
إضاءة عن إفرازات التدين
مقدمة : من موقع / قاموس المعاني ، يمكن أن نعرف التدين ، كما يلي { تَدَيَّنَ : فعل ، تديَّنَ يتديَّن ، تَدَيُّنًا ، فهو مُتديِّن ، تشدَّد في أمر دينِه وعقيدته عالمٌ متديِّن .. تدين : مصطلحات – التمسك بالدين في القول والعمل . ( فقهية ) .. تديّن الشّخص / اتخَّذ دِينًا – تديَّن بالإسلام } .
الموضوع : 1 . أما التدين ، كمفهوم ، فسأنقل بهذا الصدد ، فقرة من مقال منشور في موقع / الألوكة – بتصرف ، للدكتور محمد حسين الذهبي ( ان مفهوم التدين : هو التمسك بعقيدة معينة ، يلتزمها الإنسان في سلوكه ، فلا يؤمن إلا بها ، ولا يخضع إلا لها ، ولا يأخذ إلا بتعاليمها ، ولا يحيد عن سننها وهديها . ويتفاوت الناس في ذلك قوةً وضعفًا ، حتى إذا ما بلغ الضعف غايته ، عُدَّ ذلك خروجًا عن الدين وتمردًا عليه .. وان الدين والتدين كظاهرة اجتماعية : وجدت في المجتمعات الإنسانية من أول وجود الإنسان ، وبقيت إلى يومنا هذا ، وستبقى بعد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ) . 2 . ومن موقع / اسلام أون ، أنقل فقرة من مقال السنوسي محمد السنوسي ، وبأختصار ، عن بعض ضروب التدين :- ( التدين السليم : هو الذي ينطلق من الدين عقيدةً وسلوكًا ، ويعظِّم شعائر الله ويقف عند حدوده ، ويفهم توجيهات الإسلام وقيمه ومقاصده فهمًا صحيحًا .. التدين المغشوش : وهذا التعبير يكثر في كتابات الشيخ محمد الغزالي ، وهو يشير به إلى أنواع عليلة من التدين ؛ حيث الفهم الخاطئ أو السلوك المعوج .. التدين العلماني : هو الذي يفهم الدين فَهْمًا علمانيًّا ، أو يتبنّى في سلوكياته ما يمكن وصفه بـ'علمنة التدين' .. التدين الانهزامي : أي أن يلجأ الإنسان للتدين نتيجة أزمة تصيبه ، أو محنة يقع فيها .. ثم يبدأ بعد فترة من التخفف من مظاهر هذا التدين التي التزم بها، وربما في بعض الحالات يذهب إلى أبعد مدى في الاتجاه المعاكس! .. التدين الانسحابي : وهو نوع من التدين العلماني الذي سبق الإشارة إليه ! فيكتفي المرء من الدين بالسلوك الفردي، غاضًّا الطرف عما في الدين من أبعاد اجتماعية ، لا سيما ما قد يترتب عليها بعض المشقة ..) .
القراءة : سوف لن أكتب عن التدين كمفهوم ، ولكن سأسرد بعضا من افرازات التدين :- * بعيدا مما كتب في أعلاه عن التدين ، أني أرى ان افرازات التدين تسير بخطى متصاعدة مخيفة بعض الشي . ولو رأينا مثلا ، الحالة في ' مصر ' فأن الشعب أصبح متدينا بشكل لافتا للنظر ، وقد خرج عن الحدود المسموح بها .. فمثلا : في ستينات وسبعينات القرن 19 ، في حفلات الست ام كلثوم ، لم نلاحظ أي امراة ترتدي حجاب ! ، أما الأن فالمكون النسوي معظمه محجب والباقي منقب ، والقلة القليلة سافرة الوجه – ويبدأ التحجب من مراحل الدراسة الابتدائية / وهذا برأي أنتهاكا لحق الطفزلة البريئة . فالتدين هنا ألزم المراة بلباس معين .. أما بالنسبة لعدد المساجد في مصر ، التي ساهمت بهذه الظواهر ، فوفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري ' بلغ إجمالي عدد المساجد في مصر لغاية أبريل 2024 :151,194 مسجد ' ،علما أن ماتحتاجه مصر هو بنية تحتية ومشاريع اسكانية ونهضة طبية / أي بناء المستشفيات والمستوصفات .. وليس لطفرة في بناء المساجد . ويرجع كل هذا لعاملين رئيسيين وهما دور' مؤسسة الأزهر وجماعة الاخوان المسلمين .. ' في تجهيل العقل الجمعي ، يضاف لذلك الشحن الديني المتزمت من خلال خطب المساجد ، التي لا تقدر المؤسسات الحكومية المصرية السيطرة عليها أو تحجيمها . * العراق أيضا بعد 2003 كان مثلا أخرا على التدين ، فبينما كان في العراق نهضة علمية وطبية وأدبية .. / حتى بالرغم من الحروب الذي خاضها العراق بقرارات كارثية من قبل النظام السابق ! ، ولكن كان العراق وجهة حضارية .. وافرازات التدين الأن – على مستوى المذهب الشيعي تحديدا ، بلغ حدا لم يسبق له مثيل ، في اللطم والتطبير وضرب الزناجيل .. علما أن ' الحسين بن علي ' لم يكرم أو يستذكر بهكذا طقوس .. وهذه الطقوس تمارس تحت أنظار حكام العراق / وفق أجندة خارجية ، وذلك من أجل تغييب وعي الفرد المسلم ! .. فهذا ليس تدينا ، بل تسفيه للمذهب الجعفري ، وأعطاء سمة دخيلة لعقيدته ولآل البيت معا ! . ان وضع التدين الحالي في العراق ، جاء مؤيدا من قبل مراجع دينية – ممثلة بثلة من رجال الدين ! ، مع مساندة من قبل بعض الأحزاب الدينية ومليشياتها .. ان ' الحسين ' لا يحتاج لهكذا طقوس ، بل يحتاج الى نصرة الحق ، وقول ' لا ' للظلم ! . * أن الذي أدى لتصاعد التدين أيضا ، وجود الدعاة ، دعاة منهم بالشكل التقليدي ، او بالعمة الازهرية ، أو ' دعاة موديرن ' ك ( عبدالله رشدي وعمرو خالد .. ) ويدعى هولاء ( بظاهرة « الدعاة الجدد » ، « المودرن » ، أو « الكاجوال » ) هولاء الدعاة يشغلون القنوات الدينية التلفزيونية ، ويتكلمون على هواهم ، خطبا وفتاوى ، والجهلاء يقلدوهم ويتبعونهم .
إضاءة : ان التدين لا يمثل الدين ، ولم يكن التدين ركنا منه – ولم يذكر في أركان الأسلام : ' عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ' .. كما ان التدين ، لم يكن ركنا من أركان الايمان – وفق النص القرآني التالي ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا / سورة النساء : آية 136 ) .. اذن التدين ، وفق رأي الشخصي ، هي بدعة من قبل فقهاء والشيوخ ورجال الدين والدعاة ، لغرض السيطرة على عقول المسلمين ، وذلك من أجل تجهيل وتغييب الوعي المجتمعي .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
إضاءة عن إفرازات التدين
مقدمة : من موقع / قاموس المعاني ، يمكن أن نعرف التدين ، كما يلي { تَدَيَّنَ : فعل ، تديَّنَ يتديَّن ، تَدَيُّنًا ، فهو مُتديِّن ، تشدَّد في أمر دينِه وعقيدته عالمٌ متديِّن .. تدين : مصطلحات – التمسك بالدين في القول والعمل . ( فقهية ) .. تديّن الشّخص / اتخَّذ دِينًا – تديَّن بالإسلام } . الموضوع : 1 . أما التدين ، كمفهوم ، فسأنقل بهذا الصدد ، فقرة من مقال منشور في موقع / الألوكة – بتصرف ، للدكتور محمد حسين الذهبي ( ان مفهوم التدين : هو التمسك بعقيدة معينة ، يلتزمها الإنسان في سلوكه ، فلا يؤمن إلا بها ، ولا يخضع إلا لها ، ولا يأخذ إلا بتعاليمها ، ولا يحيد عن سننها وهديها . ويتفاوت الناس في ذلك قوةً وضعفًا ، حتى إذا ما بلغ الضعف غايته ، عُدَّ ذلك خروجًا عن الدين وتمردًا عليه .. وان الدين والتدين كظاهرة اجتماعية : وجدت في المجتمعات الإنسانية من أول وجود الإنسان ، وبقيت إلى يومنا هذا ، وستبقى بعد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ) . 2 . ومن موقع / اسلام أون ، أنقل فقرة من مقال السنوسي محمد السنوسي ، وبأختصار ، عن بعض ضروب التدين :- ( التدين السليم : هو الذي ينطلق من الدين عقيدةً وسلوكًا ، ويعظِّم شعائر الله ويقف عند حدوده ، ويفهم توجيهات الإسلام وقيمه ومقاصده فهمًا صحيحًا .. التدين المغشوش : وهذا التعبير يكثر في كتابات الشيخ محمد الغزالي ، وهو يشير به إلى أنواع عليلة من التدين ؛ حيث الفهم الخاطئ أو السلوك المعوج .. التدين العلماني : هو الذي يفهم الدين فَهْمًا علمانيًّا ، أو يتبنّى في سلوكياته ما يمكن وصفه بـ'علمنة التدين' .. التدين الانهزامي : أي أن يلجأ الإنسان للتدين نتيجة أزمة تصيبه ، أو محنة يقع فيها .. ثم يبدأ بعد فترة من التخفف من مظاهر هذا التدين التي التزم بها، وربما في بعض الحالات يذهب إلى أبعد مدى في الاتجاه المعاكس! .. التدين الانسحابي : وهو نوع من التدين العلماني الذي سبق الإشارة إليه ! فيكتفي المرء من الدين بالسلوك الفردي، غاضًّا الطرف عما في الدين من أبعاد اجتماعية ، لا سيما ما قد يترتب عليها بعض المشقة ..) . القراءة : سوف لن أكتب عن التدين كمفهوم ، ولكن سأسرد بعضا من افرازات التدين :- * بعيدا مما كتب في أعلاه عن التدين ، أني أرى ان افرازات التدين تسير بخطى متصاعدة مخيفة بعض الشي . ولو رأينا مثلا ، الحالة في ' مصر ' فأن الشعب أصبح متدينا بشكل لافتا للنظر ، وقد خرج عن الحدود المسموح بها .. فمثلا : في ستينات وسبعينات القرن 19 ، في حفلات الست ام كلثوم ، لم نلاحظ أي امراة ترتدي حجاب ! ، أما الأن فالمكون النسوي معظمه محجب والباقي منقب ، والقلة القليلة سافرة الوجه – ويبدأ التحجب من مراحل الدراسة الابتدائية / وهذا برأي أنتهاكا لحق الطفزلة البريئة . فالتدين هنا ألزم المراة بلباس معين .. أما بالنسبة لعدد المساجد في مصر ، التي ساهمت بهذه الظواهر ، فوفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري ' بلغ إجمالي عدد المساجد في مصر لغاية أبريل 2024 :151,194 مسجد ' ،علما أن ماتحتاجه مصر هو بنية تحتية ومشاريع اسكانية ونهضة طبية / أي بناء المستشفيات والمستوصفات .. وليس لطفرة في بناء المساجد . ويرجع كل هذا لعاملين رئيسيين وهما دور' مؤسسة الأزهر وجماعة الاخوان المسلمين .. ' في تجهيل العقل الجمعي ، يضاف لذلك الشحن الديني المتزمت من خلال خطب المساجد ، التي لا تقدر المؤسسات الحكومية المصرية السيطرة عليها أو تحجيمها . * العراق أيضا بعد 2003 كان مثلا أخرا على التدين ، فبينما كان في العراق نهضة علمية وطبية وأدبية .. / حتى بالرغم من الحروب الذي خاضها العراق بقرارات كارثية من قبل النظام السابق ! ، ولكن كان العراق وجهة حضارية .. وافرازات التدين الأن – على مستوى المذهب الشيعي تحديدا ، بلغ حدا لم يسبق له مثيل ، في اللطم والتطبير وضرب الزناجيل .. علما أن ' الحسين بن علي ' لم يكرم أو يستذكر بهكذا طقوس .. وهذه الطقوس تمارس تحت أنظار حكام العراق / وفق أجندة خارجية ، وذلك من أجل تغييب وعي الفرد المسلم ! .. فهذا ليس تدينا ، بل تسفيه للمذهب الجعفري ، وأعطاء سمة دخيلة لعقيدته ولآل البيت معا ! . ان وضع التدين الحالي في العراق ، جاء مؤيدا من قبل مراجع دينية – ممثلة بثلة من رجال الدين ! ، مع مساندة من قبل بعض الأحزاب الدينية ومليشياتها .. ان ' الحسين ' لا يحتاج لهكذا طقوس ، بل يحتاج الى نصرة الحق ، وقول ' لا ' للظلم ! . * أن الذي أدى لتصاعد التدين أيضا ، وجود الدعاة ، دعاة منهم بالشكل التقليدي ، او بالعمة الازهرية ، أو ' دعاة موديرن ' ك ( عبدالله رشدي وعمرو خالد .. ) ويدعى هولاء ( بظاهرة « الدعاة الجدد » ، « المودرن » ، أو « الكاجوال » ) هولاء الدعاة يشغلون القنوات الدينية التلفزيونية ، ويتكلمون على هواهم ، خطبا وفتاوى ، والجهلاء يقلدوهم ويتبعونهم . إضاءة : ان التدين لا يمثل الدين ، ولم يكن التدين ركنا منه – ولم يذكر في أركان الأسلام : ' عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ' .. كما ان التدين ، لم يكن ركنا من أركان الايمان – وفق النص القرآني التالي ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا / سورة النساء : آية 136 ) .. اذن التدين ، وفق رأي الشخصي ، هي بدعة من قبل فقهاء والشيوخ ورجال الدين والدعاة ، لغرض السيطرة على عقول المسلمين ، وذلك من أجل تجهيل وتغييب الوعي المجتمعي .


اذاعة طهران العربية
منذ 3 أيام
- اذاعة طهران العربية
في ذكرى ولادة الإمام الكاظم عليه السلام
ولد الإمام موسى بن جعفر، يوم السابع من شهر صفر (وعلي رواية في العشرين من ذي الحجة)، في نهاية العهد الاموي سنة (128هـ) في ( الابواء ) بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وهو البلد الذي توفيت ودفنت فيه آمنة بنت وهب أم الرسول صلي الله عليه وآله وسلم . وبهذه المناسبة السعيدة نتطرق إلى بعض مظاهر من شخصية الإمام الكاظم عليه السلام : أولا- وفور علمه: لقد شهد للإمام موسى الكاظم عليه السلام بوفور علمه، أبوه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام إذ قال عنه: "إن ابني هذا لو سألته عمّا بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم". وقال ايضا: وعنده علم الحكمة، والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج اليه الناس فيما اختلفوا من أمر دينهم". ويكفي لمعرفة وفور علومه رواية العلماء عنه جميع الفنون من علوم الدين وغيرها مما ملأوا به الكتب وألفوا المؤلفات الكثيرة، وحتى عرف بين الرواة بالعالم. وقال الشيخ المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فاكثروا، وكان أفقه أهل زمانه". نشأ الإمام الكاظم عليه السلام في بيت القداسة والتقوى، وترعرع في معهد العبادة الطاعة، بالاضافة الى انه قد ورث من آبائه حب الله والايمان به والاخلاص له، فقد قدموا نفوسهم قرابين في سبيله وبذلوا جميع إمكانياتهم في نشر دينه والقضاء على كلمة الشرك والضلال، فأهل البيت اساس التقوى ومعدن الايمان والعقدة، فلولاهم ماعبد الله عابد ولا وحُده موحد. وما تحقُقت فريضة ولا أقيمت سنة، ولاساغت في الإسلام شريعة. لقد رأى الإمام عليه السلام جميع صور التقوى ماثلة في بيته، فصارت من مقومات ذاته ومن عناصر شخصيته وحدّث المؤرخون أنه كان أعبد أهل زمانه حتى لقب بالعبد الصالح وبزين المجتهدين إذ لم تر عين انسان نظيراً له قط في الطاعة والعبادة في صلاته وصومه وحجه وتلاوته للقرآن الكريم وعتقه للعبيد و... ثالثا- زهده: كان الإمام عليه السلام في طليعة الزاهدين في الدنيا والمعرضين عن نعيمها وزخارفها فقد اتجه إلى الله ورغب فيما اعدّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة ، وقد حدثنا عن مدى زهده ابراهيم بن عبدالحميد فقال: دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي فيه، فاذا ليس في البيت شيء سوى خصفة وسيف معلق ومصحف (بحار الانوار). لقد كان عيشه عليه السلام زهيدا وبيته بسيطا فلم يحتوي على شيء حتى من الامتعة البسيطة التي تضمها بيوت الفقراء الامر الذي يدل على تجرده من الدنيا واعراضه عنها على انه كانت تجبى له الاموال الطائلة والحقوق الشرعية من العالم الشيعي بالاضافة الى انه كان يملك الكثير من الاراضي الزراعية التي تدر عليه بالاموال الكثيرة وقد انفق جميع ذلك على البائسين والمحرومين في سبيل الله وابتغاء مرضاته وكان عليه السلام دوما يتلو على اصحابه سيرة أبي ذر الصحابي العظيم الذي ضرب المثل الاعلى لنكران الذات والتجرد عن الدنيا والزهد في ملاذها فقال عليه السلام: "رحم الله أبا ذر. فلقد كان يقول: جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير، أتغذى باحدهما واتعشى بالآخر، وبعد شملتي الصوف أئتزر باحدهما وارتدي بالاخرى.."( اصول الكافي). رابعا- جوده وسخاؤه: لقد تجلّى الكرم الواقعي، والسخاء الحقيقي في الإمام عليه السلام فكان مضرب المثل في الكرم والمعروف، فقد فزع اليه البائسون والمحرومون والمستضعفون لينقذهم من كابوس الفقر وجحيم البؤس وقد اجمع المؤرخون انه انفق عليه السلام جميع ماعنده عليهم، كل ذلك في سبيل الله لم يبتغ من احد جزاءا او شكورا، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه ، وكان يواصل الطبقة الضعيفة ببره واحسانه وهي لاتعلم من اي جهة تصلها تلك المبرة وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار إلى الاربعمائة دينار وكان يضرب المثل بتلك الصرار فكان اهله يقولون: "عجبا لم اجاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر!!". خامسا- حلمه: وكان الحلم من أبرز صفات الإمام موسى بن جعفر عليه السلام فقد كان مضرب المثل في حلمه وكظمه للغيظ، وكان يعفو عمن أساء إليه، ويصفح عمن اعتدى عليه، ولم يكتف بذلك وانما كان يحسن لهم ويغدق عليهم بالمعروف ليمحو بذلك روح الشر والانانية من نفوسهم، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من حلمه فقد رووا: ان شخصا كان يسىء للامام عليه السلام ويكيل السب والشتم لجده أمير المؤمنين عليه السلام فأراد بعض شيعة الإمام اغتياله فنهاهم عليه السلام عن ذلك ورأى أن يعالجه بغير ذلك فسأل عن مكانه فقيل: أنه يزرع في بعض نواحي المدينة، فركب عليه السلام بغلته ومضى اليه متنكرا، فوجده في مزرعته فاقبل نحوه، فصاح به: لاتطأ زرعنا واستمر الإمام حتى وصل إليه، ولمّا انتهى جلس الى جنبه وأخذ يلاطفه ويحدثه بأطيب الحديث، وقال له بلطف ولين: - كم غرمت في زرعك هذا؟ - مائة دينار. - كم ترجو أن تصيب منه؟ - انا لا اعلم الغيب!! - انما قلت لك: كم ترجو أن يجئك منه؟ - أرجو ان يجيئني منه مئتا دينار. فأعطاه عليه السلام ثلاثمائة دينار، وقال: هذه لك، وزرعك على حاله، فتغير وجه الرجل وخجل من نفسه على ما فرط من قبل في حق الإمام، وتركه عليه السلام ومضى إلى الجامع النبوي، فوجد الرجل قد سبقه، فلما رأى الإمام مقبلا قام اليه تكريما وانطق يعتف: "(الله أعلم حيث يجعل رسالته)" في من يشاء. فبادر اليه اصحابه منكرين عليه هذا الانقلاب، فاخذ يخاصمهم ويتلو عليهم مناقب الإمام ومآثره، ويدعو له، فالتفت الإمام عليه السلام إلى اصحابه قائلا: "أيّما كان خيرا؟ ما أردتم او ما أردت ان اصلح أمره بهذا المقدار؟. وكان عليه السلام يوصي أبناه بالتحلي بالحلم الرفيع ويامرهم بالصفح عمن أساء اليهم فقد جمعهم وأوصاهم بذلك فقال:" يابُنيّ: إني أوصيكم بوصية من حفظها انتفع بها، إذا أتاكم آت فأسمع احدكم في الاذن اليمنى مكروها ثم تحوّل الى اليسرى فاعتذر لكم، وقال: إني لم أقل شيئا فاقبلوا عذره". سادسا- إن ارشاد الناس الى الحق وهدايتهم الى الصواب من أهم الأمور الاصلاحية التي كان الإمام موسى بن جعفر عليه السلام يعني بها، فقد قام بدور مهم في انقاذ جماعة ممن أغرتهم الدنيا وجرفتهم بتياراتها. وببركة ارشاده ووعظه لهم تركوا ماهم فيه من الغيّ والضلال وصاروا من عيون المؤمنين. لقد كان عليه السلام يدعو الناس إلى فعل الخير ويدلهم على العمل الصالح ويحذرهم لقاء الله واليوم الآخر، فقد سمع رجلا يتمنى الموت فانبرى عليه السلام له قائلا: هل بينك وبين الله قرابة يحابيك بها؟ فقال:لا، قال له عليه السلام: "فأنت إذن تتمنّى هلاك الابد". سابعا- إحسانه إلى الناس: وكان الإمام عليه السلام بارّا بالمسلمين محسنا إليهم، فما قصده أحد في حاجة إلا قام بقضائها، فلا ينصرف منه إلا وهو ناعم الفكر مثلوج القلب، وكان عليه السلام يرى أن ادخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير فلذا لم يتوان فقط في إجابة المضطر ورفع الظلم عن المظلوم وقد اباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون الرشيد وجعل كفارة عمل السلطان الاحسان إلى الاخوان مبرّرا له، وقد فزع اليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءا ورحمة. إن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام هو من العترة الطاهرة ومن شجرة النبوة الباسقة والدوحة العلوية اليانعة ومحط علم الرسول وباب من ابواب الوحي والايمان ومعدن من معادن علم الله وبيت أهل النبوة الطاهرة الزكية. إن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، قرن هذا البيت بالقرآن الكريم –كما ورد في حديث الثقلين- وصفهم بسفينة نوح التي من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى، ومثّلهم بباب حطّة الذي من دخله كان آمنا.الى الكثير من احاديثه صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضلهم والتنويه بعظمة مقامهم. وختاما راجين من الله التوفيق للسير على هدي أهل البيت عليهم السلام الذي يمثل النبع الصافي والهديّ الرباني السليم في ظلمات الهوى والوهم.


ساحة التحرير
منذ 3 أيام
- ساحة التحرير
مبدأ التولّي في حضرة الواقع !الشَموس العماد
مبدأ التولّي في حضرة الواقع ! الشَموس العماد* قال تعالى: 'إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ'، خطة إلهية شاملة، وحجة راسخة تحدد مكانة الإسلام في نفوس المؤمنين، وهي البيّنة الباقية التي تركها الله تعالى لأمر الناس . إنها المادة القوية التي تُكسب الإنسان روحًا زكية وبصيرة نافذة، وتجعل مساره طريقًا مستقيمًا، وتُعزز عقيدته التي تجعل منه إنسانًا عزيزًا حرًا، تجعل للفر المسلم أهداف سامية مرتبطة بغايات نبيلة في الدنيا، وتمكنه من التعايش النزيه المعمق بالقيم والأخلاق. إنها قضية غالبة في عظمتها أفلح من وعاها وسار عليها، وخاب وخُذل من فرَّط فيها . في حجة الوداع، بينما كان سيد الخلق عائدًا من مكة إلى المدينة برفقة جموع الحجيج الذين أتوا من كل أنحاء الجزيرة العربية، نزل عليه أمر الله بقوله تعالى:'يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ'، هنا اقترن أمر الولاية بإتمام تبليغ الرسالة، فوقف عليه الصلاة والسلام في منطقة الجحفة وفيها مايسمى'غدير خُم' وأمر من سبقه بالعودة إلى المدينة. ثم دعا الناس إلى صلاة الظهر تحت أشعة الشمس الساطعة، حينها دعى عليه الصلاة والسلام الإمام علي بن أبي طالب وصعد على أقتاب الإبل بعد أن أخبرهم بأن لديه بلاغًا مهمًا. فخطب فيهم قائلًا:'أيها الناس، لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا'، ثم قال بعد أن رفع يد الإمام علي عليه السلام :'أيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصُر من نصره، واخذُل من خذله'. وهكذا اكتمل الإسلام بإتمام التبليغ، وأدى رسول الله الأمانة، وبلّغ الحجة فقال ثلاثًا: اللهم فأبلغت اللهم فاشهد'، وأمر بتبليغ الشاهد منهم الغائب . فقد عُرف عليه السلام بدينه وتقواه وعلمه وشجاعته، فكيف يُتولَّى غيره؟! وفي واقعنا اليوم، نرى كثيرًا ممن أعرضوا عن التولّي الحق، فتولَّوا اليهود والنصارى، الذين ضُرِبت عليهم الذلة والمسكنة، وهم أعداء الله ورسوله والدين. فصار حالهم مُزرِيًا، بل وصاروا أدواتٍ سهلةً لنشر السموم الثقافية الغربية في بلادهم، وساعدوا على مسخ هوية شبابهم واستعمار أوطانهم ونهب خيراتهم، لأنهم لم يكونوا في موقع التولّي الصحيح. انبهروا بكل ما يأتي من الغرب، ونسوا أن دينهم دين حضارة وعزة. ومن أبرز الأدلة على خطورة التفريط في مبدأ التولّي ما نراه اليوم من تخاذلٍ وذلٍّ تجاه القضية الفلسطينية، وهو ذلٌّ لم يُسبق في تاريخ العرب. فهم يفتقرون إلى الشجاعة والحكمة التي يمنحها مبدأ التولّي، والتي تجعلهم منهم أحرارًا مقاوِمين. ففي التولّي تحقيقٌ للعزة والإباء والكرامة والقوة؛ لكنهم أعرضوا فكانوا تحت أقدام من ضُرِبت عليهم الذلة والمسكنة . وغزة كانت المثال الأبرز والفاضح على عواقب التنصُّل من هذا المبدأ الإلهي . كذلك نرى في العالم العربي والإسلامي اليوم مفاسدَ وآثامًا وفوضى، حتى صار من الصعب التمييز بين الشابة المسلمة والغربية الكافرة. فهناك خللٌ فادح في التربية والتعليم والثقافة، وتشتت الأمة وتدجينها، حتى صار الفرد المسلم بلا هوية ولا عقيدة، ضالًّا قابلًا لكل إفساد، وقد يصل به الحال إلى أن يبيع ويشتري في وطنه وضد أبناء بلده، وربما قد يصل به الأمر إلى أن يكون يهوديًا بتوليه لهم . وهذه من أبشع النتائج التي قد يصل إليها الفرد العربي والمسلم حينما ابتعد عن منهج الله القويم . لن ينجو واقع المسلمين إلا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتولّي من أمرنا الله بتوليهم. فهذه القضية ليست شعار مذهبي لأي طائفة، بل هي حقيقة تحدد المسار الصحيح للإسلام في حياة الفرد، لتكون حياته طيبةً مليئةً بالأمن والرفعة والعزة التي أرادها الله له. فمصدر العزة الحقيقي هو القرآن والسنة ومبدأ التولّي، وهي الركائز التي تُحيي الدين في سلوك المسلم وشعوره وقيمه؛ لتسري حياته في مسارها الصحيح . اتحادكاتبات اليمن . 2025-06-15