
لماذا لا نعرف أنقرة كوجهة سياحية في تركيا؟
يقول أهل أنقرة"أجمل ما في إسطنبول هو طريق العودة إلى أنقرة"، تلك العبارة التي وردت في أحد أشهر المسلسلات التركية تعكس ارتباطا حقيقيا بهذه المدينة الهادئة، وحنينا يبقى حيا في قلوب من عرفوا دروبها وسكنوا تفاصيلها.
على الرغم من صورتها النمطية كمدينة البيروقراطية والمكاتب، إلا أن أنقرة تخبئ خلف هذا القناع نبضا هادئا ينفرد بجمال خفي، جمال لا يُدرك إلا من مشى في أزقتها، وتوقف في أسواقها القديمة، وارتشف فنجان قهوة على مقاعد حدائقها العامة.
في أنقرة، تتناغم الأزقة الهادئة مع شوارع متوجة بحدائق غنّاء وأسواق تروي قصص الزمن، وكأنها تلبي نداء كل من يبحث عن ملاذ هادئ بعيدا عن صخب المدن الكبيرة، وخصوصا السائح العربي والخليجي الذي قد يجد في أنقرة مزيجا بين الأصالة والسكينة.
السحر البسيط
هنا، بعيدا عن زخم السياحة المزدحمة، تنبض المدينة بسحرها البسيط، في متاحفها التي تحفظ تراثها، وتلالها التي تطل على مشاهد بانورامية، وأحيائها الراقية التي تحتضن دفء الضيافة.
ورغم كل هذه المقومات، يبقى أن أنقرة مدينة لم تنل حقها بأن تُعرف كوجهة سياحية، ولعل السبب وراء ذلك يتجذر في النظرة النمطية التي ارتبطت بها كعاصمة رسمية تخدم بيروقراطية الدولة، بدلا من كونها وجهة تقدم تجارب فريدة.
لم تُظهر المدينة نفسها للعالم كمدينة للزوار، ولم تستغل مقوماتها التاريخية والطبيعية لتنافس المدن التركية الأخرى على خارطة السياحة مثل إسطنبول وأنطاليا وإزمير وطرابزون.
غابت أنقرة عن خطط الترويج السياحي، إذ انصب التركيز على المدن الساحلية مثل إسطنبول وأنطاليا، والتي تُسوق عالميا كوجهات رئيسية. في المقابل، لم تُبرز هي جمال أحيائها التقليدية أو هدوءها الذي يناسب المسافرين الباحثين عن الراحة بعيدا عن الزحام، وحتى المتاحف والأسواق التاريخية التي تحتضنها لم تُدرج في المسارات السياحية المعتادة، مما جعلها تظل في الظل.
ولعل هذا التجاهل لم يكن بسبب نقص في الجمال، بل لأن أنقرة مدينة تقدم تجربة تحتاج إلى عين تبحث في التفاصيل، وتقدير خاص للبساطة التي لا تسعى للفت الأنظار، فالمدينة مظلومة لأن جمالها يتحدث بهدوء، ولا يجد من يلتقطه ويقدمه للعالم بالصورة التي يستحقها.
في هذه الرحلة، سنأخذك إلى أنقرة، تلك المدينة التي تتوارى بعيدا عن الأضواء لكنها تبقى عاصمة مدهشة في سكونها، تقدم لزائرها تجربة تأسر القلب، وتكشف عن وجه خفي لتركيا قلّما يُرى، حيث يمتزج عبق التاريخ بسكون الطبيعة في لوحة لا تُنسى.
قلعة أنقرة
على تلة عالية تطل على المينة، تقف قلعة أنقرة بوجهها التاريخي العريق، تجسد قصص حضارات مرت وعصور تلاقت هنا. وتُعد القلعة من أقدم المعالم الأثرية في أنقرة، ويُعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى العصور الرومانية، وقد شهدت القلعة الكثير من التعديلات والتحديثات عبر الزمن لتبقى صامدة.
عند صعودك إلى أعلى القلعة، ستحظى بمشهد بانورامي ساحر يكشف عن أنقرة بأكملها، مما يجعلها نقطة جذب لا تُقاوم لمحبي التصوير والباحثين عن الإطلالات الخلابة. وداخل أسوار القلعة، تجد أزقة ضيقة تحتضن بيوتا حجرية تاريخية، وورش حرفيين يعملون على صنع المنتجات اليدوية.
العديد من المحلات الصغيرة في القلعة تبيع الهدايا التذكارية والمشغولات التقليدية، ويمكنك الجلوس في مقهى صغير لتناول شاي تركي، وأنت تتأمل المشاهد المحيطة.
والقلعة ليست مجرد معلم أثري، بل مكان ينبض بالحياة والتراث، حيث يمكنك قضاء يوم كامل في استكشاف جوانبها، والتنقل بين محلاتها التقليدية، والاستمتاع بأجواء تعكس الروح التركية القديمة.
ضريح أتاتورك
يعتبر ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك من أبرز معالم أنقرة، وهو صرح ثقافي وسياحي يزوره آلاف الأشخاص يوميا من سكان أنقرة ومن السياح الأجانب. ويقع الضريح على تلة مطلة على المدينة وتحيط به حديقة كبيرة.
ويضم مبنى الضريح عدة أماكن ضمنها مكان دفن أتاتورك، فضلا عن متحف يعرض مقتنيات شخصية لأتاتورك كما يعرض لمحطات في تاريخ تركيا الحديث، كما يمكن للزوار استكشاف ساحة الضريح الواسعة، ومن الأماكن المميزة في المكان ما يسمى طريق الأسود وهو طريق محاط بـ 24 تمثالا كبيرا منحوت يسجد الأسد، في دلالة رمزية على قوة الأمة التركية.
ويتسم الضريح بطابعه المعماري المميز إذ يمزج بين الطراز التركي القديم والحديث.
ويكتسي الضريح مكانة كبيرة لدى الأتراك، فهو رمز لاستقلال بلادهم، وتتوافد عليه أعداد كبيرة من الأتراك في المناسبات الوطنية مثل ذكرى قيام الجمهورية التركية، وذكرى وفاة أتاتورك.
حي حمام أونو
يجسد حي حمام أونو التاريخي عبق الماضي بأسلوب عصري، حيث يحتضن بين أزقته الضيقة ومبانيه العتيقة تراثا تركيا لا يزال حيا.
ويعد الحي من أقدم مناطق أنقرة، وقد تم ترميم مبانيه العثمانية القديمة بعناية لتصبح مقاهي ومطاعم ومتاجر تعرض الحرف اليدوية والأنتيكات التي تأسر القلب.
وحصل الحي، على جائزة "أوسكار السياحة العالمية" عام 2012، وهي عبارة عن تفاحة ذهبية يقدمها "اتحاد المناطق السياحية والصحفيين الدولية"، بعد عمليات ترميم واسعة تمت فيها.
إعلان
شوارع الحي مرصوفة بالحجارة، وتعج بأجواء تُعيدك لأزمنة بعيدة؛ مقاهٍ بطابع عثماني قديم تقدم الشاي التركي على الطريقة التقليدية، ومطاعم تقدم أشهى الأطباق التركية الكلاسيكية التي تضيف نكهة أصيلة لتجربة الزائر.
يمكن الوصول إلى حمام أونو بسهولة من مركز المدينة، مما يجعله وجهة مثالية لقضاء وقت ممتع في أجواء تقليدية، والتسوق لاقتناء الهدايا التذكارية من المتاجر المحلية.
حديقة الشباب
في قلب أنقرة تقع حديقة الشباب (جينجليك بارك)، واحة خضراء تمتد على مساحة واسعة توفر للزوار فسحة للراحة والاسترخاء وسط أجواء طبيعية.
هنا، تتحول لحظات اليوم العادية إلى تجربة ممتعة؛ ففي الحديقة بحيرة صناعية صغيرة يمكنك ركوب القوارب فيها، مما يمنحك فرصة رائعة للاستمتاع بالمناظر المحيطة، كما تتوفر مسارات للمشي والتجول بين المساحات الخضراء والأشجار، مما يجعل الحديقة ملاذا مثاليا للعائلات.
وللأطفال، تقدم الحديقة مناطق مخصصة للألعاب التي تضفي أجواء مبهجة، إلى جانب أكشاك تبيع الوجبات الخفيفة والحلويات التركية التقليدية.
ويمكن الوصول إلى الحديقة، الواقعة في وسط المدينة، مشيا من منطقة كزلاي أو عن طريق وسائل النقل العامة.
بحيرة غولباشي
تبعد بحيرة غولباشي قرابة 20 كيلومترا جنوب مركز أنقرة، وتُعتبر ملاذا طبيعيا ساحرا لعشاق الهدوء والجمال في قلب الطبيعة.
والبحيرة، التي تتلألأ مياهها الزرقاء تحت أشعة الشمس، محاطة بحدائق خضراء وواسعة تتيح للزوار فرصة للاستجمام والاسترخاء، بعيدا عن صخب المدينة.
وتتميز غولباشي بكونها واحدة من الأماكن المفضلة للأسر ومحبي الرحلات، حيث تتوافر مناطق للنزهات والشواء، بالإضافة إلى أماكن مخصصة للجلوس على ضفاف المياه والاستمتاع بمشهد غروب الشمس الساحر.
إعلان
وتوفر البحيرة مسارات للمشي وركوب الدراجات، مما يمنح الزائرين تجربة قضاء يومٍ كامل بين الطبيعة، في أجواء تنعش الروح وتبعث على الهدوء.
كما تُعتبر غولباشي وجهة مثالية لمحبي الطيور، حيث تتجمع الطيور المهاجرة حول مياه البحيرة، مما يضفي سحرا إضافيا على المكان ويجعل منها مقصدا رائعا للمصورين وهواة الطبيعة.
ويمكنك الوصول إلى بحيرة غولباشي بالسيارة أو الحافلات العامة من أنقرة، والمكان وجهة مناسبة للهروب من ضغوط الحياة والاستمتاع بجمال بسيط وآسر.
متحف إريمتان
يقع متحف إريمتان للآثار والفنون بالقرب من قلعة أنقرة، ويجمع بين روعة القطع الأثرية وأجواء الفن الرفيع.
ويضفي التصميم المعماري الحديث للمتحف طابعا مميزا عليه، فهو يضم مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي تشمل العملات القديمة، والأواني الفخارية، والمجوهرات التي تعود لمختلف العصور التي مرت على الأناضول.
ويمكن الوصول إلى المتحف من قلعة أنقرة سيرا على الأقدام أو بالحافلات العامة، وتبلغ تكلفة الدخول نحو ثلاثة دولارات.
ولا يعرض المتحف التاريخ فقط، بل يقدم تجربة فنية غامرة من خلال إضاءات مميزة وأجواء تجعل الزائر يشعر أنه في رحلة عبر العصور، كما ينظم المتحف معارض مؤقتة وفعاليات ثقافية تعكس التراث الغني لأنقرة، ما يجعله مكانا مثاليا للمحترفين والهواة في عالم التاريخ والفنون.
برج أتاكولي
البرح من المعالم الحديثة في أنقرة، ويرتفع بنحو 125 مترا ليطل على المدينة بأكملها، ويتيح البرج لزواره فرصة الاستمتاع بإطلالة بانورامية ساحرة على العاصمة.
وتزين البرج منصات مشاهدة متعددة، ويشتهر البرج بمطعمه الدوار، الذي يقدم تجربة لا تُنسى؛ فبينما تتناول وجبتك، يتغير المشهد من حولك ببطء لتشاهد معالم أنقرة من كل زاوية.
يتميز أتاكولي بكونه يجمع بين الحداثة والأناقة، حيث يمكنك قضاء وقت ممتع بالتسوق من متاجر الهدايا التذكارية في الطوابق السفلية، أو الاسترخاء في أحد المقاهي التي تضفي سحرا خاصا على هذه الوجهة الليلية، خاصة عندما تضاء المدينة بأضواء المساء.
حي بازيكايا
يقع هذا الحي بضواحي أنقرة، وهو يحتوي على منازل خشبية تقليدية وأزقة ضيقة مليئة بالتاريخ والثقافة العثمانية، ويمكن للزوار الاستمتاع بالتجول في الشوارع الضيقة في بازيكايا والتوجه إلى الأسواق المحلية من أجل شراء منتجات الحرف اليدوية والمأكولات التقليدية.
كما تضم المنطقة متحف بازيكايا للثقافة والتاريخ الذي يعرض لتاريخ المنطقة من خلال قطع أثرية ومعروضة، كما يوجد متحف آخر للفضة يضم عدد مما أبدعته أيدي الحرفيين المحليين خصوصا وأن المنطقة تشتهر بمنتجات الفضة التقليدية.
وتحيط بحي بازيكايا مناظر طبيعية آسرة والمناطق الريفية، ما يتيح المجال للسياح لممارسة رياضة المشي والاستمتاع بالتنزه في الهواء الطلق، ويوجد بقرب من بازيكا صيغات تنتج منتجات عضوية.
كزلجي حمام
على بُعد ساعة بالسيارة من أنقرة، تقع منطقة كزلجي حمام، التي تُعد واحدة من أفضل الوجهات لعشاق الاسترخاء في أحضان الطبيعة والهدوء، وهي معروفة بين الأتراك بخصائصها العلاجية بفضل ينابيعها الحرارية.
تحيط بالمنطقة غابات الصنوبر، لتصبح كزلجي حمام ملاذا مثاليا لمن يبحث عن التمتع بالطبيعة.
وينابيع كزلجي الحرارية الغنية بالمعادن تجعلها مقصدا للزوار الباحثين عن تجارب صحية، إذ يُقال إن مياهها تساعد على تحسين الصحة الجسدية والتخفيف من التوتر. كما توفر المنطقة منتجعات فاخرة وأماكن إقامة تمنح الزائرين تجربة الاستجمام في أجواء من الخصوصية والراحة.
لا تقتصر كزلجي حمام على ينابيعها فقط؛ فهي تزخر بمسارات للتنزه بين أحضان الطبيعة، حيث يمكن للزائر استكشاف الجمال الطبيعي الذي يمتد حوله، والاستمتاع بجولات المشي أو ركوب الدراجات.
إعلان
يُمكنك الوصول إلى كزلجي حمام بالسيارة من أنقرة، ويمكن للزوار قضاء ساعات بين المياه الدافئة وأحضان الطبيعة، قبل العودة إلى العاصمة محملين بطاقة من الانتعاش والسكينة.
كلفة رحلة أنقرة
وتتميز أنقرة بكونها وجهة سياحية ملائمة لميزانيات مختلفة، مما يجعلها خيارا مريحا لمن يتطلعون لاستكشاف العاصمة التركية بتكلفة معقولة.
تبدأ الرحلة من إسطنبول إلى أنقرة برحلة طيران قصيرة تستغرق زهاء الساعة، حيث تتراوح أسعار التذاكر بين 40 و60 دولارا حسب توقيت الرحلة وشركة الطيران.
أما من يفضل التنقل برا، فيمكنه الاعتماد على الحافلات الفاخرة، حيث تتراوح التكلفة بين 15 و25 دولارا، وتتيح للمسافر التمتع بمشاهدة مناظر الطريق.
فيما يخص الإقامة، تقدم أنقرة خيارات متنوعة تناسب مختلف الاحتياجات. تتركز معظم الفنادق في منطقة "كزلاي"، مركز المدينة النابض بالحياة، حيث يُرجح للزوار الإقامة نظرا لسهولة الوصول إلى المعالم والمرافق العامة.
وتتراوح أسعار الفنادق الفاخرة ذات الخمس نجوم في كزلاي من 100 دولار لليلة، بينما تبدأ أسعار الفنادق المتوسطة بين 50 و70 دولارا. كما يجد المسافرون ذوو الميزانية المحدودة خيارات جيدة في بيوت الضيافة والفنادق الصغيرة التي تبدأ من 20 دولارا لليلة الواحدة.
وأما المواصلات داخل المدينة، فيعتبر المترو والحافلات من الخيارات الاقتصادية، حيث تبلغ تكلفة الرحلة الواحدة أقل من دولار، مما يسهل التنقل بين المعالم الرئيسية.
ولمن يفضل التنقل بمرونة وخصوصية، يمكنه استئجار سيارة بتكلفة يومية تبدأ من 30 دولارا.
وتُعد تجربة الطعام في أنقرة متعة بحد ذاتها، حيث يمكن للزوار تذوق الأطباق التركية التقليدية بأسعار معقولة؛ فتتراوح تكلفة الوجبة في المطاعم المتوسطة بين 5 و15 دولارا، بينما تقدم الأسواق الشعبية وجبات خفيفة شهية بأسعار اقتصادية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
من جبال طوروس إلى قلاع كيليكيا.. مسار سياحي جديد لعشّاق المشي في تركيا
يأخذ "طريق كيليكيا التاريخي" في ولاية مرسين جنوبي تركيا زواره في رحلة فريدة بين أحضان الطبيعة والمعالم الأثرية، عبر تضاريس خلابة تمتزج فيها الجبال والوديان والقلاع التاريخية. ويمر الطريق الذي استغرق مشروع إحيائه 5 سنوات، ويمتد مئات الكيلومترات، عبر 4 مسارات رئيسية هي: طريق الحرير، وطوروسلار، وأولبا، وأفروديت، وفق بيان صادر السبت عن بلدية مرسين الكبرى. وجُهّزت هذه المسارات بـ38 مرحلة للمشي، زُوّدت جميعها بلافتات إرشادية ومعلوماتية وفق المعايير الدولية لتوجيه الزوار، حسب البيان. الطريق لا يوفر فقط مناظر طبيعية خلابة، بل يمنح زواره فرصة لاكتشاف تراث مرسين الثقافي والتاريخي، من خلال المرور بعدد من القلاع القديمة والمواقع الأثرية، إلى جانب 5 وديان كبرى وفي هذا السياق، أوضحت مديرة فرع السياحة والترويج ببلدية مرسين الكبرى أيلام أران أن المشروع يُعد من أبرز مبادرات تعزيز السياحة المستدامة، مؤكدة أن الطريق التاريخي يُبرز هوية المدينة وطبيعتها أمام الزوار من داخل تركيا وخارجها. من جهته، قال منسق المشروع، أحمد طراقجي، إن مرسين باتت وجهة مثالية لعشّاق المشي في الطبيعة، مشيرا إلى أن الطريق يشكل متحفا مفتوحا في الهواء الطلق، بفضل تنوع مراحله التي يمكن ارتيادها في مختلف فصول السنة، لا سيما في مناطق جبال طوروس. ويُتيح الطريق للزوار استخدام تطبيق رقمي ذكي يوفّر صورا بانورامية بزاوية 360 درجة كل 200 متر، فيُسهّل بذلك التنقل ويمنع الضياع في المسارات الطويلة. يُذكر أن مشروع "طريق كيليكيا التاريخي" نُفّذ بالتعاون بين ولاية مرسين، وبلدية مرسين الكبرى، وجمعية إحياء طريق كيليكيا، وأعلن عن افتتاحه رسميا في 17 مايو/أيار الجاري.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
عائدات من السعودية.. فتيات تايلنديات مسلمات يحاولن التكيف مع مجتمع جديد
غالبًا ما يفضل العرب الزائرون لمملكة تايلند الإقامة في منطقة تشتهر باسم شارع العرب، ولذلك فعندما تتجول في هذه المنطقة تكاد تشعر أنك في بلد عربي. معظم المحلات تضع لافتات بأسماء عربية، كما أن الكثير منها يبدو وكأنه يستهدف بالأساس الزائر العربي سواء كان قادما للسياحة أو للعلاج. ولذلك ليس غريبا أن تجد كثيرا من العاملين في هذه المطاعم من العرب أو على الأقل ممن يجيدون اللغة العربية. كان طبيعيا أن أقصد في أيامي الأولى بتايلند مطعما ومحل للبقالة كلاهما مجاور للفندق، لكن المفاجأة كانت بانتظاري عندما دخلت إلى كل منهما. سمت وأسماء ولهجة في البقالة كما في المطعم وجدت فتيات وشبانا يَبدون وكأنهم من العرب وبالتحديد من أهل الخليج العربي، تلحظ ذلك في سمتهم وفي لغتهم العربية بل لهجتهم الخليجية ومع هذا وذاك أسماؤهم. ولهذا كان طبيعيا أن أحاول استكشاف الأمر، فسألت فتاة المطعم فأخبرتني أن اسمها هديل طلال وأنها عاشت كل سنوات عمرها السابقة في السعودية بل إنها ولدت هناك ثم درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. تقول هديل للجزيرة نت إنها تركت أسرتها في السعودية وعادت مع أخيها قبل عام من أجل الدراسة الجامعية في تخصص الفندقة والمطاعم وكذلك العمل بالتوازي مع الدراسة. إعلان الانتقال من السعودية حيث الأب والأم والصديقات والعودة إلى تايلند كان شديد الصعوبة في البداية، خصوصا وأن طمأنينة العيش في مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة تعطي الشخص الكثير من الراحة النفسية. تضيف الشابة التايلندية: عشت كأني غريبة في بلادي لفترة ليست بالقصيرة، لكن مع الوقت تعودت على الحياة وتحمل المسؤولية وتعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها. وعن العمل تقول هديل إن فرصه صعبة في جنوب تايلند، ولذلك تضطر وغيرها من الشبان والشابات للقدوم إلى العاصمة بانكوك حيث فرص العمل أكثر والدخل أكبر. في المطعم نفسه التقينا الشاب ريان فطاني الذي يبلغ عمره 20 عاما عاش 3 أرباعها في السعودية قبل أن يعود إلى تايلند لدراسة إدارة الأعمال في مجال الطيران. يقول ريان إنه ما زال يحمل ذكريات جميلة عن حياته في مدينة الطائف السعودية حيث عاش ودرس، ويخبرنا بأنه شعر بالحزن عندما غادر السعودية لكنه تأقلم لاحقا مع حياته الجديدة. وبشأن عمله بالتوازي مع الدراسة الجامعة، يتفق ريان مع هديل في أن هذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة للشباب في تايلند حيث يعتمدون على أنفسهم ابتداء من المرحلة الجامعية، ولذلك يعملون كل الوقت في فترة الإجازة التي تأتي غالبا بين شهري مارس/آذار ومايو/أيار من كل عام، ويعملون في الفترة المسائية خلال بقية الشهور حيث يدرسون في الصباح. واختتمنا حوارنا مع الشاب النابه ريان عن المسلمين في تايلند فقال إنهم يعيشون في سلام سواء من كان منهم في الجنوب حيث الأغلبية المسلمة أو في العاصمة بانكوك. شعور بالحنين بجوار المطعم اليمني تقع البقالة التي تحمل هي الأخرى اسما عربيا، وفي الداخل وجدنا 5 فتيات لا يختلفن عمن بالمطعم من حيث السمت الإسلامي أو اللغة العربية بلهجة خليجية وخصوصا سعودية. أسماء عبد المهيمن، التحقت بالجامعة بعد عودتها من السعودية ودرست مجال البرمجة، لكنها لم تجد بعد عملا مناسبا في تخصصها لذلك تعمل مؤقتا في المبيعات. وبجوارها كانت الشابة نوال دورلوه التي ولدت ودرست هي الأخرى بالسعودية ثم عادت إلى تايلند حيث تدرس إدارة الأعمال في مجال الأغذية الحلال. تقول لنا إنها تتقن اللغة العربية أكثر مما تقن التايلندية، وتوضح لنا أن الأغلبية المسلمة في جنوب تايلند تتحدث بالأساس لغة الملايو التي تتحدث بها الجارة ماليزيا والتي قدم كثير من أجدادهم منها. وعن الانتقال تقول نوال إنها ما زالت تشعر بالحنين إلى السعودية وتتمنى لو تعود للعمل يوما هناك أو في أي من الدول العربية الأخرى، وتوضح لنا أنها وقريناتها تأثرن كثيرا بالنشأة في السعودية ويظهر هذا في اللهجة والزي واللباس وحتى العادات والتقاليد. الحلال ليس في الطعام فقط وقبل أن ننهي حديثنا معها حرصت نوال على أن تحدثنا عن بعض ما استفادته من دراسة إدارة الأعمال في مجال الأغذية الحلال، لتوضح لنا أن صناعة الحلال في دولة ذات أغلبية غير مسلمة تبدو وكأنها تقتصر على الغذاء لكن الحقيقة أنها تمتد أيضا لمنتجات أخرى مثل الصابون ومساحيق التجميل التي قد تدخل في صناعتها مكونات غير حلال. كما لفتت نوال إلى نقطة مهمة أخرى تتعلق بصناعة الحلال، حيث قالت إن هناك الكثير من المنتجات التي يتم صناعتها بشكل حلال إسلاميا لكن المنتجين لا يضعون عليها هذا الوصف لأن الحصول على رخصة الحلال يكلف مالا وإجراءات يجب القيام بها سنويا. من جهة أخرى، سألنا هؤلاء الفتيات عن مدى متابعتهن للقضايا العربية والإسلامية، فقالت لنا هديل طلال إنها تهتم كثيرا بالمتابعة، وتوضح أنها شاركت في كثير من الفعاليات من أجل نصرة القضايا الإسلامية خصوصا في فلسطين وكذلك في سوريا والسودان ولبنان. بلد الحرية هديل كشفت لنا أيضا عن خطوة متقدمة للجمع بين هذه الفئة من الشبان والفتيات في تايلند حيث قالت إنهم قرروا تأسيس رابطة للتايلنديين والتايلنديات الذين ولدوا في السعودية وعقدوا بالفعل اجتماعين أحدهما في شهر رمضان الماضي والثاني في عيد الفطر للبدء في خطوات تأسيس وإشهار الرابطة بشكل رسمي. أما فيما يخص أوضاع المسلمين في تايلند فإن هديل اختارت طريقا لافتا للإجابة على هذا السؤال حيث قالت إن تايلند اسم على مسمى حيث يعني اسمها باللغة التايلندية أرض الحرية، ولذلك فكل شخص يعيش كما يحلو له ويمارس معتقداته في حرية ودون أي تدخل من الآخرين.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
7 أسباب تجذب الشباب إلى مدينة دهب المصرية
بينما تلتقي رمال الصحراء بنسمات البحر الأحمر الهادئة، تنبض مدينة دهب بحياة لا تشبه سواها من مدن مصر الساحلية والسياحية. هنا لا يأتي الشباب من كل أنحاء العالم بحثًا عن منتجع فاخر أو شاطئ رملي ممهد فحسب؛ بل يأتي البعض باحثًا عن الهدوء في مدينة بسيطة في طبيعتها المكونة من جبال ونخيل وبحر أزرق على مدى الأفق، هربًا من ضجيج حياة المدن. فيما يبحث آخرون عن مشهد يخطف الأنفاس في عمق البحر، ووادي بدوي يبعثك في تجربة إلى قلب الصحراء، وأمسيات عفوية تحت سماءٍ تضيئها النجوم. في دهب ملاذًا يجمع بين الهدوء والصخب، وبين بساطة البداوة وروح المغامرة جعل من تلك المدينة قبلة للشباب في السنوات الأخيرة. لمحة عن دهب تقع المدينة على ساحل خليج العقبة في جنوب سيناء، وتبعد نحو 100 كلم شمال مدينة شرم الشيخ، وتربطها طرق برية سهلة بمحافظات الوادي والدلتا. نشأت في الأصل كقرية للصيادين، ثم تحوّلت خلال الثلاثين عاما الماضية إلى وجهة سياحية عالمية، لا سيما لعشاق رحلات اليوم الواحد القادمة من منتجعات شرم الشيخ القريبة (مسافة ساعة واحدة بالسيارة). وأصبحت حاضرة بقوة على الخريطة السياحية، المحلية والعالمية على حد سواء. فكثير من شركات السياحة المصرية تحرص حاليا على تنظيم رحلات إليها، وكما تجذب فئات كثيرة من المصريين للسفر إليها بشكل منفرد، بفضل أسعارها الملائمة مقارنة ببعض المدن السياحية الأخرى داخل مصر. تنقسم دهب إلى منطقتين: القرية البدوية الهادئة (العسلة) في الجنوب، حيث الحياة البسيطة وأمسيات الضيافة وهي موضع سكن أهل المدينة، والمنطقة النابضة بالحياة في الشمال التي تحتضن المقاهي والأماكن الترفيهية ومراكز الغوص وسوقها التجاري. سُميت المدينة على الأرجح باسم "دهب" تيمُّنًا بلون رمالها التي تكتسب بريقا ذهبيا عند غروب الشمس، أو بلون مياهها المنعكس عليها. وهنالك سبعة أسباب تجعل الشباب يعشقون دهب تتمثل في الآتي: 1. أسعار ملائمة وخيارات متنوعة دهب مدينة تسودها البساطة وتميزها الطبيعة الهادئة، ومع ذلك فهي من أنسب الوجهات الشاطئية للشباب الباحثين عن توازن بين الراحة والتكلفة، حيث تتنوّع خيارات الإقامة من بيوت الضيافة البسيطة ونزل المخيمات "الكامبات" (جمع كامب camp) المصنوعة من جريد النخيل والأخشاب على حافة البحر لأصحاب الميزانية المحدودة، إلى فنادق فئة النجمتين أو ثلاث نجوم في منطقة الممشى السياحي متوسطة التكاليف، وصولا إلى فنادق فئة الأربعة نجوم مطلة على البحر لمحبي الرفاهية المعتدلة. وبصفة عامة فدهب هي الوجهة الأقل تكلفة في الإقامة من بين مدن أخرى في جنوب سيناء أو البحر الأحمر، مع توفير الاحتياجات الأساسية للنزيل، من سرير مريح وخدمة واي فاي المجانية، إلى مطابخ ومناطق مشتركة تشجع اللقاءات الاجتماعية، وهو ما ما يجعلها خيارًا مثالثا للشباب الذين يبحثون عن تجربة سياحية متميزة بأسعار ملائمة. 2- طقس معتدل وأجواء راحة على الرغم من أنّ دهب تُعرف بكونها وجهةً شاطئية في المقام الأول، فإن مناخها المعتدل يجعلها مناسبة للزيارة على مدار العام حتى خلال الشتاء، إذ تتراوح درجة حرارتها ما بين 20 و30 درجة مئوية أغلب العام. وأما في أشهر الصيف الثلاثة الأكثر حرارة، فتبقى المدينة صالحة للغوص والرياضات المائية بفضل مياهها النقية، ودرجات الحرارة المستقرة. وعلى مدار العام أيضا، تزدان شواطئ دهب بأشجار النخيل الممشوقة التي تضفي لمسةً من الطبيعة البكر، وتتيح لزائرها فرصة التجول على الشاطئ بجوار أشجار النخيل السيناوي وأنت تعتلي جملاً، أو تتجوّل على قدميك بين الماء والرمال لتستمتع بلوحة طبيعية تمتزج فيها زرقة السماء والبحر بلون النخيل. وبفضل هدوئها الظاهر واستقرار طقسها، أصبحت دهب في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة لعشاق اليوغا والتأمل وجلسات المساج على الشاطئ، إذ استقر بها عدد من المعالجين وأطباء العلاج الطبيعي من مختلف أنحاء العالم لتقديم تجارب صحة وعافية متكاملة. 3- مناطق غوص بسمعة عالمية تشتهر دهب بأنها "عاصمة الغوص" في جنوب سيناء، وواحدة من أشهر وجهات الغطس في العالم، بفضل عدد من المواقع الفريدة التي تلائم مختلف مستويات محبي الغوص. وتعتبر منطقة الثقب الأزرق (Blue Hole) أهم مناطق الغوص في دهب؛ هذا الحوض البحري العميق الذي يشبه متاهة طبيعية، فتحته الضحلة تمتد إلى أنفاق متعرجة في عمق البحر. هنا ينجذب محترفو الغوص لسحر الأعماق وعالم ما تحت الماء، بينما يكتفي المبتدئون بمراقبة الشعاب المرجانية قرب سطح الماء وتحت ضوء الشمس المتناثر. ويمتاز حوض الثقب الأزرق "البلوهول" بوفرة الحياة فيه، بما فيها من شعاب مرجانية وأسماك، كما أنها تسمى بمقبرة الغواصين لما فيها من خواص تجذبهم؛ ولكنها في الوقت نفسه منطقة عميقة وخطرة، للحد الذي أفقد بعض من هواة المغامرة من الذين حاولوا تحطيم الأرقام القياسية في الغوص حياتهم. ولتخليد ذكرى هؤلاء المغامرين، ستجد على الجبل الموازي للثقب الأزرق نقش يذكر بالمغامرين الذين فقدوا أرواحهم في تلك البقعة. وعلى بُعد بضع كيلومترات شمالًا من "البلو هول"، يقع الكانيون (The Canyon) وهو ممر مائي ضيق محفور بين الصخر، عمقه يناهز 50 متراً ويتميز بجدرانه المرجانية المزدهرة، ما يجعله وجهة مناسبة للغواصين الباحثين عن تجربة استكشافية مختلفة في جو من الإثارة. ولا تكتمل تجربة الغوص في دهب دون زيارة منطقة "الحمامات الثلاث" (Three Pools)، وسميت بذلك لأنها تحتضن 3 حمامات سباحة طبيعية وسط المياه، كونتها الصخور والشعب المرجانية. وتعد من أفضل أماكن الغطس للمبتدئين ومحبي التصوير تحت الماء. وأخيرا لا تفوتك زيارة منطقة "لايت هاوس" (Lighthouse) في شمال المدينة وبالقرب من منطقة الممشى السياحي العامرة بمراكز الغطس، وهي منطقة جذابة لممارسة الغطس بسبب مزيجا من الشعاب المرجانية النادرة والأسماك الملونة. 4-محمية أبو جالوم أو الاتصال بالطبيعة تقع محمية رأس أبو جالوم على امتداد ساحل خليج العقبة في جنوب سيناء، يمكن الوصول إلى قلب المحمية من منطقة البلوهول عبر ركوب لانش سريع يشق المياه بمحاذة الجبال، ثم ركوب سيارات الدفع الرباعي التي تسير خلال الوديان الجبلية غير الممهدة، ما يجعل الوصول إليها بحد ذاته مغامرة لا تُنسى. وما أن تصل إلى هناك ستحتاجك الدهشة من تفرد الطبيعة البكر، والطوبوغرافية المميزة لاقتراب الجبال من شاطئ خليج العقبة وأعماق البحر الأزرق العميق، حيث تُعد أبو جالوم ملاذًا بيئيًا فريدًا للعديد من النباتات البرية، إضافةً إلى امتداداتٍ بحرية من الشعاب المرجانية الغنية والحياة البحرية المتنوعة. كما تمنحك زيارة المحمية تجربة بدائية فريدة؛ فلا يوجد بها شبكة إنترنت أو اتصالات، بالإضافة لعدم وجود خدمة الكهرباء، وهذا يعني أن المنطقة تجتذب من يريد العودة إلى الحياة البسيطة لساعات، مع القيام بنشاطات رياضية مثل الغطس وتسلق الصخور والاسترخاء على شاطئ البحر. 5-رياضات مائية وأنشطة الأدرينالين تتمتع دهب ببيئة فريدة تجمع بين مياه البحر الأحمر الصافية ورياح سيناء القوية، مما جعلها قبلة لعشاق المغامرات المائية والأنشطة المحفزة للأدرينالين طيلة العام. وإليك أبرز ما يمكنك تجربته: إعلان إذا كنت من عاشقي رياضة ركوب الأمواج والمراكب الشراعية (Windsurfing & Sailing)، فأمامك فرصة كبيرة لممارسة رياضتك المفضلة في دهب، حيث إن قوة وسرعة الرياح التي تهب فيها، مع وجود الجبال التي تحيط بها من جهات كثيرة، تجعلها من أفضل الأماكن لركوب الأمواج على الألواح والمراكب الشراعية. كما يمكنك ممارسة رياضة التجديف بالكاياك (Kayaking) وركوب البدّال (Paddleboarding) في الشاطئ بمحاذاة منطقة الممشى أو في اللاغونا، وهو الشاطئ الرملي الوحيد في مدينة دهب، ذو مياه هادئة وراكدة تطل على جبال سيناء ونخيلها. كما تشتهر دهب بالقفز بالمظلات (Parasailing)، وهي تجربة مميزة تحلق بك عاليا فوق خليج العقبة، لتنعم بمناظر بانورامية ساحرة للساحل وجبال سيناء الشاهقة. وإذا كنت ترغب في نوع أخر من المتعة بعيدا عن الأنشطة المائية، عليك برحلات السفاري بين الجبال أو في الصحراء، فيمكنك استخدام "بيتش باجي" (Beach Buggy) وهي سيارات شاطئية ذات عجلات عريضة للسير على الرمال، والذهاب لأحد الوديان القريبة من منطقة "ثري بولز" أو عبر وديان قرية العسلة. ويُفضل أن تكون رحلات السفاري عند شروق أو غروب الشمس، حيث تنتشر أشعة الشمس على الرمال، فتكسوها بألوان رائعة مع نسمات هواء باردة. ويمكنك أيضاً ركوب الجمال وسط الطبيعة البكر، والتقاط صور رائعة. وإذا كنت من محبي التحدّي فعليك بتسلق الصخور (Hiking)، في منطقة "وادي جني"، وهو عبارة عن واحة صغيرة في حضن الجبل، أو في وديان محمية أبو جالوم العامرة بمسارات جبلية، والتي تستقطب هواة التسلّق والمشي في بيئة صحراوية خلابة. 6- زيارة الصحراء وأجواء البادية ولدهب سحر آخر لا يظهر إلا حين تغرب الشمس، وتبدأ الأضواء لتخفت واحدة تلو الأخرى، فلا يوجد بالمدينة أنشطة ليلية صاخبة مثل المدن السياحية الأخرى باستثناء زيارة الصحراء ليلاً، حيث تنتشر الخيام البدوية على امتداد الشاطئ ووديان الجبال، ويُقدّم أهل المنطقة المأكولات المحلية والشاي البدوي السيناوي، وسط أجواء دافئة من الضيافة العربية الأصيلة. ومن أشهر أماكن دهب المميزة ليلاً في الصحراء سفح جبل "وادي الطويلات"، حيث تقام سهرات بدوية بمزيج من السمر حول نار الفحم، تُشوى فوقها قطع اللحم، وتُقدّم الأطباق البدوية على أنغام الموسيقي والرقصات الشرقية والفلكلورية المصرية. أما مغامرة التخييم ليلا على الشاطئ فتمثل ذروة التجربة، فبعيدا عن أنوار المدينة وضجيج الإنترنت، يمكنك مراقبة السماء والنجوم، والتنعم بالانعزال التام مع الطبيعة، بعيدا عن أي اتصال إلكتروني، لتصقل روحك وتستمد لحظات سكينة نادرة. 7-ممشى تجاري وترفيهي يمتد الممشى السياحي في دهب على طول كيلومتر ونصف الكيلومتر ضمن منطقة "لايت هاوس"، والمطلة مباشرة على مياه خليج العقبة، وقد تم تطويره ليشمل مسارات منفصلة للمشاة وراكبي الدراجات، مع مرافق صديقة لذوي الهمم (ذوو الاحتياجات الخاصة). يضم الممشى عشرات المقاهي والمطاعم التي تتسم بالديكورات الخشبية والألوان المبهجة والأثاث البحري، حيث يُمكن للزائرين الجلوس أمام البحر والاستمتاع بالمشروبات، والأطباق المحلية والعالمية. كما تنتشر على جانبي الممشى مجموعة من البازارات والمحلات التجارية التي تعرض الملابس البدوية والحقائب اليدوية والهدايا التذكارية، بالإضافة إلى المشغولات اليدوية والتوابل والأعشاب المحلية. إعلان وفي المساء، يتحول الممشى إلى نقطة جذب لعشاق الحياة الليلية، مع حفلات صغيرة في الهواء الطلق وعروض موسيقية حية تقدمها فرق محلية وأحيانا فرق دولية، ما يجعل الممشى قلب الفعاليات الترفيهية في المدينة. هذه إذن دهب، مدينة تتسم ببساطة تسودها أجواء مميزة يشعر بها كل من زارها، يجتمع هنا هدوء الصحراء برِحاب موج البحر، لتمنح زائرها راحة وطمأنينةً بعيدًا عن ضوضاء الحياة اليومية. وسواءً كنت شابا تبحث عن دفقات أدرينالين تحت الأمواج، أو لحظات تأمل صامت تحت نجوم الصحراء، أو حوارات ودية في مقهى على الممشى البحري، فزيارة عاصمة الغوص في جنوب سيناء تعدك بتوازن فريد يجمع بين المتعة وتجدد الروح.