شاهد على الجمال والأهوال
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثّق هذا الرحالة صورا لواقع مأساوي، يصفه بخلفية إيديولوجية وسياسية تعطي الحق لفرنسا في امتلاك الجزائر، وتطويعها لاستقبال كل المشاريع التي تخدم مصالحها، وتؤكد الدراسة من جهة أخرى على أن فرومنتين يريد أن يمكن دولته "فرنسا" من معرفة كل شيء عن الجزائر منها الأماكن والطبيعة والمناخ والعادات الاجتماعية وغيرها، خصوصا في الجنوب الذي مازالت فرنسا لم تحكم سيطرتها عليه. وحقيقة أن هذه المعرفة سهلت عليها احتلال الجنوب الجزائري بعد سقوط مدينة الأغواط في 4 ديسمبر 1852، إثر مقاومة عنيفة استشهد فيها نصف عدد سكانها.
يقول مؤلف هذا الكتاب"من هنا أجد أن الدراسات المقارنة في ميدان علم الصورة أصبحت ضرورة ملحة بالنسبة للباحث الجزائري، حيث يقتضي ذلك منه دراسة ما كتبه الأوربيون عنا وخصوصا الفرنسيين، بنظرة موضوعية، وعين ناقدة، تنشد الحقيقة العلمية والتاريخية، لتصحيح الأحكام المسبقة، التي مازالت لم تمح من ذهن مستعمر الأمس بل من ذهن الغرب كله".
هذا الرحالة رجع إلى الجزائر مرة ثانية، وأقام فيها قرابة سنة كاملة 1847-1848، وفي سنة 1852 قام بزيارة ثالثة للجزائر، مصاحبا بعثة تنقيب عن الآثار، وفيها أكمل دراسته الدقيقة لمناظر البلد وعادات شعبه، الأمر الذي مكنه من أن يعطي عمله دقة واقعية تأتي من المعرفة اللصيقة. وقد رسم في هذه الرحلات عددا كبيرا من اللوحات ذات الموضوعات الاستشرافية الفجة (أحصنة تعدو، جاريات جميلات، شيوخ قبائل...)، كما جمع فيها كثيرا من الانطباعات، نشرها في ثلاث مجلدات منها "صيف في الصحراء الكبرى" عام (1857).وكما هي الحال لدى غالبية كتاب الرحلات الأوربيين يضيف فرومنتان إلى الوصف الظاهري للمناطق التي زارها والشعوب التي قابلها أحكاما قيّمة مبنية على معايير مركزية أوربية، وهذا ما يجعله يقول مثلا" إن العرب هم الشعب الوحيد الذي استطاع الاحتفاظ بكبريائه لأنه عرف كيف يبقى بسيطا في حياته وتقاليده وأسفاره وسط الشعوب الأخرى المتمدنة" توفي في سان موريس عام 1876.
للتذكير فقد قام فرومنتان بزيارة الجزائر سرا عام 1845 حيث كانت أسرته تقيم بالبليدة، كما كانت تعارض ولعه بالفن والرسم . في صالون باريس 1847 عرض فرومنتان ثلاث لوحات تعرض مشاهد جزائرية، ليحفظ بيئة ذلك الزمن ذات الطابع الأصيل، بعض لوحاته لا تزال موجودة بمتحف الفنون الجميلة.
عايش فرومنتان الصحراء سنوات طويلة، وكانت ملهمته الأولى ليقدم روائعه منها "العطش" و«مشهد صحراوي" ، و«لصوص الليل"وبعد ثلاث رحلات طويلة إلى الجزائر، نشر فرومنتان كتابه "صيف في الصحراء" عام 1857 ثم كتاب "سنة في الساحل"، عام 1859.كان يرى أنه ليس رحالة يصور كل ما تراه عيناه، بل هو فنان يرتحل وراء ما ينبغي تصويره، محاولا التمييز بين الجميل والغريب، ليركز هو على الكشف عن "رؤية" جديدة للشرق مغايرة لكل ما سبقها، فقرر أن يعيش بنفسه في الصحراء ويختبر فيها دواخله.أصدر فرومنتان عام 1876 كتابا في النقد الفني بعنوان "المعلمون القدماء" يدرس فيه أعمال فناني العصور السابقة ويبدي إعجابه بتقنيتهم وبقدرتهم على رسم شفافية الفضاء و«ألوان الأثير". كما نشر عام 1863 روايته اليتيمة "دومنيك" التي جاءت سيرة ذاتية تسترجع قصة حبه المخفقة.
كتب الناقد الفرنسي "لويس جونس" في كتابه: "أوجين فرومنتان مصورا وأديبا" "إن كتاب الصحراء هو الصيف الإفريقي بعينه، بكل ما فيه من أضواء وألوان صاخبة عنيفة، وهدوء قاتل، وخشونة وشاعرية غريبة، أما كتاب الساحل، فهو الجزائر بذاتها.. الجزائر الضاحكة المخضرة بسمائها المتغيرة، وسحبها وألوانها المختلفة، وانعكاسات الأضواء والجبال الشاهقة، وآفاق بلا نهاية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 12 دقائق
- 24 القاهرة
نص تقرير الصفة التشريحية لمقتل سيدة وجنينين لها على يد زوجها بمنشأة ناصر
كشف تقرير الصفة التشريحية للمجني عليها في واقعة مقتل سيدة وجنينيها علي يد زوجها إثر نشوب مشادة كلامية بينهما تفاصيل الإصابات للمجني عليها بمنشأة ناصر. نص تقرير الصفة التشريحية لسيدة قتلت وجنينيها علي يد زوجها بمنشأة ناصر وأوضح تقرير الصفة التشريحية أنه بتوقيع الكشف علي الرأس تبين أن: عظام الجمجمة (قبوة، قاعدة وخلوها من الكسور. برفع فروة الراس تبين وجود السكايات دموية بفروة الرأس مقابل الاصابة الموصوفة بالجبهة ونزيف بالمخ كما تبين سلامة باقي حفر دون ترخيص.. تفاصيل تحقيقات النيابة في واقعة حادث انفجار خط الغاز بأكتوبر طلبت منها فيديوهات مٌخلة.. اعترافات مدرب كرة طائرة بنادٍ شهير في اتهامه بالتعدي على قاصر وأكمل التقرير الطبي أنه بتوقيعه الكشف علي الوجه والعنق تبين ان الانسجة الرخوة وعضلات الوجه والعنق وجدت خالية من الانسكابات الدموية وعظام الوجه والفكين وجدت سليمة وخالية من الكسور والغضروف اللامي وجد سليم وغير متعظم وخالي من الآثار الاصابية والغضاريف الحنجرية والفقرات العنقية وجدت سليمة وخالية من الكسور والمرىء والقصيد وحدت سليمة وخالية من الآثار الاصابية وتجويفهما خالية من الاجسام الغريبة. وبتوقيع الكشف علي الانسجة التجويف الصدرى وجد خاليا من الارتشاحات والانزفة الصدر وخلوها من الكسور والقلب سليم وحتى من المقار الاصابية والرئتين اليمنى واليسرى وجدت سليمة وخالية من الآثار الاصابية كما تبين سلامة باقي عظام البطن والحوض وبالشق على الانسجة الرخوة وعضلات جدر البطن والحوض وجدت خالية من الانسكابات الدموية والتجويف البطني وجد خاليا من الانزفة


المركزية
منذ 12 دقائق
- المركزية
العقارات تتحرّك.. والخليجيون ينتظرون حصرية السلاح
واجه سوق العقارات في لبنان خلال السنوات الماضيّة سلسلة من التحدّيات العاصفة التي تركت آثاراً عميقة على أدائه واستقراره. فمنذ اندلاع الأزمة الاقتصاديّة والماليّة في أواخر عام 2019، مروراً بجائحة كورونا، وصولاً إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، دخل هذا القطاع في حالة من الركود وعدم اليقين. تراجعت عمليات البيع والشراء بشكلٍ ملحوظ، وانخفضت القدرة الشرائية لدى اللبنانيين، فيما تحوّلت العقارات إلى ملاذٍ موَقت للمدّخرات المهدّدة بفعل الانهيار المصرفي. في الأشهر القليلة الماضيّة، بدأ السوق العقاري يشهد تحوّلات لافتة ويستعيد بعضاً من حيويّته، وسط مؤشرّات على عودة الاستقرار النسبي في المشهد السياسي والأمني، ما أعاد بعض الثقة المفقودة داخليّاً وخارجيّاً. كما ساهمت التحويلات من المغتربين وعودة الاهتمام من قبل المستثمرين في تحريك عجلة القطاع، وخلق ديناميكيّة جديدة ترتكز على فرص استثمارية بأسعار لا تزال تُعد جذّابة مقارنة بأسواق المنطقة. نشاط بارز «يشهد هذا القطاع نشاطاً بارزاً ونشهد حماسة لدى اللبنانيين للتفتيش عن أراضٍ أو أشخاص يريدون إجراء دراسات لمعاملات قديمة وتجديدها، ولا أرى أيّ أمور سلبيّة بل إيجابيات فقط»، وفق ما يوضح أمين سر «جمعية مطوّري العقار في لبنان» مسعد فارس. يضيف فارس، لـ «نداء الوطن»: في مكتبنا، يزورنا حاليّاً أشخاص مرّ أكثر من 5 سنوات لم نلتقِهم، هؤلاء زبائننا، عادوا يسألون عن أرض درسوها في الفترة الماضية قبل الأزمة، ويطلبون رأينا حول إمكانية إنشاء استثمار كانوا ينوون القيام به على هذه الأرض، ويستشيروننا حول وضع السوق اللبناني. هذه الحقائق اختبرها في عملي، واعتقد أن الأمر نفسه يحصل مع زملائي العاملين في القطاع العقاري. هذا التطوّر يحمل الأمل ويُحفّزنا. صحيح أننا نقدم عملاً مجانيّاً، لكنه يُشبه من يشمّ عطراً في محل العطورات ويذهب، وقد يعود ليشتريه لاحقاً، لكننا مُستعدّون للقيام به كي نتمكّن من إرضاء العملاء، ونُكثف جهودنا مع الدول العربية لإراحتهم ونقدّم لهم معلومات إضافية عن تطورات الأوضاع في لبنان، وتفاصيل إيجابية بالطبع، لأن لا شيء سلبيّاً في القطاع العقاري في الوقت الراهن. لكن بالتأكيد نحتاج إلى تمويل، لأنه في غياب المصارف والتمويل لن نتمكّن من العمل بأقصى سرعة كما في السابق». مشاريع صغيرة «اليوم، بدأ الشباب الذي يملكون رأس مال بسيطاً ببناء مشاريع صغيرة، وفي المقابل، بدأ البعض منا بدراسة مشاريع كبيرة، لدينا مشروع في فاريا مثلاً 250 ألف م² نجري دراسة حوله لمستثمرين لبنانيين، وبدأنا بالدرس وبطلب رخصة الإفراز. هناك أمل كبير، لبنان ليس بلداً كما في السابق عندما كنا نشعر أن الأمور مقفلة أمامنا. كشخص أمضى 50 عاماً في السوق العقاري، أرى أملاً كبيراً، ولم نعد نكرّس الوقت الذي كنا نكرّسه للخارج، وبتنا نركز اهتمامنا على الداخل لأننا نريد أنْ نكون مستعدّين لما سيأتي على لبنان»، وفق ما يُشير فارس. أثر رفع العقوبات السوريّة يضيف: «رفع العقوبات عن سوريا سيساعد لبنان من جميع النواحي. إذ سيتمكّن النازحون السوريون من العودة إلى بلادهم، ومن ثم العودة إلى لبنان بطريقة أسهل. فقد كان لبنان يستقطب ليس فقط السعوديين والكويتيين وإنما السوريين أيضاً». ويُشير فارس إلى أنّ «مسألة إعادة الإعمار تتعلّق بكل القطاع الاقتصادي. الناس متحمّسة لكن هناك روحية ونَفَس من الدول التي تدعو أبناءها للتريّث قبل المجيء إلى لبنان، ريثما يصبح السلاح كله بيد الدولة اللبنانية». المناطق الأكثر حركة عن المناطق التي تشهد حركة عقاريّة، يُجيب فارس: «الأشرفية ورأس بيروت منطقتان مهمّتان وتضمّان مشاريع قيد الإنشاء أو أخرى ستُنشأ قريباً. أحد المطورين العقاريين طلب مني منذ فترة عرضاً لإدارة المشروع الذي ينوي إنشاءه. كما أنني أدرس مشاريع أخرى في الأشرفية. وتتمّ عمليّات بيع وشراء أراض مهمة كانت متوقفة منذ سنوات. كل يوم نشهد طلباً في هاتين المنطقتيْن». يُضيف: «رغم ذلك لا يُمكننا أنْ نقول أنّ السوق العقاري عاد إلى مجده، لأنه ما زال هناك تفاوت بين العرض والطلب في الأسعار، لأن البائع يطلب سعراً مرتفعاً جداً والمشتري يحاول أن يخفض السعر بحجة أن بيع الارض جامد منذ سنوات. نتعب في ملاقاة الطرفين، لكن بالإجمال يصلان إلى اتفاق، ما يستغرق وقتاً ومجهوداً أكبر». يُتابع: «أما المناطق خارج بيروت، فلا يُمكن عزل أي منطقة عن التطوّر والتحسّن في السوق العقاري. البعض يطلبون مثلاً رخصاً لمشاريع في الجنوب. من طلب الرخصة لا يعني أنه سيبدأ بالبناء غداً، لكن العملاء بدأوا يطلبون رخصاً لمشاريع في الجنوب، فكيف إذاً في البترون وجبيل وخلدة وعاليه؟ لكنهم في المقابل يخشون من الاستثمار في المناطق التي ما زالت تُعاني من إشكالات. هناك قسم في البقاع مثلاً لا يتحرّك عقاريّاً، لكن سوق شراء أراضٍ لبناء مصانع في المستقبل مزدهر. كما نشهد جموداً في العقارات السكنيّة والمنازل، المواطن لا يُمكنه الإقدام على خطوة الشراء بسبب غياب التمويل. بعض المتورطين يعمدون إلى عملية البيع بالتقسيط لمدة 4 سنوات، لكن لا يُمكنهم تقديم أكثر من ذلك. إذ إن تقسيط منزل بـ 100 ألف دولار على 4 سنوات يحتّم على المشتري دفع 50 ألف دولار إضافية سنويّاً، وهذا مبلغ لا يملكه الكثيرون». تحسين مؤسّسة الإسكان ويعتبر فارس أنّ «البناء مزدهر في بيروت أكثر، لأن من يريد أنْ يشتري المتر بـ 5000 دولار أميركي ويملك الأموال، لا ينتظر المصرف لتمويله، لكن من يوّد شراء شقة بـ 200 ألف دولار أميركي لن تكون الأموال متوفرة معه. لذلك نعمل وزملائي على إعادة تحسين مؤسّسة الإسكان وتُصبح مسؤولة عن كل السكن والإسكان في لبنان، ونُطالب بأن تصبح متقدّمة ومتطورة تكنولوجيّاً وأنْ يتمّ رفدها بأموال خارجيّة وتكثيف الجهود في هذا الاتجاه، لأنه في الماضي، عندما فعّلوا مؤسسة الإسكان وبدأت بإعطاء 180 ألف دولار مقسّطة على 30 سنة، تمكّن معظم اللبنانيين من شراء منزل، من ذوي الدخل المتوسط أكان في القطاع الخاصّ أو العامّ». ملفّ إعادة الإعمار عن ملف إعادة الإعمار، يقول فارس: «قمت بجولة على دول الخليج والتقيت بمسؤولين وبكبار المستثمرين وكانت الخلاصة بأنّ الجميع مستعدّون وينتظرون. لنكن واقعيين، لن يضع أي مستثمر ملايين الدولارات، في بلد فيه سلاح غير شرعي. وبالتالي هناك حاجز أمام المستثمرين، ونأمل أنّ رؤساء الجمهوريّة والحكومة ومجلس النواب يعملون لإنجاز هذا الأمر بطريقة إيجابيّة وسهلة من دون خلق مشاكل مع «حزب الله». وأعتقد أنّ «الحزب» فهم الأمر ويريد أنْ يتعاون لأنه في النهاية يعيش هو أيضاً في هذا البلد. إذا كان هذا هو الشرط الوحيد، فليضع «حزب الله» سلاحه بيد الدولة وننتهي من كل القصة». يختم: «نتباحث مع وزير المالية بالقوانين الضريبيّة والتحفيزات للمواطنين لتشجيعهم على البناء أكثر لمساعدة نهضة البناء، ونُركّز على السكن والإسكان».


المركزية
منذ 12 دقائق
- المركزية
"إيه بي سي نيوز" عن مصادر أمنية: مقتل شخصين في إطلاق نار قرب المتحف اليهودي في واشنطن
الرئيسية أخبار محلية تحليل سياسي خاص اقتصاد عدل وأمن اقليميات دوليات مركزية شباب تكنولوجيا مجتمع منوعات رياضة صحة متفرقات دراسة واتفاقيات صحف مقالات