logo
من غزة إلى اليمن وقبلهما إيران.. هل يحتمل الجيش الإسرائيلي القتال على كل الجبهات؟

من غزة إلى اليمن وقبلهما إيران.. هل يحتمل الجيش الإسرائيلي القتال على كل الجبهات؟

اليمن الآنمنذ 6 ساعات

تواجه إسرائيل تحديًا غير مسبوق في قدرتها على خوض معركة متعددة الجبهات، في ظل الضربة الأخيرة التي وجهتها لإيران واحتمال رد واسع.
مع انطلاق الضربة الإسرائيلية ضد إيران فجر الجمعة، دخلت إسرائيل رسميًا في مرحلة مواجهة مفتوحة مع خصمها الإقليمي الأخطر. لكن التصعيد مع طهران لا يُقرأ فقط من زاوية الرد الإيراني المتوقع، بل يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال استراتيجي ملحّ: هل يستطيع الجيش الإسرائيلي، في ظل ظروفه الحالية، تحمّل حرب متعددة الجبهات؟
السؤال لا يبدو نظريًا، فمؤشرات التعب والتحديات الداخلية تتزايد، من جبهة غزة المفتوحة منذ أشهر، إلى الحدود الشمالية المتوترة، إلى القلق من تصعيد في الضفة الغربية، وصولًا إلى دخول الساحة الإيرانية في قلب المعادلة العسكرية.
الجيش يسحب من غزة لتعزيز جبهات أخرى
بحسب ما أفادت به القناة 14 الإسرائيلية، بدأ الجيش الإسرائيلي بسحب بعض قواته من قطاع غزة، بغرض إعادة توزيعها على جبهات أخرى تحسبًا لرد إيراني وشيك. هذا الإجراء، الذي لم تُعلن تفاصيله كاملة، يعكس إدراكًا داخل القيادة العسكرية لحجم الضغط المحتمل في حال اتسعت رقعة المواجهة.
إسرائيل، التي كانت تُركّز جهودها على قطاع غزة في محاولة لإنهاء "تهديد حركة حماس"، تجد نفسها الآن مطالبة بتأمين جبهات متعددة، من الشمال إلى البحر الأحمر، مرورًا بجبهات داخلية غير مستقرة.
أزمة التجنيد
من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسة العسكرية اليوم، ما وصفته صحف إسرائيلية بـ"أزمة التجنيد الأكبر في تاريخ الدولة". فالنقاش حول قانون إلزام الخدمة العسكرية لليهود الحريديم (المتدينين) عاد إلى الواجهة، وسط معارضة قوية من الأحزاب الدينية، ما جعل الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو عرضة لهزات سياسية داخل الكنيست.
هذه الأزمة تنعكس مباشرة على القدرة على التوسع في القوة البشرية، في وقت أُنهكت فيه وحدات الاحتياط نتيجة طول أمد العمليات المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والتي زادت من استنزاف الجيش على جبهات متعددة.
أظهرت تقارير دولية، أبرزها في فايننشال تايمز، أن عددًا من جنود الاحتياط بدأوا في الامتناع عن تلبية الاستدعاءات العسكرية، إما احتجاجًا على غموض الأهداف في غزة، أو نتيجة الإنهاك الجسدي والنفسي المتراكم.
بعض هؤلاء تحدّثوا بشكل علني عن شعورهم بأنهم "يقاتلون بلا استراتيجية واضحة"، وأن الحكومة الحالية "توظف الحرب سياسيًا"، لا سيما مع تزايد الأصوات المعارضة لسياسات نتنياهو وتعامله مع ملف الرهائن في غزة.
نتنياهو في عين العاصفة الداخلية
رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه اليوم ضغوطًا متراكمة، لا من الخارج فقط، بل من قلب الشارع الإسرائيلي. آلاف المتظاهرين خرجوا في تل أبيب ومدن أخرى مطالبين باتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس، ووقف الحرب التي طالت دون نتائج ملموسة.
كما تعاني حكومة نتنياهو من انقسامات حادة حول كيفية التعامل مع إيران، وسط مخاوف من أن تؤدي المواجهة الإقليمية إلى انهيار داخلي في حال لم تُحسم سريعًا.
مواجهة إيران: تهديد رد واسع
في مقابل الغموض الإسرائيلي حول حدود العملية ضد إيران، يبدو أن رد طهران بدأ متدرّجا، لكن تصريحات كبار مسؤوليها بأن أبواب جهنم قد فُتحت وأن "العدو سيندم على فعلته"، فثمة خشية من أن يشمل الرد الإيراني حلفاء إقليميين وخاصة الحوثيين، ما يضع الجيش الإسرائيلي أمام اختبار قدرته على المناورة والردع في الوقت نفسه.
هذا الجيش، الذي لطالما تفاخر بقدرته على خوض حروب قصيرة وحاسمة، يجد نفسه اليوم محاطا بجبهات مشتعلة، وواقع داخلي يتآكل تحت وطأة التحديات السياسية والاجتماعية.
الضربة ضد إيران قد تحمل رسائل ردع قوية، لكنها تفتح أيضًا بابًا لمخاطر قد تكون أعقد من القدرة على إدارتها. والسؤال الذي يبقى مطروحًا هو: هل تكفي القوة العسكرية وحدها لمواجهة التهديد، حين تكون الجبهة الداخلية أكثر هشاشة من أي وقت مضى؟

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإرياني: ما تتعرض له إيران اليوم نتيجة طبيعية لسياساتها التخريبية وميليشيا الحوثي سائرة نحو نهايتها المحتومة
الإرياني: ما تتعرض له إيران اليوم نتيجة طبيعية لسياساتها التخريبية وميليشيا الحوثي سائرة نحو نهايتها المحتومة

اليمن الآن

timeمنذ 35 دقائق

  • اليمن الآن

الإرياني: ما تتعرض له إيران اليوم نتيجة طبيعية لسياساتها التخريبية وميليشيا الحوثي سائرة نحو نهايتها المحتومة

قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني إن ما تشهده إيران اليوم من تصعيد ضدها هو نتيجة طبيعية لعقود من السياسات العدوانية التي زرعت فيها طهران الفوضى في المنطقة وسلّحت الميليشيات وأشعلت الحروب بالوكالة، مؤكداً أن "من يشعل الحريق في بيت جيرانه لا ينجو من لهيبه". وأضاف الإرياني في سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصة "X" أن إيران اختارت نهج التصعيد الدائم ورفضت التعايش السلمي مع محيطها، وصدّرت أزماتها إلى دول المنطقة عبر ميليشيات طائفية كان اليمن أكثر من دفع الثمن لها دماً ودماراً وتشريداً. وأشار الإرياني إلى أن النظام الإيراني راهن على أدواته في اليمن ولبنان والعراق وسوريا معتقداً أنه سيبقى في الظل بلا حساب، لكنه – بحسب تعبيره – "وهم استراتيجي سقط وانكشفت أكذوبته بعدما ارتدت مخططاته عليه". وأكد الوزير أن الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي كان السبب الرئيسي في دمار اليمن وانقلابها على الدولة، مشدداً على أن "خلاص اليمن يبدأ من اجتثاث هذه الأداة الإجرامية وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها"، مضيفاً أن "بقاء الميليشيا هو استمرار للفوضى التي صنعها النظام الإيراني في المنطقة". واختتم الإرياني تصريحه بالتأكيد على أن المعطيات تشير إلى أن ما تبقى من أذرع إيران في المنطقة، وفي مقدمتها ميليشيا الحوثي، سائرة نحو نهايتها المحتومة بعد أن فقدت غطاءها وانهارت "أساطيرها" على حد وصفه.

الحرب على الإعلام!!.. إيران تنذر إسرائيل بقصف القناتين الـ12 والـ14 وتطالب الموظفين بالإخلاء
الحرب على الإعلام!!.. إيران تنذر إسرائيل بقصف القناتين الـ12 والـ14 وتطالب الموظفين بالإخلاء

اليمن الآن

timeمنذ 35 دقائق

  • اليمن الآن

الحرب على الإعلام!!.. إيران تنذر إسرائيل بقصف القناتين الـ12 والـ14 وتطالب الموظفين بالإخلاء

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: أصدر الحرس الثوري الإيراني، انذارًا بالإخلاء لموظفي قناتي 12 و14 الإسرائيليتين ردًا على قصف التلفزيون الايراني. وتعرضت المذيعة الإيرانية، سحر إمامي، للقصف الجوي على الهواء مباشرة، من قبل الطيران الإسرائيلي، أثناء إذاعة نشرت الأخبار في التلفزيون الرسمي الإيراني. وانقطع الاتصال بهوائي البث لعدة دقائق، كما انقطعت الاتصالات اللاسلكية، بعد وقت قصير عادت الأمور إلى طبيعتها نسبيًا، ويُبث البرنامج العام للتلفزيون الإيراني من استوديوهات أخرى، وتحديدا الاستوديو الاحتياطي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. وعادت المذيعة سحر إمامي، على شاشة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، إلى البث المباشر للشبكة الإخبارية. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن المبنى الزجاجي الذي يضم الإدارة والمساعد السياسي للتلفزيون الإيراني، كان مستهدفًا من قبل القوات الإسرائيلية. وأعلنت إدارة العلاقات العامة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: "في حال حدوث أي انقطاع في استقبال إشارة أي من شبكات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الإقليمية أو الوطنية، يرجى متابعة البث عبر التلفزيون". بدورها أكدت القوات الجوية الإسرائيلية، إنها ستواصل مهاجمة الأهداف العسكرية في وسط إيران. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، لقطات من الطائرات المقاتلة التي أقلعت لشن هجمات في إيران خلال الـ24 ساعة الماضية.

عملية 'سرّية ومعقدة' لتهريب وإعادة وزير إسرائيلي اندلعت الحرب وهو في الخارج تثير غضبًا وانتقادات في إسرائيل
عملية 'سرّية ومعقدة' لتهريب وإعادة وزير إسرائيلي اندلعت الحرب وهو في الخارج تثير غضبًا وانتقادات في إسرائيل

اليمن الآن

timeمنذ 35 دقائق

  • اليمن الآن

عملية 'سرّية ومعقدة' لتهريب وإعادة وزير إسرائيلي اندلعت الحرب وهو في الخارج تثير غضبًا وانتقادات في إسرائيل

وزير الهجرة الإسرائيلي، أوفير سوفر برّان برس: كشفت وسائل إعلام عبرية، الاثنين 16 يونيو/حزيران 2025، عن تفاصيل عملية 'سرية ومعقدة' لتهريب وإعادة وزير الهجرة الإسرائيلي، أوفير سوفر، الذي قالت إن شرارة الحرب مع إيران اندلعت وهو في زيارة لأذربيجان، لحضور ندوة شبابية هناك، ما استدعى تنفيذ العملية لإعادته خشية تعرضه لانتقام عناصر إيرانية. وقال الإعلام العبري إن العملية كانت معقدة؛ لأن مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب مغلق منذ إطلاق العملية الحربية، حيث نقل "سوفر" إلى اليونان بطائرة مدنية في رحلة اكتنفتها السرية، ثم نُقل بطائرة أخرى إلى مدينة لارنكا القبرصية، ومن هناك بقافلة سيارات دبلوماسية إلى ليماسول، قبل نقله إلى إسرائيل بقارب خاص استأجرته الوكالة اليهودية خصيصاً له، ولعدد من قادتها. وأضافت أن 'سوفر وصل إلى شواطئ حيفا في وقت كانت تشهد فيه قصفاً بالصواريخ الإيرانية؛ فطوَّقت قوات سلاح البحرية القارب عدة ساعات، حتى هدأ الهجوم، ودخل الوزير إلى الميناء ومنه إلى بيته في الجليل'. وينتمي 'سوفر' لحزب "الصهيونية الدينية" الذي يقوده وزير المالية اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش. وكان قد توجَّه إلى أذربيجان للمشاركة في ندوة للشباب اليهودي، نظمتها الوكالة اليهودية هناك، يوم الجمعة. وحسب مقربين منه، أصيب سوفر بالصدمة عند اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران فجر اليوم نفسه، واستغرب من عدم إبلاغه بالأمر قبل سفره، وعبَّر عن امتعاضه من أعضاء المجلس الوزاري المصغر الذين صدَّقوا على الحرب بكل تفاصيلها، دون أن يفكروا فيه أو يثنوه عن السفر؛ خصوصاً أن الندوة المذكورة كانت حدثاً محدوداً يسهل تأجيله، أو على الأقل الاعتذار عن عدم مشاركة الوزير فيه. وأشار المقربون منه إلى أن أذربيجان دولة مجاورة لإيران، وتعج بالمواطنين الإيرانيين، وأن وجود وزير إسرائيلي فيها ومشاركته في نشاط علني كهذا يعرضه للخطر. ومع ذلك، لم يكلف أحد في أجهزة الأمن، أو حتى رئيس الحزب سموتريتش، نفسه، عناء إخباره بأن زيارته ستكون محفوفة بالمخاطر. ولكن وسائل الإعلام أشارت إلى أن سموتريتش، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدأوا نشاطاً مكثفاً لإعادة سوفر إلى إسرائيل. وتولَّت المخابرات في أذربيجان مهمة حمايته، فحظرت خروجه من الفندق إلى حين إتمام خطة العملية السرية لإخراجه من البلاد. ولفتت إلى أنه في الوقت الذي وصل فيه 'سوفر'، كانت تدور صراعات متوترة بين وزارتَي المواصلات والمالية حول وجود 150 ألف مواطن إسرائيلي في الخارج، بينهم شخصيات عامة، ورؤساء سلطات محلية، وأصحاب مناصب حساسة في الجهازين العام والأمني. وقد طلبت وزيرة المواصلات إعادتهم بجسر جوي على نفقة الدولة، باعتبار أنهم علقوا في الخارج بسبب قرار الدخول في حرب. لكن سموتريتش رفض تخصيص التمويل، بدعوى أن تكاليف العودة 'جزء من الثمن الذي يجب أن يدفعه الشعب، في حرب غايتها حماية أمن إسرائيل'. وتفادياً لإطالة هذا النقاش، رتَّب الجيش إعادة الشخصيات الأمنية الحيوية باستخدام طائرات نقل عسكرية. ولكن عندما تكشَّف أن 'سموتريتش' لم يتردد في تمويل عودة وزير من حزبه، رضخ لطلب وزارة المواصلات ووافق على تمويل الجسر الجوي. تلك العملية السرِّية التي كشفتها وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الاثنين، أثارت أيضاً انتقادات واتهامات للحكومة بإهمال المواطنين العاديين. وتعمل وزارة المالية حالياً على تمويل جسر جوي لإعادة نحو 150 ألف سائح إسرائيلي منتشرين في شتى أصقاع الأرض، وينتظرون العودة، وسط قلق من خطر التعرض لأعمال انتقامية. وفي وقت مبكر من صباح الجمعة 13 يونيو/حزيران، أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة عسكرية وُصفت بـ"الاستباقية"، حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين. وردًا على هذه الضربات، شنت القوات الإيرانية مساء الجمعة سلسلة هجمات بأكثر من 200 صاروخ جوي استهدفت مناطق متفرقة في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 63 آخرين، وفقًا للإسعاف الإسرائيلي. اسرائيل ايران حيفا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store