
بين فضاءين «أحادي وسرداب».. معارض تحتضن الضوء واللون
شهد فضاء كل من دار الفنون وبيت علي قانة، مطلع الأسبوع، إقامة معارض فنية تنوعت بين الفوتوغراف والتشكيل، حيث استقبل فضاء دار الفنون معرض «أحادي» لفن الفوتوغرافيا بمشاركة نخبة ممارسيه من رواد ومواهب، وهم: «بشار شقليلة ـ حاتم غليو ـ أحمد الهتكي ـ هبة محمد ـ حنين الرتيمي ـ إسماعيل أبوريان ـ هبة شلابي ـ العارف القاجيجي».
المعرض يسلط الضوء على الأماكن والمعالم التاريخية في المدن والمناطق والقرى بحسب رؤية كل فنان واختياراته، بالإضافة إلى جماليات البورتريه، ومعالم من ذكريات السفر في بيئات جغرافية مختلفة، وكل ذلك عبر تقنية التصوير بالأبيض والأسود، يحاول فيها كل فنان إبراز مهارته في توزيع الظلال ودرجات الإضاءة.
صور تحاكي تفاصيل الحياة
تواصلنا مع الفنانة الفوتوغرافية هبة شلابي بخصوص الفكرة وظروف التجهيز، حيث قالت: «المعرض اختير له اسم «أحادي» إشارة للونين الأبيض والأسود، أو ربما اللون الرمادي، والفكرة كانت واردة منذ فترة، وعندما سمحت الظروف قمنا بتنفيذها». وأضافت: «تضمن المعرض ثلاث صور فوتوغرافية لكل فنان، مع الوضع في الاعتبار تنوع الأفكار، بحيث تكون الأعمال شاملة أكثر من موضوع، وتفادي التكرار، بالإضافة إلى التركيز على المادة المختارة، وهي في المجمل من داخل وخارج ليبيا».
وفي لوحة للفنانة الشابة هبة محمد، التي طالعناها ضمن محتويات المعرض، تحاكي هبة تفاصيل الوجوه، ولكن دون ألوان، وكأنها تحاول الإجابة عن السؤال: كيف تبدو وجوهنا دون ألوان؟ أيضا هي تضع سؤالا حول فلسفة الجمال في الأبيض والأسود.
ومن زاوية أخرى، نرى أعمال الفوتوغرافي بشار شقليلة تحاكي الامتداد اللامتناهي للفضاء الأزرق والبساط الذهبي، السماء والصحراء، ولكن دون ألوان، وهو ما قد يغري المخيلة لأخذ رؤية مشاهد عديدة للجمال الصحراوي، وسيكون هذا جزءًا من ذاكرة كل منا، الذي سيبحث في أرشيفه الخاص عن صور رآها لهذا العالم، تمثل لديه استراحة زمنية، واسترجاعًا للحظات عاشتها المخيلة، والنظر من جديد لتلك اللحظات كما لو أنها حدثت للتو.
السرد في عالم الألوان
إلى ضفة أخرى، حيث استقبل فضاء بيت علي قانة للثقافة، على مدى يومين، فعاليات معرض «سرداب» للقصة المصورة بمشاركة مجموعة من الشباب الهواة والمحترفين، وهم: «مالك القماطي، عبدالعزيز الصبيع، ملاك القرقني، أحلام الهواري، أبرار خالد، مفتاح السائح، محمد الحطاب، يسر حسين، وإسراء الرعيض».
الأعمال تناولت أحداثا وشخصيات مختارة من روايات وقصص عالمية، بعضها يعكس إعجاب الرسام بالكاتب وبطل روايته، وأخرى تترجم محاولات الفنان تسليط الضوء على أهم أحداث العمل من وجهة نظره.
وعن فكرة المعرض، تقول الفنانة التشكيلية هادية قانة: «المعرض هو الأول من نوعه في مشروع البيت، ولكوني المسؤولة عن هذا البيت ارتأيت تشجيع البادرة الشبابية بهدف التشجيع وصقل وتكوين المواهب الشابة تدريجيا، وكان أن عرضت علي فكرة المعرض من الشباب المنظمين، وتتلخص في قراءة المشترك لقصة أو رواية، ثم يحولها إلى عمل فني، وفعلا توصلنا إلى هذه النتيجة في عدد من اللوحات يتصدرها عنوان سرداب».
وتضيف: «المحصلة هي التشجيع على القراءة كما نرى في لوحات الشيخ والبحر كترجمة لرائعة الكاتب همينغواي، ولوحة أخرى عن رواية البؤساء لفيكتور هوجو، والجميل في الافتتاح حضور أولياء الأمور، وكانت الأجواء رائعة. كما أن التقديم كان على مستوى يليق بالمعرض، ويمكن القول إن المعرض تجربة للتدريب، أو ما يشبه ورشة عمل لطلبة في مرحلة الثانوي والجامعة».
مواهب وشخوص وروايات
الفنان الشاب مفتاح السائح تحدثت عن تجربته قائلا: «كانت الفكرة في البداية مقصورة على الروايات فقط، ثم ارتأينا الاشتغال على القصص أو غيرها من النصوص كما في لوحتي التي تتحدث عن أسطورة، حيث شاركت بثلاث لوحات: الأولى عنوانها أسطورة قورينا، وتجسد قورينا الليبية، والمرأة القوية التي اشتهرت بمهارتها في صيد الحيوانات وحماية شعبها».
ويواصل السائح: «لوحتي الثانية بعنوان عزلة جين، وتجسد جين آير في لحظة من الوحدة العميقة، حيث تغمرها مشاعر الحيرة والعزلة، واللوحة الثالثة مستوحاة من رواية البؤساء لفيكتور هوجو، وهي تجسيد لشخصية جان فالجان، وإبراز رحلته من الظلام إلى النور».
من جهتها، أشارت الفنانة الشابة ملاك القرقني إلى مشاركتها التي تضمنت ثلاث لوحات: الأولى بعنوان «العدو اللذوذ»، واللوحة الثانية بعنوان «حورية البحر الصغيرة»، وهي مستوحاة من رواية «الحورية الصغيرة» لهانس كريستيان أندرسن، إذ تلتقط هذه اللوحة جمال وسحر عالم الحوريات تحت الماء. أما اللوحة الثالثة فكانت لشخصية إنسانية من رواية البؤساء لفيكتور هوجو.
الفنان الشاب محمد الحطاب شارك أيضا بلوحة «العنقاء الأمل»، التى تعبر كما يقول «عن رمزية العنقاء الطائر الذي ينهض من رماد، لتروي اللوحة حكاية الأمل والتجدد، حيث تجد العنقاء بجناحيها الواسعين محاطة بألوان دافئة تعكس الحيوية والقوة، وهنا أشير من خلالها إلى مضمون القضية الفلسطينية والهنود الحمر، وكأن الطائر يحمل الأمل لهذه الشعوب».
ملاك القرقني في معرض «سرداب»، 27 أكتوبر 2024. (الإنترنت)
محمد الحطاب في معرض «سرداب»، 27 أكتوبر 2024. (الإنترنت)
هبة شلابي في معرض «سرداب»، 27 أكتوبر 2024. (الإنترنت)
مفتاح السائح في معرض «سرداب»، 27 أكتوبر 2024. (الإنترنت)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- الوسط
المعهد الفرنسي يستضيف خلود الفلاح في طرابلس
ينظم المعهد الفرنسي في ليبيا وبيت علي قانا للثقافة، لقاء شعريا-تصويريا بعنوان «الذاكرة والخيال المتوسطي: كيف نروي قصة مدننا وأراضينا؟» السبت الموافق 12 أبريل الساعة 6 مساء في بيت علي قانة بمدينة طرابلس. ستجري الفنانة الفرنسية آن ليز بروييه والشاعرة الليبية خلود الفلاح حوارًا حول أعمالهما، بين الكلمات والصور، في تقاطع وجهات النظر. وفي تصريح خاص من الفلاح إلى «بوابة الوسط» عن الحدث قائلة «يندرج هذا اللقاء في إطار زيارة آن ليز برويير إلى ليبيا، لتنفيذ مشروعها التصويري والشعري حول البحر الأبيض المتوسط والدول المطلة عليه، سيؤدي هذا المشروع واسع النطاق إلى تنظيم معرض كبير خلال العام 2027 في متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية (MUCEM)بمرسيليا، وهو مكان رمزي للحوار المتوسطي، وسوف يكون أيضًا موضوعًا لكتاب فني جميل تنشره دار الطباعة «Delpire». وأضافت الفلاح «بالنسبة لليبيا، أرادت آن - ليز أن تعهد إلى بكتابة النص الأدبي المصاحب للأعمال الفوتوغرافية الليبية، كنت سعيدة بالعرض لأنها فنانة تتميز بالحس الجميل». تعود آن ليز إلى طرابلس في أكتوبر المقبل لتقديم الأعمال التي ستُنتجها في ليبيا، وتختتم الفلاح «من خلال هذه الإضاءة الطبيعية، ومن خلال هذه اللقاءات، أردنا الاستفادة من حضورها المشترك لإثراء نقاش عام حول سؤال كيف نعيد اختراع وكتابة وترسيخ مدننا وأراضينا؟. خلود الفلاح صحفية وشاعرة من ليبيا صدر لها: بهجات مارقة (2004)، ينتظرونك (2006)، طاولة عند النافذة (2008 )، نساء (2015 ) ، ترجمت نصوصها الشعرية للفرنسية ضمن انطولوجيا «المرأة شاعرة: شاعرات عربيات بالفرنسية»، ترجمة مرام المصري، كما ترجمت نصوصها للألمانية ضمن أنطولوجيا «أفريقيا في القصيدة» ترجمة زينب خليفة، وقصيدة ا«لحرب تفكر في ترك هامش للبهجة»، إلى اللغة الألمانية ضمن كتاب «جناحا قلبي المثقل»، ترجمة خالد المعالي. واختيرت نصوصها الشعرية ضمن كتاب «100 شاعرة من العالم العربي: قصائد تنثر الحب والسلام»، إعداد فاطمة بوهراكة.


الوسط
١١-٠٣-٢٠٢٥
- الوسط
فيلم «أثر» يعرض في طرابلس
عُرِض الأحد في «بيت علي قانة للثقافة» فيلم «أثر» للمخرج الليبي فرج معيوف، ضمن فعالية «نوافذ سينمائية» التي ينظمها بيت علي قانة بالتعاون مع شركة «ضُوّاية» للإنتاج. فيلم «أثر» هو فيلم روائي قصير يروي قصة أحد الجنود يصارع آلامه وهواجسه من أجل البقاء على قيد الحياة، الفيلم شارك في عديد المهرجانات الدولية ونال عدة جوائز، منها في العراق وموريتانيا ومصر وتونس والجزائر وسلطنة عُمان وغيرها. وفي أجواء امتنان من الجمهور لعودة الحركة السينمائية في طرابلس صرحت ثواب التي كانت بين الحاضرين «أمسية جميلة، جعلتني أدرك كم نفتقر لوجود سينما لمشاهدة أعمال الشباب الجدد في هذا المجال، صاحب العمل أيضاً متعطش للإحساس بأن العمل قد وصل للجمهور وقياس مدى نجاحه». وأضافت «من وجهة نظري كمشاهدة تفتقر لتفاصيل عالم السينما عيني استمتعت بالإخراج والتصوير، شعرت بالمتعة البصرية، والأجمل كان حالة النقاش بعد العرض».


فبراير
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- فبراير
انطلاق فعالية نوافذ سينمائية بطرابلس
انطلقت السبت فعالية نوافذ سينمائية التي ينظمها بيت علي قانة للثقافة وبالتعاون مع شركة ضُوّاية للانتاج، بدأت الفاعلية بعرض فيلم ( أنتِ رائدة ) لـ المخرجة هبة الشيباني، فيلم وثائقي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وبعد العرض كانت هنالك جلسة حوارية مع اعضاء بمؤسسات المجتمع المدني حول دور المرأة في عدة مجالات. واليوم الأحد عرض فيلم روائي ( أثر ) للمخرج فرج معيوف، فيلم يروي قصة أحد الجنود الذي يصارع آلامه وهواجسه من أجل البقاء على قيد الحياة. تُعد 'نوافذ للإنسانية' فعالية سينمائية تُركز على قضايا حقوق الإنسان، من خلال عرض أفلام تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية هامة. تهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على هذه القضايا وإثارة النقاش حولها بهدف رفع الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان. نوافذ سينمائية كل سبت وأحد أربعة أفلام ليبية في مكان واحد.