logo
عائدات من السعودية.. فتيات تايلنديات مسلمات يحاولن التكيف مع مجتمع جديد

عائدات من السعودية.. فتيات تايلنديات مسلمات يحاولن التكيف مع مجتمع جديد

الجزيرةمنذ يوم واحد

غالبًا ما يفضل العرب الزائرون لمملكة تايلند الإقامة في منطقة تشتهر باسم شارع العرب، ولذلك فعندما تتجول في هذه المنطقة تكاد تشعر أنك في بلد عربي.
معظم المحلات تضع لافتات بأسماء عربية، كما أن الكثير منها يبدو وكأنه يستهدف بالأساس الزائر العربي سواء كان قادما للسياحة أو للعلاج.
ولذلك ليس غريبا أن تجد كثيرا من العاملين في هذه المطاعم من العرب أو على الأقل ممن يجيدون اللغة العربية.
كان طبيعيا أن أقصد في أيامي الأولى بتايلند مطعما ومحل للبقالة كلاهما مجاور للفندق، لكن المفاجأة كانت بانتظاري عندما دخلت إلى كل منهما.
سمت وأسماء ولهجة
في البقالة كما في المطعم وجدت فتيات وشبانا يَبدون وكأنهم من العرب وبالتحديد من أهل الخليج العربي، تلحظ ذلك في سمتهم وفي لغتهم العربية بل لهجتهم الخليجية ومع هذا وذاك أسماؤهم.
ولهذا كان طبيعيا أن أحاول استكشاف الأمر، فسألت فتاة المطعم فأخبرتني أن اسمها هديل طلال وأنها عاشت كل سنوات عمرها السابقة في السعودية بل إنها ولدت هناك ثم درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
تقول هديل للجزيرة نت إنها تركت أسرتها في السعودية وعادت مع أخيها قبل عام من أجل الدراسة الجامعية في تخصص الفندقة والمطاعم وكذلك العمل بالتوازي مع الدراسة.
إعلان
الانتقال من السعودية حيث الأب والأم والصديقات والعودة إلى تايلند كان شديد الصعوبة في البداية، خصوصا وأن طمأنينة العيش في مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة تعطي الشخص الكثير من الراحة النفسية.
تضيف الشابة التايلندية: عشت كأني غريبة في بلادي لفترة ليست بالقصيرة، لكن مع الوقت تعودت على الحياة وتحمل المسؤولية وتعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها.
وعن العمل تقول هديل إن فرصه صعبة في جنوب تايلند، ولذلك تضطر وغيرها من الشبان والشابات للقدوم إلى العاصمة بانكوك حيث فرص العمل أكثر والدخل أكبر.
في المطعم نفسه التقينا الشاب ريان فطاني الذي يبلغ عمره 20 عاما عاش 3 أرباعها في السعودية قبل أن يعود إلى تايلند لدراسة إدارة الأعمال في مجال الطيران.
يقول ريان إنه ما زال يحمل ذكريات جميلة عن حياته في مدينة الطائف السعودية حيث عاش ودرس، ويخبرنا بأنه شعر بالحزن عندما غادر السعودية لكنه تأقلم لاحقا مع حياته الجديدة.
وبشأن عمله بالتوازي مع الدراسة الجامعة، يتفق ريان مع هديل في أن هذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة للشباب في تايلند حيث يعتمدون على أنفسهم ابتداء من المرحلة الجامعية، ولذلك يعملون كل الوقت في فترة الإجازة التي تأتي غالبا بين شهري مارس/آذار ومايو/أيار من كل عام، ويعملون في الفترة المسائية خلال بقية الشهور حيث يدرسون في الصباح.
واختتمنا حوارنا مع الشاب النابه ريان عن المسلمين في تايلند فقال إنهم يعيشون في سلام سواء من كان منهم في الجنوب حيث الأغلبية المسلمة أو في العاصمة بانكوك.
شعور بالحنين
بجوار المطعم اليمني تقع البقالة التي تحمل هي الأخرى اسما عربيا، وفي الداخل وجدنا 5 فتيات لا يختلفن عمن بالمطعم من حيث السمت الإسلامي أو اللغة العربية بلهجة خليجية وخصوصا سعودية.
أسماء عبد المهيمن، التحقت بالجامعة بعد عودتها من السعودية ودرست مجال البرمجة، لكنها لم تجد بعد عملا مناسبا في تخصصها لذلك تعمل مؤقتا في المبيعات.
وبجوارها كانت الشابة نوال دورلوه التي ولدت ودرست هي الأخرى بالسعودية ثم عادت إلى تايلند حيث تدرس إدارة الأعمال في مجال الأغذية الحلال.
تقول لنا إنها تتقن اللغة العربية أكثر مما تقن التايلندية، وتوضح لنا أن الأغلبية المسلمة في جنوب تايلند تتحدث بالأساس لغة الملايو التي تتحدث بها الجارة ماليزيا والتي قدم كثير من أجدادهم منها.
وعن الانتقال تقول نوال إنها ما زالت تشعر بالحنين إلى السعودية وتتمنى لو تعود للعمل يوما هناك أو في أي من الدول العربية الأخرى، وتوضح لنا أنها وقريناتها تأثرن كثيرا بالنشأة في السعودية ويظهر هذا في اللهجة والزي واللباس وحتى العادات والتقاليد.
الحلال ليس في الطعام فقط
وقبل أن ننهي حديثنا معها حرصت نوال على أن تحدثنا عن بعض ما استفادته من دراسة إدارة الأعمال في مجال الأغذية الحلال، لتوضح لنا أن صناعة الحلال في دولة ذات أغلبية غير مسلمة تبدو وكأنها تقتصر على الغذاء لكن الحقيقة أنها تمتد أيضا لمنتجات أخرى مثل الصابون ومساحيق التجميل التي قد تدخل في صناعتها مكونات غير حلال.
كما لفتت نوال إلى نقطة مهمة أخرى تتعلق بصناعة الحلال، حيث قالت إن هناك الكثير من المنتجات التي يتم صناعتها بشكل حلال إسلاميا لكن المنتجين لا يضعون عليها هذا الوصف لأن الحصول على رخصة الحلال يكلف مالا وإجراءات يجب القيام بها سنويا.
من جهة أخرى، سألنا هؤلاء الفتيات عن مدى متابعتهن للقضايا العربية والإسلامية، فقالت لنا هديل طلال إنها تهتم كثيرا بالمتابعة، وتوضح أنها شاركت في كثير من الفعاليات من أجل نصرة القضايا الإسلامية خصوصا في فلسطين وكذلك في سوريا والسودان ولبنان.
بلد الحرية
هديل كشفت لنا أيضا عن خطوة متقدمة للجمع بين هذه الفئة من الشبان والفتيات في تايلند حيث قالت إنهم قرروا تأسيس رابطة للتايلنديين والتايلنديات الذين ولدوا في السعودية وعقدوا بالفعل اجتماعين أحدهما في شهر رمضان الماضي والثاني في عيد الفطر للبدء في خطوات تأسيس وإشهار الرابطة بشكل رسمي.
أما فيما يخص أوضاع المسلمين في تايلند فإن هديل اختارت طريقا لافتا للإجابة على هذا السؤال حيث قالت إن تايلند اسم على مسمى حيث يعني اسمها باللغة التايلندية أرض الحرية، ولذلك فكل شخص يعيش كما يحلو له ويمارس معتقداته في حرية ودون أي تدخل من الآخرين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عائدات من السعودية.. فتيات تايلنديات مسلمات يحاولن التكيف مع مجتمع جديد
عائدات من السعودية.. فتيات تايلنديات مسلمات يحاولن التكيف مع مجتمع جديد

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

عائدات من السعودية.. فتيات تايلنديات مسلمات يحاولن التكيف مع مجتمع جديد

غالبًا ما يفضل العرب الزائرون لمملكة تايلند الإقامة في منطقة تشتهر باسم شارع العرب، ولذلك فعندما تتجول في هذه المنطقة تكاد تشعر أنك في بلد عربي. معظم المحلات تضع لافتات بأسماء عربية، كما أن الكثير منها يبدو وكأنه يستهدف بالأساس الزائر العربي سواء كان قادما للسياحة أو للعلاج. ولذلك ليس غريبا أن تجد كثيرا من العاملين في هذه المطاعم من العرب أو على الأقل ممن يجيدون اللغة العربية. كان طبيعيا أن أقصد في أيامي الأولى بتايلند مطعما ومحل للبقالة كلاهما مجاور للفندق، لكن المفاجأة كانت بانتظاري عندما دخلت إلى كل منهما. سمت وأسماء ولهجة في البقالة كما في المطعم وجدت فتيات وشبانا يَبدون وكأنهم من العرب وبالتحديد من أهل الخليج العربي، تلحظ ذلك في سمتهم وفي لغتهم العربية بل لهجتهم الخليجية ومع هذا وذاك أسماؤهم. ولهذا كان طبيعيا أن أحاول استكشاف الأمر، فسألت فتاة المطعم فأخبرتني أن اسمها هديل طلال وأنها عاشت كل سنوات عمرها السابقة في السعودية بل إنها ولدت هناك ثم درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. تقول هديل للجزيرة نت إنها تركت أسرتها في السعودية وعادت مع أخيها قبل عام من أجل الدراسة الجامعية في تخصص الفندقة والمطاعم وكذلك العمل بالتوازي مع الدراسة. إعلان الانتقال من السعودية حيث الأب والأم والصديقات والعودة إلى تايلند كان شديد الصعوبة في البداية، خصوصا وأن طمأنينة العيش في مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة تعطي الشخص الكثير من الراحة النفسية. تضيف الشابة التايلندية: عشت كأني غريبة في بلادي لفترة ليست بالقصيرة، لكن مع الوقت تعودت على الحياة وتحمل المسؤولية وتعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها. وعن العمل تقول هديل إن فرصه صعبة في جنوب تايلند، ولذلك تضطر وغيرها من الشبان والشابات للقدوم إلى العاصمة بانكوك حيث فرص العمل أكثر والدخل أكبر. في المطعم نفسه التقينا الشاب ريان فطاني الذي يبلغ عمره 20 عاما عاش 3 أرباعها في السعودية قبل أن يعود إلى تايلند لدراسة إدارة الأعمال في مجال الطيران. يقول ريان إنه ما زال يحمل ذكريات جميلة عن حياته في مدينة الطائف السعودية حيث عاش ودرس، ويخبرنا بأنه شعر بالحزن عندما غادر السعودية لكنه تأقلم لاحقا مع حياته الجديدة. وبشأن عمله بالتوازي مع الدراسة الجامعة، يتفق ريان مع هديل في أن هذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة للشباب في تايلند حيث يعتمدون على أنفسهم ابتداء من المرحلة الجامعية، ولذلك يعملون كل الوقت في فترة الإجازة التي تأتي غالبا بين شهري مارس/آذار ومايو/أيار من كل عام، ويعملون في الفترة المسائية خلال بقية الشهور حيث يدرسون في الصباح. واختتمنا حوارنا مع الشاب النابه ريان عن المسلمين في تايلند فقال إنهم يعيشون في سلام سواء من كان منهم في الجنوب حيث الأغلبية المسلمة أو في العاصمة بانكوك. شعور بالحنين بجوار المطعم اليمني تقع البقالة التي تحمل هي الأخرى اسما عربيا، وفي الداخل وجدنا 5 فتيات لا يختلفن عمن بالمطعم من حيث السمت الإسلامي أو اللغة العربية بلهجة خليجية وخصوصا سعودية. أسماء عبد المهيمن، التحقت بالجامعة بعد عودتها من السعودية ودرست مجال البرمجة، لكنها لم تجد بعد عملا مناسبا في تخصصها لذلك تعمل مؤقتا في المبيعات. وبجوارها كانت الشابة نوال دورلوه التي ولدت ودرست هي الأخرى بالسعودية ثم عادت إلى تايلند حيث تدرس إدارة الأعمال في مجال الأغذية الحلال. تقول لنا إنها تتقن اللغة العربية أكثر مما تقن التايلندية، وتوضح لنا أن الأغلبية المسلمة في جنوب تايلند تتحدث بالأساس لغة الملايو التي تتحدث بها الجارة ماليزيا والتي قدم كثير من أجدادهم منها. وعن الانتقال تقول نوال إنها ما زالت تشعر بالحنين إلى السعودية وتتمنى لو تعود للعمل يوما هناك أو في أي من الدول العربية الأخرى، وتوضح لنا أنها وقريناتها تأثرن كثيرا بالنشأة في السعودية ويظهر هذا في اللهجة والزي واللباس وحتى العادات والتقاليد. الحلال ليس في الطعام فقط وقبل أن ننهي حديثنا معها حرصت نوال على أن تحدثنا عن بعض ما استفادته من دراسة إدارة الأعمال في مجال الأغذية الحلال، لتوضح لنا أن صناعة الحلال في دولة ذات أغلبية غير مسلمة تبدو وكأنها تقتصر على الغذاء لكن الحقيقة أنها تمتد أيضا لمنتجات أخرى مثل الصابون ومساحيق التجميل التي قد تدخل في صناعتها مكونات غير حلال. كما لفتت نوال إلى نقطة مهمة أخرى تتعلق بصناعة الحلال، حيث قالت إن هناك الكثير من المنتجات التي يتم صناعتها بشكل حلال إسلاميا لكن المنتجين لا يضعون عليها هذا الوصف لأن الحصول على رخصة الحلال يكلف مالا وإجراءات يجب القيام بها سنويا. من جهة أخرى، سألنا هؤلاء الفتيات عن مدى متابعتهن للقضايا العربية والإسلامية، فقالت لنا هديل طلال إنها تهتم كثيرا بالمتابعة، وتوضح أنها شاركت في كثير من الفعاليات من أجل نصرة القضايا الإسلامية خصوصا في فلسطين وكذلك في سوريا والسودان ولبنان. بلد الحرية هديل كشفت لنا أيضا عن خطوة متقدمة للجمع بين هذه الفئة من الشبان والفتيات في تايلند حيث قالت إنهم قرروا تأسيس رابطة للتايلنديين والتايلنديات الذين ولدوا في السعودية وعقدوا بالفعل اجتماعين أحدهما في شهر رمضان الماضي والثاني في عيد الفطر للبدء في خطوات تأسيس وإشهار الرابطة بشكل رسمي. أما فيما يخص أوضاع المسلمين في تايلند فإن هديل اختارت طريقا لافتا للإجابة على هذا السؤال حيث قالت إن تايلند اسم على مسمى حيث يعني اسمها باللغة التايلندية أرض الحرية، ولذلك فكل شخص يعيش كما يحلو له ويمارس معتقداته في حرية ودون أي تدخل من الآخرين.

المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة
المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • الجزيرة

المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة

بيروت- بهمّة عالية وعمل دؤوب يضع فضل نجم لمساته الأخيرة على مؤسّسته السياحيّة في بلدة باتوليه قضاء صور جنوب لبنان ، والذي كان قد تضرر بشكل كبير من جراء القصف الإسرائيلي، حيث أعاد ترميم الجدران المدمرة وأعمال الديكور داخل صالة ليلة عمر للأفراح. ومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عاد نجم وأسرته وعمّاله إلى مؤسّسته ليرفع عنها غبار الحرب وآثارها الكارثية، وهو اليوم يتهيّأ لموسم الصيف القادم، والذي يعوّل عليه مثل العديد من أصحاب المنتجعات السياحية في الجنوب اللبناني، لتعويض جزء من خسائرهم التي تكبّدوها جراء الحرب الأخيرة. إصرار على العودة يتحدث نجم للجزيرة نت عن إصراره الكبير لإعادة الصالة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، لافتًا إلى وجود حجوزات كبيرة لهذا الصيف، ويقول: "الحرب الإسرائيلية كانت قاسية جدًّا علينا، وقد تضرّرنا بشكل كبير، حيث سقط السقف والديكور، وجزء من الحائط سقط بعد وقوع عدّة غارات بجانب المنتجع، لكننا عدنا فور وقف إطلاق النار ونحاول جاهدين إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وسنستأنف العمل رغم كل شيء، ونحن نستعد حاليًا لموسم صيف واعد جدًا". ويلفت نجم إلى وجود حالة من التردّد لدى الكثير من أصحاب المؤسسات السياحيّة، نظرًا لاستمرار الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان، وهذا ما يخيف الروّاد بشكل أساسي من القدوم إلى الجنوب، إلا أنه يطمئن الناس إلى أن الوضع في الجنوب، وخاصة في منطقة صور مستقر وآمن، ويدعو المغتربين للعودة إلى بلدهم وزيارة الجنوب لدعم الأهالي الصامدين في قراهم. دولة غائبة تستعيد مدينة صور عافيتها بشكل أسرع من قرى القضاء، خاصة تلك القريبة من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة، إذ تتراجع الحركة في المدن كلما اقتربت نحو القرى الحدوديّة، كا هو الحال في بلدة شمع، التي صُنّفت سياحيّة نظرًا لموقعها الجغرافي المميّز، والممتد من أعلى الجبل وصولا إلى شاطئ البحر في نقطة البيّاضة، حيث دمّر الاحتلال أكثر من 70% من منازلها، أما منتجعاتها السياحيّة فتضرّرت بشكل كبير. ويشير رئيس بلدية شمع وصاحب منتجع (هيل سايد ريزورت)، عبد القادر صفي الدين للجزيرة نت إلى الأضرار البسيطة التي لحقت بمنتجعه وقد عمد إلى استبدال الزجاج المحطّم وكذلك بعض الإصلاحات الضرورية، ويشدّد على أنه يدرس قرار إعادة فتح المنتجع في هذا الصيف، في ضوء وجود تكاليف تشغيلية كبيرة، من غياب للكهرباء التي يستعاض عنها بالمولدات، وغياب البنية التحتيّة الضروريّة. ورغم كل الصعوبات والتحديات التي تأتي مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، يشدّد صفي الدين على ضرورة أخذ المبادرة من قبل أصحاب المؤسّسات السياحيّة، والبدء بأعمال الإصلاحات دون انتظار الدولة الغائبة تمامًا حسب تعبيره. ويقول: "في بلدة شمع كان يعمل ما يقارب 250 موظّفًا في المؤسّسات السياحيّة في البلدة، يعني 250 عائلة كانت تعتاش من هذا القطاع، وهذه المنطقة كان يقصدها المواطنون من كل لبنان إضافة إلى السيّاح والمغتربين، نظرا لجماليتها وللخدمات المميزة التي تقدمها هذه المنتجعات، ولهذا يجب أن تعود إلى سابق عهدها ومهما كانت الظروف، وعدم انتظار الدولة التي لم تسأل عنا أبدًا". حتّى إشعار آخر ومن خلال جولة الجزيرة نت على المنتجعات في شمع بدت البلدة خالية تمامًا من أي مظهر للحياة، حتى مطعم (أمواج البياضة) الذي كان يضج بالحياة لسنوات طويلة، هو اليوم مغلق تمامًا، وآثار الدمار واضحة للعيان، فالطاولات محطّمة كذا الكراسي وألواح الزجاج، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال المنطقة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك التاريخ أغلق المطعم أبوابه أمام زوّراه، وغادر 60 عاملا إلى منازلهم إلى غير رجعة، أما صاحبه فغادر إلى أفريقيا ، وليس لديه نيّة للعودة في الوقت الحالي، نظرًا للخسائر الاقتصاديّة الكبيرة التي مُني بها نتيجة الإغلاق الذي تخطّى العام ونصف العام، ونتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالمطعم. ويتحدث صاحب المطعم علي وهبة لـ(الجزيرة نت) عن هذه الخسائر، مؤكّدًا أنه خسر أول الحرب في مطعمه 22 ثلاجة ممتلئة بأنواع مختلفة من اللحوم والأسماك والأطعمة المتنوعة، وكلفة هذه الخسارة قرابة 50 ألف دولار، فضلا عن كلفة الإغلاق المتواصلة والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمطعم. ويستبعد وهبة إمكانية العودة إلى لبنان وإعادة الافتتاح من جديد هذا الصيف، وهو مُصرٌّ على الإغلاق، ويقول: "لا يمكنني أن أغامر وأدفع أموالا طائلة من جديد، فأنا بحاجة إلى ما يزيد عن 100 ألف دولار للعودة من جديد، في ظل عدم وضوح الرؤية حول مستقبل الوضع في لبنان، وكذلك لا يمكنني أن أضمن سلامة الزبائن أو الموظفين، فالخطر حقيقي والقذائف كانت تسقط قربنا في أول أيّام الحرب. وينوّه وهبة إلى أن هذه المنتجعات السياحية التي كانت تميّز منطقة الجنوب كانت عنصرًا أساسيًّا في صمود الأهالي في قراهم، فقد كانت تحرّك العجلة الاقتصادية للمنطقة، فعلى سبيل المثال كان يعمل في المطعم 60 موظفًا يعني 60 أسرة. ويقول وهبة: "حركة المنتجعات ليست مهمة فقط للموظفين وأصحابها، بل لكل المنطقة، حيث تعتمد العديد من المؤسسات التجارية عليها، فنحن نشتري الخضار واللحوم والحاجيّات اليوميّة من مؤسّسات أخرى، مما يخلق دورة اقتصاديّة مهمّة في القرى والبلدات الجنوبية". ويشير وهبة إلى حرصه على العودة عند استتباب الأمن في الجنوب اللبناني، ويتمنى أن يعيد الحياة والموظفين إلى مؤسّسته وأن تلتفت الدولة والمعنيون إلى هذه المؤسسات الاقتصادية المهمّة، وأن تسأل عن حالهم وتعوّضهم لتشجعهم على العودة.

كولن ودوسلدورف.. رحلة لقلب ألمانيا حيث التاريخ يصافح الحداثة
كولن ودوسلدورف.. رحلة لقلب ألمانيا حيث التاريخ يصافح الحداثة

الجزيرة

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كولن ودوسلدورف.. رحلة لقلب ألمانيا حيث التاريخ يصافح الحداثة

إذا كنت تبحث عن وجهة تمنحك مزيجا فريداً من التاريخ العريق والثقافة الغنية والمناظر الطبيعية الخلابة والتسوق المتميز، فإن خيارك الأمثل في ألمانيا قد يكون مدينتي كولن ودوسلدورف في شمال غرب البلاد. وتقع هاتان المدينتان على ضفاف نهر الراين، أحد أشهر أنهار أوروبا، مما يضفي عليهما جواً رومانسياً وسحراً خاصاً يجذب ملايين الزوار سنوياً. ما المميز في كولن ودوسلدورف؟ كولن حيث التاريخ تحكي قصصاً عبر القرون، وهي ستسحرك من اللحظة الأولى التي ترى فيها كاتدرائيتها العملاقة ذائعة الصيت، هذه التحفة المعمارية التي استمر بناؤها على مدى أكثر من ستة قرون! يصل ارتفاع مبنى الكاتدرائية إلى أكثر من 144 مترا، وسيكون بإمكانك صعود المئات من الدرجات إلى قمة البرج الجنوبي لمشاهدة أجمل إطلالة بانورامية على نهر الراين وبقية معالم المدينة. متحف الشكولاتة ولكن كولن ليست مجرد كاتدرائية، فهي تقدم لك أيضا رحلة إلى العصر الروماني، وذلك عبر زيارة المتحف الروماني الجرماني الذي يضم فسيفساء رائعة تعود إلى القرن الثالث الميلادي. وفي كولن أيضا لا يفوتك زيارة متحف مميز وجذاب هو متحف الشوكولاتة، حيث تشم رائحة الكاكاو، وتشاهد كيف تتحول حباته إلى أشهى أنواع الشوكولاتة. ومن خارج المتحف، سيمتعك شكل المبنى الذي يبدو وكأنه قارب زجاجي على ضفاف نهر الراين، لكن المتعة الأكبر ستكون بالداخل وأنت تتابع بشكل عملي مراحل صنع الشوكولاتة. إعلان نزهة على الراين غير بعيد عن المتحف، سيكون بإمكانك القيام بنزهة رومانسية على طول رصيف الراين بمقاهيه الحديثة والمطاعم العائمة، كما يمكنك زيارة حي بلوتنك الذي يعج بالمقاهي الفنية والمتاجر المميزة. وأنت تقوم بجولة على نهر الراين، ربما يكون من معالم الجذب ذلك الجسر الذي يتوافد عليه العشاق كي يضعوا أقفالا، يعتقدون أنها ستضمن لهم استمرار المحبة. عاصمة الأناقة والفنون تحتاج كولن إلى يومين أو ثلاثة كي تستمتع بأبرز معالمها، ثم يمكنك لاحقا التوجه إلى دوسلدورف، التي لا تبعد عن كولن إلا 40 كيلومترا تقطعها السيارة في 35 دقيقة، مقابل 20 دقيقة فقط على متن القطار السريع. وربما يكفيك يوم واحد في هذه المدينة التي ستدهشك بمعالمها وتناقضاتها الساحرة وأبرزها: الشارع الملكي الشهير حيث تصطف أشجار الزيزفون على قنوات المياه، بينما تلمع واجهات المحلات الفاخرة. الميناء الإعلامي: تحفة معمارية حديثة تزينها مباني المصممين العالميين والمطاعم الراقية المطلة على الماء. البلدة القديمة التي مئات المحلات والمقاهي، فضلا عن معالم بارزة فيها مثل شارع بولينغرشتراسه وساحة السوق وممشى الراين. متحف قصر الفنون: يضم مجموعة رائعة من الفنون من العصور الوسطى، وحتى المعاصرة. متى تزور المدينتين؟ أفضل الأوقات لزيارة كولن ودوسلدورف هي: فصل الشتاء (يناير/كانون الأول): أسواق الميلاد الساحرة التي تحول المدينتين إلى لوحة من الأضواء. فصل الشتاء (فبراير/شباط ومارس/آذار): مشاهدة كرنفال كولن الصاخب (أكبر كرنفال في شمال أوروبا). فصل الصيف (يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول): للاستمتاع بالمقاهي الخارجية والرحلات النهرية. كيف تصل وتتنقل؟ يمكك الوصول إلى المدينتين بسهولة، خاصة وأن مطار كولن وكذلك مطار دوسلدورف وأيضا بون لا تبعد كثيرا عن المدينتين، كلها تصلها رحلات مباشرة من دول عربية عديدة. وحتى إذا حطت طائرتك في فرانكفورت عاصمة المال الأعمال في ألمانيا، فلن يكون الأمر صعبا حيث تبعد عن كولن 180 كيلومتراً، وعن دوسلدورف 215 كيلومترا، مع وقت سفر يقدر بنحو ساعتين بالقطار السريع. هذه المسافات القصيرة تجعل من السهل جداً زيارة المدن الثلاث (كولن ودوسلدورف وبون) في رحلة واحدة لا تنسى! وأما في داخل كل من كولن ودوسلدورف فإن شبكات المواصلات العامة الممتازة تجعل التنقل سهلاً وبأسعار معقولة. إعلان وبالنسبة للمسافات بين هذه المدن، فإن كولن ودوسلدورف تقعان على مسافة قريبة جدا من بعضهما البعض، حيث تفصل بينهما حوالي 40 كيلومتراً فقط، ويمكن الوصول من إحداهما إلى الأخرى في أقل من ساعة بالقطار أو السيارة. وجهتان من الأهمية بمكان كولن ودوسلدورف – مدينتان تمنحانك أفضل ما في ألمانيا، من التاريخ إلى الحداثة، من الثقافة إلى الترفيه، ومن الاسترخاء إلى المغامرة. سواء كنت مسافراً مع العائلة، كزوجين، أو مع الأصدقاء، ستجد في هاتين المدينتين ما يلبي جميع الأذواق ويخلق ذكريات لا تنسى. وإذا سافرت إلى دولسلدورف فلا تغادرها دون تناول وجبة في المطعم التاريخي (الذي زاره نابليون بونابرت)، ولا تغادر كولن دون شراء زجاجة من ماء كولونيا الأصلي من المتجر التاريخي حيث اخترعت هذا العطر الشهير قبل أكثر من ثلاثة قرون، ففي هذه المدينة وُلد أشهر عطر في العالم (ماء كولونيا) خلال العام 1709 على يد الإيطالي جيوفاني ماريا فارينا. ويمكنك زيارة متجر "فارينا" التاريخي قرب الكاتدرائية، حيث ما زال يُحفظ سر التركيبة الأصلية التي تجمع بين نضارة الحمضيات ودفء الأعشاب. وسواء اخترت العبوة الكلاسيكية ذات الطابع التراثي أو النسخ المعاصرة، ستأخذ معك عبقا يمزج بين تاريخ المدينة العريق وأناقتها الحديثة، لتبقى ذكرى رحلتك عالقة في ذهنك كلما استنشقت هذه الرائحة الفريدة، استعد لرحلة ستبقى في ذاكرتك للأبد، رحلة إلى قلب الراين حيث السحر الحقيقي!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store