logo
عودة: لبنان مدعو للحياة إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفا أو جبنا أو تواطؤا أو بسبب المصلحة

عودة: لبنان مدعو للحياة إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفا أو جبنا أو تواطؤا أو بسبب المصلحة

LBCIمنذ 5 أيام
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "من الضروري أن ندرك أن دعوتنا ليست طريقا مختصرا نلتف به حول مصاعبنا الحياتية، بل هي اتباع المسيح فيما نحن داخل ظلمة العالم، داخل الموت نفسه، لكي نصل إلى الملكوت. ولا عذر لدينا إذ إن كلمة الله تجسد متخذا جسدا مثلنا، وكإله تام وإنسان تام أظهر لنا أن الطريق إلى الحياة الأبدية هي طريق الصليب. لم نخلق لنكون خوافين أو فارغين روحيا، بل دعينا لنصبح آنية لنعمة الله لا توضع على الرف أو في متحف ليتأملها الناظرون، إنما آنية تستخدم لنقل الدواء الشافي لمحتاجه، أي لنقل المسيح ونعمة روحه القدوس. عندما نتناول جسد الرب ودمه نصبح مشابهين للكأس المقدسة، وعلينا أن نعمل عملها، أي أن نحمل المسيح للتائقين إليه، ونمنح المحبة والرحمة وحقيقة المسيح لمن يحتاجها. عندما سمع الرب صراخ الأعميين أعاد إليهما البصر محررا إياهما من الظلمة والخوف. ثم حرر الأخرس حتى يهتف بالحمد لله ويخبر عن صنائعه العظيمة. عندما نقبل النعمة الإلهية نبصر ونتكلم ونتحرر من كل ما يعيق طريقنا، فنصبح نقلة لكلمة الله، آنية مملوءة نعمة، كما قال رئيس الملائكة لوالدة الإله حين بشرها: «السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك». يتجلى سر الكنيسة في دعوة الرب لنا جميعا، رغم ضعفاتنا وأحزاننا ومخاوفنا. يدعونا ليشفينا بجزيل محبته للبشر. في الكنيسة نتساعد على الشفاء، ونكمل بعضنا بعضا، لنظهر كنيسة واحدة، عروسا نقية يفرح بها ختنها".
أضاف: "بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا الحبيبة بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفا أو جبنا أو تواطؤا أو بسبب المصلحة. كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله. هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم؟ قال لنا الرب يسوع: «أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يو 8: 12). فهل يتخلى عاقل عن هذا النور الذي لا يعروه مساء من أجل مصلحة آنية؟ وبم سيجيب الله، الديان العادل، في يوم الدينونة الرهيب؟ عندما شفي الأعميان وأبصرا النور راحا يحدثان الجميع بمجد الله رغم تحذيره ألا يعلما أحدا. من عاين النور لا يخبئه ومن احتوى يسوع في قلبه لا يصمت عن الحق، بل ينبذ الشر ويحاربه ويحاذر الوقوع في فخاخ الشرير".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في مخيمنا فئران جائعة
في مخيمنا فئران جائعة

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

في مخيمنا فئران جائعة

أنا كلّي أسف أيها القارئ، فما قرأته في العنوان صحيح. تخيل الكارثة التي تُرتكب بحق الفئران. ربما تسأل: كيف يجوع فأر في هذا العالم؟ وحشية حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال بحقنا طالت حتى الفئران. لا تقلق أيها القارىء، فإنني مثلك، لا أقبل أن يُظلَم مخلوق في هذا العالم. فأنا ضدّ الظلم والظالم، وأسعى للقضاء عليهما، لأنني على قناعة تامة بأن كل شبر في هذا العالم يستحق السلام. أنت توافقني، أليس كذلك؟ الفأر القابع في مطبخنا المتواضع ألقى نحوي نظرة جعلتني أعتقد أنني يجب أن أكون صوته اليوم. وفأرُنا المسكين حين كنت أختلس الطعام عصراً، نظر إلي بعينين دامعتين وحزينتين، كأنه يقول لي: "لماذا سرقتِ دوري في الحياة؟". تمنّيت لو كان له لسان لينطق ذلك بنفسه. كما أنني كنت أنتظر منه تحية لأنني أدركت مغزى نظراته من دون أن يتكلم. لكن، قبل أن يحييني، ربما كان عليه أن يعتذر لي. فسؤاله هو الشماتة بعينها، كما أنه يتصورني فأرة أنا الأخرى. حاشاني أن أكون فأرة! هل تعلم أيها الفأر أنني لا أعرف إن كان عليّ أن أشكرك لتنازلك عن المركز الأول في الاختلاس لصالحي أنا؟ هل ستسامحني لأنك تعرف أن الجوع أرهق معدتي ومزقها مثل خنجر يطعن أحشائي الخاوية وذلك كان لا بد من إخماد جوعي؟ حسناً، سأكمل الحديث عن جوعك، وكلي أمل أن يتفاعل العالم مع مأساتك. كما أنك أصبحت أقرب إلى حيوان أليف. لقد قام الفأر، لشدة جوعه، بقضم كل أغظية المُعلبات البلاستيكية. الجوع جعل أسنانه كأنياب الأسد. لقد قام أيضاً بقضم أجزاء من أرضية خيمتنا البلاستيكية، وكل يوم، كل صباح، كل ثانية، يشمشم الأرض ويدور بحثاً عن طعام بلا جدوى. ذلك أن أصحاب المكان، أي نحن، إن كان يهمّكم أمرنا، لا نجد طعاماً يكفينا ويفيض عنا ليأكل هذا الفأر المسكين. كل يوم، بحمد الله وتيسيره، نجد ما نسد به رمقنت لنوقف "عصافير بطوننا" عن الزقزقة. ومثلما يشم الفأر الأرض، نحن أيضاً نجوب أرض قطاع غزة بحثاً عن طحين. كل يوم، في بعض الأحيان ننجح. لقد أسرّ لي الفأر في الحلم أمس بأننا حرمناه من رائحة الطعام الملتصقة في الأواني أيضاً. لا أريد أن أكون قاسية عليك، لكن هناك فئران تموت جوعاً. بدأت أسمع صوتك، أيها القارئ، وأنت تلومني قائلاً: "أهل غزة يُجَوّعون الفئران؟ يا لهم من أشرار". لكن أعذرني: كيف يُجَوّع المُجَوَّع؟ كيف يُجَوّع الفئران من دون إرادته؟ لا تلُمني وعائلتي. لا تظلمنا. وإذا كانت مشاعرك الحساسة قد تدفعك الآن إلى البكاء على هذا الفأر التعيس، ربما يجدر بك أن تتخذ موقفاً لكسر جوع غزة وكل ما يمشي على أرضها. عليك أن تختار. هل تنصر فئراناً مظلومة ذنبها أنها موجودة في قطاع غزة الذي يُجَوَّع بتصميم وإرادة من الاحتلال الصهيوني الذي يُهندِس ويخطط لتجويعهم، بطريقة لا يُعلى على شرّها شر؟ أم ستصمت وتتجاهل موت الفئران جوعاً، كما صمت من قبل، ووقّعت بصمتك موافقاً على موت البشر — أطفال دون الخامسة وفوقها — جوعاً؟ ووافقت على انقضاض وحش المجاعة على كل الخيام في قطاع غزة. لا بد أن تعلم أن الحل الجذري لكسر تجويع الفئران، يكمن في كسر تجويع أهل غزة. لا مشكلة إن تحركت لأجل فأر، فهو حيوان... ونحن بشر. فلتختر يا صاحب الإنسانية!

"سيّدة الريح"... صلاة البحّارة ونداء التاريخ
"سيّدة الريح"... صلاة البحّارة ونداء التاريخ

النهار

timeمنذ 3 أيام

  • النهار

"سيّدة الريح"... صلاة البحّارة ونداء التاريخ

في أقصى الشاطئ الشمالي لأنفة، تلك القرية الساحلية الهادئة في شمال لبنان، تجدون كنيسة صغيرة قد لا يلحظها العابرون سريعاً، لكنّها تختزن بين جدرانها حكاية عمرها أكثر من ألف عام، وسرًّا لم يتبدّد: هنا، حيث يلتقي صخر البحر بريح المتوسط، كان البحّارة يرفعون صلواتهم ويعلّقون رجاءهم على شفاعة عذراء واحدة، سموها "سيّدة الريح". منذ العصور البيزنطية المتأخرة، وتحديداً في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، بنيت هذه الكنيسة الحجرية المنحوتة في الصخر، بقبّتها الواحدة المتواضعة وحنّيتها نصف الدائرية التي واجهت الشرق. لم تكن كنيسة ضخمة أو مهيبة، لكنها صارت مع الزمن مرفأ للأرواح القلقة، وبيتاً للرجاء عند من لا عاصم لهم من غدر الأمواج. يقول علماء الآثار إنّ الحفريات الأخيرة بين 2011 و2015 كشفت شبكة خفية من القنوات والخزّانات المحفورة في الصخر تحت أرض الكنيسة وحولها. خزّاناتٌ يعود حفرها إلى العصر الحديدي، كانت تجمع مياه الأمطار وتصبّها في البحر لتزويد السفن العائدة بالعذوبة. وكأنّ المكان قد وُلد أصلاً ليكون وسيطاً بين البحر واليابسة، بين الأخطار والأمان. في الحقبة الصليبية، أعيد بناء الكنيسة على أطلال بيزنطية، وارتفعت فيها لوحات الفسيفساء التي اكتُشف بعضها محفوظاً تحت طبقات الطمي. وفي القرن الثالث عشر، توسعت بإضافات جديدة وخلال العهد العثماني صارت المقبرة المحيطة بها مدفناً للأرثوذكس من أهل البلدة الذين لم يفارقوا كنيسة العذراء حتى في موتهم. زرنا الكنيسة التاريخية، والتقينا العضو المؤسس في هيئة تراث أنفه وجوارها جرجي ساسين الذي أخبرنا عن تاريخ الكنيسة ورافقنا في جولة داخلها وخارجها. فما يميّز كنيسة سيّدة الريح ليس فقط طبقاتها الأثرية أو هندستها التي صمدت قروناً، بل روحانيّتها التي تنضح من جدارياتها الفريدة: جدارية للقديس جاورجيوس يطعن التنين على صهوة جواده، ورسوم للرسل الإثني عشر، ثمّ تلك الأيقونة التي تختصر سرّ الكنيسة كلّه: العذراء مريم، واقفة قرب الصحن المائج، ترفع يدها اليمنى لتردّ العاصفة، فيما توسّل بيدها اليسرى ابنها الإلهي كي يبارك الصيادين العائدين بالمراكب. ليس صدفة أن يكون هذا المكان من أولى كنائس الشرق التي تُكرَّس لمريم العذراء بوصفها منقذة البحّارة، لأنها صارت في وجدانهم الأمّ الحامية من صخب الريح وخطر الغرق. في عام 1959أُدرجت الكنيسة مع ما حولها ضمن قائمة الأبنية الأثرية اللبنانية المصنّفة رسمياً في لبنان، وبدأت رحلة طويلة من الترميم بمبادرة من جامعة البلمند وجامعات بولندية، لتعيد إلى جدرانها ما تيسّر من ألوانها الأصلية وفسيفسائها العتيقة. واليوم، عندما تقف على عتبة الكنيسة وتنظر إلى المتوسط، لا بدّ من أن تتخيّل أولئك البحّارة، كيف كانوا يقفون في الليل الحالك، يلمسون حجارتها الباردة، ويهمسون بتلك الصلاة البسيطة: "يا سيّدة الريح، احفظينا". تظلّ كنيسة سيّدة الريح شاهدة على محبّة أهل أنفة لمريم العذراء، وعلى إيمان صادق بأنّ أمّاً في السماء ترعى أبناءها حتى آخر موجة، وآخر نسمة ريح.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store