logo
لماذا يدفعنا الـ AI إلى تجنّب نشر صور أطفالنا؟

لماذا يدفعنا الـ AI إلى تجنّب نشر صور أطفالنا؟

الجمهوريةمنذ 9 ساعات
ناقش الآباء على مدى عقود المخاطر والفوائد المترتبة على نشر صور أطفالهم على الإنترنت، منذ ظهور مواقع مشاركة الصور. لكن عندما أصبحت الشبكات الاجتماعية جزءاً من نسيج المجتمع، صارت «المشاركة الأبوية» أمراً اعتيادياً. ووفقاً للدراسات، فإنّ رُبع الآباء فقط يمتنعون عن مشاركة صور أطفالهم على الإنترنت، بسبب القلق من أن يجمع المتحرّشون عبر الإنترنت أو الشركات، بياناتهم الشخصية.
وآباء جدد انضمّوا إلى معسكر «عدم النشر أبدًا» بسبب تهديد أحدث: التطبيقات القادرة تلقائياً على إنتاج صور عارية مزيّفة لأي شخص باستخدام وجهه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي التكنولوجيا التي تشغل برامج الدردشة الشهيرة.
ما يُسمّى بتطبيقات «التعرّي الرقمي» (Nudifier) سهلة ورخيصة الاستخدام لأي شخص، وبعضها يُقدّم حتى تجارب مجانية، وتُستخدم على نطاق واسع بين الطلاب في المدارس. وبالنسبة إلى الضحايا، فإنّ وجود صور عارية مُصنّعة لهم على الإنترنت كان صادماً ومؤذياً نفسياً تماماً كما لو كانت الصور حقيقية.
وعلى رغم من أنّ القانون يجرّم نشر الصور العارية المزيّفة من دون موافقة، إلّا أنّه لا يوجد ما يمنع الناس من استخدام هذه التطبيقات المنتشرة على الشبكة، فتجني عشرات المواقع منها ملايين الدولارات سنوياً.
يؤكّد أليكسيوس مانتزارليس، مؤسس منصة التكنولوجيا «إنديكيتر» التي حققت في 85 موقعاً من هذه النوعية: «إنّها موجودة في كل مكان، أي طفل يملك اتصالاً بالإنترنت يمكن أن يكون ضحية أو معتدِياً».
إلى جانب صور الذكاء الاصطناعي المزيّفة، هناك مخاطر أخرى لنشر الصور، مثل كشف المعلومات الشخصية الحساسة للشباب أمام أشخاص سيئي النوايا، قد تدفع الآباء للعزوف عن النشر.
صعود الصور المزيّفة العميقة (Deepfakes)
الصور العارية المزيّفة للأشخاص ليست أمراً جديداً. على مدى سنوات، كان يمكن لتطبيقات تحرير الصور مثل «أدوبي فوتوشوب» التلاعب بالصور لتبدو حقيقية. لكن نظراً للوقت والمهارة المطلوبَين لإنشاء صور مقنّعة، كان الضحايا غالباً من المشاهير.
تطبيقات التعرّي الرقمي بالذكاء الاصطناعي غيّرت المعادلة. فالمعتدي يحتاج فقط إلى زيارة أحد المواقع ورفع صورة لضحيّته. وغالباً ما تقبل هذه التطبيقات الدفع ببطاقات الائتمان أو العملات الرقمية مقابل رموز افتراضية لإنتاج الصور المزيّفة.
وعلى رغم من أنّ التشريع يفرض على مواقع التواصل إزالة الصور المخالفة، فإنّه لا يمنع الشركات من تقديم التطبيقات المنتجة لها. وتحظّر شركات مثل «سناب» و»تيك توك» و»ميتا» الإعلانات لهذه التطبيقات على منصاتها.
بمعنى آخر، لا يزال بإمكان أي شخص بسهولة استخدام تطبيق تعرٍّ رقمي على صورة طفل والاحتفاظ بها من دون علم أحد.
أحد المواقع قدّم تجربة مجانية لتجريد صورة واحدة، ثم طرح اشتراكاً شهرياً بقيمة 49 دولاراً مقابل 600 نقطة، أي ما يعادل 8 سنتات لكل صورة عارية مزيّفة. كما سمح بإنشاء رسوم متحرّكة إباحية.
يؤكّد مانتزارليس، أنّ هذه التطبيقات تجني نحو 36 مليون دولار سنوياً، استناداً إلى بيانات حركة المرور لمجموعة من المواقع.
وقد أصبحت تطبيقات الإباحية بالذكاء الاصطناعي مزعجة لدرجة أنّ «ميتا» رفعت دعوى قضائية في هونغ كونغ ضدّ مطوّر لعدد من هذه التطبيقات التي تحايلت على تقنيات الكشف الإعلاني لدى «ميتا» للترويج لبرمجيّاتها على «إنستغرام» و«فيسبوك».
وكشفت متحدّثة باسم «ميتا»، أنّ الشركة تشارك أيضاً معلومات عن التطبيقات والمواقع المخالفة مع برنامج «لانترن» التابع لتحالف التكنولوجيا، الذي يضمّ شركات مثل «غوغل» و«مايكروسوفت»، ويعمل على حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت.
لكنّ جوش غولين، المدير التنفيذي لمنظمة «فيربلاي فور كيدز» المعنية بحماية الأطفال، يرى أنّه يكفي أن يعرف الجناة اسم الموقع للوصول إليه، وطلاب المدارس يعرفون أشهر هذه المواقع: «المعلمون وإدارات المدارس الذين أتحدّث معهم يقولون إنّ هذا يحدث طوال الوقت في مدارسنا».
يمكن للآباء الذين يرغبون في نشر صور أطفالهم على الشبكات الاجتماعية تقليل المخاطر عبر نشرها فقط على حساب خاص لا يراه إلّا الأصدقاء والعائلة المقرّبون. لكنّ ذلك يظل محدود الفعالية، إذ إنّ معظم المعتدين على الأطفال يعرفون الضحية شخصياً، ما يعني أنّ متابعاً لك على «إنستغرام» قد يكون هو الجاني، وفقاً لسارة غاردنر، مؤسسة مبادرة «هيت» لحماية الأطفال.
حتى حفلة عيد ميلاد قد تكشف الكثير. بعيداً من الذكاء الاصطناعي، هناك تهديدات «تقليدية» مثل سرقة الهوية. يمكن لصور الحفل أن تكشف تاريخ ميلاد الطفل باليوم والسنة، وهي معلومة يمكن دمجها مع بيانات أخرى حصل عليها القراصنة من اختراقات إلكترونية لتنفيذ عمليات سرقة هوية، بحسب ليا بلانكيت، مؤلفة كتاب Sharenthood عن مشاركة معلومات الأطفال على الإنترنت.
وعلى رغم من أنّ الأمر قد يبدو غير مرجّح، فقد ارتفعت سرقة الهوية لدى القاصرين بنسبة 40% بين 2021 و2024، إذ يتعرّض نحو 1,1 مليون طفل سنوياً لسرقة هوياتهم، بحسب لجنة التجارة الفدرالية الأميركية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب رقمية تطرق الأبواب.. "واتساب" يتحدى روسيا
حرب رقمية تطرق الأبواب.. "واتساب" يتحدى روسيا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

حرب رقمية تطرق الأبواب.. "واتساب" يتحدى روسيا

أفاد تطبيق واتساب، الخميس، بأن روسيا تحاول منع خدماته بسبب إتاحته للناس الحق في الاتصال الآمن، متعهدا بمواصلة محاولة توفير الخدمات المشفرة في روسيا. وبدأت روسيا في تقييد بعض مكالمات تليغرام وواتساب متهمة المنصتين المملوكتين لشركات أجنبية بعدم مشاركة المعلومات مع جهات إنفاذ القانون في قضايا الاحتيال والإرهاب. وأفاد تطبيق واتساب في بيان بأن: "واتساب خدمة تتعلق بالخصوصية ومشفرة من المرسل إلى الملتقى وتتحدى محاولات الحكومة لانتهاك حق الناس في الاتصال الآمن، ولهذا السبب تحاول روسيا حظره عن أكثر من 100 مليون مواطن روسي". وأضاف: "سنواصل بذل كل ما في وسعنا لجعل الاتصالات المشفرة من المرسل إلى المتلقي متاحة للجميع في كل مكان، بما في ذلك في روسيا". كانت السلطات الروسية قد أعلنت، الأربعاء، أنها بصدد فرض قيود "جزئية" على المكالمات في تطبيقي المراسلة تيليغرام وواتساب. وبررت الهيئة الروسية المنظمة للإعلام والإنترنت "روسكومنادزور"، في بيان لها، هذه الخطوة باعتبارها ضرورية لمكافحة الجريمة، قائلة إنه "وفقا لأجهزة إنفاذ القانون والعديد من الشكاوى الواردة من المواطنين، أصبح تطبيقا المراسلة تيليغرام وواتساب يوفران الخدمات الصوتية الرئيسية التي يتم استخدامها لخداع المواطنين وابتزاز أموالهم، وتوريط المواطنين الروس في أعمال تخريبية وأنشطة إرهابية". وقالت الهيئة أيضا إنه "قد تم تجاهل الطلبات المتكررة لاتخاذ تدابير مضادة من جانب مالكي تطبيقي المراسلة". وواتساب هو تطبيق مراسلة فورية مجاني مملوك لشركة ميتا بلاتفورمز، يتيح للمستخدمين تبادل الرسائل النصية والصوتية وإجراء المكالمات الصوتية والمرئية عبر الإنترنت. ويتميز بسهولة الاستخدام وانتشاره العالمي، ويدعم مشاركة الصور والفيديوهات والملفات مع الحفاظ على التشفير بين الطرفين. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

مواجهة جديدة.. سام ألتمان ينافس ايلون ماسك في مجال التكنولوجيا العصبية
مواجهة جديدة.. سام ألتمان ينافس ايلون ماسك في مجال التكنولوجيا العصبية

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

مواجهة جديدة.. سام ألتمان ينافس ايلون ماسك في مجال التكنولوجيا العصبية

يستعد الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان لتأسيس شركة ناشئة جديدة تحمل اسم Merge Labs، بهدف منافسة شركة Neuralink التي أسسها إيلون ماسك ، إلى جانب شركات أخرى ناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية وتطوير واجهات ربط الدماغ بالحاسوب مثل Precision Neuroscience و Synchron. ووفق تقرير جديد لصحيفة "فايننشال تايمز"، ستعتمد الشركة الجديدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير واجهات متقدمة لربط الدماغ البشري بالحاسوب، في خطوة من شأنها تصعيد المنافسة بين ألتمان وماسك، وهي منافَسة تعود جذورها إلى عام 2018 عندما غادر ماسك مجلس إدارة OpenAI. ويأتي اسم Merge Labs مستوحى من مصطلح 'الاندماج' الذي طرحه ألتمان عام 2017، ويصف لحظة تلاقي القدرات البشرية مع الحواسيب. ومن المقرر أن تحصل الشركة على تمويل أساسي من فريق استثمارات OpenAI، مما قد يرفع قيمتها السوقية إلى نحو 850 مليون دولار، وسوف يتشارك ألتمان في تأسيسها مع أليكس بلانيا، المؤسس المشارك لشركة World المتخصصة في مسح قزحية العين والمدعومة أيضًا من OpenAI. ووفقًا للمصادر، فإن ألتمان لن يضخ أموالًا شخصية في المشروع. وتوقع ألتمان، الذي أبدى اهتمامًا طويل الأمد بتقنيات واجهات الدماغ، في مقال سابق إمكانية تحقق هذا 'الاندماج' في أقرب وقت بحلول 2025، لكن ذلك لم يحدث. وفي تصريحات حديثة، أشار ألتمان إلى أن التطورات التقنية الأخيرة قد تمكّن من تطوير 'واجهة دماغ حاسوبية عالية النطاق' قريبًا. وتأتي هذه الخطوة في ظل تقدم لافت تحققه Neuralink، التي بدأت أُولى تجاربها البشرية في يناير 2024 على مريض مصاب بالشلل الرباعي يُدعى نولاند آربو، قبل أن تزرع تقنيتها في مريض ثانٍ يُعرف باسم 'أليكس'، الذي تمكن من اللعب بألعاب الفيديو وتصميم مجسمات ثلاثية الأبعاد، مع تسجيل مشكلات وآثار جانبية أقل مقارنةً بالمريض الأول.

الـ AI وإعادة تشكيل الأسواق المالية.. ما هي الفرص والمخاطر؟
الـ AI وإعادة تشكيل الأسواق المالية.. ما هي الفرص والمخاطر؟

تيار اورغ

timeمنذ 3 ساعات

  • تيار اورغ

الـ AI وإعادة تشكيل الأسواق المالية.. ما هي الفرص والمخاطر؟

تشهد الأسواق المالية العالمية تحولات جذرية بفعل التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي باتت تلعب دوراً متزايد الأهمية في رسم ملامح المستقبل الاقتصادي، ذلك أن هذا التحول يمتد تأثيره ليشمل صناعات عدة، ما يثير تساؤلات حول فرص الاستثمار ومخاطر التراجع في مجالات كانت تُعتبر مستقرة لفترات طويلة. في ظل هذا الواقع المتغير، يتجه المستثمرون حول العالم إلى إعادة تقييم مراكزهم وأولوياتهم، متأملين الاستفادة من هذه الطفرة التكنولوجية التي تحمل معها آمالًا كبيرة في الابتكار والنمو. في الوقت نفسه، تنمو المخاوف من أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى إحداث اضطرابات عميقة في نماذج الأعمال التقليدية، وتغيير قواعد اللعبة في صناعات بأكملها. ومع تسارع وتيرة التطور، بدأت ملامح هذا التأثير تتضح في أداء عدد من الشركات، التي شهدت تقلبات ملحوظة، في حين برزت كيانات جديدة تستحوذ على اهتمام المستثمرين باعتبارها في صدارة التغيير. يعكس هذا المشهد تحولا معقدا بين فرص وتحديات، يفرض على الأسواق والمحللين إعادة النظر في استراتيجياتهم. في هذا السياق، يشير تقرير لـ "بلومبيرغ" إلى أن: تأثير الذكاء الاصطناعي على الأسواق المالية الأميركية واضحٌ جداً. تُعدّ شركة إنفيديا الشركة الأكثر قيمةً في العالم، إذ تبلغ قيمتها السوقية نحو 4.5 تريليون دولار. وقد جمعت شركات ناشئة، من OpenAI إلى Anthropic، عشرات المليارات من الدولارات. لكن لهذه التقنية الجديدة جانب سلبي يتزايد إدراك المستثمرين له؛ فهي تُهدد بقلب الصناعات رأساً على عقب، تماماً كما فعل الإنترنت قبلها. بدأ المستثمرون يراهنون على أين سيحدث هذا التغيير تحديداً، متخليين عن أسهم شركات يتوقع بعض الاستراتيجيين أن تشهد انخفاضاً في الطلب مع تزايد اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي. من بينها شركات تطوير مواقع إلكترونية مثل شركة Shutterstock المتخصصة في الصور الرقمية، وشركة Adobe المتخصصة في صناعة البرمجيات. تُعد هذه الشركات الثلاث جزءًا من سلة تضم 26 شركة حددها استراتيجيو بنك أوف أميركا باعتبارها الأكثر عرضة لخطر الذكاء الاصطناعي. انخفض أداء هذه الشركات عن مؤشر S&P 500 بنحو 22 نقطة مئوية منذ منتصف مايو، بعد مواكبتها تقريبًا لسوق التكنولوجيا منذ إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022. وينقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لمجموعة فيوتشوروم، دانيال نيومان، قوله: "الاضطراب حقيقي.. كنا نعتقد بأنه سيحدث على مدى خمس سنوات.. يبدو أنه سيحدث على مدى عامين.. ستكون الشركات القائمة على الخدمات ذات العدد الكبير من الموظفين عرضة للخطر، حتى لو كانت لديها أعمال قوية من عصر التكنولوجيا السابق". ويضيف التقرير: حتى الآن، لم تفشل سوى شركات قليلة نتيجة انتشار برامج المحادثة الآلية وما يُسمى بالوكلاء القادرين على كتابة أكواد برمجية، والإجابة على أسئلة معقدة، وإنتاج صور ومقاطع فيديو. ولكن مع استثمار شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز، مئات المليارات في الذكاء الاصطناعي، بدأ المستثمرون يتبنون موقفًا دفاعيًا أكثر. تغير ملحوظ يقول المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": تشهد أسواق الأسهم العالمية موجة تغيّر ملحوظة مع تسارع التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ بدأت بعض الشركات، التي كانت تُعد من الأكثر استقراراً، في مواجهة ضغوط كبيرة، بينما يتجه المستثمرون نحو كيانات تستفيد بشكل مباشر من هذه الطفرة التكنولوجية. على سبيل المثال، شركات تعمل في مجالات التصميم والتحرير الرقمي تواجه انخفاضاً حاداً في الطلب على خدماتها التقليدية، مع صعود منصات توليد الصور والفيديو عبر الذكاء الاصطناعي. البيانات تشير إلى أن أداء هذه الفئة من الشركات تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالمؤشرات الرئيسية، مع انخفاضات تتجاوز 30 بالمئة لدى بعضها منذ بداية العام. ويشدد على أن بوصلة المستثمرين تتجه نحو الكيانات التي تقدم خدمات أو بنية تحتية أساسية للذكاء الاصطناعي، بينما تتراجع الثقة في الشركات التي يمكن أن تتأثر نماذج أعمالها بقدوم التقنيات الجديدة. لكنه في الوقت نفسه يشير إلى أن عدداً من المحللين يحذرون من أن الحماس المفرط حول الذكاء الاصطناعي يذكّر بفقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات، خاصة مع ارتفاع تقييمات الشركات إلى مستويات قياسية، إلى جانب الضغوط الناجمة عن أسعار الفائدة المرتفعة والتوترات الجيوسياسية، وهو ما يجعل السوق عرضة لتصحيح مفاجئ. تفاؤل بشأن السوق تقرير لـ "غولدمان ساكس" يشير إلى تفاؤل سوق الأسهم الأميركية، بدعمٍ من طفرة الذكاء الاصطناعي، منبهاً إلى أن التفاؤل المتزايد بشأن الذكاء الاصطناعي يُعزز الأصول الأميركية، إذ تضم البلاد بعضاً من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. وقد حظيت مجموعة شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، المعروفة باسم "السبعة العظماء"، بشعبية خاصة بين المستثمرين الذين شملهم استطلاع "كويك بول" الأخير، حيث قال 66 بالمئة منهم إنهم يخططون للاحتفاظ باستثماراتهم في هذه المجموعةأو زيادة حصصهم فيها. انخفضت أسهم هذه المجموعة في وقت سابق من هذا العام وسط إعلانات عن رسوم جمركية وأخبار تفيد بأن شركات التكنولوجيا الصينية قادرة على بناء نماذج لغوية كبيرة بتكلفة أقل من نظيراتها الأمريكية. لكن الآن، يقول أوسكار أوستلوند، وهو رئيس استراتيجية المحتوى العالمي وتحليلات السوق وعلوم البيانات في غولدمان ساكس للخدمات المصرفية العالمية والأسواق: "لقد تعافينا.. والنظرة إلى الشركات السبعة لا تزال قوية كما كانت في عام 2024". أثر الـ AI من جانبه، يشير رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ يترك أثراً واضحاً على عدد من القطاعات، موضحاً أن بعض الشركات ستكون الأكثر تضررًا مع تسارع تطور هذه التكنولوجيا. شركات تطوير البرامج الإلكترونية من أبرز المتأثرين، إذ أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي توفير المعلومات وتنفيذ النماذج بسهولة، مما يقلل من اعتماد المستخدمين على هذه الشركات. الشركات العاملة في مجال البرمجة تواجه تحديات مشابهة، حيث باتت النماذج المتقدمة من الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج الأكواد والبرمجيات، ما قد يؤدي إلى تراجع الإيرادات والقيمة السوقية لهذه الشركات. كذلك مجالات إنتاج ومعالجة الصور، وكذلك شركات التوظيف، بدأت تشهد تأثيرات ملحوظة، إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة العديد من المهام التي كانت تتطلب موظفين بشريين. ويتابع يرق قائلاً: "شركات كبرى مثل ألفابت ومايكروسوفت وميتا، استثمرت مئات المليارات في الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن تزيد هذه الاستثمارات بنسبة 50 بالمئة هذا العام، ما يعكس حجم وضخامة هذا القطاع". ويلفت إلى أن المشهد الحالي يشبه فورة الإنترنت في بداية الألفية، حين اختفت شركات وأخرى شهدت نمواً هائلاً. لكنه يحذّر من أن التسارع الحالي في الاستثمار والتطوير يجعل دورة التغيير أسرع بكثير مما كان متوقعاً، حيث كانت التقديرات تشير إلى أن انطلاقة الذكاء الاصطناعي ستأخذ نحو خمس سنوات، بينما نشهد اليوم تقدماً أسرع بكثير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store