
ذكرى تحرير الضالع.. الجنوب يتقدم بثبات في معركة الأمن ومكافحة الإرهاب
تحل ذكرى تحرير الضالع في مايو من كل عام كواحدة من المحطات المضيئة في تاريخ الجنوب الحديث.
فقد استطاعت هذه المحافظة الصامدة أن تكسر شوكة الغزو الحوثي في عام 2015، وتعلن بداية مرحلة جديدة من المقاومة الجنوبية المنظمة، التي لم تقتصر على مواجهة المليشيات الحوثية فحسب، بل امتدت لتشمل التصدي للإرهاب بكافة صوره وأدواته.
منذ ذلك اليوم المفصلي، رسم المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي مسارًا واضحًا في التعاطي مع التحديات الأمنية التي تواجه الجنوب، وعلى رأسها آفة الإرهاب.
فقد حاولت قوى الشر صناعة فوضى مشبوهة للتسلل على المسار التحري الجنوبي وحق الشعب في استعادة دولته، لكن الجنوب، بإرادة شعبه ومؤسساته الأمنية، أثبت أنه حاضر دومًا للدفاع عن أمنه واستقراره.
لقد وضع المجلس الانتقالي الجنوبي مكافحة الإرهاب في صلب أولوياته الوطنية، إدراكًا لخطر الجماعات المتطرفة، سواءً كانت على هيئة تنظيمات عقائدية مثل القاعدة وداعش، أو في صورة تحالفات خفية تعبث بأمن الجنوب تحت غطاء سياسي أو ديني.
وتمكنت القوات الجنوبية، من خلال الأجهزة الأمنية والنخب المحلية، من تنفيذ عمليات نوعية، أفشلت كثيرًا من المخططات التي استهدفت زعزعة الأمن في محافظات كعدن، وأبين، وشبوة، ولحج، وغيرها.
ويُحسب للمجلس الانتقالي أنه لم يكتفِ بالمعالجة الأمنية وحدها، بل حرص على بناء بنية أمنية مستدامة، قائمة على المهنية والانضباط والتأهيل، وقد ساهمت مراكز التدريب ووحدات مكافحة الإرهاب التابعة له في خلق كوادر قادرة على مواجهة هذا التحدي المعقد.
كما أظهر تعاونًا فعالًا مع شركاء إقليميين ودوليين في هذا الملف، ضمن رؤية تؤمن بأن أمن الجنوب هو جزء لا يتجزأ من أمن الإقليم والعالم.
ورغم النجاح، لم تكن الطريق خالية من التحديات. فهناك قوى ما تزال تحاول توظيف الإرهاب كأداة سياسية للابتزاز، أو كوسيلة لإضعاف الجنوبيين وإرباكهم.
ومع ذلك، استمر المجلس الانتقالي في أداء مهامه بحكمة ومسؤولية، محافظًا على تماسك الجبهة الداخلية، ومستمرًا في العمل مع المجتمع الدولي لكشف منابع الإرهاب ومموليها.
في ذكرى تحرير الضالع، تبرز رمزية النصر من جديد، لكنها هذه المرة تتجلى في صمود الجنوبيين أمام حرب خفية تستهدف استقرارهم وأمنهم ومستقبلهم.
ويجدد المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزبيدي التزامه المطلق بالمضي في مواجهة الإرهاب، وحماية المكتسبات الوطنية، وصون دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الأرض والكرامة.
والجنوب اليوم لا يكتفي بتاريخه النضالي، بل يصنع حاضرًا قويًا ومتماسكًا، ويرسم ملامح دولة مستقلة، قادرة على تأمين حدودها، ومكافحة التطرف، وتحقيق شراكة إقليمية فاعلة في تحقيق الأمن والسلم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 33 دقائق
- الرياض
كلمة الرياضمواقف ثابتة
من قلب نيويورك، وتحت مظلة الأمم المتحدة، تقدّمت المملكة بخطاب جدد موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدة أن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق ما لم يُنهَ الاحتلال، وتُقام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. لقد جاءت هذه الرسالة السياسية القوية خلال رئاسة مشتركة سعودية - فرنسية لاجتماع تحضيري مهم، يُمهد لمؤتمر دولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين. في لحظة يتزايد فيها الإحباط الدولي من جمود العملية السياسية، وفي ظلّ التدهور الإنساني في الأراضي الفلسطينية، بدت المملكة وكأنها تُعيد ترتيب الأولويات، وتُذكر المجتمع الدولي بمسؤولياته، فالقضية الفلسطينية ليست بنداً ثانوياً في ملفات السلام، بل هي المعيار الأخلاقي الذي تُقاس به صدقية المواقف الدولية. الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل مناسبة لتأكيد أن المملكة لا تتخلى عن ثوابتها، وأنها لا تزال تُؤمن بأن العدالة هي الطريق الوحيد نحو أمن حقيقي واستقرار مستدام، فهي تعرف من موقعها ومكانتها أن تجاهل حقوق الفلسطينيين لن يُنتج سلاماً، بل يُنذر بانفجارات جديدة، وبموجات عنف لا تنفع معها الصفقات المؤقتة أو الحلول الترقيعية. المملكة في هذا السياق لا تطرح فقط موقفاً سياسياً، بل تُقدم رؤية متكاملة لأمن إقليمي شامل، تُشكّل فيه فلسطين نواته الأخلاقية، وهي رؤية تستند إلى إرث طويل من دعم الشعب الفلسطيني، مغلف بلغة سياسية توازن بين مبادئها وتحركاتها الدبلوماسية. وتؤكد التزام المملكة الثابت بمبادرة السلام العربية، ودورها المحوري في إطلاق «التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين»، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والنرويج، وذلك من أجل إنهاء دوامة الصراع في فلسطين الممتدة منذ أكثر من سبعة عقود. إن دعوة المملكة المستمرة إلى حل الدولتين تكتسب اليوم زخماً إضافياً في ظل تغير المشهد الجيوسياسي، وتنامي التحديات الأمنية والإنسانية، الرسالة كانت واضحة: «لا استقرار من دون عدالة، ولا عدالة من دون دولة فلسطينية مستقلة، كاملة السيادة، تعيش في سلام تام». الرياض حين تتقدَّم بلغة السلام والحسم في هذا السياق، فهي ستعيد التأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تمثل حجر الأساس لأي عملية سلام ذات مصداقية، فإنهاء الاحتلال لم يعد مطلباً فلسطينياً فحسب، بل ضرورة استراتيجية لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والتطرف.


الوئام
منذ 33 دقائق
- الوئام
ترمب: رئيسة المفوضية الأوروبية طلبت تمديد مهلة التعريفات الجمركية
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، طلبت خلاله تمديد المهلة النهائية المقررة في 1 يونيو بشأن التعرفة الجمركية البالغة 50% على خلفية قضايا تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد ترمب، في بيان عبر حسابة بمنصة 'تروث سوشيال'، أنه وافق على منح التمديد حتى 9 يوليو 2025، واصفًا القرار بأنه 'شرف له'. وأوضح أن رئيسة المفوضية أبلغته بأن المحادثات ستبدأ سريعًا. وختم قائلًا: 'شكرًا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!'.


الشرق السعودية
منذ 36 دقائق
- الشرق السعودية
أمين عام "حزب الله": الحرب لم تنته.. ولا تطلبوا منا شيئاً قبل انسحاب إسرائيل
قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني نعيم قاسم، الأحد، إن الحرب مع إسرائيل "لم تنته بعد"، لأنها "لم تلتزم بترتيبات وقف إطلاق النار"، داعياً إلى عدم مطالبة حزبه بأي شيء قبل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وأضاف قاسم في كلمة متلفزة أن الدولة اللبنانية و"حزب الله" التزموا باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل "أقدمت على 3300 خرق وهم مستمرون في العدوان". وتابع: "لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث"، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية "الخروقات" الإسرائيلية. واحتفظت إسرائيل بقواتها في خمسة مواقع على الأقل في جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحابها الكامل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وأشاد الأمين العام لـ"حزب الله" بالبيان الذي أصدره قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، والذي اعتبر أنه "عبّر عن وطنيته ووطنية الجيش، وسنبقى متمسكين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة". والخميس، هنأ العماد رودولف هيكل العسكريين بمناسبة عيد "المقاومة والتحرير" الذي يحتفل به في لبنان لمناسبة الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000. ويشدد المسؤولون اللبنانيون على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، كما دعو "حزب الله" إلى التعاون حول مسألة السلاح، وفق خطة زمنية محددة. ولكن نعيم قاسم، أكد في أبريل الماضي، رفضه "نزع سلاح" الحزب، ودعا إلى "إزالة هذه الفكرة من القاموس". سلسلة غارات إسرائيلية والخميس الماضي، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق في جنوب لبنان، بمزاعم أنها مواقع تابعة لـ"حزب الله". وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن مقاتلاته قصفت "موقعاً عسكرياً يحتوي على قواذف صواريخ ووسائل قتالية في منطقة البقاع، بعد رصد نشاط لعناصر حزب الله"، وفق تعبيره. واستهدفت الغارات الإسرائيلية بلدة تولين في قضاء مرجعيون ومرتفعات جبل الريحان والمحمودية وسجد في منطقة جزين، ووادي العزية في قضاء صور جنوب لبنان، وجرود بوداي في البقاع شرق لبنان. ودان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام في بيان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتي تأتي في "توقيت خطير" قبيل الانتخابات البلدية في الجنوب. وقال سلام إن "هذه الانتهاكات لن تُثني الدولة عن التزامها بالاستحقاق الانتخابي، وحماية لبنان واللبنانيين"، مطالباً بـ"ممارسة المزيد من الضغط الدولي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً، والانسحاب الكامل التزاماً باتفاق ترتيبات وقف الاعمال العدائية وتطبيق القرار 1701".