مبادرة إعادة الأمل ودور الملك في القمة العالمية الثالثة للإعاقة
لطالما أكّدت الأردن التزامها بالمساعدات الإنسانية وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما في المناطق المتضررة من النزاعات. ومن خلال مبادرة إعادة الأمل، التي أُطلقت بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، توفر المملكة دعماً طبياً حيوياً للغزيين الذين فقدوا أطرافهم بسبب العنف المستمر. تتماشى هذه الجهود مع الدور الأوسع للأردن في الدعوة إلى حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على الساحة الدولية، وهو ما برز في كلمة الملك عبد الله في القمة العالمية الثالثة حول الإعاقة في برلين، وإطلاق إعلان عمّان - برلين للإدماج العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
تستهدف مبادرة إعادة الأمل معالجة الاحتياجات الطبية العاجلة لحوالي 14,000 شخص مبتور الأطراف في غزة. وقد أرسلت الخدمات الطبية الملكية والقوات المسلحة الأردنية عيادات متنقلة مزودة بتقنيات متقدمة للأطراف الصناعية، مما قلل من مدة الانتظار لتركيب الأطراف الاصطناعية من عدة أشهر إلى ساعة واحدة فقط. تتكون المبادرة من ثلاث مراحل تشمل تقديم الرعاية الفورية، توسيع الخدمات إلى شمال غزة، وضمان إعادة التأهيل طويل الأمد من خلال التنسيق مع الجهات الطبية المحلية.
ومنذ انطلاقها، قدمت المستشفيات الميدانية الأردنية الرعاية لأكثر من 183,000 مريض، وأجرت آلاف العمليات الجراحية، مما جعلها مصدراً رئيسياً للمساعدة الطبية في القطاع
وفي خطابه بالقمة العالمية للإعاقة في برلين، أكّد جلالة الملك عبد الله الثاني أن الإدماج الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة ليس مجرد التزام أخلاقي، بل ضرورة استراتيجية لضمان مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً. وسلط الضوء على الإنجازات التي حققتها الأردن في مجال تشريعات الإعاقة، مع التركيز على تحسين الوصول إلى التعليم، وتعزيز البنية التحتية الشاملة، وتطوير آليات تنفيذ القوانين لضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشار الملك إلى أن تحقيق الإدماج الكامل يتطلب تعاوناً دولياً شاملاً، داعياً إلى توحيد الجهود بين الدول والمنظمات العالمية لوضع سياسات أكثر فاعلية تضمن دمج حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات التنموية والإنسانية.
كما شدد على أن المناطق المتأثرة بالنزاعات تحتاج إلى اهتمام خاص، حيث تزداد التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل. ودعا إلى زيادة الاستثمارات العالمية في برامج إعادة التأهيل وتوفير الموارد التقنية والطبية اللازمة لهم، إلى جانب خطابه في القمة، ساهم الأردن بشكل رئيسي في إطلاق إعلان عمّان - برلين للإدماج العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يهدف إلى تعزيز الإدماج في السياسات التنموية العالمية. ومن أبرز بنود الإعلان:
• تخصيص 15% على الأقل من برامج التنمية الدولية لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة بحلول عام 2028.
• إشراك منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة (OPDs) في صنع القرار لضمان الاستدامة والعدالة الاجتماعية.
• مطالبة الحكومات والمنظمات الدولية بدمج حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في سياساتها وهياكل تمويلها.
وفي سياق التزامها المتواصل وتقديرا لجهود الأردن في هذا المجال، تم اختيارها لتكون الدولة المستضيفة للقمة العالمية للإعاقة 2025، بالشراكة مع ألمانيا. ويعكس هذا الاختيار الدور القيادي الذي تلعبه المملكة في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
تبرز مبادرة إعادة الأمل ودور الأردن في إعلان عمّان - برلين نهجاً مزدوجاً في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة—من خلال تقديم الإغاثة الطبية الفورية، إلى جانب تعزيز السياسات الدولية الداعمة لهذه الحقوق. ويؤكد خطاب الملك عبد الله الثاني في القمة العالمية للإعاقة الحاجة إلى تعاون عالمي لضمان أن تكون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة جزءاً لا يتجزأ من الاستجابة الإنسانية والتنمية المستدامة. كما أن اختيار الأردن لاستضافة القمة العالمية للإعاقة في عام 2025 يعكس مكانتها الرائدة في هذا المجال، ويمهد الطريق لمزيد من الإنجازات في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على المستويات كافة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 6 ساعات
- السوسنة
أردنيّو الإنتماء هاشميّو الولاء
م. ولاء السرحانفي مثل هذا اليوم من كل سنة يرتسم في كياني نفس الإحساس والشعور شعور الولاء والبهاء والكبرياء فيملأني شموخًا واعتزازًا، وكأنما مشاعر الشموخ و الفخر والاعتزاز تتجدد فيه وتنغرس بالقلب والعقل والروح وكيف لا تتجدد! فهذا اليوم المميز محفور في قلب وذاكرة كل نشمي اردني. من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها يتزين الأردن بنبض قلوب أبنائه ورجاله ونسائه وأطفاله، ويرفرف علم بلدنا مرفوعا عاليا شامخا ابيا. في ذكرى الاستقلال لا نستذكر ماضينا فحسب؛ وإنما نقوي عزيمتنا في تطوير بلدنا والإسهام في رفعة هذا الوطن في كافة القطاعات ومجالات الحياة.ليبقى الأردن دائما وابدا :الأردن اولا.الذي أولته القيادة الهاشمية الرشيدة محط اهتمامها التي قادت البلد إلى بر الأمان وسطرّت النجاحات المتتالية في ساحات البناء والتطوير في كل القطاعات التي ارتقت إلى التميز والإبداع. ففي الخامس والعشرون من ايار نقف وقفة عزٍ وشموخ استعدادًا للنهوض لبقاء الاردن قويا مُهيبا معتزا بكرامته ثابتًا لاينحني. وكذلك فإن للجميع مسؤوليته ولكل فرد من أفراد المجتمع دور يؤديه، فالرجال والأطفال والشباب والمرأة لهم دور بارز في رفعة الأردن الغالي. لا بد لنا من السعي دائما لتحقيق رؤية جلالة الملك الرائدة التي ترتكز على تحقيق التنمية المستدامة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكافة جوانب الحياة وتعزيز مشاركة جميع المواطنين في المشاركة الفاعلة في صنع القرارات التي تؤثر إيجابياً على حياتنا المستقبلية وبناء مستقبل الأردن الرائد.ومن مقولة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه "أنتم مطالبون بأن تكونوا على قدر هذه المسؤولية، وجديرين بهذا الحمل، لأن مستقبل الأردن أمانة نودعكم إياها ولأن غد الأردن هو اليوم، وشباب الأردن هم غد الوطن وآفاقه الرحبة"وفي الختام لا يسع المقام إلا لأن أقول:دمت يا أبا الحسين عالي المقام وقائد الدرب وصانع المستقبل ومُلهم التطوير وعِشت يا أردن عزيزًا مكرما، ودامت رايتك خفّاقة شامخة ترفرف عالية متألقة بالفخر والكرامة.

عمون
منذ 8 ساعات
- عمون
بزوغ السيادة منذ 79 عاما .. تجلّي السيادة وعهد الوفاء
بحكمة القيادة الهاشمية التي اختصها الله لرفعة الأردن، ووفاء شعبها المتجذر بأصالته وإيمانه في العيش بكرامة، وحسن الاختيار للمصير المستقبلي، والتضحية من آجل الاستقرار والتقدم، نستذكر تاريخ الخامس والعشرين من أيار، الذي يتجدد في الوجدان الأردني لذكرى الاستقلال، لا كحدثٍ عابر في سجل الدول، بل كحالة وعي وطني تكرّست فيها هوية سياسية ناضجة، وشخصية مستقلة قوامها الإرادة الشعبية والتلاحم مع القيادة الهاشمية، هو الاستقلال الذي لم يكن نهاية مرحلة استعمارية فحسب، بل بداية لمشروع دولة ذات رسالة، أخذت على عاتقها أن تكون مرآة للنهضة والاعتدال في محيطٍ متقلب. وفي موازاة هذه المحطة المفصلية، تأتي ذكرى جلوس الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش، لا كتقليد بروتوكولي، بل كتجسيد متجدد لعهدٍ وميثاق بين العرش والشعب، فالمُلك في الأردن ليس سلطة فقط، بل مظلة حامية لوحدة البلاد واستقرارها، وقيادة حكيمة راكمت الشرعية عبر عقود من البذل والعطاء، جلوس الملك عبدالله الثاني على العرش، تحديداً، أعاد ترسيخ معاني الحكم الرشيد، إذ وازن بين ثوابت الدولة وتطلعات المستقبل، مستنداً إلى إرث هاشمي لا يعرف الانكفاء، وان الاستقلال والعرش ذكرتهما محفوظة في وجدان الأردنيين، الأولى تحرر الإرادة، والثانية استمرار الحكمة، وبينهما تمضي مسيرة الوطن بثقة، محمولةً على سواعد شعبٍ وقيادةٍ يجمعهما عهد غير مكتوب، لكنه راسخ في وجدان الأمة، أن الأردن باقٍ ما بقي الإيمان بالكرامة، والولاء للثوابت، والوفاء للراية.

عمون
منذ 9 ساعات
- عمون
أردن العزة والاستقلال: لوحة من المجد والوفاء
في الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال الأردن، تعزف القلوب نشيد الولاء والفخر، وترفرف رايات الوطن كأجنحة تحمل الحلم في فضاء الحرية. إنها لحظة تتجدد فيها مشاعر العزة والانتماء، حيث يقف التاريخ شاهدًا على رحلة المجد التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، حاملًا راية الهواشم بكل إخلاص وعزيمة. يطل الاستقلال كفجر يمحو ظلمات الاحتلال، وكالشمس التي تعانق جبال الأردن الراسية، شاهدةً على صلابته وتاريخه المجيد. تخفق رايات الوطن في فضاء العزة كما تخفق القلوب بحبه، فالوطن ليس مجرد أرض، بل هو روح نابضة تسري في دماء أبنائه، تبعث القوة والصمود في وجه التحديات. فجلالة الملك حفظه الله ورعاه حامي الديار وسيف الحق في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الأردن واستقراره. تحت رايته الحكيمة، يبقى الوطن كالسنديان، شامخًا أمام الرياح العاتية، ثابتًا على أرضه التي روتها دماء الأوفياء. كل عام وأردننا الغالي يزداد بهاءً في مدارات الاستقلال، وكل عام وشعبه وأرضه وقائده عناقيد مجد تتدلى على شجرة التاريخ، يعبق منها العطر الهاشمي الذي يبقى خالدًا في أنفاس الأردنيين، متجدّدًا في ولائهم وانتمائهم لهذه الأرض الطيبة.