logo
ملف الدكتور أحمد قيلش.. حين تختلط المساءلة بالتشهير الجماعي وتهتز قرينة البراءة

ملف الدكتور أحمد قيلش.. حين تختلط المساءلة بالتشهير الجماعي وتهتز قرينة البراءة

صوت العدالةمنذ 18 ساعات

بقلم عزيز بنحريميدة
تتابع الأوساط الجامعية والإعلامية باهتمام بالغ تطورات ملف الدكتور أحمد قيلش، الأستاذ الجامعي بجامعة ابن زهر بأكادير، الذي يخضع لتحقيقات قضائية بشأن ما يروج عن منح شواهد أكاديمية ودكتوراه مقابل مبالغ مالية. وبينما يتفاعل الرأي العام مع القضية، يلوح في الأفق لبس خطير، يتمثل في التعميم غير المبرر والتشهير المجاني بمئات الطلبة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم تابعوا دراستهم في مسالك يشرف عليها الأستاذ المذكور.
فمن غير المعقول ولا المقبول أن تُختزل مؤسسة جامعية بكاملها، أو فوج من الطلبة الباحثين، في شبهة غير مثبتة بعد أمام القضاء. كما أن الاشتباه في ممارسات فردية، إن وُجدت وثبتت قانوناً، لا يعني بالضرورة أن كل المسجلين في تلك التكوينات شركاء فيها، أو أنهم حصلوا على شواهدهم مقابل المال. بل إن في صفوف هؤلاء طلبة مجتهدون، بذلوا مجهوداً فكرياً وأكاديمياً مشهوداً، ونجحوا عن جدارة واستحقاق، وفق المساطر الرسمية المعمول بها.
إن ما يزيد الوضع تعقيداً وخطورة هو قيام بعض الجهات بنشر لوائح أسماء الطلبة الذين تابعوا دراساتهم العليا تحت إشراف الدكتور قيلش، في محاولة لربطهم آلياً بموضوع التحقيق، وهو سلوك لا يخلو من تجنٍ وانتهاك صريح للحقوق، ويقع تحت طائلة المساءلة القانونية، لما يمثله من تشهير ومس بالكرامة وضرب للمستقبل الأكاديمي والمهني لهؤلاء الشباب، دون أن يصدر في حقهم أي حكم أو شبهة شخصية.
وفي هذا السياق، لا بد من التذكير بأن الدكتور أحمد قيلش لا يزال رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، وأن محاكمته لم تجر بعد، ما يستوجب احترام قرينة البراءة المكفولة دستورياً وقانونياً، ليس فقط للأستاذ المتابع، بل أيضاً لكل من ورد اسمه عرضاً أو ارتباطاً بهذه القضية. فالعدالة لا تُبنى على التسرّع، ولا تُختزل في صفحات التواصل الاجتماعي أو الحملات الإعلامية غير المنضبطة.
إن الجامعة المغربية، برصيدها العلمي وكفاءاتها الوطنية، بحاجة إلى إصلاح عميق يعيد الاعتبار للنزاهة والشفافية، لكن في إطار يحترم القانون والمؤسسات وحقوق الأفراد. أما تحويل الشبهات إلى أحكام قطعية، وتحويل ملفات التحقيق إلى مذبحة معنوية، فلن يخدم إلا مزيداً من فقدان الثقة والاحتقان داخل المنظومة التعليمية.
المطلوب اليوم هو أن تُترك العدالة تأخذ مجراها الطبيعي، وأن تُحترم الكرامة الإنسانية، وأن يُصان حق الطلبة في التكوين والتقدير، بعيداً عن خلط الأوراق، وتصفية الحسابات، والأحكام المسبقة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحليل إسباني لتقارب الرباط وسيول بشأن قضية الصحراء
تحليل إسباني لتقارب الرباط وسيول بشأن قضية الصحراء

يا بلادي

timeمنذ 10 دقائق

  • يا بلادي

تحليل إسباني لتقارب الرباط وسيول بشأن قضية الصحراء

تناول مركز أبحاث إسباني في برشلونة تطور العلاقات بين المغرب وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات شهدت تعزيزا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس استراتيجية أوسع للبلدين تهدف إلى توسيع نفوذهما في مناطق جغرافية مهمة. وأوضح معهد تطوير المجتمعات البشرية (IDUHS) في تقرير نشر في 19 ماي بعنوان "محور الرباط-سيول: اتفاق استراتيجي جديد حول الصحراء ذو تأثير عالمي" أن هذه الديناميكية الجديدة تبرز في العلاقات الثنائية. "يمثل القرار الأخير لسيول بدعم رسمي للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، الذي قدمته الرباط للأمم المتحدة في عام 2007، تحولا كبيرا عن موقف كوريا الجنوبية التقليدي المحايد بشأن هذا الصراع.» وقد أشادت الحكومة الكورية الجنوبية، في 9 ماي، بجهود المغرب "الجادة والموثوقة" في التقدم نحو حل قضية الصحراء، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية. سيول تبحث عن شريك موثوق في إفريقيا "لا يمثل هذا الدعم تحولا في الدبلوماسية الثنائية فحسب، بل يضيف أيضا ديناميكيات جديدة للمشهد الجيوسياسي الأفرو-آسيوي، مع تداعيات محتملة على المدى المتوسط والطويل"، وفقا لتحليل مركز الأبحاث. "إن اعتراف كوريا الجنوبية بهذه المبادرة المغربية، رغم صياغته بلغة دبلوماسية تقليدية، أثنت على الجهود "الجادة والموثوقة" للرباط، يمثل موافقة سياسية ضمنية تكسر التوازن السابق. فقد اختارت كوريا الجنوبية، أحد اللاعبين الاقتصاديين والتكنولوجيين الرئيسيين في شرق آسيا، أن تتماشى بشكل أوضح مع النهج الذي تروج له الأمم المتحدة في حل النزاعات، وخاصة وفقا للمعايير التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 1754، الذي يدعو إلى حل تفاوضي وواقعي." تم اعتماد القرار 1754 في 30 أبريل 2007 من قبل الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة. قبل ثلاثة أسابيع من ذلك، قدم المغرب خطته للحكم الذاتي، مما يمثل تحولا عن القرارات السابقة التي كانت تدعو إلى استفتاء لتقرير المصير في الصحراء. "مدركة للمنافسة الجيوسياسية المتزايدة في إفريقيا بين اللاعبين التقليديين (فرنسا، الولايات المتحدة) والجدد (الصين، تركيا، روسيا)، تسعى كوريا الجنوبية إلى تعزيز وجودها في القارة من خلال تعزيز علاقاتها مع شركاء يعتبرون مستقرين، نشطين واستراتيجيين. المغرب يستوفي جميع هذه المعايير: فهو يتمتع باستقرار مؤسسي، وهو نموذج للدبلوماسية النشطة في إفريقيا والعالم العربي، ويعمل كمنصة لوجستية رئيسية بفضل قربه من أوروبا وتأثيره في إفريقيا جنوب الصحراء"، بحسب تحليل مركز الأبحاث حول دوافع سيول. ويذكر أن كوريا الجنوبية استبعدت البوليساريو، مما أثار استياء الجزائر، من النسخة الأولى لمنتدى كوريا-إفريقيا، الذي عقد في يونيو 2024 في سيول.

شرطي مغربي يطلب اللجوء السياسي في سبتة
شرطي مغربي يطلب اللجوء السياسي في سبتة

يا بلادي

timeمنذ 10 دقائق

  • يا بلادي

شرطي مغربي يطلب اللجوء السياسي في سبتة

تقدم شرطي مغربي مساء أمس بطلب لجوء سياسي لدى السلطات الإسبانية في معبر تاراخال الحدودي مع مدينة سبتة، ما تسبب في حالة من الارتباك دفعت إلى اتصالات عاجلة مع جهات رسمية عليا داخل المدينة، بحسب ما أفادت به مصادر خاصة لصحيفة "إل فارو دي سوتا". ولم تعرف بعد تفاصيل ما إذا تم قبول الطلب أو طبيعة الحماية الدولية التي قد تمنح له، في حين أكدت المصادر ذاتها أن الملف قيد الدراسة حاليا لدى الجهات المختصة. وتأتي هذه الحادثة لتضاف إلى سلسلة من الوقائع المشابهة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، حيث حاول عناصر من القوات المساعدة المغربية سابقا الدخول إلى سبتة، سواء سباحة أو عبر التهريب، بهدف التقدم بطلبات لجوء، وفق المصدر ذاته.

جريمة مروعة بضواحي طنجة.. شاب يجهز على والده طعناً
جريمة مروعة بضواحي طنجة.. شاب يجهز على والده طعناً

هبة بريس

timeمنذ 19 دقائق

  • هبة بريس

جريمة مروعة بضواحي طنجة.. شاب يجهز على والده طعناً

هبة بريس – طنجة اهتزت ساكنة منطقة عين دالية، ضواحي مدينة طنجة، صباح اليوم الثلاثاء، على وقع جريمة قتل مروعة راح ضحيتها رجل ستيني، بعد تلقيه طعنة قاتلة على يد ابنه. وأفادت مصادر محلية أن الجاني وجّه لوالده طعنة مباشرة على مستوى القلب، أردته قتيلاً في الحين، قبل وصول عناصر الوقاية المدنية إلى مسرح الجريمة. وفور إشعارها بالواقعة، انتقلت مصالح الدرك الملكي إلى عين المكان، حيث باشرت الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، وفتحت تحقيقاً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ملابسات الجريمة وظروف ارتكابها. وخلفت هذه الجريمة صدمة كبيرة في أوساط سكان المنطقة، الذين عبّروا عن استنكارهم الشديد لما وقع، خاصة أن الضحية كان معروفاً بأخلاقه الطيبة. وتتواصل التحقيقات حالياً للكشف عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الفعل الإجرامي، الذي يُعد من بين أبشع الجرائم التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store