
اكتشاف بركان مريخي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
كشفت أبحاث حديثة عن مفاجأة غير متوقعة في قلب فوهة "جيزيرو" الشهيرة على المريخ، حيث كان مسبار بيرسيفيرانس يبحث عن آثار لحياة قديمة.
ويشير تحليل جديد إلى أن جبل "جيزيرو مونس" (Jezero Mons)، الواقع على حافة فوهة "جيزيرو" (Jezero Crater)، الذي كان يعتقد أنه مجرد تكوين جيولوجي عادي، قد يكون في الواقع بركانا خفيا خامدا منذ عصور سحيقة، وهو اكتشاف قد يلقي الضوء على إمكانية وجود حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر.
وجاء هذا الاكتشاف المثير نتيجة تحليل متعمق لبيانات جمعت على مدى سنوات من ثلاث بعثات فضائية مدارية بالإضافة إلى مسبار "بيرسيفيرانس" على سطح الكوكب الذي هبط في الفوهة منذ عام 2021. وأظهرت النتائج تشابها لافتا بين خصائص جبل "جيزيرو مونس" والبراكين المعروفة على المريخ والأرض.
ويعود الشك في الطبيعة البركانية لهذا الجبل إلى عام 2007 عندما لاحظ البروفيسور جيمس راي من معهد جورجيا للتكنولوجيا شكله المميز في الصور الفضائية المبكرة. لكن الأمر استغرق أكثر من 15 عاما من جمع البيانات والتحليل الدقيق لتأكيد هذه الفرضية.
واليوم، وبفضل التقنيات الحديثة، تمكن العلماء من تحديد خصائص هذا الجبل التي تتطابق مع براكين معروفة على المريخ مثل "زيفيريا" و"أبوليناروس ثولي"، وحتى مع بركان "سيدلي" في القارة القطبية الجنوبية على الأرض.
ومن أهم الأدلة الأخرى التي توصل إليها الفريق العلمي أن سطح الجبل يخلو بشكل غير معتاد من الفوهات النيزكية الصغيرة التي يتوقع أن تتشكل على مر الزمن، كما أن خصائصه الحرارية تشير إلى أنه مغطى بطبقات من الرماد البركاني. ولكن الأمر الأكثر إثارة هو اكتشاف ما يشبه آثار تدفقات الحمم البركانية على المنحدر الشمالي الغربي للجبل، والتي قد تفسر سبب وجود الصخور النارية التي عثر عليها مسبار "بيرسيفيرانس" في أرضية الفوهة.
وهذا الاكتشاف لا يقتصر أهميته على الجانب الجيولوجي فحسب، بل يمتد إلى مجال البحث عن الحياة على المريخ. فوجود بركان قريب من بحيرة قديمة (كما يعتقد أن فوهة "جيزيرو" كانت في الماضي) ربما وفر بيئة حرارية مائية مثالية لنشوء حياة ميكروبية. ومثل هذه البيئات توفر عادة مصادر للطاقة والمعادن الضرورية لتطور الكائنات الحية الدقيقة، ما يزيد من احتمالية العثور على علامات الحياة في العينات التي جمعها المسبار.
ويعلق العلماء آمالا كبيرة على العينات الصخرية التي جمعها مسبار "بيرسيفيرانس"، والتي قد تحمل إجابات حاسمة عن تاريخ هذا البركان وعمره الدقيق. لكن تحقيق هذه الآمال يواجه تحديا كبيرا يتمثل في الصعوبات المالية التي تعترض مهمة إعادة العينات إلى الأرض، خاصة بعد التخفيضات المقترحة في الميزانية الأمريكية لبرنامج استعادة العينات من المريخ.
ويؤكد البروفيسور راي أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام إعادة تقييم شاملة للعديد من التكوينات الجبلية الأخرى على سطح المريخ. قائلا: "إذا كنا قد فاتنا التعرف على بركان في واحدة من أكثر المناطق دراسة على المريخ، فكم من البراكين الأخرى قد تكون مختبئة أمام أعيننا في أماكن أخرى من هذا الكوكب؟".
وهذا السؤال يثير احتمالا مثيرا بأن النشاط البركاني على المريخ كان أكثر انتشارا مما كان يعتقد سابقا، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير جذري في فهمنا لتاريخ الكوكب الأحمر وتطوره الجيولوجي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
إيران: استهدفنا عاصمة "إسرائيل" السيبرانية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت إيران أنها هاجمت بالصواريخ "حديقة الفضاء السيبراني" وتحديدا شركة "غاف-يام 4" في بئر السبع جنوب "إسرائيل"، وألحقت بها أضرارا جسيمة صباحا، بحسب "روسيا اليوم". ونقلت وسائل إعلام محلية وأجنبية أن الشركة "غاف-يام" في "حديقة الفضاء السيبراني" CyberSpark توفر خدمات الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي، وتعد جزءا من قطاع التكنولوجيا المتقدم في بئر السبع، والذي يضم شركات عالمية ومراكز أبحاث متخصصة في الحرب الإلكترونية. وذكر الحرس الثوري الإيراني أن "الصاروخ الإيراني الذي سقط في بئر السبع صباحا استهدف مقرا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي".


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
Claude AI يدخل مطبخ القرار الأميركي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في خطوة تُظهر تصاعد اعتماد الحكومات على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "Anthropic" عن إتاحة نماذجها الذكية المعروفة باسم Claude AI لدعم مهام الأمن القومي الأميركي، وذلك من خلال برنامج "Tradewinds Solutions Marketplace" التابع لوزارة الدفاع الأميركية. الهدف؟ تسريع تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي في الإدارات والوكالات الحساسة، لتصبح هذه النماذج جزءًا من عمليات تحليل البيانات، واتخاذ القرار، ورصد التهديدات المتطورة. Claude AI ليس مجرّد مساعد رقمي، بل نموذج لغوي متقدّم يقدّم تحليلات دقيقة، ويستوعب الأوامر المعقدة بلغة طبيعية، مما يجعله أداة مثالية في بيئات تتطلب فهماً سريعاً ومعلومات دقيقة. اللافت أن Anthropic هي أول شركة ناشئة غير تقليدية يتم اعتمادها في هذا البرنامج، إلى جانب شركات كبرى مثل Google وPalantir، مما يدلّ على ثقة متزايدة في الجيل الجديد من مزودي حلول الذكاء الاصطناعي. وبينما يُبشر هذا التوجّه بتسريع الأداء وتوفير وقت ثمين في أروقة القرار، يطرح في المقابل تساؤلات كبيرة: هل سيكون الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي بديلاً للبشر في القرارات الحساسة؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيبقى مجرد مساعد خلف الستار؟ نحن أمام بداية جديدة، لا أقل. دخول الذكاء الاصطناعي إلى مطبخ الأمن القومي هو اختبار واقعي لما يمكن أن تقدمه هذه النماذج للبشر، وما قد تسحبه منهم أيضًا: القرار. ولكن لماذا لا؟ لأن القرار في السياقات الأمنية لا يُبنى فقط على البيانات والمعطيات الرقمية، بل على تقدير الموقف، قراءة النوايا، وتحمل العواقب الأخلاقية والسياسية. هذه مسؤوليات لا يمكن أن تُفوّض بالكامل إلى نظام تقني، مهما بلغت دقته أو قدرته على التحليل. الذكاء الاصطناعي يضيء الطريق، لكنه لا يسلكه وحده. يبقى الإنسان في قلب المعادلة، يحسم في اللحظات الفارقة، ويُبقي الذكاء الاصطناعي في موقعه الصحيح: أداة تعزز الإدراك… لا بديلًا عنه.


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تكشف دراسة جديدة احتمالية مرور نجم عابر بالقرب من نظامنا الشمسي، ما قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في مدارات الكواكب، بل وربما تصادم محتمل مع الأرض. ففي الوقت الذي يركّز فيه علماء الفلك على تصادم بعيد بين مجرة درب التبانة ومجرة "أندروميدا"، أو على مصير الأرض بعد مليارات السنين حين تبتلعها الشمس المتضخمة، تشير الدراسة إلى أن الخطر الأقرب قد يأتي من نجم مارّ لا يزال مجهولا. وأجرى الدراسة الباحثان ناثان كايب من معهد علوم الكواكب في ولاية آيوا، وشون ريموند من جامعة بوردو في فرنسا، حيث استخدما آلاف عمليات المحاكاة الحاسوبية لدراسة تأثير النجوم العابرة على استقرار النظام الشمسي. وأظهرت النتائج أن هذه النجوم — التي تمر بالقرب من النظام الشمسي على فترات زمنية طويلة — قد تتسبب في اضطراب كبير بمدارات الكواكب، بشكل يتجاوز ما كانت تقدّره النماذج السابقة. ووفق الدراسة، يُحتمل أن تفقد بعض الكواكب توازنها المداري نتيجة هذا التأثير، حيث تزداد احتمالية دخول بلوتو في مدار فوضوي خلال 5 مليارات سنة بنسبة 5%. أما كوكب عطارد، فتصل احتمالات فقدان استقراره المداري إلى ما بين 50% و80%. وتتوقع المحاكاة احتمال طرد المريخ من النظام الشمسي أو اصطدامه بجسم آخر بنسبة 0.3%، في حين تصل نسبة احتمال حدوث ذلك للأرض إلى 0.2%، وهي نسبة ضئيلة لكنها أعلى مما قدّره العلماء في السابق. وأشار كايب إلى أن النجوم المارة قد تكون مسؤولة عن تغيرات سابقة في مدار الأرض، إذ نُشرت له دراسة سابقة تقترح أن نجما عابرا أثّر على مدار كوكبنا قبل نحو 3 ملايين سنة. ورغم هذه الأرقام المثيرة، شدد الباحثان على أن هذه السيناريوهات تظل غير مرجحة. وقال ريموند لمجلة "نيو ساينتست": "ما درسناه هو السيناريوهات الاعتيادية التي تحدث على مدى مليارات السنين، حيث تمر النجوم قرب الشمس بوتيرة دورية". وقالت رينو مالهوترا، أستاذة الكواكب بجامعة أريزونا، لمجلة "ساينس نيوز": "إنه لأمر مخيف بعض الشيء أن ندرك مدى هشاشة استقرار النظام الشمسي أمام الفوضى الكونية".