logo
من الطائرات المسيرة إلى مالي... ما وراء زيارة فيدان للجزائر؟

من الطائرات المسيرة إلى مالي... ما وراء زيارة فيدان للجزائر؟

النهار٢٣-٠٤-٢٠٢٥

في ظل توتر غير مُعلن، زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجزائر. ولئن بدت الزيارة ودية، خاصةً مع التقارب الذي شهدته العلاقات بين الجزائر وأنقرة منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم، إلا أن باطنها يحمل محاولات لرأب صدع الانزعاج الجزائري من الدور التركي في منطقة الساحل.
وافتتح الوزير التركي قنصلية لبلاده في مدينة وهران، ثاني أكبر مدينة في الجزائر، وعقد اجتماعات ثنائية مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، كما ترأس مناصفة معه الدورة الثالثة للجنة الجزائرية – التركية للتخطيط، مطلقاً تصريحات تؤكد وجود تقارب في وجهات النظر بين مسؤولي البلدين بشأن قضايا دولية راهنة.
ويرى المحلل السياسي العيد زغلامي أن زيارة وزير الخارجية التركي للجزائر "ظاهرها زيارة صداقة بين دولتين تربطهما علاقات سياسية واقتصادية جيدة، خاصة أن تركيا تُعد وجهة سياحية وتجارية مفضلة لآلاف الجزائريين، ولديها كذلك استثمارات هامة في الجزائر"، مشيراً إلى أن "فيدان هو الرئيس السابق للمخابرات التركية، ما يجعل للزيارة خلفيات غير مُعلنة، خصوصاً في هذا التوقيت".
ويوضح زغلامي، في حديث مع "النهار"، أن "الجانب الأمني حظي بحيز كبير من النقاشات بين الوزير التركي والمسؤولين الجزائريين، إلى جانب الجوانب الاقتصادية والتعاونية، لا سيما أن الجزائر اعتادت مناقشة الملفات الأمنية بطابع ديبلوماسي وسري، كما حدث مؤخراً مع موسكو في ظل تداعيات الوجود الروسي في منطقة الساحل، إذ زار عدد من المسؤولين الروس الجزائر".
ويشير زغلامي إلى أسباب قلق وانزعاج الجزائر من الدور التركي في المنطقة، من بينها: "مشروع إنتاج طائرات دون طيار في المغرب، والوجود التركي غير الخفي في منطقة الساحل الأفريقي، والدعم السياسي والعسكري الواضح للانقلابيين في مالي"، لافتاً إلى صفقات بيع تركيا طائرات مسيّرة للنظام الانقلابي في مالي، وهو ما "يشكّل مصدراً إضافياً لقلق الجزائر من الموقف التركي الذي تغلب عليه ازدواجية المصالح"، خاصة بعدما أسقط الجيش الجزائري إحدى هذه الطائرات إثر اختراقها أجواء البلاد، الأمر الذي خلّف توتراً ديبلوماسياً وأدى إلى إغلاق المجال الجوي بين الجزائر ومالي.
"كل هذا جعل العلاقات الجزائرية – التركية تمر بمرحلة من الفتور والتوتر"، يقول زغلامي، مضيفاً أن هذا ما دفع السلطات التركية إلى محاولة تدارك الموقف عبر زيارة وزير خارجيتها للجزائر، وخصوصاً أن "الدور التركي في منطقة الساحل غيّر من صورة تركيا الإيجابية لدى الجزائريين، وأضرّ بالعلاقة الطيبة التي جمعت في السابق رئيسي البلدين".
ويؤكد زغلامي أن "أنقرة مطالبة اليوم بمراجعة سياساتها في منطقة الساحل، لا سيما أن الجزائر معروفة بنديّتها وصبرها وردّ فعلها الحازم عندما يتعلق الأمر بسيادتها وأمن حدودها".
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر د. حكيم بوغرارة، في حديث لـ"النهار"، أن زيارة وزير الخارجية التركي للجزائر "تأتي في سياقات إقليمية ودولية تتسم بكثرة التحديات الأمنية والاختراقات، إلى جانب ضعف قراءة توجهات الأزمات والعلاقات الدولية".
ويوضح أن "بين الجزائر وتركيا الكثير من المصالح المشتركة، منها مبادلات تجارية يطمح الجانبان إلى رفعها إلى 10 مليارات دولار، إضافة إلى التنسيق في عدد من الملفات"، مستدركاً بالقول: "لكن إسقاط الجيش الجزائري طائرة مالية من صنع تركي، وما أعقب ذلك من تداعيات ديبلوماسية، يُحتّم على حلفاء الجزائر ضرورة استشراف علاقاتها مع دول الجوار، وإجراء قراءات دقيقة لأي خطوة في هذا الاتجاه".
ويشير بوغرارة إلى أن تركيا "لا تستطيع أن تخسر حليفاً مهماً مثل الجزائر مقابل صفقات لا ترتقي إلى حجم المبادلات التجارية بين البلدين"، مؤكداً أن الحضور التركي في مالي وليبيا "يجب أن يكون مسؤولاً، مع مراعاة المصالح التركية مع دول الجوار".
كذلك، يشدد على أن السياسة الخارجية الجزائرية مبنية على حماية مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي، ولهذا "فإنها تتخذ ما تراه مناسباً"، مشيراً إلى أن الرسالة الأهم التي تسوّقها الجزائر على المستوى الدولي هي تأكيدها على أحقية الدول في الاستفادة من أوضاع سياسية مستقرة قائمة على الشرعية والمؤسسات المنتخبة. ويضيف أن "من حق كل دولة اختيار حلفائها، شرط ألا يكون ذلك على حساب أمن الجوار، كما يحدث حالياً، خاصة في ليبيا ومالي، من وجهة نظر الجزائر".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني
أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني

يعاني كيان الاحتلال من أزمة في الملاحة الجوية، بفعل الحظر الجوي الذي تفرضه 'أنصار الله' في اليمن على مطار بن غوريون، حيث أُلغيت نحو 45 رحلة جوية إلى تل أبيب خلال 24 ساعة فقط. وأظهر موقع 'فلايت رادار' المتخصص بتتبع حركة الطيران، انخفاضاً حاداً في عدد الرحلات المتجهة إلى مطارات الاحتلال، مؤكداً إلغاء العشرات منها، وخاصة إلى مطار بن غوريون، مع استمرار التهديدات اليمنية باستهداف المطارات الإسرائيلية. وقال مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة 'رايان إير'، إن شركته 'فقدت صبرها تجاه الوضع الأمني في مطار بن غوريون'، مشيراً إلى أن الشركة 'تدرس نقل رحلاتها إلى وجهات بديلة في أوروبا لضمان بيع المقاعد بشكل آمن'. وتأتي هذه التطورات في ظل تكرار 'أنصار الله' تحذيراتها لشركات الطيران من مغبة الاستمرار في تسيير الرحلات إلى الأراضي المحتلة، مؤكدة أنّ جميع مطارات الاحتلال باتت ضمن بنك أهدافها. وفي هذا السياق، كتب صحافي صهيوني: 'لا يمكننا هزيمة اليمنيين، فهم عازمون وحازمون! لقد نجحوا في تعطيل الرحلات إلى إسرائيل ويُسببون لنا أضراراً جسيمة وإزعاجاً متواصلاً'. أما الصحافي الصهيوني ليئور دايان، فتساءل: 'كيف أصبحت اليمن دولة لا يمكن لأحد إيقافها؟ هذه الحركة الصغيرة تحولت إلى واحدة من أكثر القوى غير المتوقعة والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط؛ إنها تحتل المدن، تطلق الصواريخ، تهاجم إسرائيل، وتحوّل اليمن إلى دولة لا يمكن غزوها أو قصفها أو السيطرة عليها من الداخل'. ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، تكبّد قطاع السياحة في كيان الاحتلال خسائر فادحة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار. وعزت المصادر هذا الانهيار إلى تحذيرات السفر التي أصدرتها عشرات الدول، مشيرة إلى انخفاض بأكثر من 90% في عدد السياح القادمين منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني
أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

أزمة ملاحة جوية تعصف بالكيان الصهيوني مع دخول الحظر اليمني أسبوعه الثاني

يعاني كيان الاحتلال من أزمة في الملاحة الجوية، بفعل الحظر الجوي الذي تفرضه 'أنصار الله' في اليمن على مطار بن غوريون، حيث أُلغيت نحو 45 رحلة جوية إلى تل أبيب خلال 24 ساعة فقط. وأظهر موقع 'فلايت رادار' المتخصص بتتبع حركة الطيران، انخفاضاً حاداً في عدد الرحلات المتجهة إلى مطارات الاحتلال، مؤكداً إلغاء العشرات منها، وخاصة إلى مطار بن غوريون، مع استمرار التهديدات اليمنية باستهداف المطارات الإسرائيلية. وقال مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة 'رايان إير'، إن شركته 'فقدت صبرها تجاه الوضع الأمني في مطار بن غوريون'، مشيراً إلى أن الشركة 'تدرس نقل رحلاتها إلى وجهات بديلة في أوروبا لضمان بيع المقاعد بشكل آمن'. وتأتي هذه التطورات في ظل تكرار 'أنصار الله' تحذيراتها لشركات الطيران من مغبة الاستمرار في تسيير الرحلات إلى الأراضي المحتلة، مؤكدة أنّ جميع مطارات الاحتلال باتت ضمن بنك أهدافها. وفي هذا السياق، كتب صحافي صهيوني: 'لا يمكننا هزيمة اليمنيين، فهم عازمون وحازمون! لقد نجحوا في تعطيل الرحلات إلى إسرائيل ويُسببون لنا أضراراً جسيمة وإزعاجاً متواصلاً'. أما الصحافي الصهيوني ليئور دايان، فتساءل: 'كيف أصبحت اليمن دولة لا يمكن لأحد إيقافها؟ هذه الحركة الصغيرة تحولت إلى واحدة من أكثر القوى غير المتوقعة والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط؛ إنها تحتل المدن، تطلق الصواريخ، تهاجم إسرائيل، وتحوّل اليمن إلى دولة لا يمكن غزوها أو قصفها أو السيطرة عليها من الداخل'. ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، تكبّد قطاع السياحة في كيان الاحتلال خسائر فادحة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار. وعزت المصادر هذا الانهيار إلى تحذيرات السفر التي أصدرتها عشرات الدول، مشيرة إلى انخفاض بأكثر من 90% في عدد السياح القادمين منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. المصدر: موقع المنار

حنفية الحزب مسكرة
حنفية الحزب مسكرة

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

حنفية الحزب مسكرة

الحزب محاصر ماليا وعسكريا من كل الجهات. إسرائيل بتحاصرو ميدانيا ومسكرا عليه معابر التهريب بين لبنان وسوريا. والعقوبات الدولية، الأميركية خصوصة مش راحمتو. نهار بينزل عقوبات على أشخاص مرتبطين بأعمال مالية مشبوهة مع الحزب ونهار بينرصد مكافآت مالية عالية ومغرية. فأعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن رصد مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الشبكات المالية لحزب الله بأميركا الجنوبية. يعني ما وقفت على عمليات 'تجارية' بين لبنان وسوريا وتهريبات على نطاق الشرق الأوسط. الbusiness واصل لأميركا الجنوبية، وواشنطن مستعدة تدفع الملايين لوقف عمليات الحزب من غسل أموال وتزوير الوثائق، الاحتيال باستخدام بطاقات الائتمان، وتزوير الأموال، والتهريب، والمخدرات… وبوقت العروضات الأميركية ماشية، المشانق عم تتعلّق بضاحية بيروت الجنوبية مع الكشف عن مجموعة عملاء بيتخطى عددن الـ21 سربوا معلومات مهمة عن شخصيات مهمة من حزب الله، ومن ضمنن ابن أحد القياديين ويلي اتسبب بخسارة الحزب لأغلب القادة والمسؤولين. يعني اذا الواحد بحزبو طلع مش مأمن لابنو مين الو أمان بعد؟ View this post on Instagram A post shared by IMLebanon (@imlebanonnews)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store