بها لتجميع الأسلحة النووية. - إيلابان: ثاني منشأة لتخزين الأسلحة "الإسرائيلية"، وتحتوي على قذائف نووية تكتيكية. - كفار زخاريا: قاعدة صواريخ نووية مشتبه بها ، ومنشأة لتخزين القنابل. - تسوريك: يتعامل مع تصميم الأسلحة وبنائها إلى جانب الأبحاث النووية. - تيروش: يُرجح أنه مخصص للتخزين الإستراتيجي. - نيغيف/ ديمونا: مركز أبحاث قريب من ديمونا، يضم بنية تحتية مرتبطة بتطوير الأسلحة النووية. يشار إلى أن شركة "رافائيل" تعد المسؤولة عن التجميع الفعلي للأسلحة النووية "الإسرائيلية". التسرب الإشعاعي خطر لا يستهان به، وتجاهله قد يؤدي إلى كوارث يصعب احتواؤها، فالخطر لا يقتصر على الإنسان بل يمتد إلى البيئة أيضا، حيث أكدت الجمعيات والمؤسسات البيئية التي تعمل على حماية البيئة والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، أن التسرب الإشعاعي يؤثر على الأنهار والبحار والمياه الجوفية، مما يؤدي إلى تلوث السلسلة الغذائية، ويؤدي إلى إتلاف المحاصيل وتقليل خصوبة الأرض لعشرات أو مئات السنين، حيث تصبخ بعض المناطق غير صالحة للسكن أو الزراعة لعقود طويلة، إضافة إلى موت بعض الكائنات فورا، وظهور تشوهات خلقية في الحيوانات، واضطرابات في السلاسل الغذائية. إرشادات اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP) تؤكد أن التصرف السريع والحكيم قد ينقذ الأرواح. ومن أبرز الإرشادات ضمن حملات التوعية للوقاية من مخاطر الإشعاع النووي: - الاحتماء داخل مبنى فورأ، ويفضل الطابق السفلي أو مركز المبنى. - تجنّب الأبواب والنوافذ، وضبط أجهزة الراديو لمتابعة التوجيهات الرسمية. - خلع الملابس الملوثة وغسل الجسم، إذا وُجدت مؤشرات تعرض. - إبقاء الحيوانات الأليفة بعيداً عن أماكن المأوى وتنظيفها. - عدم الإخلاء الذاتي إلا بتوجيه رسمي، لتفادي دخول مناطق ملوثة. - تجهيز حقيبة طوارئ تشمل أدوات إسعاف، مياه، طعام، وأدوية تكفي لأسبوعين. وتعد كارثة تشيرنوبيل عام 1986 أكبر كارثة نووية شهدها العالم، وقعت قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا، واعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة". كما خلف انفجار المفاعل النووي في منطقة فوكوشيما بسبب زلزال 2011 في اليابان قرابة 20 ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة، وكلف خسائر مادية قدرت بحوالى 170 مليار دولار، كما عانت الأسواق عالميا من حالة من الجمود نتيجة الترقب والحذر الذي ساد أجواء التعاملات الاقتصادية. التسرب الإشعاعي اليوم ليس نظرياً، إنه تهديد حقيقي يلوح في الأفق مع كل غارة تشن وكل منشأة تستهدف، هو خطر لا يعترف بالحدود ولا ينتظر أحد، ويعد كأحد السيناريوهات التي قد تغير شكل المنطقة لعقود، في عصر يتصاعد فيه التوتر من دون سقف، فتجنب الكارثة لا يعتمد على القوة بل على الوعي والوقاية والتعاون الدولي الحقيقي.


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
ما هو تخصيب اليورانيوم.. وكيف يُستخدم في صنع القنابل النووية؟
في ذروة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، يعود مصطلح 'تخصيب اليورانيوم' إلى الواجهة، ليس كمجرد مفهوم تقني، بل كعامل محوري يحدد مصير المنطقة وربما مصير العالم بأسره. فالسؤال الذي يتجاوز الصواريخ والطائرات المسيّرة بات أكثر إلحاحاً: هل نحن على أعتاب لحظة نووية؟ الذرّة والهاوية: ماذا يعني تخصيب اليورانيوم؟ تخصيب اليورانيوم هو العملية التي يتم فيها زيادة نسبة النظير النادر 'اليورانيوم-235' داخل اليورانيوم الطبيعي. هذا النظير، الذي يشكل أقل من 1% من اليورانيوم الموجود في الطبيعة، هو القادر على الانشطار النووي، أي إطلاق طاقة هائلة عبر سلسلة تفاعلات متسلسلة. وعندما تُرفع نسبة هذا النظير إلى مستويات عالية، يصبح بالإمكان استخدامه كسلاح لا كوقود. لكن لماذا اليورانيوم-235 بالذات؟ وما الفارق بينه وبين شقيقه الأكثر وفرة، اليورانيوم-238؟ عند استخراج اليورانيوم من باطن الأرض، نجد أن 99.27% منه هو يورانيوم-238، الذي يحتوي على 92 بروتونًا و146 نيوترونًا. أما اليورانيوم-235، الذي يحتوي على 92 بروتونًا و143 نيوترونًا فقط، فلا يشكّل سوى 0.72% من إجمالي الخام. الفارق بين النظيرين لا يكمن فقط في البنية الذرية، بل في السلوك الفيزيائي داخل قلب المفاعل أو القنبلة. اليورانيوم-235 هو الوحيد بين النظائر القادرة على دعم تفاعل انشطار متسلسل. في هذا التفاعل، يقوم نيوترون واحد بشطر نواة الذرة، ما يُنتج طاقة هائلة ويُطلق نيوترونات أخرى تستمر في شطر ذرات إضافية، محدثة سلسلة تفاعلات يمكن أن تنفجر في جزء من الثانية، كما في الأسلحة النووية، أو تُضبط وتُستخدم لإنتاج الكهرباء أو الأدوية، كما في المفاعلات المدنية. أما اليورانيوم-238، فهو خامد نسبياً في هذا السياق. لا يشارك مباشرة في الانشطار، لكنه يُستخدم في صناعات أخرى مثل إنتاج البلوتونيوم-239، وهو عنصر آخر قابل للاستخدام في السلاح النووي. بين السلم والحرب: مستويات التخصيب ومعادلة الردع لكي نضع الأمور في منظورها الحقيقي، يجب أن ندرك الفوارق الكمية والنوعية بين الاستخدام المدني والعسكري لليورانيوم. المفاعلات النووية التي تُستخدم لإنتاج الطاقة أو تصنيع النظائر الطبية تعمل عادةً على يورانيوم مخصب بنسبة 3% إلى 5%، وهي نسبة لا تكفي لإحداث انفجار نووي. لكن عند الوصول إلى نسبة تخصيب 20%، يصبح اليورانيوم 'عالي التخصيب' بحسب تصنيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي هذا المستوى، يصبح الانتقال إلى التخصيب العسكري – أي إلى 90% – أسرع بكثير من الانتقال الأولي من 5% إلى 20%. وهذا هو ما يُعرف بـ'العتبة النووية'. من هنا، فإن امتلاك إيران كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% — كما تؤكد الوكالة الدولية — لا يُعد تطوراً تقنياً فقط، بل نقطة انعطاف استراتيجية. فالمسافة الفاصلة بين 60% و90% تُقاس بأشهر أو حتى بأسابيع، في حال توفر الإرادة والقدرة التقنية. الطرد المركزي: قلب السر النووي تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم تعتمد على أجهزة الطرد المركزي، وهي آلات تدور بسرعات خارقة لعزل اليورانيوم-235 عن اليورانيوم-238. وهذه التكنولوجيا، رغم بساطتها الظاهرة، محاطة بسرية شديدة لأنها تمثل بوابة العبور إلى السلاح النووي. الدول التي تملك هذه التقنية يمكنها أن تنتقل في أي لحظة — من الناحية النظرية — من تخصيب منخفض للاستخدام المدني، إلى تخصيب عسكري لصنع قنبلة نووية. هذا هو جوهر الخطر الذي تثيره الأنشطة النووية الإيرانية، في ظل اشتداد المواجهة مع إسرائيل. حين تتقاطع الفيزياء مع الجغرافيا السياسية إذا كانت الفيزياء النووية علماً دقيقاً، فإن السياسة النووية هي علم إدارة الرعب. أي تحرك نحو تخصيب بنسبة 90% لن يُنظر إليه بوصفه خطوة علمية، بل كإعلان نوايا استراتيجي. وفي منطقة مشبعة بالحروب والانهيارات، يصبح اليورانيوم نفسه طرفاً في المعادلة. إن التوتر الحالي بين إسرائيل وإيران لا يُقاس فقط بعدد الصواريخ أو ساعات الطيران في الأجواء. إنه صراع على مفترق نووي. وإذا كانت المفاوضات النووية قد وُضعت في ثلاجة دبلوماسية منذ سنوات، فإن أجهزة الطرد المركزي لم تتوقف عن الدوران. في لعبة الردع المتبادلة، لا يكفي أن تمتلك السلاح — يكفي أن تكون قادراً على صنعه. وهذا بالضبط ما يجعل من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% حالة طوارئ استراتيجية. لأن من يمتلك القدرة على الوصول إلى 90%، يمتلك أيضاً القدرة على تغيير قواعد اللعبة. وفي ظل غياب ثقة إقليمية أو ضمانات دولية حقيقية، يبقى تخصيب اليورانيوم أكثر من مسألة تقنية. إنه إنذار مبكر لحرب كبرى، أو لحظة عقل تعيد حسابات الصراع. وفي كلا الحالين، نحن في الشرق الأوسط لا نملك رفاهية تجاهل دوران أجهزة الطرد المركزي.