
عام على وفاة نافالني... ما مصير المعارضة الروسية دون زعيمها الكاريزمي؟
مر ّ عام على وفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في أحد السجون الروسية. مدى سنوات، كان فيها أكبر منافس سياسي لفلاديمير بوتين. قدّم نافالني رؤية لـ"روسيا المستقبل الجميلة" حيث تتوافر الحرية والعدالة ويُحارب الفساد. جذب بدعابته وروحه الساخر الشباب إلى صفوفه وأصبح رمزاً للمقاومة ضد نظام بوتين.
ولكن بعد مقتله، يبدو أن فلاديمير بوتين، بعيد من الهزيمة في حرب مدمرة على أوكرانيا، كما أن صوت المعارضة يبدو خافتاً جداً داخل البلاد.
فالمعارضة الروسية تشهد حالة من الانقسام والتشتت، خصوصاً بعد أن فقدت الحركة شخصيتها القيادية التي كانت تمثل الأمل لوحدة القوى المناهضة لبوتين. وعلى رغم استمرار فريق نافالني في العمل من المنفى، إلا أن المعارضة عجزت عن توحيد صفوفها وواجهت صعوبة في تشكيل خطة عمل واضحة لمواجهة النظام القمعي.
والسؤال الذي يُطرح حاليا، ما مصير المعارضة الديموقراطية الروسية وحلمها بالتغيير مع رحيل أليكسي نافالني؟
نافالني... شخصية يُصعب ملء فراغها
لم يكن مقتل نافالني أول حادثة مفاجئة، فهو ثاني زعيم معارض تصدم وفاته المفاجئة روسيا والعالم. في شباط/فبراير 2015، قُتل السياسي البارز بوريس نيمتسوف بالرصاص على جسر قرب الكرملين، قبل أيام فقط من الموعد المتوقع أن يقود هو ونافالني وآخرون مسيرة حاشدة مناهضة لبوتين.
ولكن، يتفق مؤيدو نافالني والمعارضون الروس على أن رحيل اليكسي أثر على المعارضة الروسية، كونه شخصية قيادية من الصعب أن يحل مكانه أي شخص.
أكسبته رؤيته لـ"روسيا المستقبل الجميلة"، حيث يتم انتخاب القادة بحرية ونزاهة، ويتم تطويق الفساد، وتعمل المؤسسات الديموقراطية، دعماً واسع النطاق في البلد الشاسع.
تمتع بكاريزما قوية واجتذبت جاذبيته وروح الدعابة الساخرة ناشطين شباباً مفعمين بالحيوية إلى جانبه - فريق يشبه "شركة ناشئة فاخرة" بدلاً من عملية ثورية سرية، وفقاً لمذكراته "باتريوت" التي صدرت بعد ثمانية أشهر من وفاته. وقد أنتجوا معاً مقاطع فيديو ملونة ومُنتجة باحترافية تفضح فساد المسؤولين الحكوميين الروس. وقد شاهدها الملايين على موقع يوتيوب وحضر عشرات الآلاف المسيرات حتى مع تشديد السلطات على قمع المعارضة.
وفي السياق، يقول أوليغ إيفانوف، أحد مؤيدي نافالني الذي غادر روسيا بعد غزوها لأوكرانيا عام 2022 ويعيش في لوس أنجلس لوكالة " أسوشيتد برس" إن وفاته كانت "نقطة اللاعودة" وتركت فراغاً يستحيل ملؤه.
وقال إيفانوف في مقابلة مع "أ ب": "كان أليكسي هو الأمل الوحيد الذي كان لدى روسيا، على الأقل من الناحية الافتراضية، قائد يمكنه توحيد جميع الأشخاص الراغبين في تغيير شيء ما في بلدنا وفي حياتنا".
كذلك، قالت المعارضة الروسية كسينيا فادييفا لـ" بي بي سي": "لو كان نافالني على قيد الحياة، حتى من الخارج، كان يمكن أن يحدث فرقاً... كان من الممكن أن يكون للمعارضة تأثير أكبر... في ظروف اليوم الصعبة، لا أعرف أين ستجد زعيماً آخر مثل نافالن؟".
معارضة منقسمة
إضافة الى ذلك، في العام الذي أعقب وفاته عن عمر يناهز 47 عاماً، كافحت المعارضة الروسية لتجد لنفسها موطئ قدم في مواجهة بوتين.
فهي محظورة في الداخل وتعمل من المنفى في الخارج من دون خصم بوتين الأشرس، وفشلت في تشكيل جبهة موحدة وخطة عمل واضحة ضد الكرملين. وبدلاً من ذلك، تبادلت الجماعات المتنافسة الاتهامات التي يراها البعض جهوداً لتشويه سمعة بعضها والتنافس على النفوذ، بحسب وكالة "أ ب".
وكانت عملية تبادل السجناء البارزة بين روسيا والغرب في آب/أغسطس التي جرى من خلالها اطلاق معارضين رئيسيين مثل إيليا ياشين وفلاديمير كارا مورزا، واعدة بتنشيط حركة المعارضة التي لم تعد قادرة على الاستمرار بعد وفاة نافالني.
ولكن، من غير المرجح أن تؤثر الاجتماعات مع المسؤولين الغربيين والداعمين في المنفى، أو بعض التجمعات على جهود بوتين الحربية أو حملاته القمعية المتزايدة التي تجتاح ما تبقى من المنشقين والروس العاديين على حد سواء.
من جهتها، أشارت "بي بي سي" الى أن قوى المعارضة الروسية منقسمة بشدة، لافتة الى ان الخصومات الشرسة والاشتباكات الشخصية التي تعود إلى سنوات عديدة في المنفى قد اشتدت.
بدوره، قال النائب الروسي السابق والمعارض ديمتري غودكوف لـ " دويتشه فيله": "لسوء الحظ، فشلت المعارضة في التوحد والاتفاق على أي شيء".
ومع ذلك، شدد غودكوف على أن من الصعب على المعارضة الاتفاق على أي إجراءات "لأنه لا يوجد شيء ممكن حقاً من الخارج"، مضيفاً أنه لا يستطيع أن يفكر في أي نوع من العمل السياسي في روسيا يمكن أن يحدث أي تغيير فعلي، إذ أن "أي شخص يخرج إلى الشوارع الآن يُحكم عليه بالسجن لمدة طويلة".
عام بعد وفاة نافالني، تبدو المعارضة الروسية عاجزة عن تقديم بديل قوي. ورغم استمرار الجهود من المنفى، لا يزال النظام الروسي قويا. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستظل هناك فرصة للتغيير في ظل القمع المتزايد والانقسام الداخلي؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 39 دقائق
- الديار
الانتخابات البلدية والاختيارية... إليكم النتائج النهائية في صيدا بعد فرز الأصوات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بعد فرز جميع الأصوات في صيدا، صدرت النتائج النهائية وجاءت على الشكل الآتي: فوز لائحتا نبض البلد وسوا صيدا ب 18 عضوا ١٠ اعضاء لـ"سوا لصيدا" المدعومة من بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي ٨ اعضاء للائحة "نبض البلد "المدعومة من النائب الدكتور اسامه سعد ٣ اعضاء للائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" وهم مقربين من الجماعة الإسلامية ويشار إلى أن المرشح رامي بشاشه من لائحة نبض البلد لديه أعلى الأرقام من بين اللائحتين. اما الجماعة الإسلامية وبالرغم من خسارة لائحتها الا انها فازت بأربعة اعضاء تابعين لها موزعين على اللوائح المتنافسة.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
سلام: لا فرحة كاملة من دون تحرير كامل الأرض وبسط سيادة الدولة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة "إكس" إن "عيد التحرير يأتي وفرحتنا لن تكتمل ما لم تحرر كامل اراضينا من الاحتلال الاسرائيلي". وتابع أن "بهذه المناسبة أعود واؤكد التزام الحكومة في بيانها الوزاري بالثوابت التالية: - وجوب إتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانيّة من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها، بقواها الذاتيّة، وفق ما جاء في الطائف. - حقّ لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء، وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة. - اعادة إعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي من خلال حَشد الدّعم العربي والدولي من أجل تَحقيق ذلك."


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
ماليزيا: فظائع غزة تكشف ازدواجية المعايير الدولية وانهيار العدالة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أدان وزير خارجية ماليزيا، محمد حسن، اليوم الأحد، الفظائع التي تُرتكب في قطاع غزة، معتبراً أنها "نتيجة مباشرة لتآكل حرمة القانون الدولي"، ومشدداً على أن ما يجري هناك يعكس "ازدواجية المعايير تجاه معاناة الفلسطينيين". وجاءت تصريحات الوزير الماليزي خلال كلمته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث أعرب عن قلق بلاده العميق حيال استمرار الجرائم "الإسرائيلية" ضد المدنيين الفلسطينيين. وأشار إلى أنّ تراجع الالتزام الدولي بمبادئ العدالة والإنصاف ساهم في تفاقم الوضع الإنساني في غزة. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف الانتهاكات، مؤكّداً أن تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني لا يُقوّض العدالة فحسب، بل يهدّد أيضاً مصداقية النظام القانوني العالمي. ويأتي تصريح وزير الخارجية الماليزي في وقتٍ تتواصل فيه الاعتداءات "الإسرائيلية" على قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، وسط تحذيرات أممية متصاعدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار المستمر وغياب أي أفق لحل سياسي يُنهي معاناة الفلسطينيين المتفاقمة.