logo
"إعلان حرب" ليلة العيد.. كيف يقرَأ التصعيد الإسرائيليّ "الأخطر"؟!

"إعلان حرب" ليلة العيد.. كيف يقرَأ التصعيد الإسرائيليّ "الأخطر"؟!

ليبانون 24منذ يوم واحد

فيما كان اللبنانيون، ومن ضمنهم سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، يتحضّرون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، شأنهم شأن سائر المسلمين في مختلف المناطق، رغم كلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد منذ الحرب الإسرائيلية التي لم تنتهِ فصولاً بعد، أطلّ أفيخاي أدرعي عبر حسابه على موقع "إكس" ليعلن أولاً، على طريقته "التشويقية"، التي ينشد منها بث الذعر والرعب بين المواطنين، عن "بيان مهمّ وعاجل" إلى سكان الضاحية.
سرعان ما أقرن أدرعي إعلانه "التشويقيّ"، بإنذار بالإخلاء بدا "صادمًا" من حيث حجمه، وقد شمل ثمانية مبانٍ في أربع مناطق مختلفة من الضاحية، في آنٍ واحدٍ، ما جعله التصعيد "الأوسع" على الإطلاق، منذ ما سُمّي باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي، وزعمت إسرائيل أنّها احتفظت بموجبه بما تسمّيه "حرية حركة" في لبنان ، للردّ على ما تعتبره "مصادر تهديد"، مع كلّ ما ينطوي على ذلك من "استنسابيّة".
وعلى الرغم من التسريبات التي تحدّثت عن اتصالات ووساطات من أجل محاولة وقف العدوان الإسرائيلي الذي جاء من دون مقدّمات، نفّذت إسرائيل وعيدها، وشنّت سلسلة من الغارات على ما أسمتها بـ"الوحدة الجوية" التابعة لـ" حزب الله"، وما ادّعت أنّها مصانع "مسيّرات" أقامها الحزب تحت الأرض، بل إنّها "وسّعته" بإنذار مناطق في الجنوب أيضًا، قبل أن تنهي هجومها على الضاحية، فكيف يُقرَأ هذا التصعيد غير المسبوق منذ اتفاق وقف إطلاق النار؟
التصعيد الأوسع والأخطر..
صحيح أنّ الهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت ليس الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، إذ سبق أن استهدف العدو الإسرائيلي الضاحية لثلاث مرّات، تذرّع في أولها فقط بأسباب "دفاعية"، وربما "ردعية"، باعتبار أنّ الاستهداف جاء بعد حادثة إطلاق صواريخ من الجانب اللبناني، لتُضاف الضاحية بعد ذلك إلى "بنك الأهداف"، ويصبح استهدافها بين الفينة والأخرى، أمرًا "مألوفًا" لا يحتاج إلى ذرائع، ولو كانت "واهية" عمليًا.
إلا أنّ هجوم ليلة عيد الأضحى يبدو عمليًا مختلفًا عن كلّ الهجمات السابقة، بل عن كلّ خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، سواء تلك التي استهدفت الضاحية الجنوبية أو غيرها، وذلك للعديد من الأسباب، فهو أولاً الهجوم الأوسع على الإطلاق، إذ إنّ الضربات على الضاحية سابقًا، كانت تقتصر على مبنى معيّن، أو منطقة محدّدة، في حين أنّها هذه المرّة شملت أحياء متفرّقة في وقت واحد، وهو ما أعاد إلى الأذهان ذكريات أيام الحرب المشؤومة.
ويمكن اعتبار الهجوم على الضاحية "الأخطر" أيضًا، ليس من حيث الشكل فحسب، ولكن أيضًا من حيث التوقيت، فاختيار ليلة عيد الأضحى تحديدًا لتنفيذه، بدا متعمّدًا وغير عبثي، خصوصًا أنّ أحدًا لا يمكن أن يصدّق، حتى لو أراد مثلاً أن يتبنّى الرواية الإسرائيلية، أنّ العدو اكتشف أنّ "حزب الله" يصنّع المسيّرات والأسلحة في كلّ هذه المواقع، فجأة في ليلة عيد الأضحى، وهو ما يؤكد أنّ الهدف كان "تنغيص" فرحة العيد، "المنغّصة" أصلاً.
"إعلان حرب"
لكلّ هذه الأسباب، يعتقد العارفون أنّ التصعيد الإسرائيلي العنيف ليلة عيد الأضحى، يشكّل "إعلان حرب" بأتمّ معنى الكلمة، خصوصًا أنّ هناك من اعتبر أنّ إسرائيل "تستدرج" من خلاله "حزب الله" إلى الحرب مرّة أخرى، وتدعوه ضمنًا إلى الردّ، بما يفتح الباب أمام "جولة جديدة" من الحرب، إن صحّ التعبير، باعتبار أنّ سكوته على مثل هذه الاعتداءات، والاكتفاء بالتلويح بـ"نفاد الصبر" سيشكّل إحراجًا له في مكانٍ ما.
أكثر من ذلك، يشدّد العارفون على أنّ أخطر ما في "إعلان الحرب" الإسرائيلي هذا، بعيدًا عن تكرار رسالة إسرائيل بأنّها "صاحبة القول الفصل"، وبأنّها "تفعل ما تشاء ووقتما تشاء" على الأراضي اللبنانية ، هو أنه يضرب بعرض الحائط كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وقد جاء بعد ساعات فقط على إعلان رئيس الحكومة نواف سلام مثلاً، أنّ الجيش فكّك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني.
ويندرج في الخانة نفسها، ضرب إسرائيل بعرض الحائط محاولات الجيش الدخول على الخطّ، تنفيذًا لاتفاق بوقف إطلاق النار، عبر الكشف على المباني المهدّدة، والتنسيق مع اللجنة الدولية الموكلة بضمان اتفاق وقف إطلاق النار، من أجل ردع العدو عن تنفيذ تهديداته، ليسارع الجيش الإسرائيلي إلى شنّ غارات تحذيرية، حتى ينسحب الجيش من هذه المباني، وهو ما يدحض عمليًا كلّ "البروباغندا" التي قام عليها الهجوم.
سريعًا، جاءت الردود الرسمية على العدوان الإسرائيلي، الذي اعتبره الرئيس جوزاف عون"استباحة سافرة لاتفاق دولي، ولبديهيات القوانين، عشية مناسبة دينية مقدسة"، فيما وصفه رئيس الحكومة نواف سلام بأنه "استهداف ممنهج ومتعمد للبنان وأمنه واستقراره واقتصاده عشية الأعياد والموسم السياحي".. لكن ماذا بعد هذه الإدانة، التي لم تعد تقدّم وتؤخّر فيما تتمادى إسرائيل أكثر فأكثر، وصولاً إلى "إعلان الحرب" بهذا الشكل الخطير؟!

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشيخ علي الخطيب: لا رادع للعدو الصهيوني وندعم مواقف الرئيس جوزف عون التصعيدية
الشيخ علي الخطيب: لا رادع للعدو الصهيوني وندعم مواقف الرئيس جوزف عون التصعيدية

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

الشيخ علي الخطيب: لا رادع للعدو الصهيوني وندعم مواقف الرئيس جوزف عون التصعيدية

أكد سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، أن 'من أهم المسؤوليات التي سنُحاسب عليها غدًا في الدنيا والآخرة، هي مسؤولية الوضع الذي تمر به أمتنا وشعوبنا في هذه الظروف الصعبة، حيث بلغ الصلف الصهيوني ذروة العتو والعدوان والتفلت من كل التزام أخلاقي أو قانوني، من دون حسيب أو رقيب'. ولفت الشيخ الخطيب إلى أن جرائم الكيان الصهيوني 'فاقت كل الحدود'، مشيرًا إلى 'ما يمارسه من جرائم قتل وإبادة في غزة، إضافة إلى ما يقوم به من تدمير وقتل وإرهاب بحق الشعب اللبناني، وذلك رغم القرار الأممي الذي وافق عليه العدو نفسه بعد طلبه وقف إطلاق النار، وبعد تعهد لجنة الإشراف الخماسية بتنفيذه، فضلًا عن التزام المسؤولين اللبنانيين عبر الوسائل الدبلوماسية بتحرير ما احتله العدو وتحقيق الأمن والاستقرار للبنانيين'. وأردف أن 'كل هذه السردية التي يعرفها كل اللبنانيين، سواء الرسميين أو غير الرسميين، لم يتحقق منها شيء'. وتابع العلامة الخطيب قائلاً: 'لقد أضحى جليًا، لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن هذا العدو لا يلتزم بشيء، ولن يلزمه أحد بشيء، بل إن كل ذلك يتم بموافقة من يرأس لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، الذي يُفترض به أن يكون ضامنًا لتطبيقه، حسب ما صرّح به العدو نفسه'. وقد جاءت مواقف سماحة الشيخ الخطيب خلال خطبتي عيد الأضحى المبارك، التي ألقاها في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، بحضور حشد من المصلين. وأضاف الشيخ الخطيب: 'من هنا، فإننا نعبّر عن تأييدنا الكامل لموقف فخامة رئيس الجمهورية، جوزف عون، جزيل الاحترام، بالشروع في اتخاذ مواقف عملية تصعيدية لردع العدوان الصهيوني المتمادي على لبنان، وهو موقف حظي بتأييد ودعم قويين من الشعب اللبناني وقواه الوطنية المختلفة'. واعتبر أن هذا الدعم 'يعبّر عن الثقة الكبيرة بفخامته، ويُبنى عليه بتوحيد الشعب اللبناني حوله، وتأييده لخطاب القسم، الذي يجسد مرحلة جديدة يتحمّل فيها المسؤولون اتخاذ القرار الوطني المسؤول في هذه الظروف الصعبة، مهما كانت التبعات، للانتقال بلبنان من مرحلة الانقسام السياسي إلى الوحدة الوطنية'. وختم الشيخ الخطيب بالقول: 'نحن، اليوم، بأمسّ الحاجة إلى وحدة وطنية حقيقية، يوحّد فيها أبناء الوطن صفوفهم، ويجمعون طاقاتهم كافة، بما فيها المقاومة والجيش بقيادته الوطنية، التي نوجّه لها التحية، من أجل مجابهة الخطر الصهيوني الداهم'. المصدر: موقع المنار

07 Jun 2025 18:13 PM فضل الله بحث مع سلام في نتائج العدوان الإسرائيلي على الضاحية
07 Jun 2025 18:13 PM فضل الله بحث مع سلام في نتائج العدوان الإسرائيلي على الضاحية

MTV

timeمنذ ساعة واحدة

  • MTV

07 Jun 2025 18:13 PM فضل الله بحث مع سلام في نتائج العدوان الإسرائيلي على الضاحية

تواصل النائب حسن فضل الله مع رئيس الحكومة نواف سلام بشأن تداعيات العدوان الإسرائيلي على الضاحية، وما ألحقه من أضرار أدت إلى تشريد مئات العائلات، وشدّد في بيان، على "أهمية مسارعة الهيئة العليا للاغاثة من أجل الكشف عن الأبنية المتضررة، وتأمين المساعدة المالية اللازمة لتمكين السكان من البقاء في منازلهم". وقال: "فلد تجاوب رئيس الحكومة مشكورا وكلّف رئيس الهيئة إجراء مسح للأضرار، وبعد تواصل النائب أمين شري مع رئيس الهيئة متمنياً الإسراع في القيام بهذه الخطوة، جرى الاتفاق على مباشرة الهيئة خطواتها العملية بعد عطلة العيد مباشرة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store