logo
القمة في العراق فكرة لا تطاق

القمة في العراق فكرة لا تطاق

كواليس اليوم٠٧-٠٥-٢٠٢٥

القصر الكبير : مصطفى منيغ
ما الفائدة من عقد العراق قمة عربية لا يجمع عناصر أسبابها أي ترابط آو وئام ، إن كان حتى تنظيم نفسها بنفسها لديها بالأمر المنعدم الكامل الانعدام ، آم هي مناورة سيتم استغلالها لضمان بقاء نفس الحكومة للعام القادم إن مرت العِلَلِ على ما يُرام ، شيء لا يدعو للأسف بل للضحك نتيجة مثل التحرُّك الصادم بما يعنيه من كُثْرِ اصطدام ، والعالم يُدرك أن مثلَ القمم ، الأفضل لأنفاسها أن تُكتَم ، إبقاءً على ما بَقِيَ منها كي لا يُقَسَّم ، على الفشل والخيبة والثرثرة المُعادَة لنفس الكلام ، قد تكون الفكرة القائم عليها جدول الأعمال صادرة عن عقلٍ ظنَّ الشعب العراقي يحيا في صمته على الأوهام ، سيكون صاحبه قطعاً ليس من العراق بل ممَّن يسيطر على العالم ، بوسائل متجاوَزَة مُهترِئَة الجوهر مبعثرة التقويم مُفكَّكة القوام ، مُحتَلاً للعراق بافتراءِ ضبط الاستقرار وفق متطلبات السلام ، خدمة للمنطقة العربية المَشرقية المنكوبة على الدوام ، ولو كان الدائر هناك في مجمله سوى مسرحية المُتفرِّجُ عليها مُشاركٌ فيها دون أن يَعلَم .
ما القيمة المضافة التي ستحصل عليها العراق من وراء عقد قمة بدأت بما يؤكد تقارب بعض القادة لقلة الفهم ، عما يجري حتى في حاضرهم الضيِّق الجالبِ عليهم مستقبلاً كل صنوف الاختصام ، حينما تتكشَّف أمامهم كآمرات تَقدُّمِ التكنولوجية وقد صورت تجاوزاتهم لتراها شعوبهم عساها تُغيّر مثل الحُكَّام ، بآخرين لا يستهويهم حضور ذات القمم الساخرة من أقوام ، إذ سيكونون مشغولون بما هو أهم ، التعامل مع الواقع المُعاش بما يَلزَم ، من تعويض القيام بالواجب بما يناسب من الحقوق خلال تدبيرٍ شفَّافٍ يضاعف من ايجابيات العمل بالحد من سلبيات كثرة الكلام ، يُقال أنها مختلفة عن سابقاتها اقتصادية السمات استثمارية القرارات لِمعالجة مَن أصبح في مستقبل الشعوب يتَحكَّم ، ولا يدري مُنظِّم هذه القمة أنه لما يصرِّح به لعمقه يفهم ، إن قَصَدَ الشعوب العربية فنكبتها ليس في الاقتصاد بل بوجود بعض حُكَّام نظامهم المستبد أسوأ نظام ، المسألة عندهم البقاء لخدمة أسيادٍ لهم
وليسوا سادة بخدمة شعوبهم عن حكمة وعدل وإنصاف تام ، إذن لا حاجة لقمة الهدف منها إشغال الرأي العام ، بما تريد به أمريكا إبعاد العرب أكثر عن أهم الأهم ، التوافق السياسي بين نظمهم أولاً ذاك القائم على تحديد الرؤى وفق إرادات الشعوب الراغبة فيما بينها على الالتحام ، لفرض المناسب اتجاه كل قضية على حدة لتحقيق ما يجعل الأخذ بالحق مباح وليس كما هو الآن مُحَرَّم ، أمَّا إن قصد التذكير بالمشي المعتاد كأن العراق أصبحت بعد فائض من الاستقرار السياسي والاقتصادي وقبلهما التشريعي توزِّعُ على دولٍ موقعها بين المحيط والخليج حلولا تسارع بها للانضمام ، لنادي ترويض الحال ليظل على حاله كما يأمر حاميه القاطن البيت الأبيض الهمام ، فليتحوَّل بعد القمة لاستقراء مواقف مَن فهموا قبلها بأيام ، أن الغفلةَ قدَّمت استقالتها من عقول العامة فَعَوَّضَ الوعي ليَسدّ وبسرعة كل ثغرة قد تساهم قِوى أجنبية تتحكَّم من خلف حواجز معينة في الشأن العراقي الذي ليست للحكومة فيه إلا التنفيذ بما يُبدي لتلك القوى فروض الطاعة والاحترام .
للحضور كلٌّ قصَّته ، عن الجزائر : شرائح من الشعب تتوسل من الرئيس عدم الذهاب إلى بغداد لاعتقادهم إمكانية تكرار نفس الفاجعة التي أصابت الرئيس الراحل هواري بومدين خلال زيارته ذاك البلد فيتعرَّض (كما قيل) لحالة تسمم لازمته حتى فارق الحياة ، وأيضا ما واجهه وزير خارجية الجزائر الراحل بنيحيى من تحطم الطائرة التي كان بمتطيها فوق الأجواء العراقية ولم يعد لوطنه إلا داخل نعش . الجزائريون يتطايرون من انتقال رئيسهم للعراق ، قد يلبي الرئيس 'تبون' رغبتهم بالعدول عن قبول الدعوة لحضور تلك القمة بذاته ، ربما أناب عنه لنفس الغاية أحد المسؤولين ، والانشغال المباشر بقضية تدبير قرعة بيع أكباش العيد المستورد منها مليون رأس لتتوزع على جميع ولايات الجزائر استعدادا لعيد الأضحى المبارك . . عن سوريا : شيعة العراق يعارضون بشدة زيارة الرئيس السوري الشرع لبلدهم العراق ، اعتباراً لما سجلوه من مواقف دامية حصدت أرواح عراقيين خلال عهد الرئيس الهارب السيئ الذكر بشار . عن لبنان : حالة من التوتر شابت العلاقة على الصعيد الجماهيري بين لبنان والعراق ، على اثر التصريح الذي أدلى به الرئيس اللبناني يخص الحشد الشعبي ليرد عليه رجل دين السيد الموساوي بما ينص وحرفيا : (ان العراق مُطالب بالدفاع عن نفسه ، ولا يسمح لا لجوزيف عون ولا غيره أن يحدد لنا الصح من الخطأ . من أنت لتحدِّدَ لنا الصح من الخطأ ؟ ، أنت نكرة ، عيب عليك ، نحن إن لم نعطيكم نفقة ، لو لم نعطيكم مساعدات لا تعد ولا تُحصَى تعيشون في ظلام دامس وبجوع دامس ، انتم تعيشون بخيراتنا وببركاتنا …) . عن الكويت المكويَّة بذاك الاجتياح الذي عقّدها فأصبحت لا تطيق أي أجواء تعيدها للعيش ولو في الخيال داخل تلك المصيبة التي مزّقت كيانه بالكامل خلال نصف ساعة ، ليتضح أنها مصرف مهيكل أقرب من كونها دولة قادرة للدفاع عن نفسها ، إن حضر أميرها القمة فللمجاملة لا غير كأساس ، ولإلقاء كلمة تعلن عن تمتعها بسيادة كيلومترات تقود انطلاقا منها مشاريع مالية واقتصادية ضخمة . ممَّا يجعلها بعيدة كل البعد عن اتخاذ أي خطوة سياسية تغضبُ عنها الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول، بعدها أباطرة المال والإعمال عبر المعمور اليهود . إسرائيل ستكون أكثر الوفود الحاضرة في ذات القمة ممثلة برئيس السلطة الفلسطينية عباس والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ، أما أمريكا فستمثلها كل من مملكة البحرين و قطر وسلطنة عمان. ليبيا حضورها من عدمه لن يقدم أو يؤخر شيئا لانتهائها كدولة موحدة الأركان برحيل معمر القذافي ، وستظل على نفس الحال الفوضوي على الأقل لعقدين بعدما ولجتها اهتمامات مصر وتركيا والامارات وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأمريكا وإضافات أخرى قد تطرأ على مثل القائمة بمرور الزمن . تونس منكبة على قبول أو رفض الرئيس الذي أراد أن يكون ملكا غير متوج يحكم ولا أحد قادر على مشاركته ما يحكم به ، البارع في فن الخطابة الركيكة ، وواضع القرارت العاكسة المعكوسة ، التي يخالها تاريخية ، وهي مأخوذة من عصر ما قبل اختراع الكتابة . موريتانيا عاقلة لن تخوض غمار المتخبطين بوجهين مع وضد في آن واحد ، وهي على ثقافة الوضوح والميل لضبط المعروف بما يلزم من شروط نظافة الاجتهاد المنطلق من مبادئ ، تفرق ما بين الحق المتمسكة به ، والباطل الرافضة لمغرياته ، لا يهمها التقدم المسرع لمسك سراب مواقف تتغير وفق ظروف المصالح الذاتية لمن ألفوا نكران حقوق الشعوب ، بل ما تراه صوابا تتوجه صوبه ولو ببطء لكنها واصلة للهدف المنشود الجاعل منها دولة محترم
ة لحد اللحظة القافلة المُنتظر حضورها القمة ، لا شيء يجعلها مرتاحة تكون ، إن انحاز أحد أفرادها ، لكسر القاعدة المألوفة في مثل اللقاءات العربية على أعلى مستوى ، وأظهَرَ ما يُفرِح الشعوب بالإعلان عن المتأخِّر إعلانه ، أن الدول العربية اختار قادتها التحرُّر من قيود التبعية للسياستين الأمريكية والإسرائيلية ، آنذاك سيحصل أشد الارتباك ، وتُلاَمُ العراق عن تنظيمها مثل القمة ، الخارجة عن المُتَّفَق عليه مُسبقاً ، بعدم الخوض في أي مسألة ، تعيد للعرب كرامتهم وهيبتهم واستقلال قراراتهم واحترام كلمتهم ، الضائعة منذ ما يُقارب الثمانية عقود .
… عن الأردن والمعروف عنها ، مملكة يحاول عاهلها قدر الإمكان ، حفظها في منأى عن التوترات المؤدية لما لا يُحمد عقباه ، بتطبيق سياسة المهرجانات الصاخبة المُردِّدَة لشعارات الانتماء للعروبة ، المُتجدِّدة العبارات دون فقدان نفس المعنى ، تُوحِي بالاستنفار لخوض معركة شبيهة بتلك المروية في كتب التاريخ المبالغ فيه ، المكتوب عن شبه الجزيرة لإرضاء أشخاص مثل عبد العزيز الذي عيَّن نفسه ملكاً بمساعدة الانجليز ، وبعدها الانسحاب للكدح من أجل الحصول على المتاح من لقمة العيش ، وهكذا الأيام مُتداولة في مَلَلٍ يتعاظم مع حاضر ، لينمو مستقبلاً هو نفسه لكن في حلة جديدة ، وهكذا إلى ما شاء العلي القدير ، إسرائيل مطمئنة من الجانب الأردني ، لحين قادم حينما تتمكَّن (حسب تخطيطها) إخراج إيران من الساحة المنغِّصة حياتها ، بحدث جسيم قد يحدث بالتفاوض أو قعقعة السلاح ، والولايات المتحدة الأمريكية تاركة الأردن في حال سبيله تنظر اليه وكأنها سائحة في مملكة الضباب ، تتفرَّج على ذاك الاستعراض التقليدي ، والحرس البريطاني في حركات رتيبة لم تتغير منذ قرون ، وفريق منهم يعوِّض الأخر مهمة حماية القصور الملكية من أطماع اختراقها ، بل متحف في الهواء الطلق يعكس تقاليد بحزم البقاء ماسكاً بها كهدف أسمى ، حضور القمم والمشاركة في اجتماعات مهما تعدَّدت أسماؤها ، لن يغير في موقف الأردن الرسمي شيئا ، مع نفسه يظل كنظام ، وللباقي الكل على علم به ، فلا حاجة لإقحام تكرار الإشارة اليه . عن السودان الحديث لتعرية المستور يتطلب الإلمام بالحقائق كما هي والجرأة على طرحها جملة وتفصيلاً ، قد يكون البلد الوحيد الذي لم يستطع الغرب عامة والتي احتلته بريطانيا العظمى خاصة ، فهم عقلية أهله بالمرة ، فعاش هؤلاء في حيرة من طبع وطبائع قوم أساس وجودهم مُختصر في ثلاث أمور لا يستثنى أي أمر منها على الإطلاق ما داموا أحياء ، حكم نفسهم بنفسهم وفق اختياراتهم بعيدا عن تدخل الأجنبي في شؤونهم الخاصة ، حتى وحدتهم مع مصر فشلت وتقهقرت وتبددت وهي الأقرب إليهم جواراً ولغة وديناً لخصوصية عالمهم المعتمد على ما ذُكر ، المحاولون اختراق مثل العزلة ابتكروا المستحيل وما استطاعوا تفكيك تلك الثقافة المجتمعية الغير متكررة عبر العالم ، إلي أن حلت الامارات العربية المتحدة وعقلها على الذهب السوداني لتضرب الشقيق بشقيقه وتتربع من بعيد منتظرة أن يصفي أحدهما الآخر ، لتلج المعمعة وتحمل ذاك المنتوج الثمين بطرق شيطانية إلي حيث حليفتها إسرائيل تستثمره في مشاريع تطوير صناعاتها للأسلحة ، وهكذا السودان في حربه الأهلية إلى أن يتم ذوبان أصل أسبابها بعقلية هي المعيار لبقائه دولة ذات سيادة ، إذن القمة بالنسبة له إن حضرها بممثل عنه ، عبارة عن خبر عابر يتبخَّر بعد سُويعات من نشره . عن اليمن التعقيد المهيمِن عليه مؤقتاً ، أصله التعتيم لإخفاء مرارة الحال ، الناتج عن تجزئة أطرافه ، القائمة عليها ومباشرة كل من المملكة العربية السعودية ، وبنسبة ما زعيمة المتدخِّلين لامتصاص ما يمكن ولا يمكن مصه من منافع مادية كمعنوية لا فرق ، دويلة الامارات العربية المتحدة ، مصيبة مصائب المتعاملين معها ، أكانوا من نفس الشرق الأوسط أو دول شمال إفريقيا التي لم تتخلص منها إلا الجزائر، التي أغلقت أبوابها حيال مثل الفيروس ، الذي تبثُّه مشاكل بعدها فتن ، كلما دخلت بلداً بغطاء الاستثمار ، مستبدلة حصان طروادة بحمار . اليمن أن حضرت المؤتمر بما يُطلق عليه رئيس الحكومة الشرعية ، فسيكون حضورا ينقصه اليمن الحقيقي ، وليس القشور المصبوغة بالريال السعودي للعب دور الحارس لحدود المملكة الجنوبية لحد ما ، أما اليمن كيمن منكب بكل ثقة وفخر وإيمان بالدفاع عن آخر ما تبقى للعرب من دم الوجه ، لا يهم من يحكم صنعاء عروس المجد ونِعم العطاء ، كجيل وراء جيل من رجال ونساء ، فيهم البطل الشهم المغوار وما يطلق عليها لجمالها الخلقي حسناء الحسناء ، وبكلاهما تتحقق معادلة بقاء اليمن على مر العصور دوما في العلياء ، لا خوف عليها من جبروت الأعداء ، ولا من بيع أصول أصيلة كما يطمح لذلك مجمل الدخلاء ، لأسباب آخرها القضاء ، على رمز الهوية العربية منذ النشأة الأولى العالم بها رب المخلوقات بأمره جمعاء ، مهما كانت القناعات السائدة في محيط تلك العاصمة ، المعلوم عن اليمني أنه وتراب اليمن عملة واحدة تُصرف لصالح حياة اليمن وليس لإنهائها ، الحياة المشبعة بالحرية والسيادة على ممتلكات الشعب اليمني العظيم أرضاً وبحراً ، وهذا لا يُصان بقمة معظم المشاركين فيها يؤيدون ما تقوم به أمريكا وإسرائيل ، ما تعيدان به نفس إبادة أهل غزة ، ليخلو لهما الجو ، عبر امتداد ذاك المسلك المائي المعتبر الأهم للتجارة العالمية . إذن حكومة العراق ترتكب نفس الجاعل عملها مبني على تضييع الوقت في مسائل لا طائل منها ، تشييد بيت بلا أساس ما يهمها سوى السقف ، عساه يستقر في الهواء ولو للحظات تضاف لأعوام من الخيبة ، هيمنت على السياسة العراقية الرسمية ، بشدة تداخل مصالح غير العراقيين ، لأسباب لها علاقة بنهب الخيرات العراقية لأطول وقت ممكن ، كان على الحكومة العراقية التفكير المتبوع الفوري بالتنفيذ في تنمية قدرات الحكماء العراقيين أبناء الشعب العراقي الشريف ، دون الالتفات لمشاربهم الفكرية العقائدية السياسية ، والجلوس الند للند للبحث عن الحلول الأكثر قابلية لتصحيح الوضع ، مهما كان المجال عسكرياً أو مدنياً ، بعيداً عن المجاملة والمحاباة ، وليكن البدء الحقيقي بالتحقق من الهوية لتحديد المسؤوليات وليس لقطع الأرزاق ، لمثل المهمة العراق في حاجة إلى فريق من الرجال والنساء لا يخشون في الحق لومة لائم ، موضوعة بين أيديهم كدستور عمل ، قوانين تحدد بوضوح تام مبادئ لا يمكن تجاوزها البتة ، تجعل العراق فوق كل اعتبار ، ولا أحد فيه فوق القانون ، والكلمة الأولى و الأخيرة للشعب وليس لأي كان غير منتسب له . أما القمة التي لا تبعد عن كونها حفلة كلامية فلكلوريا لاستعراض عضلات بعض الحكام ، المرفوضين حقيقة من طرف شعوبهم ، فقضية أصبحت وبكل صراحة لا تطاق .
الثلاثاء 6 ماي سنة 2025
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في
سيدني – أستراليا
https://azlapress.blogspot.com
[email protected]
212770222634

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم المتحف اليهودي... وحروب الصورة
هجوم المتحف اليهودي... وحروب الصورة

المغرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغرب اليوم

هجوم المتحف اليهودي... وحروب الصورة

تقول الشرطة إن الشابّ الأميركي إلياس رودريغز، البالغ من العمر 30 عاماً، دون سجلٍّ إجرامي، وقالت وزيرة العدل إن التحقيقات حتى الآن تشير إلى أن الشابّ إلياس تصرّف بمفرده. هذا الشابّ الجامعي، الميّال للقصص التاريخية والخيالية، هو من قتل اثنين من أعضاء السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في قلب واشنطن، العاصمة الأميركية، بالقرب من البيت الأبيض والكابيتول الأميركي. إلياس رودريغز لم يهرب، وطلب الاتصال بالشرطة، ورفع الكوفية الفلسطينية، وهتف: من أجل فلسطين الحرّة. تمّ تداول رسالة مطوّلة، يُقال إنه كتبها قبل الهجوم بيوم واحد، خلاصتها أن الحادثة كانت ردّاً على الحرب الإسرائيلية في غزة. وجاء في مقاطع من الرسالة عن إسرائيل: «الإفلات من العقاب الذي نراه هو الأسوأ بالنسبة إلينا نحن القريبين من مرتكبي الإبادة الجماعية». الشابّ كما جاء في بعض التقارير كان منتمياً لـ«حزب الاشتراكية والتحرير» اليساري الراديكالي في أميركا، وأقرّ بيانٌ عن الحزب أن رودريغيز كان «لفترة وجيزة» من بين أعضائه سنة 2017، لكنه أكّد على «إكس» أن المشتبه به لم يعد ينتمي إلى صفوفه، وأنه لا صلة له بالهجوم المنفذ. ما يعني أنه ربما كان مشروع نسخة جديدة من «كارلوس» الفنزويلي، الذي كان عضواً بارزاً في جماعة وديع حدّاد الفلسطينية، المشهورة بخطف الطائرات والرهائن في السبعينات وبداية الثمانينات... لكن انتهت تجربته مبكّراً. ما يهمُّ هنا هو أن هذا الهجوم جاء بالتزامن مع حملة أوروبية على جرائم إسرائيل في غزّة وغير غزّة، وأزمة صامتة بين ترمب ونتنياهو، فهل تُخفّف الضغط على نتنياهو وجماعته من مدمني الحروب؟! وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر علّق على هجوم المتحف اليهودي في واشنطن، بالقول إن الدول الأوروبية شاركت بالتحريض على بلاده، ورفع ثقافة كراهية السامية (التهمة الدائمة لدى الخطاب الإسرائيلي ضد أي مخالف لهم)، قائلاً خلال مؤتمر صحافي: «هذا التحريض يُمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا»، في إشارة إلى المظاهرات الكبيرة في مدن عدّة حول العالم تنديداً بالعملية العسكرية في غزة. هجوم الشابّ الأميركي ذي الخلفية اليسارية - كما يبدو - على المتحف اليهودي، وقتل اثنين أمامه، إشارة خطيرة على تفاعل المجتمعات الغربية مع حرب غزّة، وأن التفويض الدائم لإسرائيل بالعمل العسكري والأمني من دون حدود وقيود، ربما لم يعد قائماً كما في السابق. غير أن أخشى ما يُخشى منه، كما ذُكر هنا قبل أيام، التفريط بهذه المكاسب المعنوية والسياسية والقانونية للضغط على إسرائيل نتنياهو، وإجبارها على حلّ الدولتين، أو مقاربة شبيهة بها، التفريط من خلال تواتر عمليات من هذا النوع حول العالم ضد اليهود، ما يجعل نتنياهو ورجاله يظهرون أمام العالم الغربي، بخاصة الأوروبي، بمظهر الضحية من جديد، ضحية «الأوروبي» النازي من قبل وأفران المحرقة... فضلاً عن «لا أخلاقية» استهداف المدنيين، من أهالي غزّة أو من أي يهودي مدني في العالم، أو أي مدني في هذه الدنيا.

بايدن المريض
بايدن المريض

المغرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • المغرب اليوم

بايدن المريض

على مدى أيام السباق الرئاسى الأمريكى فى السنة الماضية، كان الرئيس ترمب لا يتوقف عن السخرية من بايدن، وكان يسميه: بايدن النعسان!. وعندما جرى الإعلان مؤخرًا عن مرض الرئيس السابق تعاطف معه ترمب للمرة الأولى، وانقلب ساكن البيت الأبيض السابق من بايدن النعسان إلى بايدن المريض الذى يواجه المرض الخبيث، فلما قيل إنه يعانى نوعًا شرسًا من المرض الذى وصل إلى عظامه، ازداد تعاطف ترامب معه وقال إنه وزوجته يتعاطفان ويتمنيان الشفاء. وعندما يمرض الرئيس السابق لأقوى دولة بمرض صعب وهو فى هذه السن المتقدمة، فلا بد أنه سيحظى بتعاطف الأمريكيين وغير الأمريكيين، إلا العرب، وإلا الفلسطينيين بين العرب، الذين سيجدون حاجزًا يصدهم عن إبداء التعاطف. لست بالطبع مع الذين سوف يسارعون إلى القول بأن مرضه عقاب إلهى، أو أن السماء تعاقبه على موقفه المتخاذل تجاه الأطفال والنساء والمدنيين عمومًا فى قطاع غزة.. لست مع ذلك لأنى لا أرتاح لاستدعاء الدين إلى كل تفصيلة من تفاصيل الحياة، ولأن الاستدعاء من هذا النوع ينقلب إلى إقحام للدين، لا مجرد استدعاء له إلى ما يجب ألا يكون طرفًا فيه.. ولكن هذا لا ينفى أن كثيرين فى المنطقة وفى خارجها سوف يجدون صعوبة كبيرة فى التعاطف مع الرئيس الأمريكى المريض. فلقد أمضت إسرائيل 15 شهرًا كاملة تقتل الناس فى القطاع، وتنسف بيوتهم، بينما بايدن فى البيت الأبيض لا يحرك ساكنًا، بل ويبادر إلى إرسال السلاح الذى لولاه ما كان فى مقدور جيش الاحتلال الإسرائيلى أن يصل بضحاياه إلى 53 ألف فلسطينى، فضلًا عن أعداد مُضاعفة من الجرحى، والمصابين، والمشردين فى كل ركن من أركان غزة. كان فى إمكانه أن يمنع المأساة الغزاوية من التمدد إلى ما تمددت إليه، وكان فى إمكانه أن يُلوح بما لوّح به ترامب، فأرغم حكومة التطرف فى تل أبيب على السماح بإدخال المساعدات إلى الذين إذا لم يموتوا بالرصاص ماتوا من الحصار والتجويع.. كان هذا فى إمكان بايدن، لولا أنه خذل كل معنى إنسانى فى أرض فلسطين. تحاول أن تتعاطف مع رجل كان هذا سلوكه مع الفلسطينيين العُزل فلا تستطيع، وتحاول أن تتطلع إليه بعين العطف وهو فى محنته فلا تطاوعك نفسك.. ليس هذا تشفيًا فى الرئيس السابق المريض بالتأكيد، ولا ابتهاجًا بمرضه.. لا.. ولكن إذا كان الموضوع موضوع فلسطين، فسوف يظل بايدن المتخاذل يتقدم على بايدن المريض.

ما صحة الاتهامات التي وجهها ترامب لرئيس جنوب أفريقيا خلال لقائهما في البيت الأبيض؟ بي بي سي تقصي الحقائق
ما صحة الاتهامات التي وجهها ترامب لرئيس جنوب أفريقيا خلال لقائهما في البيت الأبيض؟ بي بي سي تقصي الحقائق

الأيام

timeمنذ 2 ساعات

  • الأيام

ما صحة الاتهامات التي وجهها ترامب لرئيس جنوب أفريقيا خلال لقائهما في البيت الأبيض؟ بي بي سي تقصي الحقائق

Getty Images في مشهد مشحون بالتوتر داخل البيت الأبيض، يوم الأربعاء، وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اتهامات مثيرة للجدل بشأن ما قيل عن استهداف المزارعين بيض البشرة في بلاده. بدأ اللقاء بين الرئيسين بأجواء اتسمت بالود والمرح، لكن سرعان ما اتخذ اللقاء منحى مختلفاً عندما طلب ترامب من فريقه عرض مقطع فيديو يُظهر في معظمه أحد المعارضين البارزين في جنوب أفريقيا، يوليوس ماليما، وهو يردد أغنية يحثّ فيها على العنف ضد المزارعين بيض البشرة. كما اشتمل الفيديو على مشاهد أظهرت صفوفاً من الصلبان، ادعى ترامب أنها تشير إلى موقع دُفن فيه مزارعون بيض البشرة بعد قتلهم، كما سلّم ترامب للرئيس رامافوزا نسخاًً من مقالات ادعى أنها توثّق حالات عنف مستشرية تستهدف الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. ولطالما لجأ داعمو إدارة ترامب إلى المبالغة في طرح الادعاءات الرامية إلى ممارسة العنف ضد الأقلية البيضاء، ومن أبرز هؤلاء الداعمين، إيلون ماسك، والمذيع السابق في قناة فوكس نيوز، تاكر كارلسون، الذي قدّم تقارير بشأن ما وصفه بإبادة جماعية مزعومة خلال الولاية الأولى للرئيس، وقد ثبت أن بعض هذه الادعاءات غير صحيح على نحو جلي. هل تدل صفوف الصلبان على قبور مزارعين بيض البشرة؟ YouTube أشار ترامب إلى هذه الصورة المأخوذة من مقطع يظهر صفوفاً من الصلبان على طريق ريفي تضمّن المقطع الذي عرضه ترامب في المكتب البيضاوي مشاهد لصفوف من الصلبان البيضاء تمتد على جانب طريق ريفي، وقال ترامب: "هذه مواقع دفن هنا، إنها مدافن، أكثر من ألف مزارع أبيض". بيد أن تلك الصلبان لا تدل على قبور حقيقية، فالفيديو يعود لاحتجاجات نُظّمت تنديداً بمقتل زوجين من المزارعين بيض البشرة هما، غلين وفيدا رافيرتي، كانا قد قُتلا رمياً بالرصاص في مزرعتهما، بعد تعرّضهما لكمين عام 2020. وتداول مستخدمون المقطع عبر منصة يوتيوب بتاريخ السادس من سبتمبر/أيلول، أي في اليوم التالي للاحتجاجات. وقال روب هوتسون، أحد منظّمي الفعالية، لبي بي سي: "لم يكن الموقع مقبرة، بل كان نُصباً تذكارياً"، مضيفاً أن الصلبان وُضعت كـ "نصب تذكاري مؤقت" تكريماً للزوجين. Google صورة من خدمة "غوغل ستريت فيو" ملتقطة في مايو/أيار 2023، وتظهر أن الصلبان لم تعد قائمة في المكان ولفت هوتسون إلى أن الصلبان جرى تفكيكها لاحقاً. واستطاع فريق بي بي سي لتقصي الحقائق تحديد الموقع الجغرافي للفيديو، وتبين أنه في منطقة ضمن مقاطعة كوازولو-ناتال، بالقرب من مدينة نيوكاسل، وتُبيّن صور خدمة "غوغل ستريت فيو" الملتقطة في مايو/أيار 2023، أي بعد قرابة ثلاث سنوات من نشر الفيديو، أن الصلبان لم تعد قائمة في المكان. هل وقعت إبادة جماعية بحق مزارعين بيض البشرة؟ Getty Images قال ترامب خلال الاجتماع: "كثيرون يساورهم القلق بشأن ما يحدث في جنوب أفريقيا. لدينا العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يتعرضون للاضطهاد، ويهاجرون إلى الولايات المتحدة، ولذلك نقبل طلبات من عدة أماكن إذا شعرنا بوجود اضطهاد أو إبادة جماعية". كان ترامب قد أدلى سابقاً، في عدة مناسبات، بتصريحات بشأن موضوع "إبادة بيض البشرة"، ويبدو أنه كان يشير إلى هذا الأمر. فخلال مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق الشهر الجاري، قال: "هذه إبادة جماعية تحدث الآن"، في إشارة إلى مقتل مزارعين بيض البشرة في جنوب أفريقيا. وتُعدّ جنوب أفريقيا من بين الدول الأعلى عالمياً من حيث معدلات القتل. ووفقاً لإحصائيات خدمة شرطة جنوب أفريقيا، شهد العام الماضي ما يزيد على 26 ألف حالة قتل. من بين هذه الحالات، بلغ عدد القتلى داخل مجتمع المزارعين 44 شخصاً، من بينهم ثمانية مزارعين. ولا تتضمن الإحصائيات العامة المتاحة لدينا تصنيفاً لهذه الأرقام بحسب العِرق. وعلى الرغم من ذلك، فهي لا تقدم دليلاً يدعم الادعاءات المتكررة التي أدلى بها ترامب بشأن "إبادة بيض البشرة". وفي شهر فبراير/شباط، رفض قاضٍ من جنوب أفريقيا فكرة حدوث إبادة جماعية، ووصفها بأنها "وهمية على نحو واضح" و"غير واقعية". ويجمع اتحاد الزراعة في ترانسفال، الذي يمثل المزارعين، بيانات تقدم نظرة بشأن الهوية العرقية للضحايا، ويعتمد الاتحاد على تقارير وسائل الإعلام، ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي، وتقارير أعضائه. وتشير أرقام الاتحاد للسنة الماضية إلى حدوث 23 حالة قتل لأفراد بيض البشرة خلال هجمات على المزارع، فضلاً عن مقتل 9 من أصحاب البشرة السوداء. وحتى الآن خلال هذا العام، سجّل اتحاد ترانسفال الزراعي مقتل ثلاثة من ذوي البشرة البيضاء، وأربعة من ذوي البشرة السوداء في مزارع جنوب أفريقيا. هل دعا مسؤولون في جنوب أفريقيا إلى العنف ضد مزارعين بيض البشرة؟ Getty Images انفصل يوليوس ماليما عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في عام 2012، وشكل لاحقاً حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" عرض ترامب، خلال اللقاء المتوتر، مقاطع من تجمعات سياسية شارك فيها الحضور بأداء أغنية "اقتل البور"، وهو مصطلح في جنوب أفريقيا يشير إلى المزارعين من أصل أوروبي، وهي أغنية مناهضة للفصل العنصري يصفها النقاد بأنها تحث على العنف ضد المزارعين بيض البشرة. وكانت محاكم جنوب أفريقيا قد وصفت هذه الأغنية بأنها دعوة تحض على الكراهية، إلا أن أحكاماً قضائية حديثة قضت بجواز غنائها قانونياً في التجمعات، واعتبر القضاة أنها تعبر عن وجهة نظر سياسية ولا تحرض مباشرة على العنف. وادعى ترامب أن الذين كانوا يقودون الغناء "مسؤولون" و"أفراد يشغلون مناصب حكومية". وكان من بين الذين قادوا التجمع يوليوس ماليما، الذي سبق له قيادة جناح الشباب في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، وكان قد غادر الحزب في عام 2012 ولم يشغل أي منصب رسمي في الحكومة، ويتزعم حالياً حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية"، الذي حصل على نسبة 9.5 في المئة في انتخابات العام الماضي، ودخل صفوف المعارضة ضد التحالف الحزبي الجديد متعدد الأحزاب. ورداً على اتهامات ترامب، أكد رامافوزا أن حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" يُعد "حزباً صغيراً لأقلية"، مشيراً إلى أن "سياسة حكومتنا تتعارض تماماً مع التصريحات التي أدلى بها". في الفيديو، سُمع شخص آخر يغني عبارة "أطلق النار على البور" في تجمع آخر. إنه الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي انتهت ولايته في 2018، ويعود الفيديو إلى عام 2012 عندما كان يشغل منصب الرئاسة، وكان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد تعهد بالتوقف عن أداء هذه الأغنية في وقت لاحق. وقد غادر زوما حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لاحقاً، ويتزعم حالياً حزب "رمح الأمة" المعارض، الذي حصل على ما يزيد على 14 في المئة من الأصوات في انتخابات العام الماضي. ما هي الوثائق التي عرضها ترامب كأدلة؟ Reuters ترامب يعرض مجموعة من المقالات التي تدعي أنها الدليل على قتل مزارعين بيض البشرة عرض ترامب، خلال اللقاء، عدداً من المقالات التي ادعى أنها تقدم دليلاً على قتل مزارعين بيض البشرة في جنوب أفريقيا. وظهرت صورة واضحة أثناء حديث ترامب الذي قال: "انظروا! هنا مواقع دفن منتشرة في كل مكان. هؤلاء جميعهم مزارعون بيض البشرة دُفنوا". وتبين أن الصورة ليست من جنوب أفريقيا، بل هي فعلياً من تقرير عن قتل النساء في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد تحققت خدمة بي بي سي لتقصي الحقائق من الصور، مؤكدة أنها مقتطفة من فيديو لوكالة رويترز للأنباء جرى تصويره في مدينة غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية في فبراير/شباط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store