
اسرائيل تحذر من الحصار اليمني وتشتت الاف الصهاينة في مطارات العالم
القناة 12 الإسرائيلية افادت أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بقصف العاصمة صنعاء، بينما استهدفت الغارات الإسرائيلية ميناء ومدينة الحديدة، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن ست غارات.
فيما أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الهجوم تم بواسطة عشرات الطائرات، واستهدف أيضاً مصنعاً لإنتاج الخرسانة.
وفي سياق متصل، اعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط صاروخ أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون، مما أسفر عن إصابات عدة، حيث حاولت منظومتا الدفاع الأمريكية "ثاد" والإسرائيلية "حيتس" اعتراض الصاروخ ولكن دون جدوى.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ صفارات الإنذار دوّت في مناطق واسعة من جنوب الخضيرة، مروراً بتل أبيب، وصولاً إلى القدس شرقاً، عقب إطلاق صاروخ من اليمن.
وعلى إثر القصف اليمني، تعطلت كل حركة القطارات والمواصلات العامة والخاصة المؤدية لمطار بن غوريون، كما ألغت عدد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى تل أبيب.
وفي رد فعل على التصعيد، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن فرض حصار جوي شامل على كيان الاحتلال، داعياً شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها إلى مطارات العدو حفاظًا على سلامة طائراتها وركابها.
وفي ظل هذا التصعيد، حذر الإعلام الإسرائيلي من تداعيات الحصار الجوي اليمني، مشيراً إلى أن الفشل في التصدي للصواريخ اليمنية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية في كيان الاحتلال، خاصة في القطاعات الاقتصادية الحيوية.
تستمر الأوضاع في التدهور، حيث ألغت العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى الأراضي المحتلة، مما أدى إلى تشتت آلاف الصهاينة في مطارات العالم.
من جهة اخرى لم يكد التصريح الذي أدلى به رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تفكيك مدينة رفح، تبدو نتائجه على المستوى العسكري، حتى جاءه الرد عمليّاً من كتائب القسام، بتنفيذ عمليات مُركّبة داخل المدينة، والتي أسفرت عن قتلى ومصابين من بين ضباط وجنود جيشه.
وكان نتنياهو قد زعم في كلمة له بمناسبة ذكرى مقتل الجنود الإسرائيليين أن جيشه سيحقق الانتصار الحاسم في مدينة رفح، وأنه سيتم "تفكيك المدينة"، قائلاً: "من رفح إلى جبل الشيخ حتى تحقيق النصر".
وردّاً على هذا التصريح، قالت حركة حماس إن تصريحات مجرم الحرب نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، التي تحدث فيها عن 'الانتصار الحاسم' و'تفكيك رفح'، ما هي إلا محاولات يائسة للتغطية على فشل جيشه في غزة، وإقناع جمهوره بوهمٍ لا وجود له، في وقت تتساقط فيه أكاذيبه أمام صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، التي أفشلت أهداف عدوانه رغم المجازر والدمار والحصار.
جاءت تصريحات حماس لتكون بمثابة تحدٍّ لمزاعم نتنياهو بشأن رفح، بينما لم تنتظر كتائب القسام كثيراً حتى أعلنت عن تنفيذها عملية مركبة غرب مدينة رفح باستدراج قوة من 4 جيبات 'همر' وشاحنة عسكرية لكمين محكم، واستهدافها بعبوات ناسفة، ثم الاشتباك من مسافة صفر مع من تبقى من الجنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
دخول 90 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، وتحذيرات من أن "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً"
واصلت شاحنات عديدة مُحمّلة بالدقيق، ومواد غذائية للأطفال الرُضّع ومساعدات أخرى، دخول قطاع غزة يوم الخميس. وقالت الأمم المتحدة إن بعض المساعدات الغذائية التي دخلت غزة على متن نحو 90 شاحنة يوم الأربعاء، وصلت الآن إلى المستودعات المُعدّة لها، وإن الدقيق وصل إلى المخابز في القطاع. ودخلت المساعدات من خلال معبر كرم أبوسالم، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل تخفيف حصار مُطبق دام 11 أسبوعاً. ورأت الأمم المتحدة أن هذه الإمدادات "بعيدة عمّا يكفي لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة" ولسدّ العجز الذي أحدثه الحصار الإسرائيلي. وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، إنه يتوقع أن تُنتج المخابز في القطاع الخبز في وقت لاحق اليوم الخميس". وأضاف الشوا، لوكالة رويترز للأنباء، أن 90 شاحنة فقط دخلت غزة، مشيراً إلى أنه في أثناء الهُدنة، كان يدخل إلى القطاع 600 شاحنة يومياً - وعليه فإن هذه الكمية تعتبر "قطرة في محيط" على حد تعبيره. Reuters "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي" فيما قالت إسرائيل إنها سمحت بدخول 100 شاحنة تحمل مواد غذائية للأطفال ومُعدات طبية لقطاع غزة يوم الأربعاء، بعد إعلان أوّل تخفيف للقيود التي تفرضها على القطاع - وهي الخطوة التي جاءت من الجانب الإسرائيلي استجابة لضغوط دولية متزايدة. وتتسبب قيودٌ إسرائيلية ومخاوف من تعرُّض المساعدات للنهب في تأخُّر وصولها، وتقول إسرائيل إن حركة حماس تصادر هذه المساعدات لمقاتليها، وهي التهمة التي تنفيها الحركة الفلسطينية. وفي حديث لبي بي سي، قال أنطوان رينارد من برنامج الأغذية العالمي، إن منظمات الإغاثة في غزة لا توظِّف مُسلّحين لحراسة المخازن نظراً لِما يكتنف ذلك من خطورة شديدة. وفي مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو إن أياماً قليلة تفصلنا عن تنفيذ خطة جديدة لتوصيل المساعدات في غزة – فيما يُعرف بـ "منطقة مُعقّمة خالية من حماس" – حيث سيُنقَل الغزيّين للحصول على الإمدادات. وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى أنها لن تتعاون مع الخطة الإسرائيلية، قائلين إنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وإنها كما يبدو "تتّخذ من المساعدات سلاحاً". وقال رينارد لبي بي سي: "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي ... ينبغي أن يذهب الغذاء إلى الناس، لا أنْ يذهب الناس إلى الغذاء". "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً" وحذّرت منظمات إنسانية من تسجيل مستويات حادة من الجوع بين 2.1 مليون نسمة، في ظل ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحادّ بسبب نقص الأغذية الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل كبير في القطاع. وفي ذلك، قال رينارد، من برنامج الأغذية العالمي: "بحسب أسعار السوق في غزة الآن، تقدّر تكلفة كل حافلة محملة بالدقيق بنحو 400 ألف دولار". وأضاف رينارد لبي بي سي: "الحلّ هو دخول مئات ومئات الشاحنات يومياً" إلى القطاع، مشيراً إلى أنّ "قلّة أعداد الشاحنات الداخلة للقطاع تعني مزيداً من الخطر والقلق بين سُكانه". ويشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الذي تدعمه الأمم المتحدة) إلى أن نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً في الأشهر المقبلة. ومن جانبها، تصرّ إسرائيل على أنه لم يكن هناك نقص في المساعدات، متّهمةً حماس بسرقة الإمدادات وإعطائها لمقاتليها أو بيعها من أجل الحصول على الأموال. وتقول إسرائيل إنها فرضت الحصار كوسيلة للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح 58 رهينة لديها في غزة، بينهم حوالي 23 رهينة يُعتقد أنهم أحياء. ووصل عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، 16 ألفاً و503 أطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. وبحسب الوزارة، توزّعتْ الفئات العمرية لهؤلاء الأطفال على النحو التالي: "الرُضّع - أقل من عام: 916 قتيلا؛ الأطفال من 1-5 أعوام: 4365 قتيلا؛ الأطفال من 6-12 عاماً: 6101 قتيلاً؛ الفِتية من 13–17 عاماً: 5124 قتيلا". "مناطق قتال خطيرة" في غضون ذلك، ومع وصول أوّل دُفعة من المساعدات إلى القطاع، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته على غزة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً يوم الخميس، وفقاً لمصادر صحيّة فلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحرص على عدم وقوع إصابات بين المدنيين، وإنه يستهدف مسلّحين فقط. وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء من 14 من الأحياء الواقعة في شمال غزة، بما فيها بيت لاهيا وجباليا. وقال الجيش إن هذه الأحياء هي "مناطق قتال خطيرة". وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي، إن الجيش الإسرائيلي "سيقوم بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ ... من أجل أمْنكم أخلوا فوراً جنوباً". ويأتي إنذار الجيش يوم الخميس غداة إطلاق مقذوفات من غزة على إسرائيل، سقط بعضها داخل القطاع.


شفق نيوز
منذ 17 ساعات
- شفق نيوز
"المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
بينما تدخل الحرب الإسرائيلية في غزة مرحلة جديدة من العنف، تتصاعد الأصوات الرافضة لها في إسرائيل، وللطريقة التي تتعامل بها الحكومة. وكان يائير غولان، السياسي اليساري البارز ونائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد أشعل موجة غضب يوم الاثنين عندما قال: "إسرائيل تسير نحو أن تُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة". وأضاف أثناء حديثه في برنامج إخباري صباحي في إذاعة إسرائيل: "الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية، ولا تتبنى هدفاً يتمثل في إجلاء السكان من مناطقهم". وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تلك التصريحات، ووصفها بأنها "محض افتراء". أما موشيه "بوغي" يعالون، وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فذهب لما هو أبعد من ذلك في تصريحاته. وقال في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: "ما يحدث ليس 'هواية'، بل سياسة تتبعها الحكومة، وغايتها النهائية هي التشبث بالسلطة، تلك السياسة تجرّنا نحو الدمار". هذه التصريحات كان لا يمكن تصوّرها، قبل 19 شهراً فقط، عندما اجتاز مسلحو حركة حماس السياج الحدودي إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، واحتجزوا 251 رهينة آخرين في غزة. أما الآن، فغزة غارقة في الدمار، وأطلقت إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً، وعلى الرغم من إعلانها الموافقة على إنهاء الحصار الذي دام 11 أسبوعاً، فإن المساعدات التي وصلت حتى اللحظة لا تزال ضئيلة جداً. وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن، في حين يؤيد 25 في المئة فقط تصعيد العمليات العسكرية واحتلال غزة. وتصر إسرائيل على تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين، كما يصرّ نتنياهو على قدرته على تحقيق "انتصار كامل"، معتمداً في ذلك على قاعدة دعم شعبية قوية لا تزال متمسكة به. لكن الشعور السائد بين فئات أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هو "الإحساس باليأس والصدمة، وغياب الشعور بالقدرة على إحداث أي تغيير"، وفقاً لما قاله غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضايا الرهائن. وأضاف: "الغالبية العظمى من عائلات الرهائن ترى جميعها أن الحرب يجب أن تنتهي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق". كما ترى نسبة ضئيلة أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون القضاء على حماس أولاً، ثم تحرير الرهائن. وشهد يوم الأحد خروج نحو 500 متظاهر، العديد منهم يرتدون قمصاناً تحمل عبارة "أوقفوا الرعب في غزة"، ورفعوا صوراً لأطفال قُتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، ونظموا مسيرة من مدينة سديروت إلى الحدود مع غزة، احتجاجاً على الهجوم العسكري الجديد لإسرائيل. ونظمت التظاهرة مجموعة تُطلق على نفسها "الوقوف معاً"، وهي مجموعة صغيرة يتزايد عددها من مواطنين يهود وفلسطينيين داخل إسرائيل يعارضون الحرب، وسعوا إلى إغلاق طريق، واعتُقل قائد المجموعة، ألون-لي غرين، وثمانية آخرون. وقال غرين لبي بي سي: "أعتقد أنه من البديهي ملاحظة وجود صحوة بين الإسرائيليين، وملاحظة تبني المزيد من الأشخاص لموقف صريح". ولفت أوري فيلتمان، أحد نشطاء مجموعة "الوقوف معاً"، إلى أنه يعتقد أن ثمة قناعة تتزايد بأن استمرار الحرب "لا يضر المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يعرض حياة الرهائن، وحياة الجنود، وحياة الجميع منا للخطر". جدير بالذكر أن الآلاف من قوات الاحتياط الإسرائيلية، من مختلف أسلحة الجيش، وقّعوا في شهر أبريل/نيسان الماضي، رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف المعارك والتركيز على التفاوض من أجل إعادة الرهائن المتبقين. وعلى الرغم من ذلك تتفاوت وجهات النظر الأخرى بين الكثيرين في إسرائيل. وأجرت بي بي سي، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، يوم الأربعاء، مقابلة مع غيديون هاشافيت، عضو في مجموعة تحتج على السماح بدخول المساعدات. ووصف الموجودين في غزة بأنهم "ليسوا أبرياء، لقد اتخذوا قرارهم، عندما اختاروا الانتماء إلى منظمة إرهابية". وأعلنت المملكة المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على بعض من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وهي جماعات المستوطنين. وفي أقوى إجراء اتخذته حتى الآن، أوقفت المملكة المتحدة محادثات متعلقة باتفاقية تجارية مع إسرائيل واستدعت سفير الدولة، كما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، التصعيد العسكري في غزة بأنه "غير مبرر أخلاقياً". كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، إن "أغلبية قوية" من الأعضاء يؤيدون إعادة النظر في هذه الاتفاقية التي مضى عليها 25 عاماً. وشاركت أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، يوم الاثنين، في توقيع بيان مشترك شديد اللهجة، يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، ويحذر من "اتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة" في حال عدم تحسّن الوضع الإنساني في غزة. وقال فيلتمان: "الأجواء تتغير، والرياح بدأت تعصف في الاتجاه المعاكس".


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
ورد المنطقة شارباً و غادرها منتشياً طرامب يطيل الرسن لنتنياهو!هاني عرفات
ورد المنطقة شارباً و غادرها منتشياً طرامب يطيل الرسن لنتنياهو هاني عرفات الرئيس الأميركي ، عندما ورد المنطقة… شارباً ، ليس هو عندما …إرتوى مغادراً. في طريقه إلى السعودية ، و من على متن اير فورس وان ، قال للصحفيين: سوف تسمعون أخباراً رائعة خلال زيارتي، نهاية هذا الأسبوع، و كان يقصد بذلك غزة. لكن جبل الاخبار الرائعة الذي جاء به طرامب ، خلص إلى مجرد شعور بالوضع الإنساني في غزة. هذا ليس كل شئ ، في طريق عودته ، عاد الرئيس الأميركي ليصرح: انتظروا أسبوعين أو ثلاثة لتسمعوا أخباراً مفرحة، والحديث هنا عن غزة مرةً أخرى. هي نفس التسويفات وحالة الانتظار لأسابيع وأشهر ، التي دأبت عليها الإدارة السابقة. في المفهوم السياسي ، هذا تمديد آخر لنتنياهو و ضوء أخضر لاستمرار القتل والتدمير ولاحقاً التهجير. ماذا يعني ذلك؟ هل الخلاف ما بين نتنياهو و طرامب كان كذبة أو افتراض خاطئ؟ منذ سنوات ، وأنا و غيري من الباحثين، نحاول تفكيك رموز العلاقة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل، و كلما كنا نعتقد أننا نقترب من فهمها ، نجد أنفسنا أمام أسئلة أكبر من تلك التي حاولنا الإجابة عليها عند البدء. لكنني أكاد أزعم بأننا في السنوات الأخيرة، على عكس ما كان دارجاً لسنوات طويلة ، بدأنا نخرج من الكليشيهات و القوالب جاهزة ، و بدأنا نسير على طريق أقرب للواقع في فهم هذه العلاقة المركبة والمعقدة في آن. من البديهي أن طرامب و نتنياهو اختلفا في كيفية معالجة ملف الشرق الأوسط. الرئيس الأميركي ، كان يتمنى أن يأتي للمنطقة وقد هدأت المدافع، ليجلب السعودية و سوريا ولبنان ، و ربما السودان و ليبيا إلى حظيرة الاڤرايمز، خصوصاً وأن المحور المعارض للهيمنة الاميركية في المنطقة بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، قد تم تحييده ، أو على الأقل تم إضعافه إلى درجة كبيرة، والفرصة باتت مهيأة لرسم ملامح المنطقة لعقود قادمة، الأمر الذي لم يكن متاحاً من قبل بهذا الشكل. نتنياهو حرم طرامب من هذا ( الإنجاز ) على الاقل مؤقتاً ، بسبب تعنته وإصراره على مواصلة العدوان ، الأمر الذي أدى إلى نوع من الجفاء بين الرجلين ، تبعته خطوات أميركية من جانب واحد كتعبير عن الاستياء ، لكن وهذا مهم ، العلاقة الأميركية الاسرائيلية لا تنهار عند أول خلاف ، ولهذا أسباب كثيرة منها حجم التغلغل العمودي والأفقي لأنصار إسرائيل في أميركا ، و منها ظروف النشأة لكلا البلدين ، و الدور الذي تلعبه قيادة الكنيسة ( الإنجيلية تحديداً ) ، ودور إسرائيل في الصناعات التكنولوجية، و المساهمة التي تقدمها أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالإضافة إلى الخلايا النائمة لها ( السيانيم أو المندوبين ) المزروعين في مفاصل حساسة من المجتمع ، وحتى العلاقات الخاصة التي نسجتها إسرائيل مع النخب الاميركية، من رجال أعمال أثرياء ، ومؤثرين إعلاميين … الخ . الحديث هنا عن طبقات متعددة من أدوات التحكم ، أو خطوط دفاع متعددة إن شئتم ، محصنة و مدعومة، وإذا ما تم اختراق أحد هذه الحصون ، تستنفر بقية الأذرع لتدارك الأمر. طبعاً هذا ليس كل شئ ، العامل الخارجي قد يلعب دوراً في التأثير، سلباً أو ايجاباً ، بمعنى لو كان هناك موقف اقليمي صلب و جاد لكان بالامكان دفع الادارة نحو توجه أقل دعماً لإسرائيل. وكان الرئيس الأميركي أتحفنا بلهجة أكثر صرامة ، من مجرد امنيات جوفاء. لكن زعماء هذه الدول لا يريدون ذلك ، وهكذا تمخضت الزيارة عن صفر انجاز لصالح غزة ، وحتى لا تظن الظنون فإن حكومات الدول الثلاث اسوأ من بعضها في هذا الخصوص، بغض النظر عن ماذا تقول وسائلهم الإعلامية. حتى الصفقات التي وقعوها ، ليست لخدمة بلدانهم ، إنما خدمة للاقتصاد الاميركي. هذا ليس ضرباً من الخيال، أنظروا كيف أثرت رسالة الأعضاء الثلاثين في مجلس الشيوخ ، لإدخال المساعدات إلى غزة ، كذلك الأمر بعد تهديد مجموعة من الدول الأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل، في حال عدم إدخال المساعدات. نعم إسرائيل قوية ، و لديها الكثير من النفوذ في أميركا وأوروبا، لكنها هشة إذا ما واجهت موقفاً صلباً و جاداً. تخيلوا معي لو أن أوروبا هددت بفرض عقوبات على إسرائيل قبل اشهر من الان ، لكانت الأمور ربما سارت في منحى آخر ،و لتم إنقاذ عشرات الآلاف من الضحايا. التغيير ممكن ، و ربما سوف يسير بوتائر أسرع مما نعتقد أيضاً ، لكن هذا يتطلب مقاربات جديدة ، و يتطلب الخروج من عباءة المسلمات و اليقينيات التي درجنا عليها. هذا ضروري لكسب عقول الجماهير ، التي تعمل ضد مصالحها الحقيقية حتى الان ، بسبب خيانة النخب أو تقاعسها عن القيام بدورها على أقل تقدير. 2025-05-21