
هجوم على منشأة لشركة تسلا في لاس فيغاس وإحراق سيارات وإطلاق النار عليها (فيديو)
العالم – الأميركيتان
وصرح دوري كورين، مساعد قائد شرطة لاس فيغاس الكبرى قائلا: 'كان هذا هجوما مُستهدفا منشأة تابعة لشركة تسلا'.
وإلى جانب السيارات المحترقة، قال مسؤولون إنه تم رش كلمة 'قاوم' على أبواب المنشأة، كما أُطلقت ثلاث طلقات نارية على سيارات تسلا أخرى.
وذكرت الشرطة أن المشتبه به اقترب من المنشأة مرتديا ملابس سوداء، ويُعتقد أنه استخدم زجاجات مولوتوف وسلاحا ناريا لتنفيذ هجومه.
وتلقى المسؤولون إشعارا يفيد بأن شخصا 'أشعل النار في عدة سيارات في موقف السيارات وألحق أضرارا بالممتلكات'.
وتُجري الشرطة وفرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا في هذا الحادث، الذي يُعتقد أنه هجوم منفرد. ولا تزال السلطات تبحث عن مشتبه به.
هذا واشتعلت النيران أيضا في شاحنتي تيسلا سايبرتراك في معرض سيارات بمدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري مساء الاثنين (بالتوقيت المحلي)، وفقا لإدارة شرطة مدينة كانساس.
وتعرضت سيارات 'تسلا' ووكالاتها ومحطات شحنها للتخريب والحرق العمد، وواجهت احتجاجات في الأسابيع الأخيرة منذ أن تولى الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، منصبه في البيت الأبيض، مشرفا على إدارة كفاءة الحكومة (DOGE).
ففي حادثة كانساس، رصد ضابط شرطة في المنطقة دخانا يتصاعد من إحدى شاحنتي 'سايبرتراك' في معرض سيارات 'تسلا' على طريق 'ستيت لاين' قبل منتصف الليل بقليل.
وحاول الضابط إخماد النيران باستخدام مطفأة حريق، لكن الحريق امتد إلى شاحنة 'سايبرتراك' أخرى كانت متوقفة بجوار الشاحنة الأصلية، وفقا للشرطة.
وأضافت إدارة إطفاء مدينة 'كانساس' أن وحدة المتفجرات والحرائق العمد طلبت المساعدة في موقع الحادث.
وتمكن المسؤولون من إخماد النيران، وتمت تغطية المركبات ببطانية حريق لمنع إعادة اشتعالها.
وصرحت الشرطة في بيان لها يوم الاثنين: 'الظروف قيد التحقيق، ولكن يُجرى التحقيق مبدئيا في احتمال كون الحريق متعمدا'.
وأضافت الشرطة أنها لم تعتقل أي شخص على خلفية هذه الحادثة. ويُساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إدارة شرطة مدينة كانساس في هذا التحقيق.
ويأتي هذا في أعقاب سلسلة حوادث مماثلة وقعت في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ففي الأسبوع الماضي، أُطلقت 'أكثر من اثنتي عشرة' طلقة نارية على وكالة سيارات تسلا في تيغارد، أوريغون، وفقا لكيلسي أندرسون، مسؤولة الإعلام في إدارة شرطة تيغارد.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت ثلاث سيارات تسلا للتخريب في ديدهام، ماساتشوستس، في 11 مارس، وفقا لإدارة شرطة ديدهام.
وقال مسؤولون إنه 'تم رش عبارات' على شاحنتي 'تسلا سايبرتراك'، حيث تضررت جميع إطارات الشاحنتين الأربعة وسيارة 'تسلا موديل إس'.
كما اندلعت احتجاجات ضد الشركة في وكالات بيع السيارات في جميع أنحاء البلاد.
وصرح مايكل فريريتش، أمين صندوق ولاية إلينوي، لشبكة 'ABC News' بأن المظاهرات وتراجع أسهم الشركة – التي انخفضت بنسبة تقارب 48% هذا العام – يمكن ربطها جميعا بفترة ماسك في 'DOGE'.
وأوضح فريريتش قائلا: 'لقد كان ذلك مصدر تشتيت للشركة ومشكلة للعلامة التجارية'.
وفي الأسابيع الأخيرة، باع أربعة من كبار المسؤولين في الشركة أسهمًا بقيمة 100 مليون دولار، وفقًا لإيداعات لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
وقال ماسك، مالك منصة 'X'، يوم الاثنين، إن شركاته 'تصنع منتجات رائعة يحبها الناس، ولم أؤذ أحدا جسديا قط، فلماذا الكراهية والعنف ضدي؟'
وأضاف ماسك: 'لأنني أمثل تهديدا خطيرا لطفيليي العقل الواعي وللبشر الذين يتحكم بهم'.
كما أعاد ماسك نشر ردود فعل انتقدت هجمات سابقة على تسلا، بما في ذلك تعليق وصف فيه المسؤولين عن هجوم لاس فيغاس بأنهم 'إرهابيون ويجب معاملتهم على هذا الأساس'.
* ABC News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 2 ساعات
- الدولة الاخبارية
5 سنوات على مقتل جورج فلوريد.. نيويورك تايمز: ترامب يرسى نهجا جديدا لخطاب العنصرية
الأحد، 25 مايو 2025 02:11 مـ بتوقيت القاهرة قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بعد خمس سنوات على مقتل الرجل الأمريكي من أصل أفريقى جورج فلوريد، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرسى نهجاً جديداً للخطاب العنصرى، يتحدث فيه عن مظالم البيض. وقُتل فلوريد على يد رجل شرطة فى مدينة مينيابوليس فى 25 مايو 2020، وتسبب مقتله فى حركة احتجاجات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وإصلاح الشرطة، مع تكرار حوادث قتل السود على يد رجال الشرطة. وتقول نيويورك تايمز إن مقتل فلوريد كان لحظة أشعلت ما قد يعتبر أكبر حركة اجتماعية فى تاريخ الولايات المتحدة، وهى حركة "حياة السود مهمة". لكن بعد خمس سنوات، تشعر الحركة أنها تسير فى الاتجاه المعاكس. وتشير الصحيفة إلى أن الحركات الاجتماعية الأمريكية طالما اتسمت بإيقاع موحد، زخم تصاعدى يتبعه رد فعل عنيف. تبين هذا عندما أفسح انتصار حركة إلغاء العبودية المجال لجماعة كو كلوكس كلان، وتبددت مسيرات الحقوق المدنية، مع صعود ريتشارد نيكسون و"أغلبيته الصامتة" إلى السلطة. ولكن حتى بالمعايير التاريخية، يبدو التراجع الحالي سريعًا وصارخًا. قبل خمس سنوات فقط، تقاسم الجمهوريون والديمقراطيون شوارع البلاد للتنديد بعنف الشرطة والإعلان عن أهمية حياة السود. أما الآن، فإن دونالد ترامب، الرئيس الذي لطالما دافع عن مظالم البيض، يُرسي نهجًا جديدًا للخطاب العنصري. ويرى المحافظون أن هذا التحول هو تصحيح ضرورى للمسار بعيدًا عن العنف فى الشوارع والتفويضات المُعطلة التي تُثقل كاهل أقسام الشرطة. ونقلت الصحيفة عن هاريسون فيلدز، المتحدث باسم البيت الأبيض، قوله إن الرئيس ترامب يطبق بلا كلل سياسات لضمان سلامة أمريكا وازدهارها ونجاحها لجميع الأمريكيين، وأن إدارة ترامب ملتزمة بوقف الجريمة، ودعم العدالة، وحماية المجتمعات، وتمكين إنفاذ القانون على المستويات الفيدرالية والولائية والمحلية.


بوابة الأهرام
منذ 16 ساعات
- بوابة الأهرام
حكاية جيمس كومى!
يبدو أن الأحداث السياسية فى أمريكا هاجرت رتابة الأيام العادية فى واشنطن عاصمة الواقع والنفوذ، إلى فضاء الدراما المثيرة فى هوليوود عاصمة الفانتازيا والتسلية، لا ليست هذه مبالغة ولا نوع من الأفكار العبثية، إنما حقائق تعيشها واشنطن كل يوم، وربما كل ساعة، منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب فى يناير الماضي، ومن لا يصدق، كيف يفسر لنا حكاية جيمس كومى مع الرئيس ترامب؟ كومى هو مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق، كان يتنزه على الشاطئ مع زوجته، يفكر فى حفل توقيع روايته الجديدة عن الجريمة والقانون، ثم مقابلة تليفزيونية مع شبكة «أم أس أن بى سي»، حين صادف- حسب أقواله وزوجته- قواقع مرتبة على شكل رقم 8647، فصور القواقع، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى معلقا: تشكيل رائع من القواقع فى أثناء نزهتى على الشاطئ، فلم تمض بضع ساعات، إلا وكانت الدنيا مقلوبة رأسا على عقب، وكتبت كريستى نويم وزيرة الأمن الداخلى منشورا بأن الوزارة وجهاز الخدمة السرية يحققان فى تهديد موجه من كومى لترامب، على أساس أن صور القواقع عبارة عن شفرة سرية تحريضية على قتل الرئيس! كيف هذا؟ مفتاح السر فى الرقمين، الأول 86 ، وهو مصطلح معروف فى المطاعم ، يقصد به إزالة صنف من قائمة الطعام أو إلغاء الخدمة عليه، الثانى 47 وهو ترتيب الرئيس دونالد ترامب فى قائمة الرؤساء الأمريكيين ، والمعنى واضح وهو «إزالة الرئيس من القائمة»، أى اغتياله حسب التعبير العامى الشائع على الإنترنت! وبالمناسبة باتريس فيلور زوجة جيمس كومى كانت «نادلة» سابقة فى مطعم. والسؤال: لو كان شخصا آخر غير كومى هو الذى نشر صور القواقع، هل كان يمكن أن تحدث تلك الضجة؟، بالقطع لا، لأن تاريخا مشتركا من العداء والصراع والطرد من الخدمة وتبادل الألفاظ العنيفة بين ترامب وكومى هو الذى حول الصور إلى حالة اشتباه. والحلقة الأولى من المسلسل بدأت مع ولاية دونالد ترامب الأولى فى يناير 2017، كان وقتها جيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى منذ سنة 2013، كان جمهوريا قحا، لكن حين رشح الحزب الجمهورى ترامب لمنصب الرئيس، هجر الحزب وأعلن نفسه مستقلا، إذ كان رأيه فى ترامب أنه لا يصلح. فى ذلك الوقت أثيرت قضية «دور روسيا» فى الانتخابات الرئاسية 2016، وكان يحقق فيها كومي، ولم يرض ترامب عن أدائه، خصوصا بعد أن سرب كومى مذكرة إلى الصحافة فى 14 فبراير2017، أى بعد تنصيب الرئيس بثلاثة أسابيع، تفيد أن ترامب طلب منه إنهاء التحقيقات فى القضية، وعدم الضغط على مايكل فلين مستشار الأمن القومى السابق، الذى زار السفير الروسى عدة مرات. قبلها بشهور كان كومى يحقق مع هيلارى كلينتون، فى قضية بريدها الإلكتروني، بأنها استخدمت «خادما إلكترونيا خاصا» خلال عملها وزيرة للخارجية بين عامى 2009 و2013، فى رسائل سرية لا يجوز استخدامه، واتهم تقرير للكونجرس مكتب التحقيقات الفيدرالى بأنه كان متساهلا معها ولم يستكمل إجراءاته إلى نهايتها، خاصة بعد أن اعترفت بأنها وقعت فى الخطأ دون قصد، وكانت هيلارى تنافس ترامب فى الانتخابات الرئاسية. هنا قرر ترامب طرد كومى من منصبه ووصفه بأنه «شرطى فاسد»، وطبعا لم يسكت كومى ورد بأن ترامب شخص خطير وغير مؤهل أخلاقيا، ثم أصدر كتابا بعنوان «ولاء أكبر»، قال إنه استوحى عنوانه من حوار غريب جرى مع ترامب فى البيت الأبيض بعد أيام قليلة من تنصيبه، طلب فيه أن يكون مواليا له ولاء شخصيا، وهو ما يناهض قسمه بالولاء للشعب الأمريكى والمؤسسة. فغرد ترامب: المخادع جيمس كومى يفتقر للذكاء، وسيسجل اسمه فى التاريخ كأسوأ مدير مكتب للتحقيقات الفيدرالية، لم أطلب ذلك منه، ولم أكن أعرفه تقريبا. وهنا اتهمت وزارة العدل كومى بأنه ينتهك سياسات التحقيقات الفيدرالية، لكن التقارير نفت ذلك، وانتهت إلى عدم وجود تحيز سياسى ضد ترامب، لا من كومى ولا من المؤسسة الفيدرالية. هذا هو ملخص الماضي، والسؤال الذى يفرض نفسه الآن على الرأى العام الأمريكي: كيف ستنتهى هذه القضية الساخنة؟ من ناحية كومي، فقد حذف المنشور من على صفحته، ونفى علمه بمدلول الرقم، وقال: هذا أمر جنوني، أنا ضد العنف. لكن الذى أثار العجب هو ميل ترامب على غير العادة إلى الصمت مع أنه صاحب لسان لاذع للغاية، واكتفى بتعليق ساخر على جهل كومى مغزى الرقم، وقال: حتى الأطفال يعرفونه، ثم سلمه إلى السلطات بتهمة التحريض ضده. قابل كومى التحقيقات بقليل من الاهتمام كأنه بعيد عن أى اتهامات جنائية، ويبدو أنه يثق فى خلفيته القانونية، لكنه قال: شيء سيئ أن تستهدف إدارة ترامب خصومها السياسيين، وعموما المشكلة فى هذا البلد الآن هى استخدام السلطة الرئاسية فى ملاحقة أفراد قد لا يملكون خلفيتى وخبرتي، هذا يهدد سيادة القانون. لكن أصدقاء كومى يحذرونه من تربص الإدارة، بما فيها مؤسسات إنفاذ القانون، فهى صارت أكثر عدوانية مع أعداء ترامب السياسيين، وضربوا له أمثلة بما فعلوه ضد الجامعات وشركات محاماة، وقالت النائبة مونيكا مكآيفر من ولاية نيوجيرسي: قد لا يكون كومى آمنا تماما من الملاحقة القضائية، أو توريطه فى تحقيق جنائى طويل، وأيد إيليا سوماين أستاذ القانون فى جامعة جورج ميسون مخاوفها: «ترامب يحيط نفسه بمساعدين «يحكمهم» الولاء له أولا»! فعلا هذه صراعات تتجاوز الأشخاص إلى «نظام» مأزوم، كأنها تحدث فى دول العالم الثالث!


صوت الأمة
منذ 16 ساعات
- صوت الأمة
وهم "كوهين".. قصة سقوط أسطورة تل أبيب الوهمية في التجسس
إسرائيل استعادت وثائق الجاسوس من سوريا بعملية "مشبوهة" وتحاول استعادة الرفات لتعيد صناعة بطل من رماد "إيلى" رصدته مصر في فضيحة "لافون" وأسقطته بالضربة القاضية في دمشق.. ونتانياهو يراهن على أرشيفه لمواجهة الأزمات الداخلية رغم محاولات إسرائيل المتكررة لصناعة أبطال من رماد، لا تزال قصة الجاسوس إيلي كوهين مثالًا صارخًا على الوهم الإسرائيلي والانتصار الزائف. فعلى مدار عقود، قدّمت تل أبيب كوهين كـ"أسطورة استخباراتية" اخترق قلب النظام السوري، وحوّلته إلى رمز للمكر والدهاء، لكنها تغافلت عن نهايته المهينة، التي كشفت عجزه وفشل مشروعه بالكامل. سقط كوهين، ولم يُسعفه تنكره ولا تغلغله في مفاصل الدولة السورية، ولم تشفع له تدريبات الموساد ولا غطاءه السياسي، فقد وقعت نهايته بفعل رصد استخباراتي دقيق شاركت فيه مصر، ليكتب الفصل الأخير من خديعة لم تكتمل. وحتى بعد مرور ستين عامًا على إعدامه، لم تُغلق هذه الصفحة، إذ تواصل إسرائيل حملتها لاستعادة رفاته، لا بدافع الوفاء لشخصه بقدر ما هو إلحاح ديني يهدف لإتمام طقس دفنه في "الأرض المقدسة"، وإعادة ربطه روحيًا بعقيدة البعث والقيامة. وبين سعي تل أبيب الديني، ومحاولاتها لإحياء صورة كوهين كبطل خُرافي، تظل الحقيقة راسخة: أن الجاسوس الذي خدع البعض، لم يستطع خداع مصر. لا يمكن النظر إلى إعلان إسرائيل عن استعادة أرشيف إيلي كوهين، الجاسوس الذي أُعدم في سوريا سنة 1965، باعتباره مجرد إجراء يتعلق بتوثيق أو إعادة ترتيب مواد تاريخية، وتتجاوز المسألة ذلك بكثير، إذ تكشف عن عملية استخباراتية دقيقة تستهدف عمق الدولة السورية، في توقيت بالغ الحساسية على المستويين الإقليمي والدولي. وتشمل الوثائق والمقتنيات التي جرى الإعلان عن استعادتها – والتي تجاوز عددها ألفين وخمسمائة مادة –تسجيلات وصورًا ورسائل ووثائق أمنية تعود إلى فترة اعتقال كوهين والتحقيق معه، ما يُفهم من الإعلان الإسرائيلي أن العملية لم تكن وليدة اللحظة، بل ثمرة متابعة طويلة لمسار الأرشيف المحفوظ في دمشق، في أحد مرافق الأجهزة الأمنية، وتعني الإشارة إلى أن المواد كانت محفوظة في أرشيف رسمي سوري، أن الوصول إليها لم يكن متاحًا لأي طرف خارجي بسهولة، ما يرجح فرضية تنفيذ عملية دقيقة، قد تكون اعتمدت على اختراق بشري أو تعاون غير مُعلن من داخل الأراضي السورية. بينما قالت مصادر لم تسمها وكالة رويترز، إن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل، جاءت المبادرة لتخفيف حدّة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأمريكي. وقال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع وشخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين إن أرشيف المواد عُرض على إسرائيل. ولم يرد مكتب نتنياهو أو المسؤولون السوريون أو البيت الأبيض على طلبات التعليق، كان ذلك بشأن دور سوريا في حصول إسرائيل على متعلقات كوهين. من هو إيلي كوهين؟ كوهين، الذي دخل سوريا باسم مزوّر، استطاع أن ينسج علاقات مباشرة مع شخصيات بارزة في مستويات مختلفة من النظام في بداية الستينيات، ركزت الروايات المتداولة في الأوساط الإسرائيلية حول هذه المرحلة على مدى اقترابه من مواقع القرار، إلا أن كثيرًا من التفاصيل حول ما قام به فعليًا بقيت خاضعة للتضخيم الإعلامي والسياسي، خصوصًا في ظل غياب رواية سورية مفصلة ومعلنة للوقائع. ومنذ إعدامه شنقًا في ساحة المرجة بدمشق، تحوّل كوهين إلى محور مطالبات إسرائيلية متعددة لاستعادة رفاته، دون نتيجة واضحة، ومع أن الإعلان الأخير لا يتحدث عن الرفات، إلا أن تقديمه بهذا الشكل الإعلامي، وسط حالة توتر إقليمي وتصعيد مستمر في غزة، يوحي بمحاولة توظيفه كرسالة سياسية وأمنية موجهة لعدة أطراف، أرادت إسرائيل أن تُظهر من خلالها أن متابعتها للملفات القديمة لا تتوقف، وأن قدرتها على النفاذ إلى المراكز المغلقة ما زالت قائمة. واحدة من أبرز الوثائق التي تم استعادتها تحمل اسم "نادية كوهين"، زوجة الجاسوس، والتي كانت قد نظّمت حملات في الخارج تطالب بالإفراج عنها، ووجود ملف باسمها ضمن الأرشيف السوري يعني أن السلطات حينها كانت تتابع تحركات العائلة، وتتعامل مع القضية بامتدادها الخارجي، وليس فقط من داخل الحدود السورية. كوهين نفسه وُلد في مدينة الإسكندرية عام 1924، ونشأ وسط بيئة اجتماعية وثقافية متعددة الانتماءات، قبل أن يبدأ نشاطه في إطار تنظيمات صهيونية شبابية نشطت في مصر خلال أربعينيات القرن العشرين، علاقته الأولى بالمؤسسة الإسرائيلية بدأت مبكرًا، من خلال المساهمة في دعم شبكة سرية داخل مصر متورطة في تنفيذ أعمال تخريبية هدفت إلى الإضرار بعلاقة القاهرة بواشنطن، فيما عُرف لاحقًا بـ "فضيحة لافون". بعد مغادرته مصر في أعقاب تصاعد الملاحقات الأمنية، انتقل إلى إسرائيل حيث عمل في مجال الترجمة والتحليل داخل الاستخبارات العسكرية، قبل أن يمر بمرحلة انقطاع عن العمل الأمني إثر رفض قبوله في جهاز "الموساد"، ومع ذلك، عاد لاحقًا إلى واجهة العمل الاستخباراتي، عندما تقرر تجنيده لتنفيذ مهمة خاصة داخل سوريا، وتم بناء هوية جديدة له كرجل أعمال سوري مقيم في الأرجنتين يُدعى كامل أمين ثابت، ثم نُقل إلى دمشق حيث بدأ في بناء شبكة علاقات مكّنته من الوصول إلى دوائر القرار. واعتمد أسلوب كوهين في التقرّب من المسؤولين على التموضع الاجتماعي وتقديم الدعم المالي وخلق صورة عن رجل مغترب ناجح يريد الاستثمار والمشاركة في الحياة العامة، وإن كان هذا النمط لا يُعد استثنائيًا في عالم الاستخبارات، إلا أنه استفاد من هشاشة المنظومة الأمنية السورية آنذاك، وسهولة النفاذ إلى مواقع السلطة من خلال الواجهة الاجتماعية والتجارية. إلى جانب ذلك، تتضمن الوثائق روايات متضاربة عن مكان دفن كوهين، أو مصير جثمانه، وتشير بعض المصادر إلى نقل الجثمان أكثر من مرة، وربما دفنه في مواقع غير تقليدية كمعسكرات عسكرية، أو حتى التخلص منه بطريقة تمنع أي جهة من العثور عليه، ويبدو الغموض المحيط بهذه النقطة مقصودًا، سواء لأسباب أمنية، أو ضمن إطار التفاوض غير المباشر الذي ظل معلقًا حول هذا الملف لسنوات طويلة. في المحصلة، عملية استعادة أرشيف كوهين لا يمكن فصلها عن سياق سياسي أوسع، يعيد التذكير بملفات الماضي التي لم تُغلق بعد، ويؤكد أن الصراعات في هذه المنطقة لا تقتصر على الحاضر والميدان، بل تمتد إلى الأرشيف، والرمز، والسردية، ما جرى ليس استعادة لمجرد أوراق، بل تدخل ضمن صراع طويل على الذاكرة والسيادة والمشهد العام للصراع العربي الإسرائيلي. ما وراء استعادة الوثائق؟ عملية استعادة إسرائيل للأرشيف السوري الخاص بالجاسوس إيلي كوهين لا تقتصر على جمع وثائق قديمة، بل تمتد إلى أبعاد سياسية وأمنية واجتماعية متعددة ترتبط بطبيعة الصراع التاريخي مع سوريا وبالواقع السياسي الداخلي الإسرائيلي. إيلي كوهين يمثل في السرد الإسرائيلي ملفًا استخباراتيًا مهمًا يعود إلى مرحلة تاريخية حساسة من الصراع العربي–الإسرائيلي. استعادة الوثائق والمقتنيات الخاصة به تأتي في سياق سياسي وأمني معقد، حيث يُنظر إلى هذه المواد كأدلة على عمليات استخباراتية جرت في بيئة تعدّ من أكثر البيئات الأمنية تعقيدًا وحذرًا. في السياق الأمني، تؤكد عملية الاستعادة قدرة جهاز الموساد على الوصول إلى معلومات محفوظة ضمن أرشيف رسمي سوري، وهو أمر لم يكن متاحًا في فترات سابقة. هذه القدرة تشير إلى تغييرات في البيئة الأمنية السورية أو في طبيعة الوصول إلى الملفات الحساسة، سواء عبر تقنيات استخباراتية أو عبر تحركات ضمنية داخل المؤسسة الأمنية السورية، وهو ما يبرز واقع الهشاشة الأمنية والنفوذ المتغير في المنطقة. إلى جانب الجانب الأمني، تشكل هذه العملية جزءً من توجه سياسي داخلي في إسرائيل، فإعلان استعادة الأرشيف في توقيت يتزامن مع أزمات أمنية وسياسية يعكس محاولة لتوجيه رسالة داخلية، مفادها استمرار متابعة الملفات الأمنية القديمة والاحتفاظ بذاكرة استخباراتية متماسكة، وهذا الإجراء يقدم للعامة مثالًا على الإجراءات التي تتخذها الدولة في سبيل ضبط أمنها، ويُستخدم كأداة في إطار الخطاب السياسي الحكومي. كذلك ترتبط العملية أيضًا بالسياق الإقليمي الراهن، حيث تشهد سوريا حالة من الانقسامات وضعف مؤسساتها الأمنية، ظهور وثائق كانت في السابق محمية داخل الأرشيف الرسمي، يدل على فقدان السيطرة الكاملة على هذا الملف، وربما إعادة ترتيب الأولويات الأمنية للنظام السوري، وهذا يشير إلى فرص جديدة لإسرائيل في التعامل مع ملفات قديمة عبر قنوات غير رسمية، وقد يشير إلى تفاهمات غير معلنة بين أجهزة استخبارات إقليمية. ومن الناحية الاجتماعية، يرتبط ملف كوهين بجوانب نفسية ترتبط بذاكرة الجمهور الإسرائيلي تجاه ماضي الصراع، فإعادة تقديم الأرشيف وإظهاره في الإعلام، مع إشراك عائلة كوهين، يعيد هذا الملف إلى دائرة الاهتمام، ويُعطي بعدًا إنسانيًا لقضية كانت حتى الآن تتم مناقشتها بشكل استراتيجي فقط، لكن من جهة أخرى، تثير هذه الخطوة تساؤلات حول جدوى إبقاء التركيز على ملفات قديمة في ظل متغيرات أمنية وسياسية معاصرة، كون أن تكثيف الحديث عن مثل هذه الملفات قد يُبعد الانتباه عن قضايا أخرى ذات أولوية أو يُستخدم لأغراض سياسية داخلية أكثر من كونه مبادرة أمنية أو تاريخية بحتة، خاصة فشل إدارة نتنياهو في ملف الحرب على قطاع غزة. فيما يخص المكاسب التي تحققها حكومة نتنياهو، فتتعدد الأهداف. داخليًا، تعزز هذه العملية صورتها بأنها قادرة على إدارة ملفات أمنية معقدة، في ظل ظروف سياسية متوترة داخل إسرائيل، تبرز العملية قدرة المؤسسات الأمنية على تنفيذ عمليات سرية بنجاح، ما يخدم تعزيز ثقة الجمهور بتلك المؤسسات، خصوصًا في فترة تشهد انتقادات على المستوى السياسي والأمني. على المستوى السياسي، تساعد العملية في تحسين صورة رئيس الحكومة نتنياهو، عبر تقديم إنجاز ملموس يُسوق في الإعلام كجزء من حرص الدولة على الحفاظ على تاريخها الأمني، وهو ما يُعد من عوامل استقطاب الدعم الشعبي من قواعد معينة داخل المجتمع الإسرائيلي، في وقت تتراجع فيه شعبيته، وتتزايد حالة الغضب في تل أبيب المطالبة برحيل نتنياهو ومحاكمته، في ظل استمرار فشله في حل ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. أما على الصعيد الاستراتيجي، فإن إعلان استعادة الأرشيف يمثل رسالة ضمنية إلى النظام السوري والجهات الفاعلة في المنطقة، توضح استمرار متابعة إسرائيل للملفات الأمنية الحساسة، رغم تعقيدات الواقع الإقليمي، كما أنه يعكس قدرة إسرائيل على النفاذ إلى مناطق تعتبر من أكثر المناطق حساسية في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، غير أن توقيت الإعلان عن هذه العملية يثير فرضيات حول وجود تفاهمات أمنية ضمنية أو اتصالات غير معلنة بين أجهزة استخبارات إسرائيليّة وسورية، وهو ما تؤكده التصريحات التي نقلتها "رويترز"، كونها قد فتحت باباً حول موائمات سياسية مع نظام أحمد الشرع، خاصة في ظل تغيرات مستمرة في المشهد السوري والإقليمي. لم يستطع خداع مصر ظل إيلي كوهين (1924–1965) لأربع سنوات كاملة داخل دمشق يتجسس لحساب إسرائيل، واستطاع خلال تلك الفترة جمع معلومات حساسة عن البنية الأمنية والعسكرية السورية، ورغم أن هذه المرحلة شكلت ذروة نشاطه، فإن نهايتها كانت حاسمة، حيث سقط في قبضة المخابرات السورية وأُعدم في ساحة المرجة عام 1965، لكنّ اللافت أن قصة كوهين لا تزال متداولة بعد أكثر من ستة عقود على موته، وتستمر الأسئلة في مطاردة تفاصيلها، وعلى رأسها: ما علاقته بمصر؟ ولماذا لم تنطلِ حيلته على المخابرات المصرية؟ وبدأت صلته بمصر منذ أن بقي في الإسكندرية بعد هجرة والديه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل عام 1949، وهناك عمل تحت إشراف الجاسوس الشهير "إبراهام دار" الذي تسلل إلى مصر متخفيًا باسم "جون دارلينج"، وتولى مهمة تجنيد العملاء وتنظيم شبكة تجسس إسرائيلية، نفذت عمليات تخريبية استهدفت منشآت أمريكية بالقاهرة والإسكندرية، في محاولة لتأليب العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وهي العملية التي ستُعرف لاحقًا بفضيحة "لافون" عام 1954. ورغم أن السلطات المصرية حينها ألقت القبض على عدد من أفراد الشبكة، فإن كوهين نجح في خداع المحققين، وتمكن من إقناعهم ببراءته، ليخرج من مصر عام 1955، ولاحقًا، انضم إلى الوحدة 131 بجهاز "الموساد"، ثم أعيد إلى مصر في مهمة جديدة، لكن المخابرات المصرية كانت قد احتفظت بملف خاص به، وتابعت تحركاته عن كثب، خصوصًا مع اندلاع العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956، حيث جرى اعتقاله مجددًا، وفي 1957، أفرج عنه ليهاجر بعد ذلك إلى إسرائيل، حيث بدأ رحلته التي ستنتهي به جاسوسًا في قلب العاصمة السورية. وتشير تقارير متعددة إلى أن مصر لعبت دورًا حاسمًا في إسقاط كوهين في دمشق، بعد أن نجح في التغلغل داخل النخبة العسكرية والسياسية السورية، بل ووصل إلى مواقع حساسة، فخلال إحدى زياراته برفقة قادة عسكريين إلى هضبة الجولان، التقطت له صور عُرضت لاحقًا على مسؤولين في المخابرات المصرية، الذين تعرفوا عليه فورًا، إذ كان معروفًا لديهم منذ أن أُدرج اسمه في ملفات التفجيرات والشبكات التجسسية التي نشطت في الخمسينات. وتعززت تلك الرواية بما جاء في كتاب "دماء على أبواب الموساد" للدكتور يوسف حسن يوسف، الذي استعرض جانبًا آخر من القصة يتعلق بالعميل المصري رفعت الجمال، المعروف باسم رأفت الهجان، ففي أحد اللقاءات الاجتماعية داخل إسرائيل، قدم الموساد كوهين للهجان باعتباره رجل أعمال أمريكي يهودي يموّل إسرائيل بسخاء، وعندما صادف الهجان لاحقًا صورة عائلية له في منزل طبيبة مغربية صديقة له تُدعى "ليلى"، تعرّف عليه باسم إيلي كوهين، زوج شقيقتها "ناديا"، والذي يعمل باحثًا في وزارة الدفاع الإسرائيلية. وظل الشك يراود الهجان، حتى جاءت لحظة التأكد حين كان في رحلة إلى روما لترتيب شؤون سياحية بغطاء من المخابرات المصرية، وهناك عثر على صورة في إحدى الصحف اللبنانية يظهر فيها كوهين بجوار قادة سوريين، وتحتها تعليق يشير إلى اسم "كامل أمين ثابت"، وهو الاسم المستعار لكوهين داخل سوريا، وأدرك الهجان حينها أن الرجل الذي قُدِّم له سابقًا في إسرائيل هو ذاته الموجود في الصورة، فسارع إلى إبلاغ المخابرات المصرية. وفي تلك الليلة، التقى الهجان بمحمد نسيم، أحد أبرز ضباط المخابرات في ذلك الوقت، وأبلغه بكل التفاصيل. بدوره، رفع نسيم الأمر إلى القيادة، ليُعرض لاحقًا على الرئيس جمال عبد الناصر، إثر ذلك، أُوفد ضابط المخابرات حسين تمراز إلى دمشق، حيث سلّم المعلومات إلى الفريق أمين الحافظ، رئيس الدولة آنذاك، لتبدأ عملية الإيقاع بـ "كوهين" التي انتهت باعتقاله ومحاكمته. ولم تكن هذه هي الرواية الوحيدة حول إسقاط إيلي كوهين، لكن ما تتقاطع حوله أغلب المصادر أن المخابرات المصرية لعبت دورًا أساسيًا في كشفه، إما عبر الرصد المباشر أو من خلال عملائها داخل إسرائيل، فالمهم في الأمر أن كوهين، الذي خدع دوائر عليا في سوريا ونجح في التسلل إلى أعماقها، لم يستطع خداع مصر، وظلت ملفاته القديمة كفيلة بكشف هويته، مهما بدت محاولاته مقنعة.