
جلسة "العقارات العالمية بين العرض والطلب" تستعرض أبرز تحديات وفرص القطاع
اقتصاد
18
A+ A-
الدوحة - قنا
سلطت جلسة "العقارات العالمية بين العرض والطلب" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى قطر الاقتصادي 2025، الضوء على أبرز التحديات والفرص التي تواجه القطاع العقاري، من منظور تنظيمي واستثماري وسياحي، حيث ناقش نخبة من صناع القرار والمستثمرين والمطورين مستقبل القطاع لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على التجربة القطرية كنموذج للمدن المستقبلية، وذلك في ظل التحولات الاقتصادية العالمية، والتغيرات في أنماط الاستهلاك والاستثمار.
واستعرض المتحدثون في الجلسة، جهود قطر في بناء منظومة عقارية شفافة ومستدامة، من خلال تنظيم السوق، وتفعيل آليات حماية المستثمرين، وترويج المشاريع العقارية عالميا، مشيرين إلى أن المنطقة العربية، بما فيها قطر، ستكون من الرابحين في عصر ما بعد العولمة، ولا سيما بعد أن أصبحت السياحة محركا رئيسيا للاستثمار العقاري، وبدأت البنية التحتية المتطورة في دول مجلس التعاون، وعلى رأسها قطر، تجعل منها وجهات استثمارية وسياحية صاعدة.
ففي مداخلاته خلال الجلسة، قدم المهندس خالد أحمد العبيدلي رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري (عقارات)، رؤية شاملة حول تطور سوق العقارات في قطر، والدور المحوري الذي تلعبه الهيئة في تعزيز الشفافية وتنظيم السوق، مبينا أنها تأسست بموجب مرسوم أميري في عام 2023، وأطلقت استراتيجيتها رسميا في ديسمبر 2024.
واستعرض العبيدلي أبرز مبادرات الهيئة كتأسيس لجنة الترخيص التي تعد من أهم أدوات التنظيم، وآلية حساب الضمان التي تضمن أن الأموال المدفوعة من المستثمرين تودع في حسابات خاضعة لإشراف الهيئة، مما يقلل من مخاطر التعثر المالي من قبل المطورين، كما تحدث عن استراتيجياتها في الترويج للقطاع العقاري القطري عالميا، من خلال خارطة طريق تسويقية تبرز مشاريع مثل "مشروع سميسمة" الذي وصفه بأنه من أبرز المشاريع القادمة.
وفيما يتعلق بالعرض والطلب، أشار إلى أن قطر شهدت طفرة في البنية التحتية استعدادا لكأس العالم 2022، مضيفا أن النمو السكاني بنسبة 13.1 بالمئة منذ العام 2020، وارتفاع عدد السكان إلى أكثر من 3.2 مليون نسمة حاليا، يعزز الطلب ويقلل من مخاطر العرض الزائد، كما أن الطلب لا يقتصر على السكن فقط، بل يشمل المكاتب المتخصصة والفاخرة، إضافة إلى المستشفيات الخاصة والعامة والمرافق الرياضية والتعليمية.
واختتم المهندس العبيدلي حديثه مشددا على أهمية فهم المطورين لمتطلبات السوق المحلي والإقليمي، ومشيرا إلى أن قطر تكمل دولا مثل السعودية والإمارات والبحرين، مما يجعل الاستثمار فيها بوابة للأسواق الخليجية.
من جهته قدم السيد ديفيد ستينباخ الرئيس العالمي للاستثمار في شركة هاينس للاستثمار والتطوير العقاري، بصفته مستثمرا عالميا نشطا في عدد من الدول، رؤية تحليلية لواقع سوق العقارات العالمي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الأخيرة، موضحا أن هناك فرقا جوهريا بين الأسواق العامة (مثل الأسهم) والأسواق الخاصة (مثل العقارات)، حيث تمر كل منهما بدورات مختلفة.
وأشار إلى أن الأسواق العقارية الخاصة واجهت رياحا معاكسة قوية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة السياسات النقدية المتشددة، بدءا من الولايات المتحدة وامتدادا إلى بقية العالم، لكنه مع ذلك، رأى أن السوق العقاري يقترب من نهاية مرحلة التصحيح، و"هناك فرص واعدة للشراء بدأت تظهر في مختلف أنحاء العالم".
وفيما يتعلق بالمنطقة، أبدى تفاؤله تجاه الشرق الأوسط، معتبرا أنه سيكون من الرابحين في عصر ما بعد العولمة، حيث تتغير طرق التجارة وتفتح مسارات جديدة، مبينا في حديثه عن المدن المستقبلية، أن المدن ستبقى مركزا للتجمع البشري رغم التغيرات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وسيظل الناس بحاجة إلى التفاعل المجتمعي، لكن شكل هذا التفاعل سيتغير، مما يتطلب من المطورين العقاريين مواكبة هذه التحولات.
وفي ختام مداخلاته، أشار إلى أن قطر، بما تمتلكه من بنية تحتية متقدمة، وتخطيط حضري متكامل، تمثل نموذجا للمدن المستقبلية، حيث تتوفر فيها كل مقومات الحياة العصرية بجودة عالية وفي نطاق جغرافي صغير، مما يجعلها جذابة للمستثمرين والمقيمين على حد سواء.
من جانبه، قدم السيد فتاح تامينجه مؤسس ورئيس مجلس إدارة سلسلة فنادق "ريكسوس" العالمية رؤيته لواقع السياحة والاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المنطقة، بخلاف العديد من مناطق العالم، تشهد نموا متسارعا في الطلب السياحي والعقاري، بفضل البنية التحتية المتطورة، وسهولة ممارسة الأعمال، والرؤية الواضحة للقيادات.
وأكد أن المنطقة أصبحت منصة عالمية للاستثمار، خاصة للمستثمرين العالميين الذين يبحثون عن الأمان، والتنوع، والعائد المجزي، حيث أصبحت وجهة بديلة عن الوجهات التقليدية مثل أوروبا الغربية، قائلا إن قطر ودول مجلس التعاون بدأت في جذب ملايين الزوار من خلال مشاريع ضخمة، وبنية تحتية عالمية، وخدمات سياحية متقدمة.
وأشار إلى أن السياحة أصبحت قطاعا استراتيجيا، مدعوما بتوسع شركات الطيران الإقليمية مثل الخطوط الجوية القطرية، وزيادة عدد الطائرات، مما يعكس ارتفاع الطلب على السفر، مؤكدا أن السياحة تعتمد على الخدمة والتجربة الإنسانية، وهي أمور لا يمكن للروبوتات أو الذكاء الاصطناعي أن تحل محلها بسهولة، مما يجعل الاستثمار في هذا القطاع مستداما على المدى الطويل.
وأشاد بالبنية التحتية في قطر، واصفا الدوحة بأنها "سويسرا المنطقة"، لما تتمتع به من تنظيم، وأمان، وجودة حياة. وأكد أن الاستثمارات التي تمت استعدادا لكأس العالم، ستجلب عوائد كبيرة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن شركته تنفذ حاليا أحد أكبر الاستثمارات العقارية في قطر، وهو المشروع السياحي الضخم في منطقة سميسمة.
وفي ختام حديثه، عبر عن تفاؤله بمستقبل السياحة والاستثمار في المنطقة، مؤكدا أن شركته ستواصل التوسع في الشرق الأوسط، نظرا لما توفره من فرص واعدة، واستقرار، وبيئة استثمارية مشجعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 6 ساعات
- صحيفة الشرق
أسعار الذهب ترتفع لأعلى مستوى في أسبوعين بفعل مخاوف الدين الأمريكي
اقتصاد دولي 20 A+ A- سنغافورة - قنا ارتفعت أسعار الذهب اليوم، مسجلة أعلى مستوياتها في أسبوعين، مع تزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد المخاوف بشأن مستويات الدين الحكومي الأمريكي وتراجع الطلب على سندات الخزانة لأجل 20 عاما، مما يسلط الضوء على انخفاض الإقبال على الأصول الأمريكية. وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7 في المئة ليصل إلى 3336.43 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل أعلى مستوى منذ التاسع من مايو، كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بالنسبة نفسها لتسجل 3337.60 دولار. وفي الوقت ذاته، استقر الدولار بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوعين الذي سجله في الجلسة السابقة، مما يجعل الذهب المقوم بالعملة الأمريكية أرخص لحاملي العملات الأخرى. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية قرابة واحد في المئة إلى 33.66 دولار للأوقية، في حين تراجع البلاتين بنسبة 0.4 في المئة إلى 1072.43 دولار، وهبط البلاديوم 1.4 في المئة إلى 1023.50 دولار. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 17 ساعات
- صحيفة الشرق
الولايات المتحدة تعلن عن ارتفاع غير متوقع لمخزونها النفطي الأسبوع الماضي
اقتصاد دولي 4 النفط A+ A- واشنطن - قنا أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، اليوم، ارتفاع مخزون النفط الخام في البلاد خلال الأسبوع الماضي على خلاف التوقعات. وذكرت الإدارة، في بيان، أن مخزون النفط الخام ارتفع خلال الأسبوع الماضي بواقع 1.3 مليون برميل، خلافا للتوقعات التي كانت تشير إلى تراجعه بمقدار 1.9 مليون برميل، بعد ارتفاعه بواقع 3.5 مليون برميل في الأسبوع السابق. وأوضحت أنه مع الارتفاع غير المتوقع، أصبح المخزون أقل بنسبة 6% تقريبا، عن متوسط المخزون خلال السنوات الخمس الماضية في مثل هذا الوقت من العام، مضيفة أن مخزون البنزين ارتفع بواقع 800 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي، ليقل بنسبة 2% تقريبا عن متوسط المخزون خلال السنوات الخمس الماضية. ونوهت إلى أنه في الوقت ذاته، ارتفع مخزون المكررات النفطية التي تشمل زيت التدفئة والديزل (السولار) بواقع 600 ألف برميل ليظل أقل بنسبة 16% تقريبا عن متوسطه خلال السنوات الخمس الماضية في مثل هذا الوقت من العام. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 17 ساعات
- صحيفة الشرق
المناعي: المحفظة الاستثمارية لجهاز قطر للاستثمار متنوعة والصندوق مساهم داعم في كبرى الشركات الأمريكية
محليات 42 A+ A- الدوحة - قنا وصف السيد محمد المناعي رئيس المكتب الاستشاري لجهاز قطر للاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية، المحفظة الاستثمارية للجهاز بالمتنوعة، مشيرا إلى أن الصندوق السيادي القطري أصبح مساهماً داعماً طويل الأجل في كبرى الشركات الأمريكية. وقال رئيس المكتب الاستشاري لجهاز قطر للاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الجهاز أنشأ محفظة أصول على مستوى عالمي في الولايات المتحدة، لتعكس تركيزه على الاستثمارات الطلائعية عالية التأثير. وأرجع المناعي إنشاء محفظة استثمارية في الولايات المتحدة إلى الثقة في الاقتصاد الأمريكي ومتانته وفرص النمو الكبيرة التي يوفرها في عديد القطاعات، حيث يستثمر الجهاز في شركات متنوعة رائدة في مجال الابتكار والتطوير، والتي تشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية والتمويل الرقمي، والرعاية الصحية، وعلوم الفضاء. وفي هذا السياق عدّد رئيس المكتب الاستشاري لجهاز قطر للاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية استثمارات الجهاز في السوق الأمريكي، مشيرا إلى أن نوفمبر من العام 2024 شهد ضخ استثمارات في /Cresta/، وهي منصة ذكاء اصطناعي توليدية شاملة لمراكز الاتصال، والتي توفر منصة موحدة للموظف البشري وموظفي الذكاء الاصطناعي، لإحداث نقلة نوعية في محادثات العملاء وسير العمل على جميع مستويات مركز الاتصال. كما تم الاستثمار في نوفمبر 2023 في /Databricks/، وهي منصة رائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، مقرها كاليفورنيا، والتي تُمكّن المستخدمين من إجراء هندسة واسعة النطاق للبيانات وعلوم البيانات التعاونية، والتعلم الآلي كامل الدورة، والتحليلات. بالإضافة إلى ذلك استثمر الجهاز في أغسطس 2022 في Celonis، وهي شركة عالمية رائدة في مجال استخراج تنقيب العمليات Process Mining والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها، حيث تعمل على تمكين الشركات من تحسين كفاءتها وأدائها. وبيّن المناعي وجود فرص واعدة للاستثمار تحظى بالأولوية في السنوات المقبلة، قائلا :"فإننا نرى فرصاً واعدة في الصناعات وتكنولوجيا المعلومات، وخاصةً في مجال أشباه الموصلات". وتابع أن الولايات المتحدة تعمل بنشاط على تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الرقائق، والتصنيع المتقدم، وهي مجالات يستثمر فيها الصندوق بشكل كبير من خلال شراكات استراتيجية وتوظيفات مستهدفة لرأس المال. وحول مساهمة منتدى قطر الاقتصادي في تعزيز الدور الذي يؤديه مكتب الجهاز في الولايات المتحدة، قال المناعي إن المنتدى يعد منصة رئيسية تجمع الخبراء العالميين رفيعي المستوى لتبادل الأفكار واستكشاف الفرص المستقبلية، حيث ركزت نسخته الحالية على موضوع الطريق إلى عام 2030 تحوّل الاقتصاد العالمي، وهو موضوع رئيسي لفهم التأثير العالمي على الاقتصاد وخياراته الاستراتيجية. وفي رده على أبرز القطاعات التي سيتم التركيز عليها في الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح رئيس المكتب الاستشاري لجهاز قطر للاستثمار ،تنوعها وملامستها مختلف القطاعات الرئيسية على غرار التكنولوجيا والابتكار والتقدم في مجال الرعاية الصحية والتصنيع وسلاسل التوريد والبنية التحتية والاستثمارات العقارية ومراكز البيانات. وفي إجابته عن سؤال يتعلق بخطط التوسع في استثمارات رأس المال الجريء أو الشركات الناشئة الأمريكية، رد المناعي قائلا :" كما أعلن السيد محمد سيف السويدي الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار في وقت سابق، فإن الجهاز يخطط لاستثمار 500 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، مستهدفاً قطاعات مهمة مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والرعاية الصحية". وذكّر بإطلاق الجهاز برنامج الصندوق القابض بقيمة مليار دولار أمريكي، والذي يهدف إلى الاستثمار في الصناديق الدولية لرأس المال الجريء بما فيها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الصناديق الإقليمية، مع التركيز على قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية. واختتم رئيس المكتب الاستشاري لجهاز قطر للاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية حديثه لـ/قنا/ بالإشارة إلى وجود بعض الفرص الجاذبة التي بدأت تتشكل ولا زالت في مراحلها المبكرة، ولذلك يواصل صندوق الثروة السيادية مراقبة هذا المجالات عن كثب.