
"تنامي ظاهرة تهريب آثار سورية وبيعها في مزادات فيسبوك بعد سقوط النظام" الغارديان
تزايدت مؤخراً عمليات نهب وتهريب الآثار في سوريا، وتحاول صحيفة الغارديان البحث في دور فيسبوك في الترويج لهذه التجارة، بينما تتابع الصنداي تايمز السفينة مادلين في رحلتها إلى غزة وأجرت حواراً مع الناشطة غريتا ثونبرغ، في حين تشير الواشنطن بوست الأمريكية إلى "حسم" ترامب المعركة الدائرة حالياً مع إيلون ماسك.
نشرت صحيفة الغارديان تقريراً مطولاً عن نهب الآثار من سوريا وبيعها عبر منصة فيسبوك، وأشارت إلى أن هذه الأعمال زادت بعد سقوط الأسد نظام الأسد العام الماضي.
وأعد مراسل الصحيفة وليام كريستو، التقرير من مدينة تدمر التاريخية في سوريا، وقال إنه بعد انهيار الأجهزة الأمنية التي كانت "مخيفة في السابق"، بالإضافة لتفشي الفقر في البلاد، انتشرت حمى البحث عن الذهب.
وحذر التقرير من أن تدمر ليست الموقع الأثري الوحيد المهدّد، خاصة بعد ارتفاع معدلات نهب الآثار السورية والاتجار بها بصورة غير مسبوقة، منذ أن أطاح المتمردون بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما زاد من الخطر على تراث البلاد.
ورصد مشروع البحث في الاتجار بالآثار والأنثروبولوجيا التراثية (آثار)، الذي يحقق في تجارة الآثار بالسوق السوداء عبر الإنترنت، أن ما يقرب من ثلث حالات بيع الآثار السورية الموثقة منذ 2012، والتي بلغت 1,500 حالة، حدثت منذ سقوط الأسد.
وقال عمرو العظم، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط والأنثروبولوجيا في جامعة شوني ستيت بولاية أوهايو الأمريكية والمدير المشارك في مشروع (آثار): "عندما سقط نظام الأسد، شهدنا طفرة هائلة في عمليات النهب. كان ذلك انهياراً كاملاً لأي قيود ربما كانت موجودة في عهد النظام والتي كانت تسيطر على عمليات النهب".
تتبع المشروع مسار تهريب آثار الشرق الأوسط عبر الإنترنت، وأنشأ قاعدة بيانات تضم أكثر من 26 ألف لقطة شاشة ومقطع فيديو وصورة توثق الآثار المهربة التي يعود تاريخها إلى عام 2012.
والملفت بحسب التقرير أن عمليات البيع تسير بمعدلات سريعة، على سبيل المثال، كان بيع فسيفساء من الرقة يستغرق عاماً. أما الآن، فتُباع الفسيفساء في غضون أسبوعين.
حثّت الحكومة السورية الجديدة اللصوص على التوقف، وعرضت مكافآت مالية لمن يُسلمون الآثار بدلاً من بيعها، وهددت اللصوص بعقوبات تصل إلى 15 عاماً. لكن سلطة دمشق، التي تعاني لفرض سيطرتها، "لا تملك سوى موارد محدودة لحماية تراثها الأثري."
وبحسب التقرير فإن معظم المتورطين أفراد فقراء بحاجة للمال، لكن هناك شبكات إجرامية مُعقدة أيضا تستخدم معدات ثقيلة وجرافات في الحفر ليلاً ونهاراً، كما أظهرت حالات انتزاع لوحات فسيفساء كاملة سليمة من المواقع، ما يعني قيام خبراء ومحترفين بالعمل.
بمجرد استخراج الآثار من باطن الأرض، تجد طريقها إلى الإنترنت. يقول الخبراء إن فيسبوك برز "كمركز رئيسي لبيع الآثار المسروقة"، بدءاً من العملات القديمة والفسيفساء الكاملة والتماثيل الحجرية الضخمة وتباع لأعلى سعر.
في عام 2020، حظرت شركة فيسبوك بيع الآثار التاريخية على منصتها، وأعلنت أنها ستزيل أي محتوى ذي صلة. ومع ذلك، "نادراً ما تُطبّق هذه السياسة على الرغم من توثيق استمرار عمليات البيع على المنصة."
رفض ممثل عن شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، التعليق على استفسارات الغارديان.
وكشف التقرير أن مجموعات فيسبوك تُستخدم كبوابة للمتاجرين، وتربطهم بشبكات إجرامية تُهرب الآثار إلى الأردن وتركيا المجاورتين، ومن هناك، تُشحن إلى دول أخرى لإصدار فواتير بيع ومصدر مزورة، ليتم غسلها في السوق السوداء للآثار، وبعد 10 إلى 15 عاماً، يمكن بيعها من خلال دور المزادات القانونية، لجامعي التحف وأيضاً للمتاحف، خاصةً في الولايات المتحدة وأوروبا.
أسطول "غريتا ثونبرغ" إلى غزة
أفردت صحيفة صنداي تايمز البريطانية تغطية كبيرة للسفينة "مادلين" المتجهة إلى قطاع غزة، رغم التهديدات الإسرائيلية بمنعها، ووصفتها الصحيفة السفينة بأنها أسطول "غريتا ثونبرغ"، الشابة السويدية التي تنشط في قضايا المناخ، و رُشِّحت لجائزة نوبل للسلام خمس مرات، لتكون أصغر مرشح في تاريخ الجائزة.
وأعدت الصحفية لويز كالاهان، تقريراً عن الحياة على متن السفينة وحالة النشطاء الراغبين في إنهاء الرحلة حتى غزة، وجاء التقرير بعنوان "معنويات مرتفعة: الحياة على متن أسطول غريتا ثونبرغ المتجه إلى غزة"، وتحدثت الناشطة المناخية وتوقعاتها بوقوع اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، عند الوصول لسواحل غزة يوم الاثنين.
وقالت غريتا، 22 عاماً، في رسالة من على السفينة، التي تحمل علم بريطانيا: "أود أن أقول إن الوضع هادئ نسبياً، لكن معنوياتنا مرتفعة وسعداء جداً بالذهاب والإبحار".
وتحمل السفينة 12 فرداً وغادرت ميناء كاتانيا، في صقلية، الأسبوع الماضي، نحو غزة محملة بإمدادات تشمل حليب الأطفال والأرز والحفاضات، بهدف كسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات، وزيادة وعي العالم بالأزمة التي يعيشها السكان هناك.
وتقول الصحيفة إن رحلة السفينة وضعت حكومة بنيامين نتنياهو، والجيش الإسرائيلي في "مأزق صعب".
وستبث غريتا وبقية الطاقم مباشرة أي محاولة إسرائيلية لاعتراض السفينة، إلى الملايين حول العالم، وهو ما قد يؤثر "سلبا" على إسرائيل، ومع هذا لا يبدو أن إسرائيل سوف تسمح لهم بالوصول إلى غزة.
وأكدت الناشطة السويدية الشابة، أنها ومن معها يدركون جيداً مخاطر هذه المهمة، وأنهم أجروا تقييم لهذه المخاطر.
وقالت للصحيفة :"بصعودنا على متن هذه السفينة، فإننا نتحمل هذه المخاطر يصدر رحب وعن علم، لأننا نعتقد أن الخطر الأكبر هنا هو الصمت في مواجهة الإبادة الجماعية، في مواجهة الظلم والتجويع الجماعي لأكثر من مليوني شخص".
وأضافت: "أخشى من صمت العالم وسلبيته في مواجهة الإبادة الجماعية أكثر بكثير من أي شيء قد يحدث لنا على متن هذه السفينة".
انضمت غريتا إلى الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ضد "حرب إسرائيل على غزة"، وعن دوافعها للمشاركة في الرحلة، قالت: "مجرد كوني إنسانة، ورؤية اللقطات من غزة، والاستماع إلى التقارير، والشعور بأنني يجب أن افعل شيء ما، مهما كان ذلك". وأضافت:" لديّ منبر خاص، وإذا استطعتُ استغلاله، على سبيل المثال، بالتواجد على متن هذا القارب ودعم القضية الفلسطينية، فبالتأكيد عليّ فعل ذلك. فأنا أهتم بالعدالة، ولا أستطيع الجلوس ومشاهدة هذه الإبادة الجماعية تحدث دون أن أفعل شيئا."
وتعلق الصحيفة بأنه بعد سنوات اعتُبر فيها الصراع في إسرائيل وفلسطين جامداً ومستعصياً، استوعب جيل الألفية معاناة أهل غزة، الذين دخل الكثير منهم إلى عالم السياسة من خلال حركة المناخ التي تعد غريتا ثونبرغ من رموزها.
واعتبرت أن دعم الشباب لفلسطين يمثل فجوة واضحة بين الأجيال: فقد أظهر استطلاع رأي أمريكي شمل أكثر من 12 ألف شخص، أجراه مركز بيو للأبحاث العام الماضي، أن 16 في المئة فقط من الشباب أقل من 30 عاماً يؤيدون دعم أمريكا العسكري لإسرائيل، في حين يؤيد 56 في المئة ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً هذا الدعم.
تعرضت غريتا لاتهامات بالترويج لخطاب الكراهية المعادي لليهود، وهو ما تنفيه بشدة، وقالت للصحيفة إنها "تدين" معاداة السامية، وكذلك التعصب والتمييز بجميع أشكاله.
ماسك "خسر" المعركة
مازالت المعركة الكلامية الدائرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورجل الأعمال إيلون ماسكن تسيطر على اهتمامات وسائل الإعلام الأمريكية، وفي صحيفة واشنطن بوست، اعتبر الكاتب فيليب بامب، أن ماسك "خسر معركته ضد ترامب."
وقال الكاتب في مقال إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجمهوريين يميلون أكثر للانحياز إلى ترامب أكثر بحوالي 12 مرة من إيلون ماسك.
ويوضح الكاتب أن ترامب يسمح لشخص واحد فقط بالظهور إلى جانب والحفاظ على موقعه دائما على المسرح وهو "دونالد نفسه" نفسه.
لذلك يشعر كل من يقترب منه "ليس ترامب نفسه"، وهم بهذا يخاطرون باكتشاف أن ترامب قد انقلب عليهم فجأة، وعندها تكون خيارات هؤلاء محدودة: إما العمل على إعادة الاندماج مع الرئيس، أو الاصطفاف لشغل إحدى المناصب المتواضعة.
لكن يبدو أن إيلون ماسك، بحكم ثروته وملكيته لمنصة التواصل الاجتماعي "إكس"، اعتقد أنه قد يكون بمنأى عن هذه الحقيقة السياسية.
وأوضح الكاتب أنه في النهاية تفجر الخلاف بين ماسك والرئيس، الذي أتى به إلى واشنطن، ولا شك أن تحالف ترامب-ماسك قد انكسر، إن لم يكن قد انتهى.
وأدى هذا الخلاف إلى اضطراب بين عدة فئات منهم، الناخبون الجمهوريون، عشاق العملات المشفرة، المحللون اليمينيون المتطرفون، والمبشرون بعصر الذكاء الاصطناعي، وأصبحوا مضطرين الآن لاختيار أحد الطرفين.
وهناك أيضا السياسيين الجمهوريين، الذين عليهم الاختيار ما بين إذا كان دعم ترامب أكثر قيمة لهم من أموال ماسك. كما أن المؤثرين في حملة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" على منصة إكس، التي يملكها ماسك، الاختيار بين ما مشاعرهم وبين مالك المنصة.
عند سؤالهم عمن سيختارون ترامب أم ماسك، اختار 7 من كل 10 جمهوريين ترامب، بينما امتنع 1 من كل 8 عن اختيار أيٍّ منهما. اختار الجمهوريون ترامب على ماسك بفارق كبير يقارب 12 إلى 1.
وكمؤشر إضافي على نظرة الجمهوريين لماسك، أعلن حوالي 25 في المئة منهم دعمهم لإحدى تصريحات ترامب وهي: إنهاء العقود الفيدرالية والدعم المالي لشركات ماسك.
ورغم أن ثلث الجمهوريين عارضوا الفكرة، لكن الفارق الضئيل بين "الدعم" و"المعارضة" لخطط ترامب لا يطمئن ماسك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
صراعُ اراداتٍ بين واشنطن وطهران.. من يلوي ذراع الآخر أولاً؟محمد صالح صدقيان
صراعُ اراداتٍ بين واشنطن وطهران.. من يلوي ذراع الآخر أولاً؟ محمد صالح صدقيان بين هبة باردة وهبة ساخنة، يستشعر الإيرانيون أن الولايات المتحدة تدفع بالمفاوضات النووية غير المباشرة لبلوغ الطريق المسدود. دليلهم إلى ذلك ما ردّده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة تلو الأخرى بأنه من غير المسموح لإيران أي تخصيب على أراضيها، وهو الموقف الذي استدعى رداً حاسماً من المرشد الإيراني الإمام علي الخامنئي لجهة التمسك بحق التخصيب. جاءت مواقف ترامب المتتالية في ظل انسداد آفاق التسويات الخارجية سواء في ما يتعلق بملف الحرب الروسية الأوكرانية أو الحرب التجارية مع الصين أو حرب غزة، وبالتالي تتبدى أمامه فرصة جدية لتحقيق انجاز في الملف النووي مع إيران، قبيل بدء العد العكسي لترشيحات جائزة نوبل للسلام للعام 2025. وكان لافتاً للانتباه أنه قبيل اعلانات ترامب 'التهديدية' بشأن التخصيب، أورد موقع 'إكسيوس' الأمريكي أن الإقتراح الذي تقدمت به الولايات المتحدة لإيران مؤخراً، عبر سلطنة عُمان، يتضمن بنداً يُجيز لطهران تخصيب اليورانيوم بنسبة محددة (3%) في اطار اتفاق نووي جديد يتضمن نظام رقابة مشدد واتفاقاً مرحلياً على خفض التخصيب. غير أن أياً من الأطراف المعنية لم تُعلّق على التسريبات الأمريكية، وتزامن ذلك مع بقاء موعد الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية مُعلقاً في ظل تقديرات متبادلة بأنها ستكون 'جولة حاسمة'، وهو الأمر الذي عبّرت عنه مناقشات وزير خارجية إيران عباس عراقجي في القاهرة، كما في بيروت لاحقاً. وكان وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي قد زار طهران، قبل نحو أسبوع، بصورة سريعة وخاطفة، وذلك غداة زيارة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العاصمة العُمانية، مسقط، التقى خلالها سلطان عُمان هيثم بن طارق، وتمحور البحث بين الجانبين على ملف المفاوضات الأمريكية الإيرانية. ونقل البوسعيدي رسالة من المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف إلى القيادة الإيرانية تضمنت مقترحات تهدف إلى تسوية المشكلة النووية مع إيران، والخروج من الانسداد الذي بلغته المفاوضات علی خلفية الخطوط الحمر التي وضعها الجانبان بشأن تخصيب اليورانيوم. ويشترط اقتراح ويتكوف، حسب 'إكسيوس'، حظر إنشاء منشآت تخصيب جديدة، تفكيك البنى التحتية الحيوية لمعالجة وتحويل اليورانيوم، بالإضافة إلى وقف تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة والأبحاث المتعلقة بهذا الشأن، بحسب التقرير الأمريكي، ويشمل المقترح تشكيل ائتلاف إقليمي لتخصيب اليورانيوم، ضمن شروط أبرزها حظر تطوير قدرات تخصيب تتجاوز الاستخدامات المدنية. وبعد التوقيع، تلتزم إيران بخفض مستوى التخصيب إلى 3% لفترة مؤقتة تُحدَّد خلال مفاوضاتها مع الأمريكيين. وينص كذلك على جعل منشآت التخصيب تحت الأرض 'غير فعّالة' خلال مدة يتفق عليها الطرفان، وتقييد أنشطة التخصيب في المنشآت فوق الأرض بما يتوافق مع المتطلبات اللازمة لإنتاج وقود للمفاعلات النووية، كما تحددها الوكالة الدولية للطاقة. ويتضمّن المقترح الأميركي 'نظام رقابة وتحقق صارم'، يشمل المصادقة الفورية على 'البروتوكول الإضافي' للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يسمح بفرض آليات رقابة دولية مشددة على البرنامج النووي الإيراني. وثمة معلومات غير رسمية عن اقتراح الجانب الأمريكي انشاء مجمّع عربي إيراني أمريكي مشترك لتخصيب اليورانيوم لكن لم يُعرف أين سيكون مقر المجمع سواء داخل إيران أم خارجها، واذا كان خارج إيران، ما هو مصير أجهزة وأنشطة التخصيب التي تمتلكها إيران وهي من الجيل السابع؟ وقبل ذلك ما هو مصدر الكعكة الصفراء التي تستخدم للتخصيب؟ إيران أم ثمة مصدر آخر؟ اشكاليات متعددة قال الجانب الإيراني إنه يدرسها قبل أن يُحدّد موقفه النهائي بشأنها، لكن الواضح أن أي رد من طهران سيأخذ بالاعتبار كافة النتائج المترتبة علیه سواء بالقبول أو الرفض لأن هذه النتائج 'ستكون مكلفة لطهران'، ربطاً بالتهديدات الأمريكية. واللافت للانتباه أن هذه هي المرة الأولی منذ بدء المفاوضات في 19 نيسان/أبريل الماضي التي يُقدّم خلالها المفاوض الأمريكي اقتراحاً مكتوباً، حيث تزامنت هذه الخطوة مع تسريب 'متعمد' لمحتوی تقرير يريد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي تقديمه إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة المذكورة المقرر عقده في يوليو/تموز القادم. هذا التزامن (المقترح الأمريكي وتقرير رفائيل غروسي) لم يكن عادياً ولا طبيعياً وإنما عبارة عن تلويح بـ'العصا والجزرة' للضغط الأقصی علی الجانب الإيراني للقبول بالمقترح الذي تقدمت به الولايات المتحدة. ويحمل تسريب محتوی تقرير مدير الوكالة الدولية في مثل هذه الظروف دلالات مهمة. لكأنه يُريد القول إن إيران مستمرة في عمليات انشطة التخصيب المرتفعة التي تصل إلی 60% وأن ما تملكه إيران اليوم من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة (408 كيلوغرامات) زادن بنسبة 50%عما كانت تملكه في فبراير/شباط الماضي، وأنها تستطيع صنع 8 قنابل نووية، لأن كل 40 كيلوغراماً صالحة لصنع قنبلة نووية، لكن التسريبات أكدت مرة أخری أن فرق التفتيش لم تعثر علی ما يفيد بتوجه إيران لعسكرة برنامجها النووي. وفي نظرة 'فنية' و'نفسية' لهذه التسريبات يظهر جلياً أن التسريبات لا تتضمن جديداً. فهي تؤكد علی قدرة الوكالة الكاملة بالاشراف علی البرنامج النووي الإيراني وأن جميع الأنشطة تجري تحت عيون فرق التفتيش التي استطاعت الحصول علی هذه المعلومات في الوقت الذي تٌقر فيه هذه الفرق أنها لم تعثر علی ما يفيد باتجاه إيران نحو حيازة أو تصنيع الأسلحة النووية. لكن 'عصا' التسريبات هدفها القول إن إيران تستطيع راهناً صناعة 8 قنابل نووية وهذه وحدها كافية لاقناع مجلس الأمن الدولي أن إيران تُشكّل خطراً علی الأمن والسلم العالميين. وفي حال تم ترحيل الملف الإيراني إلی أروقة مجلس الأمن الدولي، فإن بوادر الحرب التي تُلوّح بها الولايات المتحدة تكون ممكنة دولياً.. وهذه هي أبعاد 'العصا'. أما 'الجزرة' فتتمثل بالاقتراح الأمريكي الذي نقله الوسيط العماني الذي يُعطي إيران امتيازات شراكة صناعية ونووية واستثمارات واندماج في النظامين العالمي والإقليمي ورفاهية مكتوبة علی الورق لكي تُفكّر بها إيران، وبالتالي تُقرّر أين تُريد أن تقف؟ وثمة اعتقاد سائد أن إيران التي ضحت كثيراً من أجل هذا البرنامج ودفعت في سبيل الوصول إليه أفدح الأثمان والضرائب من الصعب عليها أن تقبل بوعود غير مضمونة من دولة لا تثق بها، ولا بقيادتها، ولا باجراءاتها، ولا بسلوكها الذي تعتبر وظيفته 'الهيمنة علی خلق الله في هذا الكوكب'. لكنها في الوقت ذاته لا تريد بلوغ الطريق المسدود مع الجانب الأمريكي بل ترويضه للوصول الی ما يحفظ حقها في امتلاك 'الدورة الكاملة للتقنية النووية' بما في ذلك أنشطة التخصيب في إطار مبادىء ومواثيق الوكالة الدولية للطاقة التي ترعی وتراقب وتساعد الأنشطة النووية السلمية لأعضائها. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تعكف علی دراسة المقترح قبل أن تُعطي رأيها فيه، وهناك عدة خيارات هدفها محاولة تبديد القلق عند الجانب الأمريكي حيال البرنامج النووي الإيراني من جهة ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران من جهة ثانية. لكن يجب علينا أن لا نُغفل أن تقرير المدير العام للوكالة الدولية يشي بمخاطر حقيقية؛ فإذا أصدر مجلس محافظي الوكالة قراراً بشأنه وأقرّ أن النشاط الإيراني يُهدّد الأمن والاستقرار العالميين، فهذا يعني وضع إيران تحت الفصل السابع الذي لا يُمكن أن تخرج منه إلا بحرب، وفق النموذج العراقي. أما السيناريو الآخر فهو أخذ الترويكا الأوروبية لهذا التقرير والاستناد عليه في تفعيل آلية 'سناب باك' الواردة في الاتفاق النووي الذي احتضنه القرار الأممي الرقم 2231 لتفعيل ستة قرارات مقاطعة دولية أصدرها مجلس الأمن الدولي قبل العام 2015. وبطبيعة الحال تدرك إيران خطورة هذه المسارات ولن تتردد في اتباع سياسة الخطوة مقابل خطوة. علی سبيل المثال لا الحصر، قالت إن ترحيل الملف إلی مجلس الأمن سيُقابله انسحاب إيراني من معاهدة حظر الانتشار النووي، وإن صدر قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي فإنها ستُخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن تمت مهاجمتها ستُغير عقيدتها النووية وهكذا دواليك.. واستناداً إلی ذلك كله، لن يخدم التصعيد أي طرف من الأطراف المعنية بالملف النووي ولا مفر من اعتماد خيار الواقعية السياسية في التعامل مع هذا الملف لأن ذلك وحده يستطيع أن يُنقذ المنطقة من الحرب والتوتر والتأزيم. (U2saleh@ 08/06/2025


الأنباء العراقية
منذ ساعة واحدة
- الأنباء العراقية
رئيس الوزراء يهنئ بعثة الحج العراقية بفوزها كأفضل بعثة حج بين بعثات الدول الإسلامية
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام هنأ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بعثة الحج العراقية بفوزها كأفضل بعثة حج بين بعثات الدول الإسلامية. وقال السوداني في تدوينة له على منصة (إكس) تابعتها وكالة الانباء العراقية (واع)، "نهنئ بعثة الحج العراقية التي حازت على المركز الأول، للسنة الثالثة على التوالي، لتكون أفضل بعثة حج بين بعثات الدول الإسلامية". وأضاف: "نشيد بجهود جميع العاملين في البعثة، لما يمثله هذا الأمر من سمعة طيبة لبلدنا العراق، تجعلنا نفتخر بهذا المنجز المهم، مؤكدين حرصنا ودعمنا لكل مؤسساتنا، من أجل تقديم أفضل الخدمات للعراقيين في الداخل والخارج".


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
ناسا تواجه تخفيضات حادة في ميزانيتها، وخلاف ترامب وماسك يزيد الغموض
أدى الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك حول مشروع قانون إنفاق كبير إلى تفاقم الغموض بشأن مستقبل ميزانية وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، التي تواجه تخفيضات كبيرة. ونشرت الوكالة الأمريكية طلب ميزانيتها للكونغرس، والذي من شأنه خفض تمويل المشاريع العلمية بما يقارب النصف. هناك أربعون مهمة علمية قيد التطوير أو في الفضاء بالفعل، على وشك الإلغاء. هدد الرئيس بسحب العقود الفيدرالية مع شركة ماسك، سبيس إكس. تعتمد ناسا على أسطول صواريخ (فالكون 9) التابع للشركة لإعادة تزويد محطة الفضاء الدولية بالطاقم والإمدادات. كما تتوقع وكالة الفضاء استخدام صاروخ (ستارشيب) لإرسال رواد فضاء إلى القمر، وفي النهاية إلى المريخ بعد تطويره. قال الدكتور سيميون باربر، عالم الفضاء في الجامعة المفتوحة، إن حالة عدم اليقين تُلقي بظلالها المُخيفة على برنامج الفضاء البشري. ويضيف: "إنّ النقاشات المُثيرة للدهشة والقرارات المُتسرّعة والانعطافات التي شهدناها الأسبوع الماضي تُقوّض الأسس التي نبني عليها طموحاتنا. "يعتمد علم الفضاء واستكشافه على التخطيط والتعاون طويل الأمد بين الحكومة والشركات والمؤسسات الأكاديمية"، بحسب باربر. NASA/Johns Hopkins إلى جانب الخلاف بين ترامب وماسك، ثمة مخاوف أيضاً بشأن التخفيضات الكبيرة التي طلبها البيت الأبيض في ميزانية ناسا. تم تخصيص إجراءات تقشف لجميع القطاعات، باستثناء برنامج إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ، الذي حصل على دعم إضافي قدره 100 مليون دولار. بحسب كيسي دريير، رئيس السياسات الفضائية في "الجمعية الكوكبية" ومقرها باسادينا، والتي تروج لاستكشاف الفضاء، فإن التخفيضات المحتملة تمثل "أكبر أزمة واجهها برنامج الفضاء الأمريكي على الإطلاق". من جانبها، قالت وكالة ناسا إن طلبها لتقليص ميزانيتها الإجمالية بنحو الربع "يأتي في إطار مواءمة برامجها العلمية والتكنولوجية مع المهام الأساسية لاستكشاف القمر والمريخ". قال الدكتور آدم بيكر، محلل شؤون الفضاء في جامعة كرانفيلد، لبي بي سي إنه إذا تمت الموافقة على هذه المقترحات من قبل الكونغرس، فإن ذلك سيؤدي إلى تحول جذري في تركيز وكالة ناسا. وأضاف: "الرئيس ترامب يعيد توجيه ناسا نحو هدفين رئيسيين: إنزال رواد فضاء على سطح القمر قبل الصينيين، وزرع علم الولايات المتحدة على كوكب المريخ. وكل ما عدا ذلك يأتي في المرتبة الثانية". NASA يقول مؤيدو هذه المقترحات إن ميزانية البيت الأبيض منحت وكالة ناسا هدفاً واضحاً لأول مرة منذ أيام هبوط أبولو على القمر في الستينيات والسبعينيات، حين كان الهدف هو التفوق على الاتحاد السوفييتي في الوصول إلى القمر. أما منتقدو ناسا، فيرون أنها منذ ذلك الحين تحولت إلى بيروقراطية ضخمة ومشتتة، تتجاوز ميزانياتها بشكل روتيني في مهمات الفضاء، مما يؤدي إلى هدر أموال دافعي الضرائب. ويُعد أحد أبرز الأمثلة على ذلك صاروخ ناسا الجديد ضمن خططها لإعادة رواد الفضاء الأمريكيين إلى القمر، وهو نظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس)، حيث تأخر تطويره، وارتفعت تكاليفه بشكل كبير ليصل إلى 4.1 مليار دولار لكل عملية إطلاق. في المقابل، تُقدَّر تكلفة إطلاق نظام الصواريخ المكافئ الذي تطوره شركة "سبيس إكس" — ستارشيب — بنحو 100 مليون دولار لكل عملية إطلاق، نظراً لتصميمه القابل لإعادة الاستخدام. وتعِد شركة "بلو أوريجن" الفضائية، التابعة لجيف بيزوس، بتحقيق وفورات مماثلة من خلال صاروخها المقترح "نيو غلين". وليس من المستغرب أن يتم التخلص التدريجي من نظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس) بموجب مقترحات البيت الأبيض، على أمل أن يتمكن "ستارشيب" و"نيو غلين" من أخذ مكانه. لكن تجدر الإشارة إلى أن عمليات الإطلاق التجريبية الثلاث الأخيرة لـ"ستارشيب" لم تُكلل بالنجاح، كما أن "بلو أوريجن" بدأت مؤخراً فقط في اختبار صاروخها المخصص للمهام القمرية. يقول الدكتور باربر: "القلق هو أن ناسا قد تقفز من المقلاة إلى النار". ويضيف: "تطوير البدائل لنظام (إس إل إس) يتم تمويله من قبل إيلون ماسك وجيف بيزوس. وإذا فقد أحدهما حماسه لهذا المشروع، وطلبت شركتا سبيس إكس أو بلو أوريجن مزيداً من الأموال لاستكمال تطوير أنظمتهما، فلن يكون أمام الكونغرس خيار سوى تلبية تلك الطلبات". ما يثير القلق بشكل أكبر، بحسب الدكتور باربر، هو احتمال إلغاء نحو 40 مهمة فضائية تهدف إلى استكشاف كواكب أخرى ومراقبة تأثير تغيّر المناخ على الأرض من الفضاء، والتي يشمل العديد منها تعاوناً مع شركاء دوليين. ويضيف: "أعتقد أنه من المحزن جداً أن ما استغرق وقتاً طويلًا لبنائه يمكن هدمه بهذه السرعة، وكأنها ضربة بكرة هدم، من دون وجود خطة لإعادة البناء بعد ذلك". وتشمل المشاريع المهددة بالإلغاء عشرات المهام الكوكبية التي هي بالفعل في الفضاء، والتي تم دفع معظم تكاليف تطويرها وإطلاقها مسبقاً، بينما توفر المقترحات الحالية وفورات مالية محدودة نسبياً عبر تقليص نفقات تشغيلها. وهناك شراكتان مهمتان مع وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس أيه) تواجهان الخطر أيضاً: خطة طموحة لإعادة عينات من الصخور المريخية التي جمعها مسبار "بيرسيفيرنس" التابع لناسا إلى الأرض، ومهمة إرسال العربة الجوالة الأوروبية "روزاليند فرانكلين" إلى الكوكب الأحمر للبحث عن آثار لحياة سابقة. ويقول البروفيسور السير مارتن سويتينغ، رئيس شركة "سري ساتلايت تكنولوجي" البريطانية والمؤلف المشارك في تقرير الجمعية الملكية حول مستقبل الفضاء، إنه رغم أن هذه التطورات "غير مرحب بها"، إلا أنها قد تتيح لأوروبا فرصة لتحمل مسؤولية أكبر عن برنامجها الفضائي الخاص. وأضاف في حديثه لـبي بي سي: "ربما كنا نعتمد بشكل مفرط على ناسا كلاعب رئيسي لتحمل العبء الأكبر في مجال الفضاء. وهذه فرصة للتفكير في كيفية تحقيق أوروبا لتوازن أفضل في أنشطتها الفضائية". لكن الجانب السلبي لأوروبا يبدو أكبر على المدى القصير. فإلى جانب مصير عربة المريخ وعودة العينات، تواجه وكالة الفضاء الأوروبية خطر تقليص وصولها إلى محطة الفضاء الدولية في حال إيقافها، كما أن خفض ميزانية ناسا قد يؤدي إلى إلغاء مساهماتها الكبيرة في مشروع "بوابة القمر" — محطة الفضاء متعددة الجنسيات المزمع إنشاؤها في مدار القمر. NASA في استراتيجيتها التي نُشرت مؤخراً، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس أيه) أنها "ستسعى إلى بناء قدرات فضائية أكثر استقلالية، مع الاستمرار في كونها شريكاً موثوقاً وقوياً وجاذباً لوكالات الفضاء حول العالم"، في إشارة ضمنية إلى استعدادها للمضي قدماً سواء بالتعاون مع ناسا أو بدونها. ويقول الدكتور بيكر إن العديد من برامج مراقبة الأرض الحالية والمقترحة تواجه أيضاً خطر الإلغاء. وأضاف في تصريحه لـبي بي سي: "برامج مراقبة الأرض هذه هي بمثابة طائر الكناري في منجم الفحم". "قدرتنا على التنبؤ بتأثيرات تغير المناخ والحد منها قد تنخفض بشكل كبير. إيقاف هذا النظام المبكر للإنذار يُعد احتمالًا مخيفاً"، بحسب بيكر. حتى الآن، لم تتم الموافقة على مقترحات الميزانية من قبل الكونغرس. ووفقاً لكيسي دريير من الجمعية الكوكبية، فقد أخبره عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، في أحاديث خاصة مع جماعات الضغط، بأنهم مستعدون للتصويت ضد هذه التخفيضات. لكن دريير أعرب عن قلقه من أن حالة الجمود السياسي قد تؤدي إلى عدم إقرار أي ميزانية على الإطلاق، مما قد يؤدي إلى تطبيق ميزانية البيت الأبيض المُخفضة كحل مؤقت، يصعب لاحقاً التراجع عنه. ويرى أن "إيقاف المهمات الفضائية يعني عملياً القضاء عليها، إذ يصعب، إن لم يكن مستحيلًا، إعادة تشغيلها من جديد".