
عاجل - «منتدى الاستثمار 2025».. السعودية وأمريكا ترسمان ملامح عصر اقتصادي جديد
في خطوة تعكس التحول العميق في موازين الشراكات الاقتصادية العالمية، احتضنت العاصمة السعودية الرياض، فعاليات "منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي 2025"، بمشاركة رفيعة المستوى من كبار المسؤولين والوزراء وصناع القرار الاقتصادي من الجانبين، وعلى رأسهم معالي وزير المالية السعودي الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، ووزير الخزانة الأمريكي السيد سكوت بسنت.
وقد شكّلت الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "تحقيق التوازن وتنسيق السياسات المالية والنقدية" نقطة انطلاق لتأكيد الإرادة المشتركة بين الرياض وواشنطن على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى آفاق غير مسبوقة، في ظل التحديات والمتغيرات التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
شراكة تتجدد بجذور تاريخية
وفي كلمته، شدد الوزير السعودي على أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لأكثر من تسعين عامًا، وقد أثبتت خلال العقود الماضية قدرتها على التكيّف مع التحولات الإقليمية والدولية، مضيفًا أن حجم الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة مذهل من حيث القيمة والنمو، ويؤكد الثقة المتبادلة والربط الوثيق بين الاقتصادين.
وأشار الجدعان إلى أن الولايات المتحدة كانت وما تزال شريكًا استراتيجيًا للمملكة، خاصة منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، حيث شهدت السنوات الأخيرة تدفقًا متسارعًا للاستثمارات الأميركية في قطاعات متنوعة، تشمل التقنية، الطاقة المتجددة، السياحة، الخدمات اللوجستية، والتصنيع المتقدم.
تنمية مستدامة وتحولات هيكلية
وفي استعراضه لنتائج برنامج التحول الوطني، أشار الجدعان إلى أن المملكة سجلت أدنى معدل بطالة في تاريخها عند 7%، كما ارتفعت نسبة مشاركة المواطنين في سوق العمل، فضلًا عن التقدم الكبير في تمكين المرأة السعودية على مختلف الأصعدة، ونجاحات ملفتة في قطاع السياحة، إذ تجاوز عدد الزوار 100 مليون زائر، وهو رقم سبق الجدول الزمني المحدد له ضمن مستهدفات عام 2030.
ولفت إلى أن هذه التحولات لم تكن ممكنة لولا الانفتاح على الشراكات الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مشددًا على حرص المملكة على تبادل الخبرات، نقل المعرفة، واحتضان التكنولوجيا الأميركية بما يعزز التنويع الاقتصادي ويقلل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل.
الولايات المتحدة: شريك ملتزم وطرف في بناء التوازن العالمي
من جهته، أعرب وزير الخزانة الأميركي عن اعتزازه بالعلاقة الوثيقة التي تربط بلاده بالمملكة، مؤكدًا أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أصبحت أكثر عمقًا واتساعًا، ليس فقط على مستوى التبادل التجاري، بل أيضًا في مجالات الابتكار والحوكمة وتنسيق السياسات النقدية.
وأشار بسنت إلى أن الاتفاقيات التي أُبرمت خلال المنتدى ستُسهم في خلق واقع اقتصادي جديد أكثر توازنًا واستدامة، كما ستعزز قدرة الاقتصادين على مواجهة التحديات العالمية، من بينها التضخم، تقلبات أسعار الطاقة، والتحولات الجيوسياسية.
وأضاف أن الإدارة الأميركية تبذل جهودًا حثيثة لفتح الأسواق العالمية، وفي مقدمتها السوق الصينية، أمام المنتجات الأميركية، في مسعى لتحقيق توازن في التجارة العالمية، وهو ما يخدم مصالح الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم المملكة.
نحو مستقبل اقتصادي مشترك
المنتدى الذي استضاف نخبة من كبار المستثمرين والتنفيذيين من كلا البلدين، يُعد أحد أهم منصات الحوار الاقتصادي لهذا العام، حيث وفّر بيئة تفاعلية لمناقشة الفرص المستقبلية، وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تُقدّر قيمتها بتريليون دولار، تشمل مجالات الطاقة، الدفاع، التقنية، والاستدامة.
ويأتي هذا الحدث في ظل تحوّل لافت في موقع المملكة على خارطة الاقتصاد العالمي، حيث تؤسس الرياض، بشراكتها مع واشنطن، لنموذج جديد من الشراكات القائمة على التوازن والمصالح المتبادلة والتنمية المستدامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار مصر
منذ 13 دقائق
- أخبار مصر
أعلنت شركة عن استحواذها على شركة «io» الناشئة المتخصصة بتطوير الأجهزة الذكية، في صفقة تبلغ قيمتها 6.5 مليار دولار.. وبموجب هذه الصفقة، سيتولى المصمم البريطاني الشهير جوني آيف وشركته LoveFrom قيادة أعمال التصميم والإبداع في
عالم التقنية | أعلنت شركة عن استحواذها على شركة «io» الناشئة المتخصصة بتطوير الأجهزة الذكية، في صفقة تبلغ قيمتها 6.5 مليار دولار.. وبموجب هذه الصفقة، سيتولى المصمم البريطاني الشهير جوني آيف وشركته LoveFrom قيادة أعمال التصميم والإبداع في


24 القاهرة
منذ 43 دقائق
- 24 القاهرة
عوائد الديون الأمريكية تواصل الارتفاع وسط قلق المستثمرين وضعف الإقبال
واصلت عوائد الديون الأمريكية ارتفاعها خلال تعاملات الأربعاء، مدفوعةً بمخاوف متزايدة لدى المستثمرين بشأن الآفاق المالية لأكبر اقتصاد في العالم، إضافةً إلى ضعف الإقبال في مزاد لسندات طويلة الأمد أُجري الأربعاء. هذا الارتفاع يشير إلى قلق متصاعد في الأسواق حيال الوضع المالي للولايات المتحدة. قفز العائد على السندات لأجل 30 عامًا بنحو 10.8 نقطة أساس ليصل إلى 5.075% بحلول الساعة 09:16 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، ليتجاوز مستوى 5% للمرة الثانية هذا الأسبوع. كما ارتفع العائد على السندات العشرية الأمريكية – المعيار العالمي للديون – بمقدار 10.4 نقطة إلى 4.585%، فيما زاد عائد نظيرتها لأجل عامين بمقدار 4.1 نقطة إلى 4.011%. عوائد الديون الأمريكية يُتابع المستثمرون عن كثب المداولات الجارية في الكونجرس حول تخفيضات ضريبية يرغب الرئيس "دونالد ترامب" في تمريرها. وتتزايد مخاوف الأسواق بشأن الوضع المالي للولايات المتحدة، خصوصًا مع تفاقم مستويات الدين العام، وهو ما يضغط على عوائد السندات صعودًا وفق رويترز. ولم تُساعد نتائج مزاد السندات الوضع؛ فقد أجرت الحكومة الأمريكية اليوم مزادًا على سندات لأجل 20 عامًا، تم خلاله جمع 16 مليار دولار، لكن المزاد شهد إقبالًا ضعيفًا. هذا الضعف دفع سعر الكوبون إلى 5%، مسجلًا أعلى مستوى منذ أن قررت واشنطن معاودة طرح ديون بهذا الأجل في عام 2020، مما يعكس تراجع شهية المستثمرين لهذه الأوراق المالية الحكومية. الكوبون، أو العائد الاسمي، هو سعر الفائدة المدفوع على السند.

مصرس
منذ 43 دقائق
- مصرس
البنك الإسلامي للتنمية يوقع اتفاقيات بأكثر من مليار دولار مع عدد من الدول الأعضاء
وقعت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية اليوم، بالجزائر العاصمة، عددًا من اتفاقيات التمويل مع دول أعضاء، إلى جانب مذكرات تفاهم مع مؤسسات دولية، بقيمة إجمالية تفوق مليار دولار. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تمويل مشاريع متعددة في مجالات التنمية المستدامة، ومكافحة آثار التغير المناخي في قارتي إفريقيا وآسيا، إلى جانب تطوير البنى التحتية وتحسين الرعاية الصحية.وشهدت فعاليات اليوم الثالث من الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي المنعقدة بالجزائر، توقيع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر عددًا من الاتفاقيات، بلغ إجمالي هذه الاتفاقيات مليار دولار.وتضمنت هذه الاتفاقيات توقيع اتفاقية بين البنك الإسلامي للتنمية وسلطنة عُمان بقيمة (632.1) مليون دولار لدعم وتمويل إنشاء السدود للحماية من أضرار الفيضانات وحماية السكان من خطرها وزيادة استغلال مياه الفيضانات، ومنحة تمويل بقيمة (37) مليون يورو، لتعزيز إيجاد فرص العمل للشباب والتدريب المهني والتوظيف بموريتانيا، واتفاقية لتطوير النظام الصحي الفلسطيني من خلال تطوير وتمويل إنشاء مستشفى خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان بقيمة (26.6) مليون دولار، وإنشاء مركز بحثي يعمل على تطوير علاج أمراض السرطان.واشتملت كذلك على اتفاقية بقيمة (38.2) مليون دولار للحد من الفقر وخدمة (60) ألف أسرة بسيراليون، وذلك عن طريق دعم تنوع الثروة الحيوانية، واتفاقية بقيمة (3) ملايين دولار لدعم وزيادة إنتاجية الفول السوداني، ضمن برنامج زيادة إنتاجية زامبيا من المحاصيل الزراعية وخاصة الفول السوداني في المرحلة الثانية من البرنامج.وتعكس هذه الاتفاقيات التزام مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بدورها التنموي، وسعيها المستمر لتوفير حلول تمويلية مبتكرة وشاملة، تستجيب لتحديات التنمية، وتواكب متطلبات التحول الاقتصادي والاجتماعي في دولها الأعضاء.