
العالمية للأرصاد الجوية: تغير المناخ آثاره ستمتد آلاف السنين
ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة عن تقرير حالة المناخ العالمي الصادر عن المنظمة قوله "إن عام 2024 كان على الأرجح أول عام تقويمي تتجاوز فيه درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية عن معدل ما قبل الصناعة، مما يجعله العام الأكثر دفئا في سجل الرصد الذي يمتد لـ 175 عاما".
ووفقا للتقرير، فإن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغ أعلى مستوياته في الـ 800 ألف عام الماضية، وأن كل سنة من السنوات العشر الماضية كانت على حدة بين أكثر 10 سنوات دفئا على الإطلاق، وأن كل سنة من السنوات ال( الماضية سجلت رقما قياسيا جديدا ل حرارة المحيطات.
ووجد التقرير أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر قد تضاعف منذ بدء القياسات ب الأقمار الصناعية.. وتشير توقعات المناخ إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات سيستمر "حتى نهاية القرن الحادي والعشرين على الأقل، حتى في ظل سيناريوهات انبعاثات الكربون المنخفضة".
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "يصدر كوكبنا مزيدا من إشارات الاستغاثة، لكن هذا التقرير يظهر أن الحد من ارتفاع درجة ال حرارة العالمية على المدى الطويل إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنا.. يجب على القادة أن يبذلوا جهودا لتحقيق ذلك، مستغلين فوائد مصادر الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة لشعوبهم واقتصاداتهم، مع خطط مناخية وطنية جديدة من المقرر إصدارها هذا العام".
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع درجة ال حرارة العالمية على المدى الطويل لا يزال أقل من عتبة 1.5 درجة مئوية التي حددها اتفاق باريس للمناخ، ويقدر أنه يتراوح حاليا بين 1.34 و1.41 درجة مئوية مقارنة بخط الأساس للفترة 1850-1900.
وبدورها، قالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية"سيليست ساولو"، "في حين أن ارتفاع درجة ال حرارة لأكثر من 1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد لا يعني أن أهداف درجة ال حرارة طويلة الأجل لاتفاق باريس بعيدة المنال، فإنه بمثابة جرس إنذار بأننا نزيد من المخاطر على حياتنا واقتصاداتنا وعلى كوكبنا.
ووفقا للتقرير، فإن درجات ال حرارة العالمية القياسية التي سجلت عام 2023 - وتحطمت عام 2024 - ترجع بشكل رئيسي إلى الارتفاع المستمر في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلى جانب التحول من ظاهرة النينيا الباردة إلى ظاهرة النينيو الدافئة.
وأشار التقرير أيضا إلى عدة عوامل أخرى قد تكون ساهمت في هذه القفزات غير المتوقعة وغير العادية في درجات ال حرارة ، بما في ذلك التغيرات في الدورة الشمسية، وثوران بركاني هائل، وانخفاض الهباء الجوي المبرد.
وقالت "ساولو" إن بيانات عام 2024 تظهر أن المحيطات استمرت في الاحترار، وأن مستويات سطح البحر استمرت في الارتفاع، وأن الأجزاء المتجمدة من سطح الأرض ، والمعروفة بالغلاف الجليدي، تذوب بمعدل ينذر بالخطر: إذ تستمر الأنهار الجليدية في التراجع، ووصل جليد البحر في أنتاركتيكا إلى ثاني أدنى مستوى له على الإطلاق. في غضون ذلك، لا يزال الطقس المتطرف يخلف عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم.
وأكدت "ساولو" أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمجتمع الدولي يكثفان جهودهما لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وخدمات المناخ"لمساعدة صانعي القرار والمجتمع ككل على أن يكونوا أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الطقس والمناخ القاسيين.
كما أكدت أنه يتم إحراز التقدم، "لكننا بحاجة إلى المضي قدما وبسرعة أكبر. نصف دول العالم فقط لديها أنظمة إنذار مبكر كافية. هذا يجب أن يتغير".. وشددت على أن الاستثمار في خدمات الطقس والمياه والمناخ أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى لمواجهة التحديات وبناء مجتمعات أكثر أمانا ومرونة.
يستند التقرير إلى مساهمات علمية من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، ومراكز المناخ الإقليمية التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، وشركاء الأمم المتحدة، وعشرات الخبراء.
وقد نشر التقرير قبل حلول اليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 مارس، واليوم العالمي للمياه في 22 مارس، واليوم العالمي للأنهار الجليدية في 21 مارس.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 3 ساعات
- بوابة الأهرام
مشروع إستراتيجي
كل دولة تطمح إلى امتلاك الطاقة النووية، لا بد أن تبدأ أولاً من الأساس الأهم: ليس بصب الخرسانة، ولا بالأسلاك، بل بالفصول الدراسية، وتنشئة جيل قادر على فهم التكنولوجيا، وتشغيلها، وتطويرها. وهذا هو المشهد الذي يتشكّل اليوم في مصر، حيث يجري بناء أحد أضخم برامج الطاقة النووية في العالم، ليس فقط بالآلات والمعدات، بل بالعقول أيضاً، وفي قلب هذا المشروع تقف روساتوم. قد تكون محطة الضبعة النووية هي رمز مستقبل الطاقة في مصر، لكن محركها الحقيقي يكمن في الالتزام الدؤوب والمستدام تجاه بناء المعرفة، والذي رافق المشروع منذ لحظاته الأولى. منذ عام 2015، سافر أكثر من 100 طالب مصري إلى روسيا لدراسة تخصصات الهندسة والطاقة النووية، وبحلول عام 2028، سيصل هذا الرقم إلى 1700 مهني مدرّب — كل واحد منهم متخصص مؤهل لتشغيل وصيانة وقيادة محطة الضبعة. هذا ليس مجرد استثمار في الأفراد، بل هو استثمار في الاستدامة، فهؤلاء ليسوا فنيين مؤقتين جاءوا لمهمة عابرة، بل هم نواة جيل جديد من الخبراء النوويين المصريين، المؤهلين لتملّك وتشغيل المشروع والصناعة ككل، إنها البنية التحتية الذهنية التي تقف وراء البنية التحتية المادية. على شواطئ البحر المتوسط، ترتفع في آنٍ واحد أربعة مفاعلات من طراز VVER-1200، وعند اكتمالها، ستوفر محطة الضبعة 13% من احتياجات مصر من الكهرباء، وتُسهم في تقليل أكثر من 11 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما ستكون أول محطة في إفريقيا تعتمد على تكنولوجيا الجيل الثالث المطوّر (III+). لكن وراء هذه الأرقام، هناك رسالة أعمق: الضبعة خطوة وطنية نحو الاستقلال في مجال الطاقة، والتنمية الصناعية، والريادة العلمية. المشروع يوظف حالياً أكثر من 24,000 شخص، من خلال منظومة متكاملة تشمل المقاولات، والتدريب، وسلاسل التوريد. من البناء إلى أنظمة التحكم، ومن إجراءات السلامة إلى شركات الهندسة المحلية، لا تُعدّ الضبعة موقعاً معزولاً، بل بيئة نابضة بالحياة والتطور. لهذا السبب، صمّمت روساتوم وهيئة المحطات النووية المصرية لتوليد الكهرباء (NPPA) نموذج تعاون هادفًا يُدمج التعليم في كل مرحلة من مراحل المشروع، بدءًا من التدريب الفني في الأكاديميات النووية الروسية، إلى ورش العمل المحلية التي يشارك فيها مدربون روس ومهندسون مصريون. ولعل أبرز هذه اللحظات جاءت في فبراير الماضي، حين استضافت مدينة الإسكندرية المنتدى الدولي للشباب حول التكنولوجيا النووية المستدامة، بمشاركة وفود ضمت أكثر من 350 شاباً من 25 دولة، من ضمنهم طلاب وباحثون وصنّاع قرار مصريون حيث قاموا بزيارة موقع الضبعة، والمشاركة في جلسات علمية، ونقاشات دولية حول الاستدامة والابتكار في المجال النووي، لقد كانت رسالة واضحة: مصر لا تبني محطة، بل تصنع قادة للغد. هذا التعاون في التعليم النووي ليس وليد اليوم. بل تعود جذوره إلى عام 1958، حين تعاونت مصر مع الخبراء الروس لإنشاء أول مفاعل بحثي في إنشاص، في إطار سعيها آنذاك للانضمام إلى المجتمع العلمي النووي الدولي، واليوم، تطوّر ذلك التعاون ليصبح برنامجاً شاملاً، يركّز على المستقبل، ويربط التاريخ بالرؤية. ومع احتفال روسيا بمرور 80 عاماً على تأسيس صناعتها النووية هذا العام، بات دور مصر في هذه القصة أكثر وضوحاً، لا بصفتها وافداً جديداً، بل كشريك إستراتيجي، وقد تجلّى ذلك هذا العام بمشاركة مصر لأول مرة -كأول دولة عربية- في العرض العسكري بموسكو في يوم النصر يوم 9 مايو الماضي، وكانت الإشارة الرمزية جلية: دولتان تمضيان معاً إلى المستقبل، مدفوعتين بتاريخ مشترك ورؤية موحدة. ورغم أن توليد الكهرباء يظل في صدارة الاهتمام، فإن وجود روساتوم في مصر يتعدى ذلك بكثير، ويمسّ قطاعات الحياة اليومية، بدءًا من الطب النووي والعقاقير الإشعاعية، وصولاً الى ابتكارات تخزين الطاقة وتقنيات المواد المضافة والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي يتم تقديمها اليوم للمستشفيات والجامعات والصناعة المصرية. ما تبنيه روساتوم مع مصر يتجاوز محطة طاقة نووية، إنه التزام طويل الأمد ببناء المعرفة، وتعزيز الكفاءات، وصناعة مستقبل تصبح فيه مصر ليس فقط مستهلكاً للتكنولوجيا العالمية، بل مساهماً فاعلاً في تطويرها. وهذا هو المعنى الحقيقي لتحقيق الحلم النووي، لا باستيراده، بل بتنميته، خطوة بخطوة، طالباً بعد طالب، وخبيراً بعد خبير، وفكرة بعد أخرى، وبالنسبة لمصر، فإن هذه الرحلة قد بدأت.


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
ثقافة : وشم نادر على وجه مومياء غامضة عمرها 800 عام يحير علماء الآثار
الأحد 25 مايو 2025 01:33 مساءً نافذة على العالم - كشفت مومياء عمرها 800 عام، مُنحت لمتحف في إيطاليا قبل قرن من الزمان، عن أدلة جديدة حول وشم الوجه القديم، إلا أن أصل المومياء لا يزال يكتنفه الغموض، وفقا لما نشره موقع"livescience". قبل عام 1930، تبرع متحف الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا (MAET) بجامعة تورينو بمومياء امرأة بالغة ، دون أي سجلات عن سياقها الأثري، وقد لفتت المومياء انتباه فريق من الباحثين مؤخرًا بسبب وجود وشم مفاجئ على وجهها. وفي دراسة نشرت في عدد مايو من مجلة التراث الثقافي ، قام فريق دولي من الباحثين بتفصيل تحليلهم للمومياء والوشوم الموجودة عليها، مشيرين إلى أنها غير عادية للغاية سواء في موقعها أو في تركيبة الحبر المستخدم في صنعها. تتميز المومياء بشعر أسود مستقيم قصير، وهي ملتوية بإحكام في وضعية الجلوس، وهو أمر شائع في دفن المومياوات في جبال الأنديز، وقد حدد الباحثون تاريخ شظايا نسيجية ملتصقة بالجسم باستخدام الكربون المشع، وخلصوا إلى أن المرأة توفيت بين عامي 1215 و1382 ميلاديًا. وقال جيانلويجي مانجياباني ، الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم الأنثروبولوجيا في جامعة تورينو، إن فريق البحث لاحظ سلسلة من الوشم غير العادية، ثلاثة خطوط على الخد الأيمن للمومياء، وخط واحد على الخد الأيسر وشكل حرف S على الرسغ الأيمن. وكتب الباحثون في الدراسة أن "علامات الجلد على الوجه نادرة بين مجموعات منطقة الأنديز القديمة، وأكثر ندرة على الخدين"، وأن الوشم على شكل حرف S "فريد من نوعه حتى الآن بالنسبة لمنطقة الأنديز". لتحديد نوع الحبر المستخدم في الوشم، استخدم الباحثون مجموعة من التقنيات غير الإتلافية، ورغم توقعهم العثور على آثار فحم حجري في الحبر، إلا أنهم اكتشفوا أن هذا الحبر الغريب مصنوع من المغنتيت، وهو معدن من أكسيد الحديد، مع آثار من معدن الأوجيت، في أمريكا الجنوبية، يمكن العثور على الأوجيت والماغنتيت معًا في جنوب بيرو، مما يشير إلى موطن محتمل للمرأة المحنطة. وشم على وجه مومياء


مستقبل وطن
منذ 11 ساعات
- مستقبل وطن
«الفاية» يتقدم من الشارقة بثبات في مسار إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة عبر إمارة الشارقة دعم ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك تزامناً مع ترقّب المجتمع الدولي لإعلان القائمة الجديدة للمواقع المدرجة. يأتي ذلك تأكيداً على التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني، وتعزيز مكانة المواقع الأثرية التي تسهم في إعادة رسم ملامح التاريخ البشري القديم، إذ يمثل "الفاية"، الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية. ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية، يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام، ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا.