
سبأ بين ضفتين.. دهشة يمني في مرايا الحبشة!
حسام الحفاظي
حين أتوقف أمام آية 'لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ في مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ…' (سبأ: 15)، ينتابني شعور بهشاشة الزمن واتساعه، كأن كلا الجنتين يجلسان على أكتاف اليمن والحبشة، يضمُان بين جدولهما «البن واللبان والعسل» الذي أرخ له العهد القديم وجنّتي اليمن والحبشة التي خُطت هنا دعوة للشكر والاعتراف بجميل النعمة.
في خيالي، تنمو جنتان عن يمين اليمن، وغرباً وراء البحر الأحمر تمتد الأخرى فوق ربوع الحبشة؛ فلسفة تأخذني بعيداً في رحلة عبر أعماق التاريخ، حيث لم يكن سد مأرب محصوراً داخل ضفائر الوادي، بل أرسى جسوره على صخور أكسوم، وساهمت النقوش السبئية في إثبات ذلك التمدد الحضاري. ففي عام 2020، أعلنت مصادر محلية في الصومال عن اكتشاف نقش مسندي يعود لأكثر من 3,000 عام على ساحل القرن الأفريقي، ما يبرهن على انتشار الأبجدية السبئية حتى هناك.
ومع تلك النقوش التي تحدثت ببراعة عن مطر وعطايا الآلهة، تحول خط المسند الذي كان يُكتب من اليمين إلى اليسار إلى 'الجعزي' في الحبشة، بحركاته الصوتية واتجاهه من اليسار إلى اليمين، فنشأت لغة جديدة تتشارك في أسراب الحروف مع اللغة السبئية، وكانت اليمن والحبشة تشتركان في نبرة صوتية واحدة.
وفي ذات ليل يمني، لا يتركني حلم 'قصر سليمان' الذي ترويه الأساطير الشعبية، حيث يقولون إن النبي سليمان – صاحب القدرة على مخاطبة الجن والرياح – مر على اليمن، وبنى فيها قصوراً وضاحية من الصخر، قبل أن يواصل مسيره إلى القدس، تاركاً وراءه عقداً من الحكايا التي تمسح الغبار عن وجوه النخيل وترسم ملامح بركة سليمانية في أرض العرب.
أما في جبال سيميان بإثيوبيا، فيُفاجئني منظر 'الوعل' واقفاً على حواف صخرية، قرنه الطويل يلمع تحت شمس الصباح، يذكرني بنقوشه التي نقشها السبئيون على جدران مأرب، قبل ثلاثة آلاف عام، كرمز للصمود والجمال المشترك بين ضفتي البحر الأحمر.
وهكذا، حين ألتفت من جديد إلى آية الجنتين، أرى في اليمن جنتي اليمين، وفي الحبشة جنتي الشمال؛ لا يفرقهما البحر، بل يربطهما قلم مسندي انطلق من مأرب وخطا سيرته بماء الأنهار في أرض أكسوم، والوعل يركض على قمم الجبال في آنٍ واحد. كم أتمنى لو يجمعنا التاريخ ويشيد فوق صدورنا جسراً لا تهدمه حدود، فتظلّ دهشتي كياناً يمنياً ينبض بوفاء لماضيٍ واحد وروح مشتركة لا تعرف الانطفاء.
وحياً، من نقاش ثري مع القيل عادل الأحمدي
تعليقات الفيس بوك

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 16 ساعات
بعد طلاق دام أربع سنوات..رجل يعود إلى زوجته بسبب منشور على الفيس بوك!
قرر شاب العودة لطليقته بعد انفصال دام لأربع سنوات بسبب منشور كتبته طليقته على الفيس بوك وكان على هو يقين أن هذا المنشور موجه له. وبحسب المعلومات التي رواها الزوج نفسه فإنه انفصل عن زوجته بعد اتفاق ودي على أن يراعي طفلته التي كانت مولودة حديثاُ حينها، حيث كان اتفاقهم على بقائهم أصدقاء" في محاولة بعدم إنقاص أي مشاعر أسرية على الطفلة الصغيرة، وهو ما دام حتى كتبت المرأة منشورا على صفحتها الخاصة: " حاولت وحاولت أن أعتبرك صديقاً لي .. ولكني فشلت فأنت أول شخص دخلت قلبي واستملكته، وأنت من جعلتني 'ام' لأجمل طفلة كل ما أراها أتذكر تعابير وجهك عند قدومها لهذه الدنيا ووعدك لها بان تكون أسعد فتاة هي وأمها ، أعلم أنني أخطأت ، أخطأت بعصبيتي وشقاوتي معك ، ولكن لم أكن يوما أرغب في جعلك حزيناً أو أكون سبباً في بعدنا، لا أستطيع ان أبعد عن رأسي فكرة ارتباطك بأخرى ، فأنت حلمي الجميل الذي أغفو كل ليلة على أمل عودتك ، إنتظرتك لسنوات حتى تعود، والآن علمت أن تلك السنوات كانت أصعب أيام حياتي والقادم أصعب وأصعب ، ومع ذلك أعذرك وأتمنى لك من كل قلبي الخير وعلي أن أتحمل نتيجة أخطائي" وانهالت التعليقات من الأصدقاء على المنشور بالدعاء لها بالاستقرار وبالمستقبل الواعد إلا أن أحد التعليقات وكان لطليقها، كتب فيه: '" هل تقبلين ان توجهي دعوة لطفلتي بأن تقوم بحضور عرسنا الذي غابت عنه" 🤍🤍🌺🌺♥️♥️ اللهم اجمع كل زوجين تفرقا و اجمع شملهم كما كانوا و أعد ابنائهم لاحضانهم


منذ 2 أيام
تدشين عَرش بلقيس الثاني بمدينة صفاقس التونسية
العاصفة نيوز/مجيب الرحمن الوصابي/ت/ محاسن كسكاس: دشّن والي صفاقس السيد محمد الحجري بمعيّة وزير السياحة والصناعات التقليدية السابق التيجاني الحداد ومندوبا السياحة السيد فتحي زريدة والثقافة السيد محمد الخراط وعدد من الشخصيات الاعتبارية والدبلوماسيين والأدباء والمثقفين صباح يوم أمس الأحد 18 مايو 2025 بدار بية الواقع في المدينة العتيقة بصفاقس، بمعية السيد الناصر بن عرب مهندس الفكرة والدار- عرش بلقيس الثاني بتصميم جديد وفريد يجسد الرموز الثقافية والحضارية، والقى فيها السيد الناصر بن عرب وهو طبيب اختصاصي في التخدير والعناية المركزة ومجاز في الأدب والتاريخ العربي الإسلامي- كلمة مقتضبة عن المشروع والهدف الثقافي الحضاري المهم من إنشاء العرش خصوصا وأن الدار تحوي على مقهى ثقافي يحمل اسم الملكة بلقيس، اقرأ المزيد... قرار صارم وإجراءات ميدانية بشأن السيارات المتهالكة في مديرية المنصورة 19 مايو، 2025 ( 3:33 مساءً ) الأمانة العامة تستعرض أبرز مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية الجنوبية 19 مايو، 2025 ( 3:32 مساءً ) كما القى الوالي السيد محمد الحجري كلمته التي أشاد بها بمثل هذه المشاريع الرائدة المتميزة والهادفة، وتناوب الحاضرون في القاء الكلمات والأشعار وتبادل الحوارات الفكرية الثقافية. وعلاوة على تدشين عرس بلقيس تم تعليق صور بعض الدبلوماسيين والأدباء والشخصيات الاعتبارية الذين زاروا أو اقاموا بنزل دار بية ويقع (دار بية) في قلب المدينة العتيقة بصفاقس بالتحديد في نهج شيخ التيجاني والمعروف كذلك بــ(زقاق الذهب) وهو نزل ذو طابع معماري فريد ومحافظ على التفاصيل المعمارية المتميزة للمدينة العتيقة استغرق إعادة ترميمه حوالي سبع سنوات. و مصمم بمنوال معماري تقليدي أصيل: تُفتح على واجهاتها الأبواب و نوافذ الطابق الأول الصغيرة، بابُها الرئيسي يسمح بالدخول إلى السقيفة للعبور إلى وسط الدار حيث توجد الغرف الأرضية التي تحتوي على أسرّة مرتفعة تصلح للنوم بأسفلها دهليز لأغراض الفراش . و بعد ترميمها أصبحت دار بية نزل ذو طابع مميز يضمّ 16 سريرا و مطعما و مقهى ثقافي. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة صفاقس العتيقة تأسيت سنة 235ه= 849م في العصر الأغلبي في عهد الدولة العباسية. وتم تشييدها على منوال مدينة الكوفة بالعراق حيث يتصدر الجامع الكبير وسط ارجائها وتُعد مدينة صفاقس العتيقة الوحيدة التي ما زالت أسوارها قائمة كاملة شامخة في العالم العربي الاسلامي. وتنقل السرديات أن بلقيس ملكة مملكة سبأ امتلكت عرشاً عظيماً، ويُذكر أن العرش مصنوع من الذهب، ومن الجواهر الكريمة، أمَّا غرفة العرش وكرسي العرش فقد كانتا من أجمل ما صُنع في فن السبك والصناعة، كما كانت الحراسة لا تُفارق مكان العرش، وقد كان عرشاً عظيماً مرصع بالجواهر ومصنوع بطريقة محترفة ومختلفة، وذكر القرآن الكريم قصة سيدنا سليمان مع ملكة مملكة سبأ، حيث جاء الهدهد لسليمان -عليه السلام- بخبرٍ يقينٍ من بلاد سبأ في اليمن؛ فقد حطّ رحاله في بلادهم فوجد أمراً عجباً لم يره من قبل، فقد وجد قوماً تملكهم امرأة لها ملكٌ عظيمٌ وعرشٌ مهيبٌ يأتيها الخدّام بما تشتهيه وتطلبه، وقد كانت وقومها يعبدون الشّمس من دون الله –تعالى قرّر سيّدنا سليمان بعد أن سمع الخبر من الهدهد، وقد أتاه الله -تعالى- منطق الطير أن يرسل إليهم كتاباً يأمرهم فيه بالخضوع لدين الله -سبحانه وتعالى- دين التّوحيد وعدم عصيان ذلك، ووصل الكتاب عن طريق الهدهد إلى بلقيس الملكة فقرأته وتعجّبت من حسن ألفاظه وابتدائه بلفظ الجلالة والبسملة ولكن ما أزعجها هو طلب سيّدنا سليمان منها ومن قومها الخضوع لدين الله. واحتارت بلقيس الملكة الحكيمة في أمرها وقررت أن تسمع لرأي مستشاريها الذين اختارتهم من علية قومها ومن حكماء أفراد حاشيتها، وأشار القوم بعد تفكّر عليها بعدم الرّضوخ مفتخرين بأنّهم أصحاب قوةٍ وبأس شديدٍ، ووضعوا الأمر بين يديها والفصل لها. وتفكّرت بلقيس في أمرها ثمّ قالت إنّ الملوك وكما عهدناهم إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، وقرّرت بلقيس إرسال هديّةٍ لعلّها تستميل فريق سيّدنا سليمان -عليه السّلام-، وكانت الهديّة ثمينةً جداً، ولكن سيّدنا سليمان لم يكن ينظر لذلك بل كان همّه الدعوة إلى دين الله -تعالى


١٣-٠٥-٢٠٢٥
مؤسسة جذور تدشّن إصدارها الثالث: 'سرديات النضال' للدكتورة لمياء الكندي
دشّنت مؤسسة جذور للفكر والثقافة إصدارها الفكري الثالث ضمن سلسلة 'الهوية اليمنية'، وهو كتاب أدبي وقومي جديد للدكتورة لمياء الكندي، حمل عنوان: 'سرديات النضال في شعر الأقيال – محاولة لتوثيق الشعر في زمن الحرب (الجزء الأول: شعراء الفصحى)'. ويأتي الإصدار في إطار جهود المؤسسة لتوثيق الأدب المقاوم، حيث اشتمل الكتاب على قراءة أدبية تحليلية لمئات القصائد والمقطوعات الشعرية التي كتبها 29 شاعرًا من شعراء الهوية اليمنية خلال سنوات الحرب، تناولت موضوعات الهوية ومواجهة الخرافة السلالية، واستنهاض الذات اليمنية، والدعوة لاستعادة الدولة وتحقيق نهضة وطنية شاملة. ويمثل الكتاب، الواقع في 462 صفحة من القطع المتوسط (A5)، مرجعًا غنيًا ومصدر إلهام لصنّاع المحتوى، ومعدّي البرامج التلفزيونية والإذاعية، وخطباء المساجد، والقادة السياسيين والعسكريين، لما يحتويه من مادة شعرية ووطنية محفّزة تخدم خطاب التعبئة والتوجيه في مختلف المنصات. وقد أهدت المؤلفة عملها إلى 'شهيدي القصيدة والموقف': القيل خالد الدعيس، والقيل نايف الجماعي. من جهته أوضح رئيس مؤسسة جذور — عمار التام أن الظروف المالية الصعبة أجبرت المؤسسة على التوقف عن تنفيذ العديد من أنشطتها، والاقتصار على إصدار الكتب الفكرية، التي يتم إنجازها من داخل المنازل وبإمكانات محدودة. وأضاف: 'رغم التحديات، نحرص على استمرار جذور كصوت فكري وثقافي حاضر في معركة اليمن المقدسة'. وأشار التام إلى أن تدشين الكتاب سيترافق مع حملة إلكترونية تبدأ مساء الثلاثاء 13 مايو، في تمام الساعة السابعة، تتضمن نشر عشرات المقطوعات الشعرية والأدبية من الكتاب، باستخدام الوسمين: #الهويه_اليمنيه #الشعر_ذاكره_وثوره ودعا في ختام تصريحه وسائل الإعلام والمراكز الثقافية والمبدعين والناشطين للمشاركة في الحملة والمساهمة في إيصال رسالة الكتاب إلى أوسع نطاق. تعليقات الفيس بوك