
مهرجان قرطاج 2025: انتقادات قبل الانطلاق وسجالات حول البرمجة وسط تطلع لتدارك العثرات
عثرات تنظيمية قبل الانطلاق
عاشت هذه الدورة ارتباكًا تنظيميًا غير مسبوق تمثّل في سحب معلّقات إعلانية وتراجع عن برمجة عروض بعد الإعلان الرسمي عنها، إضافة إلى نفاد تذاكر عدد من السهرات خلال وقت قياسي وظهورها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ما أثار سخط الجمهور وطرح تساؤلات بشأن شفافية توزيع التذاكر ومراقبة المسالك التجارية.
في ظل هذا الوضع، اتّسعت دائرة الانتقادات من قبل فنّانين ومهنيين ثقافيين وحتى جزء من الجمهور، الذين رأوا في هذه الدورة خروجًا عن تقاليد المهرجان العريق ، خصوصًا في غياب إدارة فنية واضحة ، حيث اختارت وزارة الشؤون الثقافية تكليف لجنة خاصة بتسيير الدورة، دون مدير فني، لأول مرة منذ تأسيس التظاهرة سنة 1964.
مواقف الدولة من الثقافة والسيادة
في هذا السياق، حمّل رئيس الجمهورية قيس سعيّد المسؤولية للسياسات الثقافية غير المنسجمة مع توجهات الدولة، مؤكدًا خلال لقائه بوزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي بتاريخ 9 جويلية، أن "الثقافة هي قضية سيادة وليست مهرجانات موسمية"، مشدّدًا على ضرورة أن تكون كل تظاهرة امتدادًا لمعركة تحرر وطني ، تعكس إرادة الشعب التونسي ومبادئه.
وأضاف سعيّد أن مهرجانات مثل قرطاج كانت، منذ تأسيسها، منصّات للارتقاء بالفن والفكر، ومواقع التقاء بين المناضلين من أجل الحرية والفن ، لا منصات تجارية أو ترفيهية مجرّدة من الرؤية المبدئية.
جدل حول برمجة العروض
من أبرز محاور الجدل هذا العام، سحب معلّقة الفنان الفلسطيني "سانت ليفانت" ، قبل أن تعود الهيئة لنشر نسخة جديدة، إلى جانب إلغاء عرض الفنانة الفرنسية "هيلين سيغارا" إثر موجة استنكار لمواقفها المناهضة للقضية الفلسطينية.
وقد نفت الفنانة لاحقًا، في تصريح لوسائل إعلام دولية، ارتباطها بأي التزام رسمي مع إدارة المهرجان. من جهتها، أكدت إدارة المهرجان التزامها بالموقف التونسي الداعم لفلسطين ، مشيرة إلى أن البرمجة تتضمّن عروضًا تكرّس هذا الموقف، من بينها:
* عرض الافتتاح بقيادة المايسترو محمد القرفي يتضمّن مشهدًا يخلّد دعم تونس لفلسطين.
عرض الفنان رياض الفهري بعنوان بساط أحمر 2*، يحتفي بـ أطفال رام الله.
* مشاركة الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي في عرض "تخيّل روحك تسمع" للفنان كريم الثليبي.
* حضور الفنانين سانت ليفانت و محمد عساف في سهرات مستقلة.
غياب إفريقي وحضور عربي طاغٍ
تتكوّن برمجة الدورة من 20 عرضًا متنوعًا، يسجَّل فيها غياب شبه كلي للعروض الإفريقية رغم دور المهرجان التاريخي في بناء الجسور الثقافية جنوب الصحراء. في المقابل، تطغى العروض العربية ، وخاصة من لبنان ومصر والخليج ، حيث يشارك فنانون من أجيال مختلفة أبرزهم:
* نجوى كرم، نانسي عجرم، ناصيف زيتون، آدم، مي فاروق، أحلام (في سهرة الاختتام)
* الموسيقار اللبناني العالمي إبراهيم معلوف
أما الفن التونسي ، فيحضر في 8 سهرات يحييها فنانون كبار من بينهم:
* محمد القرفي، رياض الفهري، لطيفة العرفاوي، صوفية صادق، كريم الثليبي، عزيز الجبالي
عروض جماعية مثل من قاع الخابية ، قائدي الأوركسترا ، و سهرة تونسية* بقيادة المايسترو يوسف بالهاني
في الجانب الدولي، تحضر عروض من فلكلور عالمي، إلى جانب سهرة مع الفنان كيماني مارلي (نجل الأسطورة بوب مارلي) وعرض للأطفال مع الفنانة الفرنسية شونتال غويا.
تذاكر السوق السوداء واستياء نيابي
أدى الإقبال الكبير على التذاكر إلى انتعاش السوق السوداء ، حيث تُباع التذاكر بأسعار خيالية، ما استدعى تدخل نواب في البرلمان ، من بينهم نائبة طالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات ومكافحة احتكار التذاكر.
وسط هذه الانتقادات، يبقى أمل جمهور الثقافة والفن في أن تنجح الدورة 59 في تدارك تعثراتها التنظيمية ، وتقدّم عروضًا ترتقي إلى مستوى الانتظارات الوطنية في ظل التحوّلات التي تشهدها البلاد، وترسيخًا لمكانة تونس كمنصة ثقافية ذات سيادة وموقف ثابت في محيطها العربي والإفريقي والدولي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
منذ 4 أيام
- Babnet
مهرجان قرطاج الدولي 2025: الفنان "سانت ليفانت" يعتلي ركح قرطاج أمام شبابيك مغلقة
وسط هتافات الجمهور المدوية بشعار "الحرية لفلسطين"، انطلق حفل المغني الفلسطيني الجزائري مروان عبد الحميد المعروف فنيا ب"سانت ليفانت"، في سهرة الثلاثاء 5 أوت على ركح مسرح قرطاج الاثري. هذا الحفل الذي يُقام ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، من 19 جويلية إلى 21 أوت 2025، حضره جمهور غفير من فئة الشباب حتى أن التوافد على المسرح بدأ منذ عصر اليوم. استهل مروان عبد الحميد حفله بأغنية "سوف نبقى هنا" تعبيرا عن دعمه للقضية الفلسطينية وعن تمسكه بحق شعبه في البقاء على أرضه. وفي هذا السياق ومنذ بداية حفله إلى النهاية لم يتوانى هذا الفنان الشاب في تقديم الأغاني الداعمة لفلسطين، حتى أنه ألقى كلمة بالمناسبة وجهها إلى الجمهور التونسي والى كل شعوب العالم ومزج فيه بين اللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية، وقال فيها، ان ما يحدث في فلسطين ليس صراعا وإنما هو حرب إبادة، داعيا الجيل الجديد المستعمل للمنصات الرقمية لمزيد الحديث عن ما يعانيه الفلسطينيون ومواصلة نشر جرائم الكيان الصهيوني معتبرا هذا النشر أداة مقاومة فعالة. ورغم روح المقاومة التي رافقت الحفل، إلا أن عرض هذا الفنان الشاب الذي بدأ مساره الفني منذ ثلاث سنوات، كان احتفاليا بامتياز فطغت عليه الموسيقى الصاخبة والآلات الايقاعية على غرار الدربوكة والطبول. وقد أدى "سانت ليفانت" على مسرح قرطاج العديد من أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب ورددها معه على غرار "كلامونتينا" و"ديفا - بنت الذهبية" و "ديرة" و " قلبي" وأغنية " From Gaza with love"، كما غنى لجمهور قرطاج أغنيتين جديدتين لم ينشرهما بعد، وهما "يا سمرا" و "يا صباح الفل والياسمين" وتعمد الفنان في عرضه المراوحة بين اللهجتين الفلسطينية والجزائرية حتى أن الركح تزين بثلاثة أعلام وهي علم تونس البلد المستضيف للعرض وعلمي فلسطين والجزائر. وعلى الرغم من رصيده الفني المتواضع والمشاكل التقنية، على مستوى الصوت، التي واجهها خلال العرض، إلا أن مروان عبد الحميد قدم، حسب تصريحه، أطول حفل في مسيرته، إذ أن حفلاته عادة لا تتجاوز ساعة من الزمن في حين اعتلى ركح قرطاج لساعتين غنى خلالهما وعزف على آلتي الساكسوفون والعود ورقص على عدد من الأغاني العربية والتونسية القديمة على غرار أغنية "سيدي منصور". طغت على العرض أجواء احتفالية برزت من خلال حركته ومختلف أعضاء الفرقة، التي راوحت بين القفز والرقص فكانت الدبكة الفلسطينية حاضرة والرقص الشعبي الجزائري حاضرا وحتى الرقص التونسي كذلك. واستغل هذا الفنان الشاب الفرصة للتعريف بشخصيات لها دور هام في نحت مسيرته ومن بينهم عازف الناي والموزع الموسيقي التونسي الشاب سهيل القاسمي، ومربيته التونسية التي سبق وأن روى قصته معها في وسائل التواصل الاجتماعي "مبروكة"، كما كان والده رشيد عبد الحميد كعادته ضمن الفريق الموسيقي المرافق له. وجدير بالذكر أن هذا الفنان الشاب البالغ من العمر 25 سنة والذي لا يملك في رصيده سوى أربعة ألبومات، أدى حفله الأول في قرطاج أمام شبابيك مغلقة.

تورس
منذ 5 أيام
- تورس
مهرجان قرطاج الدولي 2025: الفنان "سانت ليفانت" يعتلي ركح قرطاج أمام شبابيك مغلقة
هذا الحفل الذي يُقام ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، من 19 جويلية إلى 21 أوت 2025، حضره جمهور غفير من فئة الشباب حتى أن التوافد على المسرح بدأ منذ عصر اليوم. استهل مروان عبد الحميد حفله بأغنية "سوف نبقى هنا" تعبيرا عن دعمه للقضية الفلسطينية وعن تمسكه بحق شعبه في البقاء على أرضه. وفي هذا السياق ومنذ بداية حفله إلى النهاية لم يتوانى هذا الفنان الشاب في تقديم الأغاني الداعمة لفلسطين ، حتى أنه ألقى كلمة بالمناسبة وجهها إلى الجمهور التونسي والى كل شعوب العالم ومزج فيه بين اللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية، وقال فيها، ان ما يحدث في فلسطين ليس صراعا وإنما هو حرب إبادة، داعيا الجيل الجديد المستعمل للمنصات الرقمية لمزيد الحديث عن ما يعانيه الفلسطينيون ومواصلة نشر جرائم الكيان الصهيوني معتبرا هذا النشر أداة مقاومة فعالة. ورغم روح المقاومة التي رافقت الحفل، إلا أن عرض هذا الفنان الشاب الذي بدأ مساره الفني منذ ثلاث سنوات، كان احتفاليا بامتياز فطغت عليه الموسيقى الصاخبة والآلات الايقاعية على غرار الدربوكة والطبول. وقد أدى "سانت ليفانت" على مسرح قرطاج العديد من أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب ورددها معه على غرار "كلامونتينا" و"ديفا – بنت الذهبية" و "ديرة" و " قلبي" وأغنية " From Gaza with love"، كما غنى لجمهور قرطاج أغنيتين جديدتين لم ينشرهما بعد، وهما "يا سمرا" و "يا صباح الفل والياسمين" وتعمد الفنان في عرضه المراوحة بين اللهجتين الفلسطينية والجزائرية حتى أن الركح تزين بثلاثة أعلام وهي علم تونس البلد المستضيف للعرض وعلمي فلسطين والجزائر. وعلى الرغم من رصيده الفني المتواضع والمشاكل التقنية، على مستوى الصوت، التي واجهها خلال العرض، إلا أن مروان عبد الحميد قدم، حسب تصريحه، أطول حفل في مسيرته، إذ أن حفلاته عادة لا تتجاوز ساعة من الزمن في حين اعتلى ركح قرطاج لساعتين غنى خلالهما وعزف على آلتي الساكسوفون والعود ورقص على عدد من الأغاني العربية والتونسية القديمة على غرار أغنية "سيدي منصور". طغت على العرض أجواء احتفالية برزت من خلال حركته ومختلف أعضاء الفرقة، التي راوحت بين القفز والرقص فكانت الدبكة الفلسطينية حاضرة والرقص الشعبي الجزائري حاضرا وحتى الرقص التونسي كذلك. واستغل هذا الفنان الشاب الفرصة للتعريف بشخصيات لها دور هام في نحت مسيرته ومن بينهم عازف الناي والموزع الموسيقي التونسي الشاب سهيل القاسمي، ومربيته التونسية التي سبق وأن روى قصته معها في وسائل التواصل الاجتماعي "مبروكة"، كما كان والده رشيد عبد الحميد كعادته ضمن الفريق الموسيقي المرافق له. وجدير بالذكر أن هذا الفنان الشاب البالغ من العمر 25 سنة والذي لا يملك في رصيده سوى أربعة ألبومات، أدى حفله الأول في قرطاج أمام شبابيك مغلقة.

تورس
منذ 5 أيام
- تورس
مهرجان قرطاج الدولي 2025: الفنان "سانت ليفانت" يعتلي ركح قرطاج أمام شبابيك مغلقة باب نات نشر في باب نات يوم 06 - 08
هذا الحفل الذي يُقام ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، من 19 جويلية إلى 21 أوت 2025، حضره جمهور غفير من فئة الشباب حتى أن التوافد على المسرح بدأ منذ عصر اليوم. استهل مروان عبد الحميد حفله بأغنية "سوف نبقى هنا" تعبيرا عن دعمه للقضية الفلسطينية وعن تمسكه بحق شعبه في البقاء على أرضه. وفي هذا السياق ومنذ بداية حفله إلى النهاية لم يتوانى هذا الفنان الشاب في تقديم الأغاني الداعمة لفلسطين ، حتى أنه ألقى كلمة بالمناسبة وجهها إلى الجمهور التونسي والى كل شعوب العالم ومزج فيه بين اللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية، وقال فيها، ان ما يحدث في فلسطين ليس صراعا وإنما هو حرب إبادة، داعيا الجيل الجديد المستعمل للمنصات الرقمية لمزيد الحديث عن ما يعانيه الفلسطينيون ومواصلة نشر جرائم الكيان الصهيوني معتبرا هذا النشر أداة مقاومة فعالة. ورغم روح المقاومة التي رافقت الحفل، إلا أن عرض هذا الفنان الشاب الذي بدأ مساره الفني منذ ثلاث سنوات، كان احتفاليا بامتياز فطغت عليه الموسيقى الصاخبة والآلات الايقاعية على غرار الدربوكة والطبول. وقد أدى "سانت ليفانت" على مسرح قرطاج العديد من أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب ورددها معه على غرار "كلامونتينا" و"ديفا - بنت الذهبية" و "ديرة" و " قلبي" وأغنية " From Gaza with love"، كما غنى لجمهور قرطاج أغنيتين جديدتين لم ينشرهما بعد، وهما "يا سمرا" و "يا صباح الفل والياسمين" وتعمد الفنان في عرضه المراوحة بين اللهجتين الفلسطينية والجزائرية حتى أن الركح تزين بثلاثة أعلام وهي علم تونس البلد المستضيف للعرض وعلمي فلسطين والجزائر. وعلى الرغم من رصيده الفني المتواضع والمشاكل التقنية، على مستوى الصوت، التي واجهها خلال العرض، إلا أن مروان عبد الحميد قدم، حسب تصريحه، أطول حفل في مسيرته، إذ أن حفلاته عادة لا تتجاوز ساعة من الزمن في حين اعتلى ركح قرطاج لساعتين غنى خلالهما وعزف على آلتي الساكسوفون والعود ورقص على عدد من الأغاني العربية والتونسية القديمة على غرار أغنية "سيدي منصور". طغت على العرض أجواء احتفالية برزت من خلال حركته ومختلف أعضاء الفرقة، التي راوحت بين القفز والرقص فكانت الدبكة الفلسطينية حاضرة والرقص الشعبي الجزائري حاضرا وحتى الرقص التونسي كذلك. واستغل هذا الفنان الشاب الفرصة للتعريف بشخصيات لها دور هام في نحت مسيرته ومن بينهم عازف الناي والموزع الموسيقي التونسي الشاب سهيل القاسمي، ومربيته التونسية التي سبق وأن روى قصته معها في وسائل التواصل الاجتماعي "مبروكة"، كما كان والده رشيد عبد الحميد كعادته ضمن الفريق الموسيقي المرافق له. وجدير بالذكر أن هذا الفنان الشاب البالغ من العمر 25 سنة والذي لا يملك في رصيده سوى أربعة ألبومات، أدى حفله الأول في قرطاج أمام شبابيك مغلقة.