logo
محمد القرقاوي: مستقبلنا لا يتطلب معجزات بل الالتزام بقيمنا الإنسانية

محمد القرقاوي: مستقبلنا لا يتطلب معجزات بل الالتزام بقيمنا الإنسانية

Khaleej Times١٢-٠٢-٢٠٢٥

استعرض معالي "محمد القرقاوي"، وزير شؤون مجلس الوزراء رؤية جريئة للأعوام الخمسة والعشرين المقبلة خلال جلسته الافتتاحية في القمة العالمية للحكومات اليوم الثلاثاء، داعياً القادة العالميين إلى إعادة التفكير في الأساليب التقليدية للتعليم، والنمو الاقتصادي، والقيم الاجتماعية في ضوء التقدم التكنولوجي.
وفي كلمته، تساءل معالي القرقاوي"، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس منظمة القمة العالمية للحكومات، عن مدى أهمية أنظمة التعليم التقليدية في المستقبل، وحثّ الحكومات على تبني نماذج التعلم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تخصيص التعليم على المستوى الفردي.
ومع تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى أداة تحويلية، توقّع حدوث تحوّل حيث ستجعل تجارب التعلم الشخصية التعليم أكثر سهولة في الوصول إليه، ممّا يوفر المزيد من الفرص للأشخاص في جميع أنحاء العالم.
كما ناقش "القرقاوي" الصعود الوشيك لتقنيات تعزيز القدرات البشرية، والتي يعتقد أنها ستعيد تعريف القدرات الجسدية والإدراكية. وأشار "القرقاوي" إلى أن هذه التطورات ستؤدي إلى عصر جديد حيث قد يندمج البشر مع التحسينات الاصطناعية، ممّا يحسن الإنتاجية وطول العمر وحتى الإبداع.
ومع تطوّر هذه التقنيات، ستواجه المجتمعات تحديات أخلاقية جديدة، ولكنها ستكتسب أيضاً حلولاً غير مسبوقة لقضايا عالمية ملحة. وقال: "نحن ننتقل من مرحلة إلى مرحلة مختلفة تماماً في تاريخ الحضارة الإنسانية".
وفي إطار نظرته المستقبلية، قدّم "القرقاوي" توقعات رئيسية حول المشهد العالمي خلال الربع قرن المقبل.
ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وستكون أغلبية هذه الزيادة في آسيا وأفريقيا. ومن المؤكد أن هذا الانفجار الديموغرافي سيؤثر على الوظائف وأنماط الاستهلاك والاقتصاد العالمي. وتستعد دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل لمواجهة هذه التحديات من خلال التركيز على نماذج النمو المستدام وتجهيز قوتها العاملة للمستقبل.
بحلول عام 2050، سيكون أكثر من 20% من سكان العالم فوق سن الستين، وهو التحوّل الديموغرافي الذي يفرض تحديات كبيرة على النظم الصحية والاجتماعية. ومع ازدياد السكان المسنين، ستحتاج الحكومات إلى تعزيز البنية الأساسية للرعاية الصحية، وأنظمة التقاعد، والخدمات الاجتماعية لتلبية هذه الحاجة المتزايدة.
وكان التحوّل الرئيسي الآخر الذي توقعه "القرقاوي" هو رواج الروبوتات، حيث توقع أن يكون هناك أكثر من 20 مليار روبوت قيد التشغيل بحلول عام 2050. ولن تعمل هذه الروبوتات على إحداث ثورة في الصناعات فحسب، بل سيكون لها أيضاً تأثير عميق على أسواق العمل ومتطلبات المهارات. ويوضح استثمار الإمارات العربية المتحدة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي التزامها بالبقاء في طليعة هذه التغييرات وإعداد شعبها للمستقبل.
وبينما أقرّ "القرقاوي" بالتحسن غير المسبوق في الرخاء والتعليم والرعاية الصحية على مدى العقود الماضية، إلا أنه أكّد على ضرورة استمرار الجهود العالمية في معالجة الفقر المدقع. وفي ظل وجود 630 مليون شخص ما زالوا يعيشون في فقر مدقع، دعا إلى أجندة عالمية أكثر توجهاً نحو القيم. وأشار إلى أن القضاء على الجوع والمرض يتطلب نحو 800 مليار دولار سنوياً.
ولكن هذا الرقم ليس مخيفاً كما يبدو. فقد اقترح "القرقاوي" أنه إذا خصصت أكبر خمسين اقتصاداً في العالم 1% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي للقضايا الإنسانية، فإن هذا سيصل إلى 880 مليار دولار ــ وهو أكثر من كاف لمواجهة هذه التحديات العاجلة.
وتُعد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقود بالفعل الطريق في هذا الصدد من خلال تخصيص 1.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للإغاثة الإنسانية، مثالاً يحتذى به لبقية العالم. وقال "القرقاوي": "القرار في أيدينا".
كما تحدّى "القرقاوي" الفكرة التقليدية القائلة بأن النمو الاقتصادي هو المقياس الوحيد لازدهار أي دولة. إذ تشير الأبحاث إلى أن الاقتصادات الأكبر حجماً ليست بالضرورة هي المجتمعات الأكثر استقراراً أو الأكثر ثراءً.
وعلاوة على ذلك، مع معاناة أكثر من 200 مليون شخص من اضطرابات الصحة العقلية على مستوى العالم، شدّد "القرقاوي" على ضرورة أن تتبنى الحكومات منظوراً أوسع للنمو، آخذاً في الاعتبار الاستقرار الاجتماعي، والصحة العقلية، وجودة الحياة بشكل عام.
كما أشار إلى التراجع المقلق في ثقة الناس في الحكومات على مدى العقدين الماضيين، حيث كشف تقرير مؤشر الثقة أن الثقة العالمية في الحكومات تبلغ الآن 52% فقط. وقد ساهم هذا التآكل في الثقة في صعود الحركات والاحتجاجات الشعبوية في جميع أنحاء العالم. وأكّد "القرقاوي" أن إعادة بناء الثقة أمر بالغ الأهمية لمستقبل الحوكمة العالمية.
متحدثاً عن التأثير المدمر للحروب والصراعات، ذكّر "القرقاوي" الحضور بأن أكثر من مليوني شخص فقدوا حياتهم خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية بسبب العنف، بينما نزح 120 مليون شخص.
ولكن رغم هذه العواقب المأساوية، لم تنته سوى 4% من الصراعات باتفاقيات سلام. وكانت الرسالة واضحة: الحلول الدبلوماسية لابد أن تكون لها الأسبقية على العنف، ولابد أن تركز الجهود العالمية على منع الصراعات بدلاً من حلها.
وأكّد "القرقاوي" أن مستقبل البشرية سيتشكل من خلال القرارات التي نتخذها اليوم. وأضاف: "مستقبلنا لا يتطلب معجزات، بل يتطلب فقط الالتزام بقيمنا الإنسانية". وفي حين ستشهد السنوات الخمس والعشرون المقبلة تقدماً تكنولوجياً سريعاً وتغيرات اجتماعية، شدّد "القرقاوي" على أهمية الحكمة في التعامل مع هذا العصر الجديد. ويجب على الحكومات والشركات والأفراد جميعاً أن يلعبوا دورهم في صياغة مستقبل يعطي الأولوية لرفاهية البشرية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبرز المعلومات عن صاروخ Sceptre.. سلاح أسرع من الصوت
أبرز المعلومات عن صاروخ Sceptre.. سلاح أسرع من الصوت

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

أبرز المعلومات عن صاروخ Sceptre.. سلاح أسرع من الصوت

تم تحديثه الخميس 2025/5/22 06:46 م بتوقيت أبوظبي في لحظةٍ تُعيد تعريف مفهوم «المدفعية الذكية»، كشفت شركة «تيبيريوس» عن الصاروخ النفاث الجديد Sceptre TRBM 155HG، الذي يمثل قفزة نوعية في عالم الذخائر الدقيقة طويلة المدى. الصاروخ الذي أزيح الستار عنه خلال مؤتمر «مستقبل المدفعية» في لندن، يعد حلا مبتكرا، منخفض الكلفة، عالي الفعالية، ومصمما خصيصًا ليتوافق مع مدافع الناتو القياسية دون الحاجة إلى منصات إطلاق معقدة أو لوجستيات ثقيلة. وبمدى يصل إلى 160 كلم وسرعة تتجاوز 3.5 ماخ، يضع Sceptre معيارًا جديدًا للدقة والمرونة، جامعًا بين الدفع النفاث المبتكر ونظام توجيه هجين مدعوم بالذكاء الاصطناعي. لا يُعد هذا الصاروخ مجرد تطوير تقني، بل تحوّل استراتيجي يُهدد مستقبل الأنظمة الثقيلة باهظة الثمن، مقدّما حلاً عمليًا للاشتباك العميق، بكلفة لا تتجاوز 52 ألف دولار للقذيفة، وفقا لما ذكره موقع " armyrecognition". مدى صاروخ سبتير يُعد صاروخ " Sceptre TRBM 155HG " ذخيرة مدفعية نفاثة رامية دقيقة التوجيه عيار 155 ملم، قادرة على توجيه ضربات دقيقة على مسافات تتراوح بين 140 و160 كيلومترًا. تكنولوجيا التوجيه في صاروخ سبتير تطلق هذه الذخيرة من أنظمة مدفعية أنبوبية تقليدية متوافقة مع معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتستخدم نظام دفع نفاثة رامية يعمل بالوقود السائل، ويُفعّل بعد خروج السبطانة مباشرةً، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعات تصل إلى 3.5 ماخ وارتفاعات تزيد عن 65,000 قدم. ويعمل المحرك على ضغط الهواء الداخل دون تحريك أجزاء، مستخدمًا سرعته العالية للحفاظ على الاحتراق وتوليد دفع مستمر طوال رحلته. ويعمل هذا المسار عالي الارتفاع على الحد من تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والحرب الإلكترونية، كما أنه يتميز باحتمالية خطأ دائري تقل عن 5 أمتار، حتى في البيئات التي يتنافس فيها نظام تحديد المواقع. ويتضمن الصاروخ حزمة توجيه هجينة تجمع بين نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والقصور الذاتي، وتصحيح استهداف مُحسّن بالذكاء الاصطناعي. تمر الذخيرة بمراحل مسار قياسية، وإطلاق السبطانة، وإشعال المحرك النفاث وتحديث بيانات القياس عن بُعد في منتصف المسار، وتصحيح التوجيه النشط، والهبوط النهائي، وينتهي الأمر بتفجير دقيق عبر فتيل قابل للبرمجة. وكان التطوير التشغيلي للصاروخ سريعًا، حيث كانت عمليات إطلاق تجريبية جارية بالفعل في الولايات المتحدة من خلال تطبيق نموذج تكامل مستمر على غرار وادي السيليكون. كيف يُستَخدم صاروخ سبتير لاعتراض الصواريخ الباليستية؟ وبخلاف قذائف المدفعية الكلاسيكية التي تقتصر على مدى يتراوح بين 24 و30 كيلومترًا، والتي يزيد مدى استهدافها عن 100 متر، يُمكّن سيبتر من الاشتباكات العميقة والدقيقة مع بساطة لوجستية. ويستهدف سيبتر حاليا أهدافا ثابتة عالية القيمة على مسافات تصل إلى 150 كيلومترا فمن المتوقع أن تستهدف الإصدارات المستقبلية الأهداف المتحركة ويعد الصاروخ بديلا موثوقا للأنظمة الأكثر تكلفةً وتعقيدًا من الناحية اللوجستية، مثل نظام "ER GMLRS " فرغم تساويهما في المدى الذي يبلغ 150 كم، إلا أن الأخير يجب إطلاقه من منصات MLRS/HIMARS المُصممة خصيصًا له، كما أنه يحمل رأسًا حربيًا أثقل بكثير يبلغ وزنه 90 كجم (مقابل 5.2 كجم لنظام Sceptre)، مما يجعله غير مناسب لضربات أكثر دقةً وأقل ضررًا. كما أن Sceptre أكثر موثوقية من المقذوف المناوري بعيد المدى (LRMP) الذي يبلغ مداه 120 كلم، إلا أنه يفتقر إلى الدفع النفاث الذي يمنح نظام Sceptre مداه الممتد ومساره النهائي عالي السرعة. وهناك نظام آخر مُشابه، وهو قذيفة " Nammo " النفاثة عيار 155 مم، التي جرى تطويرها بالتعاون مع شركة "بوينغ". ويسعى هذا النظام -أيضًا- إلى دمج مدى الصواريخ في المدفعية الأنبوبية، لكنه يستخدم الدفع بالوقود الصلب، مما يحد من المرونة في التزويد بالوقود اللوجستي ومدة الصلاحية مقارنةً بتصميم Sceptre الذي يعمل بالوقود السائل. كم تبلغ تكلفة إنتاج صاروخ سبتير؟ ستبلغ تكلفة قذيفة سيبتر بدون حمولة 52 ألف دولار وهي التكلفة التي قد تنخفض مع زيادة الإنتاج إلى ما يتراوح بين 40 ألف و42 ألف دولار وذلك وفقا لما ذكره موقع "الأمن والدفاع الأوروبي". ويعني هذا السعر أن فرق التكلفة صارخ حيث يبلغ سعر قذائف Excalibur الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بنحو 100,000 دولار أمريكي للوحدة، ويتجاوز سعر GMLRS في كثير من الأحيان 160,000 دولار أمريكي، وأحيانًا يصل إلى 500,000 دولار أمريكي aXA6IDgyLjI1LjIxMC4xNDUg جزيرة ام اند امز LV

شرطة دبي تُطلق روبوتاً متخصصاً في العمليات التكتيكية
شرطة دبي تُطلق روبوتاً متخصصاً في العمليات التكتيكية

الإمارات اليوم

timeمنذ 17 ساعات

  • الإمارات اليوم

شرطة دبي تُطلق روبوتاً متخصصاً في العمليات التكتيكية

دشّن مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي، اللواء عبدالله علي الغيثي، الروبوت الذكي كاليبر ميني فليكس «Caliber Mini-FLEX»، في خطوة نوعية تعكس التوجه الاستراتيجي لشرطة دبي نحو تعزيز الجاهزية الميدانية عبر أحدث التقنيات الذكية والمعدات التكتيكية المتقدمة. وأكد اللواء الغيثي، خلال التدشين، التزام شرطة دبي بتعزيز بنيتها التقنية وتزويد كوادرها بأحدث المعدات المتخصصة في الأمن والتعامل مع المتفجرات، مشيداً بقدرات الروبوت، ودوره المرتقب في دعم المهام التكتيكية، لاسيما في البيئات الخطرة والمعقدة. ويُعدّ الروبوت إضافة استراتيجية، خصوصاً في المهام المعقدة التي تتطلب تدخلات دقيقة في بيئات خطرة أو ضيقة. ويتميّز بخفة وزنه، الذي لا يتجاوز 36.7 كغم، وقدرته على حمل أجسام يصل وزنها إلى 11 كغم، وتسلق السلالم بزاوية 45 درجة، بفضل الأرجل الأمامية والخلفية المتحركة بزوايا تراوح بين -143°و+77°. ويضم نظام تصوير متطوراً بكاميرات عالية الدقة (1080×720 بكسل)، ويُدار عبر وحدة تحكم محمولة مزودة بشاشة لمس بحجم 10.1 بوصات، ويتضمن الروبوت نظام إطلاق مياه غير ارتدادي، وكاميرا مدمجة للسلاح، إلى جانب دائرة إطلاق واحدة، وهو ما يُعزز من إمكاناته في التعامل مع الأجسام المشبوهة والمهام الأمنية الخاصة، ويدعم ميزة البث المباشر للصوت والصورة عبر الإنترنت، مع نظام تحذيري متقدم عند اقتراب حدوث تصادم.

تحذير.. ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد حياة الملايين حول العالم
تحذير.. ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد حياة الملايين حول العالم

العين الإخبارية

timeمنذ 21 ساعات

  • العين الإخبارية

تحذير.. ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد حياة الملايين حول العالم

حذر علماء من أن ارتفاع مستوى سطح البحر قد يصبح غير قابل للإدارة حتى إذا تم حصر الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية. ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Communications Earth and Environment، فاستمرار متوسط الاحترار عند 1.2 درجة مئوية، كما هو الحال خلال العقد الماضي، يؤدي بالفعل إلى تسارع ذوبان الصفائح الجليدية، ما يرفع مستويات البحار بمعدلات تهدد قدرة الدول على التكيف. ووفقا لتقرير لصحيفة الغارديان، تشير الدراسة إلى أن فقدان الجليد من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية قد تضاعف 4 مرات منذ تسعينيات القرن الماضي، ليصبح المحرك الرئيسي لارتفاع مستوى سطح البحر. ورغم أن الهدف العالمي المتمثل في حصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية لا يزال قائمًا، إلا أن بلوغ هذا الهدف أصبح شبه مستحيل. حتى وإن خفضت الانبعاثات بشكل حاد، فإن الدراسة تتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر بمعدل 1 سنتيمتر سنويا بحلول نهاية القرن، وهو أسرع من قدرة الدول على بناء الدفاعات الساحلية. وقال البروفيسور كريس ستوكس من جامعة دورهام، المؤلف الرئيسي للدراسة: "نحن نشهد تحقق بعض أسوأ السيناريوهات تقريبًا أمام أعيننا. ففي ظل الاحترار الحالي البالغ 1.2 درجة مئوية، يتسارع ارتفاع مستوى البحر بمعدلات قد تصبح غير قابلة للإدارة بحلول نهاية هذا القرن أي خلال عمر شباب اليوم". وفي ظل المسار الحالي، فإن العالم يتجه نحو احترار يتراوح بين 2.5 إلى 2.9 درجة مئوية، مما سيؤدي على الأرجح إلى تجاوز نقاط التحول لانهيار صفائح الجليد في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية. هذا الانهيار قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب البحار بما يصل إلى 12 مترًا على المدى الطويل. مناطق خطرة ويعيش اليوم نحو 230 مليون شخص ضمن متر واحد فقط فوق مستوى سطح البحر، ونحو مليار شخص يعيشون على ارتفاع أقل من 10 أمتار. حتى ارتفاع بسيط قدره 20 سم بحلول عام 2050 قد يسبب أضرارًا سنوية جراء الفيضانات تتجاوز تريليون دولار في أكبر 136 مدينة ساحلية حول العالم، إلى جانب آثاره المدمرة على سبل العيش وحياة الناس. ومع ذلك، يؤكد العلماء أن كل جزء من الدرجة المئوية يُمكن تجنبه من الاحترار العالمي يُحدث فرقًا، إذ يُبطئ من وتيرة ارتفاع البحار ويمنح المجتمعات وقتًا أطول للتأقلم، ما يقلل من المعاناة البشرية. وصرح البروفيسور جوناثان بامبر من جامعة بريستول أن "الحد الآمن" لذوبان الصفائح الجليدية قد يكون أقل من 1 درجة مئوية. وأضاف: "نقصد بالحد الآمن ذلك الذي يسمح بدرجة معينة من التكيف، بدلًا من الهجرة الداخلية القسرية والكوارث. وإذا بلغنا معدل ارتفاع قدره 1 سم سنويًا، فإن التكيف يصبح بالغ الصعوبة، وسنشهد هجرات جماعية لم نشهد مثلها في التاريخ الحديث". والدول النامية مثل بنغلاديش ستكون الأكثر تضررًا، في حين أن الدول الغنية مثل هولندا قد تتمكن من الصمود لفترة أطول بفضل خبرتها في مواجهة الفيضانات. واستندت الدراسة إلى بيانات من فترات دافئة في الماضي تعود إلى 3 ملايين سنة، إلى جانب ملاحظات الأقمار الصناعية حول ذوبان الجليد والنماذج المناخية الحديثة. وخلصت إلى أن استمرار فقدان الجليد يمثل "تهديدًا وجوديًا" لسكان المناطق الساحلية في العالم. وأشارت البروفيسورة أندريا داتون من جامعة ويسكونسن ماديسون إلى أن "الأدلة من الفترات الدافئة في الماضي تُظهر أنه يمكن توقع ارتفاع منسوب البحر بعدة أمتار – أو أكثر – إذا بلغ متوسط درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية أو أكثر". تاريخيًا، وبعد نهاية العصر الجليدي الأخير قبل نحو 15000 سنة، ارتفع مستوى البحر بمعدل أسرع بعشر مرات من المعدلات الحالية، مدفوعًا بردود فعل مناخية متسلسلة، ربما نتجت عن ارتفاع بسيط في درجة الحرارة. أما آخر مرة بلغ فيها تركيز ثاني أكسيد الكربون مستويات مماثلة لما عليه اليوم – أي قبل نحو 3 ملايين سنة – فقد ارتفع مستوى البحر حينها بما يتراوح بين 10 إلى 20 مترًا. حتى لو تمكنت البشرية من خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون والعودة إلى درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية، فإن الصفائح الجليدية ستحتاج إلى مئات أو آلاف السنين للتعافي. ما يعني أن الأراضي التي ستغمرها المياه ستظل مفقودة لفترة طويلة، ربما حتى حلول العصر الجليدي المقبل. aXA6IDE1NC4yMS4xMjUuNzgg جزيرة ام اند امز ES

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store