
الناظور على موعد مع ثورة في الطاقة.. بناء أول محطة للغاز الطبيعي المسال
الناظور على موعد مع ثورة في الطاقة.. بناء أول محطة للغاز الطبيعي المسال
هبة بريس – محمد زريوح
شهد مشروع الغاز الطبيعي بتندرارة، الواقع شرق المغرب، تطورًا كبيرًا مؤخرًا، مع دخول شركة 'مانا إنيرجي'، التابعة لمجموعة 'المدى'، للإشراف على تطوير المشروع بنهاية عام 2024.
هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة بعد سنوات من التعثر المالي لشركة 'ساوند إنيرجي'، والتي اضطرت للتخلي عن جزء من رخصتي تندرارة وأنوال، ما دفعها إلى إعادة هيكلة أعمالها بشكل جذري.
في خطوة هامة نحو استكمال المشروع، قامت 'مانا إنيرجي' بتعديل عقد الشركة الإيطالية 'Italfluid'، وتحويله إلى عقد جديد يلزمها بتركيب وحدة لتسييل الغاز قبل نهاية العام الحالي، مع فرض غرامات مالية في حال عدم الامتثال.
ووفقًا لاختبارات حديثة على بئري الإنتاج بتندرارة، أظهرت النتائج جودة تدفق الغاز، مما يعزز الآمال في إمكانية انطلاق التصدير بنهاية عام 2025.
وفي إطار تعزيز البنية التحتية للطاقة، أعلنت وزارة التحول الطاقي عن إطلاق دعوة للتعبير عن الاهتمام لبناء أول محطة للغاز الطبيعي المسال في ميناء الناظور غرب المتوسط الجديد، إلى جانب محطة للطاقة بالدورة المركبة بالقرب من الميناء.
كما تشمل الخارطة الطاقية تمديدين لخطوط أنابيب الغاز، الأول نحو الناظور والثاني نحو المحمدية، اللذان يتوقع أن يغطيان نحو 40% من احتياجات المغرب من الغاز بحلول عام 2027.
من جانب آخر، تتولى 'مانا إنيرجي' تمويل وإدارة حفر بئري التنقيب SBK-1 وM5، حيث تشير التوقعات إلى نجاح مشجع، خاصة بالنسبة لبئر SBK-1 الذي أثبت وجود الغاز فيه منذ عدة سنوات. وتراهن الشركة على اكتشافات جديدة في حقل أنوال، رغم المخاطر المرتفعة التي تصاحب هذه المشاريع.
وفي مقابل هذا التقدم الكبير، تواجه 'ساوند إنيرجي' صعوبات مالية كبيرة، ما يجعلها تبحث عن شركاء جدد لتأمين التمويل اللازم لمشاريعها المستقبلية، أبرزها مشروع سيدي المختار. ورغم محاولاتها لتجاوز أزمتها، استبعدت الشركة أي خطوة نحو الإدراج الفوري في بورصة الدار البيضاء في الوقت الحالي.
وبينما تسير الأمور في مسار إيجابي بالنسبة لـ 'مانا إنيرجي'، يبقى أن نترقب نتائج التنقيب في المنطقة وتطورات البنية التحتية التي سيتم تنفيذها، بما يسهم في تأمين إمدادات الغاز للمغرب وتعزيز مكانته كداعم رئيسي للطاقة في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
الناظور.. مشروع يحرّك عجلة التنمية ويشعل طموحات مغاربة العالم
هبة بريس : محمد زريوح في أجواء رسمية متميزة، نظمت جمعية 'ناظور المستقبل لقادة التنمية – ANAF' يوم الجمعة 16 ماي 2025 الحفل الختامي لمشروعها التنموي 'Invest in Roots' بقاعة الندوات بأحد الفنادق المصنفة بالناظور. حضر المناسبة ممثلون عن السلطات المحلية والمنتخبون، إلى جانب شركاء مؤسساتيين وفاعلين مدنيين، بالإضافة إلى المستفيدين من البرنامج، ما أضفى على الحفل طابعا مجتمعيا وتنمويا مميزا. و افتتح الحفل بكلمة ترحيبية استعرضت إمكانيات إقليم الناظور كمركز واعد للاستثمار، حيث تم التأكيد على أهمية استثمار الرأسمال البشري ودعم المبادرات الشبابية خاصة بين مغاربة العالم والمغاربة العائدين، باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد جهوي قوي ومستدام. عقب ذلك، أدى المقرئ نبيل بلال تلاوة عطرة من الذكر الحكيم، تلتها نشيد المملكة المغربية، ما أضفى على الفعالية أجواء روحانية ووطنية. في سياق عرض تفصيلي، قدم رئيس الجمعية، السيد وليد الحدادي، رؤيته للمشروع، مؤكدا أن الاستثمار في الإنسان هو جوهر التنمية الحقيقية، وأن مشروع 'استثمر في الجذور' جاء ليعزز قيم التخطيط والحكامة وروح المبادرة. كما أكد أن الجمعية تسير بخطى ثابتة نحو تأسيس نموذج جمعوي ناجح بالإقليم، يرتكز على الشراكة والانفتاح مع مختلف الفاعلين المحليين. من جهته، استعرض مسؤول المشروع السيد أيمن بومهدي مراحل التنفيذ، بدءًا من الدراسة الميدانية التي أجريت بالتعاون مع مكتب متخصص لتحديد فرص الاستثمار بالإقليم، والتي توجت بإصدار كتيب تشخيصي سوسيو-اقتصادي تم توزيعه على الحضور. تلا ذلك تنظيم ورشات تحسيسية وتكوينية مكنت من اختيار 15 مشروعا نهائيا جاهزا للانطلاق، مؤكداً أن هذه المبادرة ما هي إلا نقطة انطلاق لمسار دعم مستمر لاندماج المغاربة العائدين في التنمية الاقتصادية. شهد الحفل تقديم شريط مرئي يوثق نجاحات المشروع، تلاه عرض موسيقي للفنان نبيل زعيمي الذي أمتع الحضور بأغاني تراثية ريفية، ليواصل الحفل كلمات الشركاء الرئيسيين الذين أثنوا على دور الجمعية ومبادرتها. وأبرز السيد صالح العبوضي، عضو مجلس جهة الشرق، أهمية المشروع في تعزيز التنمية المحلية، مع توصية بترجمة الكتيب إلى لغات أجنبية لتوسيع دائرة المستفيدين. فيما أكد ممثل البنك الشعبي السيد ياسين اشلييش، حرص البنك على دعم برامج تمويلية لفائدة الجالية المغربية وتحفيزها على الاستثمار في وطنها. واختتمت فعاليات الحفل بتقديم مشاريع المتخرجين الخمسة عشر، والتي تنوعت بين صناعات مبتكرة ومشاريع خدماتية متعددة، تلاها توزيع شهادات تقديرية على المشاركين، وشكر خاص لمكاتب التكوين والدعم التي ساهمت في تحويل الأفكار إلى واقع ملموس. كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين الجمعية وجمعية المقاولات الصغرى جدًا لتعزيز الدعم الفني والتكويني للمشاريع المستقبلية، وسط تكريمات وتقديم تذكارات تعبيرًا عن التقدير المتبادل. في ختام الحفل، أكد المنظمون أن مشروع 'Invest in Roots' هو بداية لمشوار طويل من التنمية المستدامة، حيث يمثل مغاربة العالم والمغاربة العائدين قوة دافعة نحو التقدم الاقتصادي والاجتماعي. ودعوا إلى مواصلة دعم هذه المبادرات على مستوى التمويل والمؤسسات لضمان نجاحها واستمراريتها، قبل أن يُختتم اللقاء بصورة جماعية تخللها حفل شاي على شرف الحضور.


صوت العدالة
منذ يوم واحد
- صوت العدالة
جمعية 'ناظور المستقبل لقادة التنمية' تختتم مشروع 'Invest in Roots' بحفل يجسد التمكين والاندماج الاقتصادي لمغاربة العالم وللمغاربة العائدين.
صوت العدالة : محمد زريوح نظّمت جمعية 'ناظور المستقبل لقادة التنمية – ANAF' يوم الجمعة 16 ماي 2025 الحفل الختامي لمشروعها التنموي 'Invest in Roots'، وذلك بقاعة الندوات بفندق ميركور بمدينة الناظور، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية والمنتخبة، وعدد من الشركاء المؤسساتيين، والفاعلين المدنيين، إضافة إلى المستفيدين من البرنامج. انطلق الحفل بكلمة ترحيبية بالحضور الكريم، تم فيها التأكيد على مكانة إقليم الناظور كوجهة واعدة للاستثمار، بفضل مؤهلاته الطبيعية والبشرية، مع التشديد على أن الاستثمار في الرأسمال البشري ومواكبة المبادرات الشبابية والمغاربة العائدين هو السبيل لبناء اقتصاد جهوي صاعد. استمع بعدها الحضور إلى تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من أداء المقرئ نبيل بلال، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي. من خلال هذه الأمسية، استعرض رئيس الجمعية السيد وليد الحدادي السياق العام للمشروع، ومشددا على أن الجمعية قامت على قناعة راسخة بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وأن مشروع 'استثمر في الجذور' كان تجربة فريدة لترسيخ قيم التخطيط والحكامة والمبادرة. كما أشار إلى أن الجمعية تسير بثبات نحو ترسيخ نموذج جمعوي ناجح بالإقليم وبالجهة، يقوم على الانفتاح والعمل المشترك مع مختلف الفاعلين. من جهته قدّم المسؤول عن المشروع، السيد أيمن بومهدي، عرضًا شاملاً حول مختلف مراحل المشروع، بدءًا من دراسة ميدانية أُجريت بشراكة مع مكتب متخصص لرصد فرص الاستثمار بالإقليم، والتي توجت بإصدار كتيب بمثابة تشخيص مجالي للفرص السوسيو اقتصادية بإقليم الناظور وقد تم توزيعه بالمناسبة على الضيوف، عقب هذه الدراسة تم تنظيم لقاء تحسيسي لفائدة 30 مشاركًا من حاملي أفكار مشاريع، اختير منهم 25 مشروعًا خضعوا لتكوين ومواكبة معمّقة من طرف مكونين متخصصين في مجال ريادة الأعمال، وصولًا إلى انتقاء 15 مشروعًا نهائيًا جاهزًا للانطلاق على أرض الواقع. وأكد في ختام كلمته أن هذا المشروع لا يمثل النهاية، بل هو بداية لمسار جديد في مجال دعم الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لمغاربة العالم والمغاربة العائدين. كما وجه شكره الخاص لكل الشركاء: ولاية جهة الشرق، جهة الشرق، Expertise France، الوكالة الفرنسية للتنمية وفريق عمل PRIM. عقب ذلك، تم عرض شريط مرئي توثيقي يعرض أهم لحظات المشروع منذ انطلاقه، ونجاحاته على أرض الواقع، ثم استمتع الحضور بفقرة موسيقية أولى أحياها الفنان الصاعد نبيل زعيمي، الذي قدّم باقة من الأغاني المستوحاة من التراث الريفي، نالت إعجاب وتفاعل الحاضرين. تواصل الحفل بكلمات الشركاء الرئيسيين، حيث كانت المداخلة الأولى للسيد صالح العبوضي، عضو مجلس جهة الشرق، الذي نوه بالدور الإيجابي الذي تقوم به جمعية ANAF في تنمية الإقليم، وأشاد بجهودها الميدانية. كما عبر عن إعجابه بكتيب الجمعية، معتبرًا إياه مرجعًا قيّمًا يجب ترجمته إلى لغات أجنبية لتقريبه من أبناء الجالية. كما أكد على أن الهجرة ليست عبئًا، بل رافعة للتنمية من خلال الكفاءات الفكرية والعلمية التي تزخر بها الجالية المغربية. ونوّه بفضل هذا المشروع في إنشاء مكاتب استقبال وتوجيه لفائدة الجالية بعدة جماعات ترابية، مشيرًا إلى ضرورة تنويع فرص الاستثمار بين الصناعة، التجارة، السياحة، الثقافة، والاقتصاد التضامني والاجتماعي. وفي ختام كلمته، تسلم شهادة تقديرية وتذكارًا تقديريًا من طرف الجمعية، عربون محبة وتقدير لمجهوداته. في حين، أكد السيد ياسين اشلييش، ممثل البنك الشعبي، على أهمية المشروع في خلق فرص شغل حقيقية، تماشيًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تشجيع استثمارات مغاربة العالم، والتي يحفزها بالدرجة الأولى حب الانتماء للوطن. كما أشارالى تنوع برامج التمويل المتاحة لفائدة الجالية المغربية، واختتم كلمته بدوره بالإشادة بكتيب الجمعية، معتبرا إياه بوابة استراتيجية للتواصل مع المستثمرين من أبناء الوطن بالخارج. وبدوره تسلّم شهادة تقديرية وتذكارًا رمزيا من طرف الجمعية. وفي لحظة وُثّقت بحفاوة، تم عرض فيديو تقديمي للمشاريع النهائية التي واكبتها الجمعية في إطار البرنامج، والتي تميزت بأفكار مبتكرة، منها: مشروع لصناعة وتوزيع مواد التنظيف بمعايير حديثة، مشروع مخبزة مخصصة لمرضى السكري وحساسية الغلوتين، مشروع لإنتاج وتسويق 'أملو'، مشروع مطعم متخصص في الأكل الإيطالي، إضافة إلى مشاريع أخرى متنوعة وعملية. تلا ذلك تتويج المشاركين الخمسة عشر بشواهد تقديرية، تعبيرًا عن الاعتراف بمجهوداتهم ومثابرتهم خلال كافة مراحل البرنامج. كما تم تقديم شكر خاص إلى الأطراف التي واكبت التكوين، وهي: مكتب التكوين والمواكبة، مكتب التشخيص الإقليمي، وجمعية المقاولات الصغرى جدًا، الذين لعبوا دورًا أساسيًا في تحويل أفكار المشاركين إلى مشاريع قابلة للتنفيذ. وفي إطار تعزيز التعاون، عرف الحفل توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية ANAF لقادة التنمية، في شخص رئيسها السيد وليد الحدادي، وجمعية المقاولات الصغرى جدًا، ممثلة في رئيسها السيد محمد الوزيري، وتهدف الاتفاقية إلى مواصلة الدعم التقني والتكويني لحاملي المشاريع، خاصة من صفوف مغاربة العالم والمغاربة العائدين. وتم تقديم تذكار تكريمي للسيد الوزيري اعترافًا بالمساندة الفعلية التي قدمتها جمعيته. كما تم الإعلان عن تأجيل توقيع اتفاقية شراكة ثانية مع مؤسسة 'حوار' إلى وقت لاحق، بسبب ظروف صحية لرئيسها. عاد الإبداع ليُطل من جديد عبر فقرة موسيقية ثانية أضافت بعدًا احتفاليًا راقياً للحفل، عقبها تكريم خاص للسيدة سعاد المرابط، تقديرًا لمواكبتها النشيطة لجميع مراحل المشروع من التكوين إلى التتبع. اختتم الحفل بكلمة ختامية أكدت أن مشروع 'Invest in Roots' كان تجربة رائدة ومبادرة فريدة، بيّنت أن مغاربة العالم والمغاربة العائدين هم رافعة حقيقية للتنمية. وأن هذا الحفل الختامي ليس نقطة نهاية، بل هو بداية لمسار طويل ومثمر، يعزز الإرادة الجماعية ويجدد الأمل في أن تحظى مثل هذه المبادرات بالدعم المالي والمؤسساتي اللازم لضمان استمراريتها واستدامتها، تلتها دعوة الحضور لالتقاط صورة جماعية، أعقبتها حفلة شاي على شرف المشاركين والضيوف.


هبة بريس
منذ 4 أيام
- هبة بريس
مارتشيكا ميد.. استثمارات مشبوهة واحتقان متزايد والناظور يدفع الثمن
هبة بريس : محمد زريوح في خطوة اعتبرتها شركة 'مارتشيكا ميد' إنجازًا استثماريًا كبيرًا، تم الإعلان يوم الخميس 16 ماي 2025 عن استقطاب استثمارات بقيمة 1.4 مليار درهم لإحياء مدينة أطاليون. هذا المشروع طُرح كرافعة تنموية كبرى لجهة الشرق، ضمن مسار تهيئة عمرانية واسعة. لكن خلف هذا 'الوهج الإعلامي'، يطفو جدل حاد على السطح، بعد أن عبّر فاعلون وخبراء عن مخاوف من أن هذه الاستثمارات ليست سوى غطاء لعمليات تفويت عقارات الدولة، تم تقديمها للرأي العام على أنها تحوّل اقتصادي وهيكلي. وحسب المعطيات التي تسربت من داخل المشروع، فإن الأراضي المعنية كانت قد نُزعت ملكيتها من سكان محليين في إطار تهيئة مارتشيكا، ليُعاد تسويقها اليوم كفرص استثمارية خاصة، ما يطرح تساؤلات أخلاقية وقانونية حول طبيعة هذه الصفقات. في المقابل، تشير وثائق دفتر التحملات إلى وجود شروط تقنية ومالية غير متوازنة، أُقصيت بموجبها عدد من العروض الجادة. وهو ما أعاد الجدل حول شفافية الصفقات العمومية ومبدأ تكافؤ الفرص بين المقاولات المغربية. على الأرض، يظل واقع المشروع بعيدًا عن الخطابات الرسمية، إذ لا تزال البنيات الأساسية والمرافق العمومية غائبة عن المشهد، ما يعكس فشلًا في جلب مستثمرين مهتمين بقطاعات ذات أثر اجتماعي، كالصحة والتعليم والسياحة. الأكثر إثارة للقلق، أن حالة التراجع زادت حدّة بعد تعيين المديرة العامة الحالية، حيث سُجل ضعف واضح في الإنجاز، مقابل تصاعد اعتماد المؤسسة على حملات دعائية عبر بعض المواقع الإخبارية لتلميع الصورة وإخفاء الواقع. ويتساءل مراقبون حول ما إذا كانت 'مارتشيكا ميد'، التي من المفترض أن تمثل رافعة مؤسساتية للدولة، تقوم فعليًا بدورها التنموي، أم أنها انحرفت إلى دور تجاري محض يخدم مصالح مضيقة على حساب الصالح العام. أمام هذا الوضع المقلق، ارتفعت أصوات عديدة مطالبة بتدخل عاجل من قبل مؤسسات الرقابة والنيابة العامة، لإجراء افتحاص شامل، ومحاسبة المسؤولين عن التدهور الحاصل، واسترجاع المشروع لطبيعته كرافعة تنمية مستدامة ومنصفة. في الختام، لا سبيل لإنقاذ مشروع مارتشيكا إلا عبر ضخ دماء جديدة، تتمتع بالكفاءة والنزاهة، قادرة على إعادة الثقة، وتحقيق رؤية ملكية واضحة تقوم على تنمية شاملة لا تُختزل في تفويت العقارات وتسويق الأوهام.