
أخبار العالم : بين البحث عن "حياة كريمة" و"التمسك بالأرض"، كيف يرى بعض الغزيين فكرة مغادرة القطاع؟
الخميس 27 مارس 2025 08:30 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA
Article information
"لم أعد أحتمل، خاصة وأن الحرب قد عادت من جديد. حياتنا مهددة كل يوم، أريد مغادرة غزة"، بهذه الكلمات افتتحت علا حديثها مع بي بي سي، مبدية رغبتها في مغادرة القطاع بأسرع وقت.
ومع استئناف إسرائيل حرب غزة، يواجه سكان القطاع تحديات يومية في ظل انعدام مظاهر الحياة بسبب الدمار في القطاع ووقف المساعدات.
تحدثت بي بي سي إلى عدد من السكان الذين عبّر بعضهم عن حزنهم وغضبهم من تكرار تجربة القصف والنزوح، وأبدوا رغبتهم في الخروج إلى دولة أخرى، بينما تمسك آخرون بالبقاء في القطاع "ولو كلفهم ذلك حياتهم" كما قالوا، مؤكدين أن الرحيل ليس خياراً مهما كانت التحديات.
في هذا المقال، طرحنا السؤال التالي: لو أُتيحت لكم الفرص للخروج من غزة، هل ستخرجون؟ - وجاءت الإجابات متباينة.
وفي تصريح سابق للأمم المتحدة قبل أشهر، تمكن أكثر من 110 آلاف شخص من مغادرة قطاع غزة إلى مصر قبل إغلاق معبر رفح أوائل مايو/أيار 2024، بعضهم بقي في مصر، في حين انتقل آخرون إلى دول أخرى.
وتكمن آلية مغادرة القطاع عبر دفع مبالغ طائلة لوسطاء بطرق رسمية وغير رسمية، بحسب ما ذكره أشخاص من غزة حاولوا المغادرة أو غادروا بالفعل، لكن التسهيلات تقدم بشكل خاص للمرضى والمصابين، حيث يجري تنسيق رسمي لاستقبالهم، كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية.
تقول عُلا، من جباليا إن "معظم من حولها يرغبون في مغادرة غزة"، وأشارت إلى أن سبب ذلك هو "غياب الحياة الكريمة، فلا يوجد أماكن مناسبة للعيش، ولا طعام جيد، ولا فرص عمل، كل شيء أصبح مفقوداً حتى أبسط مقومات الحياة".
أما من يتمسّك بالبقاء في القطاع، "يرغبون في البقاء لأن لديهم مصدر دخل يمكّنهم من تدبير أمورهم، لكنهم سيغادرون فور إيجاد فرصة أفضل، وهناك فئة أخرى تريد الاستثمار وتحقيق المال من خلال العمل"، كما تقول عُلا.
وفيما يتعلق بفرص مغادرة غزة، تشير عُلا إلى أن "فرص الشباب في مغادرة غزة قد تكون من خلال الحصول على منح دراسية، لكن فرص العمل صعبة، وقد يتجه البعض للهجرة غير الشرعية إن استطاعوا".
وتضيف: "من ينظر إلى كبار السن في غزة يتمزق قلبه، فرصهم في مغادرة القطاع ضعيفة، إلا المرضى منهم والمصابين تستضيفهم بعض الدول للعلاج، أما البقية فلا يملكون المال ولا الطعام ولا حتى خيمة، هم فقط يبحثون عن مكان آمن بشكل يومي ويحاولون تلبية بعض احتياجاتهم، لذلك إذا أتيحت لهم فرصة جيدة، سيغادرون أيضاً"، وفق علا.
ولدى سؤالها عن الدول التي يمكن الخروج إليها، أجابت: "البعض في غزة يقول إن إندونيسيا قد تكون خياراً جيداً لكبار السن بالإضافة لدول عربية مجاورة، بينما الشباب يطمحون بالمغادرة إلى دول أوروبية".
صدر الصورة، Reuters
"بلد الحروب"
تقول علا: "من يغادر غزة من الصعب عليه أن يفكر في العودة لها، لقد أصبحت بلد الحروب، خاصة إذا نجح في الخروج واستطاع أن يؤسس حياة كريمة، ولكن إذا فشل في ذلك، فقد يعود، وفي المُحصّلة، إذا تم توفير إقامة وحياة كريمة لنا، فسنغادر دون تردد".
وتستدرك في حديثها: "ما عشناه في غزة ليس سهلاً، نحتاج سنوات للتعافي منه، رأينا الموت والجوع والفقر والبرد، وأقسى ظروف الحياة، عقولنا تعبت ولن تُشفى ذاكرتنا، خسرنا أهلنا وأولادنا وأصدقاءنا وجيراننا والكثير من معارفنا، الموت وآثاره يحيطون بنا من كل مكان"، بحسب قولها.
وأظهرت مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خسائر كبيرة في قطاع الإسكان، حيث بلغت خسائره 15.8 مليار دولار، بما يمثل 53 في المئة من إجمالي الأضرار، وتشير البيانات إلى أن 330 ألف مبنى سكني تضرر، من بينها 272 ألف وحدة دمرت بالكامل و58.5 ألف وحدة تضررت جزئياً.
"من حقنا أن نعيش"
صدر الصورة، EPA
أما مهدي (اسم مستعار) الذي خرج قبل أشهر قليلة من مدينته رفح إلى مصر رفقة ابنته لتلقي العلاج هناك، فقال إنه ينوي البقاء في مصر قدر المستطاع، ويضيف "لا أنوي العودة إلى غزة إن لم يتم إجباري على ذلك".
ويقول مهدي الذي بدا غاضباً حين تحدثنا إليه: "يقولون إننا هربنا من غزة، لكن الحقيقة مختلفة، نحن لم نهرب، ولم نختر العيش في المعاناة، هل تريدون أن نموت تحت الأنقاض ونصبح مجرد أشلاء؟ هل يعجبكم أن تشاهدونا موتى وممزقين؟ لا، هذا ليس هدفنا"، ويضيف: "لسنا بخائنين إذا أردنا الخروج، كل إنسان منا له طاقة تحمل، والكثير منا لم يعد يحتمل".
ويوضح مهدي: "نحن نسعى للنجاة من الموت والإبادة، ونريد أن ننجو لنروي الحقيقة لا أن نموت ونحن صامتون"، ويستدرك في حديثه: "من حقنا أن نعيش، من حقنا أن ننجو من الذل والموت والبرد والجوع والقتل، ولسنا مجرد أرقام في إحصائيات الموت اليومية".
وطالب مهدي من يطلقون أحكاماً على الغزيين دون معرفة تفاصيل حياتهم بالتريث، قائلاً: "لا تحكموا علينا من بعيد، لم تعيشوا واقعنا المؤلم ولا تعلمون الحقيقة كما نعلم. سنستمر في النضال على طريقتنا، ومن يظن عكس ذلك فينا، فهو في غفلة عن الحقيقة".
"نعم أريد الخروج، لكن دون شروط"
أما أحمد من شمال القطاع فيقول: "نعم، أرغب بالخروج من قطاع غزة في الوقت الحالي والذهاب إلى دولة أعمل فيها وأعيش لفترة أنا أحددها".
وعند سؤاله عن السبب، قال أحمد: "في غزة، توفيت والدتي خلال الحرب، وبقيت أنا وأخي فقط لأن والدي توفي قبل ذلك، سأخرج عندما أجد فرصة حقيقية في دولة تحتضنني أنا وأخي لنعمل ونعيش بكرامة".
وعند الحديث معه، أعاد أحمد مراراً وتكراراً القول: "أعرف أن الناس ستفهم خروجنا من غزة بشكل خاطئ".
وأضاف: "أنا والكثير من الأشخاص الذين أعرفهم نرغب في الخروج من غزة، ولكن دون أن تُفرض علينا شروط حول كيفية المغادرة أو العودة، أو حتى عدم العودة إلى غزة كما يُشاع. في النهاية هذه بلدنا ونريد أن ندخل إليها ونخرج منها بإرادتنا".
يأتي هذا في وقتٍ أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة "طوعاً".
وأشارت الوزارة إلى أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادق على خطتها لإنشاء إدارة مخصصة "للمغادرة الطوعية لسكان غزة إلى دولة أخرى".
وقالت في بيان إن هذه الإدارة ستعمل بإشراف وزارة الدفاع لكنها قد "تتعاون مع منظمات دولية" من أجل "ضمان المرور الآمن" للغزيين إلى هذه البلدان الأخرى، من دون أن تسميها.
"الموت يمر من أمامنا يومياً"
قابلت بي بي سي أيضاً هديل، التي انتقلت من غزة إلى الأردن بعد بدء حرب غزة بنحو 4 أشهر، والتي سردت قصتها وأسباب مغادرتها القطاع.
قالت هديل: "في تاريخ 28 يناير، خرجت من قطاع غزة عبر معبر رفح، ثم انتقلت عبر نويبع في رحلة بحرية إلى الأردن، هروباً من الحرب والموت، برفقة أطفالي الثلاثة، وزوجي الذي كان يحمل جواز سفر أردنياً، وبناءً على ذلك تمكنّا من التسجيل للخروج".
"إلا أنه عند وصولنا إلى الجانب المصري، قامت المخابرات المصرية بإعادة زوجي إلى غزة، بحجة منع الرجال من الخروج من القطاع، هذا ما نعتقد، ورجع زوجي إلى غزة بينما واصلت أنا وبناتي السفر نحو الأردن"، تضيف هديل.
ووصفت معيشتها في الأردن بالمغايرة عن غزة، قائلة: "وصلنا إلى الأردن دون زوجي، واستأجرنا منزلاً ... بدأنا نعيش حياة خالية من الموت والخوف. كانت الحياة في النزوح صعبة، مريرة، ومتعبة، إلا أن أهم ما كنا نبحث عنه هو الأمان بعيداً عن الشوارع والخيام".
وتابعت: "في الوقت الذي استقررنا فيه بالأردن، كانت عائلتي وأهلي لا يزالون في غزة يواجهون أوضاعاً صعبة للغاية".
وأكّدت هديل أن "ما يُعرض على الشاشات لا يعكس حقيقة ما مررنا به في الواقع"، فقد عاشت شخصياً كابوس حرب عندما فقدت والدها في غزة فجأة نتيجة إصابته بسكتة قلبية خلال وجودها في الأردن، ما سبب لها صدمة كبيرة.
وعند سؤالها حول حياتها في غزة، أشارت إلى أن "الأيام كانت تمر ونحن نعيش في خوف دائم من الموت الذي كان يمر من أمامنا يومياً. بالنسبة لنا، كانت مغادرتنا بمثابة حلم، والله لم نكن نعتقد أننا سننجو من هذه الأوضاع الصعبة".
وأوضحت هديل أن "هناك العديد من الأشخاص في غزة الذين يتمنون السفر إلى دول أوروبية مثل بلجيكا وألمانيا واليونان، إلا أن الحصار والإغلاق والمبالغ الطائلة المطلوبة للسفر هي ما يمنعهم. وفي المقابل، هناك أيضاً من يظل متمسكاً بغزة والبقاء بها رغم صعوبة الأوضاع".
ولفتت إلى أن خيار العودة إلى غزة موجود في حال "تحسنت الأوضاع، وعاد الأمان والاستقرار، وأعيد إعمار البيوت".
صدر الصورة، Reuters
وفي حين يرى البعض في الخروج من غزة فرصة لـ"العيش الكريم"، يبرز إصرار البعض الآخر على البقاء رغم الصعاب، حيث عبّر العديد من سكان القطاع، عن تمسكهم بــ"أرضهم ووطنهم"، حتى في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها، على حد وصفهم.
"غزة ليست مجرد مكان نعيش فيه"
يقول سامي من دير البلح: "غزة هي بيتي، مهما كانت الظروف صعبة، لا أستطيع أن أتركها، هنا تربيت وهنا أصدقائي وعائلتي، لا أريد أن أعيش في مكان آخر، مهما كانت الحياة قاسية هنا".
وعند سؤاله عن أوضاعه وأوضاع الكثيرين في القطاع، أكّد أن "الرحيل ليس حلاً، رغم كل ما نمر به من صعوبات، غزة هي أرضنا، ومهما كانت التحديات لن نتركها، هذا وطننا ولن نغادره"، ويضيف بلهجته العامية التي امتزجت بنبرة غضب: "خلي ترامب ومن معه يحاولوا إخراجنا، والله لو على قطع رقبتنا ما بنتركلهم غزة".
ويوضح سامي: "غزة ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي الأرض التي ارتبطنا بها بذكرياتنا وأحلامنا، غزة تعيش فينا".
" في قلبي لا يوجد مكان سوى غزة"
صدر الصورة، Reuters
أما سلمى (اسم مستعار) فأبدت خلال حديثها معي عن رغبتها بالبقاء رغم خسارة منزلها وأحبائها، قائلة: "فقدت إخوتي وأبناء عمي، لكن أقول: لا يوجد في قلبي مكان سوى غزة، وحتى من دون منزلنا الذي هُدِم، ومهما كانت الظروف، سأظل هنا حتى آخر نفس".
سلمى أوضحت أن "كل يوم في غزة هو معركة جديدة، لكنني سأبقى هنا مهما كلف الأمر، من أجل ذكريات من فقدتهم، ومن أجل الأمل في غد أفضل"، مضيفة: "في ظل كل التحديات، هذا هو وطننا، ولن نغادره، الخروج من غزة ليس خياراً لي، أسعى للبقاء هنا، وسأستمر في النضال من أجل حقوقنا، لا يمكن أن نقبل بالهرب أو التخلي عن وطننا".
وتكبد قطاع الصحة داخل غزة، بحسب مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، خسائر بقيمة 6.3 مليار دولار، إلى جانب 1.3 مليار دولار أضرار مباشرة، حيث خرجت 18 مستشفى عن الخدمة بالكامل، بينما تعمل 17 مستشفى أخرى بشكل جزئي فقط.
"التهجير ضرب من الخيال"
يقول مواطن آخر من دير البلح، فضّل عدم ذكر اسمه، "هناك دائماً أمل في غزة، وأنا لا أؤمن بالخروج"، ويؤكد: "إذا تركنا غزة، فإننا نترك الأمل معها".
وأضاف: "صحيح أن الحياة في غزة صعبة جداً، وأساسيات الحياة تكاد تكون معدومة، لكنني لا أستطيع أن أتصور نفسي في مكان آخر، الأرض لنا، والرحيل ليس خياراً، والتهجير ضرب من الخيال، ولو كان علينا العيش في هذه الظروف إلى الأبد، فسنفعل ذلك هنا".
ويستدرك بالقول: "نعم، هناك الكثير من الأشخاص يريدون مغادرة غزة، ولكن بالنسبة لي، لا يمكنني ترك المكان الذي نشأت فيه، نحن هنا صامدون، وسنبقى هنا مهما حدث، الارتباط بهذه الأرض يمتد إلى أعمق من مجرد العيش فيها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
رئيس الوزراء: السوق المصرية مفتوحة أمام السيارات الأمريكية
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، إن هناك تحديثين جديدين سيؤثران على المصالح الأمريكية بشكل مباشر وهما صناعة السيارات والحصول على اعتماد منتجات الحلال، لافتا إلى أن السوق المصرية مفتوحة الآن أمام السيارات الأمريكية. رئيس الوزراء: السوق المصرية مفتوحة أمام السيارات الأمريكية وأضاف رئيس الوزراء، خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي: ثانيا الإعفاء الدائم لمنتجات الألبان الأمريكية ومشتقاتها من متطلبات شهادة الحلال عند الاستيراد، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة تتخذ إجراءات من أجل تنويع ومضاعفة الشركات المرخصة التي تصدر شهادات الحلال للمنتجات مع تخفيض الرسوم. مصر شريك يعتمد عليه.. رئيس الوزراء يوجه رسالة لمجتمع الأعمال الأمريكي رئيس الوزراء: 1800 شركة أمريكية تعمل في مصر.. والاستثمارات تتخطى47 مليار دولار وأوضح: تمكين القطاع الخاص أمر محوري في الإصلاح الاقتصادي ومصر اتخذت العديد من الإجراءات لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ومصر لديها قوة عاملة ماهرة ومدربة وجاهزة للعمل وتستثمر في التعليم والصحة والتدريب المهني لتلبية متطلبات سوق العمل الجديدة.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
رئيس الوزراء: 1800 شركة أمريكية تعمل في مصر.. والاستثمارات تتخطى47 مليار دولار
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن مصر سوق كبير وبوابة لأسواق إفريقيا والشرق الأوسط، لافتا إلى أن 1800 شركة أمريكية تعمل في السوق المصري. رئيس الوزراء: 1800 شركة أمريكية تعمل في مصر.. والاستثمارات تتخطى 47 مليار دولار أضاف رئيس الوزراء، خلال فعاليات المنتدى الاقتصادى المصرى الأمريكى: هناك استثمارات أمريكية متراكمة تتخطى 47 مليار دولار على مدار عقدين فائتين فى قطاعات متنوعة ومصر مستمرة في تعزيز دور القانون وخلق بيئة لتعزيز الاستثمار المحلي والعالمي. رئيس الوزراء يشهد فعاليات المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي رئيس الوزراء يشارك في منتدي الأعمال المصري الأمريكي بالقاهرة وفى وقت سابق، حرص الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، على طمـأنة المصريين بشأن التطورات التي شهدتها عددًا من المجالات المختلفة في مصر مؤخرًا، والتي بدأت تؤتي ثمارها وتعود على الاقتصاد المصري بشكل إيجابي. وقال رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي انعقد بمقر مجلس الوزراء على هامش اجتماع الحكومة الأسبوعي: 'إن شاء الله الخير قادم لمصر في مجال الاستصلاح الزراعي خلال الـ 3 سنوات المقبلة'.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
وزيرة البيئة تلتقي منسق المبادرة الإفريقية للتكيف لبحث آليات العمل لدفع الملف بالقارة
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع السفير سيني نافو منسق مبادرة التكيف الإفريقية، والمتحدث باسم المجموعة الإفريقية للمفاوضين، وعضو مجلس إدارة صندوق المناخ الأخضر والوفد المرافق له، لمناقشة سبل تسريع العمل بالمبادرة للمساهمة من تلبية احتياجات القارة الإفريقية، والإعداد للاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي المبادرة في عام 2015، وذلك بحضور الدكتور علي أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة، وسها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية والتعاون الدولي. وزيرة البيئة تلتقي منسق المبادرة الإفريقية للتكيف لبحث آليات العمل لدفع الملف بالقارة وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن اعتزازها بالمبادرة الإفريقية للتكيف والتي شهدت ولادتها وعاصرت رحلتها طوال العشر سنوات، والتي لم تكن مجرد احتياج لإفريقيا ولكنها كانت نقطة فارقة في القارة الإفريقية، فلأول مرة تجتمع على تحديد احتياجاتها وتعد لتلبيتها، ولم تكن مجرد مبادرة او آلية لتسريع تمويل المناخ بل نموذج لتوحد القارة، رغم أنها لم تلقى نفس اهتمام الدول المتقدمة مثل المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، في الوقت الذي يعد ملف التكيف وتمويله أولوية للقارة، موضحة أن مؤتمر المناخ COP26 بجلاسكو كان نقطة فارقة في هذا الملف ودفعه في المؤتمرات اللاحقة. وأشارت وزيرة البيئة إلى ضرورة العمل على صياغة أهداف التكيف من الشركاء في صورة استثمارات، وتطوير الخطط الوطنية في حزمة من المشروعات في ظل الدعم الفني من مختلف للمؤسسات لتقدم للقارة نموذج صلب تنفيذي يمكن تكراره والبناء عليه. وتحدثت وزيرة البيئة عن الأمن الغذائي كفرصة ذهبية للربط بين التكيف والتنوع البيولوجي والتصحر خاصة مع اصدار الاطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030 وفي قلبه المناخ، والزخم السياسي المحقق خلال مؤتمر التصحر الأخير COP16 وحشد الموارد المالية لمواجهة هذا التحدي، إلى جانب الاحتياج الملح لتحقيق الأمن الغذائي في ظل تزايد أزمة الغذاء عالميا التي جعلها تغير المناخ اكثر حدة، بالإضافة إلى تأثير الوضع الأمني والسياسي الدولي عليها، لتشكل الصراعات العالمية ضغطا على تأمين الغذاء. ولفتت وزيرة البيئة إلى إمكانية الاستفادة من تجربة دعم شركاء التنمية لتقليل المخاطر للاستثمار في الطاقة المتجددة، لتكرارها في تقليل مخاطر استثمار القطاع الخاص وصغار المزارعين في الأمن الغذائي، فقد نجح قطاع الطاقة المتجددة على جذب مزيد من الاستثمارات طوال الفترة الماضية من خلال مجموعة الإجراءات والسياسات التي انتهجتها مصر منذ 20215، وبدعم شركاء التنمية للحد من مخاطر استثمار القطاع الخاص، مثل دعمه في تنفيذ اكبر محطة طاقة شمسية في المنطقة (محطة بنبان) بتمويل ما يقرب من 475 مليون دولار. كما أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى إعداد مصر الخريطة التفاعلية لمخاطر المناخ ضمن الخطة الوطنية للتكيف لتحديد مخاطر تغير المناخ على الزراعة، هذا إلى جانب تنفيذ مشروع نظام تمويل المناخ بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية AFD وصندوق المناخ الأخضر، والذي يعد البنوك المصرية لفهم تمويل المناخ الذي يختلف عن تمويل الاستدامة، مشيرة إلى قرار البنك المركزي بإلزام البنوك بتقييم مخاطر مناخ لكل المشروعات الممولة، وكذلك استضافة مصر المركز التميز الإفريقي للمرونة والتكيف التابع لنيباد لصالح القارة ومن مجالات اهتمامه تأثيرات تغير المناخ على قطاع الزراعة والأمن الغذائي، بما يساهم في خلق مناخ داعم ورؤية كاملة للدولة في تمويل المناخ. واقترحت التعاون في تنفيذ أنشطة مع أحد البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتقليل مخاطر الاستثمار في الأمن الغذائي، إلى جانب التنسيق مع المستوى العربي ودفع اهداف المبادرة الإفريقية للتكيف ضمن اجندة مجلس وزراء البيئة العرب في أكتوبر القادم. تعيين ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بمنصب الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في دورته الثانية.. المحافظ يناقش الاستعدادات الأولية لتنظيم مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة