
جناح الإمارات في «بينالي البندقية».. دور محوري للعمارة في تحقيق التنمية المستدامة
#منوعات
تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز قيم التكاتف والتعاون والمسؤولية المجتمعية، من خلال مشاركتها المرتقبة في «بينالي البندقية للعمارة»، الذي ينطلق بدورته التاسعة عشرة، يوم السبت 10 مايو الحالي، ويستمر حتى 23 نوفمبر المقبل.
ويحمل الجناح الإماراتي شعار «على نار هادئة»، متناولاً مواضيع معمارية وثقافية عميقة، تتواءم مع شعار «عام المجتمع 2025» في دولة الإمارات، حيث يسلط الجناح الضوء على حلول معمارية مبتكرة للتحديات الغذائية والبيئية، كما يجسد التزام الدولة بتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة، ما يشكل دليلاً قاطعاً على أهمية الدور المحوري للعمارة في خدمة المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة.
جناح الإمارات في «بينالي البندقية».. دور محوري للعمارة في تحقيق التنمية المستدامة
ويسعى الجناح الوطني لدولة الإمارات، في بينالي البندقية، إلى تسليط الضوء على السرديات غير المروية والمجهولة حول الفنون والعمارة في الدولة، وتوفير منصة رفيعة المستوى لمفاهيم تقييم المعارض، تتناول النقاشات العالمية المهمة من منظور محلي مميز. ويقوم الجناح الوطني المشارك في معرض الفن والعمارة في بينالي البندقية، الذي يعد أهم المنصات الثقافية في العالم وأكثرها رعاية للفنون، بتعيين قيمين وفنانين ومساهمين، والعمل معهم لتصميم معرض، والبحث فيه وتطويره، فضلاً عن العمل على إصدار مطبوعة تعزز المعرفة حول المشهد الثقافي في الدولة.
ويستقبل الجناح، الذي يفتتح رسمياً اليوم الخميس، زواره في مساحته الدائمة بمنطقة «الأرسينالي» في البندقية، وتشرف عليه المعمارية والأستاذ المساعد في جامعة زايد والمؤسسة المشاركة ومديرة الأبحاث في «استوديو هولسوم»، عزة أبوعلم.
ويتطلع معرض «على نار هادئة» إلى تضافر الخبرات المعمارية مع الوعي البيئي؛ لإنشاء بيوت زراعية ليست منتجة للغذاء فحسب، بل لتكون منسجمة تماماً مع الطبيعة المحيطة بها، وأن تثمر تصاميم مبتكرة تستخدم مواد مستدامة، وتعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وتدمج تقنيات حديثة لترشيد استهلاك المياه وإدارة النفايات الزراعية بكفاءة، كما يمكن لهذه البيوت الزراعية أن تصبح نماذج تعليمية، ومراكز مجتمعية تعزز الوعي بأهمية الزراعة المستدامة، وحماية البيئة.
وتركز فعاليات «عام المجتمع» على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات، عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، ومنها: ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية كالذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات.
وتعد مشاركة دولة الإمارات في «بينالي البندقية للعمارة» منصة مهمة؛ لتعزيز الحوار الثقافي والمعماري على المستوى الدولي، وتم إنشاء الجناح الوطني للدولة بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وبدعم من وزارة الثقافة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Dubai Iconic Lady
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- Dubai Iconic Lady
افتتاح الجناح الوطني السعودي في بينالي البندقية للعمارة 2025 بتاريخ 10 مايو وإعلان البرنامج العام
البندقية. إيطاليا. 10 مايو 2025 – يفتتح الجناح الوطني السعودي في بينالي البندقية للعمارة 2025 معرضه 'مدرسة أم سليم: نحو مفهوم معماري مترابط'. ويستقبل زواره بدءاً من يوم السبت الموافق 10 مايو 2025. ويمثِّل المملكة في هذه الدورة من البينالي مكتب سين معماريون. ممثلاً بالمعماريتان سارة العيسى ونجود السديري. بإشراف القيم الفني بياتريس ليانزا بالتعاون مع القيم المساعِد سارة المطلق. ويُقدِّم المشروع مجموعة أعمال مختبر أم سليم في مجال توثيق العمارة النجدية في الرياض ودراسة مختلف جوانبها. في مسعى للتعمّق في دراسة مفهوم العمارة باعتبارها أداة لاكتساب المعارف الجماعية. وترسيخ ممارسات مكانية جديدة تأخذ في عين الاعتبار الاستجابة للتحديات الاجتماعية والبيئية المعاصِرة. يأتي الجناح على شكل أرشيف تفاعلي. حيث يوفّر مساحة مشتركة للزوار يتم فيها استعراض التجارب المختلفة على المواد المستخدَمة في العمارة. وصور أرشيفية وحديثة. ومجسّمات. وأفلام. ومقاطع صوتية. تستعرض ما يقوم به مكتب سين معماريون والمتعاونين مع مبادرة مختبر أم سليم التعاونية. الذي يمثل بوابة بحثية وأداة للعمل الميداني تُعنى بدراسة أساليب العمارة المحلية والتحولات التي تشهدها العمارة النجدية. متخذاً من حي أم سليم في وسط الرياض مقراً له. إلى جانب ذلك. يشمل المعرض برنامجاً عاماً. بإشراف القيم الفني بياتريس ليانزا بالتعاون مع القيم المساعِد مريم النعيمي. ويتضّمن مجموعة من الفعاليات التي تسلط الضوء على هذا العمل الاستقصائي كأداة للتعامل مع المساحات العمرانية. والمجتمعات المحلية. ومصادر المواد من منظور مختلف. وتسعى مدرسة أم سليم لتوفير منصة تعليمية للمستقبل ترسم مسارات المشهد العمراني في مدينة الرياض بعد اختتام البينالي. وتشكّل همزة وصل بين ممارسات البناء التقليدية والمواضيع الملحة التي تواجهنا اليوم. ويشمل المشروع ثلاثة أقسام متكاملة فيما بينها. أولها المعرض الذي يستضيفه الجناح الوطني للمملكة. وثانيها برنامج متكامل من الأنشطة الموجهة لعامة الجمهور والتي تُنظَّم على امتداد فترة البينالي. أما القسم الثالث فيتمثّل بكتابين يوثّقان الأفكار والمفاهيم المطروحة للتطبيق على أرض الواقع بعد اختتام البينالي. ويعكس تصميم وطابع المعرض تركيزاً على روح الجماعة وطبيعة المواد المعمارية. إذ يضم الجزء المركزي في الجناح طاولة منحوتة طويلة. تُمثِّل خريطة لوسط مدينة الرياض ومساحة للالتقاء. متموضعة في مبنى داخل مبنى. تمّ تشكيله باستخدام هيكل سقالة وطبقات من الأنسجة تحمل خرائط مطرزة ورسومات متداخلة مع صور متحركة ومحتوى بصري ومكتوب. يُقدِّم المعرض كذلك أعمال مجموعة من المتعاونين مع مكتب سين معماريون. ويشمل ذلك ثلاثة أعمال تم التكليف بإعدادها خصيصاً للبينالي: وهي عمل تركيبي صوتي لمحمد الحمدان (حمدان) بعنوان 'ترددات معمارية' (2025) وهو بمثابة توليفة صوتية للمعرض تجمع بين صخب مواقع الإنشاءات مع أهازيج البناء التقليدية؛ و'تموينات الديرة' (2025) لـ مها الملوح الذي يستقصي الطابع المحلي لحي أم سليم من خلال مشتريات البقالة؛ وسلسلة 'الزمن الحاضر' (2023-2025) للمصوِّر الفوتوغرافي لوريان غينيتويو التي توثِّق مظاهر الحياة الحضرية في وسط الرياض. وإلى جانب هذه الأعمال. تُعرض صور فوتوغرافية بعدسة منصور الصوفي لأرشفة المباني من طراز الحداثة وما بعدها في العاصمة السعودية. بالإضافة إلى مجموعة مختارة من صور تاريخية وكتب أرشيفية ترصد تطور المدينة من الناحيتين العمرانية والمعمارية. وتزامناً مع المعرض. يُنظَّم برنامج من الأنشطة الموجهة للعامة تحت عنوان 'بناء/تفكيك – العلاقات والمنهجيات التعليمية والممارسة المكانية (أو كيف نبني معارف مكانية جمعية). تُشرف على البرنامج ليانزا بالتعاون مع مريم النعيمي. ويمثِّل امتدادا فكرياً للجناح. بحيث يدفع نحو مقاربات نقدية ويعزز آفاق التعاون فيما يتعلق بالدور الذي يمكن عبره للعمارة أن ترسم معالم قطاع التعليم والممارسات المنخرطة في شؤون المجتمع. ويتكوّن البرنامج من سلسلة جلسات عملية في المختبر وفعاليات عامة تشمل ندوات وورشات عمل وأنشطة أداء وعروض أفلام وقراءات وجولات. تستضيف مؤسسة بيرغروين للفنون والثقافة الجلسات العامة للبرنامج في بالازيو ديدو بين شهري يونيو ونوفمبر. مع التنويه بأنها جلسات مجانية تستوجب التسجيل المسبق لحضورها. وقد تم إعداد ثلاثة مختبرات بالتعاون مع بريكلاب (عبدالرحمن وتركي قزاز). واستوديو أوسيديانا (أليساندرو كوفيني. وجيوفاني بيلوتّي). ومعهد دراسات ما بعد الطبيعة (غابريل ألونسو. يوري توما. دانييل راي). وبإشراف القائمين على هذه الجهات المتعاونة وكوكبة من الخبراء الضيوف ومكتب سين معماريون وفريق القيمين الفنيين. سيتم تنظيم جلسات لدراسة الأرشيفات العامة. والمعارف المشتركة. والتراث المادي. والمناهج التعليمية البديلة. والممارسات المكانية التشاركية. وسيتم جمع كافة نتائج وخلاصات الجلسات في كتاب يصدر في خريف عام 2025. وعن افتتاح جناح المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية. قالت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سُميّة السليمان: 'يؤكد الجناح الوطني للمملكة على التزامنا بدعم الحوار العابر للثقافات. وتعزيز النهج التعليمي التجريبي. وإثراء آفاق التعاون بين الدول. يُقدِّم الجناح من خلال معرض 'مدرسة أم سليم: نحو مفهوم معماري مترابط' الجيل الجديد من المعماريين الذين يرسمون بمشاريعهم معالم مستقبل العمارة في المملكة العربية السعودية. ويُرحّب بمساهمتهم في الحوارات الأوسع المتعلقة بالدور الآخذ بالتطور دوماً الذي تلعبه العمارة في مجتمعنا المعاصر'. ومن جانبهما. أشارت المعماريتان ومؤسِّسَتا مكتب سين معماريون. سارة العيسى ونجود السديري: 'مدرسة أم سليم هي بالنسبة لنا فصلٌ جديدٌ تحظى فيه المعارف المعمارية المتجذرة في الرياض بصدى أوسع نطاقاً. نحن نركِّز في عملنا على التحديات الطارئة. ولا سيما في السياق المحلي للمشاريع. وطموحنا لهذا الجناح يتمثَّل بتبنّي إطار جديد للتعليم المعماري في المملكة العربية السعودية. إطارٌ يتقاطع فيه التراث التاريخي مع الممارسات المعاصرة. ومن خلال تبني منهجيات متنوعة للتوثيق والإنتاج المعماريين. ننجح باستحداث فضاءات جماعية نتعلّم فيها ونكتسب المعارف منها. كما نتطلّع لرسم معالم رؤية تتطوَّر فيها العمارة إلى آفاق أبعد من الجانب المادي. بحيث تتحوَّل إلى أداة لحفظ الثقافة. وجسر يخلق روابط بين المنطقة والعالم'. أما القيم الفني لمعرض الجناح الوطني السعودي. بياتريس ليانزا. فقد نوَّهت بأن: 'مدرسة أم سليم تعنى باستكشاف سبل إعادة صياغة علاقة كافة الأطراف المعنية بالسياق الطبيعي والاجتماعي والتكنولوجي. وتعزيز العلاقات القائمة على التشارك في الإبداع والتكافل. ويتم هذا من خلال برنامج يدوم طوال أشهر البينالي. ويسعى لإعادة تقييم الجوانب العملية للعمارة والتواصل مع المشهد التعليمي السائد. وتجديد الاهتمام بالجوانب المدنية للعمارة وتأثيراتها حول العالم'. الجناح الوطني السعودي يدعم الجناح الوطني السعودي المجتمع الفني والمعماري في المملكة ويحتفي به ليكون بمثابة فضاء تلتقي فيه العقول الإبداعية لتبادل الأفكار والتشارُك بالرؤى. يوفِّر الجناح منصة دائمة للبحث والابتكار. ومنبراً لأبرز الأصوات الثقافية في المملكة. للتعرف على المزيد من المعلومات عن الجناح. ندعوكم لزيارة: الموقع الإلكتروني للجناح | حساب الجناح على منصة إنستغرام @saudipavilion مكتب سين معماريون أسست نجود السديري وسارة العيسى سين معماريون في الرياض عام 2018 وهو مكتب متعدد التخصصات يركز على مشاريع معمارية تراعي البيئة المحلية. وشهد عام 2021. إطلاقهما لمختبر أم سليم الذي يُعنى بدراسة تاريخ ومستقبل العمارة النجدية والحفاظ عليها في قلب العاصمة الرياض. وإلى جانب ذلك. أسهمت المعماريتان في إطلاق موقع العمارة السعودية كمنصة مستقلة تهدف إلى جمع وأرشفة المباني والمشاريع ذات التصميم الحديث وما بعد الحداثة في المملكة العربية السعودية. وهما فنانتان ومعماريتان حاصلتان على شهادة الماجستير في الممارَسة المكانية من كلية بارتليت بجامعة لندن في المملكة المتحدة. ومن أبرز مشاريعهما 'هي الأرض التي تعطي كما تُعطى' (2024) في معرض صحراء X العُلا. و'جُعلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً' (2023) في بينالي الفنون الإسلامية. وترميم وتوسعة مركز شمالات الثقافي بالرياض (2023). بياتريس ليانزا تعمل بياتريس ليانزا في مجال رسم الاستراتيجيات الثقافية وإدارة المتاحف. وهي ناقدة متخصِّصة بمجالي التصميم والفنون في آسيا وخارجها. تحمل درجة الماجستير في الدراسات الآسيوية من جامعة كافوسكاري في فينيسيا. مع تخصص في الفنون الصينية المعاصرة. وعملت 17 عاماً في العاصمة بكين لرسم معالِم المشهد الإبداعي في الصين. شغلت ليانزا منصب المديرة التنفيذية لمتحف الفنون والعمارة والتكنولوجيا في لشبونة. ومديرة متحف التصميم والفنون التطبيقية في لوزان. والمديرة الإبداعية لأسبوع بكين للتصميم الذي أطلقت على هامشه برنامج 'بيتاسي ريميد' لتجديد المناطق الحضرية. كما شاركت في تأسيس 'المدرسة العالمية' ليكون أول معهد مستقل للتصميم والممارسات الإبداعية في الصين. من أبرز مشاريعها الدولية 'عبر المدن الصينية' في بينالي البندقية للعمارة (في ثلاث دورات متتالية 2014 و2016 و2018). و'الطبيعة البصرية' في متحف الفنون والعمارة والتكنولوجيا (2020-2022). كما حصلت على لقب 'قائدة أوروبية شابة' عام 2018. وهي عضوة في مجلس إدارة مؤسسة 'ديزاين ترست' في هونغ كونغ. ويَشهد عام 2025 إصدار كتابها المقبل تحت عنوان 'متحف التصميم الجديد' عن دار نشر 'بارك بوكس'. والذي يَسبر الممارَسات المؤسسية الناشئة في مجالي التصميم والعمارة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. هيئة فنون العمارة والتصميم تأسست هيئة فنون العمارة والتصميم عام 2020 من قبل وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية. حيث تعنى بمجالات رئيسية تأتي في طليعتها العمارة. والتصميم والتخطيط الحضري. وعمارة البيئة. والتصميم الداخلي. والتصميم الجرافيكي. والتصميم الصناعي. تعمل الهيئة على دعم وتشجيع الممارِسين في هذه المجالات. وتنظيم المعارض والندوات. وتحفيز التفكير الإبداعي. بهدف ترسيخ ركائز مَشهد يعكس الثقافة الغنية والمتنوعة للمملكة. وتتماشى جهود الهيئة مع رؤية السعودية 2030 لتعزيز التميُّز في مجالي العمارة والتصميم. وإبراز هوية المملكة. وتمكين المواهب المحلية. والارتقاء بجودة الحياة في المجتمعات المحلية. وزارة الثقافة | المملكة العربية السعودية تتمتع المملكة العربية السعودية بتاريخ عريق في مجالي الثقافة والفنون. ومن خلال الهيئات الإحدى عشرة التابعة لها. تقود وزارة الثقافة تحولاً ثقافياً لتطوير نظام بيئي غني يغذي الإبداع ويطلق العنان للإمكانات الاقتصادية لهذا القطاع. ويُفسح المجال أمام أشكال جديدة وملهمة من التعبير. وضمن هذه الجهود. تسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز حضور تراث السعودية وثقافتها في الفعاليات التي تُقام في جميع أنحاء المملكة وخارجها. وتمكين المشاركين من التفاعل مع تاريخ المملكة الغني والمتنوع. والحفاظ على التراث السعودي للأجيال القادمة. وندعوكم لمتابعة حسابات وزارة الثقافة: على منصة X (تويتر): @MOCSaudi (باللغة العربية) | @MOCSaudi_En (باللغة الإنجليزية) | إنستغرام @mocsaudi


الاتحاد
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
الإمارات في البندقية.. العمارة تحاور الحياة «على نار هادئة»
فاطمة عطفة في البندقية، حيث تتناثر الأجنحة الثقافية في زوايا المدينة العائمة، تحلّ دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفاً حاضراً بثقله الإبداعي ورؤاه المعمارية التي تلامس نبض الأرض واحتياجات الإنسان. تحت عنوان شاعري بليغ: «على نار هادئة»، يقدّم الجناح الوطني لدولة الإمارات في الدورة التاسعة عشرة من المعرض الدولي للعمارة رؤيةً تأملية في أكثر قضايا العصر إلحاحاً والتي تتمثل في الأمن الغذائي. في زمن تتأرجح فيه موائد العالم بين الفقر والوفرة، وبين الجوع والإفراط، تختار الإمارات أن تخاطب هذا القلق الكوني بلغة العمارة، ليس بوصفها حجارةً صامتة أو جدراناً تُبنى، بل كأداة للتفكير، وسلاح ناعم لإنتاج الحياة، في بيئة تزداد فيها التحديات المناخية، وتضيق فيها فسحة الزراعة التقليدية. مشروع «على نار هادئة» ليس مجرد معرض، بل حكاية تُروى بتأنٍ، تتسرب كالماء في ثنايا الطين، وتدعو الزائر إلى إعادة التفكير في العلاقة الأزلية بين الإنسان والطعام، وبين المكان والزرع، وبين العمارة والغذاء. يأتي هذا الحضور بدعم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي لطالما مثّلت جسراً بين الإبداع والمعرفة، وبين الطموح المجتمعي والمشاريع الثقافية المستدامة، وتشرف وزارة الثقافة على توفير الدعم الاستراتيجي وتنسيق الجهود لإنجاح هذه المشاركة الوطنية التي انطلقت في 10 مايو الجاري وتستمر حتى 23 نوفمبر المقبل. تتقدّم الأكاديمية والمهندسة الإماراتية عزة أبوعلم، الأستاذة المساعدة في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، القيِّمة الفنية لمشاركة جناح دولة الإمارات، بخطى واثقة في هذا الحيز العالمي، موضحةً لـ «الاتحاد» أن جناح دولة الإمارات أصبح بمثابة مختبر للأفكار المعمارية التي تتصل بالهوية المحلية والبيئة الطبيعية والتراث العمراني، وإعادة التفكير في مفاهيم الاستدامة والتصميم المعاصر والبحث المتعمق في البيئة الإماراتية. وتشير أبوعلم إلى أن مشروع جناح الإمارات يقدّم رؤية معمارية مبتكرة تستلهم من الماضي لتخاطب المستقبل. وتذكر أن «العمارة القديمة»، مثل استخدام «البارجيل»، أثرت بشكل واضح على التفكير المعماري في المشروع، إذ إن استخدام العمارة لسبل التهوية الطبيعية يمثل كيفية تعايش العمارة مع البيئة. أما من ناحية «العمارة الحديثة»، فقد لعبت دوراً في كيفية التفكير في المساحات العامة والانتقال من المباني التقليدية المغلقة إلى نماذج أكثر انفتاحاً ومرونة، تستجيب للحاجات المجتمعية المتغيرة. وتلفت أبوعلم إلى أن بعض النماذج التي يقدمها المشروع تعتمد على مفاهيم مثل الظل كعنصر معماري، والتبريد الطبيعي، وإعادة تصور العلاقة بين الكتلة والفراغ بطريقة توازن. وهناك نماذج أخرى تعيد النظر في استخدام الأفنية المنزلية، وتعيد تصورها عبر هياكل خفيفة الوزن وتقنيات بناء مستدامة تناسب تحديات البيئة المستقبلية. ولا يعيد مشروع «على نار هادئة» بناء الماضي كما هو، بل يستخدمه كأداة لفهم ما هو ضروري وجوهري، ثم يعيد صياغته بلغة معمارية معاصرة، تحترم التراث وتتطلع إلى المستقبل بابتكار وإبداع. ويلقي مشروع معرض جناح دولة الإمارات هذا العام، الضوء على موضوع «الأمن الغذائي»، باعتباره تحدياً استراتيجياً محلياً وعالمياً، وذلك من خلال النهج البحثي الثلاثي للمشروع: «البحث الأرشيفي»، و«الميداني»، و«التصميم والبناء». وتؤكد المهندسة عزة أبوعلم، أن الدراسات البحثية الأرشيفية أثبتت علاقة إنتاج الغذاء والعمارة في الإمارات منذ القرن السادس عشر في الفجيرة. تلا ذلك استكشاف مشاريع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسعيه المستمر في الأمن الغذائي المحلي. واستُكمل ذلك بالبحث الميداني الذي وثق 155 مزرعة وابتكارات مالكيها وسبل الزراعة المتجذرة في البيئة الصحراوية وتطورها عبر الزمن. وبُحث في مشاريع حول الأمن الغذائي الحضري تؤكد أهمية إنتاج الغذاء في المدن، ما يعزز استدراج تركيبات البيوت المحمية المبتكرة من خلال المشروع باستخدام الإمارات كدراسة حالة. دور «الاتحاد» أوضحت المهندسة عزة أبوعلم، أهمية الأرشيف في البحوث المعاصرة، حيث لم يكن تطور البحث العلمي المرتبط بالأمن الغذائي والزراعة المحلية في المشروع ممكناً دون الاعتماد على المصادر التاريخية التي يوفرها الأرشيف الوطني. وأكدت أن الأرشيف ساهم في توثيق تقنيات الزراعة التقليدية مثل الأفلاج وإدارة موارد المياه في البيئات الصحراوية، بالإضافة إلى توفير خرائط تاريخية للأراضي الزراعية والمناطق المحمية في الإمارات، ونسخ من صحيفة الاتحاد. ولعب الأرشيف، خاصة «صحيفة الاتحاد»، دوراً مهماً في كتابة المقال التاريخي في المنشور المصاحب للجناح الوطني لهذا العام، حيث يروي قصص تلاقي العمارة وإنتاج الطعام في الإمارات في ثلاث حقبات زمنية مختلفة تتضمن تصفح الصحيفة من عام 1969 وحتى 1999. وقد أظهرت الصحيفة، في تلك الأعوام، مدى حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الزراعة المحلية، وكان الأمن الغذائي دائماً أولوية، حيث تمثل هذه الفترة طفرة في إنتاج الغذاء وانبثاق مفاهيم الأمن الغذائي. وأشارت المهندسة عزة أبوعلم إلى أن المشاريع الغذائية التي استحدِثت في تلك الآونة لم تعمل على إعادة تشكيل المشهد الزراعي فقط، بل شملت أيضاً البيئة المبنية، وبالتالي المدن الإماراتية ككل. وبذلك يصبح الأرشيف أكثر من مجرد سجل للماضي، بل أداة استراتيجية لرسم مستقبل زراعي مستدام، يعزز الأمن الغذائي للإمارات.


زهرة الخليج
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- زهرة الخليج
جناح الإمارات في «بينالي البندقية».. دور محوري للعمارة في تحقيق التنمية المستدامة
#منوعات تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز قيم التكاتف والتعاون والمسؤولية المجتمعية، من خلال مشاركتها المرتقبة في «بينالي البندقية للعمارة»، الذي ينطلق بدورته التاسعة عشرة، يوم السبت 10 مايو الحالي، ويستمر حتى 23 نوفمبر المقبل. ويحمل الجناح الإماراتي شعار «على نار هادئة»، متناولاً مواضيع معمارية وثقافية عميقة، تتواءم مع شعار «عام المجتمع 2025» في دولة الإمارات، حيث يسلط الجناح الضوء على حلول معمارية مبتكرة للتحديات الغذائية والبيئية، كما يجسد التزام الدولة بتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة، ما يشكل دليلاً قاطعاً على أهمية الدور المحوري للعمارة في خدمة المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة. جناح الإمارات في «بينالي البندقية».. دور محوري للعمارة في تحقيق التنمية المستدامة ويسعى الجناح الوطني لدولة الإمارات، في بينالي البندقية، إلى تسليط الضوء على السرديات غير المروية والمجهولة حول الفنون والعمارة في الدولة، وتوفير منصة رفيعة المستوى لمفاهيم تقييم المعارض، تتناول النقاشات العالمية المهمة من منظور محلي مميز. ويقوم الجناح الوطني المشارك في معرض الفن والعمارة في بينالي البندقية، الذي يعد أهم المنصات الثقافية في العالم وأكثرها رعاية للفنون، بتعيين قيمين وفنانين ومساهمين، والعمل معهم لتصميم معرض، والبحث فيه وتطويره، فضلاً عن العمل على إصدار مطبوعة تعزز المعرفة حول المشهد الثقافي في الدولة. ويستقبل الجناح، الذي يفتتح رسمياً اليوم الخميس، زواره في مساحته الدائمة بمنطقة «الأرسينالي» في البندقية، وتشرف عليه المعمارية والأستاذ المساعد في جامعة زايد والمؤسسة المشاركة ومديرة الأبحاث في «استوديو هولسوم»، عزة أبوعلم. ويتطلع معرض «على نار هادئة» إلى تضافر الخبرات المعمارية مع الوعي البيئي؛ لإنشاء بيوت زراعية ليست منتجة للغذاء فحسب، بل لتكون منسجمة تماماً مع الطبيعة المحيطة بها، وأن تثمر تصاميم مبتكرة تستخدم مواد مستدامة، وتعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وتدمج تقنيات حديثة لترشيد استهلاك المياه وإدارة النفايات الزراعية بكفاءة، كما يمكن لهذه البيوت الزراعية أن تصبح نماذج تعليمية، ومراكز مجتمعية تعزز الوعي بأهمية الزراعة المستدامة، وحماية البيئة. وتركز فعاليات «عام المجتمع» على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات، عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، ومنها: ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية كالذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات. وتعد مشاركة دولة الإمارات في «بينالي البندقية للعمارة» منصة مهمة؛ لتعزيز الحوار الثقافي والمعماري على المستوى الدولي، وتم إنشاء الجناح الوطني للدولة بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وبدعم من وزارة الثقافة.